أخلاق المعلم | مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة

أخلاق المعلم | مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة - مجالس الطيبين
أنا منكم مثل الوالد للولد هذه الحالة النبوية ينبغي أن يستمع إليها كل معلم وأن يتجاوز كل المشكلات التي يعيشها وأن ينشئ علاقة بينه وبين تلاميذه وأن يعي ما أقامه الله فيه من غير يأس من الإصلاح لأن كثيرا من الناس قد يصلون إلى مرحلة اليأس يفعل هذا لوجه الله. تاسعا: سيدنا رسول الله، والعجيب أنه سيرى التوفيق والسداد والنتائج
المبهرة من أقرب طريق وفي أقصر وقت، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه صحابته: ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما زجرني ولا عنفني ولا وبخني، يعني لم يشتد علي، ومعناها أنه لم يعجل علي معناها أنه لم يقصد أن يتسلط علي ولا ضربني
ولا شتمني وقال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ليس هناك نهر أو في المعجم يقول كهرني أي نهرني يعني شتمه سبه ضربه عاقبه كل هذه معان لا والله لا كهرني لم يضربني ولم يشتمني وقال هذا معاوية بن الحكم رضي الله تعالى عنه كان قد جاء ووقف في الصف يعني أن هذا الحديث
له قصة وقف في الصف فعطس أحد المصلين فقال له يرحمك الله لم يكن منتبها إلى أن الإنسان عندما يعطس في الصلاة لا يرد عليه أحد فوجد عليه وشعر بشيء فرمى القوم بأبصارهم إليه فابتدأ يحدث له شيء من الاضطراب ولكنه قال لهم وهو في الصلاة لم تنظرون إلي ألا تعلمون أن الصلاة لا يتكلم فيها وكانت الصلاة قبل ذلك يجوز أن يحدث فيها هذا أن نقول عندما يعطس أحدهم فيقول يرحمك الله والآخر يقول والله أنت تنظر إلي لماذا هكذا شيء من هذا
القبيل حتى نزل قوله تعالى وقوموا لله قانتين فقاموا ساكتين وجاء رسول الله فعلمه هذا أن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيح وتهليل وتحميد فوالله ما زجرني ولا ضربني ولا شتمني، تربية يبقى التربية والتعليم جدا أن نعيش هذه المعاني، النبي صلى الله عليه وسلم عن عمرو بن مرة في حديث آخر قال لي النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ
علي، يريد أن يسمع القرآن من غيره، كان سيدنا رسول الله يحب أن يسمع القرآن من غيره ويوجه الناس ويقول من أراد أن يسمع القرآن أنزل فليسمعه بقراءة ابن أم عبد وهو عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، كان عبد الله بن مسعود متقنا للقرآن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب تلاوته ويحب أن يستمع إليه وكان يبكي أيضا من تلاوة عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وأرضاه ففي مرة وهو مع عمرو بن مرة قال له يا عمرو اقرأ علي قلت اقرأ عليك وعليك نزل
قال فإني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال أمسك يعني كفى هكذا فإذا عيناه تذرفان أي تدمعان من أنه يعني سمع من القرآن شيئا يخص نفسه، علاقة بين الطالب وبين الأستاذ أولا أعطاه الثقة في نفسه، ثانيا
أنه يحب أن يسمع القرآن من غيره، هذا نوع من أنواع التدريب فكان يدربه، ونحن أيضا يمكن لنا أن ندرب طلابنا وألا نوقفهم عند حد التلقي بل حد التفاعل مع المعلم وعن السائب بن عبد الله قال جيء بي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم فتح مكة، جاء بي عثمان بن عفان وزهير فجعلوا يثنون علي فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعرفوني
به قد كان صاحبي في الجاهلية قبل النبوة كان السائب ابن عبد الله كثيرا ما يمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلم منه الخير وكان يتعلم منه أخلاقا كثيرة حميدة. فلما جاء السائب مع سيدنا عثمان مع زهير من الصحابة جلسوا يكلمونه عن محاسن أخلاق السائب، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال إنني أعرفها فقال يا سائب سيدنا رسول الله انظر إلى أخلاقك التي كنت عليها وكنت تصنعها في الجاهلية فاجعلها في الإسلام
أكرم الضيف وأكرم اليتيم وأحسن إلى جارك يعلمونا أن حسن الخلق ليس له علاقة في ذاته بالدين فإذا كنت حسن الخلق وأنت غير مسلم فلتكن حسن الأخلاق مسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا هذا كثيرا أن التربية ينبغي أن تكون عامة وينبغي أن تكون الأخلاق شائعة عند المسلمين وعند غير المسلمين في تنوع في الوطن لا بد أن يكون منهج الأخلاق واحدا، والقيم لا بد أن تكون واحدة بين الجميع، أما
قضية الدين فهذه قضية تتعلق بالعقيدة قضية تتعلق بالرؤية الكلية للإنسان والكون والحياة وما قبل ذلك وما بعد ذلك قضية تتعلق بموقفنا من الألوهية أو بما ينجي الإنسان يوم القيامة لكن الأخلاق مردها إلى هذا المجتمع وإلى هذه التربية انظر أخلاقك التي كنت تصنعها في الجاهلية فاجعلها في الإسلام وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا ويقول خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا، وكان يقول أحسن الأشياء الخلق الحسن، خالقوا الناس بخلق حسن. كان يهتم كثيرا بهذه التربية، إذن فنحن
معنا كنز عظيم علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ابتداء من الأمر بالعلم: من سلك طريقا يلتمس فيه علما يسر الله له طريقا إلى الجنة يعني ما هذا؟ هذا كلام لم يقله أحد في العالمين في شأن العلم، معناه أنك وأنت تسير كمعلم إلى المدرسة فكأنك تذهب إلى الجنة، وأنت تسير من أجل أن تشتري كتابا أو تطلع على كتاب في مكتبة أو تبلغ كتابا لغيرك فكأنما وصلت إلى الجنة والتربية والتعليم والأخلاق هي المنظومة التي ينبغي
أن نصبر عليها إلى لقاء آخر، أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.