إطلالة حول الخلوة وشروطها وأدابها ومتى تكون | الدروس الشاذلية | حـ 26 | أ.د علي جمعة

إطلالة حول الخلوة وشروطها وأدابها ومتى تكون | الدروس الشاذلية | حـ 26 | أ.د علي جمعة - الصديقية الشاذلية, تصوف
يقول: نقرأ في كتب القوم عن الخلوة وفوائدها تخرج من فضيلته من زيادة القرء الضوئي عليها ومتى يحتاج المريض للخلوة. الخلوة معناها أن يختلي الإنسان بنفسه، والخلوة عند الإمام الشافعي هي نوع
من أنواع الاعتكاف الذي لا يحتاج إلى صيام، ولذلك قال أن الاعتكاف إذا دخلت المسجد بحيث أنك تختلي. مع ربك بنفسك في صلاتك في ذكرك في تلاوتك عندما تكون أنت خالياً من الناس مع ربك، ولكن أبو حنيفة يرى أنه لا بد من يوم وليلة أقل لهذا الاعتكاف الذي يسميه أهله التصوف بالخلوة، فالاعتكاف هو لله رب العالمين وفي محاسبة للنفس، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فيه نوع. من أنواع الذكر فيه نوع من أنواع اتباع النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يتحنث الليالي ذوات العدد في غار حراء فيذهب إلى مكان مرتفع إلى مكان بعيد
إلى مكان مستقل ثم يتعبد فيه ويتأمل ويتفكر الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض الليالي ذوات العدد ذوات العدد ولذلك كان يخرج بالأسبوع يخرج إلى عشرة أيام حتى ينفد زاده فينزل ويأتي بزاد غيره ويعتكف أو يخلو أو يتعبد أو يتحنث لمثلها يعني عشرة أيام أخرى أو سبعة أيام أخرى وهكذا. إذاً فالخلوة تبدأ ولو بساعة وقد تكون لمدة يوم أو يومين أو ثلاثة وعندما جرَّب المجربون، وهذا من مَن خدَم مِن مَن، أيضًا ممن كان قبلنا
من الأنبياء، جعلوا هناك خلوة يسمونها بالخلوة الأربعينية، قياسًا على تلك الخلوة التي اختلاها سيدنا موسى مع ربه في عبادة كان في نهايتها أنه أوتي بالألواح وأوتي بالتوراة وكذا إلى آخره، يعني حدثت فيها من التجليات ومن الوحي. على نبي الله وفي الأمر الأول أو في الزمن الأول أو عند السابقين أو الشرائع السابقة، فأهل التجربة قالوا إنه فعلاً الأربعون يوماً هي أقصى مدة. إذن فالخلوة تبدأ بساعة ولكنها يمكن أن تستمر إلى أربعين. في الخلوة هناك آداب وهذه الآداب مأخوذة من الشرع الشريف كأن يلبس. الإنسان الأبيض
كأن يستقبل القبلة، كأن كان هو يعمل بالعبادات مثل الأذكار، مثل تلاوة القرآن الكريم، مثل الصلاة، مثل الصيام أيضاً، مثل الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، أو بالعشرة الطيبة، بالباقيات الصالحات من الأذكار إلى آخره، وهناك أشياء بالتجريب يقول مثلاً إنك لا تسند ظهرك، هذا لم يرد في... الشريعة أننا لا نسند ظهرنا إلى الحائط وإنما هو يشعر فيها بنوع من أنواع الاهتمام شد الجسد والنفس وما إلى ذلك، فوضعوها في الشروط. فبعض هذه الشروط ترد في الشريعة وبعضها يأتي من التجربة، والذي يأتي من التجربة أيضًا
مهم. ويقول: لا تسند ظهرك إلا لعلة بإذن شيخك يعني. هنا الشيخ يأذن لك حتى تشعر أنك لم تفعل شيئاً ناقصاً أو مخالفاً أو شيئاً أقل مما كان ينبغي، فهذا هو غرض الإذن وغرض إذن الشيخ، وطاعة الشيخ ليست التسلط وليست التفرد، ولكنها أصلها في شعور الإنسان أنه في كنف الشيخ وأنه بمعلومية الشيخ، وأن الشيخ عندما أذن له هذا. فهو الذي يفرق بين ما ورد في الشرع مما لا نتركه وبين ما ورد في التجربة مما يمكن أن نتركه في بعض الحالات، فالشيخ خبير في هذا. إذ الخلوة
أيضاً رأوا فيها إذا كان الإنسان صائماً أن يصوم عما فيه روح أو خرج من روح، وهذه أيضاً كانت في الشرائع السابقة ليس. في ديننا هذا النوع من العبادة، ولكن هذا في وقت من الأوقات فإن الله سبحانه وتعالى قبله ورضي عنه وجعل له فتوحاً وتكليفات وثواباً وما إلى ذلك. هل شرع من قبلنا شرع لنا؟ خلاف الأصول يسير. واتفق العلماء على أن نعم، شرع من قبلنا شرع لنا إذا ورد في القرآن. الكريم فيكون ذلك إداماً بقبول الله له، وأدام الله سبحانه وتعالى قد قَبِلَه، فنحن نعبده بكل شيء يقربنا إليه. إذاً،
فما زالت بعض الديانات إلى يومنا هذا تبتعد عن ما كان فيه روح أو ما خرج من روح، ولهم في ذلك تراتيب، فهناك من يمتنع عن مثلاً اللبن والبيض لأنه... يأكله بذاته، وهناك من يمتنع حتى عن الصناعات مثل السمن والزبد والجبن لأنها مما كان فيه روح وليست هي مباشرة كاللبن والبيض مثلاً. فبذلك كأنه يكتفي بالفاكهة والخضروات والبقول كما يقولون، والزبيب والتمر وهكذا من أشياء. كل هذه ليست التصورات
في حياته، فبالتالي تصور الحصول على التصورات في حياته. فقد استطاعوا أن يكملوا، وهناك أناس لم يستطيعوا أن يمتنعوا عن الأكل والشرب مدة قد تكون ثلاثة أيام ولا يستطيعون الإكمال، ولكن هذه السوائل أو الماء وما فيه، لأنهم يشربون الماء بسوائله، يعني يشربون
الشربات، يشربون هذه الأشياء، فإن هذا في التجريب وليس هذا من الشرع الشريف بمعنى الهدي الأتم. الذي تركه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القضية أن الشرع يبيح لنا مساحة من التجريب نستعملها حتى في عبادتنا من أجل أن نصل إلى فوائد ومنافع جسدية وجذمية تفيدنا في قضية العبادة، هل هناك شروط في المكان المختلف يعني فضيلتك ذكرت شروطاً في المختلفة والعذاب التي يجب أن نتأمل في المكان الذي يختلي فيه، هل يُشترَط في أشياء معينة؟ كانت المساجد في القديم تمتلئ بالخلوات، فكان المُختلي يصلي
الجمعة؛ لأنه لو ظل يختلي أربعين يومًا فاته فضل صلاة الجمعة. فكانت هناك تيسير في هذا الأمر، حيث أنه يختلي في الخلوة التي في المسجد ويصلي مع المصلين حتى الجماعات. حتى الجمعة دون أن يلتقي بأحد لأن خلوته مغلقة عليه، وهناك أيضًا من يفعل هذا في بيته. يمكن أن يكون في مكان نائٍ مثل غار حراء مثلًا، أو مكان منعزل، ويمكن أن يكون في المسجد، ويمكن أن يكون في البيت. المهم هو أن ينعدم اتصاله بالخلق حتى الذي يقوم بخدمته ممن يقدم له الطعام والشراب. والحوائج البشرية التي
لا بد فيها من الحياة يتركها على رأس الخلوة، ولا يعني يخاطبه أو يطلب منه أو كذا أو كذا إلى آخره. وهناك أحكام كثيرة مثل أنه مثلاً أسماء الخلوة، استدعاني أبي أو أمي، قالوا لي تعال، فعليّ على الفور أن أُنهي الخلوة وألبي مثلاً، فهذه الأشياء. تحتاج أيضاً إلى العلم بحيث أن الإنسان لا يتصرف تصرفات توقعه في الخطأ أو في الممنوع. فيُؤذَن بالخلوة شيئاً فشيئاً. المريد متى يُؤذَن له بالخلوة؟ عندما يستشعر منه مُرشده القدرة والقوة على فعل هذا، لأن هناك عوارض في الخلوة تواجهه، فهو يرى أن
هذا المريد بهذه الكيفية. غير أهل لذلك، فبعضهم يصيبه العرق الشديد عندما يدخل في هذه الخلوة، وبعضهم تصيبه الدوخة والإدماء وارتفاع الحرارة والحمى. وفي كل ذلك له ترتيب وتصرفات متى نتجاوزها ومتى لا نتجاوزها، ولذلك لا بد في هذه الحالة من إذن الشيخ حتى يعلمه كل هذه العوارض، وحتى يكون هناك صلة بين الشيخ والمريض حتى تكون الخلوة منتجة لأسرارها وأنوارها