استماع رسول الله ﷺ لمشورة الحباب بن المنذر في غزوة بدر تعليم للأمة | أ.د علي جمعة

استماع رسول الله  ﷺ لمشورة الحباب بن المنذر في غزوة بدر تعليم للأمة | أ.د علي جمعة - سيدنا محمد, ندوات ومحاضرات
الحباب بن المنذر رضي الله تعالى عنه وأرضاه، عندما عسكر النبي صلى الله عليه وسلم قبل الماء، قال: "يا رسول الله، هل هذا الحرب والمكيدة أم أنه وحي من عند الله؟ إذا كان للوحي، فخلاص، يكون الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، وإذا كانت هي الحرب والمكيدة فأرى أننا نأخذ". الماء خلفنا حتى نحرمهم من هذا المدد فنُضعف قوتهم وتكون عندهم مشكلة حقيقية. الحباب بن المنذر قال هذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل هو الحرب والمكيدة". فجعل الماء خلفه. بعض الناس يقول: "ها، إذاً فالنبي مثل آحاد الناس مثلنا" وكذا إلى آخره. لم يعلم أن النبي له تكليف. بتعليم
الأمة كيف يحاربون وكيف يتفاوضون وكيف يفكرون وكيف يتشاورون وكيف يتصرف قائد الجيش وكيف يتصرف الأفراد، ومن واجبات من يقوم ببذل النصيحة، والدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. يريد أن يدرب أصحابه الكرام على هذا، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم الموقع الصحيح الذي سيكون فيه وذلك برهانه. أنه دل على مصارع القوم يعني قال فلان سيموت هنا وفلان سيموت هنا وفلان سيموت هنا، فكان كما قال. فكيف يعرف مصارع القوم ولا يعرف أين سيعسكرون؟ بل كان يعرف، ولكنه لما قال: "ننزل هنا"، يختبر ويدرب ويوقظ في أصحابه
قضية اليقظة التي لا بد أن يتمثل بها ويتشبع بها. العسكري المجاهد في سبيل الله يبذل النصيحة ويفكر ويعطي من عنده، ثم إن القائد العظيم يسمع كلام هذا الخبير الذي سمح له بالنصيحة، حتى يعلم القاضي على مر التاريخ أن يستمعوا إلى الخبراء ويستمعوا إلى أهل الاختصاص، أما النبي فكان سيدهم وكان أعلمهم وكان أحكمهم بوحي الله له كشف. عنه الحجب وبوحي الله لاه شيء