الأدب والعلم | رب لترضى جـ 1 | الحلقة العاشرة | قناة الإرث النبوي | أ.د علي جمعة

الأدب والعلم | رب لترضى جـ 1 | الحلقة العاشرة | قناة الإرث النبوي | أ.د علي جمعة - تصوف, رب لترضى
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الإخوة المشاهدون أيها الأخوات المشاهدات في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من حلقات رب لترضى معنا
مجموعة من الشباب نتلقى أسئلتهم حول موضوع التصوف الإسلامي بجزئياته المختلفة، مرحبا أيها الشباب، من لديه سؤال اليوم؟ مولانا كان قديما يقول لنا أهلونا هكذا إن مقولة الأدب قدموه على العلم، فما معنى أن نقدم الأدب على العلم؟ هل حقا يمكن مثلا في شيء واجب أو شيء فريضة علينا أن نقدمه، أن نقدم عليه شيئا يتعلق بالأدب؟ أو آداب مع الشيخ أو مع الناس هو في الحقيقة كلمة العلم في القرآن وفي السنة وفي استعمال المسلمين كانت تعني دائما ما يوصل إلى الله وإذا لم يوصل إلى الله فهو علم لا ينفع والجهل به لا يضر ولذلك فهو مجموعة من المعلومات فالعلم
نسق مكون من المعلومات زائد المنهج إضافة إلى الأدب والعلم الذي لا يحتوي على أدب لن يوصلني إلى الله، فيبقى مجرد معلومات متفرقة، ولكن إذا جمعتها بطريقة معينة وأحطتها بالأدب وأحطتها بالتقوى، والتقوى من الأدب قوام، تصبح علما. قال تعالى: "واتقوا الله ويعلمكم الله". انظر إلى الكلام، العلم سيأتيك نتيجة التقوى، نتيجة الأدب. لما سئل سيدنا علي عن التقوى قال: العمل بالتنزيل والخوف
من الجليل والرضا بالقليل، انظر إلى الأدب، والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل، فينبغي للإنسان أن يعيش في حالة استعداد، فإنما يخشى الله من عباده العلماء، إذن العلم هنا المقصود به هو ما كان نتاج التقوى، هو ما كان مخالطا بالأدب، يقول لك إن الأدب فضل على العلم، أنه لو كنت ستترك المعلومات أم ستترك الأدب، قال لك: لا، الأدب فضل على هذه المعلومات، فالعلم هنا ليس بمعناه الواسع، المعنى هو المعلومات، أتضحي بالمعلومات أم تضحي بالأدب؟ ووجدنا في مواقف السنة أن الصحابة قدموا
الأدب حتى على الاتباع، سيدنا أبو بكر وقف فالنبي عليه الصلاة والسلام قدر وهو في المرض يتحامل على نفسه وتوجه ليصلي كان سيدنا الرسول يحس بالراحة في الصلاة كان يقول لبلال أرحنا بها يا بلال فالنبي رأى في نفسه نشاطا قليلا هكذا فيتوكأ هنا كان ربما سيدنا علي وهنا سيدنا سفينة أو سيدنا العباس ويتوكأ عليهم فالصحابة وأبو بكر لم يكن يلتفت أي أرادوا أن ينبهوا أبا بكر أن النبي وصل وهم في الصلاة، المهم أبو بكر أي أشار بعينه هكذا فرأى سيدنا
الرسول فتأخر فقال له مكانك يا أبا بكر صل خلفي ولا يحدث شيء، النبي مرة صلى خلف أحد الصحابة وهو عبد الرحمن بن عوف وقال إنه يجب على النبي أن يصلي خلف أحد من أصحابه وأنت من أصحابه فقد صليت خلفك فلم يرض أبو بكر مكانك يا أبا بكر لا يوجد ورجع فبعد أن انتهت الصلاة بإمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا بكر ما لك لم أمرتك قال ما كان لابن أبي الحجافة أن يتقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أدب عال سيدنا علي بن أبي طالب في الحديبية هو الذي يكتب
المعاهدة بين سيدنا وبين سهيل بن عمرو، فقال له اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، قال له وما الرحمن وما الرحيم لا نعرف ما هو الرحمن الرحيم هذا، فقال له: إذن ماذا نكتب؟ فقال له: اكتب باسمك اللهم كما اعتدنا في مكة، فقال له: امحه يا علي، فمحا علي الرحمن الرحيم وكتب باسمك اللهم، وزاد الميم على لفظ الجلالة، هذا ما عاهد عليه محمد رسول الله، فقال له: لو عرفنا أنك رسول الله ما قتلناك وبعد ذلك قال له ماذا تريد قال له اكتب هذا ما عاهد عليه محمد بن عبد الله قال له امحه يا علي قال والله لا أمحوها أيضا وبعد ذلك النبي
يرسم خطوة كبيرة لتحييد أهل مكة وأحوالهم وكذلك لكي يفك الكماشة خيبر من فوق ومكة من وسيطبقون عليه ليضيعوا الدنيا فأراد أن يحيد مكة فأمسك بيده الشريفة الكتاب ومحا رسول الله هو الذي محاه فقدم علي الأدب أنه لم يقدر على محوها هذه انتهت على الاتباع هذا في أشياء كثيرة جدا نعلمها خطأ للناس من ضمنها ماذا من ضمنها أنه يجب على النبي أن يعملها لكي أشياء كما علمهم النبي المنهج ولذلك هنا سيفيد هذا الكلام في
الذكر هل الذكر لا بد أن يكون واردا عن سيدنا الرسول أم حيث ما وجدت قلبك النبي علمنا أنه حيث ما وجدت قلبك لهذا الشافعي فهم هكذا لأنه إمام لأنه عالم فلما دخل مصر وجد المصريين يكبرون في العيد التكبير الذي هو معروف طويل هذا فقال فإن كبر بما يكبر عليه الناس الآن فحسن لماذا النبي جاء بنسق مفتوح وأنت تريد أن تغلقه فتكون أنت ضد السنة النسق المفتوح أن الذكر مفتوح والدعاء مفتوح
فيجب أن يبقى مفتوحا فجاء حقا لبيك تعبدا ورقا في يديك لبيك وسعديك فتأتي أنت لتقول لبيك يا إله العالمين مثلا أي لبيك من العبد الضعيف لبيك من المصريين لا يحدث له شيء لماذا لأن النبي ترك النسق مفتوحا فيجب أن يبقى مفتوحا فعلمنا أنه ترك الناس تلبي فلما جاء واحد وخالف العقيدة وقال إلا شريكا هو لك تملكه وما تملك قال له هذا خطأ، هذا الكلام لا تقل هكذا مرة أخرى، إذا جاء أحد وقال لنا مثلا شيئا، مثلا قال لك هذا لم يرد في
السنة، نعم قل له نعم أنا أعرف أنها لم ترد في السنة، كل أدعية الطواف لم ترد في السنة ولكن المنهج من السنة، فإن لبى بما يلبي الناس فحسن وإن دعا بما يدعو به الناس فحسن وهكذا المنهج من السنة أين السنة بلال النبي عليه الصلاة والسلام يراه في المنام ويقول يا بلال رأيتك وسمعت خشخشة نعليك قبلي في الجنة قبل سيدنا النبي ما هذا فبما هذا فقال والله لا أدري يا رسول الله انتظروا أنا لم أتوضأ إلا وصليت ركعتين لا النبي يعرفهما ولا أمر بهما ولا أي شيء،
النبي رآهما في الجنة من الركعتين هاتين فهما بهما هاتان يا إخواني واحد فيما أخرجه النسائي يرفع من الركوع النبي يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ذكر إذن ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا طاهرا مباركا فيه ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء في الصلاة، المهم الذي قال عند الرفع من الركوع ما قال فهو خاف لئلا يكون قد قال خطأ شيئا، يعني المهم فإنه لم يقل إلا خيرا، قال له: أنا يا رسول الله، قال: رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يصعد بها إلى السماء كانت الملائكة لا تفهم والمتشددون المتطرفون هؤلاء هم الذين يفهمون هذا الملائكة فرحت بها
قبل إقرار النبي قبل إقرار النبي انتبه ولذلك فالتعليمات هذه تعليمات خاطئة لماذا لأنهم أرادوا أن يعيشوا احفظ إذن عصر النبي ونحن نريد أن نعيش حياة النبي وإلى ما بعد الفاصل نواصل بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. كنا نتحدث قبل الفاصل في قضية الأدب فضل على العلم، وقلنا إن الأدب هو جزء لا يتجزأ من العلم، ولذلك إذا كانت هناك مقارنة بين الأدب وبين المعلومات فأهون
علينا أن نترك المعلومات. ولكن لا نترك الأدب، ثم تحدثنا عن قاعدة جليلة وهي أن الأدب قد يفضل في بعض الأحيان، بل وفي كثير من المواقف على الامتثال والاتباع، وأن هذه القسوة التي يراد منها أن نعيش عصر النبي، نقول لهم إننا نريد أن نعيش حياة النبي، مواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع الآخرين هذا الرجل الذي أحبه لجميع أحبه أبو لهب فأعتق ثويبة عندما بشرته بمولد النبي خطب بنت النبي رقية وأم كلثوم لابنيه عتبة وعتيبة أبو لهب كان يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلا أنه رأى فيه يتيم أبي طالب ما لم ير فيه النبوة فاستوجب أن نتلو فيه إلى يوم الدين هؤلاء المشركون الذين وضعوا أمتعتهم وأماناتهم عند رسول الله لدرجة أنه عندما أراد أن يهاجر أقام عليا حتى يرد الودائع إلى مستحقيها، أنتم تحاربونه وتضيقون عليه ولا تضعون عنده الودائع، هم يحبونه كانوا يحبونه، هذا الشخص الذي كانوا يحبونه، هذا الشخص الذي كانوا أيضا يحترمونه ويقدرونه. عندما جاء الرجل كان قد وضع وديعة عند أبي جهل فذهب وقال
يا إخواننا إنه لا يريد أن يعطيني إياها، فقالوا له اذهب إلى الرجل الذي هناك وأشاروا له إلى سيدنا النبي، هو الذي سيعرف كيف يحضرها لك من أبي جهل على أساس أن النبي يذهب إلى أبي جهل فأبو وشيء كهذا ويتحدثوا فلما ذهب النبي إلى الرجل ذهب إلى النبي قال له نعم تعال وذهب إلى أبي جهل طرق عليه الباب ففتح أبو جهل قال له سلم الوديعة للرجل فدخل أبو جهل أحضر الوديعة وأعطاها، هذه المهابة هذا الحب هذا الخوف هذا الاحترام هذا التقدير لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم جاء من أين جاء من مواقف النبي مع المشركين مع هذا لماذا المطعم بن عدي يذهب يجري إلى
أبي بكر ويقول له والله ما أنت خارج أنت ذاهب تهاجر إلى الحبشة وأنا موجود تعال في حمايتي وفي جواري هو كان في ماذا في مواقف في حياة نحن نريد النبي نحن نريد أن يحبنا الناس حتى المشرك نعم حتى المشرك عابد الوثن أجل عابد الوثن آه يحبنا لأن هو زبوننا الذي نريد أن يهديه الله على أيدينا هناك أناس لا ليس لديهم هذا يجب أن يقتلوه هو وابنه وأباه والذين أنجبوه ويجعلوها دماء نحن نريد أن نعرف إذن زبائنكم لكن زبائننا هم الستة مليارات الذين يوجدون على وجه الأرض فنريد أن نحيا حياة النبي أن نكون بأخلاق السيد المصطفى صلى الله عليه وسلم فرق
كبير أن تختزل الأمر في عصر النبي زيا وشكلا وأداء طيب الدنيا تغيرت ففيها اتصالات ومواصلات وتقنيات حديثة جعلت الليل نهارا والنهار ليلا هذا لقد أصبحنا في الحي بالهاتف والتلفزيون والقمر الصناعي والإنترنت وغير ذلك، ولكن حياة النبي ستطبق مع كل هذا. ربما عصر النبي لم يعد موجودا وتجاوزناه، قد يكون كان فيه خير. واحد يقول لي أريد الطب النبوي، أقول له الطب النبوي هذا أين؟ ما هي الشاة العربية؟ الشاة
العربية تأكل من نباتات البادية فتتركز المواد المؤثرة فيها في الألية الخاصة بها فهذه الألية تعالج عرق الناس تأتي اليوم تأكل ألية معزة أو خروف ما هو إلا آكل ورق وقليل من البطيخ وقشر الشمام يأتيك كولسترول الناس وبعدها تقول إنه أصل أنا أعمل الطب النبوي ما أجد إلا الديانة كيف أي تقوم بممارسة الطب النبوي أنت تريد أن تعيش عصر النبي عليه الصلاة والسلام، لكن ما هو خطأ يقول لي لكن ما هو في الأصل يوجد طب، هذا هم الآن جعلوها في صورة عندما تذهب لتشتري وتأخذ ملعقة
كما كان داود الأنطاكي يقول هذه الملعقة تكون مائة ضعف الذي أراده اثنان التلوث الحاصل في البلد، رقم ثلاثة الأدوية التي أهلكت أجسامنا، رقم أربعة في السابق كان متصلا اتصالا مباشرا بالطبيعة، يركب الخيل ويركب الجمل ويمشي على قدميه ويصعد الجبل وينزل، أنت اليوم جالس في التكييف وفي هذا الشيء جسمك لا يتحمل أن يشرب الجرعات الخاصة بماذا الشاي العربي يقول لي ماذا تريد بهذه الشاة العربية؟ أهذا ما ستفعلينه لي والناس يضحكون علينا وهو لا يدرك أن هذا ليس العام كذلك؟ أنت تريد أن تعيش عصر النبي، أنت تعيش عصر النبي لكنك لا تعيش حياة النبي. أما
حياة النبي ففيها العلاج لأن لكل داء دواء وأنه ينبغي علينا أن نحن نبحث لكل داء عن دواء حتى الأعشاب وكذلك نعم إننا نستعملها ولكن بأوضاعها المجربة بأوضاعها الحديثة بالجرعة المناسبة حينئذ تكون قد عشت حياة النبي فهناك فرق بين أن تعيش عصر النبي وبين أن تعيش حياة النبي عصر النبي يعني طبعا أن هناك أشياء لا أحد يفعلها يقول لك والله إننا ماذا؟ سنمسك السيف فقط، دون دبابة ولا طائرة، لا أحد يقول هذا الكلام، ولكن في الواقع قد قيل هذا الكلام أيضا عندما ظهرت هذه الأشياء في القرن التاسع عشر، لأن المفهوم كان أنه يراد أن نعيش عصر النبي، وهذا غير ممكن لأن الإسلام صالح لكل
زمان ومكان ولأن الإسلام باق إلى يوم القيامة ولأن الإسلام إنما هو منهج حياة وليس مقتصرا على مكان مخصوص ولا على عصر مخصوص حتى أن سيدنا النبي ترك لنا نماذج مختلفة نعيش بها، ترك لنا نموذج الحبشة، وترك لنا نموذج مكة، ونموذج المدينة أولا ونموذج المدينة أخيرا، ترك لنا نماذج متعددة لكي نعيش في كل مكان وفي كل زمان وبحياة النبي صلى الله عليه وسلم وليس في مكان النبي فقط ولا في عصر النبي فقط بل نعيش في جميع الأجواء ومع جميع الأنظمة ومع جميع التوجهات حتى الذين يكرهوننا ويحاربوننا مثل
الشيوعيين كانوا ضد الدين وضد الإسلام فأنا رجل مولود في روسيا ماذا أفعل أذهب إليها لا أعيش فقط كأنك تعيش في مكة في دول تعترف بالإسلام وليس لديها مانع من أن تعيش فيها وتطبع المصحف الآن كان قديما يحرق لك المصحف ويحرقك مع المصحف حتى قال الفقهاء إياك أن تذهب بالمصحف في الدار الفلانية هذه لماذا قالوا هذا الذي أنت وهو فبالنسبة للاحترام المصحف أم لا منك ما تأخذوه معك اليوم اختلفت الحكاية وأصبح هؤلاء يطبعون أحسن طبعات وعلى أحسن ورق وفي مراكز إسلامية ومساجد هذا الكلام كله هذا ما كنا نعرفه في البداية بداية هذه الحكاية بالكاد
من مائة سنة فنحن الآن أمام حقيقة يجب أن نحفظها وهي نحيا حياة النبي ولا نريد أن نحيا عصر النبي، عصر النبي هذا قدر لو كان يخلقنا في العصر هذا كنا نعيشه طبعا، لكن نحن الحياة النبوية متجاوزة للزمان متجاوزة للمكان متجاوزة للأشخاص متجاوزة لجميع الأحوال، ولذلك سنظل أبد الآبدين مع حياة النبي وليس مع عصر النبي صلى الله عليه وآله وإلينا هو اليوم الذي انتشر فيه دين السلفيين هذا إلينا والأمم المشركين إلينا يقولون إن أهل التصوف هؤلاء أهل بدعة وهم متجاهلون يعني به متشدد جدا ولا يمنع عليه جدا أن هذا هدم لجزء كبير من الدين
وهو مرتبة الإحسان قسوة في القلوب مشرب عنيف يريد دما وتكفيرا ولذلك وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يستحقونه، وفي حلقة قادمة نتحدث عن البدعة وعن مفهومها وتحديدها. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله.