الأربعون الغمارية في شكر النعم | المجلس الثالث | أ.د علي جمعة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، يقول المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين ورضي الله تعالى عنه سيدي الشيخ عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري في كتابه الأربعون في الشكر وهو الذي اختصر فيه الشكر لابن أبي الدنيا في الحديث الرابع والعشرون عن عمرو بن أبي عمرو عن
سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعني عن ربي تعالى، فهذا حديث قدسي ينميه رسول الله إلى ربه سبحانه وتعالى: "إن المؤمن عندي بمنزلة كل خير، يحمدني وأنا أنزع". نفسه من بين جنبيه يعني هناك تسليم ورضا لله والرضا لله نوع من أنواع الشكر. الحديث
الخامس والعشرون: حدثنا عبد الله هو ابن المبارك أنبأنا يحيى بن عبيد الله قال سمعت أبي قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أحب أحدكم أن يعرف" قدر نعمة الله عليه فلينظر إلى من هو تحته ولا ينظر إلى من هو فوقه، فدائماً ننظر إلى من هو أدنى منا حتى لا نحقر نعمة الله علينا، ولا
ننظر إلى من فوقنا، فكل من له فوق له فوق فيما لا نهاية. الحديث السادس والعشرون عن جابر بن عبد الله. الأنصاري رضي الله تعالى عنه، بل رضي الله تعالى عنهما لأن عبد الله من الصحابة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضل الدعاء لا إله إلا الله، وأفضل الذكر الحمد لله". قال الشيخ: رجاله ثقات. إذًا
"لا إله إلا الله" عُدَّ من الدعاء وهو من الذكر، فالدعاء... ذكر كما أن تلاوة القرآن ذكر "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، كما أن الذكر المحض ذكر "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله واستغفر الله"، كما أن الصلاة على النبي ذكر، إذاً فكل هذا من باب الذكر. الحديث السابع. والعشرون قال حدثنا سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده قال: بعث
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثاً من الأنصار وقال: "إن سلّمهم الله وغنّمهم فإن لله عليّ في ذلك شكراً"، كان النبي ينظر الشكر عند المسلم والمغنم. قال: فلم يلبثوا أن غنموا وسلموا. فقال بعض أصحابه: سمعناك يا رسول الله تقول: "إن سلمهم الله وغنمهم فإن علي في ذلك شكراً لله عز وجل". قال: "قد فعلت، قد قلت: اللهم لك الحمد شكراً وإنك ولك
المن فضلاً، اللهم لك الحمد شكراً ولك المن فضلاً". يبقى وفى بالنذر، يعني "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من". مذكر هم منتظرون ذبيحة أو شيئاً كهذا، لا، قال لهم: أنا قلت الحمد لله والشكر لله. الحديث الثامن والعشرون: يا رب، عن معاذ رضي الله تعالى عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إني أحبك، إني أحبك"، يا لسعادتي "إني أحبك،
فقل: اللهم أعني على ذكرك". وشكرك وحسن عبادتك يعني دليل محبة النبي له أن نصحه هذه النصيحة الغالية التي لا تخرج إلا للأحبة، وهذا ما اشتهر بين الناس بحديث المسلسل بالمحبة، وكل شيخ يقول لتلامذته إني أحبكم إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك وقد رويناه عن مشايخنا عن السيد عبد الله. ابن الصديق
الغماري وعن الشيخ ياسين الفداني وعن السيد عبد العزيز الغماري وعن الشيخ أبي العلا الشهير بحامد وعن السيد محمد الحافظ التجاني وعن غيرهم أرويه لكم كما رويناه، فحدثنا به الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري من طريق الشيخ الكتاني في فهرس الفهارس بسنده إلى أبي عبد الله. محمد بن علي الأنصاري قال أنبأنا العلامة فالح بن محمد المدني أنبأنا محمد بن علي السنسي أنبأنا مال بن عبد الحفيظ العجيمي أنبأنا محمد هاشم بن عبد الغفور السندي أنبأنا عيد بن علي
النمرسي البرولسي أنبأنا المعمر محمد البهوتي الحنبلي صاحب الشرح أنبأنا عبد الرحمن البهوتي أنبأنا نجم الدين الغيطي أنبأنا الجلال عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الحافظ أنبأنا أبو الطيب أحمد بن محمد الحجازي الأديب أنبأنا قاضي القضاة مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم الحنفي أنبأنا أبو سعيد العلائي الحافظ أنبأنا أحمد بن محمد الأرموي أنبأنا عبد الرحمن بن مكي أنبأنا طاهر السلفي الحافظ أنبأنا محمد بن عبد الكريم أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا أبو بكر أحمد بن سلمان
النجاد أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا الجراوي هو الحسن بن عبد العزيز حدثني عمرو بن أبي سلمة حدثنا أبو عدة الحكم بن عدة حدثنا حيوة بن شريح عن عقبة بن مسلم عن أبي عبد الرحمن عن الصنابحي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أحبك، فقل:
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك". والحديث المسلسل فيه صفة يتلوها كل شيخ لتلاميذه، فهناك مسلسل بالأولية، وهناك مسلسل بيوم عاشوراء، وهناك مسلسل في يوم عرفة، وهناك. مسلسل باني أحبك وهو هذا مسلسل قل على ما وصف أتى مثل أما والله انباني الفتى كذاك قد حدثنيه قائما أو بعد أن حدثني تبسم وهناك مسلسل بالحسن ننمو
به إلى الحسن عن أبي الحسن عن جد الحسن أحسن الحسن الخلق الحسن الحديث التاسع والعشرون عن أنس رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا نظر في المرآة قال: "الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله، وكرم صورة وجهي وحسنها، وجعلني من المسلمين". الحديث الثلاثون: عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم قال: "إن نوحاً عليه السلام لما قام". لم يكن يخرج من الخلاء قط إلا قال: كان عندما يدخل الحمام لا يخرج إلا إذا قال: "الحمد لله الذي أذاقني لذته، وأبقى منفعته في جسدي، وأخرج عني أذاه". الحديث الحادي والثلاثون: عن أبي بكرة الثقفي رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا جاءه أمر يسره خر. ساجدًا شكرًا لله، وكان علي
زين العابدين بن الحسين عليهم السلام يفعل هذا حتى سُمِّيَ بالسجاد، فكان يسجد لله كل يوم نحو ألف مرة. الحديث الثاني والثلاثون: عن ابن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقيت جبريل عليه السلام فبشَّرني وقال: إن الله تعالى يقول...". لك من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه، فسجدت لله شكراً. لما سيدنا بلغ بهذا سجد لله شكراً. الحديث
الثالث والثلاثون: عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا عباس، يا عم النبي، أكثر الدعاء بالعافية". دائماً نقول: "اللهم..." آتنا العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة. الحديث الرابع والثلاثون: قام أبو بكر، وذلك عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. وجمهور النحاة على أنها ممنوعة من الصرف فتجر بالفتحة، فنقول: عن أبي هريرة. لكن هناك من صرفها فكسرها ونونها، فيصبح: عن أبي هريرةٍ. وألف فيها الهندي
إزاحة الحيرة في... صرف أبي هريرة وقال إنه ليس هناك موجب لمنعها من الصرف كما تقرر عند النحاة من قيام علتين بالكلمة تجعل الاسم مشابهاً للفعل في الاحتياج، فإذا كان كذلك مُنع من الصرف، وإذا لم يكن لا يُمنع من الصرف، فلا يُمنع علي ومحمد، إنما يُمنع عمر وأحمد ويثرب ويزيد وهكذا، فهل هريرة وهو تصغير للقط توجب المنع من الصرف فقال لا مانع عندي وألف هذا المؤلف وهو موجود مطبوع إزالة
الحيرة في صرف أبي هريرة وكان شيخنا رضي الله تعالى عنه يتبنى ذلك ويقول لا موجب لصرفه فتملي لما كان ينطق الاسم هذا الشريف فيقول عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه لأنه ليس مصروفاً عنده. عن أبي هريرة قال: قام أبو بكر رضي الله عنه على المنبر فقال: لقد علمتم ما قام فيكم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام أول، عام أول، يعني العام الذي قبل الذي مضى، في مقامي هذا، ثم عادها، ثم بكى، ثم عادها. ثُمَّ بَكَى أَبُو
بَكْرٍ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الْعَفْوِ وَالْعَافِيَةِ، فَسَلُوهُمَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ. الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالثَّلَاثُونَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ. يَدَّعِي بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمْ يَرْوِ عَنْ رَسُولِ اللهِ إِلَّا أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ، وَهَذَا خَطَأٌ وَأَنْ... بقية الأحاديث سمعها من الصحابة، ولأنه سمعها من الصحابة والصحابة ثقات، فتكون إذاً أحاديث كلها في حكم الآية الموصولة المرفوعة. ولكن تتبعت المجلد الأول للبخاري فوجدت
ابن عباس يصرح بالسماع في أكثر من ستين موضعاً، فتكون هذه العبارة التي قيلت في علوم الحديث محل نظر لأنه صرح بالسماع أو بالمصاحبة. أو بالرؤية يقول: سمعت رسول الله، كنت مع رسول الله، قال لي رسول الله ستين مرة في المجلد الأول فقط عن جابر بن عبد الله، ولكن هنا يروي عن جابر ويبين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يقرأ: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ﴾ إذا دعان اللهم إنك أمرت بالدعاء وتوكلت
بالإجابة لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك أشهد أنك فرد أحد صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد وأشهد أن وعدك حق ولقاءك حق والجنة حق والنار حق والساعة آتية لا ريب فيها وأنك تبعث من في القبور. الحديث السادس والثلاثون عن معاذ رضي الله تعالى عنه وهو ابن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى على رجل وهو يقول: "اللهم
إني أسألك تمام النعمة". فقال: "يا ابن آدم، هل تدري ما تمام النعمة؟" قال: "يا رسول الله". دعوة دعوت بها أرجو الخير بها فقال: إنَّ من تمام النعمة فوزاً من النار ودخولاً إلى الجنة. قلت: أبو الورد بن ثمامة بن حزن القشيري البصري لم أر فيه توثيقاً وهو أحد رجال السند. يعني كان رسول الله يريد أن يكمل الرجل الدعاء، وبدلاً من أن يقف فيقول: اللهم إني... أسألك تمام النعمة فليقل أيضاً فوزاً من النار
ودخولاً إلى الجنة، يضيف هذه لكي يكون هذا هو تمام النعمة. الحديث السابع والثلاثون: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "انظروا إلى من هو أسفل منكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله". عليكم وهو حديث صحيح، الحديث الثامن والثلاثون: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر"، أدى شكر ذلك اليوم. ورجاله ثقات، وهو
جزء. من الوظيفة الزروقية التاسع والثلاثون عن عبد الله بن صخبرة عن صخبرة أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من ابتلي فصبر، وأعطي فشكر، وظلم فغفر، وظلم فاستغفر". ثم سكت. قالوا: "ما له يا رسول الله؟" قال: "أولئك لهم الأمن وهم مهتدون". الحديث الأربعون: حدثني رجل أن... النبي صلى الله عليه
وآله وسلم أوصى رجلاً بثلاث، قال: أكثِر ذكر الموت يَسلُكْ بك عما سواه، يعني يُنجيك، وعليك بالدعاء فإنك لا تدري متى يُستجاب لك، وعليك بالشكر فإن الشكر زيادة. وهذا حديث مرسل، والمرسل منه الصحابي ساقط، وقليل غريب ما رواه راوٍ واحد فقط، فهذا لا يوجد فيه الصحابي. رجلٌ لا نعرف إن كان من التابعين أم من الصحابة يكون اسمه مرسلاً. الحديث الحادي والأربعون عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا أكل قال: "الحمد لله الذي أطعمني وسقاني وهداني فكل بالإحسان ابتلاني، الحمد لله الرازق ذي القوة المتين، اللهم لا تنزع". اللهم اجعلنا صالحين فيما أعطيتنا، وصالحين فيما رزقتنا، واجعلنا لك من الشاكرين. الحديث الثاني والأربعون: عن أبي أيوب رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا أكل قال: "الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجاً". الحديث الثالث والأربعون:
سمعت السري بن عبد الله وهو على الطائف وأصابنا مطر فخطب الناس فقال: "أيها الناس، احمدوا الله على ما وضع لكم من رزقه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إذا أنعم الله على عبد نعمة فحمده عندها فقد أدى شكرها". الحديث الرابع والأربعون عن جعفر بن محمد عن أبيه. جعفر الذي هو الصادق، محمد الذي هو الباقر، أبيه الذي هو علي زين العابدين. وكان يقول: "كل ما رويت عن رسول الله فعن آبائي عن رسول الله"، فيكون هذا في حكم السند المتصل.
يعني زين العابدين سمعه من الحسين، والحسين سمعه من علي بن أبي طالب حيدرة. إذا نظر في... المرآة قال: الحمد لله الذي خلقني فأحسن خَلْقي وخُلُقي، وزان مني ما شان من غيري. الحديث الخامس والأربعون: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من رأى صاحب بلاء فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني عليك وعلى جميع..." مَن خلَقَ تفضيلاً فقد أدَّى شكرَ تلك النعمة، ورجالُه ثِقات. وقال العلماء بشرط ألا يَسمع، يعني
كُن في سرِّك حتى لا يتألم بما أُصيب به. الحديث السادس والأربعون: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، وهذا من الأحاديث التي تثبت. إن هذا سند حسن إن لم يكن صحيحاً، فعمرو أبوه شعيب، وشعيب أبوه من؟ محمد، ومحمد أبوه من؟ عبد الله، وعبد الله أبوه من؟ عمرو بن العاص. عبد الله بن عمرو بن العاص صحابي.
قال عن أبي عمرو بن شعيب، قال عن أبي، إذاً من هو أبوه؟ شعيب عن جدي. عن أبيه عن جده شعيب قال: حدثني جدي، وجده هذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص، فيكون السند ممتازاً. فعمرو هو الذي حدَّث شعيباً، وشعيب هو حفيد عبد الله بن عمرو من العبادلة، وبذلك يكون شعيب يروي عن الصحابي ابن الصحابي عبد الله
بن عمرو. ابن العاص ولا عمرو بن شعيب عن أبيه شعيب عن جد عمرو الذي هو محمد، حسناً محمد لم يروِ هكذا، محمد إذاً لم يسمع رسول الله، لأن محمد هذا هو ابن عبد الله بن عمرو بن العاص، ويقول قال رسول الله، إذاً لا نعرف من أين جاء بهذا الكلام. لكن واضح من الكلام عندما قال: "سمعت"، أنه عبد الله بن عمرو وليس ابن محمد، لأن محمداً لم يسمع رسول الله، فقد جاء بعده. إذاً "عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده" سند صحيح. هل شعيب رأى جده؟ هل تربى معه؟ لقد كان... يعينه هذا الذي تربى في بيته شعيب أبو بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، كان هو الذي يرافق عبد الله بن عمرو بن العاص. وكان عبد الله عابداً، فكان يصوم يوماً ويفطر يوماً، لأن النبي نصحه وقال له: "لا تفعل، لعل الله أن يطيل في عمرك". فأطال في عمره وكان يقول: "يا ليتني سمعت نصيحة رسول الله". وبالرغم
من ذلك لم يترك الصيام يوماً بعد يوم، حتى في الحر الشديد. مَن كان يعاونه؟ من كان يُحضر له الإفطار ويأخذه ليمشي به إلى المسجد؟ لأنه طال عمره. أليس هذا هو شعيب؟ هل هو شعيب الذي يروي عنه أم لا؟ يروي طبعاً عنه، لقد سمع منه كثيراً، فهو الذي رباه. فيكون عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص، والدليل ها هو. قال إن جده هذا سمعته فقط، فيكون عبد الله بن عمرو ليس محمداً، لأن محمداً لم يسمع رسول الله. سمعت رسول. الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "خصلتان من كانت فيه كتبه
الله صابراً شاكراً، ومن لم تكن فيه لم يكتبه صابراً ولا شاكراً: من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به". انظر إلى شخص يعمل أكثر منك فتقول: أريد أن أكون مثله، لكن في ماذا؟ في... دينك ليس في دنياك، ومن نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه، كتبه الله صابراً شاكراً. ومن نظر في دينه إلى من هو دونه، ونظر في دنياه إلى من هو فوقه، فأسف على ما فاته، لم يكتبه الله صابراً ولا شاكراً. أنا أحسن. منه
أنني أصلي وهو لا يصلي، وأنني أذهب وهو لا يذهب، وأنني أحضر مجالس العلم وهو لا يحضر. نعم، إذن ستتكبر إن شاء الله. ومن الناحية الأخرى، ترى في الدنيا من هو أعلى منك. انظر كيف أن الله أعطى، أعطى، يعطي الحُلي لمن ليس لديه آذان. ماذا قال العلماء؟ يعطي الحُلي. للذي أبله أذناه قالوا حتى يعطيه لمن له أذنان فتبقى جميلة، نعم. قال العلماء: إنه يعطي الحلق للذي ليس له أذنان حتى يخجل من نفسه ويعطيها للذي له أذنان ليركبها فيها، فلا يحدث شيء ويسير الأمر بشكل جميل هكذا. والله تعالى أعلى وأعلم. انتهت الأربعون في الشكر
وأجزتكم بها كما. أجازني بها شيخي