الأربعون الغمارية في شكر النعم | المجلس الثاني | أ.د علي جمعة

الأربعون الغمارية في شكر النعم | المجلس الثاني | أ.د علي جمعة - حديث
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. استمراراً في الأربعين الجمارية التي ذكرنا في المجلس الأول عشرة أحاديث منها، نتلو الحديث الحادي عشر وهو عن عائشة الصديقة رضي الله تعالى عنها، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما أنعم". ما أنعم الله على عبد نعمةً فعلم أنها من عند الله إلا كتب له شكرها،
وما علم الله من عبد ندامةً على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفره، وإن الرجل ليشتري الثوب بالدينار فيلبسه فيحمد الله، فما يبلغ ركبتيه حتى يغفر له. وهو حديث فيه ضعف، فهذا الحديث يبين ربنا سبحانه وتعالى علينا وأنه ينظر إلى ما في القلوب وأن العبد إذا شكر أو تاب بادره ربنا سبحانه وتعالى بالثواب وبادره بقبول التوبة فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين. الحديث الثاني عشر وهو
عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ما من عبدٍ توكل بعبادة الله إلا ضمن له السماوات والأرض، أي رزقه. يعني رزقه السماوات والأرض ضمِن، أي وفّر له رزقه، فجعله في أيدي بني آدم يعملون عليه حتى يدفعوه إليه. فإن قَبِلَ العبدُ ذلك وجب عليه الشكر، وإن أباه وجد الغني الحميد عباداً
فقراء يأخذون رزقه ويشكرون له. لا يُعرفان فهو حديث إسناده ضعيف. الحديث الثالث عشر: عن عمران بن ملحان قال: خرج علينا عمران بن حصين رضي الله عنه وعليه مِطرف خَز - يعني ثوب معين - من حرير لم نرهُ عليه قبل ذلك ولا بعده، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا إن الله إذا أنعم على عبده، يحب أن يرى أثر نعمته عليه. قال
الشيخ: رجال إسناده ثقات. ولبس الرجل للحرير محل خلاف منذ عهد الصحابة، والجمهور على حرمته. الحديث الرابع عشر: عن عبد الله بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "كلوا واشربوا مخيلة ولا سرف فإن الله عز وجل يحب أن يرى أثر نعمته على عبده. قال الشيخ: رجال الإسناد ثقات على كلام في بعضهم لا يضر،
والحديث علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم، يعني قال: قال رسول الله. لكن لو قال: رُوِيَ، ففيه كلام، فمنه الصحيح ومنه ما دون ذلك، بل... ومنه الضعيف لأنه لم يُسنده، لم يورد إسناداً. الإمام البخاري لم يورد لهذا الحديث إسناداً، لكن ذكروا في الصحيح الحديث الخامس عشر عن عوف بن مالك بن نضلة عن أبيه مالك بن نضلة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا قشف
الهيئة. قشف الهيئة يعني رث الثياب. يعني هيئته غير مضبوطة، انظروا إلى هيئته، فعليها ملامح الفقر، فقال: "هل لك من مال؟". كان رسول الله رحيماً بأصحابه فسأله: "هل لك من مال؟". قلت: "نعم". قال: "من أي المال؟". كان المال يُطلق ويُعنى به ليس فقط النقود ووسائل الأموال، بل الماشية من المال، والزروع من المال، والعقارات من المال وهكذا فقال من
أي المال قلت من كل المال يعني معه نقود ومعه ماشية ومعه بساتين وزرع وثمار والحمد لله كل شيء، قال له كل شيء موجود يا رسول الله، قد آتاني الله من الإبل وهذا هو المال، وها هو سيُفسَّر وها هي الخيل والرقيق والغنم، قال صلى الله آتاك الله مالاً فلْيُرى عليك، يعني أنت لماذا ترتدي هكذا، جئته في قشَف من الثياب. احفظ إذن كلمة "قشف" هذه، فهي لغة عربية قديمة.
قشف من الثياب يعني متقشف، أي مثل المتواضع الذي يُظهر للناس أنه فقير. ولذلك كان الصحابة الكرام إذا أنعم الله عليهم بشيء أحبوا أن يُظهروه أمام حتى يتعرض الفقير إليهم، فالفقير أول ما يرى صاحب هيئة قادماً نحوه هكذا، يقول: نعم، هذا هو الذي سيحل لي مشكلتي، فيذهب إليه، لا يخاف بنفسه من الناس، هذا يتصدر للناس. الحديث السادس، قال الشيخ: رجال إسناده ثقات. الحديث السادس عشر، حدثنا علي بن شعيب، حدثنا عبد المجيد بن عبد. العزيز هو ابن أبي رواد عن ابن جريج عن علي بن زيد بن جدعان قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده في مأكله ومشربه". عندما تعزم، اقتصر على هذا القدر، وقم بإحضار شيء جيد، ليرى أثر نعمته في مأكله. وفي مشربه، لأن إكرام الضيف من الإيمان، وربنا يقول: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين". حد الإسراف أن تأكل ما يسمنك فيعطلك. أن تأكل ما يسمنك بدلاً من أن تكون سبعين كيلو
تصبح تسعين كيلو ولا تستطيع الحراك. هذا هو حد الإسراف، أكل كثير طوال اليوم والليل حتى هكذا اثنان متر يصبح هذا ماذا؟ فيه إسراف. الحديث هذا الذي قاله أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده في مأكله ومشربه، قلت هذا مرسل في إسناده ضعف لكنه يتأيد بالأحاديث قبلها. انظروا هذا كلام الآية العلماء. إنما في كلام آخر ضعيف موضوع ارميه، ما هذه؟ لم تعش. الأمة في هذه الفترة من حياتها أبداً - هذا كلام أهل الله وأهل السلف الصالح وأهل الديانة - إنما ليس كذلك، وإلا فقد
ذهب على الأمة خير كثير. حسناً، إنه حديث ضعيف وكل شيء، لكنه يدعو إلى ما يدعو إليه القرآن: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين". فأما... بنعمة ربك فحدث، أي ما الذي خرج؟ يعني خرج من إطار الشريعة؟ لم يخرج من إطار الشريعة. ألم يكن يكفينا القرآن؟ يكفينا القرآن، فعندما تأتي هذه الأحاديث لا تردها، خاصة إذا رددتها فرددت معها معناها تكون مصيبة، فنكون قد جمعنا بين المصيبتين. الحديث السابع عشر: حدثني سويد بن سعيد، حدثني... عبد الله بن يزيد المقري عن أبي معمر عن بكر بن عبد
الله يرفعه، يكون إذاً هذا مرسلاً عن بكر بن عبد الله، لم يكن من الصحابة، يرفعه يعني ينسبه إلى سيدنا النبي، فيكون هناك صحابي مفقود من السند، فيكون مرسلاً، والمرسل منه الصحابي ساقط، وقلَّ غريب ما روى راوٍ. فقط فأي شخص يسقط منه الصحابي يصبح اسمه مرسل. من أُعطي خيراً فظهر عليه، سُمي حبيب الله محدثاً بنعمة الله. في السماء يسمونه ماذا؟ هذا حبيب الله، هذا هو، لأن الله عندما وهبه ومنحه تلك المنة والفضل والنعمة، حمد الله، فيصبح حبيب
الله لأنه لماذا؟ لأنه عندما أعطاه فهو يحبه. لكن قد يكون يحبه من الناحية الكونية أنه من خلقته وصنعته كما يرزق الكافر، فعندما وفقه لحمده فإنه يحبه مرة أخرى لأنه وفقه للطاعة، فيصبح هذا حبيب الله من الجهتين: ذهاباً وإياباً، النعمة وهي نازلة والشكر وهو صاعد من هذا الإنسان، فيصبح هو حبيب الله. قلت: هذا مرسل أيضاً. وسويد بن سعيد مُختلف فيه. هو قال "مختلف فيه" إشارة للرد على الإمام يحيى بن معين عندما قال لحديث رواه سويد: "لو كان
معي فرس ورمح لغزوت بهما سعيداً". يغزو سعيداً لماذا؟ هل سيقتله؟ بالطبع هذه كناية وليست حقيقة، إنما هي كناية تعبر عن غضب سيدنا يحيى بن معين. من سيدنا سويد بن سعيد، هم كلهم سادتنا ولكن هذا كان غاضباً من هذا. ماذا فعل سويد بن سعيد؟ الواقعة هذه أنه روى حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر فيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عشق فعفّ فكتم". فمات شهيداً في السند
بعدما كان كله صحيحاً، فيحيى قال ماذا؟ قال هذا عمل أسانيد، هذا جاء من أين؟ من أسانيد لأنه شيخ أسانيد في السند، وشيخ شيخه وشيخ شيخه كلهم جيدون طيبون ثقات. إذن من أين جاء هذا الكلام؟ يتبين أنه هو. فلما جاء سيدنا الشيخ أحمد بن الصديق ذلك لأن هذا الحديث مهم لأنه يُظهر للناس أن الإسلام ليس ضد الحب، وإنما الإسلام ضد التفاهة وقلة التدين والأدب. في الإسلام يحدث الحب، ما يحدث، لكن لا تتجاوز به إلى أن ترتكب حراماً ومخالفة ومعصية عند
الله. "من عشق فعف فكتم فمات، مات شهيداً". فيكون إذن هناك احترام لأعمال فذهب الشيخ أحمد فبحث فوجد أنه قد رُوي من تسع طرق سوى طريق سويد، تسع طرق ليس فيها سويد، فيكون سويد بريئاً، ويكون أنهم ضعّفوه لأجل من؟ لأجل سويد. حسناً، سويد بريء، فيكون الحديث قوياً، وألّف كتاباً أسماه "درء الضعف عن حديث من عشق فعفّ"، ومال إلى تحسين الحديث وأنه... مقبول غير مرفوض. الحديث الثامن عشر عن النعمان بن بشير رضي
الله تعالى عنه، والنعمان بن بشير هذا من الصحابة الكبار. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "التحدث بالنعم شكر". يعني عندما تقول: والله ربنا له فضل كبير عليّ، لقد صنع لي وصنع لي وصنع لي، فهذا شكر يعني ليس ضرورياً أن يكون الشكر محصوراً في كلمة "الحمد لله" أو "الشكر لله". حتى التحدث بالنعمة وإظهار أن هذا من عند الله وبفضل الله، وكما قال تعالى: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها"، يُعد هذا أيضاً شكراً. فالتحدث بالنعم شكر، وتركها كفر. والكفر هنا ليس كفراً مخرجاً
عن كفر بمعنى كفران العشير وكفران النعمة في ثلاثة أنواع: كفر الملة وكفر العشير وكفر النعمة. فالأذى من قبيل كفر النعمة. وعندما دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لينصح النساء فقال: "وتكفرن"، فقلن: "أنكفر بالله يا رسول الله؟" يعني: أكثر النساء يكفرن بالله؟ قال: "لا، بل..." يكفرن العشير، فيكون الكفر هنا ليس كفراً بالله، بل كفر العشير. وكفر العشير هذا معناه أنه يأمرهن ألا يكفرن العشير، فيكون هنا خبر أُريد به الإنشاء،
كقوله تعالى: "ومن دخله كان آمناً"، أي آمِنوا من دخل فيه. الذي يدخل البيت الحرام نؤمّنه حتى لو كان مجرماً هارباً، خلاص، الشرطة تقف. عند بوابة الحرم لا يدخل أحد حتى يخرج الآخر، ومن دخله كان آمناً. حسناً، افترض أن الشاب بالداخل يرتعش، فهذا يعني أنه ليس آمناً. قالوا: نعم، فهذا ليس خبراً، بل هو خبر أُريد به الأمر والإنشاء. معناه ليس أن من يدخل يزول خوفه، بل من يدخل أمِّنوه ولا تمسوه بسوء، يقول للنساء "وتكفرن العشير" أي إياكن أن تكفرن العشير،
لا تفعلن هذه الخصلة، لأنه من الممكن أن المرأة وهي توازن بين أمور بيتها وأولادها ونفسها أن تفعل هكذا. "أحضر يا سيد اثنين كيلو سمك معك من أجل الغداء"، فيقوم هو وينسى ولا يرضى أن يجلب السمك، فتقول له. والله ما رأيت منك يوماً جيداً أبداً، يعني ألن نتناول الغداء اليوم؟ أم ماذا سنفعل؟ ألم أقل لك أن تحضر معك اثنين كيلو من السمك؟ فمسكينة التوفيق بين احتياجات المنزل والأولاد ورغبات الزوج هذا الذي نسي، وصاحبنا لأنه منشغل وفي عالمه الخاص نسي إحضار السمك، فتقول له ماذا
رأيت؟ منك من قبل، أنت طوال عمرك تتعبني هكذا. فالنبي يقول لها: "لا، والسعي صدق، اصبر يا علي أبا حسين، هذا هو الذي نسي السمك. ودعها تمشي جميلة، كله جبن، أما اليوم والسمك غداً". قم! يعني كانوا يعلموننا جميعاً سعة الصدر والحلاوة في المعيشة. "وجعل بينكم مودة". "ورحمةً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، لا خصاماً ولا كفران عشير، لأنه عندما يقول الرجل لها: بعد كل الذي فعلت، ونبدأ في المهاترات: كل الذي فعلته لأجلك، فتقول له: ماذا فعلت أنت؟ وسندخل في تسلسل لا ينتهي، فقطع هذا التسلسل. والمقصود لا تكفرن العشير،
وليس وتكفرن." العشير يعني هم جنسهم هكذا، لا، وإنما يرشدهم أن في حياتكم الدنيا وأنتم أثناء المواءمات لا تنسوا وتقلبوها نكداً وتجعلوها كفران عشير. نصيحة نبوية: من أُعطي خيراً فرُئي عليه سُمي حبيباً. لا، نحن قد انتهينا منها. حسناً، التحدث بالنعم شكر وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير، وهذه تميّز بها المسلمون أنهم كلما يعملون شيئاً ولو كان قليلاً يقولون: "جزاك الله خيراً"، "شكراً"، "الحمد لله" وهكذا. ومَن لا يشكر الناس لا يشكر الله،
والجماعة بركة والفرقة عذاب، فينبغي دائماً أن نجمع أنفسنا. ثم قيل إن الشيخ عمر بن إسماعيل، وهو أحد رواة السند، متروك، فيصير كأن كل جزء بسند صحيح ولكن هذه التركيبة هي التي جاءت إلينا عن عمر بن إسماعيل. الحديث التاسع عشر عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن أو قُرئت عنده فقال: "ما لي أسمع الجن خيراً منكم جواباً لربها، ما أتيت على قول الله
وجل فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالت الجن ولا بشيء من نعمة ربنا نكذب. قال لهم: أنتم لماذا لا تفعلون مثلما تفعل الجن أثناء قراءتكم لهذه السورة؟ كل مرة "فبأي آلاء ربكما تكذبان"، قوم الجن تقول ماذا؟ "ولا بشيء من نعمة ربنا نكذب"، يعني يقولون: لا، لسنا نحن. سائرون هكذا لا نكذب ولا بشيء من نعمة ربنا نكذب، فكأنه ينصحنا أن نفعل مثل صالح الجن، فكلما نسمع هذه السورة، سورة الرحمن، وفي المرات المتكررة دائماً نقول ماذا؟ "ولا بشيء من نعمة ربنا نكذب". قلت:
رجال الإسناد ثقات إلا عمرو بن سعيد بن العاص فلم أرَ فيه توثيقاً. بل رأيت في التقريب - يعني لابن حجر - أنه كان مُسْرِفاً على نفسه، وهذه كلمة قد لا تقدح في التوثيق، لكنها كلمة سلبية. أنه كان مُسْرِفاً على نفسه تُقال عندما ينسى الإنسان نفسه ويرتكب بعض المعاصي. الحديث العشرون عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما، وهو الأنصاري، قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سورة الرحمن على أصحابه، وقال حين
فرغ منها: "ما لي أراكم سكوتًا؟ لقد كان الجن أحسن منكم ردًا. ما قرأت عليهم في مرة {فبأي آلاء ربكما تكذبان} إلا قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب". قال: "ولا أعلمه إلا قال: فلك الحمد". قلت رجال إسناده ثقات إلا أن الوليد بن مسلم شديد التدليس عن الضعفاء وغيرهم ولم يصرح هنا بالسماع. الحديث الحادي والعشرون عن أبي جعفر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا شرب الماء قال: "الحمد لله الذي جعله عذباً فراتاً برحمته
ولم يجعله ملحاً أجاجاً بذنوبنا". أبو جعفر هو سيدنا محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن سيدنا الحسين ابن سيدنا علي بن أبي طالب عليه وعلى آبائه وأبنائه السلام، ومحمد الباقر سُمي بأبي جعفر أو كُني بأبي جعفر لأن ولده كان هو جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وهذا يقول الشيخ: قلت هذا. مرسل وهو مرسل باعتباره ظاهر. قال أبو جعفر، أبو جعفر لم يرَ النبي. أبو جعفر من رجال البخاري، أخرج له البخاري
أكثر من عشر أحاديث، إحدى عشرة أو ثلاث عشرة. أبو جعفر محمد الباقر لم يرَ النبي، ابن زين العابدين لم يرَ النبي، ابن الحسين رأى النبي صغيراً طفلاً، فإذا... لا هو ولا أبوه ولا جده يستطيعون الرواية عن النبي، فيكون إذاً السند فيه سقط أو فيه الصحابي غير مذكور والذي بعده غير مذكور، فهو باعتبار الصنعة مرسل. لكن هناك كلام تحدث عنه هؤلاء الأكابر يصل السند، قالوا: كل ما حدثناكم به عن رسول الله
فهو عن آبائنا عن رسول الله، إذن يكون جعفر الصادق إذا قال: "قال رسول الله" يعني حدثني أبي محمد، قال: حدثني علي زين العابدين، قال: حدثني أبي الحسين، قال: حدثني أبي علي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. فيكون إذن السند موصولاً دائماً عندما يتناقله الناس. هذه تقول إنه كان السند موصولاً، هذا باعتبار الآية الحقيقية، لكن باعتبار الظاهر، نعم سأحكم عليه بالإرسال، والمرسل هو ما سقط منه الصحابي. إذا انتبهت إلى هذه النقطة، فإنه يمكنني تصحيح هذا الحديث
بالرواية الثانية التي تقول: "كل ما ذكرناه لكم معشر المسلمين مما فعله رسول الله فعن..." آبائنا عن رسول، طيب هذه سلسلة الذهب، ماذا؟ جعفر عن محمد عن علي عن الحسين عن سيد الله، الله! هؤلاء الأئمة الكبار من أهل البيت رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم. الحديث الثاني والعشرون عن المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه قال: قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى تورمت قدماه لأن الإنسان إذا طال وقوفه ستجد رجله تورمت وانتفخت قدماه، فقيل له يا نبي الله، وفي رواية أن القائل عائشة:
"أتتكلف هذا وقد غفر لك؟" فماذا سيفعل الذي لم يُغفر له؟ "أتتكلف هذا وقد غفر لك؟" فقال: "أفلا أكون عبداً شكوراً؟". قلت: هذا حديث صحيح رواه البخاري ومسلم. الحديث الثالث والعشرون أن عمر بن الخطاب لبس قميصاً، فلما بلغ ترقوته - الترقوة التي هي هذه يعني - وهو يلبس هكذا، أدخل رأسه ولمّا وصل إلى كتفيه قال: "الحمد لله الذي كساني". أول ما أدخل رأسه هكذا وهو في هذه الفتحة
التي تسمى الجيب، أدخل رأسه وقال: "الحمد لله أولاً ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم مدَّ يده فنظر إلى كل شيء يزيد على بدنه فقطعه، ثم أنشأ يحدث قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من لبس ثوباً" - أحسبه قال - "جديداً فقال حين يبلغ ترقوته" - أو قال - "قبل ذلك ثم عمد إلى ثوبه القديم فكساه مسكيناً لم يزل في جوار الله وفي كنف الله حياً وميتاً، حياً وميتاً، حياً وميتاً ثلاثاً. ما بقي من الثوب قطعة. قال
ياسين: قلت لعبيد الله من أي الثوبين؟ قال: لا أدري. قلت: إسناده ضعيف. هذا حديث رواه البيهقي، فسيدنا عمر لما الجلباب... دخلتُ إلى الترقوة هذه العظمى هذه التي تحت الرقبة، قال: "الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي". وروى هذا الحديث أنه مدَّ يده فوجد الثوب كبيراً عليه، فأحضر المقص وقص قطعة من الكُمِّ وقطعة من الكُمِّ هنا، ووجدها طويلة من الأسفل فقص قطعة من الذيل. حتى يضبط منها هيئته أي المصريون
يقولون ماذا؟ هيئة من المظهر يعني ضبط هذا الشيء وهو الثوب عليه، ثم ذكر الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن الذي يفعل هكذا قبل أن يصل إلى قوته يحمد ربنا، هناك الحديث الذي ذكرناه أنه سيكون شيئاً آخر عند... الله سبحانه وتعالى فإنه يحمد الله سبحانه وتعالى ويذهب إلى الثوب القديم الذي سيستغني عنه ويعطيه لشخص مسكين يستر به عوراته ويتجمل به للحياة الدنيا، فإنه لا يزال في بحبوحة ورحمة وبجوار الله حتى يبلى الثوب. فالرجل التابع
يسأله قائلاً له: أي ثوب، الجديد أم القديم؟ قال له: والله... إنني أعرف الاثنين، لأن الشخص المشترك يعمل ما دام هناك فائدة. نعم، ثوب بعد ثوب، سواء الثوب القديم أو الثوب الجديد، حتى يصبح منه قطعة صغيرة، أي يتبقى منه قطعة قماش صغيرة هكذا، لأنه يمكن استخدامها للتنظيف ونعمل بها وننظف بها الأشياء وما شابه. وهكذا يظل الثواب مستمراً حتى هذه وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته