الإسلام كتاب مفتوح - اتفاقية الكويز والصحافة

الإسلام كتاب مفتوح - اتفاقية الكويز والصحافة - الإسلام كتاب مفتوح
أعزائي المشاهدين، مساء الخير. نلتقي ونتواصل مع فضيلة المفتي الأستاذ الدكتور علي جمعة. سنتحدث عن اتفاقية الكويز. فضيلة المفتي، أهلاً بحضرتك. أهلاً وسهلاً بكم. هل اتفاقية الكويز مباحة في أصل الشرع؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. الحقيقة... أن المفتي لا يستطيع أن يفتي إلا بعد أن يعلم ويطلع بنفسه لا بغيره على المسؤول عنه. فكلمة "جيد" أيضاً من
الأفضل أن نحكي قصتها. تفضل يا سيدي، وقصتها ستفيد كثيراً جداً في فهم المشاهدين معنا لقضية النقل عن الناس والنقل عن المفتي بوجه خاص. كنا في إحدى المناسبات في زيارة لمحافظة الشرقية وعلى عادة معالي السيد الوزير المحافظ من أنه عندما يأتي لهذه المناسبات الدينية شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية ومفتي الديار وما إلى ذلك، وكان في ذلك الوقت ربما كنت وحدي في هذا الوقت وكان افتتاح مسجد وكنت وحدي، فإنه يدعو الصحفيين لهذا اللقاء،
فدعا الصحفيين. أول ما جلست وكان أول... سؤال: ما رأي سيادتكم في الكويز؟ كلمة "الكويز" هي كلمة غريبة على مسامعي، ولها معنى في اللغة الإنجليزية. فأخذت أفكر: ما علاقة اتفاقية بكلمة "الكويز" في الإنجليزية التي معناها هكذا؟ فقلت له: ما هي اتفاقية الكويز؟ قال: اتفاقية الكويز التي نشروها في الجرائد. قلت لهم: ماذا نشروا في الجرائد؟ فقال لي: "هي اتفاقية بين مصر وما أدري أمريكا أو إسرائيل"، نعم بالفعل اتفاقية. قلت له: "هل اطّلعت عليها؟" قال: "لا". قلت له: "هل نشروا نصها في الجرائد باعتبارها وثيقة؟" قال: "لا، لم ينشروه". قلت له: "كيف
أجيب عنها إذن؟ كيف أجيب عن الاختبار؟" فقال لي: "حسنًا، ماذا...؟" رأيك في الاتفاقيات التي تبرمها الدولة ثم تكون ضد مصلحة هذه الدولة، فقد انتقلنا من السؤال عن اتفاقية الكويز التي لها بداية ونهاية إلى سؤال عام غاية في العمومية. قلت له: "يا أخي، أنا قارئ جيد للقانون وكنت مشرفاً على مشروع كبير للعلاقات الدولية صدر في اثني عشر مجلداً". ومخالط أهل السياسة في العلاقات الدولية ومخالط أهل القانون الدولي، نعم
وأعلم أنه جميع الاتفاقيات الدولية منذ إنشائها وزيادتها في القرنين التاسع عشر والعشرين قد نُقضت، وليس هناك اتفاقية دولية باقية. كل الاتفاقيات الدولية تأخذ مساحتها من الوقت ثم يرى الأطراف أنها لم تعد صالحة ولم تعد تلبي الحاجة التي... كانت تلبيها في الماضي فتغيرها، فأي دولة وهي تتفق تقوم بهذا الشيء أنها تراعي مصالحها، ثم إن لها أن تنقض هذه الاتفاقية عندما لا تحقق مصالحها، بل تحقق ما هو عكس مصالحها. قال
لي: "حسناً إذاً، فما رأيك في اتفاقية الكويز؟" قلت له: "أنا لم أطلع على اتفاقية الكويز". حتى أقول رأيي فيها وأنت أفدت الآن أنك لم تطلع على اتفاقية الكويس. كل هذا الكلام مسجل بالمناسبة يعني... فقامت إحدى الصحفيات الفاضلات الحاضرات وسألتني سؤالاً: "ما رأيك في اتفاقية الكويس؟" فأنا في الحقيقة تضايقت، يعني كأنها جالسة ولم تسمع الحوار. ما هذا السؤال الذي تسأله هنا؟! واجبنا وفصلنا وكذا فكأنها
يعني هي نائمة أو شيء من هذا القبيل، نعم، فقلت لها يعني أنا ما زلت أجيب عن هذه القضية وأنا أقول لك أنا لم أطلع على اتفاقية، فهل أنت تسخرين مني يعني أو أنك كنت شاردة الذهن أو ماذا بالضبط؟ فغضبت وقالت: وأنت لماذا تهيننا؟ قلت: أنا لا. أهينكم، إن الطريقة التي ألقيت بها السؤال في حين أننا ما زلنا نتحدث فيها، شعرت فيها بنوع من الاستفزاز. فهل تقصدين هذا الاستفزاز؟ فغضبت ولم تتقبل مني هذا التبرير أو التعليل. وفي اليوم التالي فوجئت بصحيفة كنت أظنها على خير
وأنها لا يرتكب محرروها مثل... هذه تصريحات غريبة لفضيلة المفتي في الشرقية. المسابقات (الكويز) حلال، حلال، حلال بإذن الله، وأنت لم تقل هذا مطلقاً البتة، والتسجيل موجود. نعم، وهذا نوع من أنواع الخلل المهني إن صح التعبير، لأن الصحافة القصد منها هو إبلاغ الحقيقة للناس طبعاً، وحكاية الواقع على ما هو عليه، وليس القصد منها هو... تشويه هذه الحقيقة بأي حال أو اختلاق واقع غير موجود، وإلا كانت هذه المهمة مهمة منحرفة عن ميثاق الشرف الصحفي الذي يؤكد
على الصحفيين الالتزام بالحقائق والالتزام بالدقة والالتزام بالوضوح وهكذا. وللأسف، وكما هو الحال في كثير جداً من المواقف، أصبح هذا وكأنه مُسَلَّم به أنني قلت إن الكويز حلال القصير شيء، وهذا كما... قال عيد: أصبح الكُتّاب مساكين، يمسكون الصحيفة ويصدقون ما فيها، ويكتبون ضد هذا الكلام كثيراً وليس قليلاً. الذين أخذوا يتساءلون: كيف للمفتي أن يقول عن الكويز؟ كيف يؤيد المفتي الدولة؟ وأنا لم أؤيد دولة ولم أُفتِ ولم أنطق بأي كلمة من هذه. ونشرت أنني لم أقل هذا الكلام، هم لم... لا يصدقون لكن
في هذه الحالة، حسناً، إذا سألني أحدهم قائلاً: "يا الله، كيف نعرف إذا كنت قد قلت أم لم تقل؟" لأنه في صحيفة ماذا؟ نُشر. ادخل على موقع دار الإفتاء وانظر هل توجد فتوى أم لا. لو كنت قد أصدرت فتوى في هذا الأمر لكنت سأجعلها بحثاً لأننا قلنا... قلت سابقاً أن هذه مؤسسة أنا على رأسها، نعم، لكنها مؤسسة طبية. ولذلك كنت سأحضر النص الكامل للاتفاقية وسأقرؤه وأبحث فيه، وإن لم أفهم سأستعين بخبراء في السياسة والاقتصاد والاتفاقيات الدولية والقانون الدولي، وسأسألهم إن كانت هذه الاتفاقية في مصلحة الدولة أم سيكون لي رأي آخر فيها. وقائل نعم أو لا لكن كل هذا لم يحدث لم يحدث، ثم عندما وجدت هذا، يعني أنا أُرشد الكاتبين لأن الكاتبين يقولون حسناً ماذا أفعل؟ حسناً لنفترض أنني لم أجد،
قلت له حسناً لم تجد فلا تكتب ولا تهاجمني بهذا الهجوم لأنني أصلاً لم أقل، أنت تعلم أن حضرتك كنت هناك. عقدت ندوة مؤخراً بالأزهر الشريف بعنوان "الإسلام بين الوسطية والتشدد"، ونقلت بعض الصحف أن فضيلتكم قلتم إن هؤلاء القتلة المتشددين هم مجموعة من الأوباش يجب تصفيتهم جسدياً، ويجب عدم التعامل معهم أو التحاور معهم أو التعاطف معهم. وللأسف الشديد، بعض الكتاب نقلوا هذا الحديث المحرف
المنسوب إلى فضيلتك، كتبوا يقولون أن هذه دعوة تحريضية لا يجب أن تصدر من مفتي الديار المصرية، وأنها رخصة لرجال الشرطة والأمن بقتل المتشددين فكرياً. وأنا آسف في التعبير القادم، قالوا إنك عالم من علماء الشرطة وإنك منحاز للسلطة، لكنني أو غيري من السواد الأعظم من الناس لم نصدق هذا، لماذا؟ لأنه لا يُعقل أن فضيلتك تُصرِّح هذا التصريح وأنت على مدى - وأنا أعلم هذا - على مدى خمسة عشر عاماً جلستَ مع المتطرفين
وحاورتهم وأرجعتهم، ورجع الكثير منهم عن أفكاره المتطرفة. الأمر يحتاج من فضيلتك إلى توضيح، هو الأمر أوضح من الواضحات وأجلى من البينات وأسهل من شربة الماء البارد لأنه... لا يزايد على مثلي وقد ناقشت كل طوائف المتطرفين وأنا خبير في هذا المجال، فلا يزايد على مثلي كما يأتي أحدهم ويقول: أنت تقول وأنت تعيد وأنت كذا إلى آخره، وينتزع الكلام انتزاعًا. صبياننا أولادنا الصغار وبناتنا أيضًا محتاجون إلى تدريب مهني حتى لا نصل إلى "فويل للمصلين"، فيأخذها. من سياقها وسباقها
ويصبح عكس ما في القرآن. كان أبو نواس يحب أن يشرب الخمر، وبعد ذلك لم يقل "قال ربي ويل للذين سَكِروا"، بل قال "قال ربي ويل للمصلين"، فعكس القضية، نعم. فأحلّ الخمر وحرّم الصلاة. أمثال هذا الوضع لا يخطر على بالهم ولا يدخل في تفكير أحد، كما تقول حضرتك. أنت وجمهور الناس لم يصدقوا مثل هذا، ولكن الذي يريد أن يشتمني فقد وجد فرصة للشتم. الذي يريد ذلك، وأنا في الصباح أفعل كما وجهنا رسول الله بأن أتصدق بعرضي على الناس، وأنا مسامح للجميع لأنني أدعو إلى الحب، وإلى أن هذا الدين مبني على الحب، والحب مبني على الرحمة. وقال الله تعالى: "بسم الله الرحمن الرحيم".
ففي هذه القضية انتُزِع الكلام من سياقاته، أما بخصوص الاختبار، فأنا لم أقل شيئاً على الإطلاق. هذا نمط وذاك نمط آخر. أنا في الاختبار لم أقل شيئاً على الإطلاق، بل قلت: "لم أطّلع على الاختبار" فقط. وأصبح الأمر مجرد لفٍّ ودوران. فماذا عن الاتفاقات؟ وماذا عن الذي... ليست الاتفاقات وهكذا وبعد ذلك لا هنا ولا هناك، أنا قلت هذا الكلام وقبله كلام وبعده كلام. حسناً، ما كان السؤال؟ نحن نتحدث عن الفكر المتطرف، وأقول في ورقة طويلة عريضة
أن الفكر المتطرف بخبرتي الطويلة معه منذ سنة - على فكرة هي ليست خمس عشرة سنة بل ثلاثون سنة - يعني تتحدث. بالنسبة للمتطرفين فكرياً، نعم، منذ ثلاثين سنة وأنا أناقشهم. لقد ناقشت شكري مصطفى صاحب التكفير والهجرة وأقمت عليه الحجة، وهذا كان قبل ذلك، أي في عام ثلاثة وسبعين أربعة وسبعين نعم، لقد ناقشت وأفهمت، وكان سبب هذا الإفحام أنني هُددت بالقتل. هذه الجماعة نعم، ولكن الله سبحانه وتعالى خلصنا منها بسرعة، نعم، وإلا كان في بداية التحدي انقلاب أنه وجد أن علي جمعة هذا يكون أحد ضحايا هذه الفئة. جاء اسمك في قوائم المطلوبين للاغتيال، هذا مباشرة
منه. قال لي: أنا أحبك ولكن أحب ديني أكثر، فأنا... بالرغم من أنني أحبك، لكن من الممكن أن أقتلك. قال لك هكذا بالنص، نعم بالنص هكذا: "أنا أحبك، نعم، وأنت عقل نير، ولكن صدّق في هذا الأمر، وستكون معي بعد ثلاث دقائق". قلت له: "لن أكون معك، بل سأكون مع الشيطان". كان يتحدث عن دلالات الألفاظ في اللغة العربية. نعم، ولكن صدقني في هذه المرة وستكون معي بعد ثلاث دقائق. قلت له: هذا ليس فقط أنني لن أكون معك، بل إنني لو صدقتك في هذه القضية، فإن شياطين الإنس والجن وأنا خلاص سأكون قد ضُيِّعت. المهم، الحاصل أنه لا يزايد على مثلي لأنني أعمل معهم في النقاش ومتدرب عليهم، وأنا أيضاً راجعت كتباً. المراجعات نعم، والأزهر الشريف قام بدور كبير جداً مع هؤلاء، وأُذيع هذا
في التلفزيون، ليس سراً يعني ولا شيء، كان يُذاع قبل وبعد العصر لمدة ثلاث سنوات ونحن نناقشهم داخل السجون، ثم بعد ذلك عندما جاءت المراجعات، قام المؤلفون بتأليف حوالي عشرين كتاباً، أنا قمت بمراجعتها فأنا تقدر تفهم من كلمتي أقول في كلمتي أنني بخبرتي مع هؤلاء، فإنهم ليسوا على قلب رجل واحد وليسوا سواء، فمنهم من هو مُهيَّأ للتطرف، وذلك بأن يَختزل الإسلام في مائة مسألة ويجعلها معياراً لتقويم الناس وتفريقهم وما إلى ذلك. وهذا سهل، نجلس معه ونقنعه بالحجة ونرد الكلمة بالكلمة والدليل بالدليل. جميل، وهذا عندما
نعمل معه هكذا، وهذه نسبة رائعة جداً جداً ونجاح باهر جداً، ويؤدي إلى وجوب استمرار النقاش. لكن هناك طائفة أخرى تنتقل من هذه الدائرة إلى دائرة تشدد وتطرف أكثر، أكثر تطرفاً وأكثر عنفاً في نفس الوقت، وحينئذ فهذه الطائفة وبالتجربة لا بد فيها مما يمكن أن... نقول عنه مثل كلام الفقهاء القدماء، نعم، "كسر الشوكة". أجل، كسر الشوكة، يعني لو تركته لكان هذا بمثابة قنبلة موقوتة يمكن أن
تسبب لك مشكلات لا نهاية لها. في العالم كله توجد أنظمة أمنية. إخواننا الذين يكتبون ويتحدثون عن رجال الشرطة وأمور أخرى لا يعرفونها، هم غير منتبهين ولا يقرؤون، فيقول لك كيف النظام. يقول لك الأمني إن هناك فرقاً بين سارق البنك وبين الإرهابي. سارق البنك عندما يمسك بالأموال، يكون قد دخل البنك وأخذ الأموال وخرج يجري. الشرطي وهو يجري وراءه يقول له: "استسلم وإلا سأطلق النار عليك مباشرة"، فيتردد ويخاف. لماذا؟ لأنه يوازن الآن بين حياته التي يريدها ويريد استمرارها وبين... المال الذي سرقه، حسناً، أنت
الآن رجل يطلق النار عليّ، سأفقد حياتي، لا، خذوا أموالكم واهرب أنا، أو خذوا المال وتبقى حياتي حتى لو تأخرت عليّ، نعم، هناك شيء تساومون عليه وهو حياته، طبعاً أغلى شيء عنده، تعال إلى الإرهابي، نعم الإرهابي هذا لا علاقة له. بالمسلمين الإرهابي، نحن نتحدث عن كارلوس مثلاً والصنف الخاص بكارلوس الإرهابي، تفجيرات أوكلاهوما إرهابي فعل ذلك، نوع من أنواع الإرهابيين هؤلاء. احذر أن تقول له "ارمِ سلاحك" لأنه سيضربك بالنار، قبل أن تنتهي من قولك ذلك سيضربك بالنار، وعندما يضربك بالنار، هناك قانون عالمي في الأمن لا شأن له بذلك. بالمسلمين ولا مصر ولا الحريات ولا الديمقراطيات
ولا التشدق بالكلام غير المفهوم الذي لا يفهمونه. إذا تأخرت لحظة، فإن فن الحوار لا يمكن أن يتم، الحوار لا يمكن أن يتم مع من حمل السلاح، مع من حمل السلاح. ليس هذا فحسب، بل إنهم أيضاً لم يحملوا السلاح فقط، نعم هذا هو. حمل السلاح وهو لا يهتم بحياته، أتقول له: "ارمِ السلاح وإلا قتلتك"؟ ما الفائدة في ذلك؟ وأيضاً لا تهتم بحياتك، أليس كذلك؟ ألا تخشى أنه عندما يقتلك سيموت هو أيضاً، لأنه أصلاً غير مهتم بحياته، فكيف سيهتم بحياتك؟ لذلك يوجد قانون عالمي يقول لك: اضرب مباشرةً. الحاصل أن هناك صنف ثالث، أقول في المحاضرة هكذا، طبعاً لم أقل كل هذه الضجة وكل هذا الشرح، إنما أولاً: هناك تهيئة للتطرف، ثانياً: هناك تطرف
فعلي وتصميم وتنظيم وما إلى آخره، وهذا أيضاً يحتاج إلى علاج لكنه يأخذ وقتاً طويلاً، هؤلاء يحتاجون إلى خمس جلسات لإعادتهم إلى التفكير المستقيم. يريدون لهم سنتين أو ثلاثة حتى يعودوا للتفكير المستقيم ولابد عليهم من... يعني في تصنيف... في تصنيف... هناك نوع ثالث الذي هو من حمل السلاح فقتل. آه، هذه المحاضرة كانت متى؟ يعني أنا أريد أن أسألك سؤالاً، هل تسمح لي؟ هذه المحاضرة أنا لم أحضرها جيداً، هل كانت... تتعلق بالجولة والذهب في عمليات فيينا ومقتل الشهيد الضابط عبد الخالق. طبعاً، نعم، فقد كانت في نفس الوقت هذه الجولة والذهب ومقتل عبد الخالق. عبد الخالق جرّنا جراً يا حضرتك في السكن.
والله عبد الخالق من الشباب النادر الوجود، نعم، وكان - رحمه الله - فناناً في اختيار قطع السلاح، شاب يمكنك أن تقدر. تقولُ: إنه رجلٌ والرجال قليلون، شيءٌ محزنٌ أن تُحرَم مصرُ من رمايته وإتقانه وجديته إلى آخره. عبد الخالق ذهب، وكان كلامي عن عبد الخالق بالذات عندما انتقلنا إلى المرحلة الثالثة. المرحلة الأولى نناقشها في خمس جلسات وننتهي منها، والمرحلة
الثانية نناقشها في سنتين أو ثلاثة وننتهي منها، أما المرحلة الثالثة فلا يمكن. لأنه يضربك بالنار فماذا تفعل فيه ما الذي كان حينئذ عبد الخالق صاعد يتفقد ماذا يفعل الصبية. الصبية الذين صنعوا ذهبًا وحفرة وما إلى ذلك لا علاقة لهم لا بالتهيئة ولا علاقة لهم بالمتطرفين. هؤلاء إرهابيون قتلة وليسوا لصوص بنوك، لا لا لا. هذا ما حدث كالقاتل ينزلون أنفسهم في... برميلُ زيتٍ يفرغ محتواه، فيصبح كله خالياً من أوله إلى آخره، ويصبح مليئاً بالزيت، فيمرغ نفسه في التراب فتعلق
بجسمه ذرات التراب، تلك الذرات التي هي من البيئة التي يختبئ فيها، ثم يضع نفسه على صخرة، يسند نفسه على صخرة هكذا، فلا يظهر بل يختفي. إنها عملية تمويه، والذي فيها لابد أن يكون عاكساً. الضوء بطريقة معينة حتى يظهر، وإلا فهو عارٍ ويقوم بهذه الحركة. عبد الخالق عندما ارتفعت تلته كان صبي من هؤلاء بهذه الصفة، فاستدار له وهو لا يراه لأن انعكاس الضوء وكمية الضوء الموجودة في الخارج لا تسمح له بالرؤية. كان هناك كمين، وهو أخرج رأسه هكذا حتى يقوم بالالتفاف يميناً وشمالاً، والولد ذهب ليضرب. فالسؤال الذي
يُطرح لي في ظل هذه الظروف: ما الذي نستطيع أن نفعله معه؟ ما شاء الله! لو قلت نناقش... نناقش ماذا؟ كل من كتب، كل من كتب ضد عبد الخالق فضيلة المفتي. سنستكمل غداً إن شاء الله رأيك فيما يتعلق بقضية مقتل. الشهيد عبد الخالق، اسمح لنا فضيلتك بذلك غدًا، ونشكرك، فإننا سنستكمل الحديث غدًا.