الإسلام كتاب مفتوح - الدكتور علي جمعة من هو؟

عزائي المشاهدين، مساء الخير وكل عام وأنتم بخير. نلتقي الليلة مع فضيلة مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بحضرتك سيدي، وكل عام وأنتم بخير. كل سنة وأنت طيب، والأمة المصرية والعربية والإسلامية بملوكها وحكامها ورؤسائها وأمرائها بخير. وربنا سبحانه وتعالى يعيدها علينا باليمن والبركات والوحدة، وينقلنا. سبحانه وتعالى من هذا الحال إلى أحسن حال ويحمي عِرضنا وأرضنا ويرفع أيدي الأمم عنا. فضيلة المفتي، بعيداً عن دار الإفتاء وعن الفقه وعن الشريعة، نقترب أكثر
من فضيلتكم ونقول لكم: تزوجتم منذ حوالي ثلاثة وثلاثين عاماً وكان عمركم لا يتجاوز واحداً وعشرين عاماً بعد تخرجكم من كلية التجارة بالجامعة. عين شمس وقد تزوجت من السيدة الفاضلة عفاف علي إسماعيل زوجتك وأم بناتك، وكانت أيضاً هي خريجة الكلية لكنها تصغرك بحوالي ست سنوات، وقد أكملت تعليمها فيما بعد وحصلت على ليسانس الشريعة الإسلامية ثم دبلوم في أصول الفقه. يعني هل تزوجتها عن قصة حب أو ما يُطلق عليه الزواج
التقليدي؟ زواج العائلات وصلونا، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أعتقد أن حياتي لا تهم كثيراً من الناس، وأنني قد خصصت وقتي كله للإجابة على أسئلة الناس التي تتعلق بإظهار أحكام الله سبحانه، لأن الناس تريد معرفة فضيلتك. وتعالى ولكن على سبيل الطرق الحديثة الغريبة العجيبة التي تتخذونها كعالميين، لا، هذا اقتراب من الإنسان وهذا هو الأهم. أنا أقترب منك، يعني أنا لا أعتقد أن هذا أهم من تجربة الإنسانية. كل إنسان تجربة مستقلة. الأحكام الشرعية المرعية التي يريد الناس أن يسمعوها وليس لهم كبير فائدة، وهذا. حكمةً أيضاً يا فضيلة الدكتور، يجب أن تعلم أنني
تزوجت وأنا في الثانية والعشرين من عمري. وتصحيحاً لما ذكرته فضيلتك، لقد تزوجت في سنة ألف وتسعمائة وأربعة وسبعين، إذاً كان عمري حينها اثنين وعشرين سنة وليس واحداً وعشرين سنة، أخطأنا في ذلك. البخاري، نعم، أخطأت في هذه. حسناً، ثانياً أكون بذلك متزوج - والحمد لله رب العالمين - منذ اثنتين وثلاثين سنة، وليس منذ ثلاث وثلاثين سنة. لا بأس يا سيدي، هذا هو الخطأ الثاني. لكن إذا أردنا أن نزيدها فلنجعلها بالتاريخ الهجري، نعم، لأنه في عام ألف وتسعمائة وأربعة وسبعين كان سنة ألف وثلاثمائة. مائة أربعة وسبعين، ونحن الآن في سنة سبعة وعشرين، فيصير المجموع فعلاً ثلاثة وثلاثين سنة. ما هو لازم، أنت المفتي، الديار المصرية لازم الهجري يا سيدي. لازم نخرجك من الورطة التي وقعت فيها. طيب،
التعليق الثاني هو أنها لم تتخرج من نفس كليتي، هي تخرجت في كلية تجارة. مثل حضرتك ولكن من جامعة القاهرة، أما أنا فكنت في جامعة عين شمس. الحقيقة الثالثة أنها ابنة أحد العلماء الكبار الشيخ علي سمعين. نعم، كما تعلم هو من علماء الأزهر الشريف وكان خطيباً مفوهاً أيضاً. نعم، الذي لا تعرفه أنه كان خطيباً في القاهرة ثم في الإسكندرية. ثمَّ كان في المكتب الفني الذي يُعِدُّ للأئمة والخطباء خطبهم، وكان يصدر عن المكتب الفني مجلة "الدين والحياة". ثم إنه كان رجلاً حافظاً لكتاب الله، وكان من كبار العلماء، وكان من فضله أنه مات وهو يتلو كتاب الله، وتوفي في الأراضي السعودية ودُفِنَ
في البقيع الشريف بجوار النبي صلى الله عليه وسلم. وأعني بحياتي التي تسأل عنها، هل كان الزواج عن قصة حب؟ لا، أنا لم أكن أعرف هذه الفتاة حينذاك، ولكنني طلبت أن تكون فتاة لديها وعي بحقائق الحياة وبالدين، وأن تكون ملتزمة، وحتى يكون هناك توافق أسري، وقد كانوا - والحمد لله رب العالمين - على هذا النحو خلال اثنتين وثلاثين سنة. ثلاثة وثلاثين بالهجري أظن أنها حياة سعيدة وأظن أنها اتخذتني شيخاً لها واتخذتني أباً لها واتخذتني أخاً لها واتخذتني زوجاً لها بدليل أنها تسير في نفس المنهج والطريق
يعني والحمد لله رب العالمين منَّ الله عليَّ بحفظ كتابه وتلاوته وتجويده حتى صارت يعني متمكنة جداً من حفظ الكتاب كأبيها رحمها الله. الله تعالى وهي أم الأولاد يعني هي التي لديك ثلاث بنات، نعم هي التي لديك دعاء الكبرى وهي حاصلة على ليسانس في الأدب الإنجليزي، ولديك أيضاً إيمان وهي بكالوريوس تجارة إنجليزي، ثم الثالثة أميرة وهي ماجستير في تربية الأطفال، ولديك ثلاثة أحفاد والحمد لله، والثلاثة متزوجون الذين... لقد أصبحوا أربعة والله، نعم. يبدو أنك قرأت المجموعة أو الملف القديم. حسناً، على كل حال، هم الآن في المدارس، أي دخلوا المدرسة وأصبحوا في السنة الأولى الابتدائية والله. فالحمد لله على
نعمته، ولديه أبناء آخرون، نعم، غير الثلاثة. نعم، فهل تحب أن تعرف الأبناء الآخرين؟ طبعاً أبناء. تلاميذك؟ لا أبداً. ليست كتبي، كتبي نعم. أي أن هؤلاء هم أبناؤك الحقيقيون. فأنا لديّ ثلاثون كتاباً، ألّفتُ ثلاثين كتاباً، وناقشتُ أكثر من خمسين رسالة علمية، وحقّقتُ أكثر من إحدى عشرة، إحدى عشرة عنواناً. بعض هذه العناوين اثنا عشر مجلداً، وقمتُ بالمشاركة في الموسوعات العلمية. فشاركتُ في إدارة ما يقرب من سبع موسوعات علمية كبيرة، وقمت بعمل مشاريع علمية بلغت أكثر
من سبعين مجلداً. فقمت بمشروع العلاقات الدولية، وقمت بمشروع الاقتصاد الإسلامي، وقمت بمشروع الإدارة العربية، وهكذا، والحمد لله رب العالمين. يعني هؤلاء أيضاً، بالإضافة إلى البنات الثلاث الأحياء، من أبنائي. أي لكن ما مساحة الحرية التي منحتها لبناتك؟ أنا بطبيعتي لا أحب أن أتدخل في حياة الناس، هذه طبيعتي، وليس هذا ناتجاً عن أحكام شرعية أو ما شابه ذلك إلى آخره. أنا أؤمن بالحرية نعم، وأؤمن بأن الإنسان يجب أن يكون مكلفاً، فيجب أن يراعي نفسه، ويجب أن يكون. رقيباً على نفسه وألا يتسلط عليه أحد وألا يدخل
بينه وبين جلده وعظمه يفتش في قلبه ويفتش، لا أحب هذا أصلاً بطبعي، فليس الأمر متعلقاً هنا بالدين، بل بطبعٍ أيَّده الدين، يعني هو طبعٌ أيَّده الدين، فأنا لا أحب التدخل في حياة البشر، ولا أتلذذ بتعذيبهم وما إلى ذلك. فكانت الحقيقة مساحة الحرية المسؤولة الملتزمة هي الأساس في قيادة ذلك البيت، وقد نجحت نجاحاً باهراً. خرجوا يصلّون لأنهم رأوا الأسوة الحسنة في المحافظة على الصلاة، حتى أصبحت الصلاة من كينونتهم. يعني لا توجد بنت لا تعرف، أي أن البنت لا تعرف أن تترك الصلاة، بمعنى أنها تقلق، وهن محجبات منذ منذ... بلغنا، نعم، أيضًا بدون
معاناة، يعني أنا لا أتذكر في يوم من الأيام أنني أمرت فتاة من الفتيات أن ترتدي الحجاب. لقد اختلط الحجاب بدمها ولحمها بحيث أنها لا تستطيع نفسيًا داخل كينونتها نفسها لا تستطيع نفسيًا أن تكشف الحجاب، لا تستطيع لأنها رأت أمها وهي حريصة على. أن لا يراها أحد وهي في غير الحجاب، فتكون ثلاث سيارات. إنها ثقافة ذهنية عقلية جاءها الدين ليؤيدها أو جاء الدين ليبني عليها، لكن الحقيقة أنها من التربية ومن أنها نشأت، أي أن البنت وهي صغيرة في سن السنتين ونحوها تقول: "لا لا يا أمي، هناك شخص في المكتب". عند بابي الثاني عندما أغلق الباب لأنها غير محجبة، فالفتاة لم تعد تتخيل أن تظهر أمها أمام الرجال وهي غير محجبة. فلما كبرت، مع أنها
أصبحت في سن كبيرة، فهي شابة ما زالت في بداية البلوغ، ولكنها لا تتصور أن لا تكون مثل أمها حبيبتها وما إلى ذلك. ومن آخر ما أنعم الله به عليه أيضاً - وهذا شيء غريب أنا جالس أتذكره الآن، لم أنتبه له - أن أغلب سكان العمارة التي نسكن فيها بنات، أي لم يكن هناك صبيان في سنهم، وذلك في منطقة محيي الدين أبو العز، في محيي الدين أبو العز، شيء غريب، يعني كن جميعهن محجبات. نعم، أنت منتبه لهذه النقطة. يعني هذا توفيق رباني، في لحظة، أمر غريب وفي نفس الوقت منّ الله عليّ بمدرسة للبنات، أطل عليها. أي أنني أنظر
هكذا فأراهن في فناء المدرسة وهن يلعبن. ملحقية التعليم، ملحقة التعليم، وكانت هذه مدرسة. نموذجية في هذا الوقت لأنها أصبحت تحولت أيضاً إلى كلية رياض الأطفال. كانت في الماضي مدرسة المعلمين، ثم أصبحت رياض الأطفال، وأصبحت التربية النوعية. يعني هناك كليتان حلتا محل مدرسة المعلمين التي كانت موجودة قديماً. كان لدينا شيء مدته خمس سنوات يُسمى مدرسة المعلمين تُخرِّج. المعلمون والمدرسون ألغوها الآن طلباً لعدم ازدواجية التعليم، فالحياة سارت فيما أعتقد بسهولة ويسر من فضل الله في ظل هذه الحرية المسؤولة. يعني
عندما يكون لدى الإنسان حرية، فإنه يشعر بأنه يتحمل أيضاً مسؤولية طبعاً، وليس معنى الحرية أنه يتفلت وأنه يفعل ما يشاء وأنه إذا كان عمرك حوالي... تسع سنوات ونصف بعد أن أهداك والدك مضرباً للتنس، كان يعتقد أنه يجني منه مكسباً أو شيئاً من
هذا القبيل، لكنه كان يمثل بالنسبة لك شيئاً كبيراً. لعبت وعمرك عشر سنوات في نادي بني سويف، وهي مسقط رأسك وبلدك، وبعد ذلك كان لك صولات وجولات في نادي الصيد. أنت طبعاً يعني... أنا عضو في نادي الصيد منذ ما يقرب من خمسة وثلاثين سنة أو نحو ذلك. وكان حضورك يذكرني بك. ورأيتك في فترة ما بعد صلاة الفجر تقريباً وأنا أمشي في المسار. كنت أشاهد فضيلتك وأنت تلعب بطريقة تشبه أندريه أغاسي في لعب التنس. إرسالك في الحقيقة كان يعني... لا يصد ولا يرد، وكرة كانت قوية، ليست قوية فحسب بل قوية وخادعة أيضاً. سموها الساحقة الماحقة،
الساحقة الماحقة التي كان يطلق عليها الراحل الكبير عادل شريف. هل لا تزال تمارس الرياضة اليوم بعد اعتزالك؟ أنت اعتزلت التنس مبكراً بعد إصابتك في إحدى ساقيك مع صديق لك. واعتزلت. هل لا تزال تمارس رياضة ما كالمشي أو شيء من هذا القبيل؟ في الحقيقة أنا يعني... الإمام أو رياضة من هذا القبيل. في الحقيقة الإمام الشافعي كان يمارس رياضة الرمي بالنشاب (الرماية). نعم، ووصل فيها إلى الغاية القصوى. نعم، ووصل فيها إلى خمسة من خمسة ثم عشرة. من عشرة يعني كلما يضرب عشرة يحصل عليهم العشرة، وكان
الأئمة السابقون رضوان الله تعالى عليهم يهتمون بالبدن وبصحته وبحركته لأنهم أُمِروا أن يكونوا في حالة الجهاد دائماً، والجهاد يستلزم صحة البدن سواء كان الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس والعبادة وأداء ما علينا من واجبات في بناء المجتمع أو الجهاد الأصغر الذي هو القتال في سبيل الله في الجيوش النظامية،
ومن ناحية ثالثة أعباء الوظائف المتتالية التي توليتها، فاستبدلت بهذا الرماية. لا، استبدلت بهذا الذي كان - أنت تقول لي إنك كنت تمشي وأنك كنت تراني أمشي وما إلى ذلك - الآلات، يعني أنا عندي جهاز مشي في المكتب نمشي عليه هكذا. ثلث ساعة في اليوم لأنه يقول لك وأنت فوق الخمسين لا تمشِ أكثر من ثلث ساعة، وهذه تعليمات حتى تعليمات يبدو أنها عسكرية، لكن على كل حال لا نُحرم من رعاية البدن حتى ولو كان بوسائل الآلة. طبعاً المشي في المساحات الواسعة في الخضرة له لذة أخرى طبعاً غير لذة. المشي على الآلة،
نعم الآلة مهما كانت آلة صماء، نعم لا توجد فيها روح، لكن عندما تمشي وترى الورد وتجد متعة للفكرة أيضاً والتفكير والتأمل، يعني حتى كثير جداً من الناس وهم يمشون كأنهم يسبحون، بعضهم يستمع، وبعضهم يفكر في أمور، وبعضهم شارد في ملكوته أو في... حلّ مشكلاته أو في التأمل أو ما إلى ذلك، لكن على كل حال سبحان الله، كلما اتصلت بالطبيعة التي خلقها الله، كلما رأيت فيها قوله تعالى: "ذلك خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه". بالنسبة للدنيا، ما هذه؟ إنه إله، وهذا هو أثره مثلاً. يا سبحان الله، هذه أرض طبعاً والتفاعل. مع الأرض والهوى والشجر وكذلك فإن التفاعل مع الحديد والمطاط الخاص
بالآلة وهي تسير له متعة كبيرة، لكن لماذا اخترت التنزيان؟ لماذا لم تلعب كرة القدم رغم أن بني سويف كان لديها في فترة شبابك فريق قوي جداً في الدوري الممتاز؟ لماذا لم تلعب كرة القدم؟ في الحقيقة، أنا كنت... وحيد أبي وأمي وكنت أعيش عيشة... هذا يعني نفس الأمر، يعني نعم، يبدو ذلك. وكنت أعيش عيشة يمكنك أن تقول إنها شبه أرستقراطية. الألعاب الأرستقراطية هي التنس، اللعبة البيضاء، تنس الملوك، لكن هذه الكرة، نعم هذه لعبة الأوباش. لا لا ليس الأوباش، وإنما لعبة نستطيع أن نقول عنها
أنها لعبة... أي أنها تتضمن الصداقة، وفيها بالطبع الجرأة، وفيها الرجولة، وفيها أمور أخرى إلى آخره. بالطبع بدون شك أنت تعلم أولاً أنه بالنسبة لكرة بني سويف، أن فريق بني سويف مُني بأكبر هزيمة في تاريخ الدوري العام منذ إنشائه حتى هذه اللحظة، حيث هُزم أمام النادي المصري البورسعيدي بنتيجة أحد عشر صفر لو... كنت أنا فيها، كانت بني سويف ستغلب. لا، لو كنت تحت نفس برسيلي، فسوف تدفن الفريق. نعم، هذا ممكن، نعم. ولكن على كل حال، الرياضة شيء طيب. والذي تسألني عنه، يعني لماذا اخترت التنس؟ أنا ولد وحيد ليس لي أخ، ليس لي... يعني... لا أعرف مع من سأتشاجر. الأطفال في الشارع، وأحضر أخي وما شابه، ولا أدري ماذا...
فمن النادي إلى البيت ومن البيت إلى النادي إذا صحّ التعبير. وإن كنت أنا، والحمد لله، قد حافظت على صلاتي وأنا صغير، ولكنني كنت مهتماً بالسباحة وبالتنس. وسبب هذا الاهتمام أيضاً هو تصميم النادي، حيث كانت ملاعب التنس بجانب حمام السباحة. فكنت أذهب لأتعلم السباحة عند الحاج حسن رحمه الله، وأتسلق وألعب أو ألعب وأذهب لأسبح لأن الاثنين في منطقة واحدة أو ما شابه ذلك. هذا ما كان متاحاً، هذا هو المتاح. لكن بالطبع لعبنا كرة القدم في المدرسة أو لعبنا كرة، لا أعرف بالضبط، لكنني لم ألعب التنس هذا، بل تدربت عليه. يعني كان هناك مدرب يأخذ أجراً ويدربني عليها، والكرات
غالية، والملابس غالية للعبة. كما قلت، إنها لعبة الأمراء والملوك. نعم، هي لعبة أرستقراطية بدون شك، وليست أرستقراطية في تكاليفها فقط، بل حتى في أدائها. كنت أتابع البطولات، رولان جاروس، البطولات الأربع الكبرى في العالم. يعني لديك... عندما تشاهد، أي عندما تشاهد التنس، انشغلنا تماماً بأداء المهمة المكلَّفين بها، انشغلنا انشغالاً تاماً، لأنه في الحقيقة الواجبات أكثر من الأوقات، وهذه قاعدة يجب الالتفات إليها في هذا العصر. فالواجبات المهنية والواجبات الأممية والواجبات البدنية والواجبات الأسرية تُحتِّم علينا القيام بها، وترتيب الأولوية فضيلة المفتي بعد
ثلاثين. يوم وثلاثين ليلة من رمضان تنتهي الحلقات عند هذا الحد، وأنا في النهاية أتقدم بجزيل الشكر الوفير والعميق للعالم الجليل والكبير الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. أنا أشكر حضرتك يا سيدي على هذا الأمر. شكراً لكم وندعو الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا وأن... يحشرنا مع الصدِّيقين والنبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. وصلَّ اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. كل عام وأنتم بخير يا سيدي. وأنت بخير، وشكراً لك
أنت أيضاً على كل المجهود الذي بذلته في هذه الحلقات. إن شاء الله يا سيدي تُكتب في ميزان حسناتك وحسنات جميع العاملين في... هذا البرنامج، آمين يا رب، وإن شاء الله ربنا يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال. وبعد، أعزائي المشاهدين، اللهم بلغنا رمضان القادم بالخير والبركات، اللهم أجرنا من النار وعذاب النار، واجعل صيامنا هذا مقبولاً لديك، واجعلنا من الذين يشفع لهم الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الحشر الأكبر. أعزائي المشاهدين، لقد كان هدفنا من هذا البرنامج هدفاً
نبيلاً في هذا الشهر الكريم، فاقبله يا رب العالمين. قصدتُ الكافي بقلبٍ صافٍ، كفاني الكافي ونعم الكافي. كل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.