الإسلام كتاب مفتوح - السنة والشيعة [1]

الإسلام كتاب مفتوح - السنة والشيعة [1] - الإسلام كتاب مفتوح
أعزائي المشاهدين، مساء الخير. نتواصل اليوم مع فضيلة المفتي الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بحضرتك. فأنا أهلاً وسهلاً بكم، وكل عام وأنتم بخير، وأنتم بالصحة والسلامة. أهلاً وسهلاً. نتحدث اليوم عن السنة والشيعة. ما يحدث الآن بين السنة والشيعة يطرح سؤالاً ملغوماً: هل نحن على أبواب فتنة كبرى جديدة في... بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. السؤال ليس ملغوماً وإن شاء الله ليست هناك فتنة ولا تكون هذه
الفتنة تكراراً لفتنٍ حدثت في التاريخ. سبب ذلك أن العصور قد تغيرت وأن الأحوال قد تغيرت وأن المفاهيم قد تغيرت. وأن المصالح قد تغيرت، وأن العلاقات بين السنة والشيعة قد تغيرت، فمع هذه التغيرات كلها واستمرار هذه التغيرات لا تكون هذه الفتنة منتظرة، ولكن مع هذا التغير إلا أن التغير لم يكن تاماً ولا بصورة كاملة، ولذلك فهذا أثر من آثار الماضي الذي ما زال شائعاً بين الناس والذي ما لا يزال
شائعاً في أوساط بعض من لهم مصالح في مثل هذه الفتن أو في مثل هذه الخلافات، وعلى ذلك يجب علينا أن ندرك أموراً، من أول هذه الأمور هي: ما الفرق بين السنة والشيعة؟ يعني الناس لا تعرف ما السنة وما الشيعة، وهذه الفروق ما بين السنة والشيعة لها أصول. ولها تاريخ أي لها أصول فكرية، نعم، ولها تطبيقات عملية وتاريخ حدث في العصور المختلفة. فلا بد علينا أن ندرس الأصول وهو ما يسمى بالتشيع، وأن ندرس التاريخ وهو ما يسمى بواقع الشيعة أو بتاريخ الشيعة، نعم. وهناك فارق كبير بين التشيع والشيعة، نعم، هذا الفارق سنتحدث
عنه شيئاً. شيئاً فشيئاً، ولكن نحن نريد أن نرسم للمشاهد الأمر، أي أننا نتكلم عن التشيع ثم نتكلم عن الشيعة، ونعرف أن هناك فارقاً بينهما، ثم نتكلم عن التقريب بين أهل السنة والشيعة في العصر الحديث وتاريخ هذا التقريب وواقع هذا التقريب، لأن هذا التقريب بدأ من أكثر من ستين عاماً، فما النتيجة؟ الآن وما واقع الشيعة والسنة وما سبب هذا القتال الحالي القائم الآن؟ نريد فضيلتك أن نتحدث أيضاً فيما يتعلق بهذا الذي يحدث الآن في العراق من
فتنة عمياء، يعني الانفجارات التي ألحقت أضراراً كبيرة بضريح الإمام علي في النجف وتدمير المساجد ودور العبادة في نجف وكربلاء وما... سيحدث أيضاً، هناك فرق شيعية في العراق الآن تقتل كل من يُطلق عليهم اسم عمر من أطفال السنة، والسنة لا يطلقون أسماءهم على أسماء الشيعة. ما سر هذا العداء المستحكم بين السنة والشيعة؟ طبعاً هناك في العراق حالة ندرسها ونبين أسبابها، وإن كان أيضاً الحالة العراقية يكتنفها تعقيد كبير. جداً لأن
ليست السنة والشيعة هي أطرافها فقط، هناك محتل أمريكي وبريطاني وتحالفي، حتى أنه توجد قوات يابانية وقوات أسترالية وقوات أخرى إلى آخره تلعب دوراً هناك، والصهيونية تلعب دوراً هناك، وهناك عداء وتاريخ خفي بين الأكراد وبين حزب البعث، بين التركمان وبين العرب، وما بين السنة والشيعة، فالسنة والشيعة هنا في الحالة العراقية وفي الواقع العراقي أي في داخل وسط وبيئة معقدة للغاية جداً، كما أن الأخبار التي تصلنا غير دقيقة، لكن في المجمل هناك دماء وصلت إلى الركبة. طيب، لكن من الذي يقوم بهذا؟ هل هم
أهل السنة ضد الشيعة؟ هل هم الشيعة ضد السنة؟ وقد ضربت أنت مثالاً. بمقام المقام أو الضريح الذي بينهما، أي الضريح، هل أهل السنة طوال تاريخهم يحترمون هذه الأضرحة؟ صحيح أن ضريح المهدي وأبيه وغيرهما في يد عائلة من أهل السنة طوال تاريخه. صحيح أن هؤلاء الناس يعتبرون أنفسهم يتبركون بهذا المكان، فكيف يفجرونه؟ فإذاً أهل السنة طوال تاريخهم وهذه الأضرحة معهم ومعهم هذه. الأماكن... ما الذي يوجد في الصورة يجعل أن هناك من يتجرأ على ضرب ضريح وضرب مسجد؟ إما أن يكون غير مسلم، وإما أن يكون مسلماً متطرفاً له عقائد خاصة من التشدد
لا علاقة لها بأهل السنة ولا علاقة لها بالشيعة. وحينئذ فإننا نرى بعض جهلة الشيعة من يرد... على هذا حتى مخالفاً لمرجعياته، يعني أنا أتذكر أن هؤلاء الناس الآخرين أصدروا بياناً بأن أهل السنة براء من هذا الوضع، وبالرغم من ذلك يقوم متعصب شيعي فيقتل سنياً، هذا ممكن وارد، ولكن هذا ليس على سبيل الفتنة التي هي منظمة والتي هي وراء فكر ضد فكر، وإنما هذا... على سبيل الحوادث المؤلمة والمأساوية التي يزيد من إيلامها ومأساتها هذا الصراع الذي بين العراق وبين المحتل وبين التركمان وبين العرب وبين الأكراد وما بين البعث وما بين وهكذا، فيزيد الأمور تعقيداً
واشتعالاً. فعلى كل حال، حتى نفهم العلاقة بين السنة والشيعة، فإن فهمها يجعلنا أقدر على حل المشكلات التي في... أرض الواقع وإن كانت مأساوية وإن كانت دموية وإن كانت مؤلمة للغاية لكل المسلمين، ولا تجعلني أقول إنها لكل البشر. طبعاً ما يؤلم السني هو ما يؤلم الشيعة بالتأكيد، وما يؤلم كل البشر. والمسلمون يعني أمة واحدة، نعم تتصف بوحدة الصف والعدل والقيم الإنسانية، يعني هذا مؤكد، نعم إذا... فهيا بنا نرى ونشرح للناس أولاً هذه الأصول ثم هذا التاريخ ثم هذا الواقع. تفضل، تفضل. أولاً الأصول: ما الذي حدث؟ الذي حدث هو خلاف بين الصحابة الكرام على من
هو أحق بالخلافة، فهناك اجتماع حدث في سقيفة بني ساعدة. هذا الاجتماع كان في نهايته اختيار أبي بكر الصديق باعتباره... أنه الملازم الأول لسيدنا رسول الله، وكان أول الرجال ممن أسلم، وكان هو الذي ولاه الصلاة، وأنفق ماله كله في الإسلام، وكان وزيراً هو وعمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي كثير من الأحاديث: خرج رسول الله وأبو بكر وعمر، جاء رسول الله وأبو بكر وعمر، جلس رسول الله. وأبو بكر وعمر كانا وزيرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وملاصقين له، وكان أبو بكر أشد التصاقاً برسول الله. تزوج النبي من عائشة وتزوج من حفصة، عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر. وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقدم أبا بكر وعمر حتى في حديثه. في كثير جداً من الأحاديث في سقيفة بني ساعدة بعد وفاة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، اختارت الصحابة بعد مناقشة ومداولة أبا بكر خليفة لرسول الله وقائداً للأمة في غياب علي الذي كان غائباً وكان مشغولاً بتجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الاهتمام بالغسل وبالكفن. وهكذا إلى آخره وهو الطاهر الأطهر صلى الله عليه وسلم، إذاً فجاء الخبر إلى علي وعلي مشتغل بهذا. بعض الصحابة حدث عندهم اعتراض لكنهم
الأقل. يعني لو مشينا بالنظام الحديث في رأي الأغلبية، فإن رأي الأغلبية الساحقة كانت قد اتفقت على أبي بكر، لكن هناك المقداد بن الأسود هناك. أبو ذر الغفاري هناك، عمار بن ياسر هناك، سلمان الفارسي يقولون: لا والله إننا سمعنا البعض وليس الكل، هم أربعة فقط، هم أربعة، البعض فقط. على فكرة لكي نعرف الإحصائيات، فإن الصحابة ممن يقال عنهم أنهم صحابة مائة وأربعة عشر ألفاً، مائة وأربعة عشر ألفاً كان موجوداً في ذلك اليوم. انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى ووفاته صلى الله عليه وسلم
في المدينة نحو عشرين ألفاً من المائة وأربعة عشر، أي إنّ هؤلاء العشرين ألفاً كان منهم جمهور كبير موجود في سقيفة بني ساعدة، وكانوا من الأنصار والمهاجرين وغيرهم، أربعة من العشرين ألفاً، يعني أربعة من المائة وأربعة عشر. عشرة آلاف قالوا لا والباقي قال نعم. بالمناسبة، يعني حتى نرى المساحة بهذا القدر، نعم، هذا لأنه مرة أخرى يعني خلاف يُذكر. مع تقديرنا وتقويمنا واحترامنا ووضعنا على الرأس لسيدنا علي وسيدنا أبي ذر وسيدنا المقداد وسيدنا عمر وسيدنا سلمان وكل هذا. فالمهم أنه حدث هذا وفي...
النهاية أَنْ نُقِرَّ بفضل علي ونبدأ بجمع فضائل الصحابة الكرام مثلما فعل سيدنا الإمام أحمد بن حنبل الذي ألّف مجلدين أسماهما "فضائل الصحابة". نعم، هذان المجلدان اللذان يحتويان على ألف صفحة، كان النصيب الأكبر منهما - حوالي ستمائة وخمسين صفحة تقريباً - لسيدنا علي. وماذا عن الباقي لكل الصحابة؟ انظر إلى النسبة: ثلاثة أرباع.
الكتاب لسيدنا علي، فنحن نقر به. من الذي يؤلف هذا الكلام؟ إمام أهل السنة، أهل السنة، أحمد بن حمد، أحمد بن حمد إمام أهل السنة والجماعة. إذاً فأنا عندي هنا اعتراف من أهل السنة بفضل سيدنا علي، ليس هناك خلاف، لكنهم أيضاً اعترفوا بفضل الصحابة كلها، ورووا بأن إذا... لو أنفق أحدهم مثل جبل أحد ذهباً، فإنه لا يعادل مُدَّ أحدهم أو نصيفه. هذا المد يعني ما يقارب ستمائة وخمسين جراماً أو شيئاً من هذا القبيل. تخيل أن شخصاً معه ذهب بقدر جبل أحد وأنفقه في سبيل الله، بينما الصحابي معه ستمائة وخمسين جراماً من الذهب أنفقهم في سبيل الله.
اللهُ يُعطي للصحابيِّ أكثرَ من هذا الأمر، وهذا من فضلِ الصحابة. هكذا رأى أهلُ السنة الصحابة الكرام بما فيهم سيدنا ومولانا وإمامنا عليّ رضي الله تعالى عنه وكرم الله وجهه. والبخاري يقول: فاطمة عليها السلام بنت النبي، نعم بالطبع، ويلقبها بهذا، وليس لدينا مانع أن نقول عليٌّ عليه السلام. إنما نقول سيدنا أبو بكر أيضاً ونقول سيدنا عمر طبعاً نعم، والصحابة هؤلاء أبو ذر وغيره إلى آخره كانوا أيضاً يقولون هكذا، لكن يقولون أنه كان ينبغي أن علياً يُظهر رأيه. لا مانع لدينا من إبداء هذه الآراء. حسناً، بدأ التشيع من هنا ولكنه تشيع أي تشيع. سُنّي اعتنقت التشيع النظيف، وبعد ذلك بعد أن جاء أولاد سيدنا
الحسن والحسين، وخاصة أولاد سيدنا الحسين، خلف علي زين العابدين، وعلي زين العابدين خلف محمد الباقر، ومحمد الباقر خلف جعفر الصادق، وهكذا. فتكون عند الشيعة أشياء بدأ أهل السنة يضعون عليها علامات استفهام، وبدأنا هنا التشيع. يأخذ شيئًا آخر ولونًا آخر ومذاقًا آخر جعل بعض أهل السنة أو أهل السنة يقولون: "لا، نحن لا نريد هذا النمط من التفكير، ما هذا؟" خمسة أشياء سمعوا أن الشيعة تقول إن الله سبحانه وتعالى يعني بدا له. ما هذه البادئة؟ أنه كان سينزل الوحي على علي ثم...
أنزله على مكانة فعلية، فهذا رجل عظيم جداً، لأنه كان، يعني ماذا، كان سيصبح نبياً. وما السند هنا؟ لا، إن قضية السند هذه أيضاً لعبت دوراً كبيراً جداً بين أهل السنة والشيعة. هذا كلام مرفوض. وعندما أتينا لنتجاوز التاريخ كله، أيضاً لنجعل الناس تركز. معنا وكلمنا إخواننا الشيعة، حقاً أنتم تقولون هكذا. نحن أيضاً من الناحية العلمية ينبغي علينا أن نجلس مع الشيعة ونستمع إلى كلامهم. حسناً، يعني أهم شيء أنتم تقولون أنه سيدنا جبريل جاء لينزل على علي فنزل على محمد، قالوا: والله ما قلنا هذا الكلام. هنا نقف إذن، طيب واحد... أمامي ينكر
ما نسب إليه، حسناً، ما الدليل الذي لدي في نسبة هذا إليه؟ آه، وأريد أن أقول - إذا سمحت فضيلتك - إن مجمع البحوث الإسلامية لا يُصدر قرارات ضد الكتاب إلا إذا كان فيه ازدراء للصحابة أو سب للأئمة، والشيعة راعوا هذا منذ البداية، منذ زمن طويل لو طبعاً حضرتك. أعلم أن الشيعة لديهم مجلدات كبيرة في كتاب أو مجلدات بحار الأنوار وهي تقع في مائة وعشرة مجلدات، وهي ضخمة جداً، وتحتوي على كل المرويات وكل الآثار للشيعة. لقد حذفوا خمسة مجلدات من التاسع والعشرين إلى الثالث والثلاثين، إذاً هم أيضاً كما تقول فضيلتك، إنهم
ينكرون هذا وهم يحاولون فعلاً. أنهم يقتربون إلى حد ما من ذلك في التاريخ. هو بحار الأنوار، ما قصته؟ إن أنصاف المثقفين الذين يغضبون من الشيعة يقرؤون شيئًا ولا يقرؤون أشياءً أخرى. بحار الأنوار كتبه شخص اسمه المجلسي، نعم، وهذا المجلسي كان غنيًا ولديه كُتّاب كثيرون، وقال لهم: "يا إخواننا، نحن نريد أن نجمع الروايات من أي شيء يتضمن مرويات ما بين الأرض وزمن جمعها، فقالوا له: حاضر. كان لديه مكتبة ضخمة، وجعل هؤلاء الأولاد العاملين عنده يجمعون له كتاب بحار الأنوار للمجلسي.
طُبع قديماً وطُبع كاملاً في خمسة وعشرين مجلداً، خمسة وعشرين مجلداً من بحار الأنوار في أشياء متنوعة. تنكرها إنما كان غرضه أكاديمياً في جمع كل الروايات الموجودة في الكتب في فهرس، يعني إن أخانا الذي يقرأ في بحار الأنوار يعتقد أن هذه هي عقيدة الشيعة وأن هذا هو مبدأ الشيعة وأن هذا كذا، فيشرب ويجفر منهم ويرفض التعاون معهم إلى آخره، وهذا ليس منهجاً علمياً. إن ما هو موجود في بحار الأنوار لا يقرّه الشيعة ولا يريدونه، هذه مسألة أكاديمية بحتة، تماماً مثلما نقول إننا نريد
جمع كل قراءات القرآن الشاذة، مع أن الشاذ منها لا يُقرأ به، وبعضها أخطاء متراكمة وأخطاء فظيعة، لكننا قلنا إننا نريد أي شيء متعلق بالقرآن لنعمل له فهرساً، نعم. بهذا السؤال، هذه دراسة أكاديمية تؤكد أن القرآن معروف ومحفوظ، ونقول حسناً، إنها تعمل مثلما تفتح بحار الأنوار. وبحار الأنوار هذا ليس ترجمة لما يعتقده الشيعة، بل هو عبارة عن كتاب أكاديمي للشيعة. لكن عندما تعبت، معذرةً، ذهب إلى السياسة، لم أعد أريد الذهاب إلى السياسة. فتفتح بحار الأنوار حتى يفهم الناس فقط، لتجد حديثاً يقول إن الله سبحانه وتعالى
أول ما خلق خلق الخيل، فأجراها فعرقت، فأخذ عرقها وخلق نفسه منها. ما هذا؟ إنها خرافات! وهل كان الخالق أصلاً هو الذي خلق الخيل؟ إنها مجرد خرافات. هذا ما تقوله الشيعة إذن. ما هذا البلاء؟ إنه موجود كالقمامة، القمامة موجودة، موجود في إحدى الكتب أو في إحدى الروايات أو في أحد الكتب. مثل هذا الكلام الفارغ، لا الشيعة تقول هكذا، ولا الناس تفهم هذه القضية الأكاديمية. يقول لك: لماذا قالها؟ لماذا قالها؟ ما هذا؟ إنه يجمع كل شيء لكي يقول. إن هذا موضوع مثل ما عندنا في الأحاديث الموضوعة، فارس
الموضوع، فعندما أرادوا طباعة الكتاب، تناولوا مسألة سب الصحابة. قال: هذه نقطة أساسية. لماذا؟ قال: لأننا نسب الصحابة طوال العمر، ونحن بالفعل نسب الصحابة، وهذا منهجنا. إذاً حدث تغيير، نعم، ومن أين جاء هذا التغيير؟ جاء من... فتح باب الحوار ومن التقريب لأننا في التقريب قلنا لهم: "يا إخواننا، لدينا مشكلات لابد أن تُحل". قل "بدأ الله" وانتهى الأمر، اكتبه. فأخونا هذا المثقف، عندما يقع في يديه كتاب مثل "بحار الأنوار"، يقول: "يا مولانا، أنت لم تقرأ بحار الأنوار؟" أجبته: "بلى، قرأته". حسناً. ألست منتبهاً أنهم يقولون أنه في البداية لا، أنا لست منتبهاً أن هذا ليس ما يقولونه بل ينكرونه. قال
لي: ألم تقرأ فيه سب الصحابة؟ فعندما جاءوا هنا، هذه هي النقطة الثانية يا إخواننا، سب الصحابة يجعل هناك فجوة بينكم وبين الأمة، والأجدر أن لا تسبوا الصحابة. سب الصحابة دينٌ أم سب الصحابة هذا موقف؟ ونقول لكم شيئاً أكثر من ذلك: ما رأيكم أنه لا يوجد إمام من أئمتكم المعصومين سب الصحابة، لا علي زين العابدين، ولا سيدنا الحسين، ولا علي زين العابدين، ولا محمد الباقر، ولا جعفر الصادق، ولا موسى الكاظم، ولا علي الرضا، ولا... هادئ وليس هناك شيء من سب الصحابة، فهذا من فعل الغيظ والخلاف وما إلى ذلك، فلنبتعد عنه لأن هذا ليس من الدين. قالوا: والله هذا الكلام صحيح ومُحكم ونحن نوافقكم عليه، وبالفعل لا يوجد أحد من أئمتنا سب الصحابة، ودعونا
نتجنب ذلك. وذهبوا يحذفون المجلدات الخمسة التي أشاروا إليها هم. موجودون في الخمسة والعشرين مجلة طبع العجم التي لم تعد هذه النسخة موجودة، فعندما جاءوا ليطبعوها، قالوا: لنُسقط سب الصحابة هذا منها، ولندع الروايات التي ليست سليمة تماماً، المشاكل، المشاكل، وهي ليست من الدين وأي شيء. قالوا: حسناً، ولكن ستكون هناك خيانة لأننا سنكون قد حرّفنا الكتاب، فقالوا... هناك فكرة أن نكتب "تمام" لغاية أربعة وثلاثين، أربعة وثلاثين، فنُسقط تسعة وعشرين وثلاثين. لماذا ثلاثة وثلاثين؟ قال: لأننا لدينا خمسة وعشرين مجلداً خرجت في مائة وعشرة، فيكون كل واحد يأخذ أربعة مجلدات وقليلاً. في المجلد يوجد كم؟ قال: والله هذا يساوي خمسة مجلدات فحذفوه. قال: دع الخمسة.
مجلدات وأصبح يصل إليك الكرتونة محتوية بالضبط على مائة وعشرة مجلدات ناقصًا خمسة مجلدات، أي مائة وخمسة، فهي في كرتونتين هكذا فقط. والعجيب أنك عندما تفتح الكرتونة تجدها مصفوفة بدقة دون أي فجوة، فتستغرب وتتساءل: أين هذا الكتاب الناقص؟ وكيف يكون مرصوصًا بهذه الطريقة؟ ثم تكتشف أن هناك قرارًا من البداية بحذف هذا الكتاب من تسعة وعشرين. لثلاثة وثلاثين، هذا القرار ماذا يعني؟ أنهم بدأوا يراعون ذلك، بدأوا يراعون، نعم، نعم. لأنه قال لي: "لا، أنا أريد أن أكون في الأمة، أريد أن أكون معكم، أريد كذا". والكلام المنصف أننا لا نجعل صحابة فضيلة المفتي يغادرون. أنا أشكر حضرتك، ونلتقي غدًا بإذن الله في موضوع الإسلام،
كتاب وفتوح. وبعد، أعزائي المشاهدين، نلتقي غداً بإذن الله مع فضيلة المفتي الأستاذ الدكتور علي جمعة، إلى اللقاء.