الإسلام كتاب مفتوح - السنة والشيعة [2]

الإسلام كتاب مفتوح - السنة والشيعة [2] - الإسلام كتاب مفتوح
أعزائي المشاهدين، مساء الخير. نلتقي اليوم مع فضيلة المفتي الأستاذ الدكتور علي جمعة لنتواصل سوياً في الحوار حول السنة والشيعة. فضيلة المفتي، أهلاً بحضرتك. فتبارك، أهلاً وسهلاً بك. كنا قد تحدثنا بالأمس عن موضوع السنة والشيعة ونستكمل الحوار اليوم. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول. الله وآله وصحبه ومن والاه. أمس تحدثنا عن بحار الأنوار للمجلسي، وأن الشيعة عندما حاورناهم في التقريب منذ أكثر من ستين عاماً حول مسائل معينة، فإنهم اعتذروا عن بعضها ونفّذوا بعضها
الآخر. قلنا البداء، وهو أن الله يغير الرأي، فأنكروه. وقلنا أيضاً سبّهم للصحابة، فنزعوا هذه المجلدات الخمس كبادرة من. بوادر تقريب أنهم لا يريدون أن يجعلوا هذا عائقًا بين وحدة الأمة، أي القضية الثالثة كانت قضية تحريف القرآن. هل الشيعة تقول بتحريف القرآن؟ وهنا أجاب الشيعة: هناك كتاب ألّفه أحد الشيعة الكبار منذ أكثر من مائة وخمسين سنة واسمه النوري، وهو رجل حجة ومرجع ومعتمد، اسمه "فصل الخطاب في..." إثبات تحريف كتاب رب الأرباب
أي الحقيقة أن علماء الشيعة لم يرضوا بهذا الكلام وردوا عليه، وبعضهم أغلظ القول للنوري حتى قال بعضهم عبارة أن أخطاء الكبار كبار. وكل ذلك - الشيعة أنفسهم أنفسهم - كل ذلك لأنه سمى كتابه "تحريف كتاب رب الأرباب"، فلما ناقشنا الشيعة منذ ستين سنة. في قضايا التقريب بدأها الشيخ الصندوق القمي عندما جاء إلى مصر وفتحت له مصر قلبها، وعمل معه في التقريب الشيخ أحمد حسن البقوري والشيخ محمد محمد المدني والشيخ محمود شلتوت، هؤلاء الشيوخ يعني كبار، شيخ المسلمين عبد الله المشد والشيخ منصور رجب والكثير من
الشيوخ مثل الشيخ عبد العزيز عيسى. منذ ستين عاماً، نعم، وسمحت له السلطات بأن يفتح أو أن يصدر مجلة اسمها "رسالة الإسلام"، وظلت هذه المجلة باقية تصدر، ويمكن أنها أغلقت بعد وفاته بقليل. حتى أنها ما زالت موجودة وترخيصها ما زال معمولاً به ومتوفراً، ولكنها ما زالت موجودة وما زالت الأعداد القديمة موجودة أيضاً وتُباع وما إلى ذلك. إلى الآخر وكتب في هذه المجلة كبار رجال الأزهر وعلماء الأزهر. عندما جاء الصندوق القمي أثيرت مثل هذه المشكلات التي كانت عائقاً للتفاهم بين السنة والشيعة، ومن ضمنها قضية تحريف القرآن. كان هناك شيخ آخر من مشايخ الشيعة الكبار اسمه شرف الدين
الموسوي، وكان هناك أحد أهل السنة من روسيا. كان اسمه له علاقة بالموسوي الآن، أي أظنهم من عائلة واحدة لكن بعيدين عن بعض. وكان هناك رجل اسمه جار الله موسى، هذا من روسيا، من أهل السنة، وكان يعرف العربية والفارسية والروسية والإنجليزية، كان يُتقن لغات كثيرة. موسى جار الله اختار العلم على الزواج. لم يتزوج وفرغ نفسه للعلم، ومن ضمن ما فعل أنه هاجر من روسيا إلى قم، وجلس هناك في إيران في قم، وتعلم على أيدي
المراجع الكبار، ودرس المذهب الشيعي. وهو في قم جلس سنة أو سنتين، المهم أنه حصل وهو من أهل السنة، ثم استعرض أو اعترض عشرين سؤالاً، استعرض... عشرون سؤالاً اعترض بهم على المذهب الجعفري من ضمنها هذه المشكلات الخمس وقدمهم لأئمة الشيعة وكأنهم وجدوا فيه شاباً صغيراً وأنه يستشكل أموراً هي عندهم لها حلول وما إلى ذلك، فتهاونوا في الرد عليه، فجاء إلى مصر هنا وألف كتاباً وأسماه "الوشيعة في الرد على دين الشيعة" وأورد العشرين سؤالاً الذين. يعني أعيا أئمة
الشيعة أن يجيبوا على هذه المشكلات، فكيف تجيبون على ما لم يجيبوا عليه وتركوه؟ غضب موسى جار الله وسافر من قم إلى القاهرة، وأقام في القاهرة بقية حياته إلى أن توفي في إحدى الغرف، رحمه الله تعالى. ولكنه ألف هذا الكتاب "الوشيعة في الرد على دين الشيعة" وأورد... في الأسئلة العشرين، السؤال نعم، عندما صدر الكتاب وجاءت حركة التقريب ووجدوا أن هذا الكتاب يحتاج إلى رد، لأنه أين الرد؟ فأخذ علماء الشيعة هذا الكتاب وردوا عليه ردودًا مختلفة. رد عليه السيد الأمين، ورد عليه أيضًا شرف الدين الموسوي. شرف الدين الموسوي
رد على أسئلة جار الله في... كتاب لطيف سماه "أجوبة جار الله"، يعني عنوان الكتاب يحكي قصته. مركز على الأجوبة، "أجوبة جار الله". هكذا على طول عنوان الكتاب "الأجوبة على جار الله"، وقال له: هذا السؤال الأول تسأله والثاني والثاني. فماذا قال في تحريف القرآن؟ شرف الدين الموسوي، وكان هذا أساساً من أسس التقريب. من أسس التفاهم بين المذهبين أن الشيعة لا يمكن أن تقول إن هناك قرآناً آخر كما هو موجود في بعض المصادر، وكذلك هو موجود عند بعض الناس، كأنهم يستغربون وكأنهم يعتقدون أننا لا نعلم، وبعضهم يقول: "إن كنت تعلم فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم"، أمر لا نقول به. أقول لهم: اهدأوا بالكم، فنحن قد درسنا هذه الأمور بعمقٍ
أكبر مما تتصورون، ونعرف تاريخها، ونعرف من الذي قال ماذا وفعل ماذا. فقالوا: يا إخواننا، تعالوا نتفاهم مع بعضنا، نحن لا نقصد بكلمة تحريف القرآن أن القرآن - حاشاه - قد حُرّف، بل إنه محفوظ من عند الله، وإذا... كان هناك عبارة أو عبارتان في كتاب النوري، فنحن نرد عليه ونأباه ورفضنا أن يُطبع هذا الكتاب مرة أخرى، حتى أنه ليس له نسخة موجودة تحت يد أحد آخر. يعني كتاب النوري هذا "فصل الخطاب" نادر جداً، ليس له نسخة في دار الكتب، وليس له نسخة في المكتبة الأزهرية. ليس له نسخة في كذا وكذا فنادر جداً مما يدل على أنه يبدو أن طُبع منه خمسمائة نسخة وأحرقوها خلاصاً وانتهى الأمر. قلنا لهم: حسناً، لا بأس، ولكن الفكرة موجودة عندكم، هذه الفكرة.
قالوا لنا: نحن ننكرها ونتبرأ منها. قلنا لهم: حسناً، ماذا تقصدون بها إذا وردت في كلامكم؟ قالوا: نحن لن نذكرها مرة أخرى في كلامنا لأنها كلمة قبيحة وكلمة لها مردود سيئ، ولكننا نقصد بها القراءات الشاذة. قلنا لهم: حسناً، انظروا كيف عبّر أهل السنة عندما أرادوا الإشارة إلى وجود قراءات غير معتمدة، ماذا قالوا عنها؟ قالوا: قراءات شاذة، وليست تحريفاً. بالعكس، هذا يثبت عدم تحريف القرآن لأنه عندما... جاءت كلمة خطأ رفضناها، إذاً فإن القراءات الشاذة تثبت سلامة القرآن. ما هي القراءات الشاذة؟ مثل أن يقرأ شخص "عذابي أصيب به من أساء" بينما هي "من أشاء". لقد تحرفت عنده، فأصبح يقولها "من
أساء". هذا هو التحريف، فنقول إن هذا تحريف، لكن هل هذا تحريف نحن قابلون به؟ لا، لسنا قابلين به. قراءات شاذة قلنا لهم والله لو أنكم قد فسَّرتم هذه الكلمة القبيحة بهذا التفسير فينبغي ألا تستعملوها مرة أخرى. قال: وهو كذلك، لن نستعملها. وتعلمون أن القراءات الشاذة قراءات مردودة مرفوضة تُثبت في نفسها سلامة القرآن وقوته لأنه هو المحفوظ بالطبع، والمصحف الإيراني والمصحف الذي يتداوله الشيعة هو هو نفسه. عينه المصحف المطبوع في بلاد أهل السنة والذي يقرأه أهل السنة، وليس هناك حرف، بل إن حفصاً عن عاصم هي القراءة المعتمدة الشائعة عندهم وانتهى الأمر. لكن، سيدي، في الواقع إن البعض يقول الآن أنه
ليس هناك خلاف عقائدي بين السنة والشيعة، ولكن الخلاف يكمن فقط في الاعتراف. بالمصادر من الصحابة، ليست القضية أننا إذا كان البداء ينكرونه وسب الصحابة يمتنعون عنه، لدرجة أن بعضهم في الحوزة العلمية يترضى على أبي بكر وعمر مثل تقي الدين الحكيم، نعم قال: "أبو بكر رضي الله تعالى عنه"، نعم مثل طالب الرفاعي يقول: "أبو بكر رضي الله تعالى عنه". وإذا كان التحريف مرفوضاً ومتفقاً عليه مع أهل السنة أن الكتاب محفوظ بحفظ الله له، فإن التقية والعصمة كانتا هما المسألتين الباقيتين. قلنا لهم:
"حسناً، التقية الآن، هل عندكم أنكم تكذبون؟" قالوا: "لا، التقية هي حكاية مذهب الخصم، يعني عندما تكون أنت حبيباً لشخص تحبه كثيراً ويأتي يسألني عنك." وبيني وبينه ليس بهذا القدر، ستقول لي ما رأيك في فلان؟ أعرف أنك تختبرني، فأقول لك: فلان طيب وابن حلال وهكذا، أي طبقاً لمعتقدك أنت لكي لا يسبب مشاكل. فهذا ليس كذباً، بل هو عبارة عن رواية مذهب الخصم. أنا أقول لك العقيدة الخاصة بك حتى تتركني. وبالنسبة لعصمة الأئمة... العصمة بمعنى
الحفظ هي إجابات جارية على شرف شرف الدين الموساوي على أسئلة جارية قالوا بمعنى الحفظ يعني الإمام النووي لا يخطئ، الإمام الرفاعي لا يخطئ، الإمام كذا لا يخطئ، وهذا معنى أن الأئمة الذين لنا هم أناس محفوظون ولا يخطئون. قلنا لهم: والله لو كانت المسألة هكذا فلا يوجد مانع وأهلًا. وأهلاً بكم، نأتي الآن إلى النقطة التي تتحدث عنها حضرتك وهي الله. طيب، إذا كان السنة والشيعة قد اتفقوا هكذا، فماذا بقي؟ قال لك: لا، الباقي هو المصادر. نحن نأخذ بالكتاب والسنة، وهم أيضاً يأخذون بالكتاب والسنة. طيب هذه السنة ثابتة عندنا بماذا؟ قال: والله هذا نحن عندنا ألف. وثمانمائة صحابي نأخذ بهم جميعاً، بينما هم يأخذون ببعض الصحابة فقط، وعلى رأسهم سيدنا علي والخمسة
الذين ذكرناهم: سلمان الفارسي والمقداد وعمار بن ياسر وأبو ذر الغفاري. هل لديهم روايات كثيرة؟ لديهم روايات ولكنها ليست كثيرة. إذن نحن نأخذ بكل الصحابة وهم يأخذون ببعض الصحابة، ويرفضون مثلاً حديث سيدنا أبي. قال: "وهذا من نتيجة ماذا؟" قال: "والله عندنا سيدنا أبو هريرة ليس دقيقاً تماماً". يعني قلنا لهم: "حسناً، ماذا يتبقى إذن من هذا؟" قال: "والله لدينا مرويات نبني عليها فقهنا، ولديكم مرويات تبنون عليها فقهكم، لكن المنهج واحد وهو أننا نأخذ كتاب الله". ونأخذ سُنّة رسول الله ونُفكر بطريقة عقلية في الكتاب والسُنّة من أجل تحقيق المقاصد الشرعية. نحن مثلكم وأنتم مثلنا، المنهج واحد، إنما
المصدر في السُنّة اختلف. طبعاً أصبح عندكم روايات ونحن عندنا روايات، فجئنا وقلنا لهم: حسناً، انتظروا قليلاً، إننا من هذه الكلمة يمكننا أن نصنع شيئاً جيداً. ما هي الأشياء الجيدة؟ قال: ما هو المشترك بين رواياتنا ورواياتكم؟ إن هناك اختلافاً. نعم، هناك اختلاف. فما هو القدر المختلف بيننا وبينكم؟ فقام بعض الناس يحاولون أن يروا كيف يبدو هذا المشترك، منهم رجل إباضي اسمه الشيخ يوسف الطفيش. الإباضية على خلاف مع الشيعة. الطفيش ألَّف كتاباً طبعه في مصر في القرن التاسع عشر منذ مائة سنة وأكثر اسمه "جامع
الشمل". انظر إلى الاسم: "جامع الشمل". هذا الكتاب يقع في مجلدين، وقد جمع فيه الروايات التي اتفق فيها أهل السنة مع الإباضية. فالفكرة موجودة وهي إيجاد القدر المشترك الذي بيننا وبينهم. فأين إذن الشيعة؟ لقد قام رجل يُدعى السيد محمد الحسين الجلالي بالبحث في الروايات الشيعية السنية التي رواها أهل السنة وفي الوقت نفسه رواها أهل الشيعة، وقد أصدر كتاباً اسمه "جامع الأحاديث". هذا الكتاب "جامع الأحاديث" يقع في خمسة مجلدات، أي في خمسة مجلدات كلها أحاديث كهذه. واحد اثنان ثلاثة، حسناً، كم عددهم؟
هذه الأحاديث تفوق خمسة عشر ألف حديث، فعندما آتي بحديث واحد من هذه الخمسة عشر ألف، وأذكره أمام عالِم من علماء السنة وعالِم من علماء الشيعة، سيوافق الاثنان عليه. لماذا؟ لأنه مرويٌّ عند هذا ومرويٌّ عند هذا. نعم، هذه. هذه المعلومة البسيطة لا يعرفها الإخوة الذين يكفرون الشيعة، لا يعرفونها ويقول لك: ألم تنظر إلى الكليني؟ ألم تنظر؟ وهناك خمسة عشر ألف حديث مشترك، هناك حوالي خمسة عشر ألف حديث، خمسة مجلدات. أقول له: نعم، أنا قرأت الكليني. حسناً، وما الذي أعجبك فيه؟ ويبدأ بماذا؟ يريد فكراً. النزاع والصدام ليس فكر الائتلاف والوفاق، إذا كنا نحن أو هم - بمعنى صحيح - نتوقف عند الخلافات
الهامشية أو الجزئية. بالمناسبة، هي ليست هامشية ولا جزئية، إنه فكر يا أستاذ محمود. أنت تريد أن تضع يدك في يد إخوانك من الأمة التي تصلي إلى كعبة واحدة وتصوم شهراً واحداً وتقف في المواقف. الدولية موقفاً واحداً والتي تريد أن تجعل النزاع بيننا شديداً والبأس بيننا شديد، ما رأيك أيها الإنسان؟ فإذا كنت من الفكر الذي يقول الشقاق، فلتكن من الفكر الذي يقول الوفاق. الفكر الذي يقول الوفاق يقول نعم هناك خلاف وكل شيء، ولن نقول أنه خلاف هامشي ولن نقول أنه خلاف. بسيط، لا يوجد خلاف شديد، لكن هذا الخلاف الشديد يمنع من الوفاق أم لا يمنع من الوفاق؟ فأنا أقول له: لا، لا يمنع من الوفاق، لا يمنع مع هذا الخلاف الشديد أن أضع يدي في يد الشيعي ونكون
شيئاً واحداً إذا كان الأمر يقتضي ذلك. فضيلتك، علينا أن نفهم سيرة الرسول. عليه الصلاة والسلام فهماً صحيحاً والأخذ بمنهجه ليس على سبيل فقط الفهم والاقتناع ولكن على سبيل المعايشة دون الوقوف عند هذه الخلافات طبعاً لأن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تجمعنا جميعاً ولا تفرقنا. تماماً كالمآسي التي حدثت عبر التاريخ من سب الصحابة أو من دعوى التحريف أو من أو من حروب حصلت نريد أن نتجاوزها تماماً، والسؤال: هل يمكن لنا أن نتجاوزها من غير أن نفرط فيما رأيناه أنه الحق؟ هل يمكن أن نتجاوزها بعد الاتفاق على هذه المشكلات الخمسة وهم قد وافقوا عليها وتركوها بالمعاني التي تمنعني من التعاون؟ لأنني لن أتعاون مع شخص يقول
أن القرآن محرف، لن أتعاون مع شخص يقول إن ربنا ناقص، لن أتعاون مع شخص يقول إن هناك تشريعاً مستمراً بعد النبي، وهكذا أنا لن أتعاون مع هذا، ولكنني أسأل هؤلاء الذين يحاربون في هذا الوقت ويشقون الأمة في هذا الوقت، أسألهم سؤالاً واحداً: نعم، ما هي نفسيتك من الداخل؟ أخلاف أم وفاق، ولكن لأن هذا هو المشرب، لكننا وجدنا خلال الستين سنة أنه يمكن الوفاق. نعم، فمددنا أيدينا، وعندما مددنا أيدينا وجدناهم يمدون أيديهم، فالأيدي تشابكت مع بعضها. هل تنصح فضيلتك بأن يكون هناك مؤتمر أو مؤتمرات لتقريب وجهات النظر بين السنة والشيعة؟ المؤتمرات مستمرة، نعم، واللقاءات مستمرة. نعم والتطور مستمر. نعم
عندما بدأنا التقريب منذ ستين عاماً كانت الأوضاع مختلفة تماماً. "مسجر الله الوشيعة في الرد على دين الشيعة" وإلى آخره. لكن الآن اختلفت، اختلفت، ونشأ من هذا التقريب على مدى ستين سنة أنني عندما أذهب إلى مجمع الفقه في جدة أجد فضيلة سماحة ماذا. الله، محمد علي تسخيري من علماء الشيعة الأفاضل الكبار، يحفظ من الشعر العربي ومن الأدب العربي ومن الأمثال العربية، ويتكلم العربية يعني يُتقنها إتقاناً رائعاً. رجل سمح له أخلاق طيبة، هذا مثال للخُلق، ويجلس ويناقش بعلم وبقواعد وبمنهج، ونتفق
ونختلف ونتعاون. طيب، هذا ما كان ولا يمكن أن يحصل. منذ ستين سنة لكن أصبح الآن في مجمع على الطرف الثاني من المنصة أو من المجلس الشيخ أحمد الخليلي مفتي عُمان الإباضي. هل يُتصور أن مفتي مصر يجلس مع مفتي الإباضية وأمامهم مفتي الشيعة؟ هذا الكلام لا يمكن كان يمكن أن تتصوره منذ ستين سنة. ألف
في المائة لأنه ليس... هناك أي عوائق تمنع من هذا الوفاق، وهناك مسيرة في هذا الوفاق، وهناك نجاحات في هذا الوفاق، وهناك أفهام خاطئة لا تدرك إلا التاريخ وتريد أن تسحبنا إليه. ونحن ندعوهم: اقرأوا يا إخواننا، فليس الأمر كما تعتقدون، سواء كنت تدري أو لا تدري، فأنت أيها الجاهل الذي... كنت تدري أو لم تكن تدري، أنت قرأت كتاباً ولم تقرأ عشرة، لكننا قرأنا الأحد عشر الذي قرأته والذي لم تقرأه، وعايشنا هذا، ووجدنا أن هذا من خير الأمة ومن خير الإسلام ومن خير الدعوة الإسلامية. يعني نحن نتمنى بالطبع أن يكون هناك
وفاق بين السنة والشيعة. فنحن أمة إسلامية واحدة تتمسك دائماً بوحدة الصف والتسامح والعدل. وفي المقابل الثاني، فضيلة المفتي، أنا أشكر حضرتك، وسنواصل الحديث غداً بإذن الله. وبعد إعلامي للمشاهدين، نلتقي في الغد بإذن الله مع فضيلة المفتي الأستاذ الدكتور علي جمعة. إلى اللقاء.