الإسلام كتاب مفتوح - قضية العراق- قضية الوحدة

الإسلام كتاب مفتوح - قضية العراق- قضية الوحدة - الإسلام كتاب مفتوح
عزاء المشاهدين، مساء الخير. نلتقي اليوم ونتواصل مع فضيلة مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بحضرتك. أهلاً وسهلاً بكم. كنا قد تحدثنا بالأمس عن المقاومة اللبنانية وما يحدث في لبنان، واليوم نستكمل الحديث. يعني ما يحدث أيضاً في العراق كارثة في الأمة الإسلامية، كارثة على الأمة الإسلامية يعني. كارثة كبيرة يعني ماذا عما يُرتكب من أفعال فردية تحت ستار الجهاد. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. الحقيقة أن الشأن العراقي في غاية التعقيد، والذي سبب
تعقيده تصرفات الإدارة الأمريكية وتصرفات الإدارة الإنجليزية وتحريكهم للجيوش من أقصى الأرض. من أجل أن تتدخل في بلد فتزيد من مشكلاته بدلاً من أن تنهي مشكلته، نحن الآن في موقف في العراق في غاية التعقيد والتركيب، وأصبح كمن يسير على الحبل؛ إذا اختل يميناً وقع، وإذا اختل شمالاً وقع، وإذا وقف فإنه يكون في خطورة، وإذا استمر في المشي فهو في خطورة. أكثر يعني هذا وضع شاذ لا تستقيم معه الحياة، سبب هذا هو أنه بذلك التدخل وهذا الاحتلال وهو الأساس في القضية كلها، وهو الذي أوصلنا إلى حالة غريبة عجيبة الآن،
ونحن أصبحنا في وسط اللجة، في وسط البحر، تركب هذا الشأن ليس من عنصر واحد بل من عناصر كثيرة، أولها كما ذكرنا وهو أبو البلاوي، الاحتلال الخارجي هو السبب في وجود طائفية متجذرة في العراق. هذه الطائفية عرقية، نعم، عرب وتركمان وكرد، ثلاث فصائل مختلفة. ثم يزيد من هذا التعقيد عنصر ثالث وهو المذهبية. فالعرقية شيء والمذهبية شيء آخر، لأنه يوجد سنة وشيعة. أضفنا عنصراً رابعاً للقضية
في التركيبة الثلاثية. فئات العرب والتركمان والأكراد، وبعد ذلك تأتيني أيضاً لا، هذا فيه خلاف آخر تماماً ما بين الشيعة والسنة. فأصبحنا كأننا ستة على فكرة، الآن التركيبة معقدة للغاية، ستة وليس أربعة، لقد أصبحت ستة، اثنان في ثلاثة في ثلاثة، صرنا ستة. ثم يأتي تعقيد أكثر من هذا، وهو تعقيد سياسي. نعم، فهناك مذاهب عرقية ومذهبية وحزبية. ماذا فعلت الحزبية؟ أصبح هناك بعث وضد البعث. فالستة في اثنين أصبحنا اثني عشر. ثم تأتيني تدخلات خارجية من تنظيم اسمه القاعدة، ومن تنظيم اسمه الجهاد الإسلامي، ومن تنظيم لا أعرف اسمه،
فرسان من؟ وهكذا وعلى عدد هذه. اضرب الطوائف في الاثني عشر تجدهم مثلاً أربعة أو خمسة أو ستة عشر فصيلاً، وهذه الفصائل في الاثني عشر تصبح مائة وعشرين، ثم تأتيني اختلافات رهيبة ومصالح أخرى للدول المجاورة. وبعد ذلك، انظر كم عدد هذه الدول المجاورة: هناك تركيا وإيران والكويت والسعودية وسوريا وغيرها، فاضرب المائة والعشرين في خمسة. يكون إذاً أصبحنا ستمائة، كم؟ سبعمائة وعشرون في خمسة يكون ستمائة. تخيل أن البازل الخاص بك، لعبة البازل التي هي خاصة بالأطفال هذه، أنها ستمائة قطعة.
إن البازل يكون كله من أوله إلى آخره عشرون قطعة، ويقضي الولد فيها وقتاً ليحلها، وعندما تكون هناك بازل معقدة جداً تكون... ثلاثة وأربعين قطعة لكن هذه ستمائة، ستمائة هذه يعني ستتعبني، نعم طبعاً مهم من أجل العراق لأنه أي كلام حول شيء يجب أن تعرف واقعه. تخيل أن هناك ستمائة قطعة في العراق تتصادم مع بعضها البعض، فصيل فصيل. تخيل أنه لو أن ثلاثين أو أربعين أو خمسين أو ستين أو سبعين أو ثمانين فصيلاً. مِنْ هؤلاء قرروا إيقاف الدم، فإن هناك ما زال خمسمائة لم يقرروا إيقاف الدم. تخيَّل مَنْ يضرب مَنْ؛ فالمقاومة المشروعة تقاوم الاحتلال، وهناك حكومة تقاوم قوى البعث المنحلة.
هناك قوى بعث منحلة، بعضها طائفي وبعضها قومي وبعضها وطني. إذًا، ما الذي فجَّر كل هذا وكسر هذا البازل (اللغز)؟ إنه الاحتلال، نعم. ما هذه كانت لوحة متكاملة، وكنا نشكو من صدام ومن حكومة صدام ومن قهر صدام للشعب. تفتتت كلها وكانوا مجتمعين، نعم، وكان لا أحد يُقتل بهذه الصورة، وليس كاليوم حيث في كل خبر يقولون لك: قُتل أربعون، كأن هؤلاء الأربعين شيء، كأنهم دجاج. يعني كأننا في إنفلونزا الطيور. ما نقصنا أربعون ياردة استنزاف أمة، ما معنى استنزاف أمة؟ بحق فادي! الكلام أنه اليوم عندما آتي وأقول له: حسناً، أنا أريد أن أُخرج الأمريكيين، نعم، وأقول لهم اخرجوا. هل تتصور أن هذه تحتاج أيضاً إلى تفكير؟ يجب أن يقول لنا
الخبراء العسكريون والساسة: هل خروجها الآن سيزيد من هذه المسألة أم سينقصها؟ طبعاً أنا ضد الاحتلال، أكره الاحتلال، طبعاً أنسب إلى الاحتلال كل مساءة. نعم، الاحتلال غير مبرر بأي حال من الأحوال ولا في أي زمن من الأزمان، لكن أتصور أن هذا الاحتلال قد أوصلني إلى الحيرة التي أقول فيها أنني لا أعرف هل يخرج الآن أم لا، يعني كأنني أقول الله يخرب. بيوتكم هذه، أنتم هكذا حيرتموني، فأنا يعني في الحقيقة، نحن نرى أن الشأن العراقي في غاية الألم، مؤلم للعراقيين جداً عندما نجلس معهم ساعات، لا يعرفون كيف يتكلمون. العراق هذا أهل حضارة، العراق هذا كان فيه فكر عبر التاريخ، العراق كان حضارة الرافدين، هو المنافس لمصر.
طبعاً مصر هذه قائدة ورائدة الأمم كلها كانت. العراق المنافس لها دولة قوية، دولة ذات تاريخ، طبعاً دولة الجينات الخاصة بالناس الذين فيها جينات حضارة منذ زمن بعيد، منذ قديم الزمن، وجاء الإسلام وأصبحوا على هذه الهيئة، لكن يا أخي ابتلوا بهذه الحال، تفتتت الدولة وتفرقت إلى أنه الآن أفكار غريبة مثل الفيدرالية، أفكار غريبة مثل الاستقلال الذاتي والحكم. الذاتي وغير مدرك ما هو، أشياء غريبة جداً وواجهَ هذا كله تاريخ طويل من النزاعات العرقية وتاريخ طويل من الظلم السياسي وتاريخ طويل من الأوضاع المعوجة والتوزيع غير العادل للثروة وتاريخ طويل من الاحتقان
المذهبي والطائفي. إذاً أنا أمام حالة، الحقيقة، الله يكون في عون الدارس لها، الله يكون في... إن عون المتابع لها شيء يقطع القلب، وهذا غاية ما أستطيع أن أقول، لكن ما الذي نفعله في الشأن العراقي؟ إنها فتنة لا يزال الحليم فيها حيران، ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل في الاحتلال وفي بقاء الاحتلال. هذا كمن اغتصب أرضاً ثم ضل فيها، فأخذ الله ينزل عليه. من ويلاته وإثمه وذنوبه ما دام فيها، فالاحتلال يجب أن يخرج ويجب أن يخرج بصورة لا
تُحدث ضرراً أكبر. لو فكرنا في طلب تعويضات، فهذا الاحتلال يجب أن يدفع تعويضات. طبعاً تعويضات تهدئ البال، تعويضات تعيد البنية الأساسية لهذا البلد. تعويضات لا أعرف... لا أستطيع أن أتصور أربعين شخصاً يُقتلون. وكل يوم، ما معنى ذلك؟ هذه إبادة جسدية، هذه إبادة، هذا دمار لشعب بأكمله. هل تتصور حضرتك أن تسعين صحفياً قد قُتلوا؟ تسعون صحفياً! أي صحفي يتكلم كلمة هنا أو هناك، ويقدم خبراً أو معلومة، سيقتلونه. سيقتلونه لأن هناك خلافات. هل تتصور أن هناك... أربعمائة عالم من العلماء قُتلوا، وبعد ذلك يأتي شخص ليقول لي: لا، هؤلاء أربعة آلاف. انظر كيف يتردد الخبر بين أربعمائة إلى أربعة آلاف. حسناً، عندما دخل نابليون
مصر وأراد القضاء على نهضة مصر، قتل ألفاً وخمسمائة عالم من علماء الأزهر، فقضى على... النهضة وأخذ بعضهم ومشى وكتب هذا في مذكراته أن هؤلاء الناس لا تصلح معهم إلا الذبح، وأنا كنت أذبح خمسة كل يوم وأمضي. هو مكث سنة إلا قليلاً، وخلال هذه المدة قتل فيها ألفاً وخمسمائة، والجبرتي يقول فأجملها في نصف سطر: وكان يقتل خمسة كل يوم من العلماء. العظم في السطر، لكن يعني نابليون ذكره في مذكراته، ذكره في مذكراته. نعم، نعم، واضحة يعني طبعاً، نعم، نعم. فالجبرتي يعني في شيء مختصر هكذا جداً جداً لم يلتفت إليه. يقول لي إنني لا أفهم لماذا يفعل هكذا، ربما ينتقم أو شيء من هذا القبيل، لكن لا، لقد قضى على النهضة، هؤلاء أبناء عبد القادر. البغدادي وأولاد المرتضى الزبيدي وكانوا قائمين بنهضة، فقال: "لا، نحن سنعود ثانيةً، وستعود
النهضة من هنا، اقتلوهم". هذا أيضاً رداً على من تشبَّع بالغرب وتشبَّع بالثقافة الفرنسية ورأى أن الاحتلال لأوطاننا هو بداية الثقافة. كيف يكون هذا الاحتلال لأي وطن من الأوطان مسألة مذمومة ومسألة مردودة على أصحابها؟ ونحن أهل حضارة طوال تاريخنا من الفراعنة وحتى يومنا هذا، نحن أهل حضارة، نحن رجال حضارة، ونحن شعب إنساني بالطبع. ربما هذا يدعونا لسؤال حضرتك وهو سؤال ملح: لماذا تفرقت الأمة الإسلامية رغم أن عوامل جمعها مؤكدة وحتمية؟ هل أهملنا ديننا قرآناً وسنةً وشريعةً وعقيدةً؟ هناك عوامل داخلية وهناك
عوامل خارجية، والعوامل الداخلية الراجعة إلينا أكثر وأهم وأعمق من العوامل الخارجية. فإذا كان الخارج يريدنا هكذا ويعمل على هذه الفرقة، فإن هذا يمثل عشرين في المائة من القضية. يعني لو أن هذا الخارج كله هلك ولم يبق منه شيء، فسنظل متفرقين بهذا الشكل. إذا كان الخارج ليس لديه القوة التي تجعل هناك استمراراً للبلاء الذي نحن فيه، لكن العوامل الداخلية والعوامل الخارجية سهلة. مصالحهم تتعارض مع وحدتنا، حسناً، من حقهم أن يفتتوني. لو كنت مكانهم وأنا إذا اتحدت فلن أشتري منه وسأرفع عليه سعر حاجتي، إذاً
من الطبيعي أن يفتتني لكي يستفيد، ولكي يجعلني سوقاً استهلاكية دائماً، ولكي... يحرمني من النهوض والمعرفة حقاً هكذا، لكن أين أنا؟ أين أنا؟ يعني لماذا أستسلم لهذا الحال وأُسلِّم نفسي له؟ لماذا إذاً؟ فلا بد من النظر إلى العوامل الداخلية. عندما أرجع إلى العوامل الداخلية أجد أن الله سبحانه وتعالى قد منحنا كل أسباب الوحدة، كل أسباب الوحدة، والوحدة بالفتح وليس فيها. كسر أبداً ما، لا توجد وحدة، كل واحدة على حدة. أعطانا، أعطانا الأرض، أعطانا البشر، أعطانا الإمكانيات في صورة مواد خام، أعطانا الاتساع والاتصال الجغرافي، أعطانا
التاريخ، أعطانا القواعد الفكرية، أعطانا، أعطانا كل شيء. إذاً فأنا أستطيع أن أقول إن أسباب الفرقة - اسمح لي أن أقول لك - مفتعلة، نعم، أسباب الفرقة مفتعلة وكلمة. مفتعلة حتى أحدد معناها، نعم أننا نقدر على إزالتها. كلمة مفتعلة كيف؟ بالإرادة. نعم، لو أنا أرى مع هذه الانقسامية التي حدثت معنا الآن، كل الناس تشك في بعضها. نعم هذا صحيح. ثانياً، نحن لدينا تجارب سيئة مع بعضنا، فكلما نمد أيدينا من أجل التعاون يقول الله يبقى. تعمل كما قُدم هذا المشروع نفسه في
سنة كذا وسبعين، وقُدم في سنة كذا وستين، وقُدم في كذا وخمسين، وحدث وحدث وحدث في تجربة سيئة وماضٍ مرير في التعامل مع بعضنا. أهليون مكبلون، نعم، مشلولون لا نستطيع الانطلاق، مجمدون لا نستطيع تحقيق خطوات التقدم هذه. هذه نقطة أولى، ونقطة ثانية. مفهوم الدولة القومية الذي تغلغل فينا فأصبحت هناك مصالح متعارضة، فقد تكون مصلحة بلدي تختلف عن مصلحة البلد الآخر. أي أننا في مصر، ومجلس الوزراء يجلس ويفكر، قد يكون هناك تعارض بين خدمة الصعيد وخدمة واجباتي، وقد يكون هناك تعارض بين خدمة مرفق السكة الحديد ومرفق آخر مثلاً، أيهما
نختار. له الأولوية التعليم، نعم. أيهما له الأولوية في هذا؟ نعم، وبعد ذلك أريد أن أراقب التعليم وما شابه. حسناً، أليست السكك الحديدية في منتهى الخطورة على حياة الناس مباشرة والأسبقية التي منها؟ حسناً، هل أنا مهدد أم غير مهدد؟ كيف حال جيشي؟ هل أقلل الإنفاق في الدفاع أم أزيده حسب الأحوال وهذا؟ هو مجلس الوزراء وهو يجلس ليبحث في الميزانية فتحدث تعارضات للمصالح في داخل البطن الواحدة في داخل الجسد الواحد، يحدث هذا فما بالك في منطقتين مختلفتين، وما بالك أنه قد ترسخ في الأذهان أنه بدون ضوضاء. نحن نريد أن نكون صرحاء ونعمل بسرعة، فأنا لن أنتظرك، أنا سأعمل. لمصلحة منطقتي وبلدي بغض النظر عن أي مصالح أخرى
تتعارض أو لا تتعارض، كل واحد يعمل لمصلحته. فمع التفتت ومع الشعور القومي بالدولة الإقليمية ومع كم القوانين الهائل الذي يحاصرنا فيه هنا وهناك، حدثت تلك العوامل التي تعد عوامل للفرقة، ولكن الأمل معقود في همة إذا لم تكن. في أعناقنا ولتكن في أعناق من بعدنا من أبنائنا ونحن نسلمهم الراية أن اتفقوا وأن لا تختلفوا فتختلف قلوبكم وأنكم أزيلوا كل هذه العقبات وعليكم بالحلول الوسط وعليكم بالتدرج وعليكم بفعل التهيئة لأنه لكي أعمل شيئاً مثل ما فعله الاتحاد الأوروبي، لا، إنها صعبة، فتوحيد العملة وحدها صعب بالطبع لأنك أريد
توحيد العملة بين خمس وعشرين دولة، فيجب أن يكون اقتصاد هذه الدول متقارباً. نعم، ليس بالضرورة أن تكون دولة غنية جداً، بالطبع هناك دولة وأخرى في حالة توازن. أي يجب من أجل أن تعرف، وبدون ذلك لا تستطيع توحيد العملة. حسناً، لدي الطريق السريع من طنجة إلى جاكرتا. على فكرة، الطريق... يكاد هذا يكون موجوداً، لكنه يحتاج إلى إيصال بعض المناطق به. يحتاج إلى الإيصال. نعم، ورائي رفع الحدود في هذه المنطقة الشاسعة. ورائي رفع الحدود في هذه المنطقة الشاسعة. ورائي التكافل أو التكامل الاقتصادي. السودان هذه تُزرع قمحاً يغطي العالم الإسلامي، وهي سلة العالم
العربي كله، سلة والعالم الإسلامي. الكل والمملكة العربية السعودية تعطي بترولاً ومصر تعطي بشراً في تكامل، في تكامل. أنا جاهز، ورائي شيء مثل حتى النظام الفيدرالي أو الاتحاد الفيدرالي. الاتحاد الفيدرالي لم يعد موجوداً الآن كما كان، لكن الفيدرالية فقط هي الموجودة. كل ولاية من ولايات أمريكا لها قانونها الخاص، ولكن يوجد قانون فيدرالي. يا أخي، النماذج موجودة. الفكر موجود ويمكننا أن نبدع تطبيقاً أصبح فكرة تحتاج إلى همة وإرادة سياسية. فهل سيرسل الله من يوحد هذه الأمة؟ وهل سيرسل الله هذا الشخص فيلقي في قلوب الجميع هذه الهمة وهذه الإرادة وهذه الرغبة في الوحدة التي يريدها كل
الناس عندما نجلس مع كل الشعوب في كل أمر؟ تاكسي في المغرب، مثلما تركب تاكسي في الأردن وتتحدث مع السائق، يقول لك: "نريد أن نتوحد، والله، ما هذه القصة؟ هذا حتى لا يُثير استغرابي". يعني الناس يتوحدون على من يتصلون بهم. فمثلاً، إذا تحدثوا عن الشيخ الشعراوي، تجد أن الشيخ الشعراوي هذا يستمعون إليه من المغرب حتى إندونيسيا، وكذلك أم كلثوم وعبد الوهاب، يعني. أريد أن أقول لك إنه أي شخص يتصل بالشيخ رفعت مثلاً، لا مشكلة في ذلك. أنا أمثلتي دينية بعض الشيء وأنت أمثلتك في الفن والأشياء التي مثل هذه، لا مشكلة في ذلك. لا، هذا جميل يعني في كل مناحي الحياة، أي لا مشكلة. يعني أقول لك أنا أتركها لك، مع أنك أنت من أكبر... المستمعون يعني أم كلثوم وعبد الوهاب يعني لا بأس، سأتركها لك. عاد هذا الذكر في وجداني، سنجعل الحوار
مستمراً وسنقول هكذا: انظر عندما - يعني انظر - الناس في الشرق والغرب، هل يوجد أحد يكره الشيخ؟ بالطبع لا، لا أحد. أجمل صوت، ليس مجرد موهبة، إنه شيء فوق الطاقة. ومُتميز أي رائع، إذا كان هناك تواصل يا أخي بين الناس وهناك وحدة، والسبب بسيط كنا نتلقاه ونحن صغار في مادة اسمها التربية الوطنية والتربية القومية، يقولون لك ما هي: وحدة الآلام، وحدة الآمال، وحدة اللغة، وحدة الهدف، ما هذا؟ ما معنى وحدة وحدة؟ نعم، نحن هكذا فعلاً، وحدة الأرض، وحدة، ويقول... لَدَيْكَ خَمْسُ أو سِتُّ أو ثَمَانِ وَحَدَاتٍ هَكَذَا، أَيْ أَنَّنَا فِي وَحْدَةٍ وَلَسْنَا فِي فُرْقَةٍ، وَلِذَلِكَ لَدَيَّ أَمَلٌ كَبِيرٌ وَأَسْتَشْرِفُ الغَيْبَ أَنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ مَهْمَا طَالَ بِهَا الزَّمَنُ فِي قَضِيَّةِ الفُرْقَةِ، فَإِنَّ عَوَامِلَ
وَحْدَتِهَا أَكْبَرُ بِكَثِيرٍ مِنْ عَوَامِلِ فُرْقَتِهَا، لِأَنَّ عَوَامِلَ الوَحْدَةِ هِيَ عَوَامِلُ مُؤَكَّدَةٌ وَحَتْمِيَّةٌ وَمِنْ عِنْدِ اللهِ، نَعَمْ. مَن الذي أعطانا الأرض، ومَن الذي أعطانا الناس، ومَن الذي أعطانا شيئاً من عند الله؟ لا توجد بيننا فواصل حقيقية، نعم، والباقي افتعالي. نعم، افتعالي يعني من فعلنا، وافتعالي يعني قابل للزوال، وافتعالي يعني أنه ليس عقبة لا تزول، وليس عقبة لا يمكن السيطرة عليها أبداً. هذا الكلام إذا أخذنا الأمر بعين الاعتبار. مرجعه إلى الاقتناع والهمة، والاقتناع والهمة، ندعو الله سبحانه وتعالى بدعواتنا وبالثقافة السائدة وبعدم اليأس وبطول البال والصبر على هذه الحالة أن نخرج منها إلى أحسن حال بإذن الله، بإذن الله. فضيلة المفتي، أنا أشكر حضرتك، وعلى وعد باستمرار الحوار غدًا بإذن الله تعالى. أهلًا وسهلًا بكم عزيزي المشاهدين،
نستكمل. مع فضيلة مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور علي جمعة، الحوار غداً من خلال الإسلام كتاب مفتوح، إلى اللقاء.