الإفتاء بين الفقه والواقع | 26 - 3- 2008 | أ.د علي جمعة

الإفتاء بين الفقه والواقع | 26 - 3- 2008 | أ.د علي جمعة - ندوات ومحاضرات
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ. الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على سيدِنا رسولِ اللهِ وآلِهِ وصحبِهِ ومَن والاهُ. منصبُ الإفتاءِ منصبٌ تولاهُ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلمَ فيما تولى من مناصبَ كثيرةٍ كالقضاءِ والحُكمِ الأعلى بالإضافةِ إلى الدعوةِ والإمامةِ وغيرِها مما ذكرَهُ الإمامُ القرافيُ في كتابِهِ الماتعِ الفروقِ وفرقَ في كتابة في فصل جعله لذلك بين النبي مفتياً والنبي قاضياً والنبي داعيةً صلى الله عليه وآله وسلم والنبي رئيساً للدولة وقائداً للجيوش وإماماً للصلاة، فقد اجتمعت فيه صلى الله عليه وآله وسلم كل هذه المقامات، ثم بعد ذلك ورثه الصحابة من بعده
كلٌّ على قدر طاقته، فالنبي صلى الله عليه. وسلم هو الإنسان الكامل الأتم نفعنا الله به في الدنيا والآخرة، فقام من بعده مفتون واشتهر في الفتوى أناس منهم من إذا ما جُمعت فتواه كانت في مجلد، ومنهم من إذا ما جُمعت فتواه كانت في جزء صغير، ومنهم من له الفتوى والاثنتان فقط، وعدد الذين تصدروا للفتوى من الصحابة. الكرام كانوا نحو مائة وخمسين على قول، والصحابة قد وصلوا إلى مائة وأربعة عشر ألفاً رأوه بأعينهم وشاهدوه وغزوا معه
الغزوة والغزوتين وعاشوا معه السنة والسنتين. وعلى ذلك فهذا المقام الرفيع الذي كان يتولاه الصحابة الكرام لا يزيد عن واحد في المائة، يعني كل مائة صحابي جليل أجر الواحد فيهم. كواحد منكم، كما لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحُد ذهباً فإنه لا يبلغ نصف طاعة ذلك الصحابي. يعني لو أنفق الصحابي اثنين كيلو من الرز أو القمح، وأنت أنفقت في مقابله وزن جبل أُحُد ذهباً، فإنك لا تبلغ ربع الكيلوين، أي
نصف نصفهما - كيلو ربع. ظل هذا المنصب موجوداً في الأمة، وألّف فيه كثير من العلماء. الناسُ في آدابِ المفتي والمستفتي وكيفيةِ الفتوى منهم ابنُ الصلاح ثم النووي وابنُ حمدان ومنهم ابنُ القيّم ومنهم ابنُ تيمية وكثيرٌ من العلماءِ فصّلوا ذلك القولَ تفصيلاً، وظلَّ هذا المنصبُ في بلادِنا هذه، فتولّى الإفتاءَ الشيخُ المهدي العباسي ولهُ ما يُسمى بالفتاوى المهدية وهو مطبوعٌ في نحوِ ثمانِ مجلداتٍ كبيرة. تولى الإفتاء وهو في العشرين من عمره، إلا أنه كان محاطاً بأمناء
يحررون له السؤال، وبعد الإجابة يضبطون له الفتوى، وكان عالماً كبيراً، ثم صار بعد ذلك شيخاً للأزهر. ومنهم الشيخ محمد عليش الذي تولى إفتاء الديار المصرية، ثم إنه لم يرتضِ ما ذهب إليه إسماعيل من محاولة استقلال مصر. تشريعياً عن الخلافة العثمانية واعتبر ذلك نوعاً من أنواع المروق والفسوق فكان جزاؤه السجن إلى أن غادر إسماعيل البلاد، ولكنه كان باقياً صلباً في دينه تقياً ورعاً. ألَّف فتاويه التي عُرفت بـ"فتح الإله المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك" وهو ابن خمس وعشرين عاماً، ثم
بعد ذلك ارتقى أن... ينظم هذا العمل في دار تفتح وتنسب إلى مشيخة الأزهر سميت بدار الإفتاء المصرية، وكان ذلك سنة ألف وثمانمائة وخمسة وتسعين، وأول من تولى هذه الدار هو الشيخ حسون النواوي، وكان شيخاً للأزهر، وبعد أربع سنوات وقد أكمل سجلاً واحداً في الفتاوى، والسجل فيه مائتا صفحة، صار الإفتاء إلى الشيخ محمد عبده في سنة ألف وثمانمائة تسعة وتسعين، وظل الشيخ محمد عبده في الإفتاء ست سنوات، وانتقل إلى رحمة الله تعالى سنة ألف وتسعمائة وخمسة،
لكنه قبل أن ينتقل إلى رحمة الله تعالى استقال من الإفتاء واستقال من المجلس الأعلى للأزهر، مات الشيخ في الحادي عشر من أغسطس. لكنه استقال من المجلس في ستمائة واستقال من الإفتاء في العشرين من مايو. إذاً فقد مكث بعد استقالته من الإفتاء ما يقارب شهر يونيو ويوليو وأغسطس على قول، وقيل إنه توفي في الحادي عشر من يوليو، فيكون قد بقي حوالي ستين يوماً أو خمسين يوماً، أو نحو شهرين.
وتوفي بالإسكندرية، وكانت الصحافة سبب استقالته من الإفتاء. استلمت الصحافة المصرية الرجل لتحرف فتواه وتنشر عنه كل قبيح، ليس إلا استهزاء بالدين وبأهله وبأفكاره وبأحواله. ومل الإمام من هذا الوضع الذي استيأس معه من الإصلاح، وراحت الصحافة وراح من يسب رجال الدين فيها، وتاب منهم من تاب، وبقي اسم الإمام علماً على التجديد لمن بعده ولم يرَ. لم يرَ أي مشروع من مشروعات محمد عبده النور في حياته، ولم يرَ أي فكرة
أرادها تُنفذ أمامه، ولكنه لما انتقل إلى رحمة الله تعالى، ولحسن طويته ونيته وإخلاصه مع ربه، أبقى الله ذكراه وأعلى شأنه ونفذ كل المشروعات، ابتداءً من مدرسة القضاء الشرعي إلى إصلاح القضاء إلى إصلاح التعليم إلى إصلاح... الأزهر إلى أمور كثيرة في قوانين الأحوال الشخصية واحترام المرأة ونصرتها إلى آخر ما هنالك مما قد قدمه في الفكر الإسلامي وفي العقيدة الإسلامية وفي الدرس الإسلامي، وها نحن نحتفل بمئوية وفاته في هذا العام، فإذا بنحو عشر احتفالات في العالم الإسلامي كله، ولم يذكر أحد من الناس ذلك الذين كانوا يسبونه أو
ينتقدونه أو يشوشون عليه حياته ومشروعه الفكري، والسؤال: هل نحن أمة تأكل أبناءها؟ على كل حال، فالله من وراء كل ذلك محيط، والله سبحانه وتعالى هو العلام بذات القلوب وبذات الصدور وبذات النفوس. والله سبحانه وتعالى يجب أن يعمل الإنسان من أجله حتى ولو لم يرَ نتائج. ما يعمل وأن يخلص ويصبح يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر مريدًا وجه الله تاركًا كلام الناس وراء ظهره، ثم تتابع المفتون من بعده في
مائة وعشرة أعوام، ونحن الآن دخلنا في المائة من خمسة وتسعين إلى مائتين وخمسة وخمسمائة وعشرة، أي أننا في المائة الحادية عشرة الآن، المائة الحادية. عَشْرُ اللهِ اللهِ اللهِ واحدٌ واحدٌ واحدٌ فثمانيةَ عَشَرَ مُفْتياً أتَوْا على سُدَّةِ الإفتاءِ في هذه المدةِ، كلُّهم ونسألُ اللهَ أن يُلحِقَنا بهم على خير، كانوا من العلماءِ العاملينَ الأتقياءِ الأنقياءِ الذين لم يستطعْ أحدٌ أن يشتريَ نفوسَهم أو فتاواهم. صَدَرَ في هذه الفترةِ مائةٌ وعشرون ألفَ فتوى
نقصت في... أربعة آلاف وخمسمائة، أصدر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية عشرين مجلداً، وأصدرت دار الإفتاء عن طريق وزارة العدل ثلاثة مجلدات، فصار المجموع ثلاثة وعشرين مجلداً فيها نحو خمسة آلاف فتوى منتقاة من المائة والعشرين ألف فتوى الموجودة في السجلات، والتي وصل عددها إلى مائة وستين سجلاً ضابطاً للفتوى كان محمد. عبده قد أصدر في سنواته الست تسعمائة وأربعة وأربعين فتوى، ونحن الآن في دار الإفتاء نصدر فتاوى سواء عن طريق الهاتف أو الشفهي أو التحريري ثمانية آلاف، يعني الذي
نصدره في شهر واحد يساوي تسعة أضعاف ما أصدره الشيخ محمد عبده في بداية القرن العشرين في ست سنوات وذلك. لكثرة وسرعة الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة كالهاتف والبريد الإلكتروني والفاكس والبريد وتطوره والمواقع الإلكترونية وهكذا، كانت دار الإفتاء عبارة عن ثلاث غرف في الرواق العباسي، ولم تكن على هيئتها التي هي عليها الآن، بل كانت مقسمة إلى غرف، يأخذ منها الشيخ محمد عبده ثلاث غرف في الرواق العباسي بالأزهر وظل. كذلك حتى انتقل إلى قصر رياض
باشا وهو المحكمة الشرعية العليا في شارع نور الظلام بالحلمية وظل هناك من سنة اثنتين وثلاثين إلى واحد وستين أو اثنتين وستين حيث انتقل إلى قصر عابدين ثم انتقلت إلى العباسية هنا بجوارنا أمام أكاديمية الشرطة القديمة هذه وظلت هناك إلى سنة ألف وتسع. مائةٍ اثنين وتسعين، ثم انتقلتُ إلى المبنى الذي عمَّره فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي، وانتقل هو إليه وظل فيه إلى أن أصبح شيخاً للأزهر. ودار الإفتاء منذ سنة اثنين وتسعين في هذا المكان إلى يومنا
هذا. تقوم دار الإفتاء بمهام منها الإجابة على أسئلة الخلق والناس، فعندما يسألون يريدون من المفتي أن يُخبرهم ما الحكم في كتاب الله وفي سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما الحكم في شريعة الإسلام كما يفهمه الأئمة العظام، والأئمة العظام من المجتهدين شاع منهم أربعة: أبو حنيفة، مالك، الشافعي، ابن حنبل، وهي مذاهب أهل السُّنَّة الأربعة، وبقي منهم أربعة أخرى:
الإباضية، والجعفرية، والزيدية. والظاهرية كتبهم ما زالت موجودة وأتباعهم ما زالوا موجودين قلّوا أو كثروا إلى الآن، فالجعفرية أكثر ثم الإباضية ثم الزيدية ثم الظاهرية أفراد في العالم، لكن كتاب المحلى موجود وإليه يُرجع في هذا المجال. ولكن هناك أكثر من هؤلاء في المجتهدين، وقد وصل المجتهدون إلى أكثر من تسعين مجتهداً لهم مذاهب. منهم الليث بن سعد ومنهم محمد بن سلمة ومنهم حمد بن سليمان ومنهم الطبري ومنهم الأوزاعي ومنهم ومنهم ومنهم، وصلوا إلى تسعين. تجدهم مذكورين في كتاب "ضحى الإسلام" لأحمد أمين مثلاً إذا أردت أن تراجع أسماءهم ومذاهبهم. دار
الإفتاء لديها درجة أن تفتي في نطاق المذاهب الأربعة، أولاً بدأت بالحنفية ثم... وسَّعتُ إلى نطاق المذاهب الأربعة، ومن وسَّع هذا كان الشيخ محمد عبده، ثم وسَّعتُ إلى نطاق المذاهب الثمانية إذا احتاجت إلى شيء من خارج الأربعة تقتضيه مصلحة العصر، ثم إلى الفقه الوسيع في الأئمة التسعين، ثم تأخذ من المصادر من الكتاب والسنة مسترشدة بما عليه المجامع الفقهية الكبيرة العظيمة كمجمع. البحوث الإسلامية في الأزهر ومجمع الفقه الإسلامي في جدة وأمثال هذه المجامع المعتبرة
التي فيها علماء الشرع الشريف، وقليل جداً من المسائل ما يجتهد فيه المفتي مباشرة فيأخذ من صريح الكتاب والسنة ويُعمِل الأدلة، وهذه مسائل قليلة جداً، ولكن ذلك وارد إذا كانت المسألة جديدة وحديثة وليس هناك رأي. معتمد استقرت عليه المجامع والجماعة العلمية في العالم، عندما يريد الإنسان أن يسأل دار الإفتاء إنما يسألها عن الإسلام الذي فهمه الشافعي ومالك أو جعفر وابن إباض أو ابن حزم والأوزاعي، فعندما يريد فضيلة المفتي أن
يقول شيئاً فإنما يريد أن يحكي كلام الأئمة على قواعدهم، ثم بعد ذلك فمن... من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ثم بعد ذلك من شاء أن يقبل ومن شاء أن يرفض، لأننا نعيش في حرية. علمنا الإسلام أن ندعو الخلق للخالق وقال لنا: "ما عليك إلا البلاغ" و"ما أرسلناك عليهم حفيظاً". وهكذا هو لم يرسلنا، و"ما أنت عليهم بمسيطر". تكلم كلمة الحق، قل الكلام كما... هو لا يسألني عن توجهات الشخصية ولا عن تقواي، إنما يسألني عن فتواي التي أبين فيها حكم الشرع الشريف، ثم بعد ذلك ليقتنع
من يقتنع، وليرفض من يرفض، وليذهب فليعترض على أبي حنيفة، على الشافعي، على السلف الصالح، على الصحابة الكرام، أو ليحارب الدين، ولكن بعيداً عن شخص المفتي، فليكن. جريئًا وليحاول أن ينتقد الديانة وهو يقول لا أنا لا أنتقد الديانة حتى لا يثور علي الناس، أنا أنتقد رجل الدين، وليس في الإسلام رجل دين بل فيه عالم دين يحكي الحاصل والأجر على الله. ماذا نفعل في هذه الأزمة التي يناقش فيها الناس الفتاوى؟ وما الحاصل؟ الحاصل أننا
في... عالمٌ يدعو إلى ما يُسمى بالفوضى الخلّاقة، وهذا مشروعٌ يُراد تنفيذه، وليس هناك مَن يستطيع أن يقف ضدّه، فهم يريدون تنفيذه ويُصرّون على تنفيذه، لا توجد فائدة. وما الفوضى الخلّاقة؟ يجب علينا أن نناقش كل شيء، وماذا تعني بكل شيء؟ كل شيء: المسلّمات والبديهيات والفتاوى والأقضية وأحكام القضاء، كل شيء ليس... هناك مقدس بل إن كل شيء مدنس، وما الذي جعلك أيها الإنسان
تستقل بالفتوى، وما الذي جعل الطبيب يستقل بالطب، وما الذي جعل الفلكي يستقل بالحساب. كلنا في الهواء سواء. التساوي المطلق أساس من أسس الفوضى الخلاقة "كريتيف كيوس" في الإنجليزية، وهذه الفوضى الخلاقة موجودة في السياسة وفي الأدب وفي... الفنون وفي الحياة وفي القضاء وفي صناعة الغسالات، فهناك شركات صنعت غسالة بالإبداع الفوضوي لأن الغسالة إما أن تدور يميناً وإما أن تدور شمالاً وإما أن تكون فوق أو تحت، لكن هذه يُوضع فيها برنامج فوضى وهي تنظف الملابس بهذه الفوضى بشكل أفضل،
لكن للأسف الملابس تتلف أكثر وتُستهلك أكثر، والاستهلاك جزء. لا يتجزأ من العقلية العلمانية أنهم يريدون أن يستهلكونا. كيف يريدون أن يستهلكونا؟ بنقل المسائل إلى قضايا، فيذهب ويبحث ويفتش فيجد في فتوى صدرت - وانتبه - سنة ألفين وأربعة، أي منذ سنتين، يسأل فيها السائل: هل تزيين البيوت بالتماثيل حرام أم حلال؟ فكانت الإجابة من الشيخ هريدي ألف وتسع. مائة وستين ألف وتسع مائة وسبعين أن التماثيل الكاملة حرام.
قال أبو بكر بن العربي بالإجماع: طيب، وتزيين البيوت بها من غير حاجة من تعليم أو نحوه حرام. وظلت الفتوى هكذا تتقلب في دار الإفتاء من مفتٍ إلى مفتٍ وهم يبينون شرع الله إلى أن أخذتها إحدى الصحف فوضعتها في الصفحة الأولى ثم أجرت عليها استفتاءً، أيرضيكم هذا أن التماثيل حرام؟ حسناً، لماذا هي حرام؟ إنه فن جميل. وما شأني أنا؟ فن جميل أو فن قبيح، لكنها حرام. لا تدخل الملائكة البيوت التي فيها تماثيل، لأنه حديث البخاري: "لا تدخل الملائكة
بيتاً فيه كلب أو صورة". حديث البخاري. الأمانة تقتضي ماذا؟ أن أكذب؟ وأقول إن الملائكة لا تدخل البيوت التي فيها كلب أو صورة. حسناً، وما شأني؟ الملائكة ترى التمثال فتُصاب بالنفور فلا تدخل. تدخل أو لا تدخل، ما علاقتي؟ الملائكة تنظر إلى التمثال هكذا ثم تأخذ بعضها وتذهب. لا شأن لها إن عبدتموه أم لم تعبدوه، قدّستموه أم أهنتموه، هي هكذا. فشخص يقول والله أنا لا أريد. الملائكة خلاصةُ الأمر أنها تَضَع تمثالاً ضائعاً ووجدناه. الملائكة تكره وجود
الدم، تكره وجود البول، تكره الرائحة الكريهة، تكره النجاسة، تكره التماثيل، تكره الكلاب. مساكين الكلاب، حبيبتنا الكلاب تكرهها الملائكة. ما الذي ينفّر الملائكة الكرام؟ حوالي خمسة عشر شيئاً وردت في السنة. حسناً، وهذا أنا رأيته، أنا رأيت الملائكة، لم أرَ إذاً مَن؟ الذي رأى سيد الخلق، ومن الذي قال سيد الخلق هو أنا؟ الذي قلت يا إخواننا، على فكرة، أنا جاءني مرة ملك وكان عندي تمثال، فذهب وأخذ بعضه ماشياً. أنا لم أقل لا رأيت ملكاً ولا رأيت أنها تدخل في بيت فيه تمثال، ولا لم أر، لا رأيت ولا لم. رأيت؟ إذن من الذي رأى
الحبيب المجتبى صلى الله عليه وسلم؟ المسلمون يحبون النبي يا أخي، فهم يعتقدون اعتقاداً جازماً أن من يتبع النبي يدخل الجنة. ما شأنك؟ إن كنت تريد دخول جهنم فادخلها، فطريق جهنم متاح. ولماذا لا تريد للمسلم أن يدخل الجنة وفق اعتقاده؟ إنه يعتقد هكذا ويريد ذلك. يدخل الجنة يا أخي، دعه وشأنه. أأتركك تدخل النار؟ لا مانع لدي. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. هناك حرية لدخول النار والجنة. من يريد أن يسلك هذا الطريق فلا مانع، ومن يريد أن يسلك ذلك الطريق فلا مانع أيضاً. أيجب علينا جميعاً
أن ندخل جهنم؟ ما شأني أنا؟ هل رأيت ملائكة يا إخواني؟ على فكرة الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب. آصل صدقت يا سيدي يا رسول الله. لماذا تريدون هذه الضجة؟ آه كريه في كيوس. آه هذا يريد أن يشكك في كل الثوابت لأنه سيقول لي: تعال، هذا الحديث ليس صحيحاً. أقول له: البخاري. يقول لي: البخاري ليس صحيحاً. أقول له: الشافعي. يقول لي: ما هي يعني، الشافعي هو رجل وأنا رجل، هم رجال ونحن رجال. لا يا أخي، هم رجال وأنتم صبية. من الذي قال لك يا فتى أنت وهو أن الشافعي مثلك أو أنت مثل الشافعي؟ استحِ يا فتى، دع عنك الكذب والفشل. هذا
الإمام الشافعي يا فتى. فإذاً يا إخواننا. نشكو من تضارب الفتاوى... تضارب؟ لا يوجد تضارب. إنه مكر ومخطط متعمد. هناك قصد لإثارة هذه الضجة حول الأزهر. ثم يأتي أحدهم ويمسك بجريدة ويقول: لقد أحدثت هذه الفتوى التي صدرت منذ أربع سنوات ضجة كبيرة! كيف ذلك؟ فلقد سألنا الدكتورة الفلانية فقالت: أنا لست مؤيدة لهذه الفتوى. وسألنا الدكتور علام، وماذا بعد؟ قال إنه مع هذه الفتوى، وسألنا الدكتور تركان، ثم قال إنهم الثلاثة هم هم في كل مرة، يعني يشكلون لجنة مراجعة على الأئمة الأربعة. وسألنا الدكتور تركان
فقال فيها قولان: قيل وقيل. وسألنا الدكتور سلان - أحياناً يأتي سلان وأحياناً لا يأتي - فقال: أنا أعتقد أننا لو نظرنا... إلى المسألة من طريقة معرفية متينة تتفق مع العصر وتؤدي إلى النصر فإنها سوف تكون فتوى جيدة جداً، ولكنني مع هذا أتحفظ لأنني لا أستطيع أن أقول إنها تماماً تنطبق على العصر أو تؤدي إلى النصر، ثم بعد ذلك نقول أي علماء؟ لا يوجد علماء ولا شيء، وأي تضارب؟ لا يوجد تضارب ولا شيء، بل فيه استهزاء بدين
الله، وفيه قدح للعلم وليس لشخصي أنا. وكم سألناهم: لماذا تفعلون هذا؟ قالوا: من أجل الإثارة. هذا في مجال الدين! قالوا: الدين كغيره من المجالات، لا بد فيه من الخلاف، ومن النسبية، ومن الأخذ والرد، والظن، والخلاف، والرأي والرأي الآخر. ففي النهاية لا تبقى ثوابت، فيظهر علينا برنامج في التلفزيون يتحدث عن لعبة الموت، وتخرج إعلامية كبيرة وتقول: "اتركوا الأولاد يخنقون أنفسهم حتى يموتوا"، فقالوا لها: "كيف؟"، قالت: "لأن هذا يؤدي إلى الإبداع
وحرية الفكر والانطلاق والجسارة". فدكتور آخر يقول لها: "هذا سيُميت روحاً"، قالت له: "نعم، بالله دعنا من هذا الكلام". هذا الفراغ الذي نحن فيه جعلنا نملك قوة ونتعب أنفسنا، ويجتمعون في باريس، وما شأن باريس؟ إن باريس قريبة، فباريس صارت كأننا نعيش مع بعضنا في قرية واحدة. مؤتمر يناقش هل الشذوذ جائز أم غير جائز، واختلفوا على ثلاثة أقوال: المسلمون قالوا إنه غير جائز، واليهود... قالوا يعني والنصارى قالوا جائز. نسأل النصارى: أنتم قلتم جائز؟ قالوا: والله أبداً، والله أبداً ما قلنا. قلنا:
كيف إذن؟ قال: نحن لدينا مئة وستة كنائس، مئة وخمسة. قلنا: لا، وكنيسة قالت: يا إخواننا، هذا مرض، والمريض نعطف عليه. يعني طيب، هذا صحيح إذا كنت تقصد أن المرض نعالجه. ونعطف عليه، ما كلنا نقول هكذا. قال: ذهبوا آخذين هذه الكلمة وجعلوها أنهم أجازوها، هذا العالم وليس نحن. فإذاً هناك خلط بين المسائل والقضايا. أنا لدي مليون ومائتا ألف مسألة فقهية تحت يدي، من ضمنها أن أدخل دورة المياه بالشمال وأخرج باليمين، وأضع يدي اليمنى على يدي اليسرى تحت. صدري، إنما هذه
المسائل لا تتحول إلى قضايا. من ضمن هذه هو التمثال في البيت أيصلح أم لا يصلح، أيجوز أم لا يجوز. ليست هذه قضيتنا، إن قضيتي الآن هي البطالة، ومحو الأمية، والتنمية البشرية، وحقوق الإنسان، والتعددية الثقافية والفكرية، والبيئة، والمواقف من المجاعة الموجودة في إفريقيا. هي القضايا التي تهم المسلم هي ما يحدث في العراق وفي فلسطين، هذه هي القضايا المهمة، لكنك ذهبت وتركت هذا وشغلتني بماذا؟ هل التنساك حلال أم حرام؟ هل نتف شعرة من حاجب المرأة
يُعَدُّ نمصاً يستحق اللعن أم ليس نمصاً؟ هل عندما ينظر شخص إلى أخيه هكذا، يكون ذلك خطأ أم لا؟ الله! أنت هكذا الذي تجعل عقليتي عقلية خرافية؟ إنني أبني العقلية العلمية. أين أنت؟ إنني أنقل الناس من الظلمات إلى النور، وأنت هكذا تخرجهم من النور إلى الظلمات. لماذا تفعلون ذلك؟ حسناً، وبعد ذلك هذا إجرام. يجب علينا أن نحرم هذا ونقول ونعلن ونكوّن رأياً. عامةً ضد هذه قلة الأدب، ونقول لهم على الأقل اتركوا الدين في حاله. العبوا هذا في الفن، في كرة القدم، في الرياضة، في السياسة، في الأحزاب، لكن لا تتلاعبوا
مع الدين، لأن الناس ستكرهكم أكثر مما تكرهكم. لا تتلاعبوا مع الدين لأن الدين ثابت وليس متغيراً. الخلط بين القضاء والحياة يبقى... أشياء موجودة أمام حضرة القاضي برفع النزاع لكنها غير موجودة في الحياة. هذه الحياة نحن نعيش مع بعضنا في سلام. إذا أضفنا إلى هذا الجهل بالنص الجهل بالواقع، الجهل بالفقه، الجهل بالربط بين النص والواقع، سيأتينا هو: لماذا يخرج أناس يتصدرون للفتوى من كل من هب ودب
ولماذا فتواه ما... لا تكون سليمة لأنه جاهل بالنص أو بالواقع أو بكليهما أو بكيفية الربط أو بالفقه وما قيل فيه، مما يؤدي بهذا الجهل إلى الاعتراض على الفتوى الصحيحة، مما يؤدي إلى اضطراب الناس. المشرب المتشدد والمشرب المتسيب في شخص عنده هكذا. الحياة لونها وردي وأنا بجانبك وأنت بجانبي. هذا كلام صلاح جاهين. وَهُنَاكَ مَنْ يَرَى كُلَّ شَيْءٍ حَرَامًا وَأَيَّ شَيْءٍ يَكُونُ خَطَأً دُونَ النَّظَرِ فِي مَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ. فَالْمُتَشَدِّدُ يَقُولُ عَنِ الْعَالِمِ أَنَّهُ مُتَسَاهِلٌ، وَالْمُتَسَاهِلُ يَقُولُ عَنِ الْعَالِمِ أَنَّهُ مُتَشَدِّدٌ،
لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا يَتَّبِعُ هَوَاهُ. وَهَذَا سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ مَا يَشْعُرُ النَّاسُ بِهِ مِنْ فَوْضَى، وَإِحْسَاسِ النَّاسِ بِأَنَّ هُنَاكَ قَضِيَّةً مَا. التقليد المحض، بعض الناس يريد أن يعبد الله لا بما أنزل بل بالزمن الماضي. هذا لا يصلح، فالإسلام لكل زمان ومكان. لا بد أن يعيش في هذا العصر وأن يصل إلى كل إنسان، صدقه أو لم يصدق، بصورة لافتة للنظر من غير إكراه ولا تعنت. عقلية الخرافة والهوى يحاول. بعض الناس أن تكتنف الفتوى
لا يسعني إلا أن أدعو الله اللهم نجنا وأخرجنا منها سالمين غير خزايا ولا مفتونين وثبت قلوبنا على الحق وأنت يا ربنا قد أنزلت علينا البلاء فأنزل الصبر فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون إنا لله وإنا إليه راجعون سيغنينا الله من فضله ورسوله والحمد لله رب العالمين، هل فضيلتكم أصدرت فتوى أن الصلاة بُدِّلت الرقصة حلال؟ لا، لم أُصدر فتوى هكذا، وهؤلاء كاذبون. لا، أنت سترى كثيراً، سترى كثيراً، سترى كثيراً. حضر أحدهم
في مجلس الدرس قبل أن أصير مفتياً ونحن نشرح كلام الشافعية أن ستر العورة في الصلاة للمرأة وللرجل يكون... لا يكشف ولا يشف، وستر العورة خارج الصلاة يضاف إلى ذلك ألا يصف. فسألني أحدهم: ما معنى هذا الكلام؟ فقلت له: يجب ستر العورة في الصلاة سواء للرجل أو للمرأة، وعورة المرأة جسدها كله سوى وجهها وكفيها، بشيء لا
يكشف شيئًا من جسمها ولا يشف بشرتها أو لون بشرتها. قال لي: ماذا يعني أنه "يصف"؟ قلت له: يعني يُظهر تفاصيل جسم المرأة. قال لي: ماذا يعني "يُظهر تفاصيل جسم المرأة"؟ هل التحيز يعني أن شخصاً يقف ضد شخص آخر؟ قلت له: لا، التحيز معناه أنه يفصّل جسدها. قال: يعني لو أنها كانت ترتدي شيئاً يفصّل جسدها، هل تصح صلاتها؟ قلت له: نعم. قال يعني واحدة لابسة زي الذي يرتديه لاعبو الباليه، هل تصح صلاتها؟ فقلت له: نعم، ما دامت محجبة في رأسها وهكذا، بالرغم من أنه ضيق جداً ومحدد جداً، تصح صلاتها
عند الشافعية. هكذا أشرح الدرس، لكن خارج المنزل لا يصح أن تخرج هكذا. فذهب وكتب العنوان: يجيز الشيخ علي جمعة... ما كنت. لا يزال المفتي الشيخ علي جمعة يقول: "يجوز الصلاة في بدنة البليد". نشر هذا وكتب في الداخل شيئاً من الصحيح، فقلت له: "لماذا يا فلان أثرت هذا الأمر؟" قال: "لكي نكون كذابين". قلت له: "بالكاف أم بالجيم؟ لتكون جذاباً أم كذاباً؟" قال: "لا، لكي أكون جذاباً، أي جذاباً والله". هذا الذي حدث، وليست فتوى، ولا تتضمن بدلة رقص. والمهم أن صحيفة صوت الأمة نقلت عن
أستاذ أزهري قوله بأن الصلاة في بدلة الرقص البلدي جائزة. هكذا كانت البلية، أصبحنا نقول "البلدي". إذاً فالمراد هو التشويش، المراد هو الخلط، المراد هو قلة الديانة، وأنه ليس هناك مقدس، وأننا سوف نتناول الجميع. سنتناول الناس وفي كل شيء في أعراضنا وفي أبنائنا وفي زماننا هذا. أنا لست مفتياً، وبعد ذلك أيضاً لماذا جئت مفتياً؟ حسناً، خذ إذاً. طيب ماذا نفعل؟ قال: ها قد علّمنا ربنا
وقال: "حسبنا الله ونعم الوكيل، سيغنينا الله من فضله ورسوله". ثم ماذا يحدث؟ يقومون بطرد الولد من الجريدة التي... هو المرض والإصابة بالأمراض من الله. هل تظن أنه لأنه يتكلم عليك؟ لا، ليس كذلك. إن ربنا محيط من وراء الدنيا كلها، وموعدنا يوم القيامة، ولكن لن يثنيني هذا عن الدفاع عن الإسلام ولا القيام بواجب الدين في هذه البلد ولا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أبداً، لن يثنيني. هذا لأن المراد أن تختلط علينا الأوراق، لن تختلط لأن الذي ينير بصائرنا وطريقنا هو الله، ولأننا قد طلقنا الدنيا من قلوبنا ثلاثاً، ولأننا لا نريد شيئاً من الدنيا،
ولا ننازع أحداً فيها. فماذا يريدون؟ يريدون عموم المسلمين، فيا أيها المسلمون خذوا حذركم! هل أصدرت فتوى أن الغناء حلال؟ هل أصدرت فتوى بأن التأمين على الحياة حلال؟ كل هذا خلط في خلط. هل إعادة النظر في الاجتهاد الأول واجبة؟ نعم، إذا كان الأمر متعلقاً بتغير الواقع. هل يمكن أن نكتفي بالأول؟ نعم، إذا كان الواقع لم يختلف. كيف السبيل لترشيد انتشار الفتاوى عبر القنوات الفضائية والإذاعة والصحف؟ لا يمكن. هذا
مشروع لم يكتمل بعد، مشروع يهدم فيك وفي تاريخك وفي دينك وفي تقواك ولم يكتمل بعد. أنتم ما زلتم متمسكين بالإسلام وبدين الإسلام، فهو لم يكتمل بعد يا إخواننا. ما أنتم إلا شيء صغير، حاولوا أن يخرجوكم من دين الله أفواجاً، وفي كل حين تدخلون فيه. تمسكوا بدينكم، وأقيموا الصلاة، وأكثروا منها. من الصلاة على النبي في الليل والنهار صلى الله عليه وسلم، اذكروا الله كثيراً "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون". ليس لنا باب يدخلنا إلى الله سوى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أحبوه وأحبوا آل بيته الكرام، تمسكوا به واتلوا
القرآن في الليل والنهار. إن هذا لن يتوقف فهو لا يزال مستمراً. نحن في بداية الطريق، الخطة لم تُعَد بعد، ولكن انشروا وعلِّموا أولادكم أن هذا هراء وأن هذا لا يجوز. قفوا وقفة رجل واحد على قلب واحد ضد هذا البلاء. يقول إن الفتوى في مصر منحة وليست للتبييض أبداً يا أخي، هذا كلام من تيارات أخرى متشددة، بل المصريون منذ مائة... عام وهم يعيشون عصرهم ونُفتي
الفتوى من هنا، وبعد خمسين سنة يتبعونها من هنا. وما حجتهم؟ أن المصريين قالوا هكذا. نحن قيادة للعالم الإسلامي، فنحن متقدمون عليهم قليلاً فقط. نحن نعيش كل يوم، كل يوم، ومعايشتنا تتطلب أن يكون للإسلام موطئ قدم في هذه الحياة الدنيا، ولذلك نضع أقدامنا حيثما نرى ومن. سَلَفُنا لا يَرَوْنَ لكنهم يُبْصِرون بعدئذٍ. القول الفصل في أمر الزواج العرفي: إنه مشكلة اجتماعية وهو جائز شرعاً، وليس زنا. وإذا حدث منه نسب فإنه يُنسب، لكنه يترتب عليه
كثير من المصائب الاجتماعية والظلم والتظالم الذي لا يرضاه الشرع بين الناس، وهذا هو الفارق بين ذلك وبين كونه زنا. هو ليس زنا إذا توفرت فيه الأركان والشروط، ولكنه مساءة اجتماعية ننصح الناس وندعوهم أن يتركوه. الزواج العرفي هو ما استوفى أركانه وشروطه من شهود، ومن خلو الطرفين من الموانع، ومن عدم استكتام الشهود. أما أن زوجته لا تعرف، وإن شاء الله لم تعرف، فهي حرة، لا يوجد في الزواج [مثل هذا الشرط]. السر هو ما استُكتم فيه الشهود، نأتي باثنين من الشهود هكذا ونقول لهم إياكم أن تخبروا أحداً، فهذا يكون حراماً.
وهو صحيح، أي ليس زنا، لكن ما فعله حرام. قال أبو بكر الخلال: هو زنا ولا ينعقد به العقد، والأئمة الأربعة يرون أنه حرام وليس بزنا، فإن لم يستكتمهم. سكت هو وانتهى الأمر ولم يذكروه وانتهى الأمر، فهو حلال باتفاق، باتفاق كل الأئمة. أما زواج السر فهو أن يذهب إلى امرأة من غير شهود وهذا باطل وهو زنا، فنحن اشترطنا أن تتوفر الأركان والشروط. لماذا لا تمنع دار الإفتاء هؤلاء البغاث الذين يتصدرون للفتوى لأن دار الإفتاء لا يوجد بها. فيها دار الإفتاء سلطان والإرشاد والدعوة والمسؤولية والسلطة وجهان
لعمله واحدة، فلماذا لا تصدرون قانونًا تمنعون فيه هؤلاء؟ ما هو هذا القانون يحتاج إلى دراسة لأنه قد يكون ضد الدستور الذي يمنح حرية الرأي. إذن ماذا نفعل؟ نحن نتربى ونشكِّل رأيًا عامًا مضادًا يفسد عليهم أحوالهم الواقعية. يتجدد، فهل الفتوى تتجدد؟ طبعاً ما هذا؟ ما هذا؟ لماذا ترددت دار الإفتاء أو تأخرت؟ من الذي قال لك إنها ترددت؟ ومن الذي قال لك إنها تأخرت؟ ومن الذي قال لك هذه القصة؟ أنت لست منتبهاً لأنك لا تقرأ. هيا راجع، راجع، راجع، لأننا أصدرنا وعملنا وفعلنا. والصحافة هاجمتنا وهكذا
يعني أنت قادم، أنت استيقظت متأخراً. لا ترفعك. اللهم افتح علينا فتوح العارفين بك واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر غيوبنا وأجمعنا على الخير في الدنيا والآخرة. يا أرحم الراحمين ارحمنا، ويا غياث المستغيثين أغثنا. اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. شكراً لكم.