الاحسان | أ.د علي جمعة | حديث الروح

الاحسان | أ.د علي جمعة | حديث الروح - تصوف, حديث الروح
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الإخوة المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب الأربعين النووية ومع الحديث السابع عشر عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد
أحدكم شفرته وليرح ذبيحته رواه مسلم إن الله كتب الإحسان على كل شيء أخلاق مرتبطة بالعقيدة أن الله الرحمة أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال في الحديث المسلسل بالأولية الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء وفي رواية أخرى يرحمكم من في السماء يعني أنكم إن ترحموا من في الأرض فسوف يرحمكم من في وإن لم ترحموا من في الأرض فلن يرحمكم من في السماء، إلا أن يرحمكم من في السماء بالضم معناها أنه يدعو لنا بأن الله يرحمكم
ويوفقكم، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، إن الله كتب الإحسان على كل شيء حديث عظيم، إذن فهناك إحسان حتى على الحيوان حتى على الحشرات وهناك فما بالك بالإحسان إلى الإنسان، رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا الرحمة، علمنا أن بغيا من بني إسرائيل وجدت كلبا عطشان فسقته فأدخلها الله الجنة من أجل ماذا؟ ليغفر ذنبها لأن الله سبحانه وتعالى ينظر إلى قلوبكم، إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن
ينظر إلى فالقلب هذا الذي فيه الرحمة جزاؤه عند الله الرحمة فهناك حشرة مؤذية نريد أن نقتلها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبيح لنا أن نقتل الفواسق وسماها الفواسق لأنها يحل قتلها في الحل وفي الحرم عد منها الكلب العقور عد منها الحدأة التي تخطف الدجاج وتؤذي الناس عد منها الفأرة عدا من هذه الأشياء كالوزغ والبرص، هذه مضرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم أباح لنا أن نقتل هذه الحشرات كالصرصور أو الأشياء التي تنقل
الأمراض، نقتلها ولكن بإحسان، حتى هذه بإحسان، نعم هذه حتى هذه بإحسان. ومن طريف ما كنا نسمعه من مشايخنا رحمهم الله تعالى أن المنشة التي كنا نستعملها قديما، هذه المنشة كانت تقتل الذبابة ولكنها لا تهلك جسدها، أي تقتلها فقط، ولكن هذه الأشياء البلاستيكية تسحق الذبابة، وكانوا يرون أن هذا من حسن القتل، أي إذا قتلتم فأحسنوا القتل. ما هذا؟ هذا في جانب الكون، هذا لعمارة الأكوان، بالله
عليكم من يراعي هذا؟ الكلام بالدقة وبالرحمة يؤذي بعد ذلك إنسانا إذا كانت دخلت امرأة النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض فما بالك بالإنسان هل هذا الإنسان سوف يؤذي زوجته يؤذي أطفاله إننا تركنا الناس مع أنفسهم وتركناهم حتى تحولوا إلى الجانب الترابي في الإنسان لا توجد هناك روح ولا توجد تربية ولا توجد أخلاق ولا توجد رحمة، ثم بعد ذلك نتعجب من الجرائم التي ترتكب. شخص يقتل أطفاله، امرأة تقتل زوجها، رجل يقتل
زوجته أو أباه أو أمه، أشياء لا يتصورها عقل عاقل. ونتعجب لماذا هذا؟ لأنه فقد التربية على الرحمة، لأنه لم يعش رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم سكينه أو مديته أو شفرته ليحد أحدكم هذا يعني حتى يكون سهلا في الذبح والذبح الشرعي هو أسهل طريقة لراحة الحيوان وليريح ذبيحته وكان رسول الله يأمرنا أن نخفي السكين عن الذبيحة حتى لا تطرب وحتى لا تفزع،
لا يحدث اللهم فزع وذعر، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يأمرنا بذلك يربينا حتى يستقيم الاجتماع البشري، تستقيم الأسرة، تستقيم الجيرة، يستقيم المجتمع، لأن الذي يراعي هذه الأشياء يكون طيبا والذي لا يراعي هذه الأشياء يكون شريرا وقاسيا، ولذلك ينبغي علينا أن نرجع إلى هذه التربية ونبثها في إعلامنا ونبثها في مناهج تعليمنا ونبثها في المساجد في بعض القسوة تقال في مشاهد صعبة أصبحنا نتعود عليها وكل هذا يقسي القلب
إلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته