البيئة من منظور إسلامي | أ.د علي جمعة | بتاريخ 2009 - 02 - 22

البيئة من منظور إسلامي | أ.د علي جمعة | بتاريخ 2009 - 02 - 22 - ندوات ومحاضرات
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. شكرا للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لهذه الدعوة الكريمة وشكرا لكم لحضوركم، وأحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عندما يتحدثون عن البيئة من منظور حديث فإنهم يتحدثون عن الرؤية الشاملة التي يجب أن ينبثق منها التعامل مع البيئة والرؤية الكلية أساسها عندهم المصلحة وأساسها عندهم العمل على المعيشة والكسب وإذا ما رجعنا إلى الإسلام فإننا نرى أن الرؤية
الكلية للإسلام حول البيئة أساسها الإيمان بالله سبحانه وتعالى وأساسها هذه الصور التي أكدها ربنا سبحانه وتعالى في كتابه وأكدها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته وصارت جزءا لا يتجزأ من رؤية المسلم الكلية للإنسان والكون والحياة وما قبل ذلك وما بعد ذلك، فأول عنصر في البيئة هو الرؤية الكلية فلا بد لنا إذن من أن نسأل عن الرؤية الكلية في الإسلام كيف هي بشأن ذلك الموضوع، ثانيا وبعد ذلك العمل والتعامل مع البيئة كيف يكون ولدينا مجموعة من الأحكام ومجموعة
من المبادئ ومجموعة من التصرفات التي يتعامل بها المسلم فإذا به يحافظ بتمسكه بدينه على البيئة شعر أم لم يشعر وهذا من جمال ذلك الدين أنه كان يعلم العالمين ويعلم الناس أجمعين ما يحفظ به فطرة الإنسان وما يحفظ به الكون ربنا سبحانه وتعالى وما يجعله يعمر هذا الكون باعتباره رسالة إلهية وباعتباره مرادا لله سبحانه وتعالى من خلقه ثم إنه يزكي نفسه أيضا وهو جزء لا يتجزأ في الحفاظ على الإنسان الذي يعدونه أيضا جزءا من البيئة فهلم بنا نذهب إلى هذا القسم الأول
وهو الرؤية الكلية وكيف يراها الإسلام من خلال مصادره ثم أيضا من خلال تاريخه وفقهائه وعلمائه عبر العصور وإلى يومنا هذا نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى قد خلق هذا الكون وقد جعل مراده فيه ثلاثة أشياء حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن سورة الإخلاص إنها تعدل ثلث القرآن وذهب المفسرون إلى أن القرآن يدعو إلى أمور ثلاثة: الإيمان بالله وعمارة الأرض وتزكية النفس. والإيمان بالله وصف لنا الله سبحانه وتعالى
نفسه بما لم يصف نفسه به في أي دين آخر: "قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد"، وهو أساس الإيمان، ولذلك هذا هو الغرض. من هذه الأبعاد الثلاثة إني جاعل في الأرض خليفة هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها يعني طلب منكم عمارتها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها فأمرنا بهذه الثلاثة وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون العبادة والعبادة لله وحده وعمارة الكون وتزكية النفس هذه من الرؤية الكلية لو أننا تعاملنا مع هذا في مجال البيئة فإن الأمر يكون في غاية الوضوح فإن العلاقة بيني وبين هذا الكون هي علاقة عمارة
ثانيا هذا الكون في عقيدة المسلمين ورؤيتهم الكلية يسبح والإنسان مطلوب منه أن يذكر ربه فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفروا إلا بذكر الله تطمئن القلوب والذاكرين الله كثيرا والذاكرات لا يزال لسانكم رطبا بذكر الله وأنتم تعلمون الذكر وفضله ومكانته في الكتاب وفي السنة، حتى إن الله سبحانه وتعالى قد سمى القرآن ذكرا "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وسمى الدعاء ذكرا "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" وسمى هذا الدعاء بأنك تذكر ربك فإذا بك تدعوه وتلتجئ إليه وسمى الذكر المحض ذكرى وسمى السنة ذكرى وهكذا فالكون
يسبح معك أو أنت تسبح مع الكون وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم الرؤية الكلية للمسلمين ترى أن هذه الكائنات الجماد تسبح وهذا يحدد العلاقة بيني وبينها حتى أن أهل الله وهم يتكلمون عن الأدب الذي على المسلم في تعامله مع هذه الأكوان أن ينهى الطالب والتلميذ عن أن يضرب بالباب لأنه يسبح، انظر إلى أننا نتعامل مع جماد لكن الرؤية تقول لنا إنه يسبح، وتزداد
هذه الرؤية في تعميق هذا المعنى فتجعل السماء والأرض تبكيان وإنهما على المفسدين لا تبكيان، فما بكت عليهم السماء والأرض، تبكي أم لا تبكي سمعنا مشايخنا عندما يموت عالم أزهري أن السماء قد بكت عليه اليوم آخذين ذلك من قوله تعالى أن هذه السماء لا تبكي على المفسدين في الأرض وأن صاحب العلم تبكي عليه السماء في مفهوم المخالفة أن هذه الكائنات بهذه الكيفية تسجد لربها يعمق فيك شعور التفاعل لا إنها محض جماد لا يشعر لا يحس لا يعقل لا
يفكر، بل إنها قد عرضت عليها الأمانة "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" وكان عليك أن تحترم هذه الأشياء لأنها وقفت عند حدودها التي حددها الله لها. إلا أنها عابدة لله سبحانه وتعالى وأنها تسجد له والنجم والشجر يسجدان إذ كل شيء يسجد له وكل شيء يسبح له وكل شيء يتفاعل في قضية الأمانة وفي قضية الذكر هذه الرؤية الكلية لمستوى الجماد تجعلها أساسا لتعاملك مع البيئة إذ من
ناحية الرؤية الكلية والنظر العام فإن هذا الدين يؤكد لنا الأسس التي لم يصل إليها أحد من البشر حتى الآن في تعاملنا مع هذه البيئة وهذا الكون، ويزداد الأمر عمقا عندما تتبين لنا الرؤية الشاملة من خلال الكتاب والسنة للعلاقة بين الإنسان والأرض مثلا "والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا" والله جعل لكم الأرض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا، تخيل
أنه صور لك أن الأرض أمك وأنك قد خرجت منها في قصة، والقرآن لا يهتم بالتفاصيل وإنما يهتم بالأسس التي عليها الهداية وبها قوام الإنسان فكرا وعملا، فيقص عليك قصة آدم وأنه من تراب وأنه من هذه الأرض، منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى، ويخشى عليك في رؤيته الكلية أن تعتقد أنك جزء من هذا الكون كما اعتقده الماديون، فإذا اعتقدت نفسك جزءا من الكون أجريت منهج التعامل معك كمنهج التعامل مع الشجر ومع البقر، وهو لا يريد
لك هذا، ولذلك لا بد لك أن تنظر إلى قوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر، كرمنا بني آدم يعني لم يجعلك جزءا من الكون بل وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا وجعلك مفضلا، هذا المعنى معنى أنك لست جزءا من الكون اختلف فيه المناهج التطبيقية بين الحجر وبين البشر، الرؤية الكلية تجعل هذا الكون مسخرا لك وتعلمك أمور ثنائية
تعلمك الخلافة والتسخير، هذه رؤية كلية ستؤثر فيك أثناء تعاملك مع قضية البيئة. أنت خليفة في الأرض ولكن هذا الكون قد سخر لك، هذا الخيط الدقيق بين الخلافة والتسخير إذا ما تعمقنا فيه اتضحت لنا مساحة في العمل التبست على كثير من الناس أثناء معالجتهم لقضية البيئة. فمنهم من يريد أن يعظم الأشياء ومنهم من يريد أن يشيئ الإنسان يعني يجعله شيئا من الأشياء وعلى ذلك قامت فلسفات القرن التاسع عشر وأغلب فلسفات القرن العشرين تشييء
الإنسان وهنا في قضايا الخلافة والتسخير أوضح لنا أن هذين الأمرين لا يتناقضان فأنت خليفة ولكنك مكرم سخر لك الكون قضايا حقوق الإنسان وحقوق الكائنات جعل لك حقا، حقوق الإنسان تتمثل في هذه الحقوق الخمسة التي هي مقاصد والتي قد ترقى بها إلى مرتبة الواجبات، حق الحياة أصبح واجبا عليك ويحرم عليك قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، ويحرم عليك أن تقتل نفسك بالرغم من
أنها نفسك وأن الحرية تقتضي جواز الانتحار لكنه حرمه عليك لأن هذا الحق قد ارتقى إلى مرحلة الواجب، ارتقاء حق العقل من حق إلى واجب، ارتقاء حق الدين من حق إلى واجب يدافع عنه، ارتقاء حق كرامة الإنسان التي كنا نسميها في أدبياتنا الموروثة بالعرض ونرمز لها بالنسل أصبح واجبا عليك حماية كرامة الإنسان كذلك. الملك حق أن تمتلك وحق ألا يعتدى عليك في ملكك أصبحت كل هذه المقاصد حقوقا لكنها هي الوجه الثاني والوجه الآخر للواجبات، ظن كثير من الناس أن هذه الحضارة حضارة واجبات فقلنا
لهم لا، حضارة حقوق ارتقت إلى درجة الواجبات حيث لم تبق بعد عنده كذلك حقوق الإنسان هذه ليست منفصلة عن حقوق الحيوان ولا عن حقوق الكائنات، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أمرنا بحماية الإنسان أمرنا بحماية الحيوان وحماية النبات وحماية الجماد، والكلام في هذا يطول جدا والاستشهاد بالآيات والأحاديث يطول جدا، ولكن تضبط ذلك مبادئ أخلاقية عامة هي جزء من الرؤية الكلية، مبدأ الحفظ ضد مبدأ عدم الإضاعة ومبدأ الحفظ جعل الفقهاء المسلمين يسمون البهائم
النفس المحترمة ويجيزون التيمم عند حاجة النفس المحترمة للماء، والنفس المحترمة هي النفس التي لم يجب عليك قتلها وأنت مطالب بحفظ كل نفس سواء كان لها منفعة ثمرية مثل البقر الذي يأتي لنا باللبن أو كان لها منفعة جمالية مثل الكلب لست مكلفا بقتله إلا أن يعتدي فيصبح خطرا على الإنسان فحينئذ نقتله، وأمرنا بقتل خمس فواسق في الحل والحرم مبناها الضرر وغير ذلك فهي النفس المحترمة التي تجيز التيمم مع وجود
الماء لاحتياج هذه النفس المحترمة للماء. كل هذا يرسم لنا رؤية كلية نعتمد عليها في تعاملنا بالقبول والرد. لبرامج البيئة يقول لو أن فسيلة بيد أحدكم ثم جاءته الساعة فليغرسها، يقول ما من أحد قد غرس ثمرا تأكل منه الطيور والدواب إلا كتب الله له به صدقة. عمارة تتعلق بالنبات وكان يحب الريحان ولا يرده، وكان يربط بين هذا الزرع ونموه وبين الآخرة حتى أنه يمر بالقبور فيضع الجريدة
ليخفف ويروح عن سكان القبور ما هم فيه من وحشة حتى أنه كشف له عن طريق الوحي حال ميتين فغرس جريدة ليخفف الله عنهما ما هما فيه فأما أحدهما فكان لا يتنزه عن البول وأما الآخر فكان لا يستتر من العورة ولكن خفف عنهما هذا بالجريدة التي زرعها الرسول الله صلى الله عليه وسلم أو رسوله لأن هناك اتصالا في الرؤية الكلية ما بين النبات وبين الرحمة، والمبدأ الثاني بعد الحفظ والحفظ حديثه طويل، الرحمة ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، إنما بعثت رحمة مهداة وما أرسلناك إلا رحمة
للعالمين وكان رحيما بكل شيء بالحيوان وبالجماد حتى أنه صلى الله عليه وسلم لما ترك المنبر كما في البخاري سمع وسمع الصحابة معه له أنينا فنزل من على المنبر وانظر إلى نبي الله قائد الأمة رئيس الدولة القاضي الأكبر لهم حبيب رب العالمين ينزل من على المنبر ويقطع خطبة الجمعة وهي واجبة والصلاة فيها واجبة ليضم الجذع إليه صدره الشريف ويتكلم معه بكلمات فيسكن الجذع ثم يدفنه بعد ذلك في أصل المنبر قالوا يا رسول الله ماذا قلت له قال ألا يرضيك
أن تكون معي في الجنة فسكن وسيدنا رسول الله يعني هذا جذع يبكي أم لا يبكي الأمر أليس هكذا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قلبه في رؤيته الشاملة التي يعلمها للأمة وللناس أجمعين من بعده رحمة ورأفة ومحبة، هذه الرحمة تشمل الجماد والحيوان فما بالك بالإنسان إذن، وهو يقول الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض مسلما وغير مسلم جاركم أو غير جاركم حتى عدوكم أو غير عدوكم ولذلك نهى عن المثلة رجل مات عدو الذي كان يريد أن يقتلني فنهانا عن أن نشرح أو أن نشوه أو كذلك إلى آخره وأمرنا بإكرامه وبدفنه وكذلك إلى آخره ودفن أهل
بدر من المشركين في القليب إذن المبدأ الثالث الاقتصاد يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا والأكل والشرب ضرورة ولا لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين انظروا إلى القاعدة العامة إنه لا يحب المسرفين ولا يحب الإسراف حتى لو كنتم على نهر جار فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمد أي إن المد هذا يعني كوبا صغيرا هكذا ويغتسل بالمدين فقال له هذا لا يكفيني قال كفى الذي أفضل مني قال إنني كثير الشعر قال قد كان أكثر منك شعرا وسيدنا رسول الله كان يمكن
أن يعني يطلب الماء فيجده لكنه أمرنا بالاقتصاد أنه لا يحب المسرفين مكون من مكونات الرؤية الكلية في المبادئ التي ستبنى عليها كثير منها إذا فهذه الرؤية كلية نلتفت فيها إلى قضية أن الكون يسبح ويسبح ويتفاعل نلتفت فيها إلى قضية الحق والواجب نلتفت فيها إلى قضية الخلافة والتسخير نلتفت فيها إلى قضية المنهج والبناء نلتفت فيها إلى حقوق الإنسان وحقوق الأكوان نلتفت فيها إلى المبادئ من حفظ ورحمة واقتصاد وغير ذلك هذا مكون نظري لا بد منه عند جميع الناس هل
لديكم في الإسلام مكون نظري للدخول في قضية البيئة أم إنكم سوف تأتوننا بأحكام جزئية في النهاية يكون فيها إفساد للبيئة قلنا لهم لا عندنا مكون نظري ورؤية كلية لهذه القضية تعد أساسا للدخول في قضية البيئة إذا فما الذي معكم من العمل قلنا لهم أما العمل باعتباره أيضا أحكاما شرعية وكذلك فلدينا الكثير لدينا أننا نحب النظافة، ما رأيكم في النظافة؟ النظافة أخرج الترمذي أن الله نظيف يحب النظافة، فماذا
سنفعل أيضا؟ أن الله نظيف ولدينا شيء من الجمال أن الله جميل يحب الجمال، ما رأيكم في كلوا واشربوا ولا تسرفوا؟ ما رأيكم يا بني آدم خذوا زينتكم ما رأيكم في أن هذا الأمر ليس موجها للمؤمنين ولم يقل يا أيها الذين آمنوا خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا وكان ذلك معقولا لأن المسجد يرتاده المؤمنون إنما يعمر مساجد الله فهذا أمر سهل، قال لا بل يقول يا بني آدم أي إذن لن أترك غيري يحطم قيم الجمال ولن أترك غيري يسرف عندنا
حديث اسمه حديث السفينة ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا لنا سفينة قوم في الأسفل وقوم في الأعلى على السطح وبعد ذلك الإخوة الذين في الأسفل يصعدون ليأتوا بالماء من البحر وينزلون فكانوا يؤذون إخوانهم الذين في الأعلى وبحسن نية بأحد ولأن الشرع حرم علينا الإيذاء أرادوا أن يفكروا في فكرة وهي أن يخرقوا السفينة من أسفل ليأتوا بالماء من أجل عدم إيذاء الإخوة الذين في الأعلى فإن تركوهم هلكوا وهلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا السذاجة التي لم تجعلهم ينتبهوا معها إلى أنهم لو خرقوا خرق أسفل السفينة أغرق
السفينة أصلا وإنهم يهلكون هم وإخوانهم الذين يريدون أن يحموهم فوق لا يا سيدي ترش علي قليلا من الماء بدلا من أن تغرقني أنا وإياك هذه المشاركة موجودة أيضا في البيئة عندما نجتمع في جنوب أفريقيا أو في ريو دي جانيرو من أجل البيئة ونقول لإخواننا الفريون سبب ثقب الأوزون فيجب عليكم أن تتوقفوا عنه ويجب عليكم أن تعوضوا الناس ويجب عليكم كذا فكل الناس توافق وتوقع إلا أمريكا لا ترضى أن توقع سنوقع نحن سنوقع مع قمة الأرض لماذا لأن هذا لا يرضي ربنا حسنا وأمريكا غير راضية أن توقع
لماذا مصالح ضيقة الرؤية الكلية تلعب الرؤية الكلية هناك دورا في إخبارك أين المصلحة، والمصلحة مقدرة بالأرقام، والرقم من الدرهم والدينار أو الدولار، كل هذا موجود، لكنني أملك رؤية أخرى، أملك أن أتحمل المسؤولية على نفسي وألا أفسد في الكون، ولذلك نرى الله سبحانه وتعالى نهى عن الفساد، هذه أحكامي العملية، وجعل هذا الفساد علامة الغضب وعلامة الرد ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد
إذا أنا هنا أمام قواعد ومبادئ أستطيع بها أن أكون صديقا للبيئة، والكلام في ذلك يطول في قضايا الفساد والعمارة وما إلى ذلك، إذا راجعنا كثيرا من النصوص الإسلامية في قضايا الحسبة وفي قضايا التفسير أيضا كما هو عند البيضاوي وفي غير ذلك، نرى أن المسلمين عبر تاريخهم كانوا يتعاملون تعاملا صالحا مع البيئة من ضمن الأمور التي أدرك كثير من إخواننا الذين بلغوا من العمر ما يسمح، أي أننا كنا نغتسل مرة كل أسبوع وكان
بعضهم يسخر منا مرة كل أسبوع وليس مرة كل يوم وليس مرتين في اليوم، والآن دعاة البيئة يدعوننا إلى أن مرة كل أسبوع كافية، كنا نغير مرة أسبوع الآن يصدرون أبحاثا بأن العرق مفيد للجلد وأن العرق الذي امتصته القميص أفضل مما لا يوجد وأنك ستنفق دم قلبك على الأدوية لماذا والله طيب وهذا الكلام أين كان مختبئا أيام ما كان هناك غزو حضاري بقيم أخرى إذن أجدادنا رضي الله عنهم أجدادنا عندما كانوا يأكلون البطيخ لم يكونوا يرمون القشر كانوا يرمونه للدواجن الدجاج والبط لكي تبقى تنقر فيه في بيتنا أتذكر أننا لم نرم قط اللب الخاص بالبطيخ بل
نقليه ونملحه ونقرمشه وفي قرمشة اللب كلام لكن على أساس أنه يضيع الوقت يعني وهكذا لكن انظر إلى الفكرة الرؤية الكلية الرؤية الكلية التي تحول هذه الثمرة تؤدي إلى قضية لا يوجد فيها إهلاك، هذا الكلام الآن يؤدي إليه وفي جميع الفنادق في العالم يكتب لك من فضلك إذا كنت تريد استعمال المنشفة مرة أخرى فاتركها محافظة على البيئة، لم يكن أبدا يدخل فيأخذ جميع المناشف ويرميها ويأتي بجميع المناشف الجديدة تماما لأنهم كانوا قبل نحن جالسون نقول هذا الكلام وطبقناه في حياتنا
ثم خرجنا منه شيئا فشيئا انطباعا بما حدث في العالم، وهو العالم يرجع مرة أخرى إلى ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا. نحن لدينا النبي يقول أكرموا الخبز، لدينا حرام أن نرمي الخبز، لدينا حرام أن نسرف في الورق، لدينا حرام أن نحن نتبطر على النعمة يقول لك هكذا لا تتبطر يا شيخ على النعمة لئلا تزول، انظر الرؤية الشاملة ماذا تفعل، أي هي هذه محافظة على البيئة في كل جوانبها بدقة، حتى في أمثالنا الشعبية، حتى في حياتنا اليومية، حتى في عاداتنا تدخلت هذه الرؤية الشاملة وترجمت إلى أعمال وأفعال وأحكام عشنا فيها اليوم عندما نأتي لننظر كيف أكون
صديقا للبيئة يقوم فيقول لي أطفئ الأنوار والتلفاز عندما تغادر الغرفة طيب نحن نفعل ذلك بأنفسنا هكذا لأن هذه طاقة مهدرة أبدا لا ترم الأشياء أنا أدركت أمي وهي تحتفظ بأعواد الكبريت بعد أن تشعل عود الكبريت وتطفئه تطفئه بسرعة لا تشعل الشيء، احتفظ به في علبة أخرى حتى إذا أردت أن تشعل عينا أخرى تستعمل ماذا، هذا بخل، ما كانت بخيلة السيدة رحمها الله، صحيح يعني هذه كانت كريمة جدا، لكن هذا محافظة على البيئة، من الذي علمها هذا قبل أن تظهر هذه الدعاوى، هذه أشياء، هذا ما أقوله أشياء بسيطة مثلا هذا البطيخ واللب وأعواد
الكبريت هذه أمثلة بسيطة لكنها ليست في هذا المقام بسيطة هذا يدل على أننا أصحاب حضارة وأصحاب رؤية ذهبت إلى المتحف الإسلامي الذي يوجد في باب الخلق فوجدت شيئا عجيبا مثل جرة وفي شيء تحتها أيضا فسألت ما هذا فقال لأنه هذا كان يجلب الماء ويتوضأ والوضوء هذا بقية الوضوء الذي هو الماء الذي نزل من الوضوء يوضع في هذا كي يذهب للدجاج، بقية الوضوء طاهرة لكنها غير مطهرة فنطعمها للدجاج. اتصال الإنسان بهذه البيئة وبأن كل بيت فيه بعض الدجاج وبعض الحمام وبعض كذا إلى آخره أين ذهب؟ ذهب. مع المدنية قلل
من انبعاث عادم سيارتك من خلال ضبط السيارة ونفخ إطاراتها، حاضر هذه الأشياء نفعلها على الفور ونحن معتادون عليها، لسنا نحن الذين اخترعنا السيارة وأنا دائما كنت أقول لو أن المسلمين اخترعوا السيارة لكانوا أشغلوها بشيء آخر غير العادم حفاظا على البيئة، انظروا ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمون الذي هو عنوان كتاب أبي الحسن الندوي رحمه الله. أدوات طاقة جديدة، هناك أدوات طاقة جديدة تحافظ على درجة حرارة الطعام وتغسل الأطباق بكميات قليلة من المياه. نظف مرشح جهاز التكييف لأن ذلك يوفر ثلاثمائة وخمسين رطلا من الطاقة سنويا، ثلاثمائة وخمسين رطل طاقة سنويا. استخدم حبل الغسيل. بدلا من المجفف كانوا
يسخرون منا لأننا ننشر غسيلنا في شمس الله، وهم الآن يأتون ويقولون نقبل أيديكم ارجعوا مرة أخرى إلى حبل الغسيل واتركوا المجفف، وفروا في استعمال المياه الساخنة، أليس النبي عليه الصلاة والسلام قال هكذا والوضوء على المكاره وما هي الساعة واجعل لك فيها ثوابا كبيرا وستدخل والمشي في الظلمات وجعل لك فيها ثوابا كبيرا من الله، فكيف علمنا هذا؟ أي هل قال لنا بيئة أم قال لنا شيئا آخر؟ لكنه جعلنا نحافظ على البيئة هكذا بأصل إسلامنا. اشتر منتجات الورق المعاد تدويره ولا تخف منها، لكن المشكلة أنه ليس لدينا صناعة لتدوير الورق ما هو انظر إذن ماذا خسر العالم زراعة الأشجار قدر الإمكان طبعا
هذا النبي يقول ماذا اتركها خضراء معنى الكلام هكذا الذي قلناه شراء الخضروات المحلية لدعم سوقك المحلي لتتجنب تكاليف النقل والحمل من بلاد أخرى مما ينجم عنه انبعاث غازات ضارة وضياع للطاقة أليس كذلك هذا ما ننادي به من أن نكتفي ذاتيا ومن يأكل من فأسه فليقطع من رأسه أليس هذا كلام كذلك استعد لشراء سيارة جديدة هل لدينا قديمة حتى أشتري جديدة إذن فهذا الفرق بين الحضارتين حضارة تجعل الإنسان يعيش بسهولة مع المحافظة على البيئة وحضارة تضطر إلى أن تفسد البيئة أولا وبعد ذلك تعدل مرة أخرى وبعد ذلك تدعو الناس لهذا
التعديل بطريقة وصل القانون يقول لك تعال أنت مؤسسة عندك سيارات كم توصل الموظفين تستهلك ورقا كم تستهلك كهرباء كم تكون أنت تفسد في البيئة عشرة يجب أن تعمل إصلاحات للبيئة إحدى عشرة لأجل ماذا توازن البيئة قلنا لهم يا عندما تعالوا وحاسبونا نحن بكم نضر بالبيئة من أجل أن نعمل ونشارك في إصلاح البيئة لماذا لأن هذا من الإسلام تماما مثل قصة الرق عندما عرضوا علينا خطة رشيدة بأن نلغي الرق جميعا وافقنا وقالوا ألغينا الرق لأن الشرع يتطلع إلى العتق وهكذا فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين الإسلام في رؤيته الشاملة وفي مبادئه العامة وفي واقع عمله وفي تاريخه كله
يحافظ على البيئة ويضع يده في يد من يحافظ عليها ويريد لهم ذلك، شكرا لكم