التيسير والبساطة جـ 2 | مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة

التيسير والبساطة جـ 2 | مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة - مجالس الطيبين
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون، أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من حلقات مجالس الطيبين في هذا الشهر الكريم ونحن في أواسط هذا العقد الثاني التي هي أولها رحمة وأوسطها مغفرة وآخرها عتق من النار ونسأل الله الكريم في هذه الأيام المباركة أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يستر عيوبنا وأن ييسر لنا غيوبنا ومستقبلنا وقابل أيامنا وأن يعفو عنا بعفوه وأن يرحمنا
برحمته وأن يفتح لنا من خزائن رحمته ما يثبت به الإيمان في قلوبنا وأن يحبب إلينا الإيمان وأن يزينه في قلوبنا وأن يكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وأن يجعلنا سبحانه وتعالى من الراشدين ومن المتقين ومع القوم الصادقين آمين يا رب العالمين في هذه الأيام المباركة الكريمة مع أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن عدي بن حاتم أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النار وذكر ما فيها من أهوال فأعرض بوجهه فاستعاذ منها أي لما ذكر النار أخذته الخشية صلى الله عليه وسلم وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
وهو الذي سيبعثه ربه يوم القيامة المقام المحمود وهو الذي سيشفع في الخلق أجمعين ويطلب من ربه أن يخفف عنهم طول يوم القيامة فيستجيب الله له كما ورد في البخاري ويشفع رسول الله صلى الله عليه وسلم للعالم كله فيكون له رحمة وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النار فأعرض بوجهه فتعوذ منها ثم ذكر النار مرة أخرى فأعرض بوجهه فتعوذ منها ثم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة
طيبة، حديث في بساطة يعلمكم أن الدين يسر وأنه ليس بعسر، نتعلم منه معنى جليلا أننا لا نحتقر من المعروف شيئا، لا تحتقرن صغيرة إن الجبال من الحصى، لا نحتقر من الذنوب شيئا كما أننا لا نحتقر من المعروف شيئا لا نحتقر من الذنوب شيئا اتق النار ولو بشق تمرة ولذلك كان الصحابة يعطون هذا العطاء ليس بالضرورة أن يكون عطاء مغنيا أو كثيرا أو يحل المشكلات لكن العطاء في حد ذاته
يؤكد أنك تعيش هم الفقير والمسكين ولكن ببساطة ومن غير تكلف وكانت القاعدة التي نتحدث عنها هي أننا إذا كان لدينا فلا نبخل وإذا لم يكن لدينا فلا نستدين ولا نستقرض حتى لا نقع في الدين والاستدانة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان فكان إذا دخل رمضان كأنه الريح المرسلة كان صلى الله عليه وسلم كما رأينا قبل ذلك في حديث بلال يستقرض إذا رأى مسلما عاريا أو فقيرا أو محتاجا فيأتي له بالطعام وما
يستره ويقيم أوده كما يقولون يعني يقوم بحاله وهذا كان طبع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يسأله أحد عن شيء إلا أعطاه ولكن علمنا أيضا معنى البساطة: اتقوا النار ولو بشق تمرة. عن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينما أنا أصلي مع رسول الله - بينما تعني بينما، ولكن يمكن أن نقولها هكذا وهي فصيحة - بينما نحن جالسون، يعني بينما نحن جالسون. بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني بينما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ
عطس رجل من القوم، فعطس أحدهم وهو في الصلاة فقلت له يرحمك الله. معاوية بن الحكم رضي الله تعالى عنه كان يعلم أن من عطس نقول له يرحمك الله، ولكنه قالها له هذه المرة في الصلاة يرحمك الله ظنا منه أن ذلك خارج الصلاة ولكن ربنا سبحانه وتعالى قال وقوموا لله قانتين يعني ساكتين ولذلك لم يكن له أن يقول يرحمك الله وهو في الصلاة نقولها خارج الصلاة فرمى القوم بأبصارهم الذين نظروا إليه هكذا والذين نظروا إليه هكذا يعني ماذا تفعل طبعا هذا يجعله مضطربا ويجعله يعني يشعر بأنه قد ارتكب خطأ عظيما فقال:
وا ثكلاه! ما شأنكم تنظرون إلي وهو في الصلاة يقول لهم: يا الله لماذا تنظرون إليه هكذا؟ لا يعرف الحكم بعد لأنه حديث عهد بالإسلام، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم لكي ينبهوه أن اصمت، نحن في الصلاة ولا نستطيع بطبيعة الحال أن نقول له اصمت وإلا كذلك فلما رأيتهم يسكتونني فإنهم يسكتونني لكنني سكت أي قلت إنهم يسكتون الأمر فما دام كذلك فلأسكت إذن فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما
رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما زجرني أي ما أرهبني ولا خوفني زجر زجرني أي خوفني ضربني أو شتمني كل ذلك طبعا من آداب المعلم إياك أن تضرب الولد أو إياك أن ترهبه أو إياك أن تشتمه أو إياك أن تزجره زجرا يعطل عنه المفهوم المعلم للبيان نأتي ونقول له لا نحن نبين لك قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما علمه
رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حديث عظيم يعلمنا مسألة التعليم وكيف يكون ما أخافني ولا ضربني أخافني بالكاف ليست قهرني القهر هو الإذلال والإخضاع لكن أخافني يعني لم يخوفني ولم يجعلني مضطربا ولم يرهبني وما ضربني ولا شتمني هذا دستور للمعلمين وخاصة للأطفال إذا النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا ويعلمنا ببساطة ويعلمنا البساطة، يعلمنا اتق الله ولو بشق تمرة، يعلمنا بأن الدنيا لم تهد رجلا لا يعرف الحكم فتكلم بكلام في الصلاة، ولذلك
يقول الإمام الشافعي أخذا من هذا الحديث ومن غيره أن الإنسان إذا تكلم في الصلاة من غير عمد أي وهو لا يعلم أنها تبطل وأنك إن كان نسيانا نسي أنه في الصلاة وأحد في الصلاة وبعد ذلك ابنه دخل هكذا فقال له خذ الكتاب من الطاولة أو خذ الظرف هذا وأوصله لعمك نسي أنه في الصلاة نسي نسيانا فإنه إذا نسي فإن الكلام العمد يبطل الصلاة لكن الكلام عن نسيان لا عمدا وإنما عن نسيان نسي أنه في الصلاة وتكلم فإن ست كلمات لا تبطل الصلاة أخذوها من هذه الأحاديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار
أو بمن تحرم عليه النار على كل قريب هين لين سهل هذه صفات المؤمن القريب، ولكن سبحان الله نرى كثيرا من الناس الذين يظهرون الآن على شاشات التلفزيون وفي القنوات الفضائية وما إلى ذلك، نراهم متجهمين نراهم منذرين نراهم ليسوا قريبين ولا سهلين ولا لينين، كما أننا نراهم شتامين وكل هذه الصفات ليست هي الصفات النبوية: قريب هين يسهل أن نتذكر حديث سلمان مع أبي الدرداء الذي ذكرناه سابقا،
سلمان يقول له: كل وهو صائم فيأكل، قريب هين لين سهل، ويراه وهو يريد أن يقوم الليل فيقول له: نم فينام، ثم بعد ذلك يعني يشتاق لقيام الليل ويريد أن يهرب من سلمان ويظن أنه قد نام فيقوم فيقول لمن نام وأخذ باله هو من إذا نام فهذا هو المؤمن القريب الليل الإلهي السهل هذا الحديث عن عبد الله بن مسعود أخرجه الترمذي وهناك حديث عن أبي قتادة رضي الله تعالى عنه خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه أمامة هذه بنت زينب الكبرى ابنة سيدنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فإذا ركع وضعها وإذا رفع رفعها، بساطة هكذا هو ومعاملة حسنة مع الأطفال، نريد خلق البساطة أن يشيع فينا، إلى الغد إن شاء الله، أستودعكم الله والسلام عليكم
    التيسير والبساطة جـ 2 | مجالس الطيبين | أ.د علي جمعة | نور الدين والدنيا