الحث على فعل الخيرات | أ د علي جمعة | حديث الروح

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في الحديث السادس والعشرين من الأحاديث الأربعين النووية يتحدث فيه سيدنا النبي ويحث على فعل الخيرات، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامة من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تسليم المفاصل وعدد
مفاصل الجسم ثلاثمائة وستون مفصلا أو عظما أو نحو ذلك، كل واحد منها عليه صدقة. إذا نحن نريد أن نتصدق بثلاثمائة وستين كل يوم، ثلاثمائة وستين ماذا؟ درهما أم دينارا أم جنيها أم ثلاثمائة وستون دولارا صدقة لماذا؟ لكي يحافظ علينا الله سبحانه وتعالى، لكي تحصل لنا البركة، لكي يقينا من الأمراض ومن العلل، لكي ييسر لنا الأمور ويسهلها علينا. قال: أن تعدل بين الاثنين صدقة، كونك تعدل بين اثنين من أولادك مثلا فلا تفرق في المعاملة بينهما، الأطفال الصغار تحتضنهم هذا وتحتضن هذا
تنظر في وجه هذا وتنظر في وجه هذا، اثنان من زملائك اثنان من جيرانك تعاملهما معاملة واحدة، من كان على يمينك ومن كان على يسارك، إذا عدلت بين الاثنين فهو صدقة، ويدخل في هذا من معه زوجتان فيعدل بينهما أيضا، لكن انظر إلى الحديث لم يقل بين قال بين اثنين فأدخل الأبناء وأدخل الأصدقاء وأدخل الجيران وأدخل الأهل وأدخل الأخوات وأدخل الإخوة وهكذا وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها صدقة يعني تساعده أن يركب الحصان أو
تساعده أن يركب الجمل أو تساعده أن يركب الدابة قال هذه صدقة أو ترفع له عليها متاعه صدقة وبعد ذلك ما دام عاجز يريد أحدا يناوله حاجته متاعه، قم أنت لما تناوله له، سبحان الله تحسب لك صدقة، هذا إذ تصرفات كثيرة جدا لا نلتفت إليها تعد صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، ها هي كلمة طيبة فحسب يعني، أكلت فمدحت الطعام، مدحت إنسانا يحتاج، قلت للواحد يا أحسنت عليك جيد جدا أنك فعلت الشيء الفلاني هذا كلمة طيبة صدقة وكل خطوة
تمشيها إلى الصلاة صدقة وتزيل الأذى عن الطريق صدقة فإذا سيدنا رسول الله جاء بمفاهيم شرعية غير تلك التي يتبادر الذهن إليها في اللغة ولذلك كان يقول صلى الله عليه وسلم أربعون خصلة أعلاها منحة العنز والعمل واحد منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها أدخله الله بها الجنة، منيحة العنز يعني أن تمنح عنزتك أو شاتك لجارك كي يحلبها ويأكل منها ثم يردها إليك في آخر النهار، نقصد ما هو الوزن كما هو، طيب يعني ماذا حدث؟ هل أعطيته الشاة نفسها أم أنه حلبها وأخذ من حليبها فشرب هو إذن إذا كان
هذا الحليب لا ينقصها شيء، قال هذه على أربعين صفة هي على رأس القائمة منحة العنز، ما الذي أقل من منحة العنز؟ يقول راوي الحديث فجلسنا نعد ما هو أدنى من منحة العنز، فلم نحصل إلا على خمس عشرة خصلة، حتى الصحابة لم يعرفوا كيف يأتوا بالأربعين وجه أخيك صدقة ولعلها تكون من قائمة الأربعين أن تعين أخاك صدقة ولعلها أن تكون كذلك، وامرأة تلقط الإبرة فلا تعرف فزميلتها أخذتها وضمتها إليها، قال هذه صدقة ومن فعلها رجاء ثوابها وتصديق موعودها. هل تسمح
أن تقول لي لو أن المسلم تحقق بهذه الصفات هل سيستطيع أن يقتل إنسانا؟ أن يراق الدم البارد بهذا البرود والله لا يستطيع، هل يستطيع شخص يقبل الريحان ويحب الرائحة الطيبة ويكره الرائحة الكريهة أن يقتل الناس؟ والله لا يقدر، وإنما هي جفوة حلت في القلوب وعنف حل في النفوس، وكل ذلك من تعاليم خاطئة. يا رب أعدنا إلى دينك وإلى سنة نبيك وإلى بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته