الخصائص التي نحصّلها من شهر رمضان | أ.د علي جمعة | 2008 - 09 -21

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. في البداية أحييكم جميعاً بتحية الإسلام، وتحية الإسلام السلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أشكر جهاز ستة أكتوبر وقصر الثقافة والحزب الوطني على هذه الدعوة الكريمة التي مكنتني من أن أجلس إليكم في ليلة. مباركة من ليالي العشر الأخيرة من رمضان والتي يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في
شأنه: أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فالحمد لله الذي جعلنا من أمة مرحومة يرحمنا ربنا سبحانه وتعالى في نفحات من أيام الدهر التي يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن لله في أيام دهركم لنفحات فتعرضوا لنفحات الله. أشكر السيد اللواء عبد الوهاب خليل والسيد علاء عبد العزيز والسيد عادل بدير. أشكركم جميعاً على هذا الحضور، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يشرح صدورنا وأن
يغفر ذنوبنا وأن يستر عيوبنا وأن ييسر غيوبنا وأن يفتح أبواب قلوبنا للموعظة الحسنة وأن... يجعل هذا المجلس في ميزان حسناتنا يوم القيامة ويجعله من مجالس العلم التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الملائكة تحف مجالس العلم وأنها إذا ما نزلت من السماء تلتمس حلق العلم فتجلس فيها، والملائكة تُحدِث السكينة والطمأنينة وتُحدِث البركة وهي أمور غير منظورة ولكن الإنسان يشعر بها. بها ويشعر بآثارها ومن أنكرها فهو شأنه ولكننا نشعر
بها ونتمتع بها حتى قال بعض أهل الله إننا في لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها من أجل أن يأخذوها. قال تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾. هذا الدين والحمد لله رب العالمين جعل للإنسان ما يوافق خلقته وخصائصه ووظائفه وما. كلفه الله به من أحكام وما شرفه الله به من مقامات، جعل برنامجاً يومياً فيه ما يمكن أن نسميه بالمحطات، محطات
يومية ومحطات شهرية ومحطات سنوية، والغرض من هذه المحطات التذكرة. قال تعالى: "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر"، "ما على الرسول إلا البلاغ"، بلّغ وصدق في تبليغه صلى الله عليه وسلم. الله عليه وسلم وقال له ربه: "ليس لك من الأمر شيء"، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ولذلك نرجع إلى الكتاب وإلى السنة لنرى معالم الطريق إلى الله سبحانه وتعالى فننفذها،
ونرى رمضان من هذه المحطات السنوية التي يغسل فيها المؤمن نفسه ليس فقط لغرض. الغسيل بل أيضاً استعداداً لمستقبل الأيام بعد رمضان، ونرى في المحطات اليومية وهي الصلوات الخمس والتي يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرأيتم إذا كان أحدكم على شاطئ نهر يتوضأ منه ويغتسل في اليوم خمس مرات، هل يبقى ذلك من درنه شيء؟" هل بعد هذا الاغتسال والوضوء والنظافة؟ يَبقى من الأوساخ أو النجاسات أو الغبار شيء
خمس مرات في اليوم الواحد يستحم يعني تخيل كثيراً خمس مرات في اليوم. فقالوا: "لا يبقى مع ذلك من درنهم شيء يا رسول الله". قال: "هكذا شأن الصلوات الخمس". يعني كأن هذه الصلوات تغسل المؤمن، وعندما وصفها ربنا سبحانه وتعالى فقال: إن الصلاة الحقيقية المستوفاة لشروطها وأركانها وخشوعها وتذكر ربنا فيها، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون. إذاً، فلا بد من أجل أن نعلم أن الصلاة قد قُبلت وأنها أُديت على
وجهها، أن ننتهي عن الفحشاء والمنكر. فإذا خالطنا الفحشاء والمنكر بعد الصلاة... فهي صلاة لا بد منها ولا نتركها لأننا نؤمر دائماً بالمعروف وننهى عن المنكر. لا نستطيع أن نقول لمن يصلي ويرتشي أو لمن يصلي ويفسد في الأرض إن صلاتك لا تنفع وتوقف عن الصلاة، بل نقول دائماً توقف عن الرشوة وتوقف عن الفساد وتوقف عن السرقة وعن الغش وعن التدليس. ونبقى على الصلاة، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن كان هذا شأنه: "لعل صلاته تنهاه يوماً"، فلا بد عليه أن
يستمر في الصلاة. وأمرنا يكون نهياً عن المنكر وليس أمراً بالمنكر، فنقول له: اتقِ الله واترك هذه المعاصي والخبائث، واجعل صلاتك صلاة مقبولة صحيحة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ثمّ يدلّنا ربنا سبحانه وتعالى على الدائرة الأوسع من تلك المحطات فيقول: ولذكر الله أكبر. أكبر من الصلاة، وأكبر من يوم الجمعة، وأكبر من شهر رمضان، وأكبر من العمرة والحج، لأن ذكر الله يكون في كل الأوقات. وذكر الله أحد أركان الطريق إلى الله، الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى. جنوبهم هذا هو الركن الأول
ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار. الذكر والفكر أركان الطريق إلى الله، ولذكر الله أكبر. أكبر من ماذا؟ حُذِفَ المفعول به، حُذِفَ ما الذي هو أكبر منه، حُذِفَ المقابل فاتسعت الدائرة، يعني أكبر من كل شيء، ولذلك. نرى الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه: فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون، ويقول: والذاكرين الله كثيراً والذاكرات، ويقول: واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون، ويقول: ألا بذكر الله تطمئن
القلوب. سمّى التسبيح ذكراً، وسمّى الدعاء ذكراً، وسمّى القرآن ذكراً، وسمّى التذكير ذكراً، حتى كان الصحابة الكرام يقول أحدهم للآخر: تعال. إننا نؤمن ساعة فيجلسون يتعلمون مسألة من العلم، فالسعي إلى العلم من الذكر، أو يذكرون الله سبحانه وتعالى، أو يقرؤون القرآن: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"، يعني القرآن. القرآن له أكثر من خمسين اسماً في القرآن، فسماه ربنا قرآناً وكتاباً وفرقاناً وذكراً وبياناً وهدىً، خمسين اسماً وصف للقرآن. نفسه فيها وهو
من عند الله سبحانه وتعالى ونور، وهكذا خمسين اسمًا، أكثر من خمسين اسمًا للقرآن في القرآن. محطات أولها الصلاة، وثانيها يوم الجمعة. يوم الجمعة شأنه غريب، فيه موعظة وفيه اجتماع للمؤمنين. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قصير الخطبة طويل الصلاة، ومع طول صلاته كان يقرأ أكثر. ما يُقرأ بسبّح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية يعني صلاة لا تأخذ أكثر من خمس دقائق. إذاً فالخطبة كانت أربع أو
ثلاث دقائق، وقال أن من علامات فقه الرجل أي من علامة فقه الرجل طول صلاته وقصر خطبته. إذا كانت طول الصلاة خمس دقائق فكم يكون قصر الخطبة إذن؟ ما هذه المدة الطويلة التي تبلغ أربعين دقيقة؟ إن الذي يقدم خطبة مدتها ساعة ونصف كأنه ينتقم من الحاضرين، ويتحدث عن أولئك الملعونين الذين لم يحضروا يوم الجمعة. وماذا عن الذين حضروا صلاة الجمعة؟ فلماذا تفعل بهم هذا؟ لا بد أن يتغير هذا الأسلوب لأنه مخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. يجب أن يطرح الفكرة ويقدم الدليل عليها. بالكتاب والسنة مع موعظة حسنة وأقم
الصلاة، إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً. ولكن الذي نراه طول بل واستحسان من كثير من الناس مع هذا الطول، حتى إذا ما خرجنا من الخطبة لا نعرف ما الذي نفعله وما الذي يُراد منا. وكانت خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما... جُمعت وطُبعت لا تستهلك أكثر من صفحة ونصف، هذه خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت الخطبة الثانية تُسمى بخطبة النعت، والنعت معناه الصفة، والصفة معناها حمد الله ووصفه بما يليق والدعاء له بما نريد من حاجة نزلت بنا، ثم إقامة الصلاة. وكثيراً ما
نرى في الخطبة الثانية. نفس الموضوع أو تكميل له أو نحو ذلك إلى آخره، وكل ذلك مخالف لما كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم. ويقول الإمام القرطبي في تفسيره عندما تكلم عن حديث رسول الله: "إذا أتيتم هذه الصلاة فأتوها بتؤدة، فما أدركتم منها فصلوا، وما فاتكم فاقضوا" وفي رواية "فأتموا"، يقول عن هذا: الحديث فلو كان الرجل يركب فرساً فهل له أن يسرع؟ يعني الشخص الذي يمشي على قدميه يذهب بتؤدة ولا يسرع ولا يجري. ربما العلة في ذلك أنه لا يذهب وهو يلهث إلى الصلاة.
طيب، أنا راكب سيارة (فرس)، ألا أضغط على البنزين وأسرع؟ فقال الإمام القرطبي: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بالاتباع في كل حال، يعني أيضاً لو كان راكباً سيارة لا يجري، ولو كان راكباً فرساً لا يجري ويصل، لأنه ليست المسألة هي النهج، إنما قد تكون أمراً آخر من الوقار، من التأني، من التعامل مع العبادة، من التعامل مع قدر الله وقضائه، فما أدركت منها فصلّ. وما فاتك فأتمِم أو فاقضِ، يعني ستعتبر هذه التي فاتتك الرابعة أم الأولى؟ اقضِ تكون الأولى، أتمِم تكون الرابعة. فالفقهاء
لهم تصرف في هذا، لكن الحكمة التي يذكرها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الوقار والأناة وكيفية التعامل مع العبادة بلا تشنج. إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق. فيه برفق فكان يحب الحلم والأناة وقال لأشج بن عبد قيس: "فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة". فأشج عبد قيس جُبِل على الحلم وجُبِل على الأناة، وهذا كان يحبه الله ورسوله. في هذا اليوم فيه محطة نستقبل بها الأسبوع الذي بعده في
رمضان، محطة فما هذه الخصائص التي نحصّلها؟ من رمضان الصيام، والصيام إنما يكون لوجه الله. كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به. سبحان الله، كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه سر بين العبد وربه لا يطلع عليه سواه سبحانه وتعالى، وأنا أجزي به. ولذلك خصص للصائمين باباً في الجنة وباب. الريان لا يدخل منه إلا الصائمون، وربنا سبحانه وتعالى جعل أيضاً العمرة والحج محطات، وهناك أحاديث
لرسول الله صلى الله عليه وسلم تبين عموم المغفرة للحجاج والمعتمرين، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما، ومن الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما، ومن رمضان" العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، ومن رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما، ومن الحج إلى الحج كفارة لما بينهما. إذا كان مفهوم الغسيل واضحًا، ومفهوم المحطات واضحًا، فما الذي نريده بعد رمضان؟ ينبغي علينا أن نعبد الله على الوجه الحق. "ومن الناس من يعجبك قوله
في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه." وهو ألد الخصائص، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد. وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم وبئس المهاد. ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، والله رؤوف بالعباد. نريد أن نكون بعد رمضان ومنطلقين من رمضان من هذا. الصنف الأخير ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه من أولئك الذين انتهوا عن الفحشاء والمنكر، من أولئك الذين جعلوا ذكر الله أكبر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال لسانك رطباً بذكر الله". اللسان إذا ذكر
الله كثيراً جف ويحتاج إلى أن يشرب ماء. ذكر الله يسبب جفاف الفم. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لك إن جفاف الفم هذا وهو أمر محسوس معروف هو رطوبة عند الله. دم الشهيد، دم الشهيد يبسًا وتكون له رائحة، فقال فيه رسول الله: "دم الشهيد أفضل عند الله من ريح المسك". فتكون إذًا الشهادة هذه درجة كبيرة في الدفاع في سبيل. الله جاد بنفسه فليس فوقها مرتبة، فهذه الشهادة مرتبة عظيمة. وفي النهاية هذا
الدم حتى ولو كانت له رائحة كريهة فإنه أطيب عند الله من ريح المسك. يقول: "لخلوف فم الصائم" وفي رواية "لخلوف" - يعني هي تُنطق الاثنتان: خَلوف وخُلوف، بضم الخاء وفتحه - "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من". رائحة المسك، حسناً، أليست رائحة فم الصائم الناتجة عن الصيام، وهي رائحة كريهة بالطبع كما أشمها، ليست رائحة مستحبة، ولكنها أطيب عند الله من رائحة المسك. فالرائحة هنا ليست رائحة حقيقية، إنما هذه الرائحة هنا هي عند الله، أي أنه يستغني بما عند الله عما سواه. عند النفس والناس مفاهيم
أخرى، نحن لا ننكر الجفاف ولا ننكر الخلوف ولا ننكر الرائحة من الدم، لكن هذه الأشياء ولأنها تعلقت بالسعي إلى الله سبحانه وتعالى فلا بد أن تُعامل معاملة خاصة وأن نعرف حقيقتها عند الله وإلا تصدنا عن فعل الخير، فلا يصدنا هذا عن الصيام ولا يصدنا. هذا عن الشهادة في سبيل الله ولا يصدنا هذا عن الذكر وهكذا، والأجر على قدر المشقة كما كانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها تقول. هذا هو الذي نريده بعد الصيام، أن نعمر الأرض، وأن نعبد الله، وأن نزكي النفس،
وأن نذكر الله على كل حال. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل حال في كل أحواله يذكر الله، وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن على كل حال إلا أن يكون جنبًا، فكان يمتنع عن قراءة القرآن إلى أن يغتسل، لكن يذكر الله حتى ولو كان جنبًا، ولذلك فذكر الله هو للذاكرين والذاكرات، للكبار والصغار. وهو عجيب غريب لأنه لا يأخذ وقتاً، بل إنه يمكن أداؤه في أي وقت كان، وأنت في سيارتك، وأنت في مكان ما في انتظار شيء ما، تذكر الله سبحانه وتعالى. ولذلك فهو
ليس كالوضوء ولا الصلاة ولا الحج ولا غيرها من هذه العبادات المكرمة، إلا أنه فعلاً أوسع في الوقت. وفي الزمان ومن ذِكر الله الدعاء، والدعاء هو العبادة والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى في هذه الليالي المباركة التي نحن فيها. يعني من الأفعال الصالحة أكثِروا من الدعاء، كل بما يريد من شأن الدنيا والآخرة. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. ولذلك فالإنسان لا يمل. من الدعاء وكان قد ورد في الأثر أن موسى كان يسأل الله في ملح طعامه وكان يسأل الله في شِسْع نعله
يعني في السير الخاص بالنعل إذا قُطِع فيدعو الله سبحانه وتعالى أن يرزقه سيراً آخر أو ما شابه ذلك، وفي ملح الطعام يقول: "يا رب ارزقني ملحاً لأضعه في الطعام" يعني يقصد. في كل كبيرة وصغيرة لا تحقرن صغيرة، إن الجبال من الحصى. تعلقوا بالله وأخلصوا النية لله وأكثروا من ذكر الله، فإن ذكر الله هو الذي سيبقى لكم، ولذلك سمي بالباقيات الصالحات. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم". العظيم ثقيلتان في الميزان، هذه هي الباقيات الصالحات. ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
منهجاً واسعاً من الأذكار، جمعها الإمام النووي في كتاب اسمه "الأذكار"، والشوكاني في "تحفة الذاكرين"، وابن الجزري في "الحصن الحصين"، وابن تيمية في "الوابل الصيب"، وكتب جمعت "عمل اليوم والليلة" للنسائي، جمعوا فيها. ما الذي كان يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يجلس وعندما يقوم وعندما يخرج وعندما يدخل وعندما يذهب إلى المسجد وعندما يذهب إلى الخلاء ودورة المياه؟ ماذا كان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصافح وهو يسلم وهو يقوم من نومه وهو يذهب إلى نومه؟ ذِكْر. في ذكر ولذكر الله أكبر، هذا الذكر كيف نعرف أنه أتى بثمرته بالعمل الصالح؟ فإذا وفقك الله إلى العمل الصالح
فقد قُبلت، وإذا كنت ما زلت على معصية فأنت لم تُقبل، فاستمر استمر في العبادة ولا تتوقف حتى يرضى الله سبحانه وتعالى عنك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لك: العتب حتى ترضى، يعني سنظل هكذا على الباب نقف وندق على بابك يا رحمن إلى أن تفتح علينا فتوح العارفين بك، لأنه أهل لذلك، فهو صاحب النعمة، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها. شكراً لحسن استماعكم.
كانت الأرض تخرجه إن فيك وصدق فيما كنت عشيك وأتى وسأل لآدم ولل مع حلول الساعة سأل الحضور الذي نسأل فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم عنها ونريد من فضيلتكم أن تصف لنا الجنة وما فيها من النعيم المكنون، لأننا نريد أن نراها رأي العين حتى نكون لها أشد حباً ورجاءً لما فيها. الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، الجنة ترابها من المسك. الأفضل أن نتخيل أن التراب مسك، ونحن نخوض فيه هكذا، فأرجلنا تخوض في المسك. هذه حكاية لا
نستطيع أن نفعلها في الدنيا. هذا الذي نخوض فيه، وما دام مسكاً فله رائحة فوّاحة في الدنيا، في الجو، في الأجواء. يبدو أن الجنة - والله أعلم - ليس فيها جاذبية، فالإنسان يستطيع أن يمشي. وكأنه في الهواء، انتقال الإنسان في الجنة ليس محكوماً بقوانين الأرض، بل إنه محكوم بقوانين أخرى في الوجود. فيريد مثلاً الآن أن يكون في أمريكا، فيصبح في أمريكا، وبعد ذلك اليابان، فيجد نفسه في اليابان. ذلك لأنها قوانين أخرى غير القوانين الأرضية المختصة بالجاذبية
وبكروية الأرض وبأنها تدور حول نفسها فينشأ. الليل والنهار وأنها يدور القمر حولها وأنها تدور حول الشمس فينشأ الصيف والشتاء. لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً، فما الذي يضيء إذن إذا كان الشمس والزمهرير اسم من أسماء القمر؟ لا الشمس ولا القمر موجودين فيها، إذاً منورة بماذا؟ "وأشرقت الأرض بنور ربها". تخيل أن نور الإله سبحانه وتعالى. الله نور السماوات والأرض، إن هذا النور هو الذي يضيء. وكنت في حياة بعض الملحدين، وهو مسكين يجهل هذه الحقيقة،
وكان القارئ يقرأ في أحد الملاجئ: لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً، قال له: تكون جنة أي هذه التي لا فيها شمس ولا قمر ومظلمة ورطبة، فأنا قلت له وأشرقت. الأرض بنور رحيم، يعني أنت لم تنتبه أنه ضياء يذهب ويأتي، يُقال ليل ونهار، لكنها مضيئة دائماً، منيرة ومنيرة بنور يطمئن القلوب، ويفتح العقول، ويهدئ النفوس، شيء جميل جداً. هذه الجنة فيها أنهار، هذه الأنهار ليس لها مجرى، ليس لها حواف، فالمياه وهي جارية فيها وما... لا تسقط، فائدة الحواف أنها تحجز المياه كي لا
تقع على الأرض هكذا، فهي لا تقع على الأرض ويجري فيها نهر عسل ونهر لبن ونهر ماء ونهر خمر، وخمرها يصفها ربنا بقوله "لا فيها غول"، أي لا تُذهب العقل، إنما هي نوع من أنواع العصير، "وأُتوا به متشابهاً"، نظنها عصيراً. عنق كالذي كنا نشربه في الدنيا يتبين أنه شيء آخر ولكنه يُسمى هكذا. هذه الأنهار تدخل بعضها في بعض فلا تتأثر، ولا يحدث اختلاط بين العسل والمياه والخمر واللبن أبداً. تخرج وتدخل هكذا. القصور مبنية فوق هذه الأنهار، حجارتها من الماس والياقوت واللؤلؤ والمرجان والزبرجد
وهكذا الجنة مهما جلسنا. نصف فيها فهو للتقريب وليس لمعرفة الحقيقة، فالحقيقة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. إنما الجنة فيها يوم نشاهد فيه بأعيننا ربنا. "هل تضارون في رؤية البدر ليلة التمام؟" قالوا: "لا يا رسول الله". قال: "هكذا ترون ربكم في الجنة". "وجوه يومئذ ناضرة". يا رب ما ناضرة، وهذا هو يوم. المزيد لأن الله سبحانه وتعالى قال "ولدينا مزيد". لهم الحسنى وزيادة، فالحسنى
هي دخول الجنة، أما الزيادة فهي النظر إلى وجهه الكريم سبحانه وتعالى. ماذا نقول في جنة عرضها كعرض السماوات والأرض؟ ماذا نقول في جنة تمتلك فيها إذا كنت في نهاية الصيام آخر واحد سيدخل الجنة له عشرة. أمثال الأرض، الملك الخاص به ليس ستمائة متر في السادس من أكتوبر، بل عشرة أمثال الأرض. هذه الأرض كلها عشرة أمثال. يُحشر الناس على ستين ذراعاً، يعني أنت لن تُحشر بجسمك الصغير هذا. لكي تعرف إذاً أن تنتقل وتطير من مكان إلى مكان وما إلى ذلك، ولك فيها ذكريات ولك فيها حديث مع إخوانك.
ولك فيها متعة ما بعدها متعة، تفوز بالنظر إلى الوجه الكريم سبحانه وتعالى. نعوذ بالله من النار، نعوذ بالله من النار. هم خائفون إن شاء الله، وبدر المذؤوب وأنه تقرب مع الله، وما يقول فما يقول قائد أن سوف تصبح كعب، ولا يبقى هو غداً وجهنا ولا حراكم ولا عقلكم ولا. بروا ولا إذا دفعتم
فاتقوا الله وأحسنوا ولا تسوفوا وتسيئوا إلى هذا الدين وأن تصدقوا وأن تُعظِّموا الدين وأن ترى شعائر الله مُحترمة على ذلك كله رب العالمين يعني القوة هي التقوى وفيها قاعدة الراسخين في المتقين وفي المنضبطين. نريد أن نتعرف عليها. حفظ آباؤنا الكرام من السلف الصالح هذا الدين ولذلك نرى. الإمام مسلم في صدر صحيحه يورد حديث جبريل الذي قال فيه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: دخل علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد بياض الوجه، شديد سواد الشعر، لا يعرفه أحد منا، ولا نرى عليه أثر السفر، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع ركبتيه إلى ركبتيه. ووضع
يديه على فخذيه أي على هيئة المتأدب المتعلم فسأله ما الإسلام ما الإيمان ما الإحسان. جعل مسلم هذا الحديث لأن الناس قد انطلقوا منه، فقام الفقهاء لحماية الإسلام وتفصيله والرد على الشبهات المتعلقة به من صلاة وصيام وزكاة وحج وكفارات وعبادات ومعاملات وشهادات وقضاء وعلاقات دولية وتكلموا حتى وصل. ما تحدثوا في مليون ومائتي ألف فرع فقهي موجودة بين أيدينا في كتب قد جُمِعت فيما وصل إلينا فقط أكثر من مائة ألف عنوان، كل عنوان له مجلدات كثيرة. قام
علماء التوحيد لحماية الإيمان الذي بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أركان ستة: أن تؤمن بالله وملائكته ورسله. وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وبُني الإسلام على خمسة كما هو معروف: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت. وجاء في مرتبة الإحسان فقال: "ما الإحسان؟" قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". من الذي قام بهذا؟ هذا هو غاية الدين، هذا هو هدف الدين. مرتبة الإحسان قام بها مَنْ أطلقوا على أنفسهم أهل التصوف، كما
أطلق هؤلاء على أنفسهم الفقهاء، وهذه لفظة لا تُعرف عند رسول الله. وهؤلاء علماء التوحيد، وهذه لفظة لا تُعرف عند رسول الله، ورسول الله صلى الله عليه. يؤكد [صلى الله عليه وسلم] على هذه الأقسام الثلاثة فيقول: سورة الإخلاص ثلث القرآن. ثلث القرآن يعني في أغراضه لأنه مبني على الإسلام والإيمان والإحسان. إذا قرأنا كل التوحيد وقرأنا كل الفقه لا نجد شيئاً عن أعمال القلوب، كيف أخلِّص قلبي من القبيح، كيف أحلِّي قلبي بكل صحيح. ليس هناك إجابة، الإجابة عند... السادة الصوفية لا تفرح بالموجود
ولا تحزن على المفقود، يعلّمون التوكل والرضا والتسليم، يعلّموننا الحب في الله، يعلّموننا التواضع وأن الكبر من الكبائر وأنه مهلك ومبطل للأعمال، يعلّموننا الأخوة الصادقة، يعلّموننا الحب والسلام، فكيف أهدم ما تكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمسة وتسعين في المائة من... القرآن والسنة وخمسة في المائة فقط لكل الفقه. المليون ومئتا ألف هؤلاء مبنيون على ألفي حديث من ستين ألفاً، ومبنيون على ثلاثمائة آية من ستة آلاف آية، ستة آلاف ومئتين وستة وثلاثين. عندما نقسم ثلاثمائة على ستة آلاف يخرج واحد على
عشرين، أي خمسة في المائة عندما نقسم. ألفان على ستين ألفا يعادل واحداً على ثلاثين، أي ثلاثة في المائة، ثلاثة وثلث في المائة، والباقي أخلاق وإحسان تُجمِّله وتحسِّنه. ماذا أفعل الآن؟ نأتي ونخطئ. هذا خلطٌ رديء كما خلط الناس بين المسلمين وبين الإسلام. أراك مسلماً وأراك تكذب وتغش وتفعل ما لم يأمرك به الإسلام. هل قال لك الإسلام هكذا؟ لكنك مسلم. فيقول الإسلام يقول هكذا، الإسلام يقر الظلم ويقر هذه المعاملة الخشنة مع المرأة ومع الطفولة ومع البيئة، ومع... لا، لم يحدث هذا الكلام. هذا الكلام كذب، هناك فرق بين الإسلام وبين المسلمين، هناك فرق بين التصوف وبين المتصوف،
المتصوف هو الذي يسير وراء الكتاب والسنة، الذي يسير وراء الذكر والفكر، الذي... يسير وراء التخلية والتحلية مرحباً به، أما المتصوف الذي يخالف فقد غشنا ودلس علينا ولا مرحباً به. من الذي يطردونه؟ أول من يطردونه الصوفية، فالصوفية يتبرؤون من هذا الصنف لأنه يتلاعب بدرجة الإحسان. ومثال ذلك ما يُفعل الآن بالتلاعب بدرجة الإيمان وبالتلاعب بدرجة الفقه، فيتصدر للفقه من ليس مؤهلاً له ويتصدر. للتوحيد ما ليس بعالم فيه، وتسمع هذه الترهات التي ملأت الخطاب الديني، عتاب لله بالثناء بأنه
عتاب المُحب لمن يُحب، يقول إنه مع بؤس السامع والقبر الشريف يقوم بمراقبة النصوص والمسلسلات الدينية وتصحيحها قبل السياحة والسنة. لماذا لا تكون دار الإفتاء ضرباً في مواجهة المسلسلات العربية الأخرى التي تتناول... أشياء لا تتوافق مع التقاليد والأمور الإسلامية وليست لها قدرة، لا، نحن نعمل عشرين ساعة في اليوم. ليست لها قدرة على المراقبة المجتمعية، هذه لا بد أن نجد نحن كجماعة من البشر حلاً لها، حلاً يحل محل النصيحة في الدين.
هذه واحدة، ثانياً المفتي عضو في مجمع البحوث فكل ما يقوم... في مجمعِ البحوثِ هو مع حضورِ المفتي ومع حضورِ وزيرِ الأوقافِ ومع حضورِ رئيسِ الجامعةِ ومع حضورِ علماءِ المسلمينَ السابقينَ واللاحقينَ، فمجمعُ البحوثِ هو الأمةُ، هو الأساسُ، هو الذي حتى نشأَ بهِ قانونٌ من أجلِ تنظيمِهِ، قانونُ مائةٍ وثلاثةٍ لسنةِ واحدٍ وستينَ، لكنَّ دارَ الإفتاءِ هي الابنُ الشرعيُّ لمجمعِ. البحوث تقوم بهذه القضية، ولذلك دار الإفتاء في بعض القضايا التي تتعلق بالأمة ترفع أمرها إلى مجمع البحوث. فإذاً هناك تنظيم وهناك قدرة معينة وهناك أيضاً وظيفة
ينبغي علينا أن نقف على ثغرتها. يقول عمر رضي الله تعالى عنه: "كلكم على ثغرة من ثغر الإسلام، فلا يؤتينَّ الإسلام من ثغرتك". يعني في حصنٍ كل واحدٍ واقفٌ على نافذة، فأنت لا تشغل نفسك بنافذةٍ أخرى وإلا سيدخل العدو من هذه النافذة. قم بوظيفتك، كن حيثما أقامك الله، لا تشغل بالك بالآخرين. حتى لو كانت هناك نافذة فارغة، فتلك مشكلة وسنجد لها حلاً، ولكن ليس الحل أن تترك نافذتك وتذهب. لكن أتقن عمق
قصد الدعاء والقدس والقضايا والمفروض من العلم والمعرفة السابقة. فما رأيك يا صديقي؟ أولاً نحن في عصر قد انفتحت فيه السماء فسميت بالسماوات المفتوحة، لا طاقة لأحد أن يمنع هذا، لا طاقة لأحد أن يمنع هذا. تأتينا الإذاعات من قبرص وتأتينا من بيروت وتأتينا من جنوب تركيا. يأتينا من أمريكا ويأتينا من اليابان، لا أحد يملك هذا لأن السماوات فتحت عليه، إنما الذي نملكه أن نشيع ثقافة الانتقال. عندما ترى خبيراً في الصحة وهو
يفتي لك في الطب، أغلق التلفزيون وغيّر القناة. عندما ترى شخصاً غير متخصص جالساً يخلط الأمور، ينكر أسماء الله الحسنى مرة، ويشكك حتى في الموروث. الذي ليس له علاقة بشيء ما، أغلق التلفزيون ولا تشغل بالك. لكن العجيب أننا نضع أيدينا في المفرمة ثم نصرخ ونقول: يا الله، ما أشد الفقر! أتتصور أن المفرمة فرمت يدي؟ حسناً، وما الذي جعلك تضع يدك في المفرمة؟ أخرج يدك، فأنت وضعتها بإرادتك. أنت الذي أشعلت التلفزيون وأنت الذي أحضرت القناة. هذه لكي تسمع، هناك شخص يقول لي: "هل نحن لا نعرف؟ فلماذا تشتكي إذاً؟ أنت عرفت لكنك لا تريد. ماذا تريد؟ أن تجادل في
الموضوع؟ ألا تريد أن تصنع ثقافة تُعلِّم فيها أولادك الانتقاء؟ غيِّر المحطة، إذا جاء شخص متخصص فاستمع إليه، وإذا لم يأتِ شخص متخصص فلا تستمع إليه". هذا ما يمكن فعله. نفعله لكن ليس من الممكن أن نصمت طوال السنة. نحن نصحنا، لكن ارتبط هذا بالأرزاق. كل واحد منهم يخرج ويأخذ مبلغاً من المال ينفقه على عائلته، فقد ارتبط الرزق بالتخريف والتحريف، فلن
يتوقفوا. هم يرفضون ذلك ويقولون إنهم رفضوا، ولكنك لا تقرأ. هل قرأت ما كتبته؟ نعم؟ إذاً... حسناً، لقد قمتُ. لا، أنا الآن أتحدث عن الجميع. أنت تسأل عنه. هل قرأت ما كتبته؟ نعم، قرأته. فهذا اعتراف منك أننا لسنا ساكتين. عمَّ تسأل أنت؟ ما الذي في عقلك؟ أتتصور أن الأزهر يملك سلطة، وأنها سلطة تنفيذية أيضاً؟ يأتي الأزهر متصلاً بالسيد العبد. الوهاب خليله ويقول له اذهب واقبض على فلان فيذهب عبد الوهاب ويتحرك ويقبض عليه، لا يوجد شيء كهذا، نحن في بلد دستوري، لا يوجد شيء كهذا، ولا توجد سلطة بهذا الشكل. نحن بالكاد تنفسنا الصعداء عندما تركنا الحرية،
فلنتحمل إذًا، لنتحمل الآثار السلبية، فهناك آثار إيجابية أيضًا. كثيراً ما طلبناها، فلنتحمل الآن قليلاً من الآثار السلبية التي من ضمنها أن نعوّد أنفسنا على الانتقال. تأتي لتقول لي: أين دور الأزهر؟ الأزهر لديه جريدة ويُصدر مجلة يخرجها بشكل جيد. كثير من الإخوة لم يقرأها، هل تنتبه؟ حسناً، الأزهر موجود في كل القنوات، الأزهر يقول ويعيد ويكرر وينكر وهكذا إلى... آخره، لكن هذا بحر لا نهاية له، فأريد الاستمرار حتى تتولد هذه الثقافة التي ترفض المغشوش وتقبل التحسن في المعيشة. متى يأتي التحسن في المعيشة؟ بالتخصص والإخلاص. هذه
هي القضية. نحتاج وقتاً، لكن لا توجد مسؤولية، وقد سُحبت السلطة. السلطة غير موجودة، وعلى فكرة نحن لا نسعى إلى هذه. السلطة ولا نريدها، إنما سلطتنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتذكير الناس، ثم بعد ذلك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. إنها حرية. نحن نهشم المنافقين، نحن نقوم بالدعوة، ثم من يريد أن يأخذها فليأخذها. من اقتنع اقتنع، ومن لم يقتنع لم يقتنع. لكنك تريد أن تجعل الأزهر سلطة تنفيذية، وهذا غير موجود. له مائة وخمسون سنة، أعطه مائتي سنة، غير موجود، ونحن لا نسعى إليه، إنما نحن نأمر دائماً بالمعروف وننهى عن المنكر ونبين للناس وهكذا إلى آخره من غير
إرهاب فكري، وإنما قل تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً وأن لا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله. تعالوا إلى كلمة سواء، هذا هو منهجنا. قل تعالوا ندعو أبناءنا وأبناءكم ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم، فنبتهل فنجعل لعنة الله على الكافرين. ماذا سنفعل إذن؟ فهذا هو الطريق الذي يتواءم مع الحالة العالمية
المعاصرة: الحرية، رفع الحدود، الجوار الحسن، تعني هكذا يعني ما المواطنة. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى مكة ويقول لها وهو يبكي: "ألا إنكِ أحب بلاد الله إليّ، ولو أن أهلكِ لم يُخرجوني ما خرجت منكِ أبداً". ولما رأى الأنصار الفرح في عينيه عندما فتح مكة قالوا: "يحن إلى دياره وسيجلس فيها". فسمع ذلك هو فعلاً. يحبها أحب بلاد الله إليه مكة التي تربى فيها، ذكرياته كلها هناك. وكنت أعلم حجراً كان يسلم
عليّ في مكة، كان يساوي في ذلك. فأثناء التمهيد للنبوة كان ربنا يُسمِعه صوت الكائنات حتى عندما ينزل عليه الوحي يكون مؤهلاً، يهيئه للنبوة. سماها العلماء إرهاصات النبوة، فترة هكذا أخذها كان. الحجر يسمع حجراً في مكة يقول: "السلام عليكم يا محمد"، فأنا أعرف أين هذا الحجر، وأعرف أنها بلده ووطنه. فالانتماء إلى الأوطان وحبها من الإيمان، وليس فيه شيء محرم، إنما هذا لا يعارض أن يكون هناك انتماء أوسع كانتماء مصر إلى العروبة مثلاً، ولا يعارض أن يكون هناك انتماء أوسع كانتماء العرب إلى الأمة. الإسلامية فليست هذه دوائر متناقضة ولا متقاطعة،
وإنما هي دوائر بعضها في داخل بعض فلا تتناقض. والنبي صلى الله عليه وسلم كان مراعاةً للمواطنة والوطنية يقسم الناس في الجهاد، فيجعل لكل قبيلة مع إخوانهم، يعني بني عبد المناف وحدهم، وغفار وحدها، وهمدان وحدها، ويجعل هناك لكل فريق شعاراً يا. بني عبد الرحمن، يا بني عبد الله، هكذا هو شعار ليس له ارتباط بالمسألة. لماذا؟ قال لأنه عندما الجماعة التي من بلد واحد يقاتلون جنباً إلى جنب، فهم يفهمون أسلوب بعضهم ويتحملون بعضهم ويعرفون بعضهم، أما لو أحضرت شخصاً غريباً فسيشعر بالغربة. قال الله هذا
إذا راعى المواطنة وهكذا، فالمواطنة... بالمفهوم الإسلامي ليس فيها شيء، قد تكون هذه المواطنة محملة بمعانٍ أخرى من نعرات الجاهلية، من التفاخر بالأنساب ولا بالأحساب ولا غير ذلك، وحينئذٍ يُنهى منها ما كان مخالفاً للحب وللسلام وللانتماء. وهكذا قلنا في بعض الشكاوى من عقوق الأبناء وانحراف الشباب، فكيف نواجه الإحجام والمشاريع؟ التربية ثم التربية ثم التربية. التربية والتربية تدخل فيها بدون شك المناهج
التعليمية، تدخل فيها بدون شك الأستاذ والأستاذة، الأسرة والجو المحيط، البيئة، يدخل فيها بدون شك الإعلام، وكل هذه الأشياء لا بد أن يكون لها عقل مفكر يضع نصب عينيه التربية. والتربية تعليم، والتربية تخلق، والتربية تدريب، ولذلك تتضمن التربية قيماً ومعلومات. وفي ملكات تأتي من التدريب خطة متكاملة للتربية. أغلب مشكلاتنا تؤول إلى التربية
لأن أغلب مشكلاتنا تؤول إلى الإنسان، فإذا عرفنا قدر التربية وأهميتها كنا في بداية الطريق للتغيير الصحيح. التربية هي التي تبني التصرفات الاقتصادية وتبني الحالة الاجتماعية، بل وإنها تبني الحالة الأمنية. التربية والتربية قد تحتاج إلى تغيير. مفاهيم رسخت أو شاعت أو يراد لها أن تشيع، ولذلك فهي في عملية في غاية التركيب والتعقيد، لكنها هي الأساس بعد فوات عدتها. يعني
إذا تزوج سنية وطلقها، لا يتزوج أختها عليا إلا بعد مضي فترات التربص وهي عدة سنية. سنية يجب أن تمضي عليها ثلاث حيضات أو ثلاث شهور إذا كانت... من غير ذوات الحيض التي كبرت في السن وليس لديها حيض، فعدتها ثلاثة أشهر أو ثلاث حيضات، ويجب الانتظار ثم الزواج مرة أخرى. لا يجوز أن يتزوج عليَّ وأخرى ما زالت في عصمته. وفي صورة أخرى، إذا كانت الطلقة التي طلق بها الثانية هي الطلقة الثالثة، فهذه تكون طلقة بائنة وليست رجعية. فهل يجوز له أن يتزوج عليّ؟ فالإمام الشافعي قال نعم يجوز، والإمام أبو حنيفة قال لا لا يجوز، ينتظر أيضاً حتى
لو كانت هذه المرأة لا تعود إليّ، يعني انتهى الأمر، سُنِّية تزوجت ثلاث مرات وطُلقت ثلاث مرات، فلن تستطيع أن ترجع إليه إلا إذا تزوجت بعدها وطُلقت أو مات عنها زوجها فجلست. تنتهي عدتها فيتزوج مباشرة، هذا ما يقوله الإمام الشافعي، يجوز له أن يتزوج فوراً. أما أبو حنيفة فيقول: لا، يجب أن ينتظر ثلاث حيضات أو ثلاثة أشهر. وإذا توفيت الزوجة، فبعد دفنها يمكنه أن يتزوج مباشرة من أجل الأطفال، فليس قصده شيئاً آخر، بل من أجل تربيتهم كما قال. أهل السنة أيضاً على تحريم الجمع بين المرأة وعمتها وبين
المرأة وخالتها كالتحريم بين المرأة وأختها. التجارة نضيف عليها معنى آخر وهو أن يتحول الفقهاء الفقراء إلى قطع غيار للأغنياء، تصبح مصيبة يا إخواننا. نعم، التحريم موجود من أجل ألا يتحول الفقراء إلى قطع غيار للأغنياء، وبعد ذلك الذي يأتي له. هكذا أصبحت المرحلة الثانية، ماذا حدث في البرازيل؟ أن الأطفال سيُختطفون، وستكون هناك تجارة وبنوك للأعضاء، وستظهر مافيا مصيبة سوداء. يعني انتبه جيداً، عندما نقول حرام نكون منتبهين للعواقب. تخيل أن أولادنا سُرقوا، تخيل أنك دخلت في ما يشبه فيلم "الحاوي" أو "الحاؤونة"، نعم "الحاوي" دخل.
سرقوا كُليته وقالوا له: "إنك تمتلك المصران الذي آلمك". المصران يؤلم يميناً، هم لم يأخذوا مال الله. كيف يكون هذا الكلام؟ هل أنت هكذا اكتشفت أنك بكلية واحدة؟ هذا ما يقلقنا، وليست القضية أننا ضد العلم أو ضد... الأمر ليس متعلقاً بالطب السيئ. في جانب قانوني وجانب شرعي وجانب اجتماعي وجانب إنساني يجب أن نفكر فيه، كما يقول طارق البشري في المذكرة التي أعدّها مجلس الدولة بهذا الشأن، أن القضية ليست قضية طبية، بل هي قضية أيضاً اجتماعية إنسانية
قانونية شرعية. تُخرج الزكاة عن أولادها وعن زوجها، لا
يوجد شخص واحد مظلوم، فعيّنا المستشارين الثلاثة. ولا يُرفع الأمر إلى فضيلة المفتي إلا بإجماع الآراء، فلو قال واحد منهم لا واثنان قالا نعم، فلا يُنفَّذ الإعدام. النقطة الثالثة: دعنا نبقي على محاكم الدرجة الأولى والاستئناف والنقض، ويذهب الأمر دون طلب من الشخص الذي سيعرف. النقطة الرابعة: يذهب الأمر إلى فضيلة المفتي ليرى الناحية الشرعية، وفضيلة... المفتي معه مجموعةٌ من المستشارين الكبار المتخصصين في القانون الجنائي، نقرأ القضية مرةً واثنتين وثلاثاً، لكي نقول في النهاية: هل فعلاً المقدمات أدت إلى النتيجة أم لا. والنقطة الرابعة أنه بعد هذا النقض، ما يفعله فضيلة المفتي، يقول - على فكرة فضيلة المفتي يقول مرتين، مرةً
بعد النقض ومرةً بعد الحكم الابتدائي. الاستئناف ومرة بعد النقض ثانيةً، يقوم بإرسالها إلى رئيس الجمهورية ليوقعها، فتصبح هذه درجات. وكل هذا لا يعني أنه خلاص حكم قضائي نُفِّذ وانتهى. قال: لا، ولكن هذا لأنه إعدام، وهذه القضية يجب أن تُحال إلى المفتي، وأن تُحال إلى النقض، وأن تُرفع إلى رئيس الجمهورية، يعني فيها شيء. من احترام الإنسان أننا سنقتل ديك رومي، هذا بني آدم، ولذلك لا أحد يعترض على هذا حتى لو أضافوا إليها خمسة أو ستة أو سبعة. يعني مثلاً نسأل الرقابة الإدارية أم لا نسأل، وماتوا؟ ماذا نريد؟ نتحرك! هذا إنسان، هذا فيه معنى الإنسانية. فهذا نص القانون. أنه لابد أن
يُحال إلى المفتي، لكن الحقيقة أن القضايا التي تُحال إلينا تمثل اثنين ونصف في المائة من القضايا التي تُعرض على القضاء، يعني سبعة وتسعون ونصف في المائة يحكم فيها القاضي بأنه ليس إعداماً. فالاثنان ونصف في المائة التي تأتي إليّ، يعني تأتي إليّ منتهية، يعني لا يمكن للمرء أن يقول... الذي ماذا؟ لأنه يُعدَم هذا. وبالرغم من ذلك، أنا لي خمس سنوات، كل سنة ثمانون قضية، والمعروف ثلاثة آلاف ومائتا قضية كل سنة. الثمانون قضية هؤلاء في خمس سنوات يصبحون أربعمائة قضية عُرضت عليّ. قلت في اثنتين: لا، لست موافقاً. المحكمة لا تصدق أن المفتي يقول غير موافق. فتعيد مرة ثانية حساباتها فإذا
هو نفس القاضي متحرك من الإعدام، فهو لا ينطق إلا بعد أن يتيقن ويستقر في ضميره فعلاً بأدلة واضحة، وأغلب هذه الأدلة اعترافات. وتجد الشاب الذي يتعاطى المخدرات قد قتل لكي يسرق لأجل أن يحصل على المخدرات، فلم يجد شيئاً، فأخذ خمسة جنيهات أو شيئاً من هذا القبيل، وبعد ذلك ذهب وأحرق الجثة وأحرق. البيت أمر لا علاج له إلا الإعدام، أي تصرفات غبية ليس لها علاج. المهم أن الإعدام في الحقيقة بالنسبة للمتهمين قليل، اثنان ونصف في المائة، واحد من كل أربعين قضية، اثنان ونصف في المائة. فزيادة أو عرض المسائل على المفتي هذا
للإنسانية التي نتعامل بها مع الإنسان عليها الصلاة لا قضاء. فيها لكن الصيام لأنه محدود فيه القضاء تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة إلا يعود للذنب مرة أخرى. طيب قبل النهاية، في مناقشة فنعمل المناقشة ثم ننهي إن شاء الله. المناقشة جاءت من الأخ يمكن وحيد حمدي، يقول: أنا لا أنكر عذاب القبر ولكن الله سبحانه وتعالى أكد في أكثر من سورة أن الإنسان سيُحاسَب يوم القيامة الكبرى، فلماذا عذاب القبر وهو
لم يُحاسَب بعد، وربما يدخل في رحمة الله؟ القضية أولاً هي أن كلمة عذاب القبر هي في الحقيقة تكون أيضاً من عند الله الذي سيُحاسِب والذي سيُدخِل في رحمته، والإنسان قد يتعرض إلى شيء من الكدورات ثم بعد... ذلك يدخل الجنة أو يُحكم عليه - والعياذ بالله - بالنار، فسوف تكون هناك أهوال في يوم القيامة لا ينجو منها إلا الشهيد، والباقي في حيرة وفي حساب، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نوقش الحساب عُذِّب". يعني إن أصل مناقشة
الحساب حتى لو كانت النتيجة غفراناً ورحمةً. وتجاوز هو في ذاته نوع من أنواع الابتلاء الخطير. سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، أما الباقون فهم في شمس محرقة طوال يوم القيامة، ألف سنة من سنين الدنيا. تخيل نفسك واقفاً بعد الشفاعة خمسمائة سنة، فالذي يقف خمسة أو ستة أيام في المطبخ يصيبه التعب. دَوالٍ في رِجلِهِ خمسمائةِ سنةٍ، أليس هذا عذاباً أو هو قطعةٌ من العذاب كما كانت عائشةُ تقول: قال رسولُ الله "السفرُ قطعةٌ من العذاب"، ولو قُلتُ لقلتُ: العذابُ قطعةٌ من السفر، يعني السفرُ أشدُّ من العذاب، والسفرُ فيه مجهودٌ ومشقةٌ وكدرٌ وكلُّ شيء، لكنَّ العذابَ ليس
هو عذابَ جهنم. إذاً فعذاب القبر ولأنه من عند الله ولأنه ليس هو العذاب الأتم الأكبر فإنه يتم بلا حساب شأنه شأن المرض في الدنيا شأنه شأن الابتلاء بالفقر شأنه شأن الابتلاء حتى بالمعصية هذا عذاب نوع من أنواع العذاب فالعذاب إذاً كلمة واسعة كبيرة له نوع بعد الحساب وله أنواع وصور قبل. الحساب وهذا الذي في القبر يكون قبل الحساب. القبر له ضمة لا ينجو منها أحد، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل قبل أن تُدفن بنت زينب بنت النبي عليها السلام ودعا لها في القبر أن
يخفف الله عنها ضمة القبر، ثم قال: "لقد ضُمَّ ضمةً اهتزت لها العروش". الأرض، حسناً، إذا كان قد جمعت بدع النبي فاهتزت لها الأرض، فهذا ليس معناه أنها تدخل إلا الجنة، ولكنه نوع من أنواع الابتلاء ونوع من أنواع التصفية والتنقية. ما نوع عذاب القبر؟ يقول رسول الله إنه إما أن يكون روضة من رياض الجنة، يعني فيه راحة كما قال في... أرواح الشهداء مثلاً إنها في حواصل طير خضر في الجنة، وقد تكون حفرة من حفر النار، لكن هذه الحفرة ليس فيها عذاب جهنم، إنما فيها الضيق والرائحة الكريهة والانقباض، ولذلك
عندما يستيقظون ينسون كل هذا. "كم لبثتم؟" قالوا: "لبثنا يوماً أو بعض يوم". فيبقى إذاً كل ما مروا به من ضيق أو كدر في مرحلة القبر والبرزخ سيكون وكأنه يوم أو بعض يوم فاسأل العادّين. لا نعرف أن شيئاً كهذا، إننا نمنا ثم قمنا. فإذا عذاب القبر كيفيته ودرجته وهدفه وحكمته إنما هي من عند الله. يتكلم الرب عن آل فرعون ويقول في شأنهم: النار يعرضون عليها غدواً. وعشياً ويوم القيامة يُردون إلى أشد العذاب، يعني كان العرض نفسه أيضاً
مؤذياً، لكنهم لم يدخلوا جهنم، إنما يُعرضون عليها هكذا. انظروا، انظروا أين سنورثكم، أي عذاب هذا؟ كل يوم صباحاً ومساءً. لماذا؟ لأن هؤلاء بغوا في الأرض وأفسدوا فيها وقاتلوا أنبياء الله، فهذا حالهم لا يوجد غيره. هو عذاب، هو نوع من أنواع العذاب لكن ليس عذاب جهنم الذي يستحقه الإنسان بعد الحساب. إذاً هو عذاب ضمة القبر وعذاب القبر وحالة البرزخ ثم يوم القيامة وأهوال يوم القيامة ثم بعد ذلك الحساب. كل ذلك نوع من أنواع العذاب ولكنه تهيئة إما لغفران الله والمسامحة
وإما... أن يعلم الله سبحانه وتعالى ما في قلوب العباد من جبروت وأنهم لو عادوا لردوا لما نهوا عنه فيدخلهم النار، ذلك يخوف الله به عباده: "يا عبادي فاتقون". هذه هي القضية، يعني الإجابة على السؤال دون الدخول في إنكار العذاب أو إقرار العذاب، ليس مقصوداً هذا، وإنما المقصود أن هذه... القضايا هي قضايا غيبية المقصود منها الإقدام والإحجام، تجعلك تُقدم على الخير وفعله وتُحجم عن الشر وفعله. هذه هي الحكاية، فأنا لا أريد أن نشتغل بهذا الغيب وكأننا نحن الذين نضعه. ليست قضية إنكار ولا غيره، كأننا نحن
الذين وضعنا عذاب القبر أو وضعنا عذاب جهنم أو وضعنا الحساب وأهوال يوم القيامة والأمر. ليس كذلك، لا بيدي ولا بيدك. وإنما، ماذا نفعل بدلاً من التفكير في هذه الجزئيات؟ لنتفكر فيما سوف نتذكره في الجنة من العمل الصالح. يعني هيا بنا نعمل في دنيانا ما نقول عنه في الجنة: "أتذكر ماذا كنا نفعل؟ كنا نفعل الخير الفلاني والخير العلاني وكذا إلى آخره". هيا بنا. نعمل هكذا لكن الكلام في ضمة القبر وكيف تكون ولماذا تكون وأنا لا تستوعبها عقليتي وأراها أنها مساحات من الأسئلة تُدخل الإنسان فيما لا طائل له فيه، لم نرَ الضمة ولا أحد عاد من الموت وأخبرنا كيف هي ولا شيء من هذا، وإنما خوفنا
الله بها من أجل الإقدام. والأحجام ينبغي أن نعرف حقيقتها لا أن نسأل عن ماهيتها، فهذا الكلام الذي أقوله يا سيد وحيد وشكراً لكم. عائلة تقول لك تطرح سؤالاً واحداً فقط. امرأة اتصلت بالهاتف قبل الساعة الثانية عشرة وانتهى الأمر. نحن خمسة أشخاص.
هل يريد فسخ العقد أم ماذا يريد أن يفعل؟ امرأة خدعته، خدعته. في أي شيء ضحكت عليه في أنها سكتت عن معلومات كان يراها مهمة؟ تكون هذه المرأة غير شفافة، وهذه المرأة سيئة، وهذه المرأة فعلت شيئاً غير لائق. لكننا الآن نريد أن نقول هكذا: أنتِ سيئة، خلاص أنتِ سيئة. ومن يريد أن يقول إنه يريد الذهاب إلى حضرة القاضي والوقوف أمامه والطلب منه. فسخ العقد لأنها قد دلست عليّ، فهنا
أصبحنا لسنا في مجال الفتوى، بل دخلنا في حالة قضائية. أنا أنصحه ألا يذهب إلى النهاية، وأن هذه المرأة مع أنها غشته ودلست عليه، لكنها بالسكوت أخفت عنه موضوع العملية القيصرية، وأخفت عنه موضوع المفاصل، وأخفت عنه موضوع أن عليها. أحكام ومطاردة ولذلك لن يستطيع أن يثبت شيئاً أمام القاضي يجعل القاضي يفسخ العقد، والقاضي سيقول له: "إنها لم تكذب عليك في شيء، بل هي سكتت". فتكون هذه المرأة قد فعلت مشكلتها ولكن بأسلوب فني. هذا الأسلوب يجعله أمام القاضي غير قادر على الحصول على شيء، فإذا كان
يسأل عن أنه... يريد أن يذهب إلى القاضي فينصحه ألا يذهب. أما حالته الاجتماعية، فهذه الحالة الاجتماعية مرجعها إليه هو. هل تحبها أم لا تحبها؟ قال: أحبها ولا أستطيع أن أعيش من دونها. حسناً، ابقَ معها. لا، أكرهها. لقد خدعتني. إذاً، هذه هي الحكاية. ما الذي سنفعله فيها؟ إنها في الأصل حالة قضائية. ماذا يقول لك؟ أنا مظلوم أم لا. نعم، أنت مظلوم. هل سينصرني الله أم لا؟ سأنصرك إن شاء الله، لكن ليس كل مظلوم ينتصر. القضاء يا إخواننا يحتاج شيئاً واضحاً، شيئاً يعني بينة واضحة وما إلى ذلك. حسناً، هناك محامٍ يقول لي أنه سيحضرها لك.
حسناً، إذا صدقته فاتبعه. صدقتني، أنا أسير وراءك فقط وكفى، بوجه الله هكذا، لكن قضيتك هذه، الأحكام والنقد وكل شيء ضدك، لن تحصل على شيء. لماذا؟ لأنك أنت المرأة لم تفعلي شيئاً، المرأة صمتت، صمتت فقط، صمتت عن هذه الأمور كلها، والصمت ليس بجريمة يعاقب عليها القانون. أليس هذا نذالة؟ نعم إنها نذالة، لكن ماذا نفعل؟ عقاب النذالة... النذالة هذه عقابها أي شيء؟ شخص تصرف معك بنذالة، ماذا ستفعل به؟ تخاصمه يعني أعطه كتفك ووجهي، يعني هذه هي القصة. لكن افعل
له ما يستحق. ماذا يريد من هذا المشروع؟ نحن الآن أنشأنا مؤسسة وسجلناها مع معالي وزير التضامن الاجتماعي طبقاً للقانون أربعة وثمانين، اسمها مؤسسة مصر الخير ثلاث. خمسات خمسة خمسة خمسة في عين العدو. لسنة ألفين وسبعة فتحنا حساباً في كل البنوك المصرية اسمه مائة مائة مائة مائة. هذا تذهب وتضع فيه إذا كنت تريد صدقة جارية فتضع في ألف، أو إذا كنت تريد زكاة فتضع فيه الزكاة. نوصلها للمستحقين مباشرة. أما الصدقة الجارية فنبني بها أشياء. تفضل مثل
الوقف الذي كان في زماننا، والأموال التي تأتي من هذه الأشياء، إذا جاء منها مال، نخصصه أيضاً للفقراء. خمسة أمور تقوم عليها مصر الخير: الصحة، والتعليم، والبحث العلمي، والحياة الفنية والأدبية والرياضية، والتكافل الاجتماعي المتمثل في الطعام والشراب واللباس ومساعدة الفقراء، وكذلك مبدأها أن نعطي وأن نقضي على ثلاثة أمور منها الأمية. والبطالة والفقر نفسنا كذلك الذي ربنا يوفقنا فيه نقوم بعمله. هذه المؤسسة تعطي السنارة ولا تعطي السمك، نعطيك السنارة لكي تعرف كيف تصطاد، من أجل
كسر البطالة. لكن هناك أناس غير قادرين على الاصطياد، أيديهم مقطوعة، أو معاقون، أو أرملة عجوز، فينبغي أن نعطيهم السمك. هذه المؤسسة هي أم المؤسسات كلها، فتحت صدرها وضمت معها داراً. الأورمان ورسالة وبنك الطعام وبداية والفرقان وسماء والبياء وكل الجمعيات تنشط. عندما تذهب إلى هذه الجمعية تسألها: "ماذا تحتاج ونحن نمولك". مؤسسة مصر الخير التي لديها وقفيات، من يريد أن يوقفها يذهب ويضعها في حساب مائة مائة ألف. من يريد إخراج زكاة يضعها في حساب مائة مائة، وإن شاء الله نحن... نراهن على الشعب المصري، فحتى الآن لم تصلنا أموال من الخارج. نحن نراهن على الشعب المصري بأن مصر فيها خير،
وأننا سنتمكن من تدبير أمورنا هكذا من مصر والمصريين، وسنصنع شيئاً يُظهر وطنيتنا واستمراريتنا. لكننا لن نرفض أي مساعدة تأتينا من الخارج، فإذا جاءت فأهلاً وسهلاً بها، ونحن سوف... يعني عندنا عزة نفس، يعني لسنا متسولين. إذا أردت أن تفعل شيئاً لله فتفضل وافعله، وإن لم تُرد فالله كريم. لقد قررنا أن نبدأ بأفقر الأماكن في مصر وفقاً لإحصاءات البنك الدولي ووزارة الإسكان وما شابه، فوجدناها سوهاج، فبدأنا بسوهاج وكدنا أن ننتهي منها، وهي أفقر منطقة في. سوهاج ماذا؟ البليانة، فبدأنا بالبليانة. نزلنا أعطينا، عملنا لهذا كوشكاً، أعطينا لهذا بقرة، وعملنا لهذا عربة وحماراً يبيع بهما الخضار، وعملنا لهذا كذا. ذهبنا
لإصلاح المستشفى، وذهبنا للاتفاق مع الوزارة كي تنشئ طريقاً. فهناك أشياء لا أستطيع القيام بها، فأحث الوزارات على القيام بها؛ إذ ليس لدينا. الفرق بين الحكومة والمحكومين والدولة والشعب كل واحد أنت مصري وفي عنقك مسؤولية والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جوعان. نهتم بأطفال الشوارع وجدناهم فرصة فبدأنا ندرب الناس ليعرفوا كيفية التعامل معهم. الآن هؤلاء الناس مترددون قليلاً غير راضين أن يأتوا يقولون لك نحن دول. مجرمون، نعم، لا بأس، إنهم مجرمون يحتاجون إلى إعادة تأهيل، فيجب علينا أن نؤهلهم. أريد أن أوضح أن المسألة صعبة، فنحن نتعامل مع مشكلة ضخمة جداً. قضية أطفال الشوارع هذه، الدكتورة نجوى الفوال - أكرمها الله - أعدت
دراسة في معهد البحوث الاجتماعية من مجلدين عن الجوانب النفسية والأسباب وغير ذلك، وهذا كل عملنا. بالعلم نُحضر المختصين في الاستثمار، ونُحضر المختصين في الاجتماع، ونُحضر المختصين في الأموال وجمعها وكيفية جمعها، نُحضر المختصين وهكذا. الأمناء كلهم بأشخاصهم معنا، الوزير علي مصيحي بشخصه، أنا موجود كرئيس للأمناء بشخصي. يعني هذه المسألة ليس لها علاقة بدار الإفك هذه، إنها مؤسسة خيرية مثل التي أنشأها محمد عبده رحمه الله. التي هي الجمعية الخيرية التي ما زالت تعمل حتى اليوم، واليوم وجدت لها إعلانات تفيد بإنشاء مستشفى جديد، نعم هذا ما نريده. نريد مؤسسة مصر الخيرية أن تبقى وتستمر بعد أن نغادر الدنيا، لتكون لنا عملاً صالحاً، ولتبقى
تفيد هذا البلد وتبني فيها ما يتوجب على الحكومة فعله، ونخفف عنها ما نستطيع. نستطيع أن نفعله ونوصل الحاجة إلى الشخص نفسه ونقوم به. هذه مؤسسة مصر الخير، وقد مضى عليها سنة فقط من رمضان الماضي إلى رمضان هذا. الحمد لله، ربنا يكرمنا ونحن نسير في خطوات. بعد أن ننتهي من سوهاج سننهيها في آخر هذه السنة، وسيكون أمامنا بني سويف. هناك مسألة في المؤسسات تتعلق بكيفية التعامل مع المؤسسة. لدينا كيفية التعامل مع مؤسسة مصر الخير في الناحية الأخرى وهي العطاء وليس الأخذ. نحن نريد أن نأخذ لكي نعطي. حسناً، كيف نعطي؟ أولاً، هناك
موقع على الإنترنت يمكنك الدخول إليه وهو موقع مصر الخير، ويخبرك بكل المعلومات وبمن تتصلين وماذا تفعلين، وهناك خط رقم ستة عشر مائة وأربعين يمكنك الاتصال به والتحدث معهم. إلى من أذهب؟ لدينا حالات إلى أين أقدمها؟ وكيف ستُدرَس؟ ومتى ستُنفَّذ؟ ويقول لك: هذا ليس من اختصاصنا، لكن يمكننا أن نحوله لك إلى رسالة موجهة إلى دارٍ تابعة لنا أيضاً، إلى كذا وكذا، أو نحن نقوم به، وهكذا. إذاً، إذا كان هناك نظام ترغبين في معرفته بالتفصيل، فاتصلي على الرقم ستة عشر مائة وأربعين، تفضلي. ستة عشر مائة وأربعين، ستة عشر مائة وأربعين، هذا ليس إنترنت، هذا ليس إنترنت، هذا هاتف. اتصل وقل لي
السؤال، أنا لدي أشخاص يريدون الاتصال بكم مباشرة. ألا تستطيع أن تقول لهم أن يتصلوا بستة عشر مائة وأربعين؟ إنها سهلة ويقول لك: "ألو، ستة عشر مائة وأربعين، أنا هنا عبد الكريم وأريد..." مساعدة طيب، أقدم طلباً كذا أو أفعل كذا أو أصنع كذا بالنظام، لكن تفضلي عند الله. إن السيئة لا تُورَث هكذا لأنه لا تزل وزلة الوزراء، لكن الخير يبقى في أولاده. هذا ليس من عندنا، ليس من الأزهر هذا. نعم، نريد مئة مليون جنيه، أعطهم
لي وأنا أراك هكذا ثرياً. وغني مائة مليون جنيه، أربعين مليون قارب. أما أنا، فمستعد. أعطوني فقط مائة مليون جنيه، أربعين مليوناً للسنة الأولى، ثلاثين للسنة الثانية، وثلاثين للسنة الثالثة، ثم تقوم المحطة بنفسها. فنحن نريد مائة مليون، وأي واحد من الكرماء، وعلى رأسهم حضرتك، إذا كان لديه المائة مليون، فليأتِ بها لي. ومن فضله، بالطبع يجب أن أعمل حساباً. الثلاث سنوات معاً، أما دار الإفتاء فميزانيتها كلها ثمانية ملايين معلنة في البداية. من أين أجلب بقية المئة مليون؟ أحضرهم يا عزيزي، فكل واحدة لها طلب وتحتاج إلى أموال لأنها تجلب أموالاً أيضاً من الإعلانات. أحضر لي أنت فقط مئة مليون وأنا من جانبك. تفضل، نعم،
هل عليهم واجب في... إنشاء مقررات دراسية للأزهر أو البراءة أو واجب نحو القسم المُنْضَمِّين إليه، هم عليهم واجبات كثيرة في الحقيقة. هيا تفضل، جعلنا المتطلب ستة شهرية وليس بعد منتصف الفصل الدراسي، لا يحدث شيء نجعله شهرياً. لأجل الفقير غير الرشيد فنُعطيه هذا لأجل الرشادة، يعني أنا مثلاً أفرض زكاة اثني عشر ألفاً فأبحث عن عائلة لأعطيها إياها. شهرية ألف جنيه، الألف يذهبون في التعليم وفي العلاج وفي الأكل والشرب والملابس وهكذا. لو أعطيته الاثني عشر ألف جنيه سيذهب ليشتري لنفسه تلفازاً وفيديو. وبعد ذلك عندما يجد الجهاز في يده هكذا وهو جالس على الشاطئ، سيريد فيديو. يا رجل، الفيديو وغيره، سيريد فيديو فيُحضر الفيديو
ويفعل هكذا، والأطفال تعيش في ضيق. في هذه الشهرية يقول الإمام الشافعي إنها شيء جيد. فطوال حياة الفقير - يا إخواننا - وهو عطشان، له حق، والذين حوله يبهرون عينيه، فيأتي وليست لديه الرشادة، وهو غير معتاد على أن يكون بين يديه اثنا عشر ألفاً، هذه الجنة، فأنا أعطيه ألفاً ليعرف اليوم [قيمة ما أخذ]. لدينا كسوة الأطفال اليوم في رمضان، اليوم دخول المدارس، اليوم كذا، نعم نحتفظ بها معك، فيكون إذا هذه الشهرية من الدين، حسناً. ثلاثة أسئلة، هذا واحد، حاضر، وهذا اثنان، تفضلي. أنا لا أراكِ لأن هناك ضوءاً، أنا لا أراكِ، حسناً، تعال، تفضل، مرحباً بحضرتك. لا، واحدة واحدة، الرجال قوامون على النساء. لكن ابقَ واقفاً حتى لا ننساك، يعني ثلاث
دقائق. مرحباً، حضرتك من ساكني أكتوبر؟ أتمنى السنة القادمة أن تكون بطاقتك قد تغيرت من ساكني ستة أكتوبر. أصبحت عشرة مائة من بياناته. نعم، لكن بطاقتي تغيرت لأنني في ستة أكتوبر منذ سنتين، وبعد ذلك البطاقة متغيرة، وغير ذلك هناك غرب. نعم، أنا أفهمك حضرتك. أنا متابع أحضرت لحضرتك - نعم نحن نفهمك. أنا متابع أحضرت لحضرتك. نعم نحن متابعون. ليست وظيفتي أنا، لا يوجد إلا أنني أنقل ما قرأته عن سيدنا النبي، فإذا أردت أن تشكرني فصلِّ على سيدك فقط، لكنني لن أذكر شيئاً من عندي لأجل ذلك. أجعل الدين جميلًا للناس. إنني أخبرك بما قاله سيدنا النبي، فهل تنتبه إلى ما أقول؟ هذه هي
القصة. فإذا كنتم تريدون أن تشكروا، فاشكروا ربكم الذي جعلكم في حنيفية سمحاء. "إنما بُعِثتُ بالحنيفية السمحاء". انظر إلى هذه الكلمة "سمحاء". "يسِّروا ولا تُعسِّروا، وبشِّروا ولا تُنفِّروا". قل لي، مَن الذي قال هذا الكلام؟ أبي هو الذي قال هكذا سيدنا وهكذا شكرًا لك نعم وعليكم السلام يا هذه فوائد البنوك التي لن نأخذها نعم افعلي بها أي شيء هات فضل غيره غيره أبو حنيفة
يقول أخرجها نقودًا خلاص أخرجها أبو حنيفة الإمام الأعظم الذي قال فيه الشافعي الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة حسناً، قل له: أخص أخص أخص أخص، هكذا فقط. أي شخص يقول لك هكذا، قل له هكذا: أخص أخص أخص، واجعل عينك تدمع له هكذا. ماذا ستقول له؟ أخص أخص أخص أخص. اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار واجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً. مِن بعدِه متفرقاً معصوماً ولا تجعل فينا شقياً ولا محروماً، اللهم
آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار، يا عفو يا غفار، أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة. اللهمَّ اشفِ مرضانا وارحم موتانا واغفر لحيِّنا وميِّتنا وحاضرنا وغائبنا ورُدَّ غائبنا علينا يا ربَّ العالمين. اللهمَّ رُدَّ غائبنا علينا يا ربَّ العالمين. اللهمَّ حرِّر لنا القدس وردَّها علينا ردًّا جميلًا فإنه لا حول ولا قوة إلا بك. اللهمَّ يا ربَّ العالمين نوِّر قلوبنا واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسِّر أمورنا المستقبلية. وارزقنا رزقاً واسعاً وعلماً نافعاً وقلباً خاشعاً وعيناً من خشية الله دامعة ونفساً قانعة وشفاءً من كل داء. اللهم اهدنا في من هديت وعافنا في
من عافيت وتولنا في من توليت وبارك لنا فيما أعطيت واحشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها. أبدا ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب، واجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همنا وحزننا ونور أبصارنا وصدورنا، واجعله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا، علمنا منه ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. اللهم انصر المظلومين وفك كرب المكروبين وسدد دينا عن المدينين، اللهم يا رب. رب العالمين هب مسيئنا لمحسننا واغفر لنا جملة واحدة في هذا الجمع المبارك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعلنا في نظرك يا كريم. اللهم يا رب العالمين اغفر لنا ما كان من عمل. اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وذكرنا ودعاءنا واغفر لنا ذنوبنا يا
رب العالمين. اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم. إنكَ أنتَ الأعزُ الأكرمُ، حالُنا لا يخفى عليكَ، وعلمُ كُلِّنا بيديكَ، فاغفر لنا على قصورنا وتقصيرنا يا أرحمَ الراحمين، واجمعنا على الخير في الدنيا والآخرة، وأحينا مسلمين، وأمتنا مسلمين غير خزايا ولا مفتونين. اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا محمد في الأولين، وصلِّ وسلِّم على سيدنا محمد في الآخرين، وصلِّ وسلِّم. على سيدنا محمد في كل وقت وحين صل وسلم على سيدنا محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار وأتباعه الأبرار يا رب العالمين