الدرس التاسع عشر | شرح متن الزبد | الفقه الشافعي | أركان الصلاة |أ.د. علي جمعة

الدرس التاسع عشر | شرح متن الزبد | الفقه الشافعي | أركان الصلاة |أ.د. علي جمعة - شرح متن الزبد, فقه
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على سيدنا رسولِ اللهِ وآلهِ وصحبهِ ومن والاهُ. إذا فاتَ الإنسانَ شيءٌ من الفرائضِ وكانَ أقلَ من خمسِ صلواتٍ فإنه لا يشترطُ فيها الترتيبُ، فإذا زادتْ عن الصلواتِ الخمسِ كأنْ تركَ أيامًا أو شهورًا أو سنينَ لعارضٍ أو لغيرِ عارضٍ فإنه تكونُ في ذمته قضاء هذه الأيام مرتبة، فقال: "وفائت النفل المؤقت أندب قضاؤه، لا فائت ذا سبب، والفور والترتيب فيما فات أولى لمن لم يخش في فوات، وجاز تأخير مقدم أدى". يعني في الأداء الظهر مقدمة على العصر، فأنا لما صليت الفرائض صليت الظهر
وما معها. الظهر قوم، يجوز أن أنا... آخر صلاة الظهر إلى العصر وصلى في العصر الظهر في العصر، ولم يجز لمن يؤخر ابتداءً. لا يصح أن أصلي العصر ابتداءً هكذا يعني مكان الظهر، ويخرج النوعان جمعًا من قضاء، وسواء كان النفل أو الفرض فإنه يخرج النوعان إذا فات الوقت. فات وقت الظهر، فات وقت العصر، فات ما... وقتُ الشرعِ حينما فُرِضَ، يكونُ الأداءُ هوَ في الوقتِ، وخارجَ الوقتِ يكونُ قضاءً. ثمَّ الجلوسُ جائزٌ في النفلِ لغيرِ عذرٍ. أنا ليسَ لديَّ عذرٌ، ولكنْ يُمكنني أنْ أُصلّي صلاةَ النفلِ وأنا جالسٌ. القيامُ ركنٌ منْ أركانِ الصلاةِ في الصلاةِ الفريضةِ، أمّا الصلاةُ النافلةُ فيجوزُ لنا دائماً أنْ نجلسَ ولو.
من غير عذر وهو نصف الفضل، لكن سأحصل على نصف الثواب عندما تجلس وأنت قادر على القيام، ستحصل على نصف الثواب. أما إذا لم تكن قادراً على القيام وتصلي الفريضة وأنت جالس، فستحصل على الثواب كله. أركانها ثلاثة عشر، ثلاثة عشر ركناً في الصلاة، النية أول. حاجة النية في الفرض قصد الفعل والفرضية النية في صلاة الفرض أنك تقصد صلاة الظهر التي هي فرض عليك. هل هناك صلاة ظهر ليست فرضاً عليّ؟ نعم، الظهر المعادة في جماعة. فأنت صليت، وبعد ذلك ذهبت إلى المسجد فوجدتهم ما زالوا يصلون، فتصلي معهم صلاة الظهر أيضاً، لكن هذه نافلة. لأنك مصلٍ تؤدي ما عليك، فأنت في النية ستحدد ما إذا كانت هذه صلاة الظهر
أم العصر، وستحدد إذا كانت فريضة أم ليست فريضة أم نافلة. التعيين واجب مع الصلاة المفروضة، أما ذات السبب والوقت فالقصد والتعيين واجب. إذن إذا أخطأت في الكلام وقلت: "نويت أصلي صلاة العصر" وأنت تقصد بقلبك صلاة الظهر. تُعقد صلاة الظهر ولا عبرة بالخطأ الذي في اللسان. لكن افترض أنك في قلبك تنوي صلاة العصر وهي صلاة الظهر والعصر لم يحن وقته بعد، فلا تصح صلاتك وتكون باطلة لأن النية اختلت. وكذلك لو قلت: نويت أن أصلي صلاة الفجر حاضراً أداءً هكذا، وكانت الشمس قد طلعت بالفعل، فإن صلاتك تكون قضاءً وليست أداءً. لا يهم شيء. الله تعالى يكون إذا تعيين الأداء والقضاء ليس
واجباً، وإنما تعيين ما هو الواجب هو أنك تصلي أي صلاة: فرضاً أم نفلاً، ظهراً أم عصراً، هذا هو الواجب. أما القضاء والأداء فهذا ليس واجباً. ولكن افترض أنك تعلم أن الشمس قد طلعت وعامداً متعمداً ذهبت قائلاً "حاضر" في قلبك هكذا أنه حاضر. تكون متلاعباً وبطلت الصلاة، إننا نقول لماذا تجهل؟ عندما كنت غير منتبه أن الشمس قد طلعت، وبعد ذلك تبين أنها طلعت، هل انتبهت إلى أنها طلعت؟ وكلمة "جبنة" وضعناها في "جبنة" هكذا، يعني سموها تورية وجناس. أركانها ثلاثة عشر: النية في الفرض، قصد الفعل والفرضية، وجوب مع التعيين. أما ذو سبب والوقت فالقصد وتعيين وجب كالوتر، أما مطلق من نفلها
ففيه تكفي نية لفعلها. عندما يكون لديك عبادة لها وقت محدد مثل الوتر، فالوتر ما بين العشاء إلى الفجر، فيجب أن تنوي الوقت الخاص بها. لكن إذا كانت العبادة مطلقة، فهذا الإطلاق يكفي فيه النية بأنك تريد أن تصلي ركعتين. لله دون إضافة ذي الجلال، هل ينبغي أن أقول: نويت أن أصلي صلاة الظهر لله رب العالمين، أم ليس ضرورياً قول "لله"؟ قال: لا، ليس ضرورياً. ليس ضرورياً أن تقول: نويت أن أصلي الظهر، لأنه معروف أنها لله. وعدد الركعات، هل أقول: نويت أن أصلي أربع ركعات ظهراً لله؟ ليست ضرورية "أربع ركعات" هذه واستقبال. مستقبلاً القبلة ليس ضرورياً، مستقبلاً القبلة، خلاص انتهت العملية الأولى هذه التي هي النية، وهي شيء سهل
جداً، تنوي الظهر وتنوي أنه فرض وليس نافلة. يعني الركن الثاني، نحن قلنا كم ركناً؟ ثلاثة عشر، ذكرنا منهم واحداً. رقم اثنين: قيام القادر على القيام، إذا كنت قادراً على القيام فيجب عليك. تقوم إلا إذا كان هناك عجز أو حادثة أو ما شابه ذلك أو عدم قدرة على القيام، فنجلس. لكن القادر على القيام واجب عليه أن يقوم. إذا كنت قادراً على القيام وجلست، فصلاتي باطلة. النهي الفردي والنافلة تأخذ نصف الدرجة، نصف الدرجة أي خمسين في المائة، ويُخصم مني خمسين في المائة دائماً. المائة، لكن إذا كنت غير قادر، يجوز الفرض. قادر يعني لا بد أنه ركن من الأركان. الركن معناه أنه لا يتحقق الشيء إلا
به. يقول لك: جزء الشيء الداخل في حقيقته المحقق لهويته. يعني ماذا؟ يعني لا يمكن أن يكون من غيره. في البلد هكذا، إذا تركت النية، فلا توجد صلاة. إذا تركت القيام، فلا... إذا لم تكن هناك صلاة، فإن كلمة "ركن" تعني أنني إذا تركته لن تصح الصلاة أصلاً، ولا تسمى صلاة بل تسمى أي شيء آخر. إذاً هل القيام ركن أم لا؟ الركن الثاني هو القيام لمن يستطيعه. يقول: افترض أن شخصاً قادر ولكن لديه مشقة، هذه المشقة تمنعه من الاستمرار. في القيام يعني سيقوم هكذا وبعد ذلك، وخلال فترة قراءته للفاتحة قد يُغمى عليه. هل تحامل على نفسه أم لا؟ هل تمنعه [حالته] من الاستمرار في
القيام؟ فإذا كانت تمنعه فليجلس، وإذا كانت لا تمنعه فلا بد أن يقوم، لكن بعد الصلاة إذا ظهر وجعه فلا عليه، فقد تحمّل وانتهى. وثالثاً: تكبيرة الإحرام رقم ثلاثة، ماذا؟ الله. أكبر موافقة للنية ولو معرفاً عن التنكير موافقة للنية، ماذا يعني ذلك؟ يعني أن النية في قلبك والله أكبر في لسانك. كيف ذلك؟ عندما نقول: نويت أصلي، قال: لا، هذه ليست النية، بل "نويت أصلي" هذا استحضار للنية بلسانك، إنه استحضار للنية. النية في قلبك، في قلبك أنني أصلي. الله أكبر والنية في قلبك، لكن الذي قبل ذلك "الله أكبر، نويت، وصلِّ، وكذا"، ما هذا؟ هذا استحضار للنية. ولذلك لم ترد، لكن العلماء قالوا لا يوجد مانع لكي تستحضر النية، حتى لا تكون غافلاً
ولا يحدث شيء. إنها لم ترد وليست بدعة، مثل السلام عندما نسلم على... ذهبنا لنقول حَرَماً جمعاً ما رددتُ أيضاً وليست بدعة أدعو لأخي وأسلم عليه، ما المشكلة في ذلك؟ صحيح، ولو معرفة عن التنكير "الله الأكبر"، نحن نقول "الله أكبر". لا، وشخص تمسك بها وقال لي: هل "الله الأكبر" صحيحة أم غير صحيحة؟ قال: لا مانع، صلاته لم تبطل. لا تذهبوا إلى المساجد وتأتوا في الإمامة وتقولوا الله الأكبر. ما الذي تفعله هكذا؟ يقول لك: الشيخ علي قال. لا، هذا خطأ. نحن نقول: ربما لو أن شخصاً فعل ذلك، لن نُبطل صلاته. هناك فرق بين "لن نُبطل صلاته" وبين "افعلوها". ومن أين يأتي هذا؟ من قوله "ولو". يعني هناك أناس... قالتْ العذابَ، قالَ وَلَوْ، هناك
أناسٌ قالوا إنه لا يصحُّ، والمصنِّف يرى أنه يصح. لماذا تُقحم نفسك في هذه المسألة الدقيقة؟ وقارِن النية بالتكبير الذي ذكرناه. هذا كله موجود حتماً ومختار الإمام والنووي وحجة الإسلام. النية مقارنة للتكبير، كل هذا في مختار الإمام الجويني والنووي والغزالي الذي... يكفي كما قال حجة الإسلام الغزالي والإمام الجويني والإمام النووي أن يكون قلب الفاعل مستحضراً للنية غير غافل. يكفي هذا حتى لا تصاب بالوسوسة وتتساءل في كل لحظة: هل نويت أم لم أنوِ؟ هل ظهرت النية أم لم تظهر؟ هل يجب أن أعيد؟ هل أخرج من الصلاة؟ لا، الأمر سهل. هكذا جيدة، هكذا يكفي أن يكون قلب الفاعل مستحضراً للنية غير غافل. حسناً،
الإمام النووي حجة الإسلام يقول لك أن النية يجب أن تشمل ماذا؟ كل التكبير في جميعه حتماً. واختيار الإمام النووي وحجة الإسلام يكفي بأن يكون قلب الفاعل مستحضراً للنية غير غافل، فيكون في جميعه حتماً. هذا ليس رأيهم واختيارهم. الإمام والجماعة هؤلاء يرون أنه يكفي أن يكون قلب الفاعل مستحضراً للنية غير غافل. هذه مسألة يقولون فيها إن توزيع النية على أركان الصلاة، يعني عندما تنوي، ماذا تنوي؟ هل تنوي بالجملة أم تنوي بالتفصيل؟ ماذا تنوي؟ هل تنوي أن تتخيل في ذهنك الركعة الأولى والركعة الثانية والركعة الثالثة والركعة الرابعة وهكذا؟ ولا يكفي أنك تدخل أنك تصلي الظهر متتابعاً هكذا، فالإمام والنووي وحجة الإسلام قالوا يكفي
صلاة الظهر، وهذا ما نسير عليه. ولماذا؟ لكي لا تدخل الوسوسة. ثم ينحني لعجزه عن الانتصاب. ومن لم يستطع الوقوف فليجلس كيفما يشاء. وإذا لم يستطع القيام هكذا فلينحنِ إذا كان قادراً على الانحناء. إذا لم يستطع أن ينتصب قام بالانحناء، وإذا لم يستطع أيضاً أن ينحني فليجلس كيفما يشاء، فليجلس على كرسي أو متربعاً، وإذا كان عاجزاً عن الجلوس صلّى على جنبه، وإذا لم يستطع الجلوس يصلي على جنبه، والجانب الأيمن أولى، حيث إن النوم على الجانب الأيمن أفضل من الجانب الأيسر، وإذا لم يستطع ذلك... اليمين يكون الشمال غير قادر على النوم على جنبه، ثم يصلي العاجز على ظهره. العاجز عن أن ينام على يمينه أو شماله يصلي على
ظهره وبالركوع والسجود، أو يومئ بالركوع والسجود هكذا بفمه، هكذا برأسه. وإن عجز فبالأجفان، إذا لم يستطع أن يحرك رأسه هكذا لوجود شيء في رقبته منعه، يفعل ذلك بعينيه. أصبح يركع بعينيه ويسجد بعينيه بسبب العجز، فيُجري القلب بالأركان. حسناً، افترض أنه غير قادر على تحريك عينيه، فيُجري الأركان على قلبه، يتخيل أنه راكع الآن، ثم قام، انتهى، سجد، قام من السجود، الله! هكذا تكون الصلاة، أصبحت ليس لها حل. هذه فريضة مُلزِمة، لا يوجد شيء اسمه متعب ومُتضايق ومُتضجر ومريض وما شابه ذلك. وهو متعلق في القسطرة ورِجله في الجبس ولا يعرف ماذا يفعل وكله مُجبّس وكل
ذلك مع أنه ما زال يصلي. لم يستطع أن يحرك عينيه هكذا ويوجهها إلى قلبه، فيصبح الأمر بلا حل. حسنًا، إذا كانت الصلاة شأنها هكذا، فحالك سيئة أيها الذي لا تصلي. إنه أمر غريب، فهذا ليس... راضٍ أبداً يقول لك خلاص عفا الله عما سلف، اعمل فدية مثل الصيام مثل الحج، ما معي، ما ألزمني، لا هذا لازم لازم لازم لازم حتى وصلت إلى القلب، فهذا يبين لك ما هي القضية، ولا يجوز تركها لمن عقل مادام عاقل، لا يجوزها، فيكون الذي لا يصلي ماذا؟ مجنون. لكي يدخل الجنة فقط، لأنه لو كان عاقلاً فسيدخل ماذا؟ سيدخل النار، ولا يجوز تركها لمن عقل. يعني الذي لا يصلي أولى أن يدعي الجنون، لكنه لو ادعى الجنون علينا نحن، سيدعيها إلى ربنا، وهذا لن
ينفع يا إخواننا. ولا يجوز تركها لمن عقل، مقفولة. الصلاة عماد الدين، الفرق الذي بيننا وبينهم. الصلاة فمن تركها فقد كفر، ولذلك عندما ينتقد الناس الإسلام أو ينتقدون الصحابة الكرام والسلف الصالح، أو يعتدون على مقام النبوة، نذهب للبحث هل هم يصلون قبل أن نتكلم، أي هل أنتم تصلون؟ فيقولون لنا: لا، نحن لا نصلي. حسناً، انتهى الأمر، فالعينة واضحة، وكما يقال: ما على وجهك يبول يا مضغ اللبان، وبعد عجز. أن يفعل شيئاً إذا استطاع بعد هذا العجز أن يحضر الشيء الذي تركه فيجب عليه أن يأتي به، وبعد ذلك يبدأ في الأركان الأخرى، والله تعالى أعلى وأعلم.