الدرس الثامن والأربعون | شرح متن الزبد | الفقه الشافعي | باب الإقرار | أ.د. علي جمعة

ما إنه إنقاذ عن الإقرار لا تقل كاذبا يا عزيزي ما أنت لم تتعرف بعد منذ قليل ستعترف أم لا يقولون هكذا لماذا؟ لأن الإقرار كان في حق الله فالإقرار معناه الاعتراف اعترف بشيء لو كان هذا الشيء في حق الله طيب ما هو حق الله الحق المجتمع ما حق المجتمع الذي نتحدث عنه الآن هو حق الله أي شيء يرجع إلى التربية تربية هذا الشخص نفسه ولكنه لا يرجع إلى شخص معين ولكن المجتمع يأبى أن يصدر منه هذا الفعل فيقول له انتبه ألا يصدر منك هذا الفعل حتى لا تشيع الفاحشة في الناس والخطيئة في الناس أما إذا كان متعلقا بأحد الأشخاص فلا يجوز الرجوع، فالإقرار الذي هو في حق الأشخاص لا
يرجع فيه، فلو أقر أن عليه دينا لفلان ألف جنيه ثم رجع بعد قليل قائلا: لا هذا أنا تذكرت، هذا ليس له شيء، فلا يجوز ذلك، فقد ثبت في ذمته أمام حضرة لماذا؟ لأنه حق تعلق بشخص معين، فأنا لم أضيع هذا الشخص. الله غفور رحيم، لكن الشخص ليس غفورا رحيما. إذا تنازل الشخص عن ألف جنيه، فهو حر، فيكون بذلك يتخلق بأخلاق الله، عفا وصفح، وهذا ما نسميه الصلح. ولذلك يجب أن يكون الإقرار صادرا من ذي أهلية، أن يكون عاقلا. أن يكون بالغا أن يكون غير مكره فلو صدر الإقرار من مجنون أو من صبي صغير يخطئ ولا
يقدر عواقب الأمور أو من شخص مكره أكره على هذا الإقرار أحد هدده وقال له إن لم تعترف سأحرقك بالنار فخاف فأقر يكون الإقرار باطلا لا بد أن يكون قاصدا عالما مختارا لكي يكون الإنسان مكلفا لا بد أن يكون لديه عقل، ولا بد أن تكون لديه إرادة حرة. والإرادة الحرة تعني ألا يسيطر عليها أحد وألا يؤثر فيها أحد بشيء. ويضاف إلى هذا أنه إذا تعلقت الأمور بالمال فلا بد من الرشد. والرشد عند أبي حنيفة إحدى وعشرون سنة. والذي أخذنا به في مصر هنا في القانون إذا كان الشخص أقل من واحد وعشرين سنة لا يستطيع أن يصرف شيكا، يذهب إلى البنك وهو في السابعة عشرة من عمره ومعه بطاقة فيقول له خذ اصرف، فيقول له لا هذا أنت لست
في الواحدة والعشرين من العمر، الرشد يبدأ من إنه لا، هذا هو الرشد عند غير أبي حنيفة، نرى ونختبره هل يعرف أن يتاجر أم لا، هل يعرف أن يحافظ على المال أم لا، ما دام وصل إلى حد المحافظة على المال فهو رشيد، إذن نحن ماضون على واحد وعشرين حتى يحلها الله، لا يجري شيء، لا يوجد شيء الإقرار وإن لم يصح مع التكليف، الإقرار يجب أن يصدر من مكلف، فلو كان مجنونا أو إرادته ليست حرة بالإكراه أو لم يكن قاصدا أو غافلا أو نائما أو هو في العملية الجراحية وهو تحت التخدير قال عرضا فلان يا إخواني له عندي ألف جنيه، لا يعد إقرارا بالرغم من ربما عقله الباطن الذي فيه الصحة هذا أن يشتغل ولكنه لا
يعود لازما أن يكون شيئا في حالة الصحة لا يكون غافلا طوعا ما ليس فيه إكراه يبقى في تكليف بوجود العقل وجود كذلك والطوع ولو في مرض المخوف الواحد لما يقول المخوف يعني ماذا المرض المخوف هو مرض الموت هذا ما شكله؟ قالوا إنه يتصل بالموت يعني دخل العناية المركزة وبقي فيها حتى مات، لكن لو دخل العناية المركزة يومين أو ثلاثة وخرج ونزل إلى العمل وبعد يومين أو ثلاثة مات فلا يكون هذا مرضا مخوفا، المرض المخوف هو المرض الذي يخشى منه الموت ومرض الموت معناه المرض يبقى متصلا به في تصرفات المريض المتصلة بالموت هذه عند الفقهاء يضعون عليها
بعض علامات الاستفهام لأن الإنسان لا يكون في حالته المتزنة ولذلك لو طلق زوجته قائلا ما انتهت خدمتي وهذه الزوجة ليست أم أولاده وخائف أن يذهب الميراث إليها فطلقها في المرض المخوف الذي هو مرض الموت نلغي الطلاق هذا ونجعلها ترث لأن من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه ونقول له لا هذا أنت رجل يبدو أنك خرفت من أثر المرض وأنت بهذا تظلم زوجتك التي خدمتك وبقيت معك يجب أن يذهب ثمنها إلى الأولاد فالمرض المخيف نتوقف عن هذا افترض أنه جاء وخاف من الله قال والله إنني أريد أن أذهب إلى ربي سليما ولذلك الثلاثة أو الأربعة ملايين التي جمعتها تصدقت بها جميعا للجمعية
الخيرية الفلانية، قم فلنكف عن هذا التصرف ونقول له لا، هذا نابع من رهبة الموت وأنت بهذا ستخرب بيت الورثة، أي سيذهب ليموت وليس معهم شيء، مسكين، فلا تسلب منه هذا إذا كان التصرف في المال والتصرف في كذا إلى آخره يصبح عملية محدودة فيها إلا الإقرار، انظر الآن إلى الفرق، جاء وقال يا إخواننا إن علي مائة ألف جنيه لفلان، أو بالمناسبة يا إخواننا القضية التي رفعناها على فلان أنا الظالم فيها، إنه يخاف من الله الآن هو عندما يقترب الموت من الإنسان أيضا يقلب في دفاتره فهو الذي له حق وأين دليله أم تنازله أم كذا إقرار يقبل
الإقرار فتبقى التصرفات الإيجابية هذه لا تقبل منه لكن الإقرار يقبل منه لماذا من المنطقي أن الرجل هذا خائف ومن خوفه بدأ يقول الحق فكلام فيه منطق والرشد بالمال يعني لو كانت المسألة متعلقة بالمال لا بد أن يكون راشدا وقلنا الراشد سنقلد أبا حنيفة واحدا وعشرين سنة وصح الاستثناء بالاتصال عندما يقول يا إخواننا هذا له عليه ألف إلا مائة تماما كما كنا في الفلاحين قديما نعمل هكذا نقول هكذا نقول العشرات ونخصم منه يقول لك عشرة أي تسعة، فهذا الاستثناء مقبول أم غير مقبول بحيث أقول لك ألف وبعد ذلك يقول إلا مائة
فأقول له أنت تراجعت هكذا في مائة من الألف الذي أقررت به؟ لا، لأن اللغة تحتمل هذا، اللغة فيها هكذا فأهلا وسهلا وأيهما، فالاستثناء المتصل هو الذي نأخذ به، أما المنفصل بأن يقول له عليه ألف ثم في اليوم التالي يقول على فكرة إلا مائة لا يجوز والمتصل والمنفصل هذا مقداره كم قالوا العرف أن يكون في مجلس واحد هكذا ولا يفصل بينهما زمن لكن لو مثلا قال يا إخواننا هذا له علي ألف إلا مائة حسنا فيبقى متصلا أيضا لأن هذا السعال عارض مقبول ولكن يقول ألف وبعد أن
نناقش ونعمل يقول مائة فقط وبعد نصف ساعة لا ففي عطاس التوبة سعال أنف أصابته زغطة لا بأس عليه نعم تقول ماذا اشرب يا سيدي حاضر يا سلام يجب أن يعلمه الشيخ ليس أبدا يقول لك أنت ناقص الشريعة حاضرة، زغاريد شريعة كلها تتعلق بهذا الأمر، بكاء وبكاء، ما هو شيء يجعل الإنسان يبكي، وانتبه جيدا إلى حقنا، أليس الرجوع مقبولا؟ الرجوع غير مقبول بشأن حقنا، نحن بني البشر، فلن يقبل أبدا الرجوع في حضرة القاضي، بل حق ربي، فالرجوع أفضل، وأحدهم اعترف على نفسه وقال أنا سرقت كان
سيدنا عثمان عندما يأتيه رجل مسكين في سرقة يقول له أسرقت قل لا انتبه من الرحمة حتى لا يقطع يده فيقول له قل لا فيقول أحدهم إن الله هذا يقول له اكذب اسكت يا أبا اسكت فأنت لا تفهم شيئا على الإطلاق إن الحدود لكي تخيف الناس إنها تسرق وليست الحدود مصنوعة لكي نؤكد أننا ننتقم من هذا الإثم، هذا الإثم نفتح له التوبة ونعطيه فرصة ثانية. هكذا فعل أبو بكر وعمر وعثمان لأنهم فاهمون للدين. يأتي أحدهم ليقول لك والله يعني سنكذب ونخدع لك الولد هكذا، الولد من هؤلاء الإخوة هؤلاء ابتلوه. فلا لن نكذب وعندما قال لا قال شيئا فعل شيئا قال لا أسرقك قال
لا يقول يا إخواننا ما هو يقول لا هو مع السلامة امض طبعا الموقف الخاص بأنه داخل وستقطع يده يكفيه أن يتوب إلى الله أيا كانت البشر بسيطة هكذا ادرءوا الحدود بالشبهات لكن انظر يقول ماذا بحق ربي فالرجوع أفضل، هذا الرجوع أستكذب هكذا؟ قال نعم أفضل أن يقام عليك الحد وتدخل نفسك في إطار آخر تماما، ربنا لا يقصد هذا جعله لأجل شيء آخر تماما، يا كف يا ذا الأذنين هذه تمضي وهذه وانتبه فإن لم يكن كذلك حسنا، والشافعي قال إن الكذب أحسن، فهو يقول إنه أفضل،
فالرجوع أفضل. افهم دينك واترك العنترة، وهذه العنترة من مجهول. أقر سابقا في إقرار النسب: واحدة أنجبت واحدة اسمها فاطمة، أنجبت واحدة اسمها زينب من زواج صحيح، كانت متزوجة، من محمد. حسنا، محمد أخذ نصيبه وطلقها ومضى، لا تعرف. له عنوان أم تعرفين له أصلا من فصيلة من بلد من أي شيء، الرجل تزوجها على سنة الله ورسوله وأنجب منها وطلقها ومضى بعد عشرين سنة، كلما يقولون لفاطمة من أبوك تقول والله لا أعرف، التي زينب يا فاطمة لكن الرجل الذي تزوجك هذا فما اسمه أيضا تقول لقد كنت أدري وكان
عقلي مسجلا بهذا الشكل فهذا ما يسمونه مجهول النسب، عمك محمد جاء بعد الفترة الطويلة وعاد فوجد الفتاة زينب فقال لها: لا إله إلا الله يا فتاة ما اسم أمك؟ فقالت له: فاطمة. قال لها: خمسة شارع محمد عبده خلف الأزهر؟ قالت له: نعم، الطابق الثالث. تعرفنا لا يا ابنتي هذا أبوك لماذا الفتاة خلقت الناطق فاطمة فتذكر شيء الزمان الماضي فسأل فوجد صحيحا هكذا ذهب إلى فاطمة قالت له أين كنت يا متعوذ عشرين سنة فاستدرك الفتاة استدرك الفتاة اعترف بأنه أبوها يجوز ومن مجهول أقر قبل بيانه بكل ما يقول فاللهم اغفر لنا ذنوبنا اغفر
لنا سيئاتنا واشرح صدورنا وعلمنا العلم النافع وثبتنا على الحق وانصرنا به يا أرحم الراحمين، وصل اللهم على سيدنا