الدرس الثامن والعشرون | شرح متن الزبد | الفقه الشافعي |صلاة المسافر | أ.د. علي جمعة

الدرس الثامن والعشرون | شرح متن الزبد | الفقه الشافعي |صلاة المسافر | أ.د. علي جمعة - شرح متن الزبد, فقه
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قال: باب صلاة المسافر. متى يكون مسافراً؟ عندما يتوجه إلى البلد التي بيني وبينها خمسة وثمانون كيلومتراً فأكثر. يكون من هنا إلى طنطا، من هنا إلى طنطا تسعون كيلومتراً، فهذا جيد ومقبول. حسناً، إذا كانت المسافة من هنا إلى بنها ستة وأربعين كيلو متراً، فهذا يُعتبر سفراً، وإذا ذهب المرء من هنا إلى طوخ، فهذا أيضاً يُعتبر سفراً. فقد كان الشيخ بخيت المطيعي جالساً ذات مرة عند الأزهر، فجاءه أناس يقولون له: "بإذنك سنسافر" من المشايخ، فسألهم: "إلى أين
أنت ذاهب؟"، فأجابه قال له: "وأنت؟" فأجابه: "لطوخ". كان الشيخ ظريفاً يحب أن يمزح هكذا. كان مفتي الديار، فقال الثلاثة: "لطوخ". الثلاثة قالوا: "لطوخ". قالوا له: "نعم يا مولانا، مزاح المشايخ هكذا جميل، يعني بشكل عابر هكذا". طبعاً الأطفال الأجانب هؤلاء لا يفهمون ما نقوله. "أتفهم؟" "لا، لا أفهم". كلمة "لطخ" شتيمة. هل انتبهت؟ وهناك بلدة اسمها طوخ وسافر إلى طوخ، فقال الثلاثة لطوخ لمدينة طوخ يعني، فحدثت في الحال المفارقة الصوتية لطوخ: ما جمع لطخ؟ فأصبح هناك
مفارقة جعلت الناس تضحك. هل فهمت شيئاً؟ حسناً، اكتبها عندك. واللطخ هو الغبي. طيب، أين المصروف؟ أليس هنا؟ المصروف ليس هنا. ها هو، اكتب أنت تحب أن تكتب هذه الأشياء الثلاثة لطوخ الشيخ بخيت المطيعي. نرويها بالسند عن الشيخ بخيت المطيعي، حدثنا الشيخ أحمد مرسي النقشبندي الذي كان حاضراً هذه الحادثة، يرويها عن الشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار. حسناً، هيا. الآن أنت تروي هكذا: إذا كان المسافر لا بد أن يكون على بعد لا تصلح
مسافة أقل من خمسة وثمانين كيلومتراً للسفر، فلا تكون مسافراً بل تكون ذاهباً وعائداً. مدينة توخ قريبة، وما قبلها لا يصلح أن تكون فيه مسافراً. إذا ذهبت إلى توخ فلا يعتبر سفراً، لكن إذا ذهبت إلى طنطا أو دمنهور أو الإسكندرية فأنت مسافر. بني سويف تعتبر سفراً، وما يقول لك خمسة وثمانون كيلومتراً، إذن من أين تبدأ هذه الخمسة والثمانون كيلومتراً؟ من بوابة المدينة. لكن لم تعد هناك بوابة للمدينة حالياً. المقصود ببوابة المدينة يعني عندما تتجه إلى الإسكندرية من الطريق الزراعي تكون شبرا الخيمة، وعندما تتجه إلى بني سويف تكون
نقطة البوليس الحربي في المنيب، هذه هي هذه هي التي عندما نصل بها إلى أم السواء يقول لك: "الحمد لله على السلامة"، أي أننا وصلنا، هل تنتبه؟ وهذه هي التي عندما تخرج منها تدعو دعاء الصفا. يعني توجد أيضاً علامات تحدد لك شكل المدينة. وعندما تخرج من هناك من الطريق الصحراوي تكون نقطة تحصيل الكارت لأنه بعد... هكذا خلاص أنت أصبحت على الطريق الصحراوي، وشخص يتصل بك بالهاتف يقول لك: أين أنت؟ فتقول له: إنني مسافر. هل أنت منتبه؟ فمهما كان، لم يعد للمدن بوابات، لكن لا تزال لها حدود إدارية معروفة في المياه والكهرباء والمواصلات وهكذا. والمدن تتسع، يعني كان قديماً...
القاهرة أصبحت قاهرة وتوسعت، والآن أصبح هناك شيء يُسمى القاهرة الكبرى. فلنتابع هذا الاتساع، هل شيكاغو مساحتها مائة كيلومتر أو مائة وستين؟ مائة في مائة وستين، ومع ذلك هي مدينة واحدة. مائة وستين كيلومتراً ومدينة واحدة، لا يصح أن تقصر فيها الصلاة. بالصفات التي سنذكرها، يكون أول شرط أن تكون قُسِّمَ إلى قسمين: تَرْحَال وحَلّ. ماذا يعني تَرْحَال؟ يعني أثناء سيرك في الطريق. وماذا يعني حَلّ؟ يعني وصلت إلى المدينة التي تقصدها. فعندما تقود سيارتك متجهاً إلى الإسكندرية، فهذا يُسمى تَرْحَالاً أليس كذلك؟ نعم، تَرْحَال بالفتح، لأن كل وزن "تَفْعَال" إذا كان مصدراً يجب أن يكون بالفتح،
باستثناء كلمتين فقط: لكل شيء تلقاء مديم موجودين في القرآن، وهما تبيان وتلقاء، وكله أصبح تذكار وتسيار وترحال وتكرار. كلها مفتوحة، فعندما تكون في الترحال وأنت تسير، أي تقصر الصلاة. عندما تأتي عند الرئيس تستريح وتنزل لتصلي ركعتين، ويمكن أن تجمع، وتجمع مع الظهر العصر. هذا السفر ممكن إذا بدأت قبل الفجر وأذَّن الفجر وأنت في السيارة تسير أو في القطار عند أذان الفجر، يجوز لك أن تفطر. لكن إذا خرجت الساعة العاشرة أو الحادية عشرة صباحاً وأنت صائم، فلا يجوز لك أن تفطر
في هذه الحالة. إذ لا بد أن يدخل الفجر عليك وأنت مسافر أو على سفر. معنى "متلبسين بالسفر" عندما كنتَ أنتَ في سفرٍ طيب، وبعد ذلك وأنت مسافر، أصبح الحل واضحاً. ماذا يعني الحل؟ يعني أنك حللتَ، أي وصلتَ. الحمد لله على سلامتك. أين أقمتَ إذن؟ في الإسكندرية. وأنت أول ما وصلتَ الإسكندرية تسأل نفسك. أي أنه في أثناء الطريق أنت تقصر وتجمع وتفعل كل شيء. الحمد لله وصلنا عدة أسئلة كم سأمكث فيها؟ هذا هو سؤالك الأول: كم سأمكث
فيها؟ والإجابة تأتي مختلفة. شخص قال: "لا، أنا سأعيش فيها نهائياً، لا يهم، بلا قصر ولا جمع من اليوم الأول". وشخص آخر قال: "لا، أنا سأمكث فيها أكثر من ثلاثة أيام بدون يومين". الدخول والخروج. أنت سافرت يوم السبت. دعك من يوم الأحد والاثنين والثلاثاء، وستعود يوم الأربعاء. إذاً أنت مسافر لمدة ثلاثة أيام بدون احتساب يومي الذهاب والعودة. بمعنى آخر خمسة أيام: السبت (دعك منه)، الأحد، الاثنين، الثلاثاء (هذه ثلاثة أيام)، والأربعاء (دعك منه لأنك راجع فيه). أنت تنوي أن تمكث... حتى يوم الأربعاء عليك بالقصر والجمع، وإذا كنت تنوي العودة يوم الخميس فلا تقصر
ولا تجمع. الشافعية يقولون هكذا: لا تقصر ولا تجمع. بعض الصحابة سهّل الأمر فقال: ما دمت مسافراً وما دام ليس لديك زوجة هناك وما دام ليس لديك بيت ولا شيء، فعليك بالقصر دائماً. وهذه أحياناً نحتاج خاصة في السفريات الكبيرة إلى لندن وأمريكا وما شابه ذلك، تحتاج إلى هذه الأشياء لأنك قد لا تعرف كيف تصلي في كل وقت، خاصة عندما تكون المسافات طويلة والاجتماعات كثيرة، ولا يتوفر الوضوء ولا الأذان. أي شيء آخر، فنحن في الحقيقة في نعمة، نحن في نعمة عظيمة ولكننا لا نقدرها وبعضها تتميز الأشياء، فالوجه مثل الصباح مبيض، والشعر مثل الليل مسود، ضدان لما اجتمعا حسناً، والضد يُظهر
حسنه الضد. طيب، إذاً وأنت ممكن أن نأخذ بالآراء هذه، نعم يمكننا أن نأخذ بهذه الآراء، ولكننا الآن نتعلم المذهب الفقهي الشافعي. لكن الصحابة ليسوا مجتهدين؟ بل هم مجتهدون، إذاً... ما دام فيها خلاف يمكننا أن نأخذ بالقراءة الثانية ببساطة وبحلاوة. إن أردت أن تتمسك بالمذهب الشافعي فلا مانع، ولا ضير أن تجري دراسة أفضل وأحسن. هل كان الشافعي شخصاً عادياً؟ إنه صاحب البلد. حسناً، إذاً عندما ندرس المذهب الآن، فالشافعي الذي يقول ماذا؟ لا بد أن تتعلم ما يقوله، والخروج أكثر من ذلك وعاد الخميس، لا يوجد قصر ولا جمع من أول يوم.
أنا قلت: لا، الإجابة الآن، انظر إلى الإجابة الثالثة. واللهِ ما أنا أعرف ماذا قلت، واللهِ ما أنا أعرف متى سيعود. تقصر أربعة أيام وبعد ذلك تقيم، تقصر أربعة أيام من البداية وهم السبت والأحد. في الاثنين والثلاثاء وجدت نفسك سائراً في الأربعاء، فماذا ستفعل؟ هل ستستقر وتتوقف عن التقصير وتتوقف عن جمع الإجابة الرابعة؟ لا، شيء من ذلك. ولماذا أبقى فيها؟ سأقوم بعمل البطاقة الشخصية وسأعود فوراً. هل تنتبه لما أقول؟ يعني بماذا أنا مرتبط؟ بمهمة؟ بعمل ما؟ إنما سأسلم هذه الحقيبة فقط، مخدرات وسأعود فوراً، أنا... نعم
أنا سأصرف الشيك وسأعود فوراً. قالوا له: أي شيك؟ لقد أغلق البنك. قال: حسناً، غداً. قالوا له: ألا تنتبه؟ غداً هو الجمعة. قال: بعد ذلك يا سيدي. قال له: والله ما حملت شيكاً في حياتك ولا دخلت بنكاً قط، والسبت إجازة. قال لهم: يوم الأحد. له: إن هذا هو عيد الفطر. قال لهم: "يوم التردد"، يعني ماذا؟ أأسافر اليوم، أأسافر غداً؟ أأسافر اليوم، أأسافر غداً؟ يعني هو ليس راغباً في البقاء، بل إنه يواجه عائقاً يظهر له ويجعله يؤخر سفره. انظر الفرق بينها وبين الأيام الأربعة. الأيام الأربعة ليس فيها عائق ولا شيء، إنما يقول أسبوع، ربما أسبوعان، ربما ثلاثة أيام، لست أدري. عندما أرى إن
كنت سأستمتع أم لا. هذا شخص آخر ذهب للتنزه، لكن الآخر يقول له ماذا؟ "ها ها"، التي سيسمونها "هاي باي، هاي باي". ماذا تعني؟ تعني "أهلًا وسهلًا، مع السلامة"، أي أنه لا يريد البقاء ثمانية عشر يومًا. لقد ذهب. يوم الاثنين عندما فُتح البنك، قال له الموظف: "ما هذا؟ هذا الشيك يحتاج إلى تغيير توقيعه". فأرسله إلى مصر مع شخص مسافر، وعاد إليه في اليوم التالي والتوقيع قد تغير. قال له: "ما هذا؟ تاريخه قد مضى، دمرك الله!". فأرجعه وغيّر التاريخ. قال له: "ما هذا؟ لا يوجد رصيد أصلاً". ما هو قام بعمل هكذا، كان الناس قد سحبت هي الأخرى من الحساب ولم يعد هناك رصيد.
تعال إلينا غدًا. ذهب في اليوم التالي فقال له: "لم أدرِ بما حدث، أليس الموظف غائبًا لأن حماته توفيت؟" وهكذا يمكث كم يوم؟ ثمانية عشر يومًا. ثمانية عشر يومًا يقصر الصلاة ويجمعها عند الشافعي يكون إذا الإجابات على السؤال "ماذا ستفعل" تختلف. شخص لثلاثة أيام يقصر، وأكثر من ثلاثة أيام لا يقصر. لست أعلم، أربعة أيام اليوم أسافر، غداً أسافر، ثمانية عشر يوماً، فتكون الإجابة مختلفة. طيب افترض أنه يقيم في الإسكندرية ثلاثة أيام ويسافر إلى مارينا، ومن مارينا يسافر إلى مرسى علم ما اسم هذا؟ مرسى مطروح، ثم يسافر إلى السلوم، ثم يسافر إلى ليبيا، يعمل على سيارة
بيجو. لا يقصرون أبداً لأنها حالة حل وترحال، حل وترحال. وهو أقل من ثلاثة أيام يعمل سائقاً للقطار من الإسكندرية إلى أسوان، ذاهباً وآيباً، آيباً وذاهباً. لا يقصرون أبداً. هو الآن عمره خمسة وعشرون يقصّر، لا توجد فائدة، الحمد لله، سعة ربنا واسعة. رخّص، قصّر، أربع فرائض، أداء، يعني يجب أن تكون هذه الصلوات التي عليك هي التي تؤديها: ظهراً وعصراً. إذاً ماذا عن الصلوات الفائتة التي عليك؟ لا، أدِّها كما فاتت. أنت ستخصم من ذمتك أربع ركعات ظهر كانت قد فاتتك، لا تأتِ مسافرٌ أعملُ لهم اثنين، لا هذا يجب أن تعمل لهم
أربعة، لكن تؤدي اثنتين من الآن. الصلاة التي أُذِّن لك فيها، يعني التي هناك في الإسكندرية، رخَّص قصر أربعٍ إلى ركعتين. ما الفرق بين الأربع؟ طيب لماذا لا نجعل الفجر ركعة واحدة؟ قال: لا يصح، الفجر كم؟ ركعتان لا غير. ربنا يحب الخفة لا القصر. أنت قادم على الأربعين، حسناً، اجعل صلاة الجمعة ركعة واحدة. لا يصح أن صلاة الجمعة للمسافر تحل عن صلاة الظهر. نعم، تحل عن صلاة الظهر، ويقوم بعدها بأداء صلاة العصر ركعتين. نعم، إذاً يكون قصراً. الصلاة الرباعية لابد أن تكون أربع ركعات،
ولابد أن تكون فاتتك صلاة الظهر وكنت مسافراً، فعليك قضاء ركعتين. وأنت الآن مسافر، فتصلي ركعتين. لكن افترض أنك عندما كنت في الإسكندرية فاتتك صلاة الظهر ونسيتها، وعندما وصلت إلى القاهرة تذكرتها. يا للمصيبة! فهي مصيبة سوداء في ذلك الوقت، وليست بيضاء. إنها سوداء تماماً. لقد نسيت صلاة الظهر، فقم لتصليها أربع ركعات. لأنك هنا في مصر القاهرة بلدك، فلماذا قال لك: "إذا اجتمع السفر والحضر قدم الحضر أبداً"؟ احفظ هذه القاعدة واكتبها كما يكتبها الذين يريدون أن يصبحوا علماء. إذا اجتمع السفر والحضر قدم الحضر أبداً، هكذا دائماً. لا تغمض عينيك، أنت بالتحديد،
فهذا هو الحارس. إذا نعست عيني ستكون مصيبة كبيرة، يعني هذا حرام أيضاً، نعم. والإخوة يقولون لك: الحارس هو الله، الحارس هو الله، طبعاً بدون شك هو من يحرسه الله، لكن إذا أغمض عينيه - هل تنتبه؟ - فقد قصَّر في مهمته. حسناً، رجلٌ صلى ثم ترك الصلاة في الإسكندرية، نسي أو أي... هل أصبحت هذه الصلاة قد فاتته أم لا، إذا كانت قد فاتته فيجب عليه أن يقضيها، يجب عليه أن يقضيها. ولكن أين هو الآن؟
في القاهرة. لقد ظنها في الإسكندرية فيصليها ركعتين، لكنه تذكر أنه في مصر، فيجب عليه أن يصليها أربع ركعات. لماذا؟ لأنه إذا اجتمع السفر والحضر في نعم هذا في المذهب، نعم لماذا لا يصلي جمال قصراً، والذين خلفه إذا كانوا مسافرين يقصرون، وإذا لم يكونوا مسافرين يتمون. نعم ستأتي ها هي، هذا إذن، تأتي فاصبر إذن ولا تجعلنا نتردد بيننا وبينك. حسناً، فما هو الحال؟ أربعة فرد أداء تحفظ، أربعة اثنان وثلاثة، لا فرد وأداء.
القضاء لا أو فائت في سفر سابق في الإسكندرية، وأين تقضيها في الإسكندرية؟ ينقص ستة عشر فرسخاً ذهاباً إذا كان يريد أن يذهب إلى خمسة وثمانين كيلومتراً في الذهاب، ليس في الذهاب والعودة. إنني لو ذهبت، فإن الذهاب والعودة، وعداد السيارة سيسجل اثنين وتسعين كيلومتراً. لا تتغابى، الاثنان والتسعون. هذا ذهاب وإياب وعودة، لكننا نريد ذهاباً فقط، أي النظر في السفر المباح. حتى، ماذا عندك؟ آبا، حتى رجع، يعني حتى آبا، والألف في آب تعني آب أي رجع، آب يعني الألف للإطلاق من أجل الوزن. ستة عشر فرسخاً ذهاباً في السفر
المباح. واحد من إخواننا في الصيد في... فجأة ظهر رجل يريد قتل شخص هنا في مصر. استقبلناه وقمنا بواجب الضيافة معه، قدمنا له الشاي وما يخصه. سألناه: "أنت يا سيد ماذا تفعل؟" فأجاب: "والله أنا قادم لأقتل فلان ابن فلان لأن بيننا ثأرًا". قلنا له: "حسنًا، أنت الآن ستقتله؟ هذا حرام". فرد: "حرام أم حلال، سأقتله يعني نُصلّي ثم جاء وصلّى، فوجدته يصلي ركعتين. فقلتُ له: "ماذا تفعل؟" قال لي: "صليتُ ركعتين". فقلتُ له: "الرُخَصُ لا تُناط بالمعاصي". انظر ماذا تقول القاعدة: "الرُخَصُ لا تُناط بالمعاصي"، وما دام هذا السفر
حراماً، فلا يجوز لك أن تصلي ركعتين للظهر، بل يجب عليك أن تصلي أربع ركعات. هل تفهمني؟ نعم، فإذا كان السفر حراماً فلا يمكن أن يتمتع بالرخص. هذه الرخص جائزة أعطاها الله لك عندما يكون السفر مباحاً، لكن سفرك حرام، فلا يصح أن تفعل الحرام وتُمنَح الجائزة. قال كأنه يعني أن الذي يأتي ليقتل يا أخي لا يصلي ركعتين، فقلت له: لا، يصلي ركعتين قال لي خلاص دعها. قلت له: دعها ماذا؟ قلت له: لكي يتمتع بالرخصة وهو ما قال إنه سيقتل ويفعلها. وقد تاب إلى الله لما عرف المعنى أنني منعتك من الرخصة لأنك رجل ترتكب الحرام. أنت منتبه؟
فانتبه لهذه النقطة في السفر المباح حتى أبى حتى رجع. إلى بلده قال: يوجد فرق يا إخواني بين السفر الحرام أو الحرام بالسفر، الذي هو السفر الحرام، يعني الحرام بالسفر والحرام في السفر. الحرام بالسفر كما قلنا هو مثل شخص يسافر من أجل أن يقتل شخصاً يبحث عنه، فسعيه في الأرض إنما هو سعي فساد، لا أنني ذهبت إلى الإسكندرية نعم، هكذا مباح، جميل جداً. فإذا ارتكبتُ معصية أثناء السفر، فما شأن هذا السفر؟ أين يكمن الحرام في السفر؟ انظر إلى الفرق:
الحرام بالسفر بسبب السفر نفسه، أما الحرام في السفر فلا. أقصر الصلاة لأنه من ذا الذي لم يسئ قط؟ ومن له الحسنى فقط؟ محمد الهادي الذي عليه جبريل كل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون. هل عندما أسافر إلى الإسكندرية سأتوقف عن ارتكاب الذنوب؟ كلنا نرتكب الذنوب. إذن، إذا كان الحرام أو الذنب أو الخطأ مصاحباً للسفر فهذا لا يمنع من القصر، لكن الذي يمنع القصر هو السفر الذي هو حرام في ذاته. وشرطه النية في الإحرام. عندما تأتي لتقصر الصلاة فيجب عليك أن تنوي مع تكبيرة الإحرام، ولا تصلِّ وأنت لا تدري هل ستصلي ركعتين أم
أربعاً، وبعد أن صليت ركعة وركعتين ثم تقول: دعني أجعلها ركعتين وانتهى الأمر. هذا غير صحيح، بل يجب أن تنوي مع تكبيرة الإحرام أنك ستصلي ركعتين، وترك ما خالف في الدوام وشرطه النية في الإحرام وترك ما خالف في الدوام يعني أن المرء لا يتلبس بالشيء يجعله مقيماً مثل أن يتزوج هناك، فلو تزوج في الإسكندرية مباشرة أصبح مقيماً وجاز له أن يجمع بين العصرين اللذين هما الظهر والعصر، وسموه التغليب حيث غلبت كلمة العصر على الظهر في وقت هاتين كالعشائين، أي المغرب والعشاء، أيضاً جعل واحدة منهما تغلب كما يجوز الجمع للمقيم، يجوز الجمع للمقيم
هنا للعذر بسبب المطر، لكن مع التقديم نجعل العصر مع الظهر ونجعل العشاء مع المغرب إن أمطرت عند ابتداء البادية، إذا كانت تمطر أثناء ما نحن في صلاة الظهر وختامها وفي... ابتداءً من الثانية فهي، وأنا في الركعة الأولى أمطرت، والثانية والثالثة توقفت، وفي الرابعة أمطرت واستمرت تمطر حتى دخلت في الركعة الأولى من العصر، فيكون بهذا الشكل جائزاً، لكن لو حدث أي خلل في المطر فلا يجوز لمن يصلي مع جماعة إذا جاء من بعيد مسجداً نال الأذى البعيد. وينزلق في المطر عندما يأتي، وشرطه النية في الصلاة الأولى وما رتب والموالاة، وإن
تيمم. والجمع بالتقديم والتأخير بحسب الأوفق للمعذور في المرض قول واضح وقوي. عندما يكون المرء مريضاً يجمع أيضاً بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء. اختاره أحمد، ويؤيده النووي. اختار الإمام النووي والإمام الرافعي إذا كان الجمع للعذر لدينا ثلاثة أقسام للصلوات: صلاة الفجر منفردة قائمة بذاتها هكذا، والظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، فهي تكون في مجموعة واحدة. أحكامهم واحدة، يجوز أن نقدمها ونؤخرها للمرض أو للمطر. نقدّم فقط لأسباب معينة، يعني أحكامهم مع بعضها. فالصلوات كأنها ثلاثة أقسام،
لأنه لا يصح أن نخلط بينها. بين الفجر والظهر أو بين الفجر والعشاء، فهي ثلاثة أقسام عامة ولكنها خمسة باتفاق، خمسة باتفاق، بحيث أن منكرها يكفر. الذي يقول إنها أربع صلوات فقط لا ينفعنا وليس منا. والله تعالى أعلى وأعلم.