الدرس الثاني والأربعون | شرح متن الزبد | الفقه الشافعي | باب الحَجر | أ.د. علي جمعة

الدرس الثاني والأربعون | شرح متن الزبد | الفقه الشافعي | باب الحَجر | أ.د. علي جمعة - شرح متن الزبد, فقه
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قال المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين. باب الحجر: الحجر هو منع السفيه من التصرف في ماله حتى لا يضيع أمواله "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم" فالسفهاء لديهم أموال ينفقونها على السفيه هو الذي ينفق أمواله على غير المعتاد، إذا ليس كل إنفاق سفها، إنما السفه هو من يصرف أمواله على غير المعتاد، يعني مثلا يدخل ليشتري قميصا
والقميص بمائة جنيه، فيقوم ويعطي إكرامية للولد مائتي جنيه، أو هذا سفيه يعطي له إكرامية جنيها أو خمسة ولكن ليس مائة جنيه أو جنيه يعني مثل القميص مرتين يكون هذا سفيها يدخل يشتري قطعة بخمسة عشر أو خمسة عشر قرشا فيعطيه الخمسين جنيها ولا يأخذ الباقي يعني عندما يكون الباقي ربع جنيه وتركناه يعني ها هو تركنا ربع جنيه لا يضر شيئا الرجل ليس عنده فكة لكن خمسون جنيها هي الأقرب ربع جنيه تترك له الباقي على الفور تدخل في دور ما السفينة طبعا الناس كثيرا ما تضحك تقول لك أنحن واجدون يعني واجدون حتى نترك نعم هذه حالة نفسية حالة
نفسية تعتري الإنسان فإذا به يبذر أمواله يعني يصبح بإذنكم مثل الإناء المثقوب ففي ذلك ناس لا تجد ما تأكل وناس واجدة تعمل قم يذهب يستدين نصف مليون جنيه ويسكن في شقة في الزمالك بخمسة آلاف جنيه في الشهر ولكن فيها دائما لأن النصف مليون ليس ملكه كتب به شيكات على نفسه وبعد أن أنفق النصف مليون يأتي يقول لي والله أنا أريد نصف مليون فمن أين آتي لك بالنصف مليون ستسجن قلت له أنت دواؤك السجن الدواء الخاص بالسفيه ما هو يحجر عليه حجر انظر وانتبه من الكلام حجر يعني تقييد سأقيده كيف أوقف تصرفاته وعي نواصي عليه الشريعة الآن تقول
لي هكذا أبوه أخوه يعني واحد يكون صاحب شفقة أو حكمة رجل هكذا صالح لا يأتي ليكحلها يعميها ويأخذ الأموال الخاصة به لنفسه فيصبح رجلا صالحا أو صاحب شفقة عليه، شفقة عليه مثل أبيه مثل أخيه مثل ابنه، يعني يقول لك هذا أخي مهما كان، هذا أبي مهما كان، فيقوم حضرة القاضي بإصدار حكم اسمه حكم الحجر يبطل تصرفات السفيه، يبطلها في ماذا؟ قال فيما فيه ضرر أو فيما فيه ضرر غالب، أما الذي فيه نفع فلا أحد مثل ماذا؟ مثل أن يقبل الهبة، إذا جاء أحد ليعطيه عيدية والسفيه وضع يده على عشرة جنيهات في العيد وقال له خذ هذه
عيدية، فهذا جائز لأنها داخلة وليست خارجة، فيكون الحجر على الخارج والإنفاق فقط، ولكن أن يعطى قال له شخص: يا بني سأكتب لك هذين الفدانين هدية مني، فدانان للحمام. فقال له: لماذا لا يجوز هذا؟ لأنهما يزيدان المال ولا ينقصانه. فأما الضرر المحض مثل البيع والشراء فأنا أريد مالا، فقال: لا، ممنوع إلا فيما يقوم به بدني ويذهب يشتري مثلا شطيرة يذهب يشتري ملابس ولكن بشرط ألا تكون فوق المعتاد ما يذهب فيعطي القميص ويعطي مائتي جنيه للولد ويعطي خمسين جنيها لشطيرة الفول وما يبالي بالباقي يقول له لا اتركها إذن
هكذا ما ينفع أذهب مباشرة ماذا أفعل إذن الوصي يذهب لبائع الفول يقول له أعطني بقيت الخمسون جنيها تقول له يا إلهي هذا الكلام كان منذ عشرة أيام قال له إن شاء الله منذ مائة سنة هات بقيت الخمسون جنيها الخاصة بالولد السفير هذا أعطاها لك وهو ليس في عقله قالوا لا هذا كان عاقلا قال له نعم صحيح هو كان عاقلا مثل عقل الناس لديه مرض نفسي يريد علاجا، مرض نفسي يريد أي علاج؟ لأن السفيه يعالج أيضا، فإن آنستم منهم رشدا يعني يمكن أن نعالج السفيه فيستقيم، إذن إذا ذهبت سآخذ منه الخمسين جنيها، أعطيه الخمسين قرشا، ولو بعد حين فإن الحق لا يتقادم، انظر إلى الكلام، الحق لا يتقادم، لا يقول
لي هذا كان العام الماضي أقول له لو كان من مليون عام أيضا أنا أريد أموالي ما دام أنه أعطاني عن طيب خاطر قلت له ولكن في حالة سفاهتي فلنفترض أنني لا أملك حكم القاضي لا أعرف كيف أفعل ذلك لا أعرف كيف أفعل ذلك لأنه سيقول لي ماذا ومن الذي قال لك إنه سفيه، هذا أعطاني هدية لا أعرف شيئا، إذن من الذي سيحكم بأنه سفيه؟ القاضي عندما يسمع ماذا؟ عندما يسمع أن هذا الإنسان قد خرج عن حد العرف، رجل ذهب فأحضر مليوني جنيه وبنى به مسجدا، فهل يكون هذا سفيها أم لا؟ لا يكون سفيها لأنه هذا عمل
عملا نافعا فالله يرحمه عبد الحليم محمود مجاهد الله يرحمه كان ثريا ولم يكن لديه أولاد فذهب وبنى مسجد سيدي عطاء الله السكندري بكم ملايين ممتلئة تجده بمليونين في ذلك الوقت فرفع أخوه دعوى حجر عليه قال إن هذا سفيه لأن هذه الأموال ستذهب إليه هو فالقاضي طردهما قال له أخرج يدك، قال سفيه إنه بنى بيتا من بيوت الله. السفيه كما قلنا الآن هو الذي يذهب فيبذر أمواله، لكن الذي يضع أمواله في دار أيتام، في مستشفى لتنفع الناس، في بيت يذكر فيه اسم الله، في شيء نافع، بنى مدرسة، هذا ليس بسفيه. رجل محسن، طيب، ما هو ليس معه إلا
مليونان، ولو كان ليس معه إلا مليونان، أما تبرع أبو بكر بكل ماله في الإسلام وعمر بنصف ماله، إذن فلا بد أن يتحقق هذا السفه بماذا؟ بالإنفاق فيما لا لزوم له، بالإنفاق السفيه الذي لا يجلب وراءه شيئا، لكن أن إذا فعل شيء من فعل المسلمين فليس هذا من السفه في شيء، قد يكون هذا السفيه سبب السفه ما هو؟ أنه صغير لا يفهم ما معنى الخمسين جنيها وظان أن الخمسين جنيها هذه هي قيمة الشطيرة أو الشوكولاتة التي سيذهب لشرائها فيكون السفيه تحت الحجر بالطبيعة هكذا بالولاية قد
يكون السفه هذا ناتج من قلة العقل، مجنون يعني واحد مجنون يبقى إذن هذا لا بد لنا من إثبات جنونه عند حضرة القاضي، قبل حضرة القاضي سيقول لك لا أنا لست مجنونا هذا أنا أعقل مني ما يوجد وهو مجنون، ما نحن معنا كثير كذلك تظنه أنه عاقل وهو في الحقيقة لديه شيء في عقله يريد أن يتعالج، والثالث فهو عملية نفسية المبذر فيجب أن يكون لدي الصغر والجنون والتبذير وهذا التبذير موجبات لماذا موجبات الوصف بالسفه أو أسباب السفه أو ما الذي يتحقق منه القاضي حتى يقول نعم هذا سفيه أم ليس بسفيه ينظر إلى الصغير طبعا انتهى إذا يعرف كيف يمشي ويذهب مجنونا ليس لديه قدرة على
التعقل غالبا لأن المجنون قد يكون حريصا جدا ويكون بالطريقة العكسية أنه لا يرضى أن ينفق على نفسه حتى يموت فكذلك نحجر عليه لكي ننفق عليه رغما عنه أو المبذر الذي يبذر أمواله جميعا ممن عليه شرعا أن يحجر صغيرا أو مبذر هو في بيت واحد هم جلبوا أي أسباب الحجر تصرفهم لأنفسهم قد أبطلوا لو يتصرف بنفسه ويذهب إلى البقال والمتاع نبطله ومفلس قد زاد دينه على في بقي شيء آخر غير الثلاثة الطبيعيين هؤلاء الذي هو الصغر هذا من عند الله، الجنون من عند الله، المرض النفسي من الله ولكن هناك
شيء آخر يسمى المفلس وهذا يكون باختيارك أنت من عندك أنت من تصرفاتك من أفعالك السيئة ما هذا المفلس فعل دخل في التجارة وخسر وتراكمت عليه الديون فعليه مائة ألف جنيه جئنا لننظر إلى البضاعة الموجودة عنده في المخزن فوجدناها لا تساوي عشرة آلاف جنيه والناس لها كم مائة ألف كم واحد لهم المائة ألف خمسة كل واحد له مبلغ عنده هذا الذي عشرون وهذا الذي ثلاثون وهذا الذي عشرة وهذا الذي خمسة وهذا هكذا خمسة أفراد مجموع مديونيتهم مائة ألف جنيه على الإنسان هذا نذهب إلى الدكان ونعمل مزادا علنيا ونحجز عليه أن يتصرف في شيء أمواله
لأن هذه أصبحت أموال الناس أولا هم الذين يسددون، ظهر عشرون ألفا فلنوزع على كل شخص بحسب نسبته، أنت لك ثلاثون إذن معنى ذلك ثلاثون من مائة، ثلاثون في المائة إذن تأخذ ثلاثين في المائة من العشرين ألفا تأخذ ستة آلاف، فقال وأين بقيت أموالك؟ قال ذهبت عليه وخسر سنقطعه سنقتله يعني قال طيب حسنا خذ الستة وانصرف تصرفهم لأنفسهم قد أبطل ومفلس قد زاد دينه على أمواله بحجر قاض ببطلان تصرفه بكل ما تملكه يبقى سنحجر عليه حتى نستوفي هذه
الديون طيب افترض في يوم من الأيام أن هذا الرجل عادت إليه أمواله وسدد ستة من عشرين من ثلاثين ألفا كان عليه عشرون ألفا، سدد ستة من كل عشرين ألفا، سدد العشرين ألفا من مائتين من مائة ألف، يعني بقي عليه ثمانون ألف جنيه. افترض أنه اغتنى وقال له: الثمانون ألف جنيه، قم فسدد للناس. وما الذي يوقف التصرف أيضا؟ قال: المرض المخوف، المرض. المخيف يعني ماذا، يعني المرض الذي يخاف منه الموت، هناك أمراض عادية مثل الإنفلونزا مثل شيء كهذا ألم في البطن، وهناك أمراض يخاف منها الموت مثل السرطان والعياذ بالله مثل العمليات
الخطيرة التي في القلب أو غير ذلك يخشى أن يموت فهو نائم معلوم أنه انتهى أصبح وأمسى هكذا ميت خلاص أو كبير في السن أو إلى آخره، ماذا نفعل فيه؟ نوقف التصرف في مرض الموت، هو لا يزال حيا وبعدين أحس خلاص وعرف أن عنده السرطان هذا، وقال خلاص أنا ميت غدا فذهب باع كل شيء لزوجته حبيبته، ما هو كان عنده ثمانون سنة وهي عندها سبعة عشر عاما فذهب كاتبا كل شيء لزوجته وأولاده فصاروا يقولون يا بطل هذا التصرف والكتابة
التي كتبها في مرض الموت غير معتد بها كالعدم في حين أن الكتابة لو كتبها هو نفسه في حالة النشاط وكتبها أيضا للفتاة أمه ذات السبعة عشر عاما هذه وكتبها لما لكن هذا جاء فضلا لا بد في الحاجة وأخذها تحت يديه بدلا من أن ترميها الفتاة في الشارع وذهب سيموت قبل الموت بقليل في مرض الخوف يعني مرض الموت ذهب باع كل شيء إغاظة في من في الورثة فلنبطل هذا التصرف هذا من باب الحجر لا نزال سنقول هذا أصله فيما يزيد عن الثلث وليس الباقي، فنحن ما زلنا نشرح واحدة تلو الأخرى، هل ذهبتم إلى ما يزيد عن الثلث عنده؟ ها هي قادمة، نحن نشرح
واحدة تلو الأخرى، يعني الفتاة كتب لها ثلاثمائة ألف جنيه، الذي عنده نأخذها منها كلها، قال: لا، خذ منها ما زاد عن الثلث كأنه والوصية لا تزيد عن الثلث إلا بإذن الورثة على إجازة الوارث بعده إلا بإذن الورثة، فماذا لو افترضنا أن الورثة قالوا لا، هذه خدمت أبانا وصبرت عليه وكان يحبها وليس هناك مانع، إذن مائة في المائة حسن، مائة في المائة لا نبطله ولا شيء، حسب الأولاد إذن جيدة مع أبيها يا رب يموت حتى نأخذ ما خلفه، فإن الأطفال أصبحوا فسادا الآن، والذي ليس لديه ولد الآن هو الذي في الجنة، والله تعالى أعلى وأعلم.