الدرس الخامس والثلاثون | شرح متن الزبد | الفقه الشافعي | كتاب الصيام 1 |أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قال رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين. كتاب الصيام، والصيام هو الحبس، فالإنسان يحبس نفسه عن المفطر، والمفطر نوعان: الأكل والشرب وكل ما يصل إلى الجوف سواء كان مغذيًا أو غير منه فتحة نافذة خلقية غير مصنوعة، فإذا وصل من فتحة نافذة خلقية يفسد الصيام عند الشافعية. الوجه إذا دخلت فيه عود يفسد صيامك عند الشافعية. تنظفها بالنطس، ماذا يعني نطس؟
لا يوجد. طيب، بتز أيضاً لا يوجد. هذه البراعم التي توجد في الصيدلية لكي ينظفوا بها. لو دخلت آذانهم ولم يدخلها مفتاح ولا عود كبريت، فتكون قد أفطرت وعليك القضاء. أمسك احتراماً لحرمة الشهر، وأمسك لأنه ليس محل اتفاق بين الأئمة الذي أفطرت بسببه. فليس عندما تنسى وتفعل ذلك أن تأخذ الأمر براحة نفسية، فما أقوله هو أن الإمام الشافعي قال: لا، يجب عليك أن تمسك والاختلاف بين الأئمة، ولكن يبقى في ذمتك يوم تعيد ثانية احتياطاً، خروجاً من خلاف من أوجبه كالإمام الشافعي. يبقى ليس لك شأن بأذنك، ليس لك شأن بأذنك. مخرج الحاء والخاء،
آخ، انظر آخ، إنها بعدها من الداخل، فيكون هذا هو الجوف، قبلها مثل المضمضة لا يحدث شيء. فالناس تسأل عن الربو تظهر بعد الخاء فيكون فطراً، فعليك أن تقوم يا من عندك ربو، شافك الله صائماً، وعندما تأتيك الأزمة واحتجت إلى البخاخة، استخدم البخاخ واقضِ ذلك اليوم واقضه، وإذا لم تستطع قضاءه بعد ذلك فعليك أن تكفر عنه بإطعام مسكين بخمسة جنيهات بسهولة هكذا، لأنه خلاص أنت عندما دخل هذا بعد حرف الخاء، مخرج الخاء، أصبحت الحقنة الشرجية مفطرة. لماذا تفطر عند الفجر؟ لأنها دخلت من فتحة طبيعية وإن كان الله قد جعلها
مخرجاً فجعلتها أنت من أجل الطب مدخلاً، لكن أيضاً هي فتحة موجودة وطبيعية. مثال ذلك: إذا ضربك أحد بخنجر، فالخنجر دخل في جسمك ولكن ليس من... "لا تفطر، لا يوجد إفطار، لماذا؟ حسناً، هناك شيء دخل بالفعل، ولكنه ليس من الأشياء المفطرة. وماذا عن العينين؟ قال لك إن العينين ليست من الأشياء المفطرة، لكن الأطباء يقولون إنها من المفطرات. قال: نعم، أنا أعرف هذه المسألة. إخواننا الذين في الأعلى، انزلوا فوراً لأنه من الممكن أن ما الجالسون عليه سيسقط بكم لأنه مشروخ. هيا يا أولاد، انزلوا بسرعة، انزل بسرعة. قلنا هذا الكلام عدة مرات. انزلوا يا أولاد
من المنبر، تعالوا إلى هنا بجانبي. تعالوا، اجلس هنا فقط ولكن لا تجلس على المنبر. هيا، لا تلقوا بأنفسكم من فوق، انزلوا بهدوء ولكن ليس بتدلل هكذا. لا تضحك، ابكِ، لأنك أنت فعلت شيئاً خاطئاً، وكل هذا من الأطفال هم الذين سنّوا هذه السنة السيئة وطوّعهم الكبار، لأننا عادةً لا نفكر عادةً. حسناً، لماذا تسهر معه؟ ما هي القصة؟ لماذا يسهر الأخ مع الأخ الآخر؟ ليس هذا وقت سهر ولا هذا مكان للسهر. انزل واعمل وأنا. استلقوا هنا وهم فرحون، وهي الفرحة التي تستحق الفرح. لقد ترك لنا المسلمون شيئاً جميلاً، فينبغي علينا
أن نحافظ عليه، إنها الفرحة الشديدة. وهي تنزل قائلة: تعالوا لنسقط ونقتل الناس الذين تحتنا. هؤلاء الناس الذين في الأسفل جميعهم، لو سقط عليهم هذا - لا سمح الله - سيأتي ليهدم المسجد متألمٌ؟ هذه هي الفائدة الأخيرة من الدرس. حسناً، هذا كلام طيب، اللهم بارك فيهم. يعني إذا دخل خنجر في الجسم وأنت لست مفطراً ولا شيء، وإذا دخلت حقنة الجلوكوز - والجلوكوز يُبقي الإنسان حياً لسنة، يمكنك أن تعيش بالجلوكوز أيضاً - فعند الشافعية لا ينتقض الصيام، تصوّر! لأنه عن طريق وليس عن طريق أي فتحة طبيعية كالأذن والأنف والفم والشرج. حسناً،
ماذا عن العين؟ قال: العين ليست منفذاً. قلت: ولكن الأطباء يقولون إنها منفذ. قال: لا شأن لي بالأطباء، هذا مذهب الشافعي، العين لغةً ليست منفذاً. قلنا له: عندما نضع قطرة، فإن القطرة تنزل إلى الحلق. هنا قال: لا شأن تتدخل في هذا الكلام يعني هو ليس جاهلاً بما يقوله الأطباء، هو يرفض المعنى اللغوي ويقول أنه معارض للمعنى الاصطلاحي الذي عند الأطباء. فيقول أن الشخص لو وضع قطرة في عينه لا يفطر حتى ولو وجد أثرها في حلقه، كذلك لا يفطر. لماذا؟ لأن العين هذه مثل المسام، من الناحية لكن الأطباء ربما يقولون لا، هذه مثل المناخير لا يوجد مانع، لن يحدث شيء. نحن نتحدث في اللغة، الشافعي
يقول هكذا: أركان الصيام اثنان إجمالاً: النية ومحلها الليل الذي يبدأ من أذان المغرب إلى أذان الفجر، والإمساك عن المفطر الذي هو شهوة البطن وشهوة الفرج. شهوة الفرج تعني أن شخصاً زوجته قال يكون عليه ستون يوماً متتابعة كفارة عظمى. حسناً، لنفترض أنه زنى وليست زوجته ولا شيء، هي لكن أسوأ. حسناً، لنفترض أنه أقسم أنه لابد أن يجامع زوجته اليوم في نهار رمضان ولا يكفّر، ماذا يفعل؟ يسافر ويأخذها معه ويذهبان
إلى الإسكندرية، فيحل له هذا لأنه خلاص ما... ليس عليه صيام لأنه مسافر، والله تعالى يقول: "وَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ"، "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ". حسناً، هل سافر أم لم يسافر؟ حسناً، ما دام قد سافر، لا يجوز أن تقيّده. أنت بهذا ستضيّق الشريعة. حسنة، لكن أبعض الناس يستغلونها للإساءة إلى الآخرين. أنا أشرح لهم العلم، فأنا لا أقول لهم: "افعلوا هكذا"، فانتبهوا يا أبنائي، هناك فرق بين شرح العلم وبين الفتاوى، فرق كبير. هل أنا الآن أقول لشخص: "افعل هكذا"؟ إنما أخبرك كيف تحل المشكلة عندما
تُصاب بالحيرة وتضطرب أفكارك ويحدث لك أمامكَ شيء مثل هذا، فهناك فرق كبير جداً بين السماء والأرض بينك. نعم، اذهبوا ليفعل ذلك هو نفسه. المرء متشوق لرمضان، هذه فرصة لا يوجد لها تعويض. أما أن تتغابى وتتحامق وتفعل ذلك، فماذا نفعل لها؟ هل لها حل أم لا؟ حلها كذا. هذا الحل لا يكون بعد المشكلة، فيجب الذي فعله هذا مشكلة. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. نأخذ كلام المصنف في كتاب الصيام حتى نعلم أحكامه عند دخول الشهر الكريم، ثم نعود بعد ذلك مرة أخرى إلى ترتيب الكتاب، فنحن
قد وقفنا عند باب صلاة الجماعة ولا... باب سجود السهو. سجود السهو. فنرجع مرة أخرى إلى سجود السهو إن شاء الله. لكنه قال رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين. كتاب الصيام، والصيام هو الحبس، فالإنسان يحبس نفسه عن المفطر. والمفطر نوعان: الأكل والشرب، وكل ما يصل إلى الجوف سواء كان مغذياً أو غير مغذٍ فتحة النافذة الطبيعية ليست مصنوعة، فإذا وصل من فتحة نافذة طبيعية فإنه يُفسِد الصيام عند الشافعية. الوجه إذا دخلت فيه أعواد فإن صيامك يفسد عند الشافعية. تنظفها بالنكاف
(القطن)، ماذا يعني نكاف؟ لا يوجد. طيب "بدز"؟ أيضاً لا يوجد. تلك البراعم التي توجد في الصيدلية لينظفوا بها آذانهم. إذا دخلتها ولم تدخل مفتاحاً ولا عود كبريت، فقم وأصبح في طرف عليك القضاء. تمسك لحرمة الشهر وتمسك لأنه ليس محل اتفاق بين الأئمة أنك إذا أفطرت. فليس عندما تنسى وتفعل هكذا تأخذها بسهولة وتقول: "إن الشافعي قال". لا، يجب عليك أن تمسك لحرمة الشهر والاختلاف. الأئمة ولكن يكون في ذمتك يوم تعيده ثانية احتياطاً خروجاً من خلاف من أوجبه كالإمام الشافعي، فلا شأن لك بأذنك، لا شأن لك بأذنك. مخرج الحاء والخاء... آه،
انظر... آه، إنها بعدها من الداخل، فيكون هذا الجوف. قبلها مثل المضمضة لا يحدث شيء، فالناس تسأل عن بخاخة الربو، بخاخة الربو. تخرج بعد الخاء يكون فطراً، فعليك أن تقوم يا من لديك رب، قد شاهدك الله صائماً، وعندما تأتيك الأزمة واحتجت إلى البخاخة، استخدمها وأكمل يومك هذا ثم اقضه، وإذا لم تستطع قضاءه بعد ذلك، فعليك أن تكفر عنه بإطعام مسكين بخمسة جنيهات بسهولة هكذا، لأنه عندما دخل هذا الرذاذ بعد مخرج الخاء أصبحت مفطرة، الحقنة الشرجية تفطر عند الفقهاء. لماذا؟ لأنها دخلت من فتحة طبيعية، وإن كان
الله قد جعلها مخرجاً فجعلتها أنت من أجل الطب مدخلاً، لكن أيضاً هي فتحة موجودة وطبيعية. إذا ضربك أحد بخنجر، فالخنجر دخل في جسمك ولكن ليس من فتحة طبيعية، فلا يُفطر. لماذا لا يوجد إفطار؟ لكن هناك شيء دخل الآن، ولكنه ليس من الأشياء المفتوحة. وماذا عن العينين؟ قال لك: العينان ليستا من الأشياء المفتوحة، لكن الأطباء يقولون إنها من المفتوحة. قال: نعم، أنا أعرف هذه المسألة. إخواننا الذين في الأعلى، انزلوا فوراً لأنه من الممكن أن ما أنتم جالسون عليه يقع بكم لأنه مشقوق. هيا يا أولاد، انزلوا بسرعة. انزل بسرعة. قلنا هذا الكلام عدة مرات. انزلوا يا
أولاد من المنبر. تعالوا اجلسوا هنا بجانبي. تعالوا. اجلس هنا لكن لا تجلس على المنبر. هيا، لا ترموا أنفسكم من الأعلى. انزلوا بهدوء وليس بدلال هكذا. لا تضحك، ابكِ، لأنك أنت فعلت شيئاً خاطئاً، وكل هذا من الأطفال، هم الذين سنّوا هذه السنة السيئة وطوعهم الكبار، لأننا عادةً لا نفكر. حسناً، لماذا تسهر معه؟ ما هي القصة؟ لماذا يسهر الأخ مع الأخ الآخر؟ لا هذا وقت للسهر ولا هذا مكان للسهر. انزل واعمل وأنا سأبقى هنا. فرحون والتي هي الفرحة، إنها شيء يبعث على السرور، فالمسلمون تركوا لنا
أشياء جميلة ينبغي علينا أن نحافظ عليها. الذي قال إنها فرحة كبيرة وهي تنزل، نعم، لنذهب ونؤذي الناس الذين في الأسفل! هؤلاء الناس الذين في الأسفل جميعهم لو سقط عليهم هذا - أبعد الله عنا - سيأتي سليم آخر فائدة للدرس، إذاً هذا كلام طيب، اللهم بارك فيهم. يعني إذا دخل خنجر في الجسم وأنت لست مفطراً ولا شيء، أو إذا دخلت حقنة الجلوكوز (الجلوكوز الذي يعيش به الإنسان سنة)، تستطيع أن تعيش بالجلوكوز أيضاً، فعند الشافعية لا ينتقض الصيام، هل تتصور ذلك؟ لأنه عن طريق الوريد وليس أي فتحة طبيعية كالأذن والأنف والفم
والشرج، حسناً، ماذا عن العين؟ قال: العين ليست منفذاً. قلت: لكن الأطباء يقولون إنها منفذ. قال لي: لا شأن لي بالأطباء، هذا مذهب الشافعي، العين لغوياً ليست منفذاً. قلنا له: عندما نضع القطرة، تنزل إلى الحلق. هنا قال: لا شأن لي بذلك، لا هذا يعني أنه ليس جاهلاً بما يقوله الأطباء، بل إنه يرفض المعنى اللغوي ويقول إنه معارض للمعنى الاصطلاحي الذي عند الأطباء. فيقول إن الشخص لو وضع قطرة في عينه لا يُفطر حتى لو وجد أثرها في حلقه، أيضاً لا يُفطر. لماذا؟ لأن العين هذه مثل المسام من الناحية اللغوية لا يمكن أن يقولوا: لا، هذه مثل الأنوف، لا يوجد مانع، لا يحدث شيء. نحن
نتحدث في اللغة، الإمام الشافعي يقول هكذا: أركان الصيام اثنان إجمالاً: النية ومحلها الليل الذي يبدأ من أذان المغرب إلى أذان الفجر، والإمساك عن المفطر الذي هو شهوة البطن وشهوة الفرج. أما شهوة الفرج، فواحد جامع يكون عليه ستون يوماً متتابعة ككفارة كبرى. حسناً، لنفترض أنه زنى وليست زوجته ولا شيء من هذا القبيل، فالعقوبة هي نفسها ولكنها أشد. حسناً، لنفترض أنه أقسم أنه لابد أن يجامع زوجته اليوم في نهار رمضان ولا يكفّر، ماذا
يفعل؟ يسافر ويأخذها معه ويذهبان إلى الإسكندرية، فيحل له ذلك لأنه مسافر "فمَن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فَعِدّةٌ من أيامٍ أُخَر" ومن كان مريضًا أو على سفرٍ فَعِدّةٌ من أيامٍ أُخَر "يريدُ اللهُ بكم اليُسرَ ولا يريدُ بكم العُسر". حسنًا، نعم، سافر أم لم يسافر؟ حسنًا، ما دام قد سافر، فلا يجوز أن تجعله يتكلف. أنت بهذا ستضيّق أهو نذل يجب أن نشتم الناس، أنا أفهمهم العلم وأشرحه. أنا لا أقول له افعلوا هكذا، انتبهوا يا أبنائي، هناك فرق بين شرح العلم وبين الفتاوى، فرق كبير. أنا الآن لا أقول لشخص افعل
هكذا، إنما أقول لك كيف تحلها عندما تُجن وتضطرب أفكارك ويحدث أمامك شيء مثل هذا. هكذا، ففي فرق كبير جداً بين السماء والأرض بينك. نعم، اذهبوا يفعل هكذا هو المرء متطلع إلى رمضان، هذه فرصة ليس لها تعويض، لكن تغابى وتحامق وفعل هكذا. ماذا نفعل لها؟ هل لها حل أم ليس لها حل؟ حلها كذا. هذا الحل لا يكون بعد المشكلة، فيجب على مشكلة، فانتبهوا جيداً. هناك فرق كبير بين الفتاوى وبين الشرح. يجعل لديك تفكيراً مستقيماً، لكن الفتاوى معناها اذهب وافعل هكذا. فهذا ليس فتوى كلما أقول شيئاً، لكنهم خائفون -يا عيني- على الآية أو على العمل. لا، هناك فرق بين الشرح وبين ماذا؟ بين الفتوى. فتح الله عليكم فلو...
سواء كان الجماع مع زوجة أو مع امرأة محرّمة، يعني يا مولانا أنت بهذا تدعو الناس إلى الفساد. لا، نحن نقول إن شخصاً - والعياذ بالله تعالى - ارتكب المعصية في نهار رمضان بالزنا - والعياذ بالله تعالى - فهذا أمر واضح، فماذا عليه؟ عليه قضاء يوم وكفارة، بالإضافة إلى مصيبة كبرى! هل تتكرر الكفارات بتكرار الأيام؟ شخص أفطر الثلاثين يوماً بأنه جامع زوجته... نعم، يجب عليه ثلاثين كفارة. انظر إلى المشكلة الكبيرة! إذا كانت المسألة صعبة جداً، فينبغي علينا أن
نبتعد عنها كثيراً أيضاً. لماذا؟ لأنها مسألة صعبة وليست سهلة، وفيها غضب. نعوذ بالله من غضب الله. حسناً، سأنتقل يشاهد الأفلام الإباحية قليلة الأدب وهو صائم فأنزل، فيكون عليه قضاء يوم كأنه أكل وشرب، لأن المرء عندما يأكل ويشرب يكون عليه يوم واحد فقط. الكفارة الكبيرة لا تكون إلا بالجماع. أما من كان نائماً فاحتلم فأنزل فلا شيء عليه. من نظر إلى المحرمات أو حتى إلى المحللات فأنزل، يكون أصلها مفسداً إن كان
معتاداً على هذا الفعل، أن ينظر حتى ينزل، فيكون عليه إثم. أما إذا حدث له فجأة، يعني هو لم يفعل شيئاً كهذا من قبل، ثم فوجئ بمنظر مثير أمامه، فأنزل أو فكّر وهو جالس يفكر هكذا ووجد نفسه قد أنزل، فليس عليه شيء. لماذا؟ لأنه ليس معتاداً، ليس معتاداً، لكن عندما يكون معتاداً يصبح متعمداً. أنت تعرف لماذا نفسك تفعل هكذا، فأنت متعمد، وبالتالي فسد صيامك. أما من نظر أو فكر ولم يكن قد اعتاد على ذلك، فنزل عرضاً هكذا لأول مرة تحدث له، فصيامه صحيح. شخص فسد صومه بسبب الإنزال يأكل. أصبح أو يشرب له هذا، ولكنها قلة أدب على
قلة أدب، قلة أدب على قلة أدب. بل ينبغي عليه وليس يجب عليه، ينبغي عليه أن يكمل يومه صائماً لحرمة الشهر واحتراماً للشهر، ليس لأن صومه صحيح، فصومه قد انتهى وذهب، ولكن يكمل الامتناع لحرمة الشهر، حسناً. هذه هي شهوة الأكل وهذه هي شهوة الفرج. أما المعاصي الأخرى فهي: شخص يقل أدبه طوال النهار على خلق الله، وشخص مؤذٍ يشكو إخوانه هنا وهناك بالباطل وبالحق، وشخص قطع رحمه، وشخص عق والديه، وشخص كاذب، وشخص شاهد زور. إذا فعل هذه الأشياء وهو صائم، فهل يفسد صيامه؟ صومه
لا يفسد صومه. هل يأخذ أجراً على صومه؟ لا، الأجر شيء والفساد شيء آخر. صومك صحيح. لا يأتي ويقول لي مثلاً - وأنا أقول له: لماذا أفطرت اليوم؟ فيقول لي: والله، إنني في الصباح كذبت، فقلت: لا، أفطر. لا، إياك أن تفعل ذلك، صيامك ما زال صحيحاً. ولكن ثوابك ضيعته بالكذب، بشهادة الزور، بعقوق الوالدين، بقطع الرحم، بالنظر إلى العورات، بالغيبة والنميمة، بأي شيء من المعاصي. إذاً لا بد علينا أن نشغل أنفسنا بذكر الله وبالصلاة على سيدنا رسول الله وبتلاوة القرآن حتى تستقيم أوقاتنا. تجد أناساً يرون
الأمر خفيفاً، وتجد نفسك غير مدرك لذلك. تقول الفاحشة من القول وتبتعد عنك، فيقول رحمه الله تعالى: "يجب صوم رمضان بأحد أمرين: باستكمال شعبان العدد، فعندما يكون شعبان ثلاثين يوماً، يكون من اللازم أن يكون الغد هو اليوم الأول من رمضان، أو برؤية العدل هلال الشهر. ولو قال شخص: رأيت الهلال، ولم تحط به الشكوك، نصبح صائمين القصر خمسة وثمانون كيلومتراً، فكل ما يقع في إطار دائرة مركزها المنتصف وقطرها خمسة وثمانون كيلومتراً يجب عليه الصوم. الآن بالطبع، التلفزيون والراديو جعلا المسألة من أمريكا إلى
اليابان نرى بعضنا، ولكن الفرض على شخص قادر على الصيام، وهو مسلم مكلف طاهر، مسلم ومكلف وطاهر من الحيض والنفاس، ما دام مكلف يكون دخلت فيه النساء لازم تكون طاهرة من الحيض والنفاس. حسناً، لنفترض أن رجلاً أصبح جنباً قبل الفجر، طبعاً أذن الفجر عليه وهو جنب، ما حالة صيامه؟ صيامه صحيح. لنفترض أنه نام قبل الفجر ولم يستيقظ إلا عند المغرب وهو جنب، صيامه صحيح. إذاً لا علاقة لذلك بأنني على صحيح أم غير صحيح، وشرطه نفل نية للصوم؟
لا يصح أن أستيقظ صباحاً وأقول: ما هذا؟ اليوم الخميس، حسناً سأصوم. لا، يجب أن أبيّت النية ليلاً. ولكن هذا في أي صيام؟ في رمضان. أما النفل فقال: يجوز قبل الزوال، قبل الظهر، لأن النبي كان يدخل فيقول لأهله. عندكم شيء فيقول لنا: لا. فيقول: اللهم إني صائم. يكون قد شرع في الصيام، وهو ماذا؟ في الصباح والوقت لا يزال الساعة العاشرة، وشرط صيام النافلة النية قبل زوال الشمس لكل يوم. وإن كان فرضًا، فنشترط نية قد عُيّنت من الليل. صيام الفرض لازم أن يكون بالليل. فكان مشايخنا يعلموننا عند الإفطار قل هكذا:
"اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله، نويت صيام غد من رمضان". قم بذلك لتصبح معك دائماً، لا تنسَ أبداً وستعتاد لدرجة أن لسانك يقولها. انتبه، إنها أمر بسيط جداً لا يحتاج إلى أي مشقة إن شاء الله. غداً من رمضان وأنت تفطر وأنت تقول بسم الله، وعندما تفطر تقول مع بسم الله: نويت صيام غد من رمضان، ألست الآن في الليل؟ ثم أتمم الصيام إلى الليل. نعم، لا يجب تجديد النية يومياً عند الشافعي، يومياً نحن هنا ندرس المذهب الشافعي. وكذلك بانتفاء مفطرات الصيام كالحيض والنفاس والردة قال: "بلى، الإسلام بلى
خرافة" والعياذ بالله. "أنا؟ أين الذي يجعلني مع هؤلاء الناس المتخلفين؟ سأذهب وأسافر إلى أمريكا لكي أصبح متقدماً". خلاص قطع صيامه هكذا، هو لا يريد أن يصوم ولا يفطر. هو ابن ناس وأبوه كان شيخاً. وبعد ذلك قال: "أعوذ بالله، ما الذي أقوله؟ لن أترك ابني". ولا ماذا؟ أستغفر الله العظيم! هل سأترك ديني ومتعلقاتي وهذا الأمر؟! أنا أذهب إلى الشيخ علي سلطان حسن وسلطان حسين وهذه أموري. ما الأمر يا أستاذ؟ لماذا تضحك؟ فماذا أفعل