الرد على شبهة عتاب الله سبحانه وتعالى نبيّه ﷺ في ﻣﻄﻠﻊ ﺳﻮرة ﻋﺒﺲ | أ. د علي جمعة

الرد على شبهة عتاب الله سبحانه وتعالى نبيّه ﷺ في ﻣﻄﻠﻊ ﺳﻮرة ﻋﺒﺲ | أ. د علي جمعة - سيدنا محمد, ندوات ومحاضرات
عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى، أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى، أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى، فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى، وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى، وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى، وَهُوَ يَخْشَى، فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى، كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ. مِنْ أَجْلِ الرِّوَايَاتِ أَيْضًا يُظَنُّ دَائِمًا أَنَّ هَذَا الْكَلَامَ مُوَجَّهٌ لِعِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسلم حاشاه بل هذا الكلام موجه للكافر الذي كان مع النبي بمكة والروايات تتكلم عن ابن أم مكتوم وابن أم مكتوم رجل مدني لم يكن أصلا في مكة ولذلك ففي هذه الروايات إشكالات وكان أبو تمام وهو علي بن محمد الواسطي يرى أن الكلام موجه إلى الكافر
لأنه لم يوجه بضمير النبي صلى الله عليه وسلم عبس وتولى أو عبس النبي وتولى أو شيء من هذا القبيل، فالكافر عبس وتولى أن دخل على النبي صلى الله عليه وسلم أعمى، وما يدريك أيها الكافر لعل هذا الأعمى يتزكى عند الله، ولكن مقياس الكافر هو الغنى والفقر والوجاهة ولو كان هذا من الأغنياء يقوم له ويبش في وجهه ويفسح له مجلسًا في داره، ولو كان هذا من الفقراء يتبرم منه وينقلب عليه. فهذا المقياس هو مقياس الكافر، "عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك أيها الكافر لعله يزّكى أو يذّكر فتنفعه الذكرى، أما من
استغنى فأنت له تصدى"، الغني تتصدى له وتعظّمه، وما عليك إلا... يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره. إنها تبتغي روايات بعضها نعرف من أين أتت، ولكن الرواية لا بد أن تكون مقبولة درايةً وروايةً. لا يكفي صحة السند فيها أن نأخذ بها لأنها بذلك تخالف المستقر عند كل المسلمين من شؤون النبي صلى الله عليه وسلم. وآله وسلم من اجواز الروايات يضطر المفسد أن يفسرها على أن هذا الكلام فيه عتاب أو فيه توجيه لسيد القرآن الأجمعين صلى الله عليه وسلم
    الرد على شبهة عتاب الله سبحانه وتعالى نبيّه ﷺ في ﻣﻄﻠﻊ ﺳﻮرة ﻋﺒﺲ | أ. د علي جمعة | نور الدين والدنيا