الرد على شبهة عتاب الله سبحانه و تعالى لنبيه ﷺ في أسرى بدر | أ.د علي جمعة

النبي صلى الله عليه وسلم عالي القدر، يشتبه بعض الناس في بعض الآيات وبعض المواقف يرونها وكأنه يخطئ في شأن الدنيا أو لا يعلم أمر دنياه. نسير سوياً وقد اصطفاه الله سبحانه وتعالى من خيار من خيار، والله سبحانه وتعالى يخبرنا أنه هم درجات عند ربهم، لهم درجات، هم درجات. عند الله والله بصير بما يعملون ولهم درجات عند ربهم. فرسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله وخاتم النبيين كما أخبر ربنا سبحانه وتعالى. هيا بنا في آيات متتالية نرى ما الذي حدث. الذي حدث
أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد رفع الحجب فإن الله كان يبقي. له أمرًا فلا يفعل هذا الأمر بل يفعل ما هو أعلى منه، وهذا الذي جعل ربنا سبحانه وتعالى يقول له: "فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا"، يعني هو يفعل أكثر مما يُباح له. أباح الله له في سورة الأحزاب قتل المنافقين ولكنه صلى الله عليه. وآله وسلم لم يقتل منافقاً قط ولم يقتل مرجفاً قط، لماذا؟ لأنه رحيم بأمته. هذه الحال تبين لنا كثيراً من الآيات،
قوله تعالى: "ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض، تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة". يحكم بعض الناس على ما في روايات وردت ولم تراعِ. ما قُلنا من فضلٍ وعُلوِّ مقامِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ والأمرُ بخلافِ ذلك، فإنَّ بعضَ الصحابةِ الكرامِ رضيَ اللهُ تعالى عنهم من أهلِ بدرٍ وقد سبقتْ كلمةُ اللهِ فيهم أنه قد غفرَ لهم ما تقدمَ من ذنبِهم وما تأخرَ وأنهم من أهلِ الجنةِ حتى أنَّ حاطبَ بنَ أبي بلتعة عندما رابت عنه نفسه فأرسل رسالة إلى قريش فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعل الله اطلع على أهل بدر فقال افعلوا ما شئتم إني قد غفرت لكم وسامحه
وغفر له بغفران الله له فسبق هذا في علم الله أن هؤلاء الناس مغفور له النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهى القتال في ذلك اليوم وكثير منهم صار وراء فلول المشركين، فلما صار وراء فلول المشركين أسروا منهم أسرى نحو سبعين أسيراً ابتغاء الفداء. الله يعلمنا أنه في كل الشرائع فإن الأسرى تكون في ميدان الحرب في يوم القتال، فقال: "ما كان لنبي أن يكون له أسرى". حتى يسكن في الأرض يوجه هذا الكلام للصحابة
الكرام الذين خالفوا هذا الأمر الرباني الذي يلزم لكل نبي أنهم لا يأسرون من فر ومن كان في الفلول، وبعد انتهاء المعركة في المعركة وحدها يتم الأسر، فإما منٌّ من بعد وإما فداء، ولذلك ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض في ميدان القتال فقط، تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة، والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لكم يا أهل بدر لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم، فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً. عفا عنهم بالعفو الأول، أين العتاب في هذا وأين الملام على رسول الله صلى الله. عليه وسلم في النص
لا وجود لعتاب ولا لملام إنما الذي هو موجود أمامنا إنما هو مودة للصحابي