السبيل إلى الجنة | أ.د علي جمعة | حديث الروح

السبيل إلى الجنة | أ.د علي جمعة | حديث الروح - حديث الروح
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الإخوة المشاهدون والأخوات المشاهدات في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من هذا اللقاء ومع الحديث الثاني والعشرين من أحاديث الإمام النووي التي ذكرها في أربعينه تحت عنوان السبيل إلى الجنة يروي أبو عبد الله جابر بن عبد الله أن رجلا سأل
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال أرأيت يا رسول الله إذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئا أأدخل الجنة قال نعم رواه مسلم حديث قد لا يتجاوز سطرين لكنه من المهام الكبيرة يحدد من هو المسلم من صلى صلاتنا وصام شهرنا وقرأ كتابنا هذا هو المسلم ولذلك أسماه الفقهاء المسلم الصعب ما دام شهد أحدهم الشهادتين
وصلى وصام أصبح مسلما وهنا فإن الورطة التي أوقع فيها المرجفون ممن نسميهم الآن في عصرنا بالإرهابيين من إباحة قتل المسلمين حتى في المساجد مسألة خطيرة ومصيبة عظيمة أوقعوا أنفسهم فيها، بعض الناس ينظرون إليهم باعتبارهم مجرمين وهم مجرمون قطعا، ولكن انظر إليهم بحسرة وعطف وأقول يا ربي اهد هؤلاء، إنهم يقتلون ويظنون أنهم يقتلون في سبيل الله وهم مخطئون مجرمون لا يرضى الله عنهم ولا يرضى. عنهم رسول الله يا رب نجهم مما هم
فيه، هناك قساوة في القلب وقساوة على البصر والبصيرة. النبي يحدد هنا طريق الجنة لرجل، والرجل لا يعرف جابر بن عبد الله الصحابي الأنصاري الملازم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فغالبا يكون رجلا غريبا يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله سأصلي الصلوات الخمس المفروضات وأصوم رمضان، لم يتعرض للشهادتين لأنه مسلم في المسجد يسأل، ولم يتعرض للزكاة لأنه قد يكون فقيرا لا مال له، ولم يتعرض للحج لأنه قد يكون غير مستطيع، إذن فهي الصلاة والصيام، إن فعلت ذلك أأدخل الجنة؟ قال
نعم، كلمة واحدة ولكن من سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تساوي الدنيا وما فيها، نعم. إذن الورطة التي أوقع فيها الإرهابيون أنفسهم بقتل الدماء الزكية، يقتلون الناس وهم يفطرون في رمضان، هذه مصيبة. من أجل ماذا؟ من أجل أن يستولوا على الحكم، من أجل أن يفسدوا في الأرض، من أجل أن يحولوا سعادة الناس إلى شقاء وأمن الناس إلى اضطراب واستقرار البلاد والعباد إلى المصائب والويلات أمرهم شديد عند الله ولذلك نرحم هؤلاء بدعوتنا لله سبحانه وتعالى أن يخرجهم من
ورطتهم نفعل هذا لا نقصد به أن نتقي شرهم والله سبحانه وتعالى يقينا شرهم إن شاء الله ولكن نفعل هذا رأفة بهم ولكن الله سبحانه وتعالى قال لنبيه ولا تذهب نفسك عليهم حسرات فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا وسبحان الله إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد فنرجو الله سبحانه وتعالى أن يشرح صدورنا لفهم كلام نبينا الرجل بمنتهى البساطة أنا أصلي وأصوم فأدخل الجنة، قال له نعم يا... إنه أمر يؤثر في النفس والروح والعقل لكنه
أمر يبنى عليه سلوك وهو أنني يجب علي أن أعامل من صلى وصام معاملة الأولياء لأنه قد يكون وليا من كبار أولياء الله الصالحين، إنه سيدخل الجنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم وأنا لست متأكدا إذا كنت سأدخل الجنة أم لا أدخلها، إذن يجب عليك أن تظن بكل من أمامك أنه من أولياء الله الصالحين ما دام يصلي وما دام يصوم، فاللهم احفظنا وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، إلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته