الشيخ والمريد جـ 2 | رب لترضى جـ 1 | الحلقة السادسة | قناة الإرث النبوي | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الإخوة المشاهدون في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا ومرحبا بكم في حلقة متجددة من حلقات ربي لترضى مع مجموعة من الشباب نتلقى منهم
ما يجول بخاطرهم حول التصوف الإسلامي اهلا يا شباب مرحبا بكم، هل عند أحد منكم تساؤلات نبدأ بها هذه الحلقة المباركة؟ حضرتك نسمع كلمة مريد، نحن تحدثنا عن الشيخ حلقات من قبل، فما معنى مريد؟ ماذا يعنى ان يكون الشخص منا مريدا مريدا عند شيخ، هو في اللغة العربية هناك مراد وهناك مريد، فالمراد يعني أنا أريدك فأنت مراد، والمريد أنت تريدني فأنت مريد فالمريد اسم فاعل والمراد اسم مفعول فمعناها أن إنسانا يريد الله سبحانه وتعالى ولذلك فهو مريد وفي
بعض الأحيان الله سبحانه وتعالى يجذب بلطفه الإنسان ولذلك يقال هذا ليس مريدا هذا مرادا ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام مسلم ومنكم من يقاد إلى الجنة بالسلاسل يعني أنه لا يضع في ذهنه أن يدخل الجنة ولكن الله سبحانه وتعالى يوفقه إلى كل خير ثم إنه يمنعه من كل شر فلا يعرف كيف يعصي ربه يذهب إلى المكان الذي سيعصي فيه ربه فيجده مغلقا يجده مهدوما يتعثر وهو يمشي يحضر في مكان فيه معصية فتنزل
عليه السكينة والنعاس فينام وما يحضر هذه الحكاية سبحان الله فهو بذلك يكون مرادا ومنها قول السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم أرى الله سبحانه وتعالى يسارع في هواك يعني كلما كان يريد شيئا صلى الله عليه وسلم قام يفعل من غير حول منه ولا قوة ولا دعاء حتى إنه يحب هذا أو يرغب في هذا فإذا بهذا يحدث، هذه خاصية لسيدنا النبي فقط يا مولانا، لا ليست للنبي وحده وإنما هذا حال كان فيه النبي، وأحوال النبي ورثتها أمته، فنرى من البشر من ينطبق
عليهم قول النبي: ومنكم من يقاد إلى الجنة بالسلاسل، ونرى من البشر ويشعر بعضنا في نفسه حتى أنه لا يستطيع أن يعصي الله سبحانه وتعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم كان قد نزه نفسه عن أفعال الجاهلية، لكنه في مرة من المرات ذهب ليسهر مع شباب قريش فنزل عليه النعاس فنام، إذن فهو مراد أنه ذهب ليفعل شيئا لم يفعله بعد والشريعة لم تنزل و كان شيء مباح ولكن الله سبحانه وتعالى حفظه نعم لا هذا حفظ هذا حفظ إحاطة وحفظ وإحاطة الله سبحانه وتعالى يحيطه بكلاءته وعنايته ورعايته ولذلك نجد أن
سيدنا النبي لم يسجد لصنم قط حتى قبل الوحي فما النفرة الطبيعية التي ربنا خلقها فيه والرعاية أو العناية أو الإحاطة التي أحيط بها رسول الله صلى الله عليه وسلم تشعر هكذا أنه محفوظ أنه مراد أنه بعد ذلك بعد الرسالة معصوم أيضا فلا يقع في الخطأ ولا الخطيئة لأنه مصدر التشريع يبقى إذن هذا المريد معناه من أراده الله سبحانه وتعالى فهذا هو المريد ولأنه أراده الله سبحانه وتعالى فإنه يسعى إليه ويضع الخطط والحيل من أجل أن يصل إلى الله، وهنا فإنه يبحث عن الشيخ المرشد الذي يوصله إلى الله، يدله على الله، يهديه
إلى الله سبحانه وتعالى. والهداية لها معاني، المعنى الأول هو الهداية بمعنى الإرشاد، وأنك لتهدي إلى صراط مستقيم يعني ترشد إلى صراط المستقيم ووصف ربنا القرآن فقال هدى للمتقين لأنه يرشد إلى طريق التقوى ويرشد المتقين إلى طريقهم ومنها معنى خلق قدرة الطاعة في العبد وهذا لا يكون إلا لله إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء فقال له وإنك لا تهدي وقال نعم وإنك لا تهدي هو يهدي ولا ما يهدي أجل من ناحية الدلالة نعم هو يهدي مرشد لكن من ناحية أن يخلق وأن يوفق هذه من شأن ربنا إنك لا تهدي من
أحببت ولكن الله يهدي من يشاء فالمريد الذي أراد الله سبحانه وتعالى يبحث عن من يوصله تماما كما لو كنت تريد أن تذهب إلى سيارة توصلك فهذه السيارة أو وسيلة النقل هذه هي الوسيلة التي تبلغك هدفك، الشيخ هو هذه الوسيلة التي تبلغك هدفك أي تصل بالشيخ إلى هدفك الذي أراده الله، فالمقصود هو الله وليس الشيخ، لأن الشيخ أولا ليس معصوما عندما يكون وارثا محمديا يصبح محفوظا، العارفون قديما يقولون له لم نتبعك لأنك نبي، أأنت نبي حتى لا تخطئ؟ لا، وإنما على كل
حال هو يغلب خيره شره، يغلب عطاؤه وطاعته تغلب قصوره وتقصيره. فالشيخ دائما يكون من أهل الخير لكنه ليس معصوما. ماذا نفعل يا مولانا؟ أنسلم أم نراجعه أم ماذا؟ أنسلم أم نراجعه؟ حاول أن تفهمني. لا، الأحسن أننا وجدنا الشيخ، نعم، فيعني نترك لأنفسنا تماما ولا نفكر ونأخذ ونعطي معه ويكون هناك أخذ وعطاء وهكذا مع الشيخ، ماذا نفعل؟ الشيخ هو دليل إلى الله، إذن سنسأله عن الأذكار، سنسأله عن الواردات التي تأتيني، سنسأله عن الرؤى والأحوال، سنسأله عن تغيرات النفس، سنسأله عن
عصيان النفس وعدم قدرتى على السيطرة عليها فهو سيرشدني لكن المشايخ الذين أدركناهم لم يأمرونا أن نسألهم إن كنا سنتزوج أم لا وإذا تزوجنا فمن سنتزوج وهل سننجب أم لا وهل سندخل هذا العمل أم لا وهل سنكمل الدراسات العليا وفي أي طريق أو في أي تخصص أو في أي مكان سنشتري البيت هذا أم ألا نشتريه، هذا الكلام لم نفعله ولم يأمرونا به، وهذه القضية كانت تأتي من قبل المريد لا من قبل الشيخ، المريد هو الذي يلح على الشيخ، لا
ليس واجبا على المريد هذا، المريد هو الذي يفعل ذلك، الشيخ ليس ليس عنده فراغ لمثل هذا لكن المريد هو الذي يذهب ليتثاقل عليه بعد ذلك نعم هذا ما هو يعني يسأل في كل شأنه على سبيل قولهم كن بين يدي شيخك كالميت بين يدي مغسله، وهذا نراه بعد الفاصل. بسم الله الرحمن الرحيم، كنا قبل الفاصل توقفنا عند حكاية هل نحن سنسلم الامر تماما على حد تعبير أخينا محمد، هي طبعا هذا تعبير مجازى أن نسلم الأمر للمرور وأصبحت المسائل التي لا
حيلة لنا فيها وقلت لكم أن من أدركناه من المشايخ لم نكن نسألهم في جريان الحياة ولم يكونوا يطالبون بذلك ولم يكونوا يأمرون بذلك أبدا لم نر شيخا ممن أدركناهم يقول لي تعال هنا ماذا ستعمل وماذا ستفعل ماذا وأفعل ماذا ولا تفعل ماذا إلى آخره، لم نر هذا هو صديق يعني، نفترض أن الشيخ أمرني بشيء، هل أعرضه على عقلي أم لا حاجة لذلك ؟ يجب أن تكون الأمور واضحة وجلية كي نسير فيها، الشيخ وظيفته
هي وظيفة إرشادية للهداية، أنت الآن تريد أن تجعل الشيخ هذا ماذا؟ فيذهب المريد للشيخ ويساله فى كل شىء صغير او كبير وتجعل الشيخ يقول لك فتقول له أنا سأتزوج فلانة ما رأيك حينئذ هو يقدم لك النصيحة وهذه النصيحة هي نصيحة أي غير ملزمة غير ملزمة لكن جرت العادة أنت الذي سألت وأنت الذي قلت بعد ما قال لك اعمل كذا تقول له لا لن أفعل والله، فلماذا كنت سألته إذن؟ وهنا شيء من قلة الأدب، يعني أنت الآن كان يكفيك الصمت، وهذا
الملف لا ينبغي أن يعرض عليه أصلا، لقد عرض أنت عرضته وأصررت على أن يقول فقال فخالفته، والذي سيترتب على هذا ليس شيئا في الطريق إلى الله، بل الذي سيترتب على من أنواع الحرمان من شيء في الدنيا أنك لم تستشره في الدنيا وقلت له اشتر هذه السيارة أم لا فقال لك لا فذهبت واشتريتها فوقع حادث ولكن أولا ليس هناك تلازم بين أنك عصيت وعصيت الكلام ولم تعص الشريعة وأحضرت السيارة وبين وقوع الحادث إنه شيء كالتربية لك من عند الله سبحانه وتعالى إنك أنت تدخل نفسك في الطريق الضيق لماذا وتدخل نفسك
في المضايق لماذا إذا كان الشرع لم يأمرك أن تذهب وتقول له اشتر هذه السيارة أو لا تشتر هذه السيارة، اشترها وانتهى الأمر أو لا تشترها وانتهى الأمر، ولكن كونك أنت تجلس تختبر الشيخ أنت تختبره فيقول لك نعم أم لا فإذا قال نعم تقول له لا والله، وأما هذا التربص فما نهايته؟ ليس فيها نوع من أنواع الأدب؟ يحدثنا الشيخ عبد الهادي القليوبي وهو معمر الآن، وهو من مواليد ألف وتسعمائة وستة، ونحن الآن في عام ألفين وأربعة عشر، أي مائة وثمانية أعوام، يمنحه الله الصحة وهو من تلاميذ الشيخ الحصافي محمد عبد الوهاب الحصافي فيحكي لنا قصة قد تنفعنا في هذه الحكاية، لكنني
قلت لكم الأصل الشرعي أن الشيخ هداية لك مرشد في الذكر والفكر في الطريق إلى الله في المراحل المائة التي للشيخ الهروي في منازل السائرين، أي أنه يقول لك الأذكار وكيف وهكذا وليس له شأن بالدنيويات ولكن أنت عندما تدخل نفسك في الدنيويات سنرى ما الذي يترتب عليها فالشيخ عبد الهادي يحكي لنا أنه تزوج انظر كيف أصبح تزوج دون أن يقول شيئا لماذا للشيخ ولا شيء تزوج امرأة وكانت امرأة أي طيبة ابنة أناس طيبين وجميلة وما إلى ذلك ولا يعرف ما هي المواصفات التي يريدها، فمضى شهر أو شهران أو ثلاثة ثم جاء الشيخ إلى البلد، وفي أثناء ذلك الكلام قال له يا سيدنا الشيخ
ألا تبارك لي، فقال له أبارك في ماذا، قال إنني تزوجت امرأة، فالشيخ الحصافي رحمه الله تعالى قال له أتزوجتها فقال نعم، قال له طلقها ها طلقها طيب وماذا بعد في هذه الورطة طلقها فالرجل هذا شيء أصبح خاصا به هذا ليس مكتوبا في هذا الكتاب وهو ليس ملزما به ولو كان سكت وتمتم هكذا وذهب ولم يطلقها لما حدث له شيء لكن الشيخ القليوبي رضي الله تعالى عنه عنده هذا الشيخ شيء له قيمة كبيرة جدا جدا وأنه آدم قال له تزوجت وأدخله في هذا الشأن فيجب أن يتحمل فذهب وطلقها وأعطاها حقوقها وكل شيء
في أمانة الله وبعد ذلك تزوج امرأة أخرى ولم يقل للشيخ انتبهوا لم يذهب وقال للشيخ أنا سأتزوج امرأة أخرى ومن هي وما إلى ذلك لا وبعد ثلاث أو أربع الشيخ أيضا في جلسة أنس هكذا قال له يا سيدنا الشيخ أنت كنت ذكرت لي قلت لك أنا تزوجت فقلت لي طلقها وعلى فكرة طلقتها نعم وأنا امتثلت لامرك ولكن يا سيدنا الشيخ هي كان لا قدر الله فيها شيء قال له لا ليس بها شىء قالوا مثل الياسمين فلماذا أطلقها يا قال سيدنا الشيخ له لأنك تحب كثرة الأولاد وهذه امرأة لا تنجب وكانت حياتكما ستصبح
شقاء، يقول الشيخ القليوبي أنه بعد انقضاء العدة من هذه المرأة الفاضلة تزوجت مرة أخرى، كل الصفات الجميلة في النساء فيها، تزوجت وزوجها أحسن إليها أي يعيشان في سعادة تامة ولم تنجب حتى ماتت الشيخ القليوبي عاش مائة وثمانية أعوام حتى هذا اليوم عاش حتى الآن ونحن نتحدث فرآها حتى ماتت وزوجها مات ولم ينجبا هذه الحكاية على بساطتها تبين لك هل سنسلم الامر أم لن نسلم الامر وكيف نسلم الامر ولمن نسلم الامر وهكذا أحدهم قال له أن يقول لي الشيخ أنا تزوجت في الأصل أو يقول
للشيخ عندما أقول له طلقها يطلقها، وللعلم كل هذا غير موجود في أصول الطريقة أن تفعل ذلك، وإنما هذا نابع من شدة ثقة الشيخ القليوبي بالشيخ الحصافي في الخبرة، أي الروح والعقل والخبرة وكل شيء، فلما قال له ذلك ونفذ ذلك وتزوج امرأة أخرى أنجب له سبعة الذي يريد أن يكون له أولاد كثيرون، هذه رغبته. فالمرأة هذه، لنفترض أن الشيخ القليوبي لم يطع الشيخ الحصافي، لكان سيدخل النار، لكان سيقل مثلا في درجته أبدا، ولكنه كان سيعيش فى نكد عليه أن رغبته في كثرة الأولاد لم تكن ستتحقق، ولكن هل نعم أم واجب؟ عليه ولا أي
شيء يعني الكلام الجميل اللى حضرتك حضروا معه أن نحن الذين قلنا نسمعه فكرة الأمر والطاعة والكلام الذي هو ما الذي يقال في بعض الجماعات أو كذلك أنه أصبح نوعا من الأنواع يستغلون أمثال هذه الحكايات ويعملون فيها ما يسمى بالتعميم ولا تناقش يا أخي علي أم هذا دخيل يا أخي علي أم يا أخي خالد، هذا عبارة عن الجماعات الإرهابية، وهذا لا علاقة له بالتصوف ولا بأهل الله، ولكنهم يقولون إن في الصوفية قولا مفاده "كن بين يدي شيخك كالميت بين يدي مغسله" وهذا معناه أن يفعل بك ما يشاء
ما يشاء، هذا الكلام غير موجود عندنا في أصول الطريق يعني، وهو يفهمني الذكر والفكر والطريق إلى الله ليس فيه هذه الجزئية، وهذه أيضا سنفرد لها حلقة منفصلة حتى نتعمق فيها، فإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،