الشيخ والمريد جـ 3 | رب لترضى جـ 1 | الحلقة السابعة | قناة الإرث النبوي | أ.د علي جمعة

الشيخ والمريد جـ 3 | رب لترضى جـ 1 | الحلقة السابعة | قناة الإرث النبوي | أ.د علي جمعة - تصوف, رب لترضى
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الإخوة المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا وأهلا بكم في حلقة جديدة من حلقات ربي لترضى ومعنا مجموعة من الشباب نتحاور
حول موضوع التصوف الإسلامي يجول بخاطرهم من أسئلة ومن استفسارات ونحاول أن نلقي ضوءا عليها أهلا يا شباب أهلا وسهلا بكم عندكم أسئلة نعم مولانا ما الفرق بين فكرة الشيخ والمرشد الموجود في التصوف والطريقة وفكرة الشيخ والمرشد الموجود في الجماعة الإسلامية والسمع والطاعة عندهم أيضا فأنا إذن يعني ستكون نفس الفكرة ونحن والناس جميعا ونحن شباب نلتزم بفكرة المرشد والشيخ وطاعة الشيخ وطاعة المرشد عندهم وتقبيل يده وهذه الأمور، القيادة ليست فكرة سيئة فهناك قيادة في المدرسة وقيادة في الجيش وقيادة في المؤسسة والنبي صلى الله عليه
وسلم أكد أهمية القيادة وفي أهمية القيادة قال صلى الله عليه وسلم إذا كنتم إذا كانوا ثلاثة فليأمروا أحدهم عليهم في السفر فنحن سائرون في السفر يجب أن يقول لنا أحد قفوا هنا انزلوا فأنا أريد أن أنزل وأنت لا تريد أن تنزل وهذا يريد وبعد ذلك والسفينة التي لها رئيسان تغرق السفينة يجب أن يكون لها رئيس واحد فقط ربان واحد بيده القرار فكرة القيادة فليست كذلك، ونحن حين ننتقد الجماعات الإسلامية المتطرفة لا ننتقدهم لأن لديهم قيادة، ليس هذا هو الأمر، نحن ننتقدهم لأن قيادتهم تقودهم إلى
الهلاك، ننتقدهم ليس على الشكل ولكن على المضمون. هناك مدرسة، المدرسة أول ما نسمع عنها نقول آه المدرسة جميلة، وعندما يأتي أحد ويقول لي نريد عمل خير، ما رأيك أن أقول له: ابن مدرسة، وهكذا هذا المبنى، والمبنى لا شيء فيه، فإذا به يبني مدرسة لتعليم الإلحاد، فهل تبقى المدرسة التي سيئة في مبناها ونظامها وإن فيها معلما وكتابا ومنهجا وإلى آخره، أم الإلحاد هو الذي سيء؟ الإلحاد هو الذي سيء، فالجماعات الإسلامية المتطرفة
هذه مدرسة فليست العلة في المدرسة أو تبني قيادة فليست العلة في القيادة، إنما العلة كل العلة فيما يدعون إليه. سيدنا النبي يقول: "يا عائشة إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه" وهم يدعون الناس إلى قسوة القلب. سيدنا النبي يقول صلى الله عليه وسلم من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه وهو يجعلك تتدخل بدعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة وكذلك بين جلد وعظم من أمامك سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وهذا يتتبع الريب
يبقى إذن هذا كأنه يدرس سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أن يخالفها، هذا الذي نتعب منه هكذا، سيدنا الرسول يقول المستشار مؤتمن، ربنا يقول فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، فهذا يتصدر قبل أن يتعلم، وقديما قالوا لا تتكلم قبل أن تتعلم، يعني هذا الذي نتعبه وليس نتعب المبنى إن في قيادة وفي طاعة أو في احترام مثلا، لكنهم يقدسون يا مولانا ويجعلون كلامه هو الكلام، هو قال هكذا أتعرف؟ لو قدسوا الوالدين لما جرؤوا على شيء. نحن لدينا القداسة جزء من الدين، نحترم الكعبة، نحترم المصحف، نحترم سيدنا النبي، نحترم
الوالدين، نحترم كبير السن. القداسة التي نتحدث عنها هذه. التي نزعها الغرب قالوا والله أبدا الإنسان مثل الشجرة هو ولذلك جعلوا المناهج التطبيقية في الطب التجريبي على الإنسان كما لو كان على قطعة لحم لا هذا الإنسان روح الإنسان معنى وفيه قداسة ما بين نظامنا ونظام العالمين لا عندنا قداسة فنقدس الزمان ونقدس المكان ونقدس الأشخاص ولكن هذا القدس الطاهر قداسة يعني أي تطهير لا تأتي للأشرار يعني أننا لا نقدس إبليس ولا تأتي للجهلة لأننا لا نقدس الجهلة فالخلل
الذي حاصل في الجماعات الإسلامية أنهم قدسوا الجهلة أنهم صدروا من لم يتعلم أنهم اعتقدوا في غير معتقد اعتقدوا في غير معتقد هو أنت عندما تخلط الدنيا وتسمي الأشياء بغير اسمها هذا أول طريق الضلال ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بأنه سيأتي على أمتي زمان يستحلون فيه الخمر يسمونها بغير اسمها فيسمونها إذن بيرة وويسكي وشامبانيا بغير اسمها فتأتي تقول عن الشامبانيا فيقول لك الشامبانيا خمر حسنا والبيرة هي البيرة خمر نعم هكذا ضلال بعيد وكذلك أنت سميت هذا قائدا، أهذا قائد؟ أهذا عالم؟ أنت سميته عالما، نعم انتبه، ولذلك قديما حذروا من هذا وقالوا:
ليس بطول اللحى يستحقون القضاء، إن كان هذا بهذا فالتيس أعدل رضا، أنت منتبه، فالقضية أي أنت جالس تخلط لي في الأسماء ولذلك يا أولاد عندما ظهرت القهوة، قهوة تعني ماذا في لغة العرب؟ تعني خمرا، والخمر لها تسعون اسما في لغة العرب من بينها قهوة، فعندما ظهر هذا البن، رجل اسمه أبو الحسن الشاذلي ليس صاحب الطريقة، هذا واحد من أتباعه في القرن الثامن الهجري في اليمن وجد حبوب تلك الشجرة هذه التي هي البن وبعد ذلك سقطت في مياه مغلية فشربها أي هذه حبوب طاهرة والمياه طاهرة وشربها فانفتحت عيناه كثيرا جدا أول
مرة تدخل القهوة جسده فانفتحت عيناه وسهر الليل كله وهو مركز قال والله هذا شيء جميل جدا فهذا ذهب يسميها قهوة الصالحين قهوة الصالحين يعني خمرة الصالحين أي أن الخمر التي للفاسدين تذهب العقل ولكن هذه تفعل عكس ذلك، تفعل ماذا؟ تفعل الصحو واليقظة، فأبو الحسن الشاذلي اليمني هذا الذي اكتشف نبات البن، شاعت إذن قهوة الصالحين، قهوة الصالحين، فلما جاؤوا يسألون العلماء وقالوا لهم ما رأيكم في القهوة؟ قالوا حرام، منتبهين أنها مثل الخمر يعني، قالوا القهوة حرام قال لا بالطبع حرام قهوة حرام فماذا
يعني باتفاق المسلمين فمرة قالوا لهم هذا فلان الفلاني واحد عالم كبير يقول إنها حلال قال يكفر لا يدركون أن هذه مسألة أخرى تماما فلما تبين للعلماء أن هذه مسألة أخرى انتهى الأمر أصبحت حلال وفي أمانة الله ما الإشكال الذي كان موجودا الاسم فأنت حضرتك تسميها لي جماعة وهي ليست جماعة، هذه مجموعة وتسمي لي الرجل الخاص بها قائدا وهو ليس قائدا وإماما وعالما وهو ليس عالما، إذن يجب ألا نسمي الأشياء بغير أسمائها ويجب عليك أن تنتبه إلى أن هناك فرقا بين المبنى والمعنى، احفظ الكلام وبعد الفاصل مرة أخرى على الكلام الجميل الخاص بكم هذا،
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله. قبل الفاصل وصلنا إلى قاعدتين مهمتين ينبغي أن نحفظهما: أن هناك فرقا بين المباني والمعاني، وأنه لا بد لنا أن نحافظ على الأسماء وألا نغيرها بمضامينها فيختل التفاهم بين البشر. وهذا رد على ما الفرق بين المرشد الذي يدعو إلى الذكر والفكر والوصول إلى الله سبحانه وتعالى على سنة رسول الله وكتاب الله سبحانه وتعالى والذي يدعو إلى جماعات العنف والقتل والتقتيل والدماء التي تسيل وتكفير المسلمين من غير علم ومن غير تقوى بلاء كبير
وفتنة كبيرة هؤلاء الناس الذين تعلقت قلوبهم بالله طوال حياتهم، أناس أهل محبة وأهل رحمة وأهل رفق، عاشوا مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما الآخرون فهم طوال حياتهم منذ أن ظهر الخوارج وهم أهل دماء وتطرف وسفاهة، يقول فيهم عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما: ذهبوا إلى آيات أنزلها الله المشركين فجعلوها في المسلمين يقول فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوارج كلاب النار يقول فيهم في وصفهم أنهم كانوا ذاهبين يقاتلون عليا قاتلوا عليا ابن بنت رسول الله حبيب
رسول الله أبا أهل البيت الذي أوصى بهم رسول الله تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترة أهل بيتي أخرجه الترمذي ذاهبون ليقتلوه ويقاتلوه وهو الإمام الحق وبعد ذلك واحد ضرب بعوضة هكذا فالدم الذي شربته البعوضة شيء هكذا بسيط يسأل هل هذا ينقض الوضوء أم لا ينقض الوضوء يسأل في دم البعوضة وهو يذهب ليستبيح دم سيدنا علي رضي الله تعالى عنه وأراه تخيل إذن هذه الحكاية، هذه القصة قصة مؤلمة جدا، وهذه القصة تبين لك الفرق ما بين المباني والمعاني، وأنا أرى أحمد يريد أن يسأل سؤالا. عذرا إذا فضيلتك، الآن حضرتك كنت قلت
لنا أن طاعة الشيخ في الأمور الدنيوية ليست ملزمة، بالنسبة لحضرتك للذكر والفكر هل طاعته ملزمة فيهما وإلا إذا لم تجد قلبك مع هذا الشيخ فاعلم أن المشايخ أنواع وموجات مثل موجات الراديو، عندما تضع المؤشر على مائة ستأتيك الإذاعة الفلانية، وعندما تضعه على مائتين ستأتيك إذاعة أخرى وهكذا، فأحيانا موجتك لا تكون متوافقة مع الشيخ فيأمرك بذكر لا تعرف كيف تقوله تأتي فتأتي لتقول له فتتخبط فماذا أفعل يقول رزقك ليس عنده يعني ماذا رزقي ليس عنده التي يقولونها في الكتب رزقك ليس عند هذا الشيخ
التي هي موجتك غير متوافقة مع موجته فابحث لك عن شيخ آخر دون انتقاص هذا الشيخ إياك أن تقول إنه سيء لا هذه إذاعة وهذه إذاعة أخرى وأنت لم تأت معك بالموجة الخاصة به فهو شيخ وجليل وهذا نوع من أنواع أن الله يختبرك ستسب الشيخ وأنه لا يعرف شيئا والعارف يربي والعارف ينال ابتدأنا نخطئ وابتدأنا نحن نغتاب وننم هكذا ويصبح خطأ أن تنتقل من الشيخ هذا تذهب تبحث لك إذن عن شيخ آخر، طيب لو أنا أريد أن أتوسل يا مولانا، واحد يريد أن يتوسل لأمر الشيخ، لكن ماذا يعني بيكعبل؟ يعني نعم، الكعبلة هذه استمرت وليس هناك فائدة والطريق مسدود أمامك، وكلما
توسلت كلما لم تكن هناك نتيجة، وبقينا على هذا الحال سنة وليس هناك فائدة وإلا بتعمل فيبقى ألا نذهب إلى واحد آخر، انتبه كيف رزقك، وهذا هو التعبير الذي أقوله، هو تعبير المشايخ الذين قالوها لنا يا مولانا، أنا لم أتطور هكذا، يقول لك الرزق ليس عندي، ها حسنا ونقبل يديه ورأسه ونحترمه غاية الاحترام، لكن الرزق ليس عنده، هذا هو أدب ولكنه امتحان واختبار من عند الله لكي نرى كيف ستتصرف أتتمرد وتستخدم العنف والقسوة أم الرفق والجمال والحلاوة والرحمة والحب والاحترام فنفعل ذلك
فهو في الذكر والفكر نعم هذا يجب أن تطاوعه ألا يقول كتابنا هكذا يقول ديننا هكذا انتبه كيف فيبقى ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به طائفنا كذلك فماذا سنفعل؟ حسنا، عفوا، إذن يا شيخنا لو أن حضرتك، أنا قادر على أن أؤدي الذكر مع الشيخ ولكنني لا أجد النتيجة أيضا، فهل يبقى هذا رزقا ليس مع الشيخ فنفعل نعم، أم أن العيب يكون في أنني لست أهلا لذلك وستشكو إليه؟ فإذا ذكر لك في وقت معين أنه انتهى الأمر هكذا واستنفدنا الطرق وأن رزقك ليس عندي فخذ متاعك وامض وابحث عن شيخ آخر فقد يرشدك الشيخ إليه فيقول لك اذهب إلى فلان وقد لا
يرشدك فيتركك لربنا ولكن لها مدة أي لها السنة جيدة السنة جيدة سنة جيدة في ماذا أنه حدث تغيير عندك أم لا، حصل تغيير لكن بطيء، هذا استمر مع الشيخ، التغيير أعني أم في العبادات أعني أم في القلب أم في الطمأنينة، السكينة، الراحة، مسرور، علاقتك مع الله سبحانه وتعالى أصبحت أحسن، أصبحت أكثر ثقة بما في يد الله، أصبحت أقل تعلقا بالدنيا، أصبحت أقل تعلقا بالشهوات والرغبات وأقرب إلى نفع الناس وحب الناس والرحمة وأشياء من هذا القبيل، هناك فرق، أصبحت مطمئنا، هناك
سكينة عندك، هذه مؤشرات كذلك، لكن أبدا لا توجد سكينة ولا شيء، وما زلت أنا في غاية التردد والكآبة والتعب والضغط النفسي، وكل فترة تزداد الأمور تعقيدا وهكذا، إذن ما إذن لا توجد نتيجة، نحن لسنا في خوارق، أي أنها كرامات تظهر على يديك مثلا فتطير في الهواء وتمشي على الماء وهكذا إلى آخره، لا ليست هكذا، هذه الكرامات لا علاقة لها بهذه الحكاية، هذه الكرامات أشياء يفعلها الله أحيانا للإنسان ليثبته فحسب، ولكن كلما ترقى الإنسان في مراتب العبودية انتفت الكرامات قلت الكرامات
لا تظهر مع العالين هذه الكرامات تظهر مع الصغار ولذلك أقول لك كنا نستحي من الكرامة كاستحياء البكر من دم حيضها عندما تأتي الفتاة الحيض أول مرة تكون خجلة ومضطربة ولا تعرف ما هذا الأمر ما هذا فكذلك لو حدث له كرامة أم لا، كانوا يخجلون ويسترونها، ويقوم فيقول لي: يا أرض انشقي، وبالعين لا يفتخر بها ولا يحدث بها الناس ولا يجلب الناس حوله ويقول لهم مثل الحاوي هذا، هكذا يصبحون يريدون حاويا لا يريدون شيخا، يعني هذه الكرامات يا مولانا، في كرامات كثيرة جدا، يعني نسمع عنها ونقرأ عنها يعيبون بها على الطرق الصوفية أن الكرامات هذه أشياء لا يقبلها العقل ولا حتى يصدقها، سنعمل حلقة
لحكاية هذه الكرامات في الحلقة القادمة تسألونني عنها ونحن نتكلم فيها من أولها إلى آخرها، إلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اشتركوا