الصلاة على سيدنا النبي | رب لترضى جـ 1 | حـ 25 | أ.د علي جمعة

الصلاة على سيدنا النبي | رب لترضى جـ 1 | حـ 25 | أ.د علي جمعة - تصوف, رب لترضى, سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون، أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة متجددة من برنامجكم "ربي لترضى"، ومعنا مجموعة
من الشباب الطيب الذي يسأل حول قضايا التصوف. مرحباً بكم أيها الشباب، معكم سؤال كان في الحلقة الماضية. عندكم أسئلة لإتمامها، فما هو السؤال ومع من؟ حفظك الله سيدنا الأستاذ. أهلاً وسهلاً، تفضل. حفظك الله يا سيدي. بالنسبة لحضرتك، يعني حضرتك دائماً تشجعنا على فكرة أننا نصلي على النبي أولاً عندما لا نجد شيخاً، فنصلي. صلوا على النبي كثيراً، وفكرة التحفيز على أننا دائماً عندما نأتي لنذكر نصلي على النبي، فلماذا خُصت الصلاة على النبي؟ لأنه هو بابنا إلى الله، ولأنه هو الذي قال فيه ربه: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" وقال. قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ، وَقَالَ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا. ذَلِكَ
لِأَنَّهُ إِمَامُ المُرْسَلِينَ، وَلِأَنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَلِأَنَّهُ إِمَامُ الحَضْرَةِ القُدْسِيَّةِ، وَلِأَنَّهُ إِنْسَانُ عَيْنِ الحَضْرَةِ القُدْسِيَّةِ، يَعْنِي هُوَ الَّذِي نَرَى بِهِ مُرَادَ اللهِ وَنَرَى بِهِ رِضَا اللهِ وَنَرَى بِهِ طَاعَةَ اللهِ. الله سبحانه وتعالى يعني كما يقول أهل الفلسفة وغيرهم هو باب الخلاص وسبب الخلاص، أي لا نخلص عند الله إلا به. فإذا كان هذا شأنه فهو الذي أمرنا بأن نصلي عليه: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً". والصلاة كما لها من لفظ... فإن لها معنى والمعنى يُستنبط من الكتاب، قال تعالى: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما
شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً". لو قارنتها بآية "صلوا عليه وسلموا تسليماً" وكلاهما قد خُتِم بالتسليم، لعرفت أن الصلاة معناها هي اللجوء إليه في كل دقيقة. وجليلة وأنه صلى الله عليه وسلم هو الذي أي لا يكون الإيمان إلا بالإيمان بما جاء. فلا وربك لا يؤمنون ويقسم رب العزة حتى يحكِّموك فيما شجر بينهم. فلا بد أن نحكِّمه صلى الله عليه وسلم فيما شجر بيننا. حضرتك قلت يا مولانا مصطلح الحضرة أو الحضرة القدسية، نستمع أيضاً. في اللغة الرسمية، كلمة "حضرة" تعني ماذا؟ الحضرة القدسية هي تلك الحضرة التي تعبد فيها الأرواح ربها، وقدسية
تعني مطهرة، وإمامها هو النبي صلى الله عليه وسلم. فإذا كان الإنسان في مثل هذه الحضرة فإنه ينظر إلى النبي ماذا يفعل، فإذا كان مشتغلاً بالصلاة فعلينا أن نصلي، أو بالذكر فعلينا أن نذكر. أو أو ساكت نسكت فهو إنسان العين يعني الذي نرى به أحوالنا، هذا الكلام مجاز نطبقه على شريعته وعلى سنته وعلى اتباعه في الدنيا. ما في هذا الموقف ماذا فعل النبي نفعله مثل ما فعل، ماذا أمر النبي نأتمر بما أمر، ماذا زجر عنه النبي نزجر عما زجر، وهكذا نعم. في الحقيقة، كنت قد أخبرتنا سابقاً لماذا نحب النبي، وقلت لنا أن هذا هو الحب لأنه سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام. فهل يمكنني أن أسأل حضرتك: كيف
نحب النبي عليه الصلاة والسلام؟ أو السؤال ليس كيف نحب النبي، بل كيف تعصي الإله وأنت تُظهر حبه؟ هذا لعمري في القياس بديع لو كنت حقاً تحبه لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع. فهناك شعور عاطفي قد يكون هذا منّا من عند الله، لكن هناك إجراءات يمكن أن تُتبع للوصول إلى هذا، منها الاتباع. فلو أنك اتبعت النبي صلى الله عليه وسلم في كل قليل وكثير فهذا يعني... هو نوع من أنواع الحب وما يقرب إلى الحب، الثاني قراءة سيرته. أقرأ السيرة قراءة كثيرة جداً، ستحب النفس قراءة
السيرة. يعني هذه كأنها مسألة مهمة للغاية. ستطلع في قراءة سيرته الشريفة على الإنسان الكامل، وهذه مسألة مهمة للغاية. السيرة تختلف عن السنة، لو قرأت الأحاديث وعشت فيها. تشعر أنه قد يعني ينقصك شيء وهي السيرة. السيرة تجعلك تربط بين الأحداث وتربط بين المواقف وترى الحياة على ما هي عليه. فالمنصوح أن تقرأ السنة من خلال السيرة وأن تقرأ السنة مع السيرة. أيضاً
من الأسباب المؤدية إلى الحب الصلاة وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهنا. سنرجع مرة أخرى إلى أن التجربة التي قد حصلناها من الصالحين عبر القرون، أن أحدهم صلى على النبي صلاة معينة، هذه الصلاة رأى النبي في المنام وهو يخبره أنها بخمسين ألف صلاة. فعندما نأتي بها فكأننا ذكرنا النبي خمسين ألف مرة وأي شيء من هذا القبيل. هل أنت منتبه كيف أن هذا شيء واحد؟ اسمه الشيخ التازي قال لي في صلاة تسمى الصلاة التازية: "اللهم صلِّ صلاةً كاملةً وسلم سلاماً تاماً على نبي
تُحَل به العُقَد، وتنفرج به الكُرَب، وتُقضى به الحوائج، وتُنال به الرغائب وحسن الخواتيم، ويُستسقى الغمام بوجهه الكريم، وعلى آله". إنها سُميت بالصلاة التازية. عندما تقولها قم، فربنا يفرج عن واحد. عليه شيك في المحكمة، وشخص آخر عليه، لا يعرف أن زوجته تحتضر في المستشفى، فإذا بالزوجة تخرج على قدميها سليمة معافاة، وإذا بالقاضي يحكم بالبراءة، والرجل صاحب الشيك يتنازل له عن الدين. فذهبوا يسمونها الصلاة النارية، وقالوا إنها مثل النار في الهشيم. هي أصلاً ما التازية؟ نسبة إلى الشيخ التازي. من أين أتى التازي بهذا؟ لقد استخرجه من الكتاب أو من السنة، استخرجه من
الوجود، من الشعور، من قلبه، من حبه. فعندما يأتي شخص مثل الشيخ الجزولي ويؤلف دلائل الخيرات ويجمع فيها صلوات الصالحين على النبي عليه الصلاة والسلام، أو عندما يأتي شخص مثل الشيخ الهروشي الفاسي ويجمع... صلوات هذه بخمسين ألف وهذه بسبعين ألف وهذه بمائة ألف وهذه بثلاثين ألف وهذه بكذا إلى آخره في كنوز الأسرار، وبعد ذلك عليك أن تقرأ كنوز الأسرار كل يوم. كان الشيخ علي فتح القاضي يقرأ كنوز الأسرار، ينهيها ثم يقرؤها مرة أخرى، وقال هذا أقرب إلى الوصول إلى الله سبحانه وتعالى. هذا كتاب عجيب. الذي هو أنه سبب في حب النبي صلى الله عليه وسلم قراءة هذه الصلوات كلها، صلوات ربما واحدة منها هي الواردة عن النبي والباقي كله غير وارد عن النبي.
نعم، لقد قلنا إن كتاب الله المنظور هو مصدر للمعرفة وأن هذه تجارب، ومن الذي قال لك أنها هذه المائة؟ من الذي قال أنه رأى رؤيا بأنها مائة ألف؟ ومن الذي قال أن هذه الرؤيا صحيحة وهو معصوم؟ لا، ليس معصوماً، ولكن ما حدث أنه عندما تحرك لسان الشيخ عبد الفتاح القاضي، رحمه الله تعالى، بهذه الصلوات، وجد فتوحات عجيبة غريبة جداً، والشيخ عبد الفتاح من هذا الأمر، وأنتم سألتم السؤال. هذا قد سبق أن وصل إلى درجات عليا جداً من الوضوح ومن الفتح ومن الكشف ومن الأدب مع الله، وأخبروه الشيخ. فلما وصل إلى هذا الحد، يعني خاف
قائلاً: "أنا ليس لي شيخ"، فذهب إلى الشيخ الحصافي محمد عبد الوهاب الحصافي وقال له: "أنا أريد أن آخذ منك الطريق". عندما دخل الشيخ... عليه عبد الفتاح القاضي، هكذا رآه ورأى في وجهه نور كبار الأولياء، فقال له: "يا بني، ما الطريق الذي ستسلكه؟ إنك من كبار الأولياء". فقال له: "ليس لي تدخل، أنا ليس لي سنة". قال له: "آه، حسناً، فهمت الآن، تعال إذاً"، وذهب ليعطيه الطريق، فأصبح شيخه. في الطريق ظاهرياً هو الشيخ محمد عبد الوهاب الحصافي، وفي الحقيقة أنه ذهب إلى الشيخ محمد عبد الوهاب الحصافي كاملاً، ولم يحتج إلى أن يقول له: "حسناً، اذهب واعمل كذا واذكر كذا"، ليقول له: "ذكرت"، أو يقول له: "قل هذا مائة ألف مرة"، ليقول له: "قلت"، أو "حسناً افعل كذا"، ليقول له: "فعلت"، فربنا... سبحانه وتعالى هو وفّق، ولكن انظر من توفيقه
أنه أسنده، من توفيقه أنه جعله، جعل له شيخاً يفتح له بركة الإسناد. بعد الفاصل نواصل، بسم الله الرحمن الرحيم. عدنا من الفاصل، كان لديكم أيضاً أسئلة للقسم الأول الذي ذكرناه قبل الفاصل. تفضل يا بلاي، ألم يكن لديك سؤال قديم؟ لحظة يا سيدي، أنت ذكرت أن حسن البنا كان في الطريق إلى الله وكان من الطرق الصوفية، وذكرت أيضاً أن هناك طرقاً صوفية ضلت، وأن حسن البنا أيضاً عرف أنه ضل وأن أتباعه ضلوا وانحرفوا، فلماذا بعد أن كان لديه شيخ وطريق وورد وفكر، لماذا؟ حدث ذلك بعدما سار في الأركان، حصل ذكر وتفكير، وإن كنا لا نحب أن نتحدث في
الأمور المحددة، لكن بالنسبة لهذا الإنسان تحديداً، فقد كان يسير مع توجهات أخرى، كان يسير مع توجهات تدعي السلفية مثل محب الدين الخطيب ومثل رشيد رضا، وأكمل لرشيد رضا المنار وترك الشيخ. الحصافي ووصمم وفي السنين الأولى الحقيقة أنه لم يكن ضد التصوف وكان والده قد شرح الطريقة الزروقية الشيخ عبد الرحمن البنا فهو نشأ في بيت ليس فيه إنكار للتصوف لكن بعد ذلك عندما دخل في النظام الخاص وما إلى ذلك أصبح له وجهان وجه يواجه به الناس وهو الوجه الذي لا يُنكر فيه التصوف، ووجه آخر بينه وبين نفسه
وبين خاصة أتباعه، وفي شيء من العنف وتقديم الدولة على المجتمع، وأخذ منهج جمال الدين الأفغاني وليس منهج محمد عبده. وهنا حدث الخلاف بينه حتى وبين السلفية. السلفية أيضاً عندهم منهج المجتمع قبل الدولة، ومحمد عبده عنده المجتمع قبل الدولة. الصوفية عندهم المجتمع قبل الدولة ويتفقون في هذا المجال، وبدءاً من إنشاء النظام الخاص بدأ الانحراف الشديد عن التصوف. لو نظرنا إلى حسن الهضيبي بعد أن تولى الإرشاد، نجد أنه ليس له علاقة بالتصوف، وبعد ذلك جاء عمر التلمساني. كان عمر التلمساني شيخاً لطريقة أصلاً وكان له أوراد مطبوعة في سنة اثنتين. وأربعين مكتوبٌ عليها عمر
التلمساني شيخ الطريقة الخلوتية المحامي، فقد كان موجوداً أناسٌ من القيادات متصوفة وما إلى ذلك. فلم يكن هناك هذا عندما جاءت فكرة سيد قطب وبعض الناس آمنت بها مثل مصطفى مشهور في الخفاء، ثم بعد ذلك كوّنت تنظيم العشرة والعشرات وما إلى ذلك، فأصبح هناك ضدية بينها وبين عمر الترمسي لذلك عمر كان في صراع كبير جدًا بينه وبين مصطفى مشهور. كان مصطفى مشهور من كلامه يعني حرب الصوفية وأنهم مجموعة من البطالين العاطلين الذين ينبغي علينا القضاء عليهم حتى كذا وكذا وكذا. إذًا هناك مراحل في الحياة
وهناك اختلافات وتضاربات حدثت حول هذه المسألة. في سؤال آخر... كما يقول مولانا حضرتك، كيف نعرف أننا وصلنا فعلاً إلى درجة حب النبي عليه الصلاة والسلام أم لا؟ يعني هل هناك دلائل للحب أستطيع أن أراها في نفسي أم لا توجد؟ فالأمر متعلق بالقلب، حيث إن هناك ما يُسمى بالأخلاق وهناك ما يُسمى بالأذواق، فإذا حاولتَ أن تتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. وهو القائل: "إنما أنا رحمة مُهداة"، وهو القائل: "إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق". وإذا فعلتَ هذا وجدتَ في قلبك، مع ما ذكرناه من أدوات قراءة
السيرة وقراءة السنة والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام واتباعه في كذا إلى آخره، دفعتك هذه الأخلاق إلى الأشواق، فتجد قلبك مشتاقاً ولا حيلة لك. فيه ولا تستطيع أن تطلب بعد ذلك برهاناً، يعني أنت ستقول: "لا، أنا مشتاق، أنا غير قادر". مشتاق لماذا؟ مشتاق لرؤية النبي، مشتاق للصلاة على النبي، وقد أدمنتها، أدمنت هذه الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، لا تستطيع أن تتركها. مشتاق لقراءة السيرة والمعرفة أكثر، مشتاق لزيارة النبي عليه الصلاة والسلام. شوق عارم يعني هكذا، وهذه الأشواق تجر الإنسان
إلى حالات مع الله سبحانه وتعالى، وهذه الحالات قد يعجز اللسان عن وصفها لأنها حالات خاصة، واللغة إنما وضعت للشعورات العامة، فيها كلمة حزن، وفيها كلمة فرح، وفيها كلمة ضيق، وفيها كلمة انبساط. هذه أمور عامة كلنا نمر بها، ولذلك نعرفها. تقول لي ما بالك حزين هكذا أو أنا كنت حزيناً اليوم فأفهم حالته، ولكن هناك أمور ليس لها مقابل في اللغة العربية حتى توصفها، فمن هنا سنصل إلى مرحلة الأذواق وهذه مرحلة مهمة جداً في التصوف، لأن من حاول أن يكتبها بلغة العرب
فإن هذه الكلمات لن تكون دالة. على حقائقها إنما هذه الكلمات ستكون وكأنها رموز وليست حقائق، ومن هنا لا يفهمها إلا من جاءه نفس التذوق، نفس الذوق هذا. وفي هذه المرحلة يقول أهل الله: "كتبنا حرام على غيرنا"، يعني احذر أن تقرأها. وهنا ينتقل الأداء في التصوف السني إلى التصوف الفلسفي، ولذلك نُهينا أن نقرأ في التصوف. الفلسفي إذا حدثت لشخص مثل هذه الأذواق فليحتفظ بها لنفسه أو لمن يفهمه، لا نحتقره ولا نشتمه
ولا نعلن الحرب عليه، وإنما نمنع كتبه من الوصول إلى عموم الناس لأنهم لا يفهمونها، بل إذا فهموها سيفهمونها فهماً لغوياً فيكون فهماً خاطئاً، وهذه عبارة مشهورة عندهم: "المضمون به على غير". أهله حتى أنه عنوان كتاب للإمام الغزالي "المضنون به على غير أهله" يعني أن هذا الكلام لا نقوله لكل أحد وإلا لن يفهمه أحد وسوف يفهمون منه ظاهر اللغة، وظاهر اللغة مرفوض رفضًا تامًا، وظاهر اللغة كلنا متفقون على أنه لا يجوز ولا ينبغي، بل قد تكون في عبارات لو حملناها على ظاهر
اللغة لكانت كفراً، ومن ضمن هذا مثلاً قول قائلهم: "وأشهد أن لا إله، أن لا إله لكم إلا إبليس". ما هذا؟ "أن لا إله لكم إلا إبليس"، ماذا تقصد؟ هو يقصد أنكم قد اتخذتم إبليس وتركتم الإله الحق، ومن هنا أنتم يعني على خطر عظيم مع الله. بأنكم لم تعبدوا الله كما أمركم، هذا الكلام هو كلام إيمان، لكن هذه العبارة مهمة. يقول: "ما في الجبة إلا الله" يعني لا حول ولا قوة بتاتاً، يعني المتصرف بما في الجبة هو الله، فأنا لا أرى فاعلاً في هذا الكون إلا الله.
هذا الكلام هو كلام إيمان عالٍ جداً، ولكنه إذا... أخذَ هكذا يعني أنتَ تقول أنَّ الله حلَّ فيك أو أنك أنت الله؟ هذا إذن يكون مثل فرعون الذي قال "أنا ربُّكُمُ الأعلى"، يعني يكون هذا شيءٌ منحطٌ جداً. فانظر إلى عبارةٍ واحدةٍ قد تُفهم على أنها من أعلى كلمات الإيمان أو تُفهم على أنها من منحطات الكفر إذا كُتِبَت. حرامٌ على غيرنا المضطونُ به على غير أهله، يعني هذا كله في مرتبة الأذواق. كيف نصل من الأخلاق إلى الأشواق إلى الأذواق؟ هذا أصلاً بيد الله سبحانه وتعالى، إلا أنه يجب علينا أن نتخلق بخُلقه صلى الله عليه وسلم الكريم، فنشتاق إليه، فتحدث لنا الأذواق، فيحدث لنا الكتم
من عشق. فعفّ فكتم فمات مات شهيداً، إلى لقاء آخر. أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.