الغناء ونظم الشعر | نور الحق | حـ 9 | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته حلقة جديدة من حلقات برنامجكم نور الحق مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أرحب بك يا سيدي أهلا وسهلا كما في الحلقة الماضية مولانا تحدثنا عن الاجتهاد وأن الإسلام ليس له رأي واحد فقط، أن هناك مساحات مختلف فيها وكنا في آخر حلقة فضيلتكم شرحتم لنا موضوع الشطرنج وأنه اختلف فيه، نريد يا مولانا أن نعرف بعض المشايخ الذين يظهرون في القنوات الفضائية ويقولون أن الغناء حرام وأن نظم حرام ويستندون إلى آيات وأحاديث نرد عليهم بنور الحق ونقول لهم ماذا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه عليه الصلاة والسلام النبي صلى الله عليه وسلم
هو الحجة عليه الصلاة والسلام فكان يقول لحسان بن ثابت قل وروح القدس يؤيدك إن شاء الله ويسمع منه الشعر ويسر له أي وتسر سريرته صلى الله عليه وسلم لشعر حسان، لم يكن رضي الله تعالى عنه وأرضاه سيدنا وتاج رأسنا سيدي حسان بن ثابت لم يكن من أهل الجهاد أي مثل سيدنا علي سيدنا عمر سيدنا حمزة يعني هؤلاء كانوا فرسانا مجاهدين كانوا يعني كانوا فرسانا مجاهدين وكانوا نبلاء وشيئا عظيما جدا يعني شجعانا ومقصودين مقصودين لله مقصود ولكن سيدنا حسان كان
رقيق الشعراء تجدهم فيهم يعني هكذا ما يعني خيالا ورقة نوعا من أنواع اللطف وهكذا فلم يكن صاحب فروسية وصاحب شجاعة ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحبه عليه الصلاة والسلام وكان يدعو له بالخير قائلا وروح القدس يؤيدك نستطيع أن نقول يا مولانا بعد إذن فضيلتكم كان يجاهد بالشعر فيما أقامه الله فيه فيما أقامه ربنا سبحانه وتعالى لم يعطه قوة عمر ولا فروسية علي ولا جرأة حمزة ولا قوة بدن حمزة ولا كذلك ولكنه شعرا، فالإنسان في الإسلام يخاطب كل العالمين بكل الضعيف
والقوي والجريء والجبان والمريض والصحيح والعبد والسيد والرجل والمرأة والغني والفقير والحضري والريفي، جميل يعني يخاطب كل المستويات وكل، فكل واحد يحمل عبئا في نفسه أن الإسلام يظل يختزل الإسلام ويظل يصد عن سبيل الله هكذا دائما، فإذا كان الشعر أقره رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان كعب بن زهير بن أبي سلمى وكان شاعرا ابن شاعر زهير بن أبي سلمى هذا يعني له الشعر والحكمة كان حكيما كعب عندما دخل كان يعني قد أغضب رسول الله في أشياء كذلك هو وبعد ذلك جاء يعتذر قام الشاعر وهو
آت قصيدة نعم يعني لماذا يعني يقدم هدية فلما النابغة الذبياني غضب على النعمان قوم قال له أتاني أبيات اللعن إنك لمتني وهذا الذي اهتم منه وكذلك يعني جاء بقصيدة يعتذر للنعمان فكذلك سيدنا كعب جاء لسيدنا رسول الله يعتذر بقصيدة فجاء ببانت سعاد وقلبي اليوم متبول بدأ بالغزل نعم فهذا الغزل استحسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه هذا من عادة العرب الغزل العفيف البكاء على الأطلال تقبيل الرواحل التي كان عليها الحبيب يعني أمر على الديار ديار ليلى أقبل هذا الجدار وهذا الجدار وما حب الديار شغفني قلبي ولكن حب من سكن الديار كلام
هكذا رقيق وجميل أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندما يريد أن يكرم ضيفا كثيرا يقوم فيخلع العباءة الشريفة التي تخصه والتي تسمى البردة ويفرشها ليجلس عليها فيا له من شرف، فهذا يعني شيئا عظيما جدا كأنه يلبسه التاج، فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ملكا عند ربه وعند الناس فيخلع العباءة الشريفة طبعا العباءة الشريفة هذه عندهم أمر عظيم جدا عند الصحابة أنهم يعني نعم يتشملون بها وعبد الله بن أبي بن سلول المنافق يقول له أنا أطلب منك طلبا لا تخزني فيه يعني هذا كفني ببردتك من أجل الشرف إنه هذا أمر شرف أن يتكفن أحد
في بردة محمد انتبه عبد الله بن أبي بن سلول ليس مؤمنا نعم منافق ومع ذلك يتشرف بها محمد صلى الله عليه وسلم محمد زعيم الأمة دع عنك في اعتقاده أنه نبي نعم لكن هذا زعيمنا جميعا عليه الصلاة والسلام فعبد الله بن أبي بن سلول يعرف ذلك ويلتمس الشرف الدنيوي من محمد صلى الله عليه وسلم فحكاية فردة البردة هذه يعني ربما لا يعرفونها فسميت هذه القصيدة الجميلة التي هي بانت سعاد سميت بالبردة لأن الرسول أهدى البردة التي لكعب بن زهير لكعب الذي قال فيها نبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول ولكن قبل أن يقولها جلس يقول أبياتا من الشعر في غزل بنات سعد وما إلى ذلك ودخل فإذا الشاعر قد سمع يقول الغناء دخل
أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسجى أي مغطى وجهه فظن سيدنا أبو بكر هذا بيني وبينك أي ليس موجودا في الرواية، ظن أنه نائم نعم ظن أن سيدنا رسول الله نائم ووجد جاريتين تغنيان بغناء بعاث، أي بعاث هذا كان يوما انتصر فيه الأنصار على عدو لهم هاجم المدينة فانتصروا في الجاهلية، مثل اليوم القومي الخاص بالمحافظات كل محافظة لدينا لها يوم انتصروا فيه، ماذا؟ انتصروا على الإنجليز، ماذا؟ انتصروا على الفرنسيين، ماذا؟ أنهم صدوا حملة لويس، ماذا؟ كذلك إلى آخره من انتصارات، يعني انتصروا على اليهود، انتصروا هنا وهناك، المهم أنه توجد انتصارات، فهذه
الانتصارات كأنها أقرت وكانت في الجاهلية شيئا مفرحا هكذا، فرحة حقيقية ومعمولة لها أغان مثل الأغاني الوطنية والفتاتان تغنيان وحجرة سيدنا رسول الله لا تزيد عن ثلاثة أمتار في خمسة نعم يعني المقاييس التي قدرناها يعني أقصى شيء نتوصل إليه ثلاثة في خمسة نعم ثلاثة أمتار في خمسة هذه حجرة رسول الله فرسول الله نائم عليه الصلاة والسلام في حجرة صغيرة هكذا ثلاثة في خمسة واثنتان مغنيتان تغنيان وسيدتنا عائشة جالسة وسيدنا أبو بكر داخل ينكر على ابنته وعلى سيدنا فوجد سيدنا نائما فظنه نائما فذهب فزع في الفتاتين مزمار الشيطان في بيت رسول الله
فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه الشريف وقال دعهما يا أبا بكر فإنهما في يوم العيد ما شاء الله عليه الصلاة والسلام يكون الغناء هو الغناء والمضمون ما هو كلمات ترجع إلى انتصارات في الجاهلية أقرها رسول الله لو قال لهم هذا عورة ولو قال لهم كيف تحيون أمجاد الجاهلية ولو قال لهم إن الغناء حرام بل بالعكس تركهما ما شاء الله النبي ترك الحبشة في المسجد يتراقصون، هذا ونحن الآن لو رأينا اثنين يتراقصان هكذا في المسجد ربما يموت الناس، صحيح هذا النبي عليه الصلاة والسلام فعل هكذا وتركهم فسمع الشعر في المسجد وسمع الغناء في بيته الشريف، تعال إذن هذا أكثر من ذلك
عندما كانت السيدة عائشة ذاهبة هكذا لتزور تؤدي واجبا وتزور بعض الأنصار في العرس، فقال لها: إلى أين تذهبون؟ قالت له: نذهب إلى عرس فلان، فقال: هلا غنيتم لهم، أما كان معكم من يغني؟ أما كان معكم من يغني؟ فالسيدة عائشة، طيب، علمنا ما قالت له، فلماذا إذن؟ أليس الغناء حراما؟ إذن يبقى معروفا عندهم. أن الغنى حلال ولكنهم لم يعتادوا عليه فيريدون أن يتعلموا وكانت السيدة عائشة تنتهز الفرص لتعليمهم هذا فما هذا يا رسول الله مثل حديث مزرعة هكذا فعلمهم أتيناكم فحيانا وحياكم ولولا الحبة السمراء ما سمنت عذاراكم ولولا الحبة
الحمراء ما حلت بواديكم وعلمهم كيف يغنون ما شاء الله فإن يعني الأنصار يحبون اللهو والفرح وما إلى ذلك، فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر الشعر وأقر الغناء وهو الحجة وليس لأحد حجة فيما سواه. يأتي الأمر الآن يقول لي حسنا ولكن هل أنتم تقرون أيضا ما يحدث الآن من غناء منفلت؟ نعم منفلت في الأداء ومنفلت في العبارات والألفاظ وشخص يقول قدر أحمق خطأ صحيح هذا الخطأ أصبح جائزا وبعد ذلك عندما نفعل هذا ما هو أول القصيدة كفر نعم ما هو قال له خذ اقرأ القصيدة قال له عندما أولها كفر
هو صحيح كان هناك من يقول له ما شئت لما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد أستغفر الله، يقول لشخص: خليفة بثلاثة، سبحان الله، أنت الواحد القهار، لا حول ولا قوة إلا بالله. فنعم، هذا كفر، نعم، وهذا فسق، وهذا خطأ، وهذا حرام. فإذا عندما يأتي ويقول: قدر أن أحمق، الخطأ هذا أم لا أعرف أحمق الخطأ، نقول له: لا، أنت مخطئ، توب إلى الله. أنت تتحدث بما لا تعرف، جميل، ولذلك هذه الأغنية عندما جاء أهل العربية ليغنوها ذهبوا حاذفين هذه العبارة ومبدلين إياها، جميل بدلوها، فإذا كان فضيلتكم يا مولانا تريدون أن توضحوا لنا أنه لا نأخذ الأمر على علاته هكذا، ألا أقول الغناء حرام، يجب أن أنظر أولا إلى الكلام الذي حلال الغناء أصلا حلال وبعد
ذلك عندما يتجاوز إنسان في الأداء أو في الكلام فإننا نقف ضده ونقول له صحح هذا الكلام فإن هذا الكلام كلام سيء وأنا لا أساوي بين كلام تغنيه أم كلثوم "ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء" عليه الصلاة والسلام وبين هذا الهذر الذي يعني يقول له قدر أحمق خطأ هذا فسق هذا حرام هذا خطأ هذا كذلك ولا بد عليه أن يتوب إلى الله وأن يفعل ويفعل ويجب علينا أن نصحح كما صححت العربية ولكن عندما يأتي ليقول لي ناداني إلى بيته إلى حد بيته والله تقشعر منها القلوب والله يعني بيرم عندما يأتي بهذه
الحسنة التي تاب بها برمتها بهذه القصيدة نقول له أهلا وسهلا وهذا الغناء يرقق القلوب عندما يأتيني وتقول أبا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد أن لي انتسابك مدحت المالكين فزدت قدرا وحين مدحتك اجتزت السحابة أهلا وسهلا ومرحبا وهذا هو الذي عليه العلماء الإسلام لكن الخلط أصبح في أنه يقول إن هذا الأداء المنحط فيحرم كل الغناء والغناء حلال ويحرم كل الشعر والشعر حلال ويقول قال تعالى والشعراء يتبعهم الغاوون الشعراء الذين يهجون الناس ويسبونهم ويتكلمون في عورات النساء هذا هو الحرام صحيح أما الشعر الذي يرقق
القلوب والذي يدعو إلى الخير والذي فيه غزو العفيف والذي فيه إنسانية ورحمة وحب، أهلا وسهلا بكم، نستكمل يا مولانا الحديث الشائق والعلم الغزير من فضيلتكم، ولكن بعد إذن فضيلتكم بعد الفاصل إن شاء الله، فاصل نعود إليكم فابقوا معنا، يا نور الحق أنر لي طريقي أرى الطريق والمسار يتبين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عدنا إليكم من الفاصل الجزء الثاني من حلقة اليوم من برنامجكم نور الحق مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية في الجزء الأول يا مولانا من الحلقة فضيلتكم أوضحتم لنا أن الشعراء يتبعهم الغاوون الآية التي وردت في القرآن الكريم المقصود بها الشعراء الذين يهجون الناس أو يتعرضون عورات النساء وغيرها بعض الناس يا مولانا يظهرون في الفضائيات أو في الدروس ويقولون إن هناك في القرآن تقول ومن الناس
من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ويقولون إن التفسير الخاص بهذه الآية إن هذا الذي يتغنى والذي يحب يشتري أشرطة أو يسمع أغاني يكون يضل عن سبيل الله ما رأي فضيلتكم في هذا الأمر يا مولانا؟ لا، هذا تفسير عجيب وليس المعنى كذلك. هناك عند نزول الوحي محاولة للتشويش على سماع القرآن الكريم بأي طريقة من ضمنها النهي عن السماع، ومن ضمنها إعلاء الصوت بالضجيج، نعم بالضجيج، ومن ضمنها استعمال المغريات، ومن ضمنها استعمال القيان والمغنيات وما إلى ذلك، نعم الذي يفعل ذلك يصد عن سبيل الله جميل، أما الذي يغني في يوم عيد أو في يوم فرح أو في يوم
فيه ترويح للقلوب ساعة وساعة يا حنظلة، ترويح القلب ساعة وساعة، فهذا المعنى من الترويح وهذا المعنى من الفرحة وهذا المعنى من السرور الذي ليس فيه صد عن سبيل الله، الصد عن سبيل الله أن يكون غرض هذا الفعل أيا كان الفعل، ولو كان مباحا، ولو كان مباحا، ولو كان مباحا، أي فعل مباح يستعمل للصد عن سبيل الله ليضل الناس، ليصرف الناس عن الحقيقة، يصبح إذا هذا محرما. يوجد تغييب للعقل هذا يوجد تغييب للهداية وليس الغناء فقط فما هذا الربط ما بين وسيلة الإضلال وما بين الغناء وسيلة الإضلال
هذه كثيرة جدا قد تكون وسيلة الإضلال مباحة فتحرم إذا استعملت في الإضلال صحيح واحد يريد أن يسمع قرآنا تعال آخذك كله تعال آكلك بدلا من أن تقف مباحة في ذاتها صحيح مباحة في ذاتها ولكن يستخدمها في غرض خاطئ نعم جميل فإذا استعمل الشيء في غير ما هو له واستعمل الترويح الذي أباحه الله ترويحا وفرحا وسرورا في الإضلال عن سبيل الله فإنه يكون حراما قطعا بسبب هذا الهدف وهذا المآل والغرض الذي من أجله الأعمال بالنيات فهذا خلط وهذا هو الذي يجعلنا نقول يا جماعة لا تستمعوا كثيرا لأنصاف المثقفين في مجال الدين لأنه مسكين أيضا يريد أن يتقي الله لكن
لا يعرف يعني هو ليس معه النور الذي تتحدث عنه في برنامجك نور الحق ما شاء الله ليس معه هذا النور هو يريد يتقي الله ماذا يفعل؟ قوم يغلق المياه والهاوية نعم يتخبط في الظلام ويتخبط إذن وهكذا يعني لو كان الأمر مقتصرا على نفسه لهان الأمر ولكن هذا يدعو الناس إلى هذا ولذلك يتبعه بعضهم وبكلامه يفجر كثيرا من الناس لا حول ولا قوة إلا بالله وهذا الذي لا ينتبه إليه هو يظن يا عيني أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ونحن لا نريده أن يكون تحت قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا لا نريد أن يكون هكذا يعني ليس غرضنا أن نستدل بآيات مثل هذه ونصف بها هؤلاء ليس هذا
غرضنا أن ننصح لله ونقول له اتق الله انتبه الذي تفعله من تشديد تظن أنه الحق، في الواقع أولا هو ليس بحق، وثانيا لا يحقق ما تريد. أنت تريد تقوية الناس مثلا، لكن هذا الذي تقوله يتقي به عشرة ويضل به عشرون. فانتبه إلى أن الحق الحقيقي الواجب الاتباع هو الاعتدال الذي تركه لنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام وأي خروج عن سنة رسول الله من يعني خرج عن سنتي فليس منه فمن رغب عن سنتي فليس مني فكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع الشعر وينبسط به وكان يسمع الغناء وينبسط به ويأمر به في المواطن التي
هي مواطن الخير أما الإضلال فكيف يكون، نحن نقول إن الغناء حلال، حسنا تأتي القضية الثانية وهي قضية التشويش على إذاعة القرآن الكريم، أي أن القرآن الكريم له إذاعة على تردد ثمانية وتسعين فاصلة ثمانية، فيأتي أحدهم ليبث على تردد ثمانية وتسعين فاصلة ثمانية أغانيا، لا حول ولا قوة إلا بالله إن شاء كانت أغان تمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، أغان وأناشيد إسلامية من تلك التي يقول الإخوة هؤلاء: نعم، هذه الأناشيد جيدة. هذا إذا فعل ذلك فإنه يصد عن سبيل الله، صحيح أن هذا يشوش على القرآن الكريم، نعم، ولو كان بشيء مباح، فخذ ما أنت عليه من ذلك،
لنفترض أنه على الثمانية والتسعين والثمانية ذهب وأنشأ إذاعة قرآن كريم أخرى صحيح لكي يشوش على الاثنين فيصبح هناك قرآن كريم مختلط فهو بذلك يصد عن سبيل الله نعم هو بذلك يستعمل الأداة التي هي الحسنة وذهب فأفسدها وأفسد الاثنين صحيح فيكون بذلك هو الصد عن سبيل الله هو المقصود الأهم فلهو الحديث هنا في الآية من قال لك إن لهو الحديث في حد ذاته حرام صحيح لهو الحديث هذا الناس يتكلمون ويتكلمون كلاما عاديا هذا هو لهو الحديث ما لم يكن أمرا بالمعروف أو نهيا عن منكر
أو ذكرا لله أو قرآنا أو دعوى أو علم أو كذا، ما لم يكن هكذا فهو لهو الحديث الذي هو اللغو، أي هذا اللغو هذا اللغو لا يتبرأ منه إنسان، ولذلك نص العلماء في كتبهم أن اللغو مباح، ثم يأتي الإنسان ويتعارض هذا اللغو مع مهمات أخرى فنعرض عنه فنعرض عنه فنعرض عنه بقدر تلك المهمات وبقدر صناعتنا لها ما شاء الله جميل ويأتي إذن الأمر الإلهي إذن والذين هم عن اللغو معرضون أجل يعني ما لم يقل والذين هم عن اللغو أو عن اللغو لا يفعلون أو يعني لا يمكن أن يأتي عليهم اللغو لا بل اللغو
موجود ثم أنه يعرض عنه من فعلا ما هو أهم بناء للعقلية، فاللغو أصبح مباحا ولكن الإعراض عنه من أجل الصلاة، من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من أجل العلم، من أجل إصلاح ذات البين، من أجل صلة الرحم، يصبح اللغو حينئذ أنه مندوب أن تتركه، أن تتركه كما قال مولانا في الآية القرآنية عند الله خير من اللهو ومن التجارة، فإذا كان اللهو مباحا والتجارة مباحة، لكن ما عند الله أفضل، أليس كذلك؟ إذا خيرت بين هذا وذاك فالأفضل ما عند الله طبعا. انتهت الحلقة يا سيدنا حتى نوضح للناس لأن الوقت قد حان أن فضيلتكم أوضحتم لنا أن الغناء في حد ذاته أو الغنى في حد ذاته ليس حراما، ولكن أنظر إلى الكلام الذي يقال، وكما أن سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام في عرس لما سيدتنا الربيع بنت معوذ قالت إنه كان هناك جوار يرقصن ويغنين، واحدة قالت وفينا نبي يعلم
ما في غد، قال دعي هذا وعودي لما كنت تقولين من يجب أن نختار الكلمات ويتحدث يا امرأة نعم دعي عنك هذا وخوضي فيما كنت فيه تخوضين وخوضي فيما كنت فيه تخوضين ربنا يفتح عليك يا مولانا ويزيدك علما وينفعنا بعلمك اسمحوا لي باسم حضراتكم أن نشكر فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة على هذا العلم وعلى هذا الوقت وعلى وعده في حلقات قادمة من برنامجكم نور الحق، فإلى ذلك الحين نستودعكم الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.