الفرق بين البدعة والسنة | نور الحق | حـ 13 | أ.د علي جمعة

الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته حلقة جديدة من حلقات برنامجكم نور الحق مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أهلا ومرحبا بك يا مولانا أهلا وسهلا بكم في الآونة الأخيرة يا مولانا كما قلنا هناك أناس كثيرون يزعمون أن النور معهم ولكننا نريد من فضيلتكم أن تظهروا لنا النور الحق في كثير من الأمور في الآونة الأخيرة حدث ضجيج حول موضوع البدعة بعض الناس قالوا إن وضع خيط أو حبل على الأرض لجعل الصلاة مستقيمة هذه بدعة وهذه ضلالة وبعض الناس لا يستطيعون الوصول إلى معنى هل البدعة كل شيء مستحدث يعتبر ضلالة ويعتبر بدعة ضالة أم لا بدعة ضالة أم لا فنريد من فضيلتكم أن تحسموا لنا هذا الأمر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه
ومن الله عليه وسلم يقول كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار صدق رسول الله فنهانا عن أن نبتدع في الدين ما ليس منه ولكن قال من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد فكل محدث في الدين إنما هو رد على صاحبه يقول رسول الله صلى عليه وسلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، ما ليس منه ولم يقل ما أحدث في أمرنا هذا شيئا. نعم هناك فرق بين أن يحدث الإنسان المسلم العالم التقي النقي شيئا من الدين، وهناك فرق بين أن يحدث المؤمن
شيئا خارجا عن الدين، خارجا عن الدين. فإذا كان خارجا عن الدين فهو بدعة الضلالة، وإذا كان من الدين فهذا سنة حسنة جميلة، يعني إذا كان شيئا جديدا يخالف، مثلا المغرب سنصلي أربعا، هذه بدعة ضالة، هذه بدعة ضالة، أما إذا قال سننير المساجد مثلا بالكهرباء حتى نستطيع أن نصلي العشاء أو التراويح، فهذه سنة حسنة ما شاء الله جميل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من اتبعها إلى يوم الدين ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من اتبعها إلى يوم الدين فيتبين لنا أن السنة منها ما هو حسن ومنها ما هو سيء المقابل جميل والبدعة منها
ما هو حسن ومنها ما هو ضلال ولذلك رأينا ونريد أن نفهم ما معنى ما ليس منه وما معنى ما هو منه، ما هو منه يبقى سنة حسنة، ما ليس منه يبقى بدعة وضلالة، بدع الضلالة، هلم بنا في الأمثلة التالية، النبي صلى الله عليه وسلم تعلمنا من خلال القرآن والسنة قيام الليل، حيث قال تعالى "قم الليل إلا قليلا، نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا". أمرنا بقيام الليل، وسمي هذا القيام التهجد لأنه يعني طلب قيام الليل، فهجد يعني نام، وتهجد يعني طلب النوم،
ولكن التاء هنا جاءت على غير بابها فيسمونها تاء السلب أي تسلب النوم فتهجد يعني سلب النوم جميل سلب النوم لكي يقوم يصلي لكي يقوم يصلي جميل فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا وفرض علينا من خلال القرآن صيام نهار رمضان نعم رمضان فمن شهد منكم الشهر فليصمه فصوم رمضان فرض وجعله رسول الله ركنا من أركان الإسلام وصيام رمضان الحديث الخاص بصحيح مسلم وسن لنا قيام الليل نعم يعني أيضا الإنسان الذي لا يقوم الليل عبر السنة يأتي في رمضان ويستحيي ويقوم الليل فجاء سيدنا عمر وجمع المسلمين على أبي
بن كعب وكان حافظا للقرآن وأقام التراويح جماعة وجعلها عشرين ركعة وجعلها ركعتين لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول قيام الليل مثنى ما شاء الله، فسيدنا عمر من الدين أحدث حدثا يوافق الدين، يوافق مراد الدين، يوافق الأوامر التي تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه الموافقة هي أنه جعل المسلمين يقومون الليل جماعة. في رمضان ثالثا جماعة وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الجماعة رابعا يستمعون
القرآن من حافظ له والنبي صلى الله عليه وسلم كان يراجع القرآن مع جبريل مرة كل عام حتى إذا كان العام الأخير راجعه مع جبريل مرتين عليه الصلاة والسلام جمع سيدنا عمر ما ورد في الشريعة من هذه الجزئيات جزئية قيام الليل جزئية قيام رمضان جزئية الجماعة جزئية سماع القرآن وأنشأ أشياء جديدة لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي التراويح ما شاء الله وجعل لها عددا مختلفا عما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه لا يناقضه بل يشمله ويزيد أي أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قالت عائشة لم يزد في رمضان ولا غيره عن إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، إذ
أن سيدنا عمر جعلها عشرين، نعم وسار المسلمون شرقا وغربا أئمة وعواما على هذا أن التراويح عشرون ركعة، الأئمة الأربعة عندهم التراويح الصالحون عندهم التراويح عشرين ركعة فلماذا لا تكون بدعة؟ لأن البدعة ما ليس منه، البدعة ما ليس منه، ولكن هذا منه، ولهذا قال سيدنا عمر رضي الله عنه نعمت البدعة هذه، فورا نعمت البدعة هذه، يعني هذه بدعة صحيحة لكنها من قبيل السنة الحسنة، ما شاء الله قبيل السنة الحسنة، نعم، ثانيا: سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى مرة في المنام سيدنا بلالا وسمع خشخشة نعليه قبله
في الجنة في المنام، ورؤيا الأنبياء حق ووحي، فلما استيقظ - وكان صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه عليه الصلاة والسلام - جاء ببلال فقال: رأيتك أمس وسمعت خشخشة نعليك أمامي في الجنة فما معنى هذا وكيف وصلت إلى هذه المرتبة العظيمة الرؤية لها تأويل ومن تأويلها أن بلالا قد وصل إلى مرتبة عظيمة لأنه سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في الحقيقة هو تابع لرسول الله وصحابي رسول الله وسيظل خلف رسول صلى الله عليه وسلم ورسول الله هو سيد العالمين وهو المقدم دائما، لكن الرؤيا لها تفسير ولها معان ومن معانيها أن
بلالا قد وصل إلى مرتبة عظيمة. فبم هذا يا بلال؟ قال لا أعلم يا رسول الله، ولكنني كلما توضأت صليت ركعتين. هذه من عند بلال سيدنا. رسول الله لم يعلموه شيئا، بلال كان قد رأى الوضوء فتوضأ، فكلما توضأ جاء فصلى لله ركعتين ما شاء الله هاتان الركعتان ماذا يفعل فيهما؟ يستقبل القبلة ويستر العورة ويقرأ فيهما الفاتحة ويركع ويسجد ويفعل ما علمه النبي لنا في الصلاة، نعم فهذا الجديد من الدين. ربط الوضوء بركعتين حتى أصبح كأنه شيء يسمى سنة الوضوء، نعم التي علمها لنا
سيدنا بلال من الدين وليست خارجة عن الدين، ولكنها بدعة لأن النبي لم يفعلها، ولكنها بدعة حسنة أي سنة حسنة. إذا أردنا أن نفصل بين المصطلحات أي، بعد ذلك مر سيدنا رسول الله فيما أخرجه النسائي. يصلي بالناس بعد الصلاة قال من الذي قال ماذا عند الرفع من الركوع، ما قال إن واحدا دعا دعاء حسنا لما رفع من الركوع من هذا، فخاف الرجل أن يكون قد قال عظيما يعني شيئا عظيما وسيئا فسكت، فقال من الذي قال فإنه لم يقل إلا خيرا قال له أنا يا رسول الله قال ماذا قلت قال قلت ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا طاهرا مباركا
فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء ما شاء الله دعاء جميل رأيت بضعة وثلاثين ملكا يتسابقون إليها أيهم يصعد بها إلى السماء ما شاء الله الملائكة ينظرون من يصعد أي أن سيدنا سيدتنا الملائكة عليهم السلام قبل إقرار النبي نعم النبي لم يقرأوه بعد نعم أعجبوا به وأخذوها وصعدوا بها هكذا صنع شيئا ليس من تعليم رسول الله ولكنه من الدين الذي علمنا إياه رسول الله رسول الله لم يقل هذا الدعاء بالتحديد لم يقل قل هذا الكلام هنا بالذات عند الرفع من الركوع ولكنه لما اخترع هذا اخترعه على هدى لأنه من الدين جميل
ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ فيبقى إذن ليس سنته فقط بل هذا المنهج أن تأخذ أيضا كلام النبي عليه وتأخذ الخلفاء الذين هم آتون من كلام النبي وإن لم يقله النبي عليه الصلاة والسلام ولذلك فالبدعة هي التي تضر بالسنة بالبطلان التي تضر بالسنة بالبطلان لكن ما هي ليست التي هي من الدين ولذلك جئنا في وقت من الأوقات كان المسجد مصنوعا بالحصى فلنخرج مولانا الفاصل لأننا نحن أوفر حوالي ثلاث دقائق بعد إذن حضرتكم نستكمل موضوع البدعة والسنة الكلام مع فضيلة مولانا يأخذ الوقت منا اسمحوا لي باسم
حضراتكم أن نذهب لفاصل ونعود فاصل ثم نواصل فابقوا معنا يا نور الحق نور لي طريقي أرى الطريق والمسار يبدو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عدنا إليكم من الفاصل الجزء الثاني من حلقة اليوم من برنامجكم نور الحق مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، نستكمل الحوار مع فضيلته عن الفرق بين البدعة وبين السنة الحسنة. تفضل يا مولانا. البدعة هذه تعطل سنة أو تخالف سنة، أما عندما كان لدينا المساجد مثلا، هذه المساجد كانت بالحصباء على عهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لها مئذنة، نعم كان لها سطح كان يخرج يصعد عليه بلال ليؤذن، وبعد ذلك اتسعت العمارة
واتسع البنيان، عندما يتسع البنيان يصطدم الصوت، عندما يعلو البنيان فيعلو فالصوت يرتد في البنيان فلا يصل، ولذلك لا يصل إلى من بعده فاضطررنا إلى عمل مئذنة نعم جميل عملنا لما دخلنا المكان عملنا محرابا عملنا أن بلطنا المسجد وفرشناه بالسجاد كان من السنة أن نتركه حصباء حصى بقي كما هو مثلا كان من السنة لا ولأنه حصباء كان من السنة أن نصلي في نعالنا نعم كان من السنة أن أقف بالنعل الخاص بي حتى لا تؤذيني هذه الحصباء، لا تؤذيني هذه الحصباء، نعم فأصبح الآن أمامي أن أدخل بالنعل، هذا النعل كان في الطريق والطريق فيه تراب
وفيه طين وفيه وحل وفيه مياه وأشياء أخرى، فعندما أدخل ستلتصق الأوساخ في السجاد وأنا متوضئ ومبتل وما إلى ذلك في السجاد هذا سيتحول إلى شيء قذر جدا، أي نمرة اثنين، نحن مأمورون بالتميز أو بالتفرد إن صح التعبير، فأمرنا أن نخالف المجوس مثلا، أي خالفوا المجوس، يمشون على السجاد بأرجلهم بالأحذية والنعال وبكذا إلى آخره، فلما المسلمون لما ذهبوا إلى ذلك ذهبوا خالعين النعال، ما رأيك حتى اليوم تدخل المساجد المسلمون في شرق الأرض ومغاربها تجد فيها مدينة وتجد فيها محرابا
يدل لك على الاتجاه هكذا وتجد المنبر بدلا من أن كان قصيرا هكذا عاليا جدا لأن المساحة كبرت وتجد سجادا على الأرض وتجد المسلمين يخلعون نعالهم حقا ويضعونها خارجا حتى لا يوسخوا السجاد بأقدامهم ويدخلون بهذه الطريقة كل هذا بدعة كل هذا من الدين لأن النظافة من الدين ولأن تبليغ الصوت من شأن إصلاح الصلاة حتى تسير الصلاة كما يريدها الدين وتبليغ الأذان من شأن جمع الناس لأن الدين يريد ذلك وهكذا فإذا كان الذي علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أي محدث ينبغي أن يكون
خادما للدين وهو مما يخدم الدين وليس معارضا للدين فيصبح سنة حسنة أو بدعة حسنة سمها كما تشاء وسنة حسنة وما كان لا يضر الدين بالبطلان أو يخالف الدين أو ليس هو من الدين فيكون بدعة ضلالة وكل ضلالة من هذا النوع هي في النار أي طيب يا مولانا، في بعض المشايخ المعاصرين، فضيلتكم أوضحتم لنا أن المدينة لم تكن موجودة أيام رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهم يقولون إنه عندما أضع الشريط اللاصق هذا أو الحائل هذا لاستقامة الصلاة، فإنهم قالوا إن هذه بدعة ضلالة وحرام أن أفعل ذلك، فهل من البدعة الضلالة أن يستقيم الصف؟ نذهب إلى رسول الله فنجده يقول استقيموا يرحمكم الله أي وأخرج
النسائي استووا كان رسول الله يكررها عليه الصلاة والسلام نعم وأن الله لا ينظر يا أخي إلى الصف الأعوج هذا كلام الشيوخ الذي دائما يقولونه نعم فنحن الآن تراصوا استووا فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصف وباستقامة الصف وبالتراص في الصف للوصول إلى هذا وخدمة لهذا فنعمل هذا الخط هذا الخط ما كان يمكن أن يحدث في الحصباء فلما وجدت السجاجيد وجد هذا الخط طيب هذا الخط ما فائدته هذا الخط فائدته أن نضع عليه أعقابنا أجل على فكرة كعب الرجل الذي هو الذي نسميه الكعب الذي نحن نسميه الكعب نعم نجعل الخط عليه
أو خلفه يعني الخط يكون خلف العقب مع أن هناك أناسا يقفون بمشط القدم بالأصابع وهذا خطأ مشط القدم لا يستقيم الصف لا يستقيم لماذا حسب مقاسات القدمين لأن حسب مقاسات القدمين هناك قدم طويلة وقدم قصيرة ولكن يكون من الخلف هذا نص عليه العلماء، أي عندما تذهب هكذا إلى كتب الفقه فتجد أن يقول لك وأن الاستواء يكون من الخلف من الأعقاب أعقاب، لأن عندما تكون هذه أكبر من هذه الرجل هذه أكبر من هذه مقاسات العقب مع بعضها وهذه أطول منها فهذا هنا وهذا هنا وهذا لا يحدث شيء ولكن العقب مع بعضنا البعض فنحن مستوون في صف واحد في صف واحد فلو أننا سوينا الصف من الخلف بهذا الشكل فيكون أننا عملنا السنة فكيف تكون بدعة؟ هو في مفهومه للبدعة مسكين هذا المتكلم أنها ما
لم تكن على عهد رسول الله وليس ما لم تنقض شيئا تركه رسول الله فالفرق نحن نقول لا ما ليس منه يعني هو فاهم الحديث من أحدث في أمرنا هذا شيئا أجل شيئا على الإطلاق فهو مردود أجل لا يصلح الإسلام وهو دين عالمي يخاطب العالمين يتجاوز الزمان والمكان والأشخاص هو خطابه لكل البشر للستة مليارات الذين موجودون الآن على وجه الأرض وخطاب الإسلام إليهم لا يصلح مع هذا الفهم لو كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ما ليس منا فلماذا تغيره أيها الجاهل إلى كلمة شيئا كلمة شيئا لا تصلح مع عالمية الإسلام كلمة ما ليس منا تصلح
مع عالمية الإسلام إذن فهناك كثير جدا من الأمور المتعلقة بخدمة العبادة، انظر إلى كلمة خدمة العبادة فهي من أساس الدين لأنها من الدين ذاته ولا تعد بدعة لأنها ليست خارجة عنه، أي لا تعد من الأمور الخارجة عنه، جميل ما شاء الله وهكذا نحن ضربنا أمثلة ونضرب أمثلة بمئات وآلاف الأشياء التي تتعلق بالعبادة لأنه كل فترة سينقلوننا، أي أن هذا الصنف من الناس كان قديما يحرم فرشاة الأسنان ويحرم الميكروفون ويحرم الراديو والتلفزيون ويحرم كل فترة جيلا كذلك ويحرق التصوير الفوتوغرافي والصورة ويحرم كل
شيء نعم لأنها بدع أشياء جديدة لم تكن موجودة في عهد رسول الله، السيارة حرام والطائرة حرام وإلى آخره وكله أي نزول المحن والأحزان والصواعق على من أكل بالشوك والملاعق، فهو في كل عصر يظهر هذا الصنف من الناس، ثم بعد ذلك يترك، ثم بعد ذلك يترك. لماذا ذهبوا؟ الآن أصبحت الصور حلالا، أي بالرغم من أنها منذ ثلاثين سنة أو أربعين سنة كانت حراما عندنا، بقي هنا الشيخ بخيت ألف الجواب الشافي في إباحة التصوير الفوتوغرافي منذ عشرين عاما وهو مفتي الديار المصرية أي منذ تسعين عاما ولكن لماذا يفعل هؤلاء الناس هذا؟ إنه ضيق الأفق وعدم العلم ولذلك بعد ذلك بعدما كانت الصور محرمة أصبحت حلالا وبعدما كان التلفزيون محرما أصبح حلالا وبعدما كانت الإذاعة محرمة وسحر أصبحت حلالا،
الشيخ سليمان بن سحمان لما ظهر هذا المنبه والجرس بعضهم قال سحر، وواحد اسمه ابن الريس قال إنه سحر، فألف كتابا بعنوان "أحسن البضاعة في كون الساعة ليست بسحر ولكن صناعة"، ما شاء الله! وأشياء من هذا القبيل التي تضحك منها الثكلى وتسقط منها الحبلى ويشيب منها كما يقولون أي عيب هكذا عيب، الإسلام أعظم بكثير من هذه الأشياء وهذه أشياء يجب أن نتجاوزها وأن نفهم منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف علمنا الدين، كيف علمنا الدنيا، كيف علمنا السياسة، كيف علمنا المفاوضات وهكذا، ولذلك فهذا العقل سوف يتوب إلى الله شيئا فشيئا هكذا وهم بعد ذلك بعد أن أباحوا التصوير وأباحوا كذلك التلفزيون لكي يجلسوا يتحدثون فيه
بما لا يرضي الله ذهبوا فقالوا إذن فلنجعلها في العبادات وفي العبادات إذن ما هو إلا أن سيدنا رسول الله علمنا أن كل شيء نفعله إنما هو للفائدة وللمصلحة ومن هنا أصبحوا يحرمون أشياء كثيرة جدا مما وتثبت عقائدهم وتشعل الحب في قلوبهم كالمولد النبوي مثلا، هذا سنفرد له حلقة يا سيدنا، مولد النبي عليه الصلاة والسلام أهو بدعة أم لا، وأعياد الميلاد وما إلى ذلك، يمكن أن نتناولها في حلقة من الحلقات القادمة إن شاء الله. بعد إذنك نشكر فضيلتكم على هذا العلم والوقت مع فضيلتكم تجري سريعا، اسمحوا لي باسم حضراتكم أن نشكر فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة على هذا العلم، وعلى وعد باللقاء في حلقات قادمة، نستودع الله دينكم وأماناتكم، والسلام عليكم ورحمة