الفرق بين الصوفية والتصوف | رب لترضى جـ 1 | الحلقة الرابعة | قناة الإرث النبوي | أ.د علي جمعة

الفرق بين الصوفية والتصوف | رب لترضى جـ 1 | الحلقة الرابعة | قناة الإرث النبوي | أ.د علي جمعة - تصوف, رب لترضى
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. كنا ذكرنا في حلقة سابقة الفرق بين الطرق الصوفية وبين التصوف، والتصوف هو هذا العلم الذي يهتم بشرح معالم الطريق إلى الله سبحانه وتعالى بين إياك نعبد وإياك نستعين. التصوف هو هذا العلم يهتم بتطهير
القلب من كل قبيح بتحليه القلب بكل صحيح، التصوف هو هذا الذي ينتج بعد التخلي والتحلي منه التجلي، تجلي نور الله سبحانه وتعالى في القلب. التصوف هو الذي يعالج المقامات والأحوال والتعامل مع كشف الأسرار وتنزل الأنوار في الطريق إلى الله سبحانه وتعالى، هذا هو التصوف. الطرق الصوفية هي عبارة عن مدارس مختلفة لتطبيق هذا التصوف، والطرق كما ذكرنا أيضا لمحة أو كلمة وهي أنها بدأت مع سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وقد علم هذه الطريقة طريقة المشيخة أن يكون هناك شيخ، وأن يكون هناك مريد، وأن يكون هناك ورد، وأن
يكون هناك أن يكون هناك مدرسة تدرس فيها هذه المناهج التي هي أصلا كل المسلمين يعملون بها بدرجات متفاوتة، ولكن كيف نحولها إلى نظام مدرسي مشيخي عمله سيدنا علي بن أبي طالب واختص بها تلميذه الحسن البصري، ومن هنا نجد أن سلاسل التصوف الي منتهاها إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أهم الأسانيد فيها في سند لأبي بكر وفي سند لسيدنا علي بن أبي طالب لكن سيدنا عمر لم يفعل ذلك لم يفعل الطرق الصوفية هذه سيدنا علي فعل الطرق الصوفية سيدنا علي كان لديه طريقة أعطاها للحسن البصري والحسن البصري وأعطاها
لابنه أيضا الحسين وأعطاها لابنه الحسن فالحسن البصري حمل هذا الطريق ولذلك تجد الذين هم أعداء الطرق الصوفية الذين يغضبون منها كثيرا يشككون في هذا الأمر فيقولون لك إن الحسن البصري لم يسمع من علي لماذا يريدون قطع هذه السلسلة التي تعتمد عليها الصوفية فإن هذا منقول وهناك رجل هندي ألف كتابا ضخما اسمه القول الحسن في سماع الحسن القول وجاء بأدلة كثيرة جدا عبر مجلد ضخم كبير، يا ليته يعاد طبعه في مصر لأنه طبع في الهند قديما وليس موجودا وأنا لدي منه نسخة هذا لكي يفهم الناس كيف أن هذه الطرق منسوبة إلى علي عن طريق السند المتصل
الذي في الحسن البصري الحسن. البصري تربى في بيت أم سلمة لأن أمه كانت تخدم السيدة أم سلمة عليها السلام أم المؤمنين أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم والحسن البصري كان لديه عندما أعطاه سيدنا علي هذا حوالي خمسة عشر عاما كان نجيبا أي شابا نجيبا هكذا ورأى فيه النجابة وكان عمره خمسة عشر سنوات هذا يعني أنه قد دخل مدخل الرجال، لم يكن بعد قد صدر قانون الطفل الخاص بنا الذي صدر هذا الذي هو ذو الثماني عشرة سنة، لم يكن بعد هذا الكلام، كان خمس عشرة سنة هذا يدخل مدخل الرجال. نعم أجل يا محمد، فماذا يعني هذا للطريقة مولانا يعني ما معنى عاهده على أن يكون معه، عاهده
على أن يكون معه بمعنى ماذا؟ الحسن البصري وهو يعبد ربنا سبحانه وتعالى وبعد ذلك جاء أمامه شيء من متاع الدنيا من الشهوات من الرغبات فقام يتذكر شيخه وأن شيخه سيقول له احذر أن تكون فعلت شيئا خاطئا وأنه ليس سيكذب فيخجل قليلا والإنسان في بداية الطريق يخجل من الناس أكثر مما يخجل من الله لأن الله معه دائما وهو نسي الله عندما جاء ليرتكب الذنب وهذه أخذناها من القرآن الكريم خذوها من قوله تعالى ولكنهم فهموها فهما روحانيا جميلا بعض الناس لا يرضى به ومتوقف الروح عليه يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين، فذهبوا وأخذوا منها
ما يسمى بالرابطة. يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله، حسنا موافق سنتقي هذا، وكونوا مع... ليس مما قال ولكن كونوا من الصادقين، بمعنى أنه يأمرني بالصدق، كن صادقا وصادقا مع الله مثلا، لا وكونوا مع الصادقين ليسوا من الصادقين وهنا أخذ أهل التربية من هذه الكلمة أنه ينبغي أن يكون لك شيخ ليعطيك خبرته وفي عهد بينك وبينه عهد الله أن تبتعد بقدر المستطاع عن المعاصي وتتقرب بقدر المستطاع من الطاعات، تتقرب من الطاعات وتبتعد عن المعاصي وتكون مع هذا الشخص الصادق تفضل سيدنا
الحسن البصري كان من السهل أن يختار علي عليا لأن علي عليا صحابي ومعروف مقدار سيدنا علي، نحن يمكننا الآن أن نختار الشيخ بالدعوة وكنا كلما ذهبنا إلى المشايخ ونقول له كيف نختار الشيخ، نحن قلنا نختار المدرسة ونقترب منها باليسر والقرب من السنة، كلما وجدناها أيسر وأقرب. من السنة قوم نميل إليها أكثر كلما وجدناها أبعد عن السنة حتى ولو كانت صحيحة أو أصعب أو حادة شديدة كلما نقول أنا طبيعتي أنا ضعيف أنا أريد الأيسر الذي هو الحلو هذا هو هذا بالنسبة للمنهج بالنسبة لمنهج المدرسة يعني لكن الشيخ بقي أجيبه من أين فهنا تكلم كذلك أهل الله بالدعاء
بالدعوة ليس هناك شيء يسمى هكذا، فماذا يعني؟ يعني أنك لن تستطيع أن تأتي بالشيخ ولا تعرف أن تحكم عليه ولا تعرف أن تفعل شيئا، قل يا رب فقط تجد الشيخ أمامك، قد يكون هو الذي يجاورك وأنت لا تعرفه، فرؤية الشيخ من الأشياء الجميلة التي طبعا الناس قسمان، واحد وجد شيخا فاطمأن قلبه إليه وسار معه وأرشده إلى الله فهو مطمئن إليه ومرتاح، هذا وفقه الله. وواحد ليس له شيخ ويبحث بحثا، ما أريد أن أقول دنيويا نعم، فليبحث عن العالم أن يكون عالما عالما قد يكون جاهلا
ولكن على فكرة يوجد مشايخ لا يعرفون القراءة والكتابة وهم أكثر الناس دلالة على الله سبحانه وتعالى هذا لا يعني أنه يجب أن يكون الشيخ عالما هذا لك أنت يا حيران أنت حيران يا بلبل حيران ويا بلبل حيران هذا جالس يقول أريد أن أعرف أذهب إلى الناس قسمان، قسم هداه الله نعم علم في أي شيء، علم في الدين، علم في الشريعة، يعني هل هو الذي يختار الشيخ أم الشيخ هو الذي يختاره؟ لا إنه في الأمرين، إنه ليس هناك شيء يسمى هذا أو ذاك، بل في الأمرين، الدنيا واسعة، هناك الشيخ هو الذي يختار ويقول له تعالى أنا أريد أن أعلمك فيجد قلبه عنده انتهى ماض وفيه هو حائر أصلا ولا يجد شيخا وهنا يتكلم في هذا القسم أنا أريد أن أقول لكم
إن الناس ليسوا قسما واحدا في قسم هداه ربنا في قسم يرث عن أبيه يعني في شيخ للعائلة فالابن لما جاء انتهى شيخ العائلة نجح ومضى وانتهى الأمر، والشيخ يستدعيه وهو يقتنع بالشيخ وهو يختار الشيخ ويجربه، وهذا شخص لا يجد حلا، كلما ذهب إلى الشيخ يكتشف فيه العيوب الفادحة، فهو في الأصل غير ملتح وفي الأصل لا يرتدي ثيابا جميلة، وفي الأصل عندما دخلت عليه وجدته يستمع إلى والعياذ بالله تعال هناك أشياء كذلك وانتبه وأنت لا تعرف هل يستمع إلى هذه في أي شيء أم ما الحكاية أم الرواية أم ما أمره مع الله كان في بعض
المغنين يغني الأغنية أنت تسمعها كأنها حب وهيام وهي يحب ربنا ورسوله وكذلك ويقولون منها ما يخص محمد ساكن في حي المطلب الذي السيدة وحبيبتها في الحسين ولكي أفوز بكل الرضا كان يزور مرتين السيدة سيدنا الحسين وهذا الرجل محمد عبد المطلب رحمه الله كان يفعل ذلك كان يزور السيدة زينب ويذهب يزور سيدنا الحسين وبينهما لله في خلقه شؤون بعد الفاصل سأكمل لكم عدنا من الفاصل لكي أيضا أكمل لكن إن هناك أناسا يكونون حائرين فذهبوا وقالوا ما هي هداية ربي عند فقدان المربي، يعني افترض أنني لا أجد، وكلما دخلت على الشيخ خرجت
وفيه العيوب الواضحة وقلبي لا يرتاح له، انتهى لا ينفع، أليس كذلك؟ إن هذا أصل الأمر أن تعبد الله كأنك تراه أي شيء حالة طارئة لديك ولذلك من الممكن جدا أن لا يبقى لك الشيخ وحينئذ نصحوا بأن تكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تكثر منها فتكثر منها قالوا إذن وأقلها ألف مرة في اليوم تمسك المسبحة إذن وتنهيها عشر مرات المسبحة فيها مائة حبة تنهيها عشر بأي صيغة تجد قلبك فيها قم لما تكثر من الصلاة على سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بمقام المربي قم تجد قلبك نورا تجد
أن سيدنا النبي يمكن أن تراه في المنام يرشدك أو يعطيك شيئا هكذا هو تجد وأنت تقرأ القرآن قم ربنا يفتح عليك في فهم ما أبدا على بالك تجد نفسك تفتح المذياع فتسمع موعظة أو تسمع أحدا يخطب فتفهم منه شيئا يفهمك كل شيء، هذا يسمونه الفتح، يسمونه أي أن بصيرتك انفتحت، فلما تنفتح بصيرتك ستفهم القرآن وستفهم السنة وستفهم حركات الكون، تجلس تقرأ مقالا من الصحيفة فتفهم منه شيئا يعلمك الأدب مع الله سبحان الله ولكن هذا أصبح من استغرق في الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام إلى أيضا أن يرزقك الله بشيخ يعني هذه الحكاية من ضمنها أنه يهديك لشيخ
فالإنسان يا مولانا يجب أن يكون عنده شيخ يعني هناك أناس يصلون ويصومون ويعني لا ليس ضروريا ليس ضروريا يكون لديه شيخ لأن الحديث يقول هكذا أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تستطع أن تصل إلى ذلك، قال فإن لم تكن تراه فإنه يراك، يعني أنها لن تأتي إلا بالأول، هذا الجزء لن يأتي إلا بالشيخ أو بفاتح من الله، يعني ترتيب هكذا، واحد يقول لي دكتور كبير قوي سألته أنا قلت له دخلت كلية الطب فقال لا هذا لم يأخذ الثانوية العامة عارف الله أعرف مجلة الدكتور قلت له كانت تصدر قديما في الخمسينيات مجلة اسمها الدكتور فقال هذا أنا قرأتها كلها لم أقرأها فحسب بل أنا أحفظها أتعرف مجلة طبيبك الخاص ويفعل لي هكذا قلت له إنه يعرفها هذه تصدر حتى الآن
قال لي كل الأعداد عندي وكلها قرأتها وحفظتها أعرف كتاب الجمهورية الطبي قلت له نعم أعرفه ما كتاب الجمهورية الطبي هذا قال الذي عندي هو الرجل هذا مثقف طبيا أكيدا وعنده معلومات ولو أنه ربط المعلومات هذه ببعضها يعني تولدت عنده حصيلة من المعلومات الطبية لكن هو طبيب وليس طبيبا هو ليس طبيبا لأنه وإن كان مثقفا طبيا وإن كان لديه معلومات كثيرة وإن كان كذا وكذا إلى آخره لم يتعلم المفتاح المنهج لم يتعلموا المنهج هذا يتعلمونه على يد من على يد الأطباء في القصر العيني وعين شمس وغيرها آخره وعلى يد الممارسة وعلى
يد الصواب والخطأ، لكن ليس عن طريق المعلومات فقط، المعلومات جزء. ونجد الأولاد أبناءنا الذين في الطب يا عيني يدرسون ليل نهار ويحفظون ويعملون لماذا؟ لأن المعلومات كثيرة ومتشعبة، وفي النهاية تجد طبيب العيون فقط، وعندما تذهب لطبيب العيون فقط وتسأله في الجلدية لا يعرفها. يجيبك أنت ألم تدرس وتحفظ وتنجح وتتخصص يقول أنا لا أنا تخصصت في العيون كيف يعني ألست قد أخذت الطب عاما وهكذا قال لا ولكن أنا عندما جئت عملت الامتياز عملته في العيون وعندما جئت عملت الماجستير والدكتوراه عملتها في العيون وربما في جزء في العيون بحيث أنه يحيل على زميله الذي حصل على الدكتوراه فيها لأن العلم بحر فهي كذلك هي انظر الوجود أصبح نعم
هي كذلك فهل يجوز للإنسان أن يكون من غير شيخ نعم طبعا يجوز للإنسان أن يكون شيخا لأنه يجوز أن يعبد الله على مستوى فإن لم تكن تراه فإنه يراك يجوز الحديث كذلك في الناس درجات ومن هنا قال أهل الله فأصبح لدينا ثلاث درجات العوام والخواص وخواص الخواص وهذه درجات وابتدؤوا يبحثون في النفوس وقالوا النفوس ثلاث أيضا النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس الملهمة وبعد ذلك ذهبوا مقسمين هذه الملهمة إلى أربع درجات الراضية والمرضية والمطمئنة والكاملة فأصبحنا سبعة ابتدؤوا يبحثون كل واحدة من هذه المراتب ما صفتها، ما مشكلتها، كيف تتجاوزها وتنتقل إلى التي
بعدها وبماذا وهكذا، وأتوا بهذه الأشياء والمصطلحات وحاولوا أن يجعلوها تندرج تحت القرآن والسنة، فكلمة النفس الأمارة إن النفس لأمارة بالسوء ستجدها مذكورة، وكلمة النفس اللوامة ستجدها موجودة، وكلمة النفس المطمئنة، وكلمة النفس الراضية المرضية ارجعي مرضية وهكذا ستجد أنه قد أخذ القرآن وطبقه على التجربة البشرية الناتجة من الكون هذه هي الحكاية، ولذلك السؤال الآن الذي نسأله: هل يجوز لي ألا يكون لي شيخ؟ نعم، يجوز لك ألا يكون لك شيخ، هو الطريق علمه سيدنا علي لسيدنا الحسن البصري علمه ما هو تعلموا وكونوا مع الصادقين
أي اتخذوا لكم شيخا لكي يعلمكم ويرشدكم ولكي أيضا تنتقل إليكم العلاقة التي كانت بين الصحابة وبين سيدنا رسول الله فالعلماء ورثة الأنبياء فما دام لديه قدرة على الإرشاد فهو يرشد، وسند الحسن البصري موجود إلى الآن والأسانيد التي أخذنا منها معظمها تصب في الحسن البصري عن علي الشاذلي كذلك ولكن هناك من يروي أيضا عن سيدنا أبي بكر ومنهم بعض أطراف النقشبندية يبقى إذن نرجع مرة أخرى ونقول إن هذا الأمر قديم وأنه موجود من عهد الصحابة وأنه ليس بالضرورة أن يكون لازما حتى يكون كل واحد كذلك وأن هناك ترتيبات
وأن هناك فارق ما بين الطرق وما بين التصوف وأن الطرق وإن كانت موجودة من عهد الصحابة إلا أنها كانت هي الأقل، كانت مساحتها الأقل أي ليس كل المسلمين، نحن لدينا في مصر هنا المسلمون تسعون في المائة أي شيء تسعون في المائة من أي ثمانين مليونا منهم ثمانية فقط متصوف يبقى إذن إن لدينا أنه ليس كل مسلم يجب أن يكون صوفيا، ولكن أو هذا صاحب طريقة، ولكنه يعيش التصوف لأنه يعيش مرتبة الإحسان بدرجاتها: عوام، خواص، الخواص. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته. اشتركوا في