الفرق بين النظريات والحقائق | نور الحق | حـ 4 | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. الإسلام دين العلم، أي وهو دين العلم الشامل الذي يشمل العلم الحسي التجريبي ويشمل علوما أخرى كالعلوم النقلية كاللغة والتاريخ والشريعة، كالعلوم العقلية من الرياضيات وغيرها، كالعلوم الحسية كالعلوم التجريبية وهكذا، ولذلك فرأينا المسلمين وهم حتى يربطون هذه العلوم كلها بالشريعة مما يدل على أن موقف الإسلام من العلم وخاصة
العلم الحديث الذي يسمى بالعلم التجريبي موقف واضح ويخضع لهذا العلم كل شيء حتى يخضع للأحكام الشرعية رأيناهم مثلا وهم يتحدثون في الفقه يعطون أحكاما للعلم التجريبي أحكاما للعلم التجريبي نعم يعطون له أحكاما فقهية أو شرعية فقهية أو شرعية ويهتمون بذكرها، جميل أن تفتح مثلا كتابا مثل كتاب المنهاج للإمام النووي والشراح الذين شرحوا كتاب المنهاج وهو عمدة من منهاج المفتين أو منهاج الطالبين وعمدة المفتين يعني منهاج الطالبين لأنه كتاب مدرسي يدرس في الكليات وفي المعاهد الدينية
حتى تتعلم به مذهب الإمام بأحسن عبارة وأيسر عبارة وأتقن عبارة منهاج الطالبين وعمدة المفتين، يرجع إليه المفتي ليعتمد عليه. فتجده وهو يتحدث في باب الطهارة كتاب الطهارة، فإذا كنا نتحدث في كتاب الطهارة فماذا سنعرف؟ سنعرف المياه، وسنعرف الوضوء، وسنعرف الاغتسال، وسنعرف إزالة النجاسات، فيتعرض لأحكام تخص العلم التجريبي فيتحدث ويقول أنه إذا وقع ما لا دم له سائل في الماء فإنه لا ينجسه وبعد ذلك نأتي لنسأل عما نريد أن نفهمه، كل كلمة
نحن نتحدث في النجاسة وفي المياه وفي الوضوء، حسنا جيد في أمانة الله، ولكن ما هو ما لا دم له سائل أو هذا التركيب من أين جاء دم له سائل يعني في حشرة يعني مثلا ما ليس لها دم سائل نسبة سائل طيب وما هو الدم السائل هذا شكله كيف هل الدم السائل مثلا هو الدم الأحمر بحيث إن الدم الذي ليس أحمر يكون الدم أحيانا يكون أبيض أو له لون بني أو كذلك ما يكون دم في الحشرات أو في بعض الحشرات، نعم جميل، أم أن الدم السائل يعني أنه الجاري أي الذي هو المنهمر أي الذي هو يجري، النقطة تجري هكذا بحيث أنني عندما أقتل مثلا بعوضة تخرج دما، نعم، وهل هذا الدم خاصتها أم الدم الذي في بطنها الذي أخذته من البشر أو من الحيوان تتغذى عليه نعم
والدم هذا ما يكون السائل تكون قطعة بقع الدم هكذا فدم سائل يعني ماذا قال يعني الدم الجاري قال طيب أنا أعرف إذا كان الصرصور له دم سائل أم ليس له دم سائل ما الذي يعرفني أن النملة أم حرام الحشرة لها دم سائل أم ليس بدم سائل لأنه عندما يسقط في الإناء ونحن في السحر ونعمل وهكذا إلى آخره انتبه إلى أن نرى الإسلام دخل في كل مكان دخل في الصومال التي فيها الآن مجاعة دخل في الهند التي فيها ناس ربما ليس لهم سكن دخل في أشياء كثيرة جدا في مناطق مجيء الإسلام دخل في الغابات دخل في كل مكان وهو دين يخاطب فيه رب العالمين الناس أجمعين فلما ونحن نتحدث عن ماله دم له سائل ما يأتي أحد يقول لي ما معنى هذه المسألة هذا نحن بيوت نظيفة ما فيها سراسير
وما فيها الكلام الذي أنت تقوله هذا نعم بارك الله فيك وهذه هي النظافة المطلوبة، ولكن هناك شخص بالمناسبة يسأل في المجاعة إن كان يطبخ اللحم فسقط صرصار في الإناء، في الإناء فهل يرمي اللحم لأنه نجس أم لا؟ وهو لم ير اللحم منذ سنتين أو ثلاث سنوات، لم يأكل اللحم، لم ير اللحم حقا ف قولوا لنا ما هو انظروا الفقهاء ورحمتهم بالأمة الناس يقرؤون خطأ الناس يقرؤون الفقه خطأ الناس المعترضون هؤلاء يقرؤون الفقه خطأ هذا مصنوع للرحمة هذا مصنوع لحقوق الإنسان يا سيدي الذي أنت تتشدق به ليلا ونهارا هذا مصنوع لأن طبيعة الإسلام التي أنتم لا تأخذون بها دين عالمي مطلوب من الستة أو السبعة مليارات من البشر الموجودين، جميل أسلم
من أسلم ولم يسلم من لم يسلم، هذه حرية فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، حرية أرضية لكن هناك عقاب إن أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مترفقة فنرجع مرة أخرى لصاحبنا الذي يقول ما لا دم له سائل فقال الشارح نعم يجرح ويجرب يجرح ويجرب هاك انظر الكلام أصبح العلم التجريبي أصبح سأقبض على الشيء وأجرح ولا يعترض بأن في جرحه إيلاما له بأن في جرحه إيلاما له لا يعترض بأن في جرحه إيلاما ما له عندما يقول للحشرة هذه
ما هو حكم هذه الحشرة هل هي حرام قال نعم حرام أنا مضطر أنا محتاج إلى أن أتعرف عليها للحاجات إلى ذلك فيبقى جعل البحث العلمي حاجة تبيح الحرام ما شاء الله يعني أنا لدي الآن قواعد في الفقه ولكن يا عيني الطهارات نعم ليس مصنوعا لها باب هكذا اسمه أحكام البحث العلمي يمكن أن نفعل هكذا الآن نأتي بواحد من الباحثين النابهين ونقول له اكتب لي أحكام البحث العلمي في الفقه الإسلامي فيذهب يقرأ الفقه كله وينتقي هذه الأشياء فيجدها جيدة جدا قال للأشياء التي تعني أنت الآن تجرح فترتكب حرام أن يكون هذا ما سيفيدنا، إن أصل العلم ينبغي أن يكون في علاقة بيني وبين الكون، هذه العلاقة علاقة سليمة وليست علاقة عدوانية وليست علاقة
عدوانية، جميل في الحياة، نعم إلا البحث العلمي إلا البحث العلمي، في البحث العلمي سنستثني ولن نسميها حينئذ عدوانا، سنسميها للحاجة إلى ذلك، للحاجة ذلك كأنها ضرورة يعني قراراته ستؤذيني قليلا سيقوم ببعض التجارب على الفأر سيقوم ببعض التجارب على البقرة سيقوم ببعض التجارب على الشجرة هذا لن أعده فسادا في الأرض لماذا؟ لأنه تحت أخلاقيات البحث العلمي أخلاقيات البحث العلمي التي تبتغي في النهاية فائدة البشر التي تبتغي في النهاية علاجهم وراحتهم وهكذا ولكن البحث العلمي أصلا له أخلاقيات، هم الآن يدعون إلى هذه الأخلاقيات بالمناسبة، إذن لدي في الفقه الإسلامي أحكام تتعلق بالبحث
العلمي، ليس الأمر أنها تقول لي ابحث فحسب، بل لدي في التاريخ ما يؤكد هذا الجانب من العلوم الحديثة ولدي أحكام تتعلق بهذا الجانب في الفقه. الإسلامي وعلى فكرة الكلام الذي أقوله هذا أقوله على سبيل المثال والاختصار ويفتح للباحثين آفاقا جديدة لكي يقوموا بأحكام البحث العلمي بهذه الطريقة التي ذكرت لأنها موجودة في الفقه كثيرا جدا وأمثلتها كثيرة جدا وفضيلتكم أوضحتم لنا يا مولانا أنه لا يأتي أحد يعترض ويقول لماذا تكلموننا عن فأر وقع في سمن إذا كان سائلا أم صلبا نحن نقول نظيفة نقول له إن الإسلام جاء لكل زمان ولكل مكان لكل مكان ولكل ظرف طيب يا مولانا كنت فضيلتكم في الحلقة الماضية حدثتمونا فضيلتكم عن أن العلم لا يتناهى وأن بعض الفلاسفة الذين قالوا الآن نهاية العالم نهاية الكون نهايته هكذا مخطئون يريدون
يا مولانا بعد إذن فضيلتكم أن نرجع إلى بعض الناس الذين عملوا بدايات مثل داروين في مصر مثلا على سبيل المثال في جمهورية مصر العربية يدرسون شيئا يسمى نظرية التطور لداروين فضيلتكم في الحلقة الماضية حدثتمونا عن خلق آدم كبداية للعلم وارتباطها بالعلم داروين يقول كان أصل الأرض ما رأي الشريعة الإسلامية في نظرية داروين والتطور الخاصة بها، لدينا العلم في قسمين نعم قسم يسمى الحقائق وهذا انتهينا منه ووصلنا من اليقين من درجة اليقين إلى درجة تجعلنا نضع هذه المعلومة في باب الحقائق حقائق في ملف الحقائق ملف أي لا يتغير في دائرة الحقائق جميلة، هناك مساحة أخرى أو دائرة أخرى أو ملف آخر اسمه النظريات. هذه لم ترتق
إلى مرتبة الحقائق بعد، أي هذه نظريات يرى فيها العالم تفسيرا لشيء قد عرفه أو علمه. نعم يعني يا سيدي هناك فرق بين الحقائق والنظريات التي تحتاج إثباتا، حسنا بلا شك. الحقائق والنظريات نعرف فضيلتكم الفرق بين الحقائق والنظريات ولكن بعد الفاصل نعم فاصل نعود إليكم فابقوا معنا يا نور الحق نور لي طريقي أرى الطريق والمسار يبدو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عدنا إليكم من الفاصل الجزء الثاني من حلقة اليوم من برنامجكم نور الحق مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية ونحن خارجون من الفاصل يا مولانا فضيلتكم أوضحتم لنا أن هناك نوعين من الملفات في ملف اسمه الحقائق وملف اسمه النظريات في العلم في حقائق وفي نظريات نأخذ
مثلا أن المثلث مائة وثمانون درجة أو هو مجموع قائمتين والقائمة تسعون درجة هذه حقيقة نعم وليس فيها خلاف حتى عندما يتطور العلم في هذا المجال يضيف ولا ينكر يضيف ولا ينكر ولا ينكر يضيف إلى هذه الحقيقة فيأتي أحد ويقول المثلث الذي قد رسمناه بخطوط محدبة أو بخطوط مقعرة الخط المقعر للداخل هكذا أخذ جزءا من دائرة هكذا وهنا هكذا وهنا هكذا أقل من مائة وثمانين والمحدبة أكثر من مائة وثمانين، نعم هذا صحيح، لقد أضفت إلي معلومة، ولكن الذي هو المستقيم، الذي هو أقصر
مسافة بين نقطتين، فيقول لي: الأصل أنه لا يوجد خط مستقيم في الكون، قلت له: والله لقد أضفت إليه معلومة أن الخط المستقيم لو امتد من طرفيه إلى ما التقاء في صورة دائرة أنت أضفت إليه معلومة لكن المستقيم موجود وبنينا به كل ما حولنا هؤلاء من بناء صحيح وهو صحيح في أن المربع الذي على الوتر يساوي مجموع المربعين اللذين على الضلعين الآخرين المقابل والمجاور هذا الكلام كلام صحيح وبنيت على مثله المباني التي نحن نعيش فيها بني على مثله الهرم، لكن كون أنت تأتيني بنظرية حقيقية أيضا وهو أنك تكتشف أنه ليس هناك في الفضاء مستقيم وأنها مجموعة من المنحنيات وأنه ليس هناك مستقيم دائما، بل مستقيم لو مد من أحد طرفيه من كلا
طرفيه وصل إلى حد الدائرة. كلام جميل لكن هذه معلومة جديدة. لا تهدم المعلومة القديمة، فالمعلومة القديمة والحقائق لا تهدم. جميل عندما جاء إقليدس وبعد ذلك جاء في الميكانيكا نيوتن وبعد ذلك جاء أينشتاين وأضاف البعد الرابع للأبعاد الثلاثة، لم يهدم كل واحد منهم السابق بل أضاف ووسع وأصبح لدينا آفاق جديدة يمكن أن نتعامل من خلالها. إذن الحقائق لا تنهدم النظريات إذن، نظرية داروين نعم، داروين يقول لي مجموعة من الحقائق والمشاهدات أتفق معه فيها ما دامت في نطاق الحقائق، وبعد ذلك يقول لي قراءته لهذه الحقائق هي نظرية أختلف معه فيها تماما ربما، فيقول
لي أنا لاحظت ملاحظة غريبة الشكل فقلت له ما هي فقال لي عندما أحضرت وبعد ذلك أحضرت العصفور والحمامة والطائر وبعد ذلك أحضرت الحيوان وبعد ذلك أحضرت الإنسان فوجدت أن بينهم قاسما مشتركا وهو الهيكل العظمي ولكن هذا المشترك انظر إلى الزعانف وانظر إلى الجناحين اللذين في الطير وطبعا أنا أختصر اختصارا ولكن لأجل إخواننا فهذا ليس كلاما علميا دقيقا جدا ولكنني أقرب المسائل والحقيقة وبما نأخذه من المشاهدات المتفق عليها وبين قراءة هذه المشاهدات وبعد ذلك في جناحين وبعد ذلك في ذراعين للحيوان وبعد ذلك للإنسان أربعة أطراف وهكذا على فكرة أنا أرى أن هذا نوع من
أنواع الاشتراك حسنا الاشتراك هذا أنت لاحظته على فكرة أنا متفق معك في أن هناك شيئا فأصبح هذا يقول اقرأها أن الإنسان هذا متطور من الحيوان وأقرب شيء يكون يعني ابن عمنا القرد نعم فيصبح الإنسان هو طبعا لم يقل من القرد مباشرة القرد هذا متفرع هكذا ونحن متفرعون هكذا يعني هناك مثل ماذا أولاد أعمام هناك صلة قريبة من الزمان لكن الناس قالت أصلا أريد يعني اختصار نعم وقالوا نقعد يتطور الإنسان الذي لا يعرف كذا وإنسان كذا وكم ظهره متن يبتدئ في الظهر إلى آخره إلى آخره وإنسان بكين وإنسان نياندرتال وإنسان لا أعرف ماذا وجاء عمله هكذا قلنا له كل الاكتشافات التي أنت كشفتها وأن هو إنسان بحيرة بالكاش الذي يسمونه إنسان بكين ونحن ما انتهينا أمام ما وجدناه وفعلناه
هكذا هذا حتى لا يكتب شيئا ولكن كيف قرأتها يا أستاذ داروين أنا قرأتها أنه يوجد تطور أن يوجد علاقة هكذا قلت له لماذا أنا قرأتها بعنوان آخر قال لي ماذا قلت له وفي كل شيء له آية تدل على إنه واحد ما شاء الله الذي هو وحدة الخلق أن الباري خلق كل هذا هو واحد أحد فرد صمد هو رب العالمين ما شاء الله فهذا يعني ماذا أننا نقول أنه في كل شيء من السمكة إلى العصفورة إلى لا أدري ماذا له ما يدل على أنه واحد فهذه وحدة الخلق وفي وحدة الشهود وفي وحدة الأفعال وفي وحدة الذات ونبقى معه في كلام بعضه في العقيدة وبعضه في أرباب القلوب جئنا برؤية أخرى غير هذه لكن نحن لا ننكر العلم في شيء يسمى الموضوعية وهذه الموضوعية
ظلوا يقولون إن العلم فيه موضوعية في موضوعية كيف هذا والعلم كله فيه رؤى وهذه الرؤى جاءت من الشخص يسمونها في الإنجليزية تحيزا، تحيز يعني أنت متحيز لرؤيتك وبعد ذلك هو يقول لي لا اتركك من التحيز فظلوا يقولون اتركك من التحيز حتى أواخر السبعينيات وابتدأت الآن مدارس في الغرب تقول أبدا هذا كله فيه تحيز إلا الكيمياء إلا الكيمياء إلا الكيمياء التي هي التفاعلات تنتج شيئا فيها وكلها فيها فراغات حتى الرياضيات العليا فيها فراغات لأن في الرياضيات العليا منطقا والمنطق فيه فراغات علم الفلك فيه فراغات الذي لا يعرف الطب فيه فراغات كله فيه فراغات أنتم تحاولون أن تجردوا الإنسان في النفس أبدا،
التحليل الشيوعي والتفسير الشيوعي للمشاهدات يختلف عن التفسير الأمريكي للمشاهدات، يبقى في بيان الحاجة واحدة أو الفعل واحد وكل واحد يفسره على هواه. في سنة ألف وتسعمائة وخمسة وتسعين عقدنا مؤتمرا عن التحيز وصدرت أبحاثه في سبعة مجلدات وطبعت بحمد الله وجئنا وكنت أنا أتذكر حينئذ نرى ما كتب في البياض في الولايات المتحدة الأمريكية عام خمسة وتسعين فوجدنا خمسمائة عنوان خمسمائة عنوان خمسمائة عنوان كتب في البياض في الثلاث أو الأربع سنوات كل عنوان هذا سواء كان مقالة أو كتابا أو لا هذا كتاب خمسمائة كتاب خمسمائة كتاب عن البحث هذا حول التحليل وبدأوا ينسون الكلام الخاص بالستينيات الذي ذهب بعض
إخواننا المسلمين والعرب لدراسته آنذاك هناك والدنيا تجاوزتهم الآن وتغيروا وهم لم يقرأوا بعد لم يقرأوا البحث هذا هو الذي في البحث يقول هذا غير ممكن هذا العمارة والفنون والآداب فيها تحيز والإنسان لا يستطيع أن يخرج من نفسه، طيب إذا كان هكذا، نحن لنا يا أخي تحيزاتنا، نحن نؤمن بأن هذا الكون مخلوق لخالق ونؤمن أن هذا الخلق له غاية ونؤمن أن هناك يوما آخر نعود فيه إلى ربنا للحساب للثواب والعقاب ونؤمن أن الأمور فيها نسبية وفيها إطلاق ونؤمن بالقداسة، نحن نحب الكعبة يا أخي أنت ما لك أية علاقة حبي للكعبة بحقائق العلم الحديث في أوقات يخلطون الاثنين أنا لدي قداسة للمصحف لدي قداسة للنبي لدي قداسة للوضوء لدي قداسة للوالدين يا أخي لدي قداسة للعلم والعلماء
أنت ما لك أنت يا أخي يعني أنا أحترم مدينتكم في أي شيء عندما أحترم الكعبة وأحترم المصحف وأحترم والدي ووالدتي وأحترم النبي وأحترم الصحابة، أيكون ذلك ضد العلم الحديث؟ هناك خلط كثير فيمن يدعي أن الإسلام له مواجهة مع العلم الحديث إطلاقا نهائيا. الإسلام هو الدين الوحيد الذي نظم عقل أتباعه بأن هناك كتابين: الكتاب المسطور والكتاب المنظور، الوحي والكون كلاهما. من عند الله فلا يمكن أن يحدث تناقض وإنما في ملف الحقائق وليس في ملف النظريات التي تتغير كل حين وآخر وكل عصر يقول لك لا لقد تجاوزنا هذا وغيرناه تجاوزنا هذا حتى أصبح التجاوز جزءا لا يتجزأ من الفكر العالمي جزءا
لا يتجزأ من سمات العصر أنه دائما هناك تجاوز أن تذهب الآن لتقرأ خاصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية أو في الطب أو في أي شيء، اذهب واكتب رسالة ماجستير وضع مرجعا من سنة سبعين، دع عنك سنة ألف وثمانمائة، سيلومك المشرف والمناقش والعالم أجمع، حتى الناشر عندما تذهب لتنشر كتابك سيقول لك لا، حدث لي من فضلك المعلومات مع أن هذا فارق ثلاثين أو أربعين سنة وليس هذا، وهذا يقول لك لا هذا أنا أريد هذه السنة، لماذا قال لأنه لا يوجد أحد سيشير إليه السنة القادمة لأنه يوجد تجاوز، طيب إذا كان الأمر كذلك فهذا ليس في مجال الحقائق، مجال الحقائق تدخل فيه الحقيقة منضبطة ومن الصعب وعندما تدخل لتستقر والنظريات دع الإنسان
يفكر لا مانع من ذلك ولكن لا تحمل التعارض بين الإسلام وبين هذه النظريات وتقول لي والله إن الإسلام ضدها لا أنا لم أقل لداروين لا تفكر أنا أقول له فكر كما تشاء ولكن أيضا أعطني فرصة لأن أفكر أنا أيضا مثل ما أنا أريد حتى نصل إلى الحقيقة فإذا وصلنا إلى حقيقة أن الأرض تدور حول نفسها فتكون إذن حقيقة ولا يمكن للإسلام أن يعارضها أي في حالتك يا مولانا تريد أن توضح لنا أن هناك فرقا بين الحقيقة وبين النظرية الإسلام لم يتعارض مع الحقيقة أبدا لكن النظرية نزنها على ميزان الشرع الخاص بنا وعلى ميزان العقل الخاص بنا حتى نصل إلى الحقيقة لن نعترض عليها نعم تماما طيب اسمحوا لي باسم حضراتكم أن نشكر فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة على هذا العلم وعلى وعده باللقاء إن شاء الله في الحلقة القادمة من نور الحق وإلى ذلك الحين نستودعكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته