القرآنيون.. لماذا أنكروا السنة؟ " | أ.د علي جمعة | معرض الكتاب 2025

بسم الله الرحمن الرحيم ونصلي ونسلم على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. اليوم هو يوم الجمعة، يوم كريم مبارك، والمكان جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب. والحضور حضور غفير من محبي فضيلة مولانا وعالمنا الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار السابق، ومعالي الأستاذ الدكتور محمد الجندي. أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والموضوع موضوع جاد وخطير، يتعلق بالقرآن الكريم الدستور الخالد، وبالجناح الثاني للتشريع: السنة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم. الحقيقة أنه إن كان
لنا أن نشكر الناس، فالشكر كل الشكر لفضيلة عالمنا الجليل الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي جعل الذي جعل لنا من جناح الأزهر نافذة نطل بها على أبنائنا وبناتنا وعلى الدنيا كلها من خلال علمائنا الأساطير والأفذاذ كي نناقش قضايا لها عظيم الأثر في شأن الإسلام والمسلمين. وحقيقة أن معرض القاهرة الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية دينية عظيمة تدل على أن مصر هي بلد الحضارة، بلد الثقافة، بلد العلوم والأزهر الأزهر يهتم بأبنائه ويهتم بطلابه خاصة الوافدين منهم من جميع أنحاء العالم، أما
علماؤه العدول فهم ربان السفينة الذين يقودون سفينة العلم في وقت ما أحوجنا فيه إلى أن نجلس بين يدي علمائنا كي نتعلم منهم وكي نصحح ما شاب أفكارنا من أخطاء. هذه القضية التي نتناولها اليوم: القرآنيون، لماذا؟ أنكروا السنة، أحسن جناح الأزهر أن جعل بين أيدينا عالِمَين جليلين كي نتعلم منهما كيف ندافع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: العالم المدقق الأصولي البارع الأستاذ الدكتور علي جمعة الذي يحمل صفات العالم الباحث - لا أزكيه على الله - وعالمنا الجليل الأستاذ الدكتور محمد الجندي عميد الدعوة والأمين العام لمجمع
البحوث الإسلامية الدكتور علي، يعني يشرفنا أن نبدأ بفضيلتكم هذا اللقاء، نُعرّف شبابنا مَن هم القرآنيون. في بداية اللقاء، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. كل عام وأنتم بخير، وهذه سنة حميدة سنّها فضيلة الإمام الأكبر. الدكتور أحمد الطيب في هذه التظاهرة الثقافية والعقلية والعلمية بمعرض الكتاب الدولي، عندما كان أول معرض منذ ستة وخمسين سنة كنا نبكي بالدموع عندما أُغلق المعرض. أول
معرض نشأ في أرض المعارض بالجزيرة وكان جديداً علينا أن نرى كل هذه الكتب، واليوم بعد ستة وخمسين سنة معرض القاهرة الدولي هو... أكبر معرض في العالم وفي الشرق الأوسط وفي العالم الإسلامي والعربي، فالحمد لله رب العالمين. مواصلةً للعطاء، يختار الأزهر الشريف هذا العنوان. ونبدأ بسم الله الرحمن الرحيم، بعد أن نشكر جناح الأزهر لهذه الدعوة المباركة في معية الأستاذ الدكتور محمد الجندي الجعفري أمين عام مجمع البحوث الإسلامية وحضرة الدكتور. سعد المطعني رضي
الله تعالى عنه فبدأ إنكار السنة بطرق مختلفة وعلى مراحل مختلفة مع الخوارج، وهم الذين نسميهم في عصرنا هذا بالنابتة، إلا أن خوارج العصر الأول لم ينكروا السنة بهذه الكيفية التي ينكرها القرآنيون الآن، لأنهم مع إنكارهم للسنة إلا أنهم تمسكوا بالإجماع وتشددوا في الدين والتمسك بالإجماع. والتشدد في الدين جعلهم ما زالوا من أهل القبلة ومن أهل المسلمين، وبعد
ذلك قُضي على الخوارج سنة اثنين وثمانين هجرية، وظللنا لا نعرف الخوارج ولا مبدأ الخوارج ولا مصادر الخوارج حتى القرن الرابع الهجري، حيث ظهرت نابتة منهم في المغرب وقُضي عليها، ثم بعد ذلك ظللنا إلى أن قد... ظهرت بوادر من آخرين في القرن الثالث عشر الهجري ونحن في الخامس عشر، لكن أيضاً لم يكونوا على مستوى أولئك الموجودين الآن. فيمكن أن نقسم القرآنيين أو منكري السنة إلى طائفتين: طائفة مع إنكارها
للسنة لم تخرج عن الإسلام وذلك لعدم إنكارهم للإجماع، وطائفة أخرى خرجت عن الإسلام لأنهم أنكروا وأنكروا كذلك كل المصادر فأصبحوا في ورطة كبيرة وتمادى بهم الحال كما سنرى. في العصر الحديث بدأ إنكار السنة من الاحتكاك بالاحتلال الإنجليزي في الهند. هذا الاحتكاك أدى إلى ظهور شخص تربى في إنجلترا وكان يريد أن يواجه الاحتلال الإنجليزي على الهم المسلمين،
لكن عنده حيرة وعنده متاهة في التفكير. كان اسمه أحمد خان. هذا أحمد خان وُلِد سنة ألف وثمانمائة وسبعة عشر، وتوفي سنة ألف وثمانمائة ثمانية وتسعين عن واحد وثمانين سنة. بدأ أحمد خان في الدعوة إلى إنكار السنة النبوية وعدم الاحتجاج بها وتنحيتها، لكنه لم يعترف بالإجماع أيضاً كشأن الخوارج الأوائل، وأصبح هذا أحمد خان عنواناً. على القرآنيين وأصبحت
له مدرسة من مدرسته شخص كان يُسمى عبد الله جكرالوي، وعبد الله جكرالوي هذا وُلِد سنة ألف وثمانمائة وثلاثين وتوفي سنة ألف وتسعمائة وأربعة عشر عن أربعة وثمانين عاماً. أسَّس عبد الله جماعة تُسمى "جماعة أهل الذكر والقرآن" وكان في باكستان، وأيضاً اتبعه قوم. سمّوا أنفسهم بأهل الذكر وأهل القرآن. هذا أحمد خان من المصائب التي أتى بها من جراء إنكاره للسنة: منع
تعدد الزوجات. هو الآن في صدام حضاري مع الغرب، والغرب عنده قضية تعدد الزوجات قضية مرفوضة لمذهبهم ودينهم. إذاً فأول إنكار للسنة عندما نسأل لماذا أنكروا السنة؟ لأنه لم يتحمل الصدام. مع الحضارات الأخرى أنكروا الجن والملائكة لأنه بعد ألف وسبعمائة وستين وظهور الموسوعة البريطانية بدأوا يخرجون من علم ما وراء النفس
إلى العلم التجريبي بمعنى أنه لا بد أن نشاهد بأعيننا أو بحواسنا، لكن ما وراء ذلك مما نسميه الغيب ينكرونه. ثم عادوا إلى علم ما وراء النفس في أوائل إلى آخره، ولكنهم ظلوا ينكرونها أكثر من مائة وخمسين سنة أثرت في البشرية، وعندما رجعوا إليها جعلوها خارج نطاق العلم (science) أو ما ترجمناه خطأً بلغتنا إلى كلمة العلم، لأن العلم عندنا له مفهوم آخر ليس هو مفهوم العلم (science) في المدرسة الإنجليزية. فسّر القرآن أحمد خان وكان هناك وأنشأ العالمَكرية عالِم كبير وعالِم
مشهور، أنشأ جامعة العالمَكرية، وهذه غير الفتاوى العالمَكرية يا شيخ محمد. فدرّس فيها عبد الحميد الفراهي وهو أحد المفسرين الكبار، وطلب منه أن يترجم تفسيره إلى اللغة العربية حيث كان بالأردية، فقال له عبد الحميد: "أنا لا أشارك في الإثم لأنه في هذا التفسير أنكر الحدود". وأنكر الجن وأنكر الملائكة وأنكر التعدد وأنكر أشياء من هذا القبيل، وكلها كانت بسبب الصدمة الحضارية مع الآخرين. فالإجابة إذاً أولاً: الصدام عند عدم التهيؤ ينتج منه هذا الإنكار. ومن تلاميذي
أيضاً ولد كان اسمه غلام أحمد برويز، أبوه سماه غلام أحمد. غلام النبي يعني عبد النبي يعني. خادم النبي وكان مهتماً جداً أن يعلمه الحديث وتعلم الحديث وأصبح أستاذاً فيه، ثم جاءته لوثة الشبهات التي لم يستطع أن يرد على واحدة منها. يبقى السبب الثاني في إنكار السنة والتهيؤ هو الشبهات التي لا يستطيع أحدهم أن يجيب عليها. كان ينبغي أن يسأل العلماء ويناقشهم لأن المشتغل بحديث رسول الله وبقضية التوثيق تنير له الأضواء
الطريق، أنوار النبوة تضيء له الطريق. كان شيخنا الشيخ حافظ التجاني يصلي الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة، يقرأ فيها مسند الإمام أحمد، فأنار الله له قلبه وأنار الله له حاله، وكان يرى الحقائق ببساطة ويمكن أن يجيب على تلك الشبهات ويزيلها. عند غلام أحمد برويز في ثانيةٍ، وفي بعض الأحيان كانوا يزيلون هذه الشبهات حتى بالجلوس إليهم. يعني عندما يجلس أمام الشيخ يقول: "والله ذهب ما في رأسي"، أي لم يعد عندي أي شيء. وهذا ما يسمونه بالتربية بالنظرة من ميراث النبوة. ابن
حجر العسقلاني يتكلم عن أن الصحابي هو من... رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو هذا الصحابي المؤمن به، فنقول له: لماذا يا ابن حجر؟ ما سبب أن النبي عندما ينظر إليه هكذا؟ قال: إذا نظر النبي لإنسان أحدث فيه عدالة توجب توثيقه. حسناً، وما اسم هذا؟ اسمها التربية بالنظرة. ونحن من أهل التصوف أخذناها وجعلناها التربية بالنظرة. لكن لها أصلٌ أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل هكذا مع عتاب بن أسيد. كان عتاب ممسكاً بخنجر يريد أن يقتل النبي، فالتفت إليه وقال: "ماذا تريد يا عتاب؟" قال: "لا أريد شيئاً". قال:
"إذاً فاشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله". قال: "أشهد أن لا..." إله إلا الله وأن محمد رسول الله فجعله أميرًا لمكة وهو عنده الشاب عشرين سنة، الشاب عتاب، سيدنا عتاب بن أسيد، وتألم في نفسه، تألم في نفسه كيف بنظرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ميراث في الأمة موجود حتى الآن، أنه ينظر إليه هكذا فيذهب ما في نفسه من. ضمن هذا الأمر عمل أحمد الدين مع أمه في الإسلام، وأنشأ مجلة طلوع الإسلام. كل هذا الهراء كان لإنكار السنة في بدايات القرن العشرين. فإذا نزلنا مرة أخرى إلى مصر،
ومصر لها القيادة والريادة في العلوم بأزهرها وعلومها وشيوخها وتراثها وتاريخها، والحمد لله رب العالمين، كان عندنا رجل من تلاميذه. محمد عبده اسمه محمد رشيد رضا، ومحمد رشيد رضا رحمه الله تعالى كان يميل إلى مذهب السلف، وأنشأ مجلة ظلت تصدر في حياته اسمها المنار. وكان يتيح في المنار إثارة القضايا الكبرى للمناقشة والأخذ والرد وما إلى ذلك، وكان النقاش على أعلى مستوى من الأدب ومن الصفاء ومن العلم. كان وُلِدَ
في سنة ألف ثمانمائة وواحد وثمانين وماتَ صغيراً لأنه توفي سنة عشرين، أي أنه كان عمره تسعة وثلاثين سنة. هذا الطبيب اسمه محمد توفيق صدقي. الجميع كان يدرس العلوم الدينية في الأزهر. محمد توفيق صدقي وهو رجل طبيب لكنه دارس في الأزهر، صديق له صديق يدعى عبد إبراهيم، ولكن كان طبيباً وكان على الديانة المسيحية. أصدقاؤه هما الاثنان عبد وإبراهيم. كان يذهب إلى
زميله، وهذا الزميل كان والده من رجال الجمعية الشرعية التابعة للشيخ محمود خطاب السبكي. فكان يناقشه ويذاكر مع الشاب زميله، ويناقش الشيخ. فأسلم عبد وإبراهيم، أسلم وأنجب لنا من؟ أنجب اثنين: محمداً وعيسى. محمد هو الكبير هو الرجل الاقتصادي العظيم هذا الذي ألَّف في الاقتصاد الإسلامي وما شابه ذلك، إنه عيسى عبده ابن عبد إبراهيم الذي منَّ الله عليه بالإسلام. عبد إبراهيم مات صغيراً مثل زميله محمد
توفيق صدقي، الاثنان لم يتجاوزا التسعة والثلاثين. عبده مات بالتيفود، وأنا أظن أن محمد توفيق صدقي الطبيب هذا مات الذي كان منتشراً في هذا الوقت محمد توفيق من دراساته الشرعية أتاح له رشيد رضا أن يكتب في المنار فكتب مقالة أثارت الدنيا والمناقشات اسمها "الإسلام هو القرآن وحده" في عام ألف وتسعمائة وستة. ولأولئك الذين يكتبون ويريدون الرجوع هكذا وراء الشيخ، فلا بأس، لن يحدث شيء، كان ذلك عام وستة في المنار سنجد محمد
توفيق صدقي يكتب مقالة اسمها "الإسلام هو القرآن وحده"، فينبري عليه مشايخ الأزهر الأجلاء الكبار بالأدب وبالحوار الراقي، من ضمنهم الشيخ طه البشري. اكتبوا هذه الأسماء، فلا أحد يعرفها. طه البشري، وسليم البشري - هذا شيخ الأزهر، لكن طه البشري هذا واحد من أبنائنا، ليس أولادهم هم يعني ألف وتسعمائة وستة، آه، أبي لم يولد بعد في ألف وتسعمائة وستة، فيقوم محمد توفيق صدقي بكتابة المقالة، فيرد عليه طه البشري، ويرد عليه
عبد إبراهيم الطبيب الذي أسلم حديثاً، ويرد عليه ردوداً مفحمة عبد إبراهيم، ويتقبل محمد توفيق صدقي النقاش، إذاً هذا الذي أنكر. السنة ما الدافع له في هذا، نستطيع أن نقول نموذج فكري يبتغي تطوير البلد. كانت البلد محتلة بالإنجليز، والتعليم تم التلاعب فيه وما زال يُتلاعب فيه، لأنه لم يُلعب فيه من سنة تسع وتسعين إلى إحدى عشرة،
إلى سبعة وسبعة، وبعد إحدى عشرة سنة. يعني من ستة وتسعين وهو يتلاعب بقي لنا سنة ونتخلص من مشكلة الحالة التعليمية. كانوا يُحضِرون المدرسين من لندن والبلد تحت الاحتلال والبلد في نزاع حضاري. وأريد أن أنقذ جماعة الإخوان المسلمين. لا تأتِ فنكتفي بالقرآن. فكرة لمشروع يكون رقم ثلاثة للعنوان الذي نعده هنا، وهي أنه قد يكون نموذجاً ومشروعاً، والمثال في ذلك هو صاحبنا توفي الصديق محمد توفي الصديق من المجادلات يرجع في المقالات الكثيرة التي أصبحت بعد ذلك، يعني داخلها، يقال عنها أربعة
مجلدات في المناهج من الأخذ والرد ورد الرد ورد الرد، وهكذا وصلوا إلى أربعة مجلدات. عمل بحثًا عليهم باحث اسمه هشام عبد العزيز، ليس وكيل الوزارة الذي لدينا هذا. لا، هناك طُبع الكتاب الخاص به سنة إحدى عشرة في دار جداول ببيروت، جمع فيها الحوار الذي اختاره ما بين رشيد رضا وطه البشري ومحمد توفيق صدقي وآخرين منهم عبده إبراهيم، وبعد ذلك ظهر شخص اسمه محمد أبو زيد نحو منهوري. إذا أثقلت عليكم فقولوا لي: كفى.
هذه الجلسة السودانية التي نحن فيها، هل أعجبتكم؟ دعونا نبقى معاً في جلسة السوداني، لم نبدأ بعد. بسم الله، من سيظهر لنا يا حاج مصطفى؟ ها، محمد أبو زيد الدمنهوري. محمد أبو زيد الدمنهوري ليس من العلماء. محمد توفيق صدقي أيضاً ليس من العلماء، لكنه يملك ثقافة. نعم سعد. كان زغلول موجوداً وكان شافعياً، كان يدرس عندنا في القضاء لكنه ليس رجلاً، ليس عالم دين، يعني لا يصلح. وألّف على فكرة كتاباً كان الشيخ المراغي يشيد به في الفقه الشافعي. سعد زغلول
وهذا سعد زغلول يعني بثلاثة صاغ، يعني ليس في العلم، لا يوجد يعني ليس بكفء. هكذا وله مذكرات في تسع مجلدات. سعد زغلول في المجلد الثالث يشتم نفسه قائلاً: "يا إخواننا أنا سيئ هكذا على الدوام". فسبحان الله، هؤلاء ليسوا علماء يعني، وإنما كانت لديهم ثقافة ولديهم رغبة. ظهر محمد أبو زيد الدمنهوري، وكان رشيد رضا يفعل الخير كثيراً، يُصدر المجلة ويؤسس معهداً اسمه... مثل معهد الدعاة الذي يشترك فيه محمد أبو زيد من دمنهور، ويدرس فيه سنتين، والأزهر لا
يعجبه هذا الأمر ويسميه بالدكاكين. كل شخص يفتح له دكاناً ويمنحه شهادة، وهذا أمر مزعج، فهو ليس عالماً ولا يملك الأدوات ولا أي شيء. المهم أنه ادعى أنه أزهري، قال: "أنا أزهري يا إخواننا"، درسهم عند سيدنا الشيخ محمد رشيد رضا. محمد رشيد دارس وعالم جيد، لكن هذا ليس عالماً نشر. أيضاً مقال محمد رشيد رفض نشره. من الذي نشر المقال؟ جريدة الأهرام. ينكر فيه نبوة سيدنا آدم. ومقال ثانٍ ينكر فيه أنصبة الميراث.
ومقال ثالث ينكر فيه الحدود. ومقال رابع ينكر فيه. الردة مقالٌ خامسٌ ينكر فيه كل هذا، وأين ينشر؟ في الأهرام. وقد ألّف كتاباً اسمه "الهداية والعرفان في تفسير القرآن"، طبعه له آنذاك مصطفى الحلبي رحمه الله وعفا عنه. عندما صدر الكتاب وجدوا فيه هذه المصائب، فقد حرّف في آيات الميراث وفي آيات الحدود وفي آيات كذا وكذا إلى آخره ما هو ملخص قضية الخمر وأن الخمر ليست محرمة؟ ولماذا صار مصيره أسوداً؟ لماذا يفعل هكذا؟ لأنه أنكر السنة. فما سبب
محمد أبو زيد؟ إنه النزق والكبر، فهو يريد أن يخالف ليشتهر، وليس هناك أكثر من ذلك. فهاجت الدنيا وماجت، ورفعوا عليه دعوى حسبة، وتوالت المرات، وحكم القاضي بردة محمد يدافع ويكافح ويعمل وهكذا وانتهى الأمر. حكم القاضي ولم يُغير هذا الحكم، وصدر الكتاب بإذن النيابة العامة. الأزهر لا يصادر ولا يمنع ولا يفعل شيئاً، النيابة هي التي هذا اختصاصها. فالنيابة ذهبت وصادرت الكتاب، فلم يعد للكتاب ولا نسخة واحدة. أين هذا الكتاب؟ نحن لا نعرف. أنا باحث في الكتب نعم، إنه
موجود عندي نعم، ولكنه وصلني بعد عشرين سنة من البحث. عشرين سنة وأنا أبحث عن نسخة مما نعاه زقر. أردت أن أرى ما قاله الرجل، وهل هو مظلوم أم ماذا، إلى أن حصلنا على النسخة. من أشار إليه وذهب ليراجع النسخة الموجودة في دار الكتب. سيدنا الشيخ الذهبي في "التفسير والمفسرون" قال عنه أنه تفسير الحادي يعمل مثل الملحد المسلم أو شيء هكذا مثل مسلم ومثل ملحد؛ لأنه كان ينكر الأمور هذه، وتكلم عنه في "التفسير والمفسرون" ملفتًا النظر إليه. محمد أنشأ
جمعية في دمنهور لمحاربته لوجه الله هكذا، وظلت هذه الجمعية إلى... إنَّ وفاة محمد أبو زيد الضمنهوري وإنشائه فكرة أن آدم ليس نبياً، التي استنتج منها بعضهم أن آدم هذا عبارة عن آدمِيِّين متعددين، كما كان أبو العلاء المعري يقول، هو شذوذ. يعني كل إنكار للسنة يندرج في إطار الشذوذ. بعد محمد أبو زيد الضمنهوري وبعد محمد توفيق، علينا أن ننتبه السنة نتدهور أولاً. محمد توفيق صدقي - يعني
الشبهة التي من الممكن أن نعتبرها نموذجاً أراد أن يقدمه محمد أبو زيد الدمنهوري - هي شهوة. ويأتي واحد بعدهم ومنهم محمد نجيب. محمد نجيب هذا توفي عام ألف وتسعمائة وستين. عندما توفي عام ألف وتسعمائة وستين كان قد وصل إلى منصب رئيس هيئة الهاتف يعني منصباً كبيراً، فعينوه وزيراً للمواصلات أو الاتصالات السلكية. ولكن عندما عينوه هكذا وجدوه مجنوناً، فهذا عمل جنوني. فمكث ستة
وعشرين يوماً في الوزارة ثم طردوه منها. ماذا فعل هذا الرجل؟ هذا الرجل عجيب غريب، محمد نجيب هذا، ولكنه كان صادقاً مع نفسه، أما هناك... خلل عقلي ونفسي، فيمكن أن نضيف هدية ونقول إن الخلل العقلي والنفسي يؤدي إلى إنكار السنة المشرفة. حسناً، ماذا قال؟ ماذا فعل؟ قال: "يا جماعة، لا أخفي عليكم، كان هناك شخص يهودي اسمه أبو بكر الصديق، وشخص يهودي اسمه عمر بن الخطاب، وشخص
يهودي..." يا أخي، سبحان الله، كلهم أصبحوا علي بن أبي طالب وشخص يهودي اسمه سعد بن أبي وقاص ألَّفوا السُّنة هذه بعد انتقال النبي، فنحن ليس لدينا إلا القرآن. إن هذا الكلام لا يصدر إلا عن شخص يحتاج إلى علاج نفسي قبل أن يحتاج إلى رد علمي أو غيره، فيكون هذا من أسباب إنكار السنة لأن هذا ضجة في هذا المجال في إنكار السنة. طيب يا محمد، نحن الآن أنكرنا السنة، فما هي أخبار الصلاة لديك؟ وما هي أخبار الصيام وما شابه؟ الذي سهّل أنه لا توجد هذه الصلوات الخمس، فربنا لم يقل
أنها عشر صلوات. قلنا له: كيف نصلي إذاً؟ قال: "فذكر اسم ربه فصلى" و"ذكر نقول الرحمن أكبر أو الله أكبر أو القهار أي صفة من صفاته تعالى، وندخل لنقرأ ما تيسر من القرآن "فاقرؤوا ما تيسر من القرآن، علم أن سيكون منكم مرضى"، ثم نسجد، وبعد ذلك نقوم ونركع، وبعد أن ننتهي من الصلاة نتوضأ. يعني والله إنه عمل غير متقن ولا منظم كعمل كان صادقاً مع نفسه. هكذا سنصل إذا أنكرنا السنّة. هكذا سنصل. ما هو لا توجد سنّة الآن. أنت ألغيت السنّة كلها. كيف ستأتي بأن
الصلوات خمس؟ وكيف ستأتي بأن الركوع قبل السجود؟ وأنه لن تأتي بها، وإنما ستجلس تقول كلاماً شبيهاً بكلام، وقد سُمّوا القرآنيون، أصحاب هذه الأيام. جعلوهم ثلاثة فقط وليس عشرة، يعني الرجل كان أتقى منهم. هذا الكافر يا مولانا. أنت تكفّره؟ نعم أنا أكفّره. إنه هو الذي أراد لنفسه أن يكون كافراً. يا مولانا، أليس التكفير ممنوعاً أيضاً؟ أنا لم أكفّره بالمناسبة، لست أنا الذي أخرجته من الملة، بل هو الذي أراد ذلك. هل هناك احتمال أن يكون مجنوناً؟ نعم، هناك احتمال. لكنه كافر رسمياً هكذا، أليس هناك وثيقة تثبت أنه كافر رسمياً؟ لأنه أصبح كافراً في الواقع، فلنذهب إلى القاضي لنرى
إن كان كافراً أم لا. إنما هذا الكلام هو كلام كفار، لكنه ألّف ثلاثة عشر كتاباً وحاول طباعتها ولم يجد أحداً. قالوا له: "أأنت مجنون أم تتعاطى المخدرات أم ما الأمر؟"، فذهب وباع أربعين فدانًا من البن الموجود في البحيرة من أجود الأراضي لكي يشتري مطبعة في البلازما التي لديه، وأنشأ جمعية أحباء القرآن الكريم، وكان يُحضِر الناس ويُطعمهم بعض المهلبية من أجل ماذا؟ قال إنه معه يعني في الجمعية. مات من هنا والناس نسيته. من هنا طبع ثلاثة عشر كتاباً على أرض الورق، عندي في المكتبة الثلاثة عشر كتاباً حتى لا يقول لي أحد: "ماذا تعني
أنت؟ هل أنت تمشي وتأخذ؟ أين هم إذن؟" لا، عندي ثلاثة عشر كتاباً. ومن ضمن الأشياء المضحكة التي وصل إليها قال ماذا... المؤمن يمكن أن يعمل كل يوم اثنين وستة من عشرة من أعماله ذنوباً. قلنا له: من أين أتيت بهذا؟ قال: من القرآن الكريم. قلنا له: حسناً، أرنا ذلك. القرآن الكريم ليس فيه اثنان وستة من عشرة ذنوب. وكيف سأحسب أعمالي؟ وكيف سأرتكب هذه الذنوب بنسبة اثنين وستة من عشرة في هو عمل مجانين، السبب الجنون في شيء، في أزمة نفسية. قال:
"حسناً، قال تعالى: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى}". قلت له: "ها نحن نحفظها، هذه موجودة في القرآن". قال: "طيب، هل مدة الحج سبعون يوماً؟ الحج أشهر معلومات". شوال ثلاثون يوماً، وذو القعدة ثلاثون يوماً، وعشرة أيام من ذي الحجة، فيكون المجموع سبعين يوماً. وعندما نقسم واحداً على سبعين، يكون الناتج واحداً وثلاثة من عشرة. ومن تعجل ومن تأخر، يكون اثنين وستة من عشرة. أي لا يمكن الوصول إلى
هذا إلا بعد هذه الحمى. أهلاً مولانا، مرحباً بصاحب الدكتور محمد دوني فأهلاً ومرحباً بك، وهذا تشريف لنا. يعني ما لا نعرفه. ردُّه جميل. ذهب محمد نجيب واختفى القرآنيون بإنكارهم للسنة من المشهد، إلى سنة ألف وتسعمائة وتسعين بدأ أحمد
صبحي منصور في إنكار السنة، وبناءً عليه أنكر عصمة الأنبياء وأنكر آيات المواريث وأنكر الحجاب وأنكر مجموعة من... الأشياء وأُحيل إلى التحقيق في جامعة الأزهر. كان المشرف على رسالته الطيب النجار رئيس جامعة الأزهر رحمه الله تعالى، وكان في كلية أصول الدين. أُحيل إلى التحقيق واستمر التحقيق معه مدة إلى أن تم فصله من جامعة الأزهر لتلك الآراء الشاذة التي تبناها. ذهب إلى
فرجينيا وذهب هناك مع... بعض البهائيين أنشأوا مركزاً يُسمى المركز العالمي للقرآن (IQC) حتى يستطيع الباحث الذي يريد معرفة القصة كاملة أن يذهب إلى (IQC). أحمد صبحي منصور مولود سنة تسعة وأربعين وما زال حياً إلى يومنا هذا، ولعل الله سبحانه وتعالى يشرح صدره ويتوب إلى الله. أحمد صبحي منصور أنكر السنة. ابتغاءَ الشهرةِ فقط لا غير، قابلتُهُ مرةً عندَ أحدِ
رجالِ الأعمالِ في أوائلِ التسعينياتِ، وكانَ متطلعاً جداً لقضيةِ المالِ والغنى والشهرةِ والتصدُّرِ إلى آخره. فهذا أيضاً جزءٌ من الإجابةِ على السؤالِ أو بندٌ من البنود. وصلنا إلى كم بندٍ الآن؟ ها، ستة. خرجَ ولدٌ شاميٌّ شيوعيٌّ اسمُهُ محمد شحرور أيضاً السنة وتمادى وزيّن هذا لبعض الحكام فائدة بالمال، ثم تبين لهؤلاء الحكام
وهذا الحاكم أن الرجل لا يبني أساسه على أي شيء. كنا نناقش ونقول له يا أستاذ محمد أو الدكتور محمد، لأنه كان له شيخ في الشام اسمه فج الباب أو فتح الباب أو شيء مثل ذلك هو الذي علّمه كيف يخرج عن السنة، فلما ذهب وحصل على الدكتوراه من روسيا وتشيّع، أي أصبح شيوعياً، رجع وألف هذه المؤلفات وحاول أن ينشئ مركزاً هنا في القاهرة، ولكنه دهمته المنية فذهب إلى ربه. شحرور عندما يفعل هذا كنا نقول له:
"يا محمد، إن ما تقوله يناقض بعضه بعضاً، من أين فيقول هكذا ضبطت باللهجة الشامية، هكذا ضبطت، اكتب ثمانية، هكذا ضبطت، يعني أي كلام، يعني لا يوجد أي أساس لكلامهم. هكذا يتمدد ويتطاول مثلما يفعل أهل الشام. جميلة اللهجة الشامية، ولكن هكذا يتمدد. انظر، أي أنه لا يوجد أسس ولا قواعد في الهواء، فتصبح هذه سنسميها... ما هكذا ضبط الهواء من سبب من أسباب إنكار السنة النبوية. الهوى، وخذ الآن ما بعدها تسعة:
الجهل، العميق بقضايا ما فعله المسلمون بإذن الله وتوفيق الله للحفاظ على السنة المشرفة. ظهر واحد في المغرب أيضاً اسمه صابر مولاي أحمد، وظهر آخر اسمه عبد الله شقرلاوي وعمل. شيء اسمه منظمة أهل القرآن. صابر ما زال حياً موجوداً ومنتمياً لتوجه خطير يسمي نفسه بعنوان أخطر "مؤمنون بلا حدود". "مؤمنون بلا
حدود" في الحقيقة ينشرون الإلحاد الصريح الأسود بلا حدود. صدرت منهم كتب كثيرة، الحمد لله كلها عندنا، مائتان وبضعة كتب لدينا من "مؤمنون بلا حدود" لكي يشوشوا أفكارنا. ويضيعون أعمارنا في قراءة أشياء كلها من الهوى. أنا أرى شيئين من الخطورة بمكان، شيئين من الخطورة بمكان. الأول مجهول، لكن كان لدينا صحفي اسمه
صلاح عيسى، وصلاح عيسى معروف بتوجهاته اليسارية، حسناً، لا بأس بذلك. أمسكوه جريدة تصدرها وزارة الثقافة اسمها جريدة القاهرة، وفي جريدة القاهرة وفي... سنة ألفين وأربعة نشر أحدهم أنه قرأني. ما اسمك؟ أبو زيان. والبريد الإلكتروني الخاص بي هنا ورقم هاتفي هنا. وقد خصصت أشخاصاً ليتصلوا بهذا البريد الإلكتروني ويتتبعوه ويتصلوا بهذا الهاتف، فلم نجد له أثراً أصلاً. هذا الرقم غير موجود
بالخدمة. أبو زيان تكلم كلاماً خطيراً لكنه لا يمر علينا هكذا، من أراد أن يؤلف عن هؤلاء الناس عليه أن يرجع إلى هذه المقالة التي نُشرت في جريدة القاهرة بقيادة صلاح عيسى لأنني أشعر أن وراءها ما وراءها. يقول: "نحن طائفة خفية نوجد منذ عصر النبوة ونتناقل سرنا جيلاً بعد جيل". كل هذا يمكن أن يكون كذباً، لكن مَن هو أبو
ويقول ماذا وما هي قصته، لأننا بعد ذلك وجدنا أن ما يدعو إليه موجود على ألسنة القرآنيين، ومن ذلك أن البكيني حلال وأن الزنا حلال وأن الخمر حلال، وأن هوية الإسلام قد ضاعت. انظر كيف أن الأوائل أنكروا السنة مع الاحتفاظ بالإجماع، إلى أن وصلنا إلى محمد نجيب الذي أنكر لأبي زيان الخفي هذا الذي لا نعرف عنه أي شيء، وفوجئت أنا شخصياً بأحدهم وكأنه يدعو دعوة
أبي زيان. فهو يتعدد قائلاً أنه لا يوجد ما يمنع أن يجوز الجمع ولو بين ألف امرأة. والنقطة الثانية أنه لا توجد حدود، والنقطة الثالثة أن الحائض تصلي وتصوم، والنقطة الرابعة أن المواريث وهكذا يتفقون على إنكار الجن والملائكة والغيبيات، ويتفقون أيضاً على إنكار المعجزات. محمد أبو زيد الضمنهوري ينكر المعجزات، إذاً فنحن أمام خروج
عن الملة وليس أمام مشاريع فكرية يمكن مناقشتها وإزالة الشبهات عن صاحبها. الأخذ والقرار والرد بآداب الحوار فيها. محمد توفيق صدقي طه البشري ضده، ورشيد رضا ضده، وهكذا. أخذٌ وردٌ يعني وهكذا، هذا راقٍ، هذه أمور راقية. حتى أحمد خان لم يصل إلى هذه الدرجة من الانحطاط، حتى فلان برويز لم يصل إلى هذه الدرجة من الانحطاط. وبدأ كلام أبو زيان مجهول الحال والنسب والاسم والفكر الذي قرأته عام ألفين وأربعة في جريدة القاهرة ينتشر على
"مؤمنون بلا هذا القبيل لعلي أكون قد ألقيت شيئاً ما حول هذه القضية. نكرر شكرنا للأزهر الشريف والإمام الأكبر، ونكرر شكرنا لمعالي الوكيل سماحة الدكتور محمد دويني على هذه الإتاحة للتنبيه على هذا السرطان الذي قد يكون خفياً ولكنه يستشري يوماً بعد يوم. آسف للإطالة. لا، أبداً معالي الأستاذ الدكتور العالم البحّاثة. المدقق الغيور على سنة سيدنا النبي الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي مصر سابقاً أعطانا وثيقة تاريخية موثقة
تاريخاً واسماً وإنتاجاً فكرياً مغلوطاً ومن وقف موقفاً ضد هذه الأفكار. أعتقد أن هذه الوثيقة التاريخية نحتفظ بها إن شاء الله في المضبوطة وفي التسجيل الذي نسجله مع الدكتور لأن بداية السؤال من القرآنيين سؤال يسأله أي شخص في الشارع. الدكتور علي جمعة أصّل لنا تاريخياً البداية من أين، بدءاً من الخوارج، ومع ذلك أنصفهم بأنهم لم ينكروا الإجماع، وصولاً إلى محمد نجيب، ثم أبو زيان، اللافتة التي لا نعرفها، فيكون الدكتور علي قد قدّم لنا الخلاصة لهذا السرطان
الفكري الذي يقصد أساساً هدموا الجناح الثاني للتشريع، ولكن هدموا الدين كله، بدليل أنهم في تفسيراتهم أنكروا الحدود وأنكروا المواريث وأباحوا كذا وكذا سننتقل مع الدكتور علي جمعة في سؤال ثانٍ، لكن معنا أستاذنا الدكتور محمد الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، ونحن في ضيافة شيخنا وأستاذنا مع الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الذي يحضر معنا هذا اللقاء دكتور محمد، يبقى السؤال: كيف نحمي شبابنا من هذه المخاطر الفكرية التي سماها أستاذنا الدكتور الجمعة "النزق الفكري"؟ كيف نحمي شبابنا في هذه الفترة؟ تفضل مع الدكتور. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، اللهم صلِّ
وسلم وبارك على... سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله، أما بعد، ففي البداية أتقدم بجزيل الشكر لإمامنا وشيخنا فضيلة الإمام الأكبر على أنه أتاح لنا الجلوس بجوار العلماء الكبار، فأصبحت في حيرة بين ولايتين وبين عالمين وبين وليين، وكذلك جزيل الشكر لأستاذي وشيخي فضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور. محمد عبد الرحمن الدويني وكيل الأزهر الشريف الذي أثقل موازيننا بهذا الحضور وشدّ ظهرنا في هذه الجلسة وأتاح لنا الكلام بين يديه، وجزيل الشكر لأستاذنا الأستاذ الدكتور سعد المطعاني الإعلامي
الكبير المعروف سليل بيت العلم، وكذلك جزيل الشكر للحضور الكريم الذين حرصوا على هذا الطرح وتلقي هذا الطرح العلمي الذي يضيء الطريق في مسيرتنا في هذه الحياة، وأقول إن أستاذنا لخص كل شيء، وهو - ما شاء الله - كما يتحلى بروحه الطيبة التي تمزج بين العلم المجرد وبين الروح العالية التي تلطف وصول العلم إلى العقل. كذلك أستاذنا سأل سؤالاً: كيف نحصن عقول شبابنا من هذا الفكر؟ أقول بمتابعة في متابعة الوعي لأننا في هذا الوجود نعيش بين ثلاثة مسارات من التلقي: بين مسار
يعلم العلم، وبين مسار يعلم الجهل، وبين مسار يجهل العلم. المسار الذي يعلم العلم رأينا أعظم نموذج له الأزهر الشريف، فهو صاحب السند المتصل إلى سيدنا رسول الله، فلا نعرف شيئاً يسمى علماً لقيطاً. اللقيط مجهول الهوية ومجهول النسب ولا بنوة فيه ولا عنعنة ولا سند. إذاً لا بد من توطيد الصلة، صلة الوعي بالسند العلمي بالتلقي عن أشياخنا الكبار الذين طرحوا هذه العلوم التي تلقوها بالعنعنة والسند إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذاً العلم اللقيط لا وجود له، نعصم شبابنا. من هذا العلم
المبتور من متابعتهم المعرفية ومتابعة التلقي الذي يتلقونه من المصادر التقنية المفتوحة والمواقع الفضائية التي تُعد مجهولة المصدر، وجدنا في أسانيدنا علماء كباراً أنكروا القول بأن السنة لا وجود لها أو إنكار السنة، والإمام الشافعي مثلاً عندما سُئل وهو جالس في الحرم. من رجلٍ محرمٍ سأل عن حكم قتل الزنبور، وهو الدبور من عائلة الدبابير. قتل دبوراً وهو محرمٌ، فما حكم إحرامه وهل بطلت عمرته؟ فقال سيدنا الإمام الشافعي:
"لا شيء عليه". قال: "هل أجد ذلك في كتاب الله؟" قال: "بلى"، قال: "في قوله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ". عنه فانتهوا وفي قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي". فهذا تصريح من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين لنا الطريق الصحيح في التلقي والأخذ بالسند المتصل. كما ذكرنا في مسألة تحصين الوعي، لا بد وأن نعلم شبابنا الأدوات. التي يأخذون عنها وجدنا مثلاً أن القرآنيين عند تحليلهم وتشخيص آرائهم لعقول شبابنا وبيان ذلك للوعي وطرحه وفتح هذا الكتاب الفكري
للقرآنيين في هذا البيان يُعدّ تحصيناً استباقياً من الاختراق التقني لعقولهم، فكما أننا نحتاج لأجهزتنا اللوحية إلى برامج تحصن وتقي هذه الأجهزة من الاختراق التقني والفيروسات، كذلك تحتاج عقول شبابنا إلى محصنات برمجة واعية تضع نطاقاً حول وعيهم يحصنهم من الاختراق الفكري، وأيضاً إلى برامج مضادة للفيروسات الفكرية، لأن العقل الآن أشبه ما يكون بالعقل التقني أو أشبه ما يكون بالجهاز اللوحي. فكما أن الجهاز اللوحي يحتاج إلى تحصين بالبرمجة التقنية، كذلك العقل الآن أصبح يحتاج إلى وقاية من الفيروسات
الوافدة المستغربة، وجدنا من أشواقنا -أي من يوضح لنا- سبب قول القرآنيين بأن السنة يجب أن تُلغى ولا مكان لها ولا وجود لها، وأننا نكتفي بالقرآن وبما في القرآن فقط. إن هؤلاء العلماء بيَّنوا حجة هؤلاء القرآنيين، ومن هذه الحجج التي ذكروها قول الله سبحانه وتعالى أو الله سبحانه وتعالى: "ما فرطنا في الكتاب من شيء". استندوا إلى هذا الدليل وهو آية في كتاب الله: "ما فرطنا في الكتاب من شيء"، فقالوا: القرآن إذاً كل شيء موجود في القرآن ولا حاجة لنا إلى السنة. الإمام الرازي العلامة قال: الكتاب هنا له معنيان، المعنى
الأول أنه الكتاب المحفوظ. الذي في السماء الذي تضمن ذكرى كل المخلوقات والنجوم والعلوم وغير ذلك. والمسمى الثاني أو المعنى الثاني أو المقصد الثاني من الكتاب أنه القرآن الكريم. قال: وهذا أولى لأن القرآن ليس فيه تفريط في شيء. وعلى هذا توجهت كما قال الدلالات بكل أنواعها: دلالة المطابقة ودلالة التضمن ودلالة الالتزام، فهذه... الدلالات الأصولية تتجه وتتوجه إلى الأحكام الشرعية المعروفة المفصلة في سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنى ذلك أن قول الله تعالى "ما فرطنا في الكتاب من شيء" أن الكتاب يتضمن قول الله "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم
عنه فانتهوا"، فهذه الآية من القرآن، إذاً من أنكر... القرآن وفنَّد الإمام الرازي واستطرد في هذا الكلام، وقامت من كلامه أو على أساس كلامه نتيجة لمقدمة أسَّس لها، وهي أن اتباع السنة اتباع للقرآن الكريم. علماؤنا الأجلاء أهل السنة والجماعة قالوا إن السنة هي المصدر الثاني كما نعلم، ولا بد أن نبين لشبابنا هذا الكلام أن أهل السنة. الذين حصَّنوا عقولنا من الانحراف والانزلاق الفكري يميناً أو يساراً بيّنوا لنا أن السنة هي المصدر الثاني في التشريع. فمثلاً الإمام الجويني في كتابه "البرهان في أصول الدين"، والإمام الجويني كما نعلم عَلَمٌ من أعلام
سادتنا الأشاعرة، قال: السنة هي المصدر الثاني من التشريع وهي تفسر القرآن. ثم جاء الإمام... الغزالي على سبيل المثال وليس الحصر قال: القرآن الكريم هو المصدر الأول والسنة بينت القرآن وفسرته، وبالسنة عرف الفقهاء الطريق إلى الفقه. هذا الكلام ذكره في المستصفى. كذلك وجدنا من علمائنا - أي السند يتتابع ويتوالى - في سرد قيمة السنة وضرورة السنة في الوجود السلوكي والأخلاقي والعقدي والفكري لسيدنا العلامة حسن العطار في الحاشية قال نفس الكلام على نفس المعنى، وسيدنا العلامة محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق
- وهو من هو - قال: تعلمنا من السنة العبادات، تعلمنا الصلاة كما ذكر شيخي، وتعلمنا الزكاة، وتعلمنا الحج. وردت الصلاة وورد الأمر بالصلاة في القرآن الكريم "وأقيموا الصلاة وآتوا نعرف كيف نصلي كما ذكر شيخنا، واجتهد هؤلاء في معنى الصلاة اجتهاداً مغلوطاً مضللاً، والنبي عصم ذلك بقوله: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، وقال: "خذوا عني مناسككم". إذاً تعلمنا المناسك من سيدنا رسول الله، تفاصيل هذه المناسك وهذه الأحكام تعلمناها من سيدنا رسول الله، ولو تركنا الأمر على غاربه لاستقطب... استقطب الشباب إلى تيارات أخرى غير القرآنيين تتناغم مع نفس الفكرة، مثل التيار الحداثي الذي
يزعم إسقاط النص والقراءة، أو رؤية القارئ. إن رؤية القارئ تقوم على نفس الهدف ونفس الغاية وهي أننا أحرار في قراءة النص القرآني، نفسر النص كما نشاء، ونقرأ النص من جوانب متعددة، فلا حاجة لنا مفسر لا حاجة لنا إلى الإمام السيوطي ولا إلى غيره من العلماء ولا الإمام القرطبي لأن القارئ حر في قراءته وفي استنباط أحكامه. فكذلك القرآني يريد ذلك، يريد أن يجتهد في فهم النص ولا حاجة له إلى السنة كما يزعم، لأن السنة تفسر القرآن بإجماع العلماء وتبينه وتوضح معناه وتفصل. مجمله كما تعلمنا في الأزهر الشريف، لذلك عند التيه بالابتعاد
عن السنة تخبط هؤلاء وابتكروا مناهج استعانوا بها في فهم النص القرآني بعيداً عن الاستنباط، استعانوا بمنهج اسمه المنهج التفكيكي أو المنهج البنيوي. وأقصد بهؤلاء الحداثيين، وهم يتناغمون مع القرآنيين في الوقوف على النص فقط في هذه النقطة وفي... مبدأ أو قاعدة رؤية القارئ أقاموا منهجاً بنيوياً لبناء النص ومنهجاً تفكيكياً لتفكيك النص وتحليله ومنهج تأويله أي يقوم ويعمد إلى رؤية القارئ ومنهجاً عقلياً مجرداً ومنهجاً هرمنيوطيقياً وأعتقد أنه هو نفسه منهج التأويل. ما الذي ساق هؤلاء إلى ابتكار وابتداع هذه المناهج؟
أنهم تخلوا عن التأمل في السنة وكذلك. القرآنيون تركوا السنة تماماً فاخترعوا هذه المناهج وطرحوا هذه الطروحات في كتاباتهم حتى يفسروا النص ويفهموا النص. لما تركوا السنة وأسقطوا دور السنة في الحياة الإنسانية كلها، ونستغرب أن هؤلاء القرآنيين عمدوا إلى إنكار السنة رغم أن المستشرقين أقروا بالسنة، كثير من المستشرقين، وهذا لا بد وأن... يظهر للوعي الإنساني عندي مستشرق اسمه بروكلمان، وهو مستشرق ألماني قال: "السنة وجه مستمد من القرآن، عليه أقام الفقهاء
قواعدهم". فعجيب أن أحد خصوم الإسلام يقول هذا الكلام، وشخص ينسب زيفاً بعد إنكاره للسنة إلى الإسلام، ويقر بالقرآن وفي الوقت ذاته ينكر السنة، وخصم من خصوم الإسلام. يقر بالسنة أو يبين دور السنة كذلك عالم آخر مستشرق اسمه جونيس بيزينو قال: "السنة هي الطريق إلى الحضارة، السنة هي الطريق إلى الحضارة". ويل ديورانت في كتابه "قصة الحضارة" دافع عن السنة وعن الوحي الإلهي. أما كارليل فقد أفرد كتاباً أسماه "محمد المثل الأعلى" صلى الله عليه وسلم، وله اسمه الأبطال صدره بسيدنا رسول الله في
هذا الكتاب محمد المثل الأعلى. بَيَّن قيمة السنة في الوجود، إذ يلزمنا حتى نُحصِّن وعي شبابنا أن نُرسِّخ لهذه العلوم الأصيلة وهذه المعارف القوية من خلال قنواتها الأصيلة المعروفة المشروعة بالعنعنة المتصلة. وكما قلنا، كما أن البُنُوَّة لا بد منها في إثبات الصُّلبِيَّة. كذلك سند الشيخ والأشواق إلى رسول الله مهم جداً في السند العلمي، بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً. شكراً سيدنا الدكتور محمد الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الذي أعطانا رشدة تفصيلية بمثابة المضاد الحيوي ضد الأفكار الوافدة التي تريد هدم الجناح الثاني للتشريع الإسلامي وهو السنة، يبقى
لنا سؤالان. السؤال الأول لفضيلة أستاذنا الدكتور علي جمعة، والسؤال الثاني لصاحب الفضيلة الإمام الدكتور محمد الدهيني. السؤال الذي تفضل به الدكتور محمد... تفضل يا دكتور محمد. كان الدكتور محمد الجندي، الدكتور علي، يتساءل: كيف نُعِدّ الباحثين، خاصة الأزهريين منهم، المتخصصين في السنة النبوية المطهرة؟ الذين درسوا الحديث وأصل الحديث وفقه الحديث وعلم الجرح والتعديل، كيف نُعِدّ باحثين على المستوى الذي يدفع مثل هذه الشبهات؟ لقد فصّلتَ لنا مشكلة القرآنيين كفكر منذ النبتة الأولى، منذ عهد الخوارج،
وكيف أن هذا الفكر كَبُرَ ثم صحا منذ قرنين من الزمان. كيف نُعِدّ الباحث الأزهري؟ الذي يدفع هذه الشبهات ويذود عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه قضية أعتقد أنها واجبة، خاصة في وقتٍ اختلط فيه الحابل بالنابل. تفضل فضيلتك، ونحن نبحث أيضاً في غرض إنكار السنة الذي يقوم به القرآنيون. لعل الإجابة على سؤالك تأتي من السبب العاشر، هذا الجاهل
العاشر. دعْهُ أحدَ عشر. الأحد عشر يقولون إنَّ هؤلاء الناس لا يريدون إنكار السنة، هؤلاء الناس يريدون هدم الدين. لا يوجد شيء اسمه إنكار السنة، لا يوجد عاقل ولا عالم ولا مخلص يهدم السنة. إن الذي يهدم السنة يريد هدم الدين، ولكن لو جئنا للمسلمين وأنكرنا الدين مثل ما فعل. شبلي شميل، مثلما فعل سلامة موسى، ومثلما فعل أنطوان، ومثلما فعل عادل الأدهم، فشلوا جميعاً وفشل المشروع الإلحادي فشلاً تاماً. فماذا نفعل منه فيه؟ أنكر
السنة، وبإنكار السنة ماذا سيكون؟ ستكون المفاجأة أن كل ما أنكروه في السنة، بالتتبع وبالقواعد العلمية، موجود في القرآن. إذاً، الخطوة الأولى تجعلك... ضد هذه المفاهيم وأنت وحدك ستكتشف أن هذه المفاهيم التي أنكرتها وأصبحت غير معقولة ولا مسوّغة عندك، موجودة في القرآن، فيصبح القرآن كله مرفوضاً. هذا هو الهدف الأساسي، فالنقطة الحادية عشرة أن يعود هذا الإنكار على القرآن
بالبطلان، وهذا وجدناه فعلاً عندما وجدنا بعض المسلمين. استمعوا إلى إنكار بعض الأحاديث، ونجد هذا الحديث في النهاية يُنكر معنىً عالياً موجوداً في القرآن وبالنص. وهذا كلام الإمام الشافعي الذي كان يقرأ القرآن ووصل إلى أنه ختمه في اليوم. ياه! أنا لم أكن أصدق هذه الروايات، ما معنى أنه ختمه في اليوم مرة، حتى رأينا شيخنا الشيخ إسماعيل. قال لي الهمداني: "أُقسم لك بالله أنني لم أنظر إلى المصحف منذ أربعين سنة،
والقرآن أمامي كسطر واحد". فقلت له: "اختبرني يا شيخ علي". قال لي: "اختبر ماذا؟ اختبر كمبيوتر! قل لي في القرآن كم مرة وردت 'عزيز رحيم'، وقل كم مرة وردت 'عزيز حكيم' في القرآن، وقل لي كم قلت له: هل تستطيع أن تختم القرآن مرة في اليوم؟ قال: نعم، أجريه هكذا على قلبي هكذا سطر واحد كالسطر الواحد أمامه، آية "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر". حسناً، منكر السنة ليس قادراً على هذه المعجزة الربانية، منكر السنة ليس قادراً على هذا النبي. المقيم القرآن نسميه النبي
المقيم، ليس هناك نبي بعد سيدنا، لكن يوجد قرآن مقيم فينا. منكر السنة احتال فذهب إلى السنة لينكرها حتى تنكر أنت من نفسك القرآن. يعني نريد أن نقول إن القرآن هو وحي الله المتلو، وأن السنة هي وحي الله سبحانه وتعالى، فهو صاحب الوحيين كما أشار. إلى ذلك الإمام الشافعي، كيف نُهيِّئ أبناءنا من أجل هذا؟ قضية التوثيق هذا عنوان يجب أن ندرِّبهم وأن نُعلِّمهم وأن نُفهِّمهم ماذا يعني توثيق. واحد وعشرون علمًا ألهمها
الله للمسلمين لقضية التوثيق للكتاب والسنة: الأسانيد، الرجال، الجرح والتعديل، الدراية، الرواية، واحد وعشرون علمًا: المتشابه، المشكل، الطوال، وغيرها... واحد وعشرون علمًا. وكلها مؤلَّف فيها في المكتبة الإسلامية وكلها مدرسة، فلنبدأ إذاً باستخلاص نظرية التوثيق مما فعله آباؤنا وأسلافنا الكرام العظام. وهذا الاستخلاص يُخرج لي كلمة التوثيق التي أعمل عليها وأجعلها ركناً من
أركان النهضة التي نبتغيها، من أركان الانطلاق، من أركان بناء الحضارة. فعندما جاء عبد القادر البغدادي ألَّف... كتبه الماتعة منها خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، ألّف هو. ماذا كان يفعل فيه؟ يأتي لك بالبيت الشاهد من الذي قاله، ما تاريخ حياته، أين القصيدة التي قال، أو أين القصائد التي ردت عليه، أين القصائد التي سُرقت منه، أين القصائد، ما الألفاظ حتى
صارت ملكة العربية ملكة. عند الأعاجم خزانة الأدب، وكان مشروعه أحسن اللغة تُحسّن الفكر. خلاصنا اللغة. جاء المرتضى الزبيدي، قال: "لا، أنا أريد أن أضيف بجانب اللغة رقم واحد التوثيق ورقم اثنين الأخلاق". فذهب إلى رقم واحد اللغة فشرح تاج العروس شرح القاموس المحيط والقاموس الوسيط فيما ذهب من لغة العرب الشماطيط للفيروزآبادي. فأربعين مجلداً ثم ألّف إتحاف السادة المتقين بشرح
إحياء علوم الدين في أربعين مجلداً. طُبِعوا هكذا على أي طبعة هكذا وأصبحوا في عشر مجلدات عند السيد أحمد البابي الحلبي الذي هو عم مصطفى وعيسى. يجب عليكم يا أبنائي أن تعرفوا بلدكم، فهذه البلد غنية، هذه البلد حلوة، هذه البلد جميلة. السادة المتقين، هذا أخرج ما لم يخرجه العراقي. فيه غنى عن حمل الأسفار في الأسفار، تخريج أحاديث علوم الدين. أصبح العراقي يقول: "لا أعرفه"، فيقول الشيخ المرتضى: "بل أخرجه البيهقي في الزهد". هناك من يقول لي: "العراقي هذا حافظ كبير"، فالحافظ
الكبير يقول: "لا أعرفه". ما هو موجود عندي. أيها الزهد للبيهقي، طُبع الزهد في البيهقي. في أيامنا نحن وجدنا الكلام الذي للمرتضى السليم، الله! هذه قضية توثيق يا أخي، فيكون إذا الذي سننصح به الشباب ما هو؟ سنعمله ونسويه: هذه الثلاثة وهي اللغة والأخلاق والتوثيق. والذي سينفعنا في هذه المحاضرة هو التوثيق الذي أشار إليه سيدنا المرتضى. الزبيدي ألف ومائتين وخمسة متوفى. إذاً هذا هو الإجابة وأنا آسف على الإطالة يا سيدنا، حاضر، الحقيقة يعني كان لي الشرف بالتعامل مع الدكتور علي جمعة. لا عليك، هذا أمر شخصي هكذا يعني، حتى نحذفها من التسجيل. مع
أول سنة تضع فيها الإذاعة ساعة خمسة وثمانين هذه. كنت طفلاً صغيراً سخيفاً هكذا فالدكتور علي جمعة رحمه الله زميل الدكتور فوزي خليل صاحب "قبس من نور النبوة"، هذه خديجة اقتصاد وعملية سياسية لكن كان يُعِد الدكتوراة في الخلافة الإسلامية الراشدة، كان يعني وسيماً جميلاً، فقال لي: "يا سعد، الدكتور علي جمعة، أنت تسكن قريباً، اذهب لتتعامل وتحضر للحلقات". نقوم بإعداد برنامج علوم القرآن، وعندما اطلعت على المكتبة بهذا الحجم في الدقي، وجدت فعلاً أن السؤال الذي وصلني هو: كيف نُعِدّ الباحث؟ حيث ذكر معنا الدكتور علي جمعة عندما أورد أسماء كتب الأشخاص الذين سمّوا أنفسهم قرآنيين، أنهم يحصلون على مجلد واحد بعد عشرين سنة من البحث، فعلام يدل دليل على النهم
العلمي أن أرى ما فكر هذا الرجل، ولذلك وجهت الفضيلة سؤالاً: كيف نُعِدُّ الباحث؟ والحمد لله أجاب لنا أن الباحث لا بد أن تتوفر فيه الشروط الثلاثة التي ذكرناها: اللغة، والتوثيق، والثالث ماذا يا دكتور؟ المنظومة الأخلاقية. أنا يعني الذي مثلي لا يحق له أن يجلس. ها هنا وفضيلة الإمام الدكتور محمد دويني يجلس أمامنا، أنا أريد أن أرجو وأتوسل لفضيلة وكيل الأزهر الدكتور محمد دويني أن يبعث لنا رسالة اطمئنان أن الأزهر الشريف يناضل ويدافع عن السنة وعن القرآن الكريم، هذه الرسالة ينقلها لنا صاحب الفضيلة الدكتور الدويني. تفضل بارك الله فيك، لا بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد: شكراً، جزيلاً على السؤال وشكراً جزيلاً على هذا الطرح، ويسعدني أن أكون بجوار شيخي وأستاذي فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة رضوان من كبار العلماء ومفتي. الجمهورية السابق وهو من هو في العلم والاطلاع، كلنا جلسنا بين يديه واستمعنا منه وتعلمنا عليه أيضاً. أُسعد أن نكون في حضرة الأستاذ الدكتور محمد الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وأنقل لكم جميعاً تحيات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية، ويعني... شكراً للسادة العلماء الأجلاء الذين ما بخلوا بوقتهم
وآثروا أن يأتوا إلى جناح الأزهر الشريف، آثروا ذلك على راحتهم متشوقين لطلابهم وإلى رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب، فجزاهم الله عنا خير الجزاء. وإذا كان لي من كلمة اطمئنان فأطمئن الجميع باهتمام الأزهر وعمل الأزهر الأساسي ورسالة الأزهر الأساسية هي الاهتمام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقل رسالة تعني تزدهر الآن، وذلكم الكم الكبير والعدد الهائل من أبناء الأزهر الشريف الذين يعملون في مجال خدمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا أدل على ذلك من أن في معية هذين العالمين الجليلين وهما
من أبناء الأزهر وكلاهما بحرٌ في علمه وفي فنه، ويعني كلكم لا، أحتاج أبداً، أنتم أدرى وأخبر بمعالي أو فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مني وغيره الكثير والكثير من العلماء من الأزهر الشريف. فلا زالت بحمد الله سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تُقرأ وتُدرس في الأزهر الشريف بمختلف كلياته. بمختلف كلياته وفي أروقته وفي أروقة الجامع الأزهر الشريف، ومن حُسنِ قدرِ الله سبحانه وتعالى أننا في هذا اليوم لدينا ندوة أخرى في مسائل هذا اليوم لعالمنا الكبير فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد معبد، وهو عالم محدث من أهل الحديث في الأزهر الشريف، فتتنوع الدراسات في تناولها لكتاب الله وسنة.
رسوله صلى الله عليه وسلم في أزهرنا الشريف تارة في توثيق العلم والقيام به وحفظه وانتقاله من جيل إلى جيل وفق المناهج التي اعتمدها العلماء وهي كما قال أستاذنا علوم مبتكرة كلها علوم أصيلة كلها ابتكرها أهل الإسلام فهي فنون جديدة لم تُعرف في أمة غير أمة الإسلام هي بفضل الله موجود وقائم ويُدرس في الأزهر الشريف أيضاً. اللغة العربية الخادمة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يهتم بها الأزهر الشريف أيّما اهتمام. أيضاً الأثر المترتب على فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واستنباط الأحكام واستخراج أحكامها وحكمتها متوسلاً
ذلك في كليات الشريعة والقانون ثم... نشر الوعي التام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة عبر كليات الدعوة والأقسام الدعوية بكليات جامعة الأزهر، حتى الكليات العملية من طب وهندسة وتجارة وزراعة وغيرها، كلها مؤسسة ومؤصلة على فهوم علماء الأزهر من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فالحمد لله الأزهر بخير ولا زال الأزهر يرفد الأمة الإسلامية بالعلماء والدعاة والباحثين المتمكنين، ولا زال الأزهر الشريف يقصده المتعلمون والمتتلمذون من كافة البقاع والأصقاع، يأتون إلى مصر، يأتون إلى الأزهر
الشريف ليجلسوا إلى علمائه تارة في درس منظم في كليات جامعة الأزهر، وتارة في دراسات حرة في الجامع الأزهر. وفي أروقة الجامع الأزهر، فلله الحمد والمنة، شكراً لكم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بارك الله فيك صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور. لا، والله، من تعرف؟ والله أنا صعيدي. في الحقيقة، يعني أستاذ المنصة الكريمة، سنأخذ سؤالين: سؤالاً من هذه الناحية وسؤالاً من تلك الناحية. أنا أعلم أن الناس يريدون. اسألوا الدكتور علي بسرعة هكذا والسؤال سيأخذ هذه الإجابة دقيقة. نعم، أنا أفهم الدكتور محمد جندي، أنا أفهم والله أن المزاح أيضاً لطيف. حسناً، سنأخذ السؤال من هنا. وسيدة تعرضت
لصدمة كان لها ولدان وماتا، فحدثت لها حالة نفسية شديدة وبدأ فيها، لكنه لم ينكر السنة. هو طعن في سيدنا أبي هريرة، وانتبه أن المذهب الشيعي سبق في الطعن على سيدنا أبي هريرة، فهو لا يُعدّ من منكري السنة، وإنما هو قدح في رواية من أكابر الصحابة وأكثرهم رواية وهو أبو هريرة. وهناك توجهات في هذا
المجال، فبعض الناس يرفضون رواية سيدنا معاوية، وهناك بعض الناس يرفض رواية معاوية ومن معه من أجل حبه لسيدنا علي، لكن هذا ليس إنكاراً للسنة، بل هو موقف فكري يتخذه الناس لمنهج معين، لكننا لا نستطيع إطلاقاً أن نعدّ هذا من إنكار السنة. سيدنا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى كان في قلبه شيء ضد سيدنا عمرو. ابن العاص لم يكن يرضى أن يذهب ويخطب هناك في المسجد الخاص به، فالشيخ أحمد الباجوت، من الذي يقول لي هذا الكلام؟ الشيخ محمد الغزالي، ها،
رواه عني وأنا أرويه لك أنت الآن أمام الناس، نعم، لكن لا عليك، أرويه لك يعني في سند، نعم، تقول حدثنا الشيخ علي، حدثني عندما قال لي ذلك، أحضرت الشيخ البقوري أحمد حسن البقوري ليقابلني ويقول لي: "يا شيخ محمد، ما شأنك بسيدنا عمرو بن العاص؟ لماذا أنت غاضب منه؟" فقال له: "لأنه عمل مع سيدنا علي، فهو كان يميل إلى سيدنا علي هكذا، وهو بالفعل كذلك. حسناً، لا بأس، لا يحدث خلاف في كأنك حاضر أيامهم وأصبحت واقفاً مع سيدنا علي ضد أصحاب الجمل مثلاً، يعني لن يحدث شيء، هذا ليس إنكاراً للسنة، هذا مشرب. فقال
له: حسناً، هو يقول لك جاءني في المنام وألحّ في المجيء. هذا الكلام أحمد حسن البلقوري هو الذي رآه، جاءني في المنام وألحّ في المجيء. وقال لي قُلْ لمحمد لا تغضبْ منه، وقُلْ لمحمد: يا محمد، إسلام المصريين في ميزان مَنْ يوم القيامة؟ فقال له: في ميزان عمرو بن العاص، هو الذي دخَلَ وهو القائد وهو الحاكم وما إلى ذلك. قال له: حسناً، وهذا ألا يُغفَر لي؟ افترض أنني أخطأتُ يا أخي بحق سيدنا علي. هؤلاء المصريون جميعهم لا يكفرون. قال: فانشرح صدري، وكان هو مدير الدعوة في الأوقاف،
وذهب واضعاً يده على مسجد عمرو بن العاص، وظل يخطب فيه سنوات طويلة. أنا أخبرك بهذه القصة لأنك أزهري، ولكي تتعلم منها كيف يكون الأدب. انظر إلى أدب أحمد حسن الباقوري وانظر إلى أدب... الشيخ الغزالي وانظر إلى أدب عمر وانظر إلى أدب سيدنا، يعني كلهم تشعر أنهم إنسان، له غضباته وله رضاه وله غير ذلك إلى آخره، لكن كل هذا في إطار الأدب. أما إنكار السنة فهذه قلة أدب، يعني هناك فرق بين الأدب وقلة الأدب. فقد حكيت لك أيضاً الونا السادية أو تستفيد منها في ضائقة، هذا
هكذا، هذه حكايات موثقة مع الدكتور. أنا أود أن أسأل أستاذنا الدكتور محمد الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية سؤالاً مني أنا - المسكين حقيقةً. مجلة الأزهر في عددين سابقين أصدرت ملحقاً جميلاً دفاعاً عن الإمام البخاري، صحيح أن الكتيب صغير. الحجم لكن كثير المعنى هذا وجه من وجوه الدفاع عن السنة، لكننا نريد أكثر رواجاً شيئاً مثل هذا نوثقه على الإنترنت وننشره. يعني مفروضة على نصاف، الآن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت هي المسيطرة على التكوين الواحد. فضيلة الدكتور محمد، بسم الله الرحمن الرحيم، طبعاً بالنسبة لوسائل التواصل
الاجتماعي الأزهر الحمد على الهواء مباشرة الآن هذه الندوة شاهد على البث التقني بكبار القامات. وبالنسبة لمجلة الأزهر، إذا كنا على الهواء أستاذنا، بالنسبة لمجلة الأزهر فإنها تنتقي ما تنشره، ويصدر منها سبعون ألف نسخة تغذي السوق، والناس كثيرون جداً يقبلون عليها ويشترونها. وأستأذن فضيلة الوكيل، وهو يعلم ذلك، فهم يسحبون الأعداد كلها، وتحرص دائماً في هداياها على متابعة الوعي، يعني الكتاب الذي ذكرته كان هدية للإمام البخاري، لما لهذه الشخصية من أهمية وقيمة في حماية السنة وفي الرد على الشبهات حول الإمام البخاري، ففي الكتاب ترجمة للإمام البخاري
ورد على الشبهات، ومنها التي تزعم أن الإمام البخاري لم يرَ الصحيح، وهذه بدعة. أو شبهة شحرورية تنتسب إلى هذه المدرسة الجديدة التي ذكرها أستاذنا، فكيف يكون ذلك؟ بينت هذه الإصدارات وهذه الهدايا وهذه الطروحات حتى التقنية في المنتديات وغيرها التي تُبَث، والمقاطع القصيرة الموجودة على صفحة الأزهر الشريف وعلى صفحة المجمع وغيرها من القطاعات. لو تابعنا هذه الرسائل القصيرة نجد... إنها خطابات مباشرة ترد حتى على مثل هذه الشبهات وبينت أن الإمام البخاري أخذ عنه الصحيح استماعاً وحضوراً أكثر من تسعين ألف رجل، فكيف لم يرَ الإمام البخاري الصحيح وقد ارتضاه الإمام
أحمد بن حنبل والإمام يحيى بن معين وغيرهما من العلماء؟ فالطرح التقني موجود لكن ينقصنا المتابعة فقط لصفحات التكلفة الفعلية لها تقارب سبعين جنيهاً. الإمام الأكبر، يعني هي تُباع بخمسة جنيهات، أليس كذلك؟ الإمام الأكبر، يعني بتوجيهاته، وتصبح في متناول أيدي جميع الناس. يُطبع منها سبعون ألف نسخة، كتيبان لكل عدد. شيء رائع بالفعل. يكفي أن يكون لدى المرء مكتبة تثقيفية توعوية من الكتيبات التي تصدرها مجلة الأزهر. دعوةٌ لحضراتكم جميعاً، إليكم سؤال من الجهة الأخرى. تفضل يا أستاذ، تفضل، أفضل. فضيلة الإمام الأكبر صوّر مجلة الأزهر منذ إصدارها وإلى يومنا
هذا. صحيح؟ نعم، الله يفتح عليك يا معاذ. الدكتور علي جُمعت (أعماله) في مجلدات ضخمة. مجلة الأزهر أنعم بها علينا. لا، تبالغوا. تفضل حضرتك، يا الإهداء والمسودية يا مولانا، بالنسبة لمنكر السنة، ما رأيكم في حكمهم؟ يعني ما حكمهم في نظر الشريعة؟ منكر السنة، في تفصيل حكم من ينكر السنة. تماماً، حضرتك،
لقد أجبنا على هذا السؤال بالتفصيل في أثناء الكلام، وهو أن منكري السنة ليسوا على قلب شخص واحد، منكرو السنة درجات منهم. مَن هو في نطاق ما زال في نطاق الإسلام، وضربنا مثالاً بالخوارج، أكُفّار هم؟ قال: هم إخوة لنا بغوا علينا، إخوة لنا بغوا علينا، فلم يُخرجهم الإمام علي من [الإسلام]. قالوا له: يقولون لا إله إلا الله. الحق وإلى حكمه، قال: كلمة حق أُريد بها باطل، ولم يكفرهم. ما الفرق هذا أنه لا يرفق بجريحهم، وإنما القصد كسر الشوق، ومنهم أبو زيان هذا ونجيب وكذا إلى آخره. هذا خارج عن
الملة، نعم. فإذا هم درجات عند ربهم لكن درجات في التقوى، وهؤلاء في الدرك الأسفل. في الحقيقة وصلنا إلى نهاية هذه الندوة الجميلة الماتعة، والتي تعرفنا فيها على تاريخ. القرآنيين وحذّرنا الشباب منهم وحصّنا عقولهم، فباسمكم أشكر فضيلة عالمنا الجليل السيد الدكتور علي الجمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء. والشكر موصول لأستاذنا وصاحب الفضل علينا، معنا السيد الدكتور محمد عبد الرحمن الدويني وكيل الأزهر الشريف، وأستاذنا ومعلمنا فضيلة الدكتور محمد الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وشكراً. لحضراتكم أنتم أيضاً الذين صبرتم معنا وأعدتم وسألتمونا، شكراً لزملائي العالميين الذين
نحتاج إليهم دائماً في كل لحظة وحين، شكراً للناس الذين هم خارج القاعة المتابعين، هذا سجع جيد جاء على الإنسان، شكراً لكم جميعاً وشكراً لجناح الأزهر وكل الأحباء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.