الكمال والجلال والجمال في أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة | حديث الروح

الكمال والجلال والجمال في أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة | حديث الروح - تصوف, حديث الروح
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الإخوة المشاهدون أهلا والأخوات المشاهدات في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من حلقات حديث الروح تحدثنا من قبل عن قضية الذكر وأنها بداية الطريق إلى الله سبحانه وتعالى وتحدثنا في جانب الذكر عن أسماء الله الحسنى وأسماء الله الحسنى معين لا ينضب ورد فيها حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه بثلاث روايات في
سنن الترمذي كل رواية تختلف في أكثر من ثلاثين اسما بين الرواية والأخرى هناك رواية يقبلها جمهور المسلمين وهي الشائعة بيننا والتي تبدأ بالله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار وتنتهي بالصبور وهي تسعة وتسعون اسما وهل هي من حديث أبي هريرة أم أنها منسوبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قولان للعلماء أرجحهما عندي أنها من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن معنا في الكتاب والسنة مائتان وعشرون اسما ولكن هذا الحديث فيه تسعة وتسعون فقط،
ولذلك سنجد بعض الأسماء الموجودة في القرآن ليست موجودة في هذه الرواية، وهي الرواية التي انتشرت وشاعت وذاعت حتى اتخذها بعض الناس وردا يوميا يتلونها. هذه الرواية التي فيها تسعة وتسعون اسما يقول فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة. الرواية قد تقف عند هذا وقد تزيد وهي: الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار إلى آخر ما تعرفونه. هذه الرواية التي فيها الحصر جعلت العلماء يتساءلون ما معنى حصر أسماء الله الحسنى؟ في حين أن الأسماء المنسوبة إلى الله في القرآن
أكثر من مائة وخمسين، وفي السنة أكثر من مائة وستين، معنى الحصر تأملوا فيه فوجدوا أن هذه الصفات على ثلاثة أنحاء: صفات كمال وصفات جمال وصفات جلال. أما صفات الكمال فهي الله، كلمة يهتز لها الوجدان، كلمة تدل على أن اللغة من وضع الله سبحانه وتعالى من الذي عرف البشر أن هناك إلها خالقا وأن هذه هي صفاته إنه أمر الوحي كلمة عجيبة في اللغة العربية لا نظير لها في سائر اللغات الله ولذلك فهو الخالق البارئ المصور الغفار القهار
الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل وهناك صفات جمال الرحمن والرحيم والرؤوف والغفور والعفو، وهناك صفات جلال أنه العظيم الشديد المنتقم الجبار وهكذا. صفات الكمال نراها قد تكون مزدوجة: القابض الباسط، الخافض الرافع، المعز المذل، السميع البصير وهكذا، اثنان معا. ولكن معناها أنها قد شملت كل شيء، فلا يكون في الكون إلا ما أراد هو الخافض. هو الرافع هو الذي يعز وهو الذي يذل هو الذي يعطي وهو الذي يمنع فهذا هو الكمال فالكمال عندنا هنا بالألفاظ
المزدوجة حتى أمرنا مشايخنا عند ذكرها أن تكون مزدوجة فلا نقول يا مانع يا مانع لا المانع المعطي يا خافض يا خافض لا الخافض الرافع المعز المذل القابض الباسط فنقرأ الأشياء المزدوجة إذ إن الأسماء الحسنى فيها كمال وفيها جمال وفيها جلال ويأتون في بعض الصفات مثل الجبار ويتساءلون هل الجبار من جبر الخواطر فهي من الجمال أم إنها من قسم الجبابرة فهي من الجلال، ووظيفتنا أمام هذا أن نؤمن بالكمال وأن نتعلق بالجلال وأن نتخلق بالجمال إلى لقاء
سنرى كيف نتعلق وكيف نخلق ثم كيف نصدق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته