اللقاء العام الأول مع فضيلة الإمام المربي أ.د علي جمعة لأبناء الطريقة الصديقية الشاذلية

اللقاء العام الأول مع فضيلة الإمام المربي أ.د علي جمعة لأبناء الطريقة الصديقية الشاذلية - الصديقية الشاذلية, اللقاء العام
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. ندعو الله سبحانه وتعالى بعد الصلاة على سيدنا الحبيب المجتبى والنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أن يشرح صدورنا وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء. همِّنا وحزننا ونور أبصارنا وصدورنا وأن يجعله حجة لنا لا حجة علينا. يا رب علمنا منه ما ينفعنا
وانفعنا بما علمتنا وانصرنا بالحق وانصر الحق بنا. اللهم أنزل علينا السكينة، اللهم افتح علينا فتوح العارفين بك واسلك بنا الطريق إليك. سهل أمورنا ويسر غيوبنا واشرح صدورنا ونور قلوبنا واحشرنا تحت. لواء نبيك يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب، كن لنا ولا تكن علينا، فارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا، واهدنا واهد بنا، واجعلنا على
سنة نبيك إلى أن نلقاك، اللهم جازِ عنا النبي خيراً. ما جازيتَ نبياً عن أمته ورسولاً عن قومه. اللهم صلِّ أفضل صلاة على أسعد مخلوقاتك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد معلوماتك ومداد كلماتك، كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون. اللهم آمين رب العالمين. مما منَّ الله به علينا
أن جعلنا من أمة المصطفى ومن الله. منَّ الله علينا بأن فهمنا بعض مراده في تزكية النفس وفي عمارة الدنيا من خلال عبادة الله، ومنَّ الله علينا بأن نتبع أهل السنة والجماعة وهم عليهم السواد الأعظم من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم، ومن من شذ فهو في
النار، أخرجه ابن ماجة. والنبي صلى الله عليه وآله وسلم حدد لنا الأمر فقال في كلام لجابر في معرض الوصية: "الثلث والثلث كثير". فلما كان الثلث كثيراً أصبح الثلثان هو الأكثر. الثلث كثير فالثلثان أكثر. الثلثان يمثلان سبعة وستين في المائة، والثلث يمثل ثلاثة وثلاثين في هذا
الثلث ثلثه كثير. ثلث الثلث أحد عشر، فيكون أحد عشر زائد سبعة وستين، كم يكون؟ ثمانية وسبعين في المائة. إذن السواد الأعظم ثمانية وسبعين في المائة. فلو أصبح ثمانين في المائة فهو سواد أعظم، ولو أصبح تسعين فهو سواد أعظم، خمسة وتسعين طيب أعظم. الحمد لله، أهل السنة والجماعة من خمسة وتسعين بالمائة من أمة محمد عبر القرون، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. إذا
ذكرت الإمام الغزالي أو القشيري أو الشافعي أو مالك، إذا ذكرت أمام الناس عبد القادر الجيلاني أو الإمام أحمد، إذا ذكرت أمام الناس الأوزاعي، وإذا ذكرت أمام الناس... الشاذلي والرفاعي، فجمهور الأمة على اتباع هؤلاء الأفاضل، ومن هؤلاء كان إمامنا الشافعي صاحب مصر، فقد منَّ الله على هذه البلاد أن أتى إليها من أجل دراسة مذهب الليث بن سعد فقيه مصر، والذي كان الشافعي يقول فيه: كان أعلم من مالك إلا
أن أصحابه ضيعوه، لم يخدموا مذهبهم، لكنه... كان يدرك إدراكاً عميقاً ويفوق مالك الأصبحي إمام أهل المدينة الذي قال: "ما تصدرت للفتوى حتى شهد لي سبعون من علماء أهل المدينة". فطريقنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، طريقنا إلى الله يرجع إلى كتاب الله ولا يُعرف سواه، وإلى سنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بفهم الأكابر عن الأكابر إلى منتهاه ومنتهاه رسول الله، ولما أراد مسلم
أن ينشئ صحيحه صدّره بحديث جبريل، يرويه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، قال: "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يعرفه أحد منا، وليس..." عليه أثر السفر يتعجب فأتى حتى جاء النبي فوضع ركبتيه إلى ركبتيه ووضع
يديه على فخذيه، وهذه هيئة تسمى عند العلماء بهيئة المتأدب المتعلم. جلس بين يدي النبي ليتلقى العلم. الرجل الذي دخل هكذا، وفي بعض الروايات أنه كان أشبه بدحية الكلبي، يعني حينما تراه دخل هكذا تقول: ها هو وكان دِحْيَة يعمل في دولة رسول الله سفيراً دبلوماسياً، أرسله إلى مصر إلى والي المقوقس. وسيدنا جبريل كان يأتي في هيئته لأنه كان جميلاً. عندما تقترب تقول لي: "ليس دِحْيَة"، والله ظننتك دِحْيَة، لكن عندما تقترب منه تعرف أن تفاصيله مختلفة.
فجلس على هذه الهيئة، وكانت الصحابة تستحي وتهاب رسول يسألونه مباشرة. "لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تسوؤكم". فسكتوا. قالوا: "حسناً نحن ساكتون الآن". فكانوا ينتظرون الأعرابي العاقل القادم من البادية الذي لا يعرف آداب المجالس، ليسأل سيدنا وهم يستمعون فيتعلمون. كانت فرصة لهم، فلما رأوا هذا الغريب المسافر جلسوا يستمعون ماذا يقول وماذا سيرد عليه سيدنا صلى فسألهم عن الإسلام، قال: "أن
تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت"، وفي رواية: "وتصوم رمضان، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا". قال: "صدقت". قال عمر: "فعجبنا كيف يسأله ويصدقه"، يعني بتسأل فهذا يعني أنك جئت لتتعلم، يقول له: "صدقت"، كأنه يراقبه أيضاً. قال: "صدقت". قال: "حسناً، لا عليك، فهو ليس من هنا". أجل، فعجبنا كيف يسأل ويصدق. قال: "فما الإيمان؟" قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله
واليوم الآخر والقضاء خيره وشره". قال: "صدقت". قال: "فما". "فما". الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك قال صدقت فمتى الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل يعني لا أنا ولا أنت نعرف قال فما علاماتها قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة رعاة
الشاء يتطاولون في البنيان فأنشأ المسلمون من الحديث وبعد أن تولى قال سيدنا "أتدرون من هذا؟" قالوا: "الله ورسوله أعلم". قال: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم". فعرف العلماء أن هذا الحديث حديث جامع، وأنه يشتمل على تعليم الله لنا علوماً منها الإسلام، فقامت طائفة من العلماء يحمون الإسلام ويتكلمون في الأصول وفي الفروع وفي الفقه وفي...
الأحكام حفظاً للعبادات والمعاملات وسائر الأشياء، ومنهم من اختص بالدفاع عن العقيدة في الإلهيات والنبوات والسمعيات، ومنهم من اختص في رسم طريق إلى الله سبحانه وتعالى على مقتضى الكتاب والسنة، فنظروا كيف المسير إلى الله فوجدوا أن السير إلى الله إنما هو بالذكر والفكر، قال تعالى: الذين يذكرون الله قياماً. وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا
باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار. فاهتموا بتخلية القلب من كل قبيح وبتحليته بكل صحيح، واهتموا ببناء الإنسان، واهتموا بما اهتم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وبدؤوا يتدبرون القرآن من بحثوا في هذا الأمر فوجدوا الله يصفه فيقول: "وإنك لعلى خلقٍ عظيم"، وبحثوا في السنة فوجدوا أن تراث النبي الذي تركه لنا في أغلبه يتحدث عن هذا، لأن هذا هو
غرض الدين الأهم: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. وقسموا الناس بناءً على هذا بعدما الواقع بعد أن أدركوا الكتاب والسنة إلى خواص وعوام وخواص الخواص السابقون أولئك المقربون، وما من همسة ولا لمسة كتبها أهل هذا الفن الشريف المنيف إلا ولها دليل في الكتاب أو السنة أو فعل الصحابة أو الأئمة الأعلام، وصاروا تحت مظلة الكتاب والسنة لا يحيدون عنها ويدركونها ويضعون البرامج. لتنفيذها في حياة الناس كان في بداية الأمر يعيش
الإنسان في هذا الجانب حياة روحية عالية، وظل في القرون الثلاثة الأولى شائعاً في الناس جميعاً، حيث قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم". في هذه الأجيال الثلاثة والقرون الثلاثة ظهر. من ظهر من الأئمة الأعلام وكانوا زاهدين في الدنيا وكانوا يدعون ربهم: "اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا"، ووضعوا تلك العبارات وأشاروا
إلى تلك الإشارات، ووضعوا تفسيراً للقرآن وللسنة، ولكيفية تحويل البرنامج اليومي للإنسان إلى ذكر وفكر، فألّفوا عن عمل الليل واليوم والليلة، وألّفوا أذكار الصباح والمساء هذا الجانب في عهدهم بالزهد ولم يكن الزهد هو الفقر بل كان أن تكون الدنيا في يدك فتتركها ولا تحزن على المفقود ولا تفرح بالموجود وربك رب قلوب علام الغيوب.
صاروا هكذا حتى نضجت العلوم ودُوِّنت فدُوِّن الفقه ودُوِّن التوحيد ودُوِّنت أصول ودُوِّنت علوم للحفظ والنقل في التفسير أو في... الحديث واحد وعشرون علماً لنقل الحديث دراية ورواية، فدوّنوا هذا العلم على يد أبي طالب المكي، على يد أبي نعيم الأصبهاني، على يد عبد الكريم القشيري، على يد الإمام الغزالي. وأخذوا في التدوين فدخلوا فيما يسمى بالتصوف السني، وأصّلوا الأصول، وقعّدوا القواعد، ووضعوا المصطلحات. وانتشر
الإسلام من الأندلس إلى الصين. دخل الناس في دين الله أفواجاً، دخلوا من ديانات سابقة لهم تجربة روحية مع الإنسان ومع الأكوان ومع الرحمن، وأرادوا بعدما دخلوا أن يكون ذلك منضبطاً بمصدر الوجود: "اقرأ باسم ربك الذي خلق، الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم". رأيناهم. وهم يتكلمون عن كتاب الله الأكبر وكتاب الله الأصغر، كتاب الله المسطور وكتاب الله المنظور. رأيناهم
وهم يعرضون تجاربهم وعلومهم ومعارفهم على الكتاب والسنة حتى لا يند منها شيء. فلما استقر الأمر وتكوَّن هذا الفكر الراقي لحفظ مرتبة الإحسان وامتثالاً لأمر النبي بأن هذا هو مراد الدين، انتقل التصوف إلى أمرٌ آخر وهو الرد على الفلسفات الشائعة الذائعة في العالمين فسُمِّي بالتصوف الفلسفي، وهو أمرٌ لا يهتم به كل أحد، له مصطلحاته وطريقته، حتى قالوا هؤلاء:
"كتبنا حرام على غيرنا"، فخلف من بعد ذلك خلفٌ لم يميزوا لا بين التصوف السلفي ولا التصوف السني ولا التصوف الفلسفي، وأخذوا يخلطون هذا. بذلك ابتغاء الهروب من درجة الإحسان وتحويل الدين إلى ظاهر شكلي خارجي لا علاقة له بالعلاقة بينك وبين الله بالقلوب الضارعة بالألسنة الذاكرة، فأخذوا في الكذب بكل طريقة وفي الاجتزاء وفي الخلط، ويأتيك بعبارة
من هنا على عبارة من هناك، مرة يتهمونهم بالحلول ومرة بالاتحاد ومرة بوحدة الأديان وبتكافئها، فضلوا. وضلّوا والأمة صارت خلف كل ناعق ومنافق، فهاجموا الصوفية وخرجوا عن الأشعرية الذين هم السواد الأعظم، ونبذوا المذهبية وتركوا الفقه وراءهم ظهرياً، فضعفت فيهم علوم اللغة وعلوم الفكر والمنطق والتوحيد، وأصبحت أمة لا معنى لها، وهذا ما
حذرنا منه رسول الله وقال: "أنتم يومئذٍ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل ينزع". نزع الله المهابة من قلوب عدوكم، متى كان العدو يهابنا؟ كان العدو يهابنا عندما كنا علماء، ندرك كتاب الله المسطور مع كتاب الله المنظور، ونعرف الوصل بينهما. كان ينتشر الإسلام عندما كان فيه تطبيق عملي بعيداً عن ألاعيب السياسة. انتشر الإسلام في مصر عن طريق السيدة نفيسة، العلم كانت متوجهة الله مخلصة لله جاءت
جارتها اليهودية عندها ابن مصاب بشلل الأطفال فتركته عندها حتى تذهب إلى الأسواق لقضاء حوائجها. قامت نفيسة عليها السلام تتوضأ، فلما توضأت انساب الماء على الأرض حتى وصل إلى هذه المقعدة، فداعبت الماء بقدميها، فحدث ما أراد الله به أن ينتشر الإسلام حيث قامت السيدة
تصلي. جرت الفتاة من فرحها إلى بيت أمها، وعندما جاءت الأم ومعها الأغراض والحاجيات، وجدت الفتاة تستقبلها، فلم تعرفها لتشبهها بابنتها، لكن هذه التي تجري، من أنتِ؟ قالت لها: "الله، أنا ابنتك يا أمي". "ابنتي؟ كيف يعني؟" فذهبت ووجدت السيدة قد انتهت من صلاتها وهي فرحة بابنتها التي شُفيت على يديها. السيدة نفيسة فدعت لها، ولم تقل لها: "أنتِ يهودية
تستحقين ضرب الحذاء"، ولم تقل: "نحن ونحن... هل أنتم كفار أصلاً؟ ألم تكذبوا النبي؟"... لم تقل ذلك، بل دعت لها. هذه المرأة كانت زوجة رأس الديانة اليهودية في مصر، واليهودية ديانة مثل الإسلام فيها شريعة، ونعرف أن الحاخامات كثيرون. مما نعرفه فلما جاء حكت له قال: والله ما هذا الذي كنا ننتظره، وهو هذا. إذا كانت هكذا العلاقة مع الله، فإن الله راضٍ عن هذه المرأة إذ جعل البركة في ماء وضوئها، وجعل
البركة تحل علينا. فهذه إشارة، فأسلم وأسلم معه يومئذٍ سبعون ألفاً من اليهود. فالناس... تستغرب كيف دخل الإسلام إلى الناس عندما رأوا أهل الله، عندما عاش أهل الله في وسطهم. فهل اليوم يرى الناس هذا الصدق؟ يرى الناس هذا التأييد؟ هذه المعونة الربانية الإلهية؟ هل يرى الناس الله يتجلى لهم في أصول التقوى أم أن الناس منشغلة بالدنيا
وما فيها وبحطامها ولم يصلوا إلى... حطامها ولم يصلوا إلى تركها فخسروا الدين والدنيا معاً. حدث هذا الكلام مراراً وتكراراً. كان هناك أحد العلماء الحافظين لكتاب الله ولم يكن صوته جميلاً، كان اسمه ابن خياط. فكان ابن خياط من إتقانه في التجويد إذا قرأ بالناس في الصلاة يستمع إليه غير المسلمين يرغبون في سماع القرآن الرائع لكنّ صوته ليس جميلاً، بينما القرآن يخرُج جميلاً من الإتقان، وهو مكتوب في الكتب، لكن الناس غير راضية أن
تصدّق فيها لأنها مبالغات. حسناً، ونحن حضرنا والكل في شك على شك على شك، غارقون في الشك. أسلم على قراءته سبعون ألفاً. والله ابن خياط، ما حدث هكذا، ما حدث هو بالأخلاق، وانتشر بالدعاء، وانتشر بالمعاملة الطيبة، وانتشر بالعلم، وانتشر بالحِكَم، وانتشر بالعائلة، وانتشر بوسائل كثيرة، حتى دخل الناس في دين الله أفواجاً من غير إكراه. لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي. أول من بدأ هذا الطريق تلقيناً من رسول الله، سيدنا علي بن
أبي طالب ومنهم سيدنا. ومنهم جابر الأنصاري وسيدنا أبو بكر الصديق. علي هو الذي ربى الحسن البصري، لأن الحسن تربى في بيت أم سلمة أم المؤمنين، حيث كانت أمه تخدم السيدة أم المؤمنين عليها السلام. وتعلم الحسن عند علي، فكان علي هو أستاذه، وروى الحسن عن علي. بعض الناس يظنون أنه الحسن بن علي. لا، ليس الحسن سيدنا الكبير الذي أصله الأشرافي والسادة وما إلى ذلك. نطلق على أبناء الحسن "السادة"، وعلى أبناء الحسين "الأشراف"، وعلى أبناء السيدة "الأسباط". لا، ليس هؤلاء هم المقصودون.
إنه الحسن هنا، الحسن البصري. نقول البصرة والبصرة، كلاهما صحيح، فيكون البصري والبصري. الحسن البصري تعلم على... علي وألبَسَه الخِرقة، وبعد أن ألبَسَه الخِرقة رَوى عنه سَنَد التصوف، وهذا هو الذي وصل إلينا كابراً عن كابر إلى عصرنا هذا. يسأل سائل فيقول: ما معنى الطريقة الصديقية الشاذلية؟ ولماذا سميناها بالعلية؟ طريقتنا العلية وصف
من العلوم. أما الصديقية فنظر إلى سند من الأسانيد، فتلقيت هذه الطريقة أول ما... تلقيت عن سيدنا الشيخ عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري، وكان من علماء الأزهر، معه شهادة عالمية الغرباء وشهادة العالمية الأصلية الكبيرة، وكان يجلس في الرواق العباسي، فدرَّس فيه كتاب جمع الجوامع في أربع سنوات، في أربع سنوات قرأه مرتين، فتتلمذ له كثير من علماء الأزهر الشريف،
فطريقنا هذا يروي هذا الطريق عن أبيه السيد محمد بن الصديق وهم من نسل الحسن رضي الله تعالى عنه فهم من السادة، وفي الطريق نرى الإمام الدرقوي فتسمى الطريق بالصديقية الدرقوية، أي إشارة إلى الناقل لها عبر التاريخ بالسند المتصل إلى منتهاه إلى سيد الخلق، الإمام أبي الحسن الشاذلي علي وهو من شاذلة مكان
هناك في تونس وقريب من هذه الأماكن وله مغارة كان يتعبد الله فيها وفيها تلاميذه أربعون تلميذاً، إلا أنه لما جاء إلى مصر اتبعه سلطان العلماء العز بن عبد السلام واتبعه المرسي أبو العباس دفين الإسكندرية وكان خادماً له، ودعا الحسن الشاذلي مرة: "يا رب توفني في" منطقة لم يعصِ فيها، فتوفي في
حميثرة ودُفن بها في صحراء عيذاب بالجنوب الشرقي لمصر. توفي أبو الحسن الشاذلي وهو متوجه إلى الحج، ولم يكن محرماً لأنه كان سيركب من عند البحر، فتوفي قبل أن يصل إلى البحر بنحو عشرة كيلومترات، فلم يكن قد تلبّس بالإحرام بعد. ودُفِنَ هناك فحدثت إشارة، والإشارة تُغني عن العبارة. بحثنا في جوجل إيرث فوجدنا
أن قبر الشاذلي مُسامِت للقبر النبوي. حسناً، وهل كان أبو الحسن يعلم هذا؟ يعني هل كان يملك جوجل إيرث؟ فالإشارة تُغني عن العبارة. يا ربنا أكرمه واستجاب له وأماته في هذا المكان. عندما قِسنا وجدناها أربعة وعشرين وعشرون مصر القاهرة على ثلاثين وهذه على أربعة وعشرين المدارات عندنا مداران: مدار السرطان واحد وعشرون ومدار الجدي واحد وعشرون. الناحية الثانية
بعد خط الاستواء، ألم تذكروه أم ماذا؟ هناك واحد فوق وواحد تحت، واحد فوق وواحد تحت. درسناها في المرحلة الابتدائية، أربعة وعشرون وكأنك تقول ستة عشر درجة أربعة درجة أربع وعشرين ونصف درجة، القبر النبوي على أربع وعشرين وسبعة من عشرة درجة، يعني القبر النبوي مقابل لأن نصف درجة هذه شيء بسيط جداً، فهو يشكل خطاً فاصلاً بين ضريح السيد أبي الحسن والقبر المقام النبوي الشريف المنيف في طيبة المطيبة، فإذا وقفت
في قبلة أبي الحسن فأنت... في حضرة النبي وأنت تصلي في المسجد هناك، أنت بذلك مستقبل القبر الشريف من جهة الغرب وهو شرقك. فمات ودُفن رضي الله تعالى عنه، ولكنه ترك مدرسة كبيرة ذهب بها أبو العباس المرسي أبو العباس إلى الإسكندرية وربّى العالمين، فتتلمذ على يديه ابن عطاء الله السكندري الذي هو متوفى. في مقبرة العز بن عبد السلام، العز قبره مهجور، ولكن
ابن عطاء الله -يرحمه الله- عبد الحليم محمود المجاهد بنى عليه مسجداً، فعمّر الدنيا هناك، وهو مكان دُفِن فيه كثير من العلماء، منهم الكمال بن الهمام الحنفي، ومنهم ابن دقيق العيد، ومنهم ابن أبي جمرة، ومنهم ابن سيد الناس صاحب وكلها هكذا، آية من أولياء الله، بستان كهذا هو. فإذا نُقِل إلينا هذا عن طريق المرسي، ثم عن طريق الشيخ ابن عطاء الله السكندري الذي له الحِكَم العطائية، وله تاج العروس في تهذيب النفوس وغيره، وكلها - كل
الحِكَم - تفسر قول النبي "لا حول ولا قوة إلا بالله" مائتين حكمة كلها تقول كيف تفهم "لا حول ولا قوة إلا بالله" التي قال النبي فيما أخرجه البخاري: "كنز من كنوز العرش". يبقى البرنامج هنا. أبو الحسن الشاذلي له قصة طويلة تعلم فيها هذا الطريق من عبد السلام بن مشيش أو بشيش، لأن العرب تنطق الميم باء والباء ميماً في أول... الكلام أنه كان هناك ما يُسمى بالسند الجملي، يعني كل أهل العصر من أهل الله،
فلم يكونوا يدققون في هذا السند الذي هو سند بركة كما يدقق المحدثون في أسانيد الدراية والرواية للحديث، وجرى على هذا الأمر علماء القراءات، وجرى على هذا الأمر نقل الدفاتر والمؤلفات، وجرى على هذا الأمر يأتي المتطفل الذي لم يفهم من أمر التصوف شيئاً ولا يفقه قضية السند الإجمالي فيقول لك: مَن هذا تاج الدين محمد؟ إنه مجهول، تجاهله لأنه اعتاد على القلب القاسي. هل تاج
الدين محمد هو السبب أم أن الكتاب والسنة هما الأصل؟ وتجده يعتبر أن دين محمد هو الذي إن ضاع هذه سُنَّة للتبرك، وهذه سُنَّة جَمِيلة. نُقِلَ القرآن بصورة لافتة للنظر عند الكافة، وهكذا نُقِلَ التصوف بصورة لافتة للنظر حتى دخل العلماء. هذا كان سيدنا الشيخ إبراهيم الباجوري شيخ الجامع الأزهر، نقشبندي، شيخ وأبو الحاج، أخذ منه النقشبندية، وكذا إلى آخره. شيخ الشعراوي، انظر متصل الإسناد، هذا هو الشيخ الباجوري. مائة ألف ومائتان وسبعة وسبعون. الشيخ الشعراوي انتقل سنة ثمانية وتسعين. كان قد أخذ من الشيخ
بلقايد، وهكذا كله كان لا بد أن يسير على نهج في الذكر والفكر حتى خلّى قلبه من القبيح وحلّاه بالصحيح. فسُميت طريقتنا بالصديقية، وإن كنا نروي الشاذلية أيضاً عن السيد محمد زكي الدين إبراهيم الله تعالى عنه فهو شيخنا وعن السيد حسن عباس زكي عن السيد عبد الفتاح القاضي رضي الله تعالى عنهم أجمعين، وسند الجميع متصل بأسانيد مختلفة. السيد حسن يروي بثلاثة أسانيد، والسيد محمد زكي يروي بثلاثة أسانيد، والسيد عبد الله يروي بثلاثة
أسانيد على سبيل المثال لا على سبيل الحصر حتى. اتصل حالنا والحمد لله رب العالمين من منّته وكرمه بعلماء الأمة من السواد الأعظم، وها نحن نجيز أهل الطريق من بعدنا بما أجازه به مشايخنا حتى ينتشر ذكر الله في الآفاق. السيد عبد الله جاء في يوم، وعند الشاذلية عبارة تسمى بإلباس الخرقة وهي علامة وليست
مجرد لبس هكذا الإلباس. الخرقة علامة على المصاحبة، ففي يوم من الأيام أتى لي بعباءة لها شكل معين - سنحضرها مرة ونعرضها لكم - وألبسني إياها. فقلت له: ما هذا يا سيدي؟ قال: هذه الخرقة، والخرقة ألبسها علي للحسن البصري. هذه أمة مرحومة لا تتبع الأوهام ولا تبتدع، وإنما تتبع أمة فيها معونة وفيها. حظًا ما، هدف هذا الرمز أو هذا الشيء هو الصحبة
والاقتداء، فالعلامة هنا هي الصحبة والاقتداء. طبعنا لهذه الطريقة المنيفة الصديقية الشاذلية خمس إصدارات، اطلبوها تجدوها، فيها دلائل الخيرات في الصلاة على النبي المختار للجزولي، وهو كان من أهل القرن الثامن. الشيخ أبو الحسن توفي سنة ستمائة وستة وخمسين، أي السابع هذا ميت بعده مائة سنة، وفيها برنامج الطريق: ماذا تذكر، كم تذكر، متى تذكر، كيف تذكر، إلى آخره. وفيها هذه القصة التي
قصصناها بالتفصيل. ومن هذه الكتب أيضًا بعض الآداب التي ينبغي على المريد أن يتأدب بها في الطريق إلى الله. فهذه الكتب: دلائل الخيرات، وأوراد الطريقة، وواجبات الطريق. وسلسلة الطريق ورسالة آداب سلوك المريد وعنوان التوفيق. يسأل سائل: ما معنى العهد؟ العهد هو نوع من أنواع المبايعة التي كان يبايع فيها رسول
الله صلى الله عليه وسلم من أسلم. فهل بايع كل المسلمين رسول الله؟ لا، فهذا يكون مسلماً وحاضراً وكل شيء، وبعد ذلك يطلبون منه البيعة عندما بالنساء طلبنا البيعة، قالوا له: أليس لنا نصيب؟ ألا نأخذ البيعة أيضاً مثل الرجال؟ قال لهم: حسناً، خذوا البيعة. وأخذ عليهم البيعة. وهذا شيء ينبغي أن تتذكره عندما تكون ساعياً إلى الله. نحن لسنا أصحاب طقوس، نحن أصحاب عبادة، نريد أن نُخلي القلوب من القبيح، ونُحليها بالصحيح. القضية تتطلب أن تلهج ألسنتنا بذكر الله، ونحتاج أن نتفكر في كتاب الله المنظور
وفي كتاب الله المسطور. نحتاج أن نتعلم العلم النافع، ونحتاج أن نسير إلى الله على بصيرة، وليس الأمر مجرد طقوس وشعائر أبداً. ولكن بعدما أسلم الإنسان قال لهم: "إني لا أصافح النساء، كلامي لامرأة ككلامي لمائة بناءً على ذلك، أو يعني نؤجل البيعة. قالوا: نتفق، يعني يا سلام نتفق على ذلك. فإذا كان هؤلاء مسلمات يصلين ويصمن سيدخلن الجنة، وإن لم يحدث هذا فالناس على دوائر. الدائرة الأولى هي التي تنتمي إلى الطريق
وتسير في هذا البرنامج، وتعلو بالالتزام وتنخفض بالترك. الدنيا هكذا فوق وتحت إلا شرة فترة هي الدنيا هكذا يا رسول الله، ما لنا نكون معك فنحلق بجوار العرش ثم نخرج فنلتهي بأولادنا وأسواقنا وأهلنا. قال: "والله لو كنتم كما كنتم معي لصافحتكم الملائكة في الطرقات". بعض الناس يظن أن هذا شيء جيد، ولكن أبداً، كانت ستتخرب الدنيا، وكنت ستنجذب إليه، وكنتم ستتركون أعمالكم بيتُ الدنيا، فالنبي يعني يقولُ لك: واللهِ لو كانت صافحتكم الملائكةُ، وكانت ستصبح
ورطةً، لو صافحتكم الملائكة في الطرقات. أنت كنت ستُجن هكذا. هذا الملَك هو، ما شأني الآن وبالدنيا وما فيها؟ وتترك أعمالك وتترك أهلك وتترك غير ذلك إلى آخره، وتصبح مشكلةً كبيرةً. يا حنظلة، ساعةً وساعةً، هذا هو جزءٌ من الحياة وليس ضد الحياة، ولو كان ضد الحياة لكنا فرحنا وتعلمنا كيف نسلم على الملائكة وتركناها تضرب وتنقلب، وأي شخص يصبح متديناً يذهب. وبعد ذلك، هل نحن قادمون لنخربها وندمرها أم لنعمرها؟ فاقرأ بشكل صحيح، واحرص على فهم ما تريده الحكاية، "وما خلقت الجن والإنس".
إلا ليعبدوا، لكني جعلتُهم في الأرض خليفة، ولكنه أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها، يعني طلب منكم عمارتها. إذن عندما يشتغل الناس بالذكر، طريقة الذكر الخاصة بنا الأساسية والمسبعات التي رواها الإمام الغزالي عن الخضر، وبعض الأدعية من السنة عن سيدنا زروق، وكلها وِرد عن سيدنا النبي، إنما هذه المجموعة... ورد ذكر الشيخ زروق أنه مرة في الصباح ومرة في المساء، حيث يبدأ
المساء من العصر، وفي اللغة يبدأ من الظهر. ولذلك بعض الناس من الطريقة الشاذلية وغيرها عندما يأتي وقت الظهر يؤدون ما هو مخصص للمساء، ومن الفجر إلى الظهر يؤدون ما هو مخصص للصباح. هذا هو تقسيم الصباح من الظهر مرة هنا ومرة هناك، يعني لو أديتها بعد المغرب فلا مانع، بعد العشاء لا مانع، وهكذا. سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني، وهو موجود في السلسلة، ظل يذكر بأسماء الله وحصلت له تجليات عند أسماء معينة سُميت بالأسماء الأصول، وبعده علماء الأمة وفقهاؤها وأتقياؤها وأنقياؤها
وأولياؤها أضافوا. لها ستة فسميت بالفروع، يقول إنها الذكر بها كأنه ذكر بالجمال والجلال والكمال، وهي التي تنقسم إليها أسماء الله الحسنى، ولها تجليات، وربطوا هذه التجليات بالترقي في النفس: النفس الأمارة، النفس اللوامة، النفس الملهمة، النفس الراضية المرضية المطمئنة، والكاملة، وكلها موجودة في القرآن. فألهمها فجورها وتقواها، أي ملهمة، وأن النفس بسوء تكون أمارة أي شيء؟ وما أبرئ نفسي
إن النفس لأمارة بالسوء. فو النفس اللوامة، هذه يقسم بها. وهكذا "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية". وقفوا عند كل كلمة وأحضروا المصطلحات من الكتاب. ديكهت، لا، هو يريد أن يقرأ الكتاب هكذا يعني بشكل سطحي. راضية، حسناً، هي شيء جيد وحسبٌ، لم يكونوا هكذا، كانوا مفكرين وكانوا متتبعين وكانوا علماء، فتوقفوا عند كل مسألة، وتجلت لهم أنوار، وكُشفت لهم أسرار، وحدثت لهم إشراقات وكرامات ورؤى وإلهامات، فلما حدث هذا كتبوا
ما استفادوه من الكتاب المستور ومعه المذكرة التفسيرية النبوية الشريفة المعصومة، ومن الكتاب المنظور الذي خلقه الله سبحانه. وتعالى في القراءة الثانية، هذه هي القراءة الأولى "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، والقراءة الثانية هي "اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم" الذي هو الوحي. صاروا على هذا فذكروا هذه الأسماء وارتقوا. كان قديماً كل اسم له رقم، "اقرأ" هذه ثلاثون ألفاً، "اقرأ" هذه سبعون ألفاً، وبعد ذلك بعد ألف. وتسع مائة وعشرين هكذا وجدنا المشايخ لديهم أسرار، قال لك الكل مائة ألف، فيصبح
العصر ماذا إذاً؟ سيئ يعني، هناك شيء، غيمة سوداء خاصة بماء الأرز، ولذلك جعلوها كلها مائة ألف. بعض الناس يريد أن يأخذ العهد من مولانا هكذا، هل هو لكي نموت؟ مولانا لا، القضية ليست... هكذا القصة أنه انتهى الأمر، فهذا المولانا هو شيخ الطريقة، فأي شيء سيصل إليك مباشرة من المولانا، لا تقل لي إذن ما هذا، فهناك مقدِّمون ونظام لكي نعرف كيف نسير، وإلا فعندما أرسل معاذاً إلى الجماعة،
أليس هو من أرسله إلى اليمن فصافحهم، فكانوا يقولون مرحباً. برسول الله صلى الله عليه وسلم، فالقضية ليست طقوساً ولا إثبات حالة، بل هي قضية القلوب الضارعة المعلقة بالله سبحانه وتعالى. فالطريق الذي تأخذه من أحد المقدَّمين هو كما لو أخذته من الشيخ مباشرة، هي لا خلاف ولا نزاع في ذلك، إلا إذا كان أحد المقدَّمين يدّعي المشيخة فيُرفض. رفع يديه الاثنتين على سبيل النفي. يعني هل الأخذ من أحد المقدمين كالأخذ من مولانا؟ نعم. ما
معنى "طريقنا طريق صحبة واقتداء"؟ تكلمنا عنها. انتهيت من ذكر الثلاثة عشر اسماً ومن التسعة والتسعين، والآن في الاسم المفرد، فهل انتهى الأمر هكذا؟ أعيدي ثانيةً. انتبهوا. أن هذا البرنامج نسير معكم به ثم لكم أن تعيدوه ثانية وثالثة وعاشرة وعشرين مرة، نريد مع لفظ الجلالة دائماً، لا مانع. نريد أن نعيد البرنامج مرة والثانية والعشر والعشرين، لا مانع، كله ذكر الله. نحن نريد ذكر الله، فهو برنامج لكي ينظم وقتي ولكي يجعل لساني يلهج دائماً. بذكر الله، هل
يمكن قراءة حزب النصرة على النفس الأمارة بالسوء والشيطان؟ هيا اقرأها على النفس الأمارة فقط لتتحول إلى لوامة ثم إلى ملهمة. نعم، هل هناك شيء للفتور في العبادة؟ كان بعض مشايخنا يقولون عندما يأتيك فتور في العبادة هكذا، تقرأ "يا وارث" ألف مرة بين المغرب. والعشي يا وارث ألف مرة مجربة، ليس في الحديث ما يؤكد ذلك، فهذا من المجربات. يعني نحن الآن، أليست هذه بدعة؟ لا، ليست بدعة لأن "يا وارث" اسم من أسماء الله الحسنى، والله يقول: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها"،
فنحن نمتثل هذا الأمر ونطبقه. نعم، لكن النبي لم يذكر ذلك، لم يقل النبي ذلك صحيحاً، لكنه قال لنا: "ادعوا بأسماء الله الحسنى"، فالناس دعت فوجدت النتيجة، وأكثروا فوجدوا نتيجة. "من استطاع منكم أن ينفع أخاه بشيء فليفعل"، النبي يقول هكذا. فنصحونا قائلين: "جرّب هذا هكذا". حسناً، جرّبت ولم ينفع، خلاص، إذاً تكون قد ذكرت ربنا. جرّبت ونفع، الحمد لله، ربّ نحن لا نلعب سيجة. لا، إنه اسم من أسماء الله. عندما يقول لك أحدهم: "قل يا شمهورش، يا شمهورش، يا شمهورش"، لا تقل ذلك. "شخشمان بخشمان"، لا تقل ذلك.
لكن عندما يقول لك: "يا وارث"، لا تقل: "أقصيك". هذا اسم من أسماء الله موجود في القرآن. كيف نكون على ود رسول الله ما يقول في الصلاة يومياً بخلاف دلائل الخيرات وبخلاف كنوز الأسرار ما يقل عن ألف مرة يصلي على النبي. قال له: قم تجد صلة بينك وبينه على الدوام. فقال: لست قادراً. فأجابه: خلاص، سأخفف عنك. هل قال لك أحد شيئاً؟ ألست أنت الذي طلبت؟ أنا لست قادراً أن هل فرض عليك أحدٌ شيئًا؟ هذه طريقته للوصول إلى الصلة، وإن لم تكن قادرًا عليها فلا بأس. الذي ليس معه لا يُلزَم به، وليفض
الله عليك من خيره. أتتهمني بالكسل؟ لست كسولًا، بل أعمل ليل نهار. حسنًا، إذًا لهذا العمل المتواصل ثواب كبير، فالعمل ليل نهار وعمارة الأرض لهما ثواب. كبير جداً أكبر أيضاً حتى من هذه الصلة، فإذا نظر إليك الله، فمن حق رسوله أن يتصل بك في رؤية ولا في تجلي ولا كذا. رب لك الحمد، تفعل ما تشاء وتتجاوزها. هل ندعو للشيوخ في دبر كل صلاة؟ كل واحد يعمل
بأصله، يعني الدال على الخير كفاعله. لا أرى. رؤى؟ فهل هذا من الحجاب أبداً؟ الرؤى هذه شيء آخر، وعلى فكرة أنت ترى لكنك تنسى، ولكن ليس ضرورياً أن تتذكر أي شيء، لأن ديننا ليس مبنياً على الرؤى. هذه بمثابة نعمة، مثل شيء لطيف بعد الطعام، شيء جميل، ولكن لا ينبغي أن نُفتن بها. ولا نعتمد عليها ولا نجعلها حجة، إنما هي بشرى يراها العبد الصالح أو تُرى له، وانتهى الأمر. أو تُرى له، أي أنه لا يراها. أين يوجد عقلي وقلبي؟ عقلك في رأسك، اعرف خلاصك، وقلبك هنا في صدرك. الأمر سهل، وينبغي
أن يعلو العقل على السلوك لكي يتحكم فيه، والقلب يعلو أي استفتِ قلبك ولو أفتاك الناس، أي كن مع الأمر الذي يريحك مع الله وليس مع هواك وشهوتك. وهذه المسألة: هل المريد المقصر في الأوراد، في نظره أن هذا الشيخ أحق بأن يكون في نظره من الآخرين؟ يقول لك ماذا عندما تقول: فلان رحمه الله، هل أنت تترحم عليه؟ شخص مبتدع، والله إذا كان مبتدعاً فهو أولى الناس بطلب الرحمة له؛ لأنه في مأزق الآن، فلا داعي لهذه القسوة أبداً. وبالرغم
من مخالفتنا معه، إلا أنه إن مات على إذن الله نقول: "رحمه الله". لا يحدث شيء. واجبات المريد مع الشيخ وواجبات الشيخ مع المريد موجودة في الكتب. إن ما ستقرؤونه هو لماذا يضع الله القبول في وجوه أولياء الله الصالحين. وماذا تقولون له عن ذلك؟ ماذا تقولون له؟ الله! الشيخ أشرف يقول لك: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء"، فدعها على الله. ما معنى الحال؟ إنه الشيء الذي يأتي ويذهب. دوام الحال من المحال، فالحال كالشعر هكذا.
بخشوع انتهت الصلاة، نسيت وذهب الخشوع، لكن المقام هو أنني دائماً في الخشوع. ففي حالة التوكل والرضا والتسليم والحب وهكذا حال يأتي ويذهب، فإذا كان حالاً وجدته ثبت فهو مقام. متى الذكر؟ قلنا مرات أن ذكر الأسماء حتى يؤتي أثره من المغرب إلى الفجر. يقول: حسناً، لست قادراً، عملي يأبى فليستأذن الشيخ لأجل أن يُحقق الأثر نتيجة، لا للفجر وليس
للشروق. ذِكر الاسم بالعدد يعني أنك من المغرب إلى الفجر ذكرتَ ثلاثة، حسناً، هؤلاء هم الذين سيُحسبون. اذكر كما تريد من الفجر حتى المغرب، ذكرتَ عشرة، لن يُحسبوا. نحن نريد أن تكون المائة ألف من المغرب إلى الفجر أي... شيء بعد ذلك لا يُعد، يكون ذكر عبادة وليس ذكر تربية. ما الفرق بين خواطر النفس ووساوس الشيطان؟ الشيطان يلقي في ذهنك شيئاً ويهرب، "وسواس خناس" كما في القرآن، وأن كيد الشيطان كان ضعيفاً. لكن النفس أمّارة، أي تأمر ثم تأمر ثانية ثم تأمر ثالثة، وهكذا من اللغة. يصبح عندما تجد
الخاطر السيء يعود إليك مرة ثانية والثالثة والرابعة، فاعلم أن نفسك هي التي تفعل ذلك. لكن إذا حدث شيء وقلت "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" فوجدتها لم تأتِ مرة أخرى، فيكون هو الذي ألقى نظرة وهرب. متى نقرأ هذه الأحزاب؟ نحن قمنا بإعداد عشرين حزباً وسجلناهم بصوت محمد وسامة، اقرأها في أي وقت واسمعها في أي وقت، فهي مفتوحة على مدار الأربع والعشرين ساعة. هذه من النوافل بشكل يومي، ما تستطيع عليه افعله. وأيضاً حصتك من القرآن، ما تستطيع عليه افعله. هل هناك شيء يُسمى بقراءة الفاتحة بنية التخاطر مع الشيخ؟ يعني هو يظنها
إذاعة كالراديو، سيقرأ. الفاتحة تأتي مفتوحة على الشيخ، يراه في أحواله الخاصة مثل الواتساب. لا تفعلوا ذلك، فهذا خلاف على الله. دعوا الأمر لله. علماً أن الكتاب يذكر طرقاً تقول ذلك وأموراً ليس لنا تدخل فيها. نحن نريد أن نعبد، نريد ماذا؟ "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون". نريد أن نطبق السيرة النبوية، فيها الأنوار المحمدية لسيدنا الشيخ يوسف النبهاني وهي اختصار للمواهب اللدنية للقسطلاني وشرحها للزرقاني. لماذا
نصلي على الملائكة في دلائل الخيرات؟ رداً للجميل أن الله وملائكته يصلون على النبي، فندعو لهم يعني دعوة هكذا. أواظب على أورادي وحزب البحر والصلاة على حضرة سيدنا النبي بكثرة، ولكن عندما يكون لدي مهمة في الامتحانات أو المقابلات أتوتر جداً ويكون أدائي سيئاً على الرغم من الاستعداد التام، كيف أتغلب على هذا؟ يا لطيف مائة تسعة وعشرين مرة. الذكر الخاص بسيدنا ابن بشير. كيف لي أن أكون جسداً في الدنيا ولكن عقلي وروحي متعلقة بالله بالديمومة بالاستمرار؟ الاستمرار في الذكر هو الذي سيؤدي بك هذا ما
أفعله عندما تُذكر الغيبة أمامي: أدعو للذي يَغتابونه. الشخص الذي يَغتاب تقول له: ربنا يهديه، ربنا يرزقه، ربنا يسامحه، ربنا يوفقه. هكذا كان مشايخنا يفعلون. لم يقل فيهديه، لا يخفيه. يا مولانا ماذا يفعل؟ فيهديه، لا يخفيه. هذا يدعو له، يقول لك الشيخ كان يقول يا... يهديه أو يخفيه، وأيضاً إما يهديه أو يهدمه. ولكن هذا لا، نحن قبل ذلك بقليل، هو كان يغتاب شخصاً عادياً، يعني ليس ضده، ولكن ماذا يفعل عندما اغتبت هكذا؟ ادْعُ له. هو يغتاب وهذا الرجل سيئ جداً، فقمت
أنت وقلت: "ربنا يهديك". نعم دعوتَ له. ها هو، ويرزقه، ويغفر له، ويرشده، ويعمل له، وهكذا إلى آخره. قم فهذا توازن، هذا يحتاج إلى رضا، سترضى إن شاء الله. الرضا والتوكل والتسليم من الأسس المهمة التي لا بد لنا منها. فندعو الله سبحانه وتعالى أن نبدأ بداية صحيحة، وأن يجعل الكتاب والسنة هما المظلة السماوية لنا نحن تحتها، ويجعل سيدنا النبي حبيباً لقلوبنا، نعيش به ونموت على شريعته ونبعث تحت لوائه، وأن
نتحاب إخوة في الله. وربنا يتقبل منا ويجعل هذا نوعاً من أنواع عمارة الأرض من خلال عبادة الله وتزكية النفس. ونفسٍ وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها. فنسأل الله التزكية ونسأل الله المعونة ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرقينا وأن يأخذ بأيدينا إليه وأن يسلك بنا الطريق إليه وأن يهدئ بالنا وأن يصلح حالنا وأن ينفع بنا. اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت واصرف عنا شر ما قضيت كل حين ومين إن شاء الله
نجتمع على الخير ويكون اللقاء القادم في نفحة أو شيء مماثل. طبعاً يعني هذا العدد كم طيبة والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، لكن حاضر، سيسهل الله الأمر، وما أن تُفتح الساحة حتى تجدوا كل شيء أمامكم ونعمل منافذ موجودة في البلاد والعباد لمن أراد التزود، وربنا يسهل، لن نقول لا، سنقول: يا رب.