اللقاء العام التاسع | الجزء الثاني | أ.د علي جمعة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. كل عام وأنتم بخير، وندعو الله سبحانه وتعالى ونلتجئ إليه أن يجعل القرآن الكريم في شهر القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همنا وحزننا ونور أبصارنا وصدورنا، وأن يجعله سبحانه وتعالى حجة لنا وليس حجة علينا، وأن يعلمنا منه. ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يعلمنا الأدب معه وأن يسلك بنا الطريق
إليه وأن يوصلنا إلى حضرته وحضرة قدسه، فاللهم يا ربنا تقبل منا وأعنّا واهدنا واهدِ بنا وهدئ بالنا وأصلح حالنا واجمعنا على الخير في الدنيا والآخرة، اللهم يا ربنا. يا كريمُ هذا حالُنا لا يخفى عليكَ وعِلمُ كلِّ ذلكَ بيديكَ، فاسترنا فوقَ الأرضِ وتحتَ الأرضِ ويومَ العرضِ عليكَ، واحشرنا تحتَ لواءِ نبيِّكَ يومَ القيامةِ، واسقِنا مِن يدِهِ الشريفةِ شربةَ ماءٍ لا نظمأُ بعدَها أبداً، ثمَّ أدخِلنا الجنةَ مِن غيرِ حسابٍ ولا سابقةِ عقابٍ ولا عتابٍ. اللهمَّ يا ربَّنا اهدِنا. اللهمَّ اهْدنا فيمَنْ هَدَيْتَ،
وعافِنا فيمَنْ عافَيْتَ، وتَوَلَّنا فيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وبارِكْ لَنا فيما أعْطَيْتَ، واجْعَلْ جَمْعَنا هذا جَمْعًا مَرْحومًا، وتَفَرُّقَنا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصومًا، ولا تَجْعَلْ فينا شَقِيًّا ولا مَحْرومًا، اكْشِفْ لَنا أسْرارَ شَرْعِكَ، وهَيِّئْ لَنا مِنْ أمْرِنا رَشَدًا، يا رَبِّ نَدْعوكَ مُخْلِصينَ بأنَّنا نُحِبُّكَ ونُحِبُّ مَنْ أحَبَّكَ ونُحِبُّ. نبيك، فاللهم يا ربنا اكتبنا في الصالحين، واغفر لنا ذنوبنا، وتجاوز عن سيئاتنا، وكفّر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وآله
وصحبه وسلم. عندما جاء جبريل ليعلم الناس أمر دينهم، فجاءهم في صورة بشرية، وذلك أن رؤية الملك على صورته الحقيقية مع سماع صوته والاتصال به. لا يكون إلا للأنبياء الجمع بين الصورة والصوت، ولذلك فهذا قد انقطع بختم النبوة وختم الوحي وانتهى. ولذلك فمن
خُيِّل له أنه يرى الملك على هيئته التي خلقها الله سبحانه وتعالى عليها، وأنه ذو أجنحة مثنى وثلاث ورباع، يزيد في الخلق ما يشاء. ولما رآه النبي، رأى جبريل يسد بين. المشرق والمغرب، من رأى الملِك ثم كلمه فليعلم أنه مريض نفسياً. سلام الملائكة
منهم عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه وأرضاه، إذا دخل بيته سمع سلام الملائكة: "السلام عليك يا عمران"، فيرد عليهم: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته". كان إذا كان يوجد أحد معه لا يسمع، هو فقط من يسمع. حتى إذا اكتوى، والكي نوع من أنواع العلاج، لكن كرهه رسول الله لما فيه من العنف والشدة والألم، والنبي كان رحيماً بالخلق، فكان لا يحب الكي، وكانت الملائكة تكره الكي. انقطع سماع السلام يدخل عينيه بعدما
اكتوى، فلا أحد يقول له "السلام عليكم" ولا "عليكم السلام"، وعرف أن هذا... مما ينفر الملائكة الكرام فترك الكي قليل، اتحمل قليلاً ألم العصب الذي يكوي، والمهم أن تسمع الملائكة. فرجع السلام عندما ترك الكي، رجع السلام فعرف أن الكي من منفرات الملائكة الكرام. الملائكة تنفر من النار وتنفر من الرائحة الكريهة وتنفر من الكي وتنفر من الكلب وتنفر من النجس عندما... يكون في شيء نجس في البيت فلا تدخل هذا البيت مثل
الخمر والعياذ بالله تعالى وهذه الأشياء القبيحة. يعني ليس أنها حرام فقط، بل هي أيضاً حرام وليس فيها طهارة. النار طاهرة لكن طبيعتهم هكذا، فلا تترك ناراً موقدة في البيت هكذا وتنام، يجب عليك إطفاء النار من أجل الملائكة الكرام. أي أنهم يدخلون ويتجولون ويمشون فيكون فيها بركة، هؤلاء الشباب في هذه الأيام، الشباب المهذبون، الشباب اللطيفون، يقول لك طاقة إيجابية، وهكذا يعني ترك دينه وترك الملائكة والأمور الواردة في الكتاب والسنة والحقائق إلى أوهام الطاقة الهندوسية الخاصة باليوجا والزن وغيرها من هذه
الأشياء. أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ هذا كلام واقعي عندما يُحرّف عن مواضعه يصير شيئاً آخر. المسألة ليست أن يقول ما هو عندي أنا وما عندك أنت وهكذا، ليست هكذا. نحن عندنا ما ذكره الله ورسوله "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" وأنت ماذا عندك؟ بعض الأوهام. لسنا نعرف إذا كانت سحراً أو عفريتاً أو جناً. الجن عندما يربكك. نعم، "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير". لكن ربنا علّمنا أن هناك أناساً يريدون أن يستبدلوا الذي
هو أدنى بالذي هو خير، يتركون ما فيه الخير ويتمسكون بالشيء الذي لا قيمة له، أي المزيف. إذاً هناك... أشياء وعوارض تأتي من كثرة ضغوط العصر الذي نحن فيه. تغيرت الدنيا والجو حولنا امتلأ بما لم يكن فيه من قبل. جاء شخص يُدعى ماركوني هو وزوجته السيدة ماركوني وصنعوا الراديو، وآخر صنع الرادار، والثالث صنع التلفزيون، والرابع صنع ملل الدنيا. هنا موجات صادرة من
أماكن معينة نسميها... ماذا نسميها؟ محطة الإرسال، وأصبحت محطة الإرسال هذه تبث الدليل على أن كل إذاعات العالم هنا حولنا الآن. لو أحضرت تلفزيوناً أو راديو قابلاً لهذه الموجة وفتحته، سأسمع شخصاً يتكلم في لندن والحمد لله الصوت عندنا هنا، ويكون في أمريكا يبث والصوت والصورة عندنا هنا. لقد تغيرت الدنيا وامتلأت بأشياء. عجيبة غريبة! بإذن الله علَّم الإنسان ما لم يعلم. ما هو الذي علَّم ماركوني وأبا ماركوني؟ ربنا سبحانه وتعالى، وفوق كل ذي علم عليم. وقل رب زدني علماً. فربنا علَّم الناس، إنما المشايخ
عندنا شعروا سنة ألف وثلاثمائة وتسعة وستين بأن شيئاً ما يحدث في الأكوان، فجعلوا الذكر بدلاً من... تركه سيدي عبد القادر بالأعداد المرصودة في كتابه؛ يقول: "لا إله إلا الله" ستين ألفاً، ويقول سبحان الله كذا ألفاً، ستة وثلاثين ألفاً، وقول "يا حي" كذا ألفاً. لا بل كله مائة ألف. يعني كان الأمر يشتد وكأننا في حاجة إلى عبادة أكثر، مقاومة أكثر لاشتداد البلاء، فإنكم تجدون. عوناً على الخير وهم لا يجدونه، الأجر للعامل فيهم كأجر خمسين منكم. قالوا: منا أم
منهم يا رسول الله؟ وكيف نحن أيضاً؟ قال: لا، فإنكم تجدون عوناً على الخير وهم لا يجدون. فنحن جئنا في عصر فرصة الذي هو بمثابة "لوكازيون". ما معنى "لوكازيون" بالفرنسية؟ فرصة. نعم، فرصة. لماذا؟ لأنك لو... فعلتُ هذا وتمسكتُ به وسرتُ عليه ودُمتُ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ أدومُها وإنْ قلَّت. قُمْ تحصلْ من الثوابِ والبركةِ والمنفعةِ ما اللهُ به عليمٌ. يبدو أنه أتى بكَ متأخراً ولكنهُ قدَّمكَ، ولذلك ربُّنا لم ينفِ عن هذا العصرِ وجودَ ثُلَّةٍ من السابقين. السابقون السابقون أولئك المقربون في
جناتِ النعيمِ ثُلَّةٌ. من الأولين وقليل من الآخرين أيضاً، أي أنه ثبت للمتأخرين أنَّ فيهم ما فيهم. سيدي جلال الدين الرومي له كتاب اسمه "فيه ما فيه"، يعني الله أعلم بما فيه. "فيه ما فيه"، فتغيرت البلاد بمن عليها، فوجه الأرض مغبر قبيح، تغير كل ذي لون وطعم، وزالت بشاشة الوجه. يقال في كتب الأدب أن الذي قال هذا الشعر هو سيدنا آدم، لا أعرف من أين أتوا بهذه المعلومة، لكنه قال لك إن سيدنا آدم هو الذي قال هذا الكلام عندما قُتل ابنه. اسودت
الدنيا عندما قتل قابيل أخاه هابيل، فاسودت الدنيا في وجه أبيهما، أي أن أحد الابنين قاتل والآخر قتيل. إذا أعدمنا الثاني فسيكون قد أطاع مني اثنين، يعني أيضاً أنها ليست ذات مظهر حسن. فحزن وقال هاتين الكلمتين. تغيرت البلاد بمن عليها، فالدنيا تتغير باستمرار منذ زمن آدم. أول ما جاء آدم وحدثت المشاكل، وكل شيء في أمانة الله، فلا تجلس هكذا، انتبه وخذ حذرك. من البداية وحتى الآن وإلى آخر الدنيا، فبعض الناس يسأل ويقول: أحياناً عندما أبدأ بالاستغراق في الذكر أخاف أن أمر بأشياء لم
أمر بها من قبل، يعني هناك شيء ما أصبح كعالم غامض نحن داخلون إليه، لأنه عندما يستغرق في الذكر يجعلني أكبح نفسي كي لا أخطو إلى حال جديد، كيف أتخلص من ذلك؟ من هذا الخوف تتحقق وتدرك معنى قوله إلا بذكر الله تطمئن القلوب. ربك يقول هكذا، يقول لك بذكر الله لن تدخل في أي شيء من عالم اللا (اللالا لاند) ولن تدخل في أرض المتاهة، بل على العكس، سيطمئن قلبك ويأمن ويسلم. هو يقول هكذا، من هو؟ إنه
سبحانه وتعالى الذي أنت تذكره، فتقول شيئاً. واحدة فقط عندما يأتيك هذا الخاطر "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ثم انتهى الأمر، "إن كيد الشيطان كان ضعيفًا"، هذا كل شيء. يعني أعوذ بالله، اجعلها هكذا. حسنًا، جربها وستجد "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، كل شيء في ذهنك - والله - أين ذهب هؤلاء الأشخاص؟ وكان بعض مشايخنا حتى... لا يقولُ أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم، بل يقول: وهل نحن متفرغون له؟ إنه يأتي متعباً دائماً، وأيضاً يتعامل معه بقوة وتحدٍّ. حقاً إن كيد الشيطان كان ضعيفاً، فثِقْ بكلام الله ثقةً تامةً لا شك فيها. انظر كيف يعلمنا سيدنا هذا الأمر،
ففيه شفاءٌ للناس وخيرٌ عظيم. أحد إخوته أصيبت بطنه بالمرض، فأعطاه عسلاً فازداد مرضاً، فجاء وقال: يا رسول الله، إن أخي مرض فأعطيته العسل فازداد مرضه. فقال له: صدق الله وكذبت بطن أخيك. ما هذه الثقة! لم يدخل معه في حوار أو نقاش أو بيان أن العسل فعلاً من الأدوية التي تُستعمل وهكذا ولا... هكذا هو أبداً قال له هذه حاجة بسيطة، بطن أخيك كذاب. الذي أنا أعرفه كلام ربنا، قال لي إن هذا فيه شفاء، يبقى فيه شفاء خلاص. يبقى هو هكذا.
قال لها: طيب والعلم؟ علم ماذا هذا؟ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ هذا العالم الذي قال لك هكذا هذا رب. رب العالمين هو الذي قال لك هكذا، اعمله بطريقة معينة ووصف له الطريقة. عملها مع أخيه، فخفت بطنه. إنه يعرف منذ البداية أنها ستخف، لكن اليقين يكون عندما تأتيك شيء مثل هذا، شيء بسيط جداً، "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، أو كما يقول بعض مشايخنا: اعمل فتوى وقل له. وبعد ذلك، أنحن متفرغون لك أم ماذا؟ هكذا فقط. طبعاً الذين حولك يظنونه في المجانين، يعني ليس المجنون يُجن، لا يحدث شيء. سيذهب هذا
الكلام. السائل الثاني يقول: أشكو من الإخلاص في العبادات، قديماً كنت أذهب إلى المسجد للعبادة فقط، والآن أذهب إلى المسجد للعبادة ورؤية الأصدقاء، فهل هذا يقدح في الإخلاص؟ أبداً والله ألف. كتب ابن الحاج كتابًا ممتعًا أسماه "المدخل في توجيه النيات"، فإنك عندما تذهب إلى المسجد ناويًا أن تقابل أصحابك لله، وفي الطريق سترفع قشرة موز حتى لا ينزلق أحد فيها لله، وعندما تعود ستشتري للبيت خبزًا من الفرن لله. وذكر - يا لحاله - أن الذهاب إلى المسجد والمجيء فيه يتضمن لا أعرف ستة وخمسين نية. وقال
الصحابة كانوا يفعلون هكذا: ينوون هذه الأشياء كلها. يلبس ثوباً نظيفاً فيقول: "لكي يراني الناس فيسألوني عن حاجتهم فآخذ ثواباً"، ويلبس ثوباً متواضعاً فيقول: "تواضعاً لله". كل شيء ينويه من المباحات. فلو أن الإنسان فعل هذا سيجد الأمر ميسراً، وستجد نفسك ذاهباً. للعبادة وفي نية للقاء الأصدقاء وفي نية لأجل حل المشاكل وإقامة التكافل الاجتماعي وعمارة المسجد، وهكذا ثلاثين أو أربعين نية. ما معنى مقولة أن الله يريد أن يتعرف عليك في كل شيء، حتى تعلمه في كل شيء، ويختبرك
في حال الجمال والجلال والمنع والعطاء؟ كيف هذا والله عليم بكل شيء؟ الله عليم في ذاته، وإنما كنت يا جاهل يا متعب يا حزين يا ميت، غافل طوال النهار. إنك تتعبنا منذ زمن سيدنا آدم حتى الآن، تتعبنا بشكل غريب عجيب. والله، الإنسان حتى سؤاله أعجب من الإجابة، فأقول لك: إن ربنا يريد أن يراك، أن يعلمك. ليس علماً زائداً على علمه الذي لم يكن يعلمه. لا، العلم لا يقتضي سبق الجهل.
العلم، لا، قولي "علم فلان" هذا معناه أنه من الممكن أن يكون كان عالماً قبل ذلك. فإذا عرفت تعريف العلم وأنه لا يقتضي سبق الجهل، ستنحل معك المسألة تماماً وسيكون هذا لظاهر الإنسان ولحقيقته. الرحمن أما ظاهر الإنسان فتقول له هذا الكلام، تقول له إن الله يريد أن يتعرف عليك في كل شيء حتى يعلمك في كل شيء. إذا هذا من قبلك أنت يعني لأنك أنت لا تعرف ما الذي سيحدث غداً، هو يعرف عندما ستتحقق بهذه النازلة ما الذي سيكون، فنقول لك. العبارات
عن ربنا سبحانه وتعالى حتى تصل إلى عقلك الذي هو كالصخرة الصماء التي يجوز الالتئام بها عند السادة الملكية، ولنَنتهِ من هذه القصة. فالاضطراب الحقيقي هو أن تجلس لتقارن صفات الله بما هو مكتوب وتستنتج منها كيف يعلم وكيف لا يعلم، لكن لا نقول هكذا، ما هذا؟ إنه مجرد هوَس. لا داعي لذلك لأن هناك فارقاً بين ظاهر الإنسان وحقيقة صفات الرحمن، فالرب رب والعبد عبد، وهناك فارق بين المخلوق [والخالق]. لا تنسَ ما معنى أن الذي يشاهد الله يرى أقداره السارية في الخلق،
يعني عندما تكون مستحضراً لله وأنه لا يكون في كونه إلا ما أراد، فإن ذلك يهوِّن عليك كل شيء. أي شيء يحدث من حادثة أو مصيبة أو فرح أو خير، كله من عند الله، هو الذي خلقه وهو الذي قدّره وهو الذي أذن به. فعندما تستحضر هذا المفهوم، هذه المشاهدة، هذه العلاقة بين عقلك وبين ربوبية الله وألوهيته سبحانه وتعالى، سيهون عليك العالم. من الذي قال له أسرع هكذا؟ أنا أريد أن أدمره، حسناً. الله تعالى هو الذي خلقه سارقًا، هو مختار للسرقة وهو
مذنب وهو مخطئ، لكن في نفس الوقت لا يعصى الله بلا علمه. ومهّده قليلاً بدلاً من أنني كنت أريد تدمير الشاب السارق. سألته: "لماذا سرقت؟" فقال لي: "لدي مرض السرقة". فقلت له: "هل أنت بحاجة إلى مال؟" فقال لي: "أبدًا، فأنا..." أقول للمليونير: "حسناً، هل تأتي لنتعالج من هذا الداء لأنه يمثل عدواناً على ممتلكات الآخرين، وهذا مما يغضب الله سبحانه وتعالى. لنذهب إلى الطبيب كي يفحص حالتنا هكذا. انظر يا ولدي إلى الحكمة، فالله يؤتي الحكمة من يشاء. أما إذا أمسكته وأخذته إلى السجن وتعطله وما
إلى ذلك، أي تفضحه بالهوية، فهذا ليس من الستر". على مؤمنٍ في الدنيا ستر الله عليه في الآخرة، هذه تأتي من أين؟ من المشاهدة. كيف أمسك نفسي؟ إنه ارتكب معصية كبيرة جداً أمامي، أمسك نفسي بأنني أتذكر ربنا وأنه فعّال لما يريد، وأنه ربما ابتلاني في هذا الذنب ليعرف كيف سأتصرف، فأظهر عبداً ربانياً، فهذا معناه معناه... دعِ الخلق للخالق، كن رؤوفاً ورحيماً. ألا تحب أن يغفر الله لك؟ أنا شخصياً أحب هذا، فالمشكلات كثيرة. أتحب ذلك؟ نعم،
أسأل الله الستر. أنا أحب أن يغفر الله لي، ولذلك نغفر للناس ونتجاوز ونسامح وأمور مثل ذلك. رغم أنني مؤمن بقضاء الله وقدره، أحاول أن أفعل كما علمتنا عندما يأتي البلاء. قل يا حلاوة، أنا قلت هكذا والله، هذا كلام جميل يكون دائماً. فعندما يأتي البلاء قولوا يا حلاوة. يبدو أنني أنا الذي قلت هكذا، إلا أنني أبكي كثيراً وتقول يا حلاوة. لم أعد قادراً يا عيني على إكمال "حلاوة" هذه التي تخصه، لدرجة الشعور بوخزات في قلبي. هل يتنافى هذا مع... إيماني بقضاء ربنا، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال إن
العين لتدمع وإن القلب ليحزن. فذلك الألم الذي يصيب القلب، والقلب المهموم والمغلق والمقبوض، هذا هو شأن الإنسان. لا يحدث أمر وعلينا ألا نقول ما يُغضب الرب مثل "لماذا يا ربنا فعلت هكذا؟". هذا قليل أدب وتجرُّم وقلة ديانة، فلا تقل هكذا يا قلبي. آلمني. ما الذي يؤلمك؟ لماذا؟ ثواب. المهم فقط ألا تتحدث بطريقة غير منضبطة. هذه هي حقيقة المسألة، فأنت على خير، وابقَ كما أنت هكذا. أنت وغيرك قولوا يا حلاوة. طيب، كيف يستوي عندي المدح والذنب؟ بالتدريب، بالتدريب،
وأيضاً بالمشاهدة، بمشاهدة الله. عندما تكون مستحضراً لله في كل الأوقات، بعد ذلك أحد... يمدح فأنت تتذكر بعض ذنوبك فتضحك هكذا، امدح امدح، قل قل قل المزيد، لا يهمني لأنني أعرف حقيقة نفسي وأن كل هذا الكلام الله لا يريد أن يجريه على لسانك فقط، لكنني أعرف حقيقة نفسي. أو الذنب، انظر هل الذي يذنب هذا أنت فعلاً فعلت هكذا؟ الإجابة لا. أتكلم بلا داعٍ، فقل له: تحدث مع نفسك، تحدث مع نفسك. أنا لست هكذا أصلاً. هل يعقل أن يكون الله جالساً يضل فيه؟ وهذا والله حدث مع الجماعة الضالة جماعة الإخوان
المسلمين. والله ما قالوا عني شيئاً إلا وراجعت نفسي: هل هو كذلك؟ هل هناك شيء مثل هذا؟ لا، والله ليس مثل هذا. شيء غريب جداً هذا الذي جعله يقبّل ربنا. أنا أعرف ما فيها، لكن هؤلاء الأطفال كاذبون هكذا. ما هذا؟ إنهم يرضعونهم هكذا. هذا كله كذب في كذب في كذب في كذب. ولذلك ربنا لم يكونوا تسعين سنة ولن يمكنه. مرة كنت أقول لأحد قياداته: "أنت..." لقد أعطيتُكم تسعين سنة وربنا لم يُمكّنكم، خلاص بقى، يعني ما تتوقف عنه، ما تتوقف عنه. قال: لا، فإن نوحاً مكث تسعمائة وخمسين، نوح مكث تسعمائة وخمسين. خلل، خلل، والله، والله
خلل. نحن الآن في زمن نوح؟ هل نحن من أمة نوح؟ نحن من أمة سيدنا النبي، سيدنا. النبي استمرَّ مباشرةً أربعةَ عشرَ سنةً، وبعد ذلك هاجرَ عشرَ سنوات، ثم انتقلَ إلى جوار ربِّه إلى الملأ الأعلى. يا بُنيَّ، كانت هناك جماعة من الجماعات تُسمَّى حزب التحرير. فحزب التحرير هذا جاءَ في يومٍ من الأيام وقال - أو فيما بعد - هذا الكلام الذي نقوله: نحن نريد أن نُعيد الخلافة، متى نُعيدها؟ ليس من الضروري أن نضع موعداً نهائياً أو فترة زمنية محددة للوصول. فالرجل الذي يخصهم، رحمه الله ورحم الجميع،
قال مثل النبي، مثل النبي: سنجلس أربعة عشر عاماً نُعلّم ونثقف، ثم عشرة أعوام نتمكن ونحكم. وهذا معين، ما شاء الله، معقول. ها هو ذا يكون عاقلاً بعض الشيء. ومضى ذلك يوم السبت. مضى عبد المطلب، وهو كان ابن يعني... كان حسيني يصلي دائماً في مسجد سيدنا الحسين. محمد عبد الطالب المغني غنّى قائلاً: "مضى يوم السبت ومضى يوم الأحد، وبعد غدٍ هو يوم الثلاثاء، يعني لم يحدث شيء، وانتهت الأربعة عشر سنة، وانتهت العشر سنوات، وانتهى هذا". فذهبوا مُغيّرين، فقال: "لا، نحن لم نقل هكذا"، وكان لا يزال حياً. الله يرحمه، ماذا قلتُ له إذن؟ لقد قلتَه هكذا، قلتَه هكذا، لكنك تحسبها بشكل خاطئ، أنت تحسبها بشكل خاطئ. لأن ربنا لم يقل لنا
أقيموا الخلافة، لم يقل ذلك. قال: "يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء". فلم يقل، لم يكلفني بإقامة الخلافة، وأنتم تريدون أن تكونوا أنتم الملوك، هذا هو. لم يقل لكِ أيها الذين آمنوا خذوا المُلك، فقد منحهم إياه وهو سبحانه وتعالى كان يمكّن الناس منه بهذا الشكل ليسعى ويجده، لكنك تسعى للمُلك والعياذ بالله تعالى، هذا من شأن الرحمن. النبي لم يقل إن لم يكن في الأرض خليفة، بل قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن... يأتيك الموت وأنت لم يقل لك أحد اعمل جماعة واذهب يعمل تحريراً، وإخواناً وإخواناً، لم يقل أن نجاهد. حسناً، نحن
نجاهد، من الذي قال لك إننا لا نجاهد يا أعمى القلب؟ وهكذا. حسناً، كيف أيأس من نفسي؟ لماذا تيأس من نفسك ولا ترى لنفسك حولاً ولا قوة؟ قوة، لا. هذه مسألة أخرى. لا حول ولا قوة إلا بالله، يعني الفاعل هو الله فقط. الأفضل أن تقنع نفسك هكذا أن الفاعل هو الله. ما معنى "تكلم إذا أردت الصمت واصمت إذا أردت الكلام"؟ هذه أمور تدريبية وليست شرعية، تدريبية بمعنى أن تدرب نفسك على مخالفة النفس، ويذكرون. في كتب الرقائق أن سيدنا عمر سمع أن يهوديًا
يرى من وراء الكثيف، أي يرى الشيء من وراء الحائط، فقال: "لا، ما هذا؟ هذه فتنة، لابد أن يكون معها شيء غريب أو لديه شيء غير طبيعي". فذهبوا معهم السيف بحيث أنه عندما يجده هكذا، هو الحاكم والقاضي. والشرطة أيضاً والمنفِّذ يقتلونه لكي يمنع انتشار الفتنة. فلما ذهب إلى هذا اليهودي في بيته ليُريه ما يريد وهو واضعٌ السلاح بحيث أنه سيُنزَع هذا السلاح هكذا ويصبح فيها كلام، قال له: "يا عمر، جئت لتبطلني وتريد أن نفتح لك الباب؟" فقال له: "كيف يعني أنت تراني؟" قال له: "نعم أراك".
قال له: "حسناً، افتح ولك الأمان". كانت كلمتهم واحدة فَفَتَح. قال له: "ما هذا؟ أنت ترى من وراء الحجاب؟" قال له: "نعم، أرى من وراء الحجاب". قال: "حسناً، أنت إذن خسارة في اليهودية، ألا تأتي وتُسلِم؟ ما الذي يجعلك الآن على دين موسى وقد جاء بعده عيسى، وجاء بعده..." محمد يعني لا ضرورة لها، فقال له: "حسناً، هل يمكنك أن تتركني أفكر وأستشير نفسي هكذا، وأرى ما إذا كان قلبي منشرحاً أم لا لدخول الإسلام؟" قال له: "لا مانع، لا إكراه في الدين، أنت حر". فتركه ثلاثة أيام، وإذا بالرجل يدخل على عمر ويقول
له: "يا عمر، أشهد أن لا..." لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قال له: "الحمد لله، أصبح معنا واحد ممن يراه من وراء الكثير في أمة المسلمين، الحمد لله، ولكن اجلس أنت. كيف تعرفت على الإسلام؟ هل درسته أم سألت عنه أم ماذا كنت بالضبط؟" قال له: "لا أبداً، أنا سائر ووصلت إلى هذه الدرجة." لأنني كلما عرضت شيئاً على نفسي أفعل ما يعاكسها، فيا نفسي لنمشِ يميناً تقول لي: أنا أحب اليمين، فأمشي شمالاً. أمشي شمالاً، فتريد أن أمشي يميناً. أن أسافر فتفضل البقاء، وإن أردت البقاء تطلب السفر. فأعرضه على نفسي، فإذا وجدت نفسي متحمسة
ومشتاقة لشيء، فهذا الشيء عليه علامة استفهام. فعندما عرضت الإسلام عليها، حدث شيء غريب جداً: رفضته ولم ترضَ به. به أبداً، كلما عرضها عليها تنفر وليست راضية. قلت لها: حسناً والله يا بنت الذين لا، سأسلم مخالفة لهوى نفسي. فأسلمت. قال أنه هو فأسلم، فحَسُنَ إسلامه لأنه فعل هذا كله لله، يعني لا يريد هوى نفسه. أفرأيت الذي اتخذ إلهه هواه؟ لا يريد هوى نفسه أن يشوش عليه شيئاً. من علاقته مع ربه فهذه هي تجارب ليست أي عملية شرعية، فذهبوا آخذين منها حكاية أنه إذا أردت أن تتكلم
فاصمت، وإذا أردت أن تصمت فتكلم. وأحياناً تأتي بالعكس معك، فدعك منها، أي لا تجعلها ديدنك. فقد كان يفعلها قهراً للنفس، فإذا كان من هذا. فيما يخص هذا الموضوع، فلا بأس. ما رأي فضيلتكم في علم الأوفاق، وهل يجوز اعتباره من المجربات والعمل به؟ وكذلك كتب الشيخ البوني مثل شمس المعارف، وكتب الفلكي عبد الفتاح التوخي. يعني أنت أضفت هذا السؤال في النهاية. البوني هذا من المشايخ الكبار، والأوفاق تحدث عنها كثيراً الإمام الغزالي وهي علم. موروث ممن قبلنا يعني أننا لسنا نحن الذين صنعناه، هذا علم عندما دخل المسلمون أقطار الأرض فذهبوا إلى الروم وذهبوا إلى الهند وذهبوا
إلى البربر وذهبوا هنا وهناك، أي وجدوا هذا العلم، وهذا علم يقال إنه موروث من هرمس الهرامسة وهو سيدنا إدريس، وهناك في البخاري أول من خط بالقلم نبي فمن وافق خطه. خطه فذلك يعني سيحقق نتيجة، وفي رواية أخرى خارج البخاري أن إدريس هو أول من خط بالقلم. فهذا العلم هو في الحقيقة ليس من إنشاء المسلمين، بل هو موجود قبل المسلمين بكثير، حتى أن أرسطو وأفلاطون تحدثوا عنه. وهو له واقع، وواقعه أنك كلما اطلعت عليه كلما ازددت إيماناً بالله. لم يخلق الله المسائل بسيطة هكذا،
بل خلقها في غاية التعقيد والتركيب حتى تقر بالألوهية والربوبية فتخر لله ساجداً. أي أنك لا تستطيع بعد اطلاعك على هذه الأشياء أن تنكر أن الله خلق النجوم وخلق مساراتها، وخلق الإنسان وخلق أحواله، وكل هذا مرتبط بعضه ببعض، ومرتبط الأمر بين العدد والحرف والرياضة. يبدو أن فيثاغورس أدرك هذا فآمن بالله، قال: "لا يمكن أن يكون هذا التركيب المعقد غاية التعقيد".
كلما تعقدت المسألة كلما عرفنا أن وراءها حكيماً، أن وراءها عليماً، أن وراءها قوياً. لا يمكن أن تكون صدفة. صدفة ماذا؟ هذا ترتيب. وجدنا ديواناً ففتحناه لأنه ديوان امرئ القيس، وبعد ذلك فتحنا... القصيدة لأنها المعلقة "قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها". ما هذا؟ ماذا يقول؟ وبعد ذلك اتضح أنه وقف واستوقف وبكى
واستبكى وذكر الحبيب والدار في شطر بيت. ما هذا؟ إنها معقدة جداً. خفي وقف واستوقف نبكي بكى واستبكى من ذكرى. حبيب ومنزلي وذكر الحبيب والدار بسقط اللوى بين الدخول فحوملي يعني من الدؤلي الهندسي إلى العجوز الحاجة، هكذا لم يستطع أن يكمل. وبعد ذلك قال لي شخص: "على فكرة، لهذا الكتاب قصة"، فسألته: "ما قصته؟" فأجاب: "قصته أنه كان في مطبعة فحدث زلزال بقوة ستة ريختر، فاختلطت الحروف ببعضها". هكذا وسقطت على الأرض فصنعت هذا
الدوّان وبعد ذلك دخل أحد أو لم يدخل أحد، هي الوحدة هكذا لأنها طارت في السماء وذهبت لتطبع على الورق، وبعد ذلك أخذوه أو لم يأخذوه، لم يأخذه أحد، إنهم ورَّقناهم يطبق بعضه على بعض هكذا حتى خرج هذا الكتاب الله، فقلت له يعني هذا ما لا يوجد أحد أبداً، لا يوجد شاعر، ولا ناشر، ولا طابع، ولا مجلد، ولا أي شيء. إنه ليس موجوداً. فهذا شأن السفاهة التي تقول لك إن هذا الكون بتركيباته وتعقيداته وأحواله وما نراه، ليس
وراءه الله. أقم الدليل على أن هناك الله، حسناً أقم. أنت الدليل على أنه غير موجود، الله أظهر من الدليل وأظهر من الكائنات وأظهر من هذا اللعب كله. فالله إذًا، يعني علم الأوفاق هذا يعلمك شيئًا أن هناك مسألة غاية في التعقيد وراء هذا الخلق، جعل الله العلاقة فيها بين سير الكواكب وبين الأرقام وبين الحروف وما
بين التراتيب. تجعلك تخر ساجداً لله وتقول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. شيءٌ فوق الوصف، فكل العلوم لها هذا الجانب، لكن تبقى الاستخدامات. فنستخدمه في الشر، نستخدمه في الأذى. هو نافع على فكرة وأتى أُكُلَه وثمرته، لكن يبقى حراماً ما هو العلم الذي تستعمله في الأذى. علمٌ أيضاً، لكنه سيكون حراماً. فعلم الأوفاق من العلوم التي تترجم الكون وتبين قدرة الله سبحانه وتعالى غير المتناهية على الخلق،
وأنه فعَّالٌ لما يريد جلَّ جلال الله. يقول: "قل تعلقي بالله وبسيدنا النبي وبالشيخ"، وكذلك غير منتظمٍ بالأوراد. حسناً، لماذا لا تنتظم؟ حسناً، ماذا سأفعل لك؟ شخصٌ ذهب إلى الطبيب. أعطاه الدواء فلم يرض أن يأخذه. ذهب إليه بعد شهر وقال له: "يا مولانا أنا متعب". فقال له: "ألم تأخذ الدواء؟" قال له: "لا والله، لقد أحضرته ومشيت عليه كما قلت لي". قال له: "كيف؟ هل أخذت هذا ثلاث مرات؟" قال: "لا، لقد وضعته على الأرض ومشيت عليه". ارجع إلى الأوراق. الثانية لا ترجع إلى الدَّورة الثانية. هي جيدة وحسنة والله. السبحة التي أخذتها من
مولانا ضاعت، فهل هذا معناه أن الله لا يرضى عني وأن الشيخ غاضب علي؟ لا، ضياعها معناه أن تذهب إلى الشيخ ليعطيك واحدة أخرى وانتهى الأمر. نعم، أنت لم تأخذ. يقول: أنا لم آخذ. حسناً، أنت لم تأخذ في المرة الأولى، دعني أرى. هذه الخَرَزة (أو القطعة) تأتي لتأخذها مباشرة وسترتديها هكذا، نعم، ليس هنا حيث المسابح، لا. قل لهم أعطوا لهذا الفتى سبحة. نعم، لو أنه جريء. هذا الفتى ليس معنا للعلم، إنه
مجرد زائر، إنه زائر فقط جاء ليشاهدنا، يعني يستخدم عقله. سنعطيه سبحة وكل شيء وسأحضره لاحقاً إن شاء الله، حسناً. أحزاب الإمام الشاذلي فيها بعض الأحزاب لكل يوم، ولكن توجد أيضاً أحزاب مثل الإشراق والتواصل والحجب والحمل وما شابهها، فمتى أقرأها؟ وهل يجب الإذن لقراءتها؟ لا، كل أحزاب سيدي ابن الحسن، ما دمت دخلت الطريقة، فأنت مأذون فيها من غير إذن جديد، وتقرأها متى شئت، يعني أحياناً تجد قلبك في هذا الحزب. أريد أن تقرأها كل يوم، اقرأها كل يوم، لا يحدث شيء مرتين في اليوم، مرتين في اليوم كلما جاء الهم كذلك وهكذا، فما معنى ذلك؟ نحن شاذلية، هل المعنى هكذا أن الأحزاب ليس فيها إذن؟ نرى
إصرار بعض السيدات في المسجد على حضور خطبة الجمعة والمجالس في فضيلة وهن حائضات. هل من الممكن أن يصعدوا إلى الأعلى وتُعتبر هذه الشرفة كأنها خارج المسجد؟ أشعر بضيق شديد يقترب إلى درجة الاكتئاب وعدم القدرة على الخروج منه، ويؤثر على ذاتي بالسلب وعلى أدائي لواجباتي، وأنام كثيراً هروباً من كل شيء. هذا يستلزم أن تعرض نفسك على الطبيب النفسي، فهذا لا علاقة له بما نحن فيه. هناك دعوة للعلاج، فهذه مظاهر اكتئاب موجودة لأن كيمياء المخ زادت أو نقصت، فتسبب هذا السوداوي كما سماه الأطباء قديماً "السوداوي" الذي يسمونه الآن الاكتئاب. أما بخصوص حديث
"أجعل لك" أو "اجعل لك صلاتي كلها"، إذا كفى، فهل لنا أن نجعل كل وِردنا وصلاتنا على النبي عندما نكون نمشي؟ في الأسماء وما إلى ذلك، ليس الآن، عندما تنتهي يمكننا أن نفعل هكذا. ما حكمة الأئمة في إدراك أنواع أخرى من الذكر؟ التنوع يبني العلاقة بينك وبين الله. سؤالي عن علم الطاقة، هل هو فعلاً حقيقي؟ هو حقيقي لكنه ملوث. علم الطاقة عندما دخل المسلمون القدامى البلاد، أخذوه ودرسوه وصنفوه وما إلى ذلك وظهرت. لنا هذه الطرق التي ينكرها النابتة. أعمل وأرجو، أعمل العمل وأرجو فيه وجه الله، ولكن في أثناء
ذلك تحدثني نفسي بما يقوله الناس. لا يحدث شيء، الخواطر لا يخلو منها أحد. بعض التصحيحات اللغوية المنتشرة على مواقع التواصل: "مفطر" وليس "فاطر"، يعني نقول "مفطر" على الشخص الذي ليس صائماً وليس. فاطر لأن فاطر السماوات والأرض يعني منشئ السماوات والأرض كثير. قد تصل إلى حد العبثيات كمبارك ومبروك. لا، مبارك ومبروك ليست من العبثيات. مبارك يعني أهنئك، لكن مبروك الجمل عندما يبرك يكون مبروكاً، فلها معنى. يعني أليست العادة محتَبة والمعروف عرفاً كالمشروع شرعاً؟ لا، ليس في هذا الاستعباط أنت
الآن. أتتظاهر بالغباء تظاهراً أحمق لأن هذه الأشياء مفطر وفاطر ومبروك ومبارك وهكذا، هذا تحسين لما هو الأفصح. الأفصح في اللغة هو هكذا، لكنها ليست قضية في بعض الأحيان. لا تكون قضية، فعندما يأتي ويقول لا، لا يوجد طبيعي في طبعي، لكن لا، مجمع اللغة درس كل هذه الأشياء في الثلاثينيات وقبلوها. في مجلته ونشر كثيراً منها، لكن الأمور ليست هكذا، والله تعالى أعلى وأعلم. نعم، رضي الله عنكم
يا سيدنا. ما هذا؟ هناك أمر يستدعي الاهتمام. امرأة تريد دعاءً في أمر خاص، فندعو الله لها بالتيسير إن شاء الله. وفقكم الله وجمعنا على الخير في الدنيا والآخرة، ولا تنسونا من صالح الدعاء.
دعاؤكم في خلواتكم وجلواتكم، ونصلي على سيدنا النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم. ومن أراد أن يكثر من الصلاة على النبي فلديه النهار طويل، "إن لك في النهار سبحًا طويلًا"، فليصلِ عليه في النهار بما شاء حتى بلا عدد، عليه الصلاة والسلام.