اللقاء العام السادس | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعل مجلسنا هذا في ميزان حسناتنا يوم القيامة وأن يجعله من مجالس العلم ومن مجالس الذكر التي يرضى الله تعالى عنها وتحفها الملائكة وتغشاها الرحمة وتنزل عليها السكينة إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير اللهم آمين، وفي لقائنا هذا نحاول أن نتكلم
عما يجيش في الصدور في الطريق إلى الله سبحانه وتعالى، حيث يريد الإنسان رضا الله وأن ينتقل من دائرة سخطه إلى دائرة رضاه، وأن يمن الله سبحانه وتعالى عليه بفتوح العارفين به. فاللهم يا ربنا اشرح صدورنا. واستر عيوبنا واغفر ذنوبنا ونور قلوبنا ويسر غيوبنا وأنزل علينا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا وتحبب في قلوبنا
الإيمان وتكره عندنا الكفر والفسوق والعصيان فاللهم يا ربنا اجعلنا من الراشدين ومن المتقين ومع القوم الصادقين يا أرحم الراحمين وطريق الله كما لا يخفى على أحد محاط بالذكر والفكر وطريق الله مقصوده الأجل هو الله، فالله مقصود الكل. وطريق الله لا بد فيه من الإخلاص، "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، "مخلصين له الدين ولو كره الكافرون". وطريق
الله يحتاج إلى الصبر حتى تصل إلى تلك الدرجة العالية، "إن الله مع الصابرين". وطريق الله... ملتفت فيه لا يصل، ولذلك إذا حدثت الإشراقات واطمأنت القلوب وظهرت الكرامات وكثرت الرؤى الصالحة يراها العبد الصالح أو تُرى له، لا نلتفت، لا نلتفت، لا نلتفت، لا نلتفت. لا نيل أنوار ولا لشيء سوى الله. كل ما ذكرناه من
نعم الله، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، لا نقف. عندها ولا يتعلق قلبنا بها ولا نلتفت إليها ونسير ومقصودنا الله وهو يستحق من عظيم فضله وأننا قائمون به بالإمداد والإيجاد والاستعداد فهو يستحق منا أن نشكره بالليل والنهار ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون فالحمد
لله على نعمة الإسلام الإسلام فريد وحيد هو دين الله الخاتم وهو الكلمة الأخيرة التي أراد الله أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور بها ووفقنا من غير حول منا ولا قوة إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء فنعمة الإسلام على رأس تلك النعم فالحمد لله الذي جعلنا من غير حول منا. ولا قوةٍ مسلمين ومنّ الله علينا بها فلا نتكبر بها على الخلق بل نجعلها سبب سعادة للعالمين "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" فهو
صلى الله عليه وسلم الإنسان الأتم الأكمل الرباني الذي أمرنا باتباعه "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا، فالحمد لله أن جعل سيدنا صلى الله عليه وسلم شاهدا علينا، وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات أن
أرشدنا إلى العلم. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وأطلقها فلم يقيدها. يعلمون ماذا؟ كل من يعلم هو فوق كل من لا يعلم عند الله في أي مجال وفي أي شيء وعلى مر الزمان والمكان، وفوق كل ذي علم عليم. وقل رب زدني علماً، فالعلم لا يعرف الكلمات الأخيرة. يسأل بعض... الناس عن مفهوم الخدمة، ومفهوم الخدمة اتخذه الأكابر من أهل الطريق سلوكاً يترقى به الإنسان، ونشاطاً
تجتمع عنده القلوب. ومفهوم الخدمة أن تعطي من وقتك أو من علمك أو من مالك أو من كل ذلك شيئاً لتخدم به الناس، وإن قل وإن كان في الظاهر أمراً بسيطاً، ولكن لا بد. أن تنوي به خدمة الناس، وأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، هذا هو مفهوم الخدمة. وكثير منا يشتغل بالذكر والعبادة ويرى أن يكف
نفسه عن الناس، وهو أمر ليس بالكامل ولا بالأتم، فإن مخالطة الناس والصبر عليهم أعظم عند الله درجة ممن اعتزل وقصر نفسه على نفسه وفر من الفتن. وهذا ما أخرجه البوستي في العزلة. نعم للعزلة فوائد، ومخالطة الناس أشد فائدة، وللعزلة وقت، وهي علاج في بعض الأمور، لكن مخالطة الناس
لها التأييد الأتم عند ربنا، ولها الفضل الأكبر عند خالقنا، فلا نضيع ما كان أعظم بما هو أدنى وأقل. فيسأل بعضهم: نحن في طريق الله، هل نتفرغ؟ قدر المستطاع مما لا حاجة لنا به الآن من عمل ودورات علمية لنعبد الله ولنزكي النفس، كل عمل صالح من عمارة الدنيا ومن تزكية النفس بالنية يتحول إلى عمل يرضي الله، فتكون في بحبوحة رحمة
الله وترى تأييد الله لك بالليل والنهار وتُحَل المشكلات، نحن لسنا ممن ينسحب من هذه. الحياة الدنيا إلا لمرض أو لعرض أما الانسحاب فليس هو أصل العمل وإنما مخالطة الناس والسعي في خدمتهم وتحصيل عمارة الأرض وتزكية النفس على قدر المستطاع والاشتغال بالذكر والتفكر هو أصل طريقنا إلى الله سبحانه وتعالى ولذلك فالأمر واضح نعم ولكن نعم هناك من يضعف ولا يستطيع ويقول فيه سيدنا فيما أخرجه البخاري في صحيحه: "خير مال
المرء غنيمات يتتبع بها شعف الجبال ومواضع القطر، يفر بدينه من الفتن". فهو ضعيف، والمؤمن الضعيف خير وأحب عند الله من الكافر، ولكن المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف. ولذلك قال: "وفي كل خير"، يعني القوي أفضل وأقرب، لكن إذا... وصلنا إلى مرحلة الضعف والخوار فيجوز لك على سبيل معالجة النفس أن تعتزل مؤقتاً وأن تغيب بنية الرجوع وأن تذهب بنية العودة حتى يتم لك الأمر وحتى يرفع الله سبحانه وتعالى عنك البلاء. هذا
المدخل مدخل المخالطة ومفهوم الخدمة ينبغي علينا فيه أن نكون كالجسد الواحد وسيدنا أمرنا المؤمن كالمؤمن. كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وقال كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. فنريد أن نكون كالجسد الواحد، ومن هنا فإن صاحب الحاجة ومن تضيقت عليه حياته ينبغي أن يشير ولو بعفة نفس، ولو بإشارة لا بعبارة، أنه محتاج للمساندة. يحسبهم
الجاهل أغنياء من التعفف فنريد. أن يكون هناك قادر وأن يكون هناك حاضر والقادر يعطي الحاضر حتى من غير طلب وتكفي الإشارة عن العبارة. نريد أن ندخل في تنظيم ذلك حتى يتم بصورة سلسة، ولذلك سيُعرض عليكم في قابل الأيام بعض النظم التي إذا رأيتم أنفسكم فيها وقلوبكم معها فشاركوا، فإن ذلك مراده التكافل والتعاون. كما أمرنا الله: "وتعاونوا على
البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان". هذه اللحمة نريد الوصول إليها، فإن استطعنا فبفضل الله، وإن كانت الأخرى فإنا لله وإنا إليه راجعون. نبدأ مرة ثانية وثالثة ورابعة، ولا نيأس لا من أنفسنا ولا من فضل الله علينا. فإذا رأى الله منا ذلك وفقنا. حتى من أول مرة وإخلاص النية أمر مطلوب. يسأل قائلاً: هل يصير المريد في مرتبة النفس الراضية ثم يرجع إلى الأمارة مرة أخرى؟ هناك ما يسمى بالمقام وهناك ما يسمى بالحال، ودوام الحال من المحال،
فالحال عرض يتقلب ولا يبقى زمانين ولا يقوم بمحلين. ولذلك إذا أتى الرضا ثم ذهب فهو... من الأحوال وليس من مقام النفس الراضية، هو يظن لأنه كان راضياً مطمئناً أياماً عدة أنه مقام، لكنه ليس مقاماً ما دام قد زال. الراضي يرضى أبداً، فإن القلب إذا سجد لا يقوم، والرضا يستلزم التسليم، والتسليم يستلزم سجود القلب. القلب سجد فكيف يقوم مرة أخرى ويتقلب على الأحوال؟ فإذا تبرمت بعد رضا شهور
وسنين، فهذا لم يكن مقامًا بل كان حالًا، ودوام الحال من المحال، فالحال يتغير والمقام يبقى ويستمر. فإذا رأيت في نفسك هذا زوال الحال، يعارض أن الله إذا وهب ما سلب، هو لم يهب أصلًا حتى يسلب. عندما يهب، يهب المقام، أما هذه الأحوال فتنقلب. مراد الله في خلقه، ضاق علي الوقت فهل أقدم الذكر أو أقدم
العلم؟ النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فوجد فيه حلقتين: حلقة تذكر الله وحلقة تتعلم العلم، فقال: "هؤلاء على خير وهؤلاء على خير، وإنما بعثت معلمًا" وانضم إلى حلقة العلم. من أنت؟ إذا كنت طالب علم فوردك. تحصيلك يعني أنت في الأزهر وتجلس تدرس نحواً وصرفاً وبلاغة وأشياء من هذا القبيل، انجح، هذا هو عملك. أما إذا كنت من العاملين،
يعني موظفاً أو مهندساً أو محاسباً، ودخلت ووجدت الذكر والعلم، فانضم إلى الذكر، فإن هذا رضا بما أقامنا الله فيه، فكن حيث ما أقامك الله، ولأن النبي. صلى الله عليه وسلم أقامه ربه في العلم وجعله مدينة له "أنا مدينة العلم وعلي بابها" فكان مدينة للعلم فتح عليه فتوح العالمين. كان صلى الله عليه وسلم لا يكتب وعلى ذلك
فلا يقرأ، ولكن كان عالماً بكل شيء في كل شيء صلى الله عليه وسلم، ولما علم علم الحقيقة. على ما هي عليه، ومن علومك علم اللوح والقلم، أي من جنس علوم اللوح والقلم. اللوح والقلم مكتوب فيهما علم حقيقي، علم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. إنه جنس علم النبي من هذا النوع، وهو "ومن علومك علم اللوح والقلم". فظن بعضهم من النابتة، أي بعض... علومك علم اللوح والقلم، فظن المسكين أننا نصف النبي
بعلم يفوق علم الله، والغباء لا نهاية له والله. ومن "جنس علومك علم اللوح والقلم" تحولت عنده في ذهنه المريض أن "من بعض علومك علم اللوح والقلم". ثانياً، أتظن يا مسكين أن ما في اللوح والقلم هو منتهى علم الله وما؟ قدر الله حق قدره، يقول الشيخ القليوبي: واطلع أهل الله على ما في الكتاب فوجدوه عشرة أسطر. الكتاب الذي هو محتوٍ على كل شيء، هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، ووجدوا ما عملوا حاضراً، ولا يظلم ربك
أحداً. قال: الكتاب هذا في عشرة أسطر فقط. ما هو الكتاب الكبير أصبح شيئاً آخر، ملايين ملايين ملايين السنين الضوئية في عشرة أسطر فقط. الشيخ القليوبي هو الذي أخبرنا بذلك. طبعاً النبتة لا علاقة لها بالقليوبي ولا علاقة لها ولا تسأل عنه، مسكين، ولكن انظر إلى عشرة أسطر. حسناً، علم الله لا يتناهى أصلاً، إنه لا نهاية له. لعشر سطور ولا عشر آلاف ولا شيء ما نفدت كلمات الله. خلاص أغلقها وجعل علم الله لا يساويه شيء. فلو كان النبي حفظ العشر سطور
وأصبح حافظاً عشرين سطراً يعني قطرة في علم الله، معناه هكذا. اجعلها جنسية ومن جنس علومه علم اللوح والقلب، اجعلها ماشية. وماذا يعني النبي كان... حَفِظَ عشرين سطراً والكتاب عشرة أسطر، فعلم الله إذاً كم هو؟ ليس له قدر، ليس له قدر، ليس له قدر، ليس له نهاية. إذاً ليست هناك مقارنة، وهناك فارق بين المخلوق والخالق، والرب رب والعبد عبد، وهناك فارق بين المخلوق والخالق. وانتهينا، إذاً فالنابتة كلامهم
شغب لا علم ولا فكر. ولا تقوى، لا العقل يعمل ولا القلب يعمل، ولذلك نقول إنه مسكين، مسكين بكل معنى الكلمة، يعني معدم في تفكيره وفي قلبه وفي منهجه وفي طريقة الوصول الى الحق والحقيقة هو صاحبنا ده، يقول: هل يجوز ان نتلقى الطريق عن طريق
وسائل التواصل الاجتماعي. كل ما جاز عقد العقد به يجوز أخذ الطريق به. ما دام يجوز عقد الزواج وعقد البيع وعقد الشراء بالهاتف، فيجوز. أخذ الطريق بالهاتف، فإذا كان يجوز عقد الهبة وعقد الوصية وعقد الشركة وعقد العمل عبر الفيسبوك، فإنه يجوز كذلك أخذ الطريق عبر الفيسبوك. هذه هي القضية: إنه عقد وعهد بينك وبين الله، فكلما أجاز الفقه فيه استعمال تلك الوسائل، فإنه يجوز
به استعمالها في تلقي الطريق. هل الأفكار لو كانت خبيثة تعطل الصوفي من سيره؟ ولا الهوى لأنه الواردات والخواطر لم ينجُ منها أحد حتى الأنبياء، وتقرأ في سورة الحج "إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته" يعني النبي من هؤلاء يتمنى شيئاً فيأتي الشيطان معاكساً له بتلك الإلقاءات حتى يقاومه فيُكتب عند الله مخلصاً. يعني لماذا هكذا؟ ربنا خلق الكون هكذا، خلق الإنسان وخلق إبليس وقال.
لهم كلكم انزلوا إلى الأرض واعملوا بهذا العمل. إبليس يوسوس ويخنس والإنسان يتدبر ويتفكر ويقاوم. قم أنا آخذ ثواباً وإبليس يأخذ عقاباً. لماذا تريد أن تحرمني من الثواب؟ فهو يلقي ما يلقي وأنا أقاومها وآخذ ثواباً وأخرج منها فائزاً. فمن زحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز. تُزحزح كل فترة وتكتشف شيئاً. فتُبعدك هكذا عن النار. يقول: انقطعت عن شيخي لسبب خَفِيَ عليَّ، فانقطعت تدريجياً
عن الأوراد والمذاكرة لمدة سنتين، ثم وفقت للتواصل معه ثانيةً. فهل أستكمل أورادي كأن شيئاً لم يكن، أم أبدأ في الأوراد كما نبدأ من أول الطريق حسب المدة التي انقطعتها؟ فلو كانت مدة في عرف... الناس كثيرة فعليك أن تعيد من البداية، وإن كانت المدة في عرف الناس قليلة فعليك أن تكمل. حسناً، الكثير والقليل هذا بماذا نضبطه؟ أو ما هو الكثير والقليل في عرف الناس الآن؟ عندما تكون ثلاثة أو أربعة أو خمسة أشهر يبقى تكمل لكن عندما تكون سنتين فتكون
قلة حياء فعلينا أن نبدأ من جديد. لأن الذي صنعناه أهدرناه، وعندما نهدر ما صنعناه، نعود مجدداً لنملأ من الصنبور مرة أخرى. فالضابط في هذا الأمر هو الكبر والصغر، فقد يمكث المرء ثلاثة أو أربعة أشهر في المستشفى تحت العلاج، لكن الغالب أنه لا يمكث سنتين أو ثلاثة. ولكن عندما نذهب إلى مستشفى دار الفؤاد، نرى كم من الوقت مكث أكثر مريض هناك. لأنه يكتب للمريض في أثناء مرضه ما كان يفعله في حال سلامته، فتجده ثلاثة أو أربعة أو خمسة أشهر على الأكثر يكون كذلك. يكون ثلاثة أو أربعة أو خمسة أشهر على الأكثر. إذا
زادت عن ذلك وأصبحت سنتين وثلاثة وما إلى ذلك، فلا، نحن لا نمزح. عليك أن تعيد مداوم وكلما أحاول أن أتخلى عنه وأعقد الأيمان والوعود مع الله أعود وأنتكس، وهذا يسبب لي ضيقاً شديداً جداً وعدم رضا عن النفس. فما نصيحة حضرتك؟ العفاف أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء. كثير من الناس لا يبالي بما يأكل ولا من أين يأكل، فحاول أن تعود مرة أخرى إلى
ضبط الأكل. وضبط الأكل أن يكون من حلال سواء كان المصدر أو سواء كان نفس الطعام. نفس الطعام حرم عليك الخمر والخنزير والميتة واللحم إلى آخره، والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع، ليس هناك إلا ما ذكيتم. هذه الأشياء التي حرمها ربنا نبتعد عنها سواء في دائرة الحرام أو في دائرة المكروه. في دائرة المكروه أن تكون مسافراً وأمامك لحم لا تعرف إذا كان مذبوحاً شرعاً أم لا، يُكره أن تأكله لكن يجوز
لك أن تأكله مع الكراهة. فلا تبادر ولا تستهين بهذا، وامتنع عن هذا تعففاً. كلما تعففت في الطعام، كلما رأيت ذلك في سرعة استجابة الدعاء. رُبَّ أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغُذِّيَ بالحرام فأنى يُستجاب لذلك. أما أكل الحلال فهو يُنشئ معونة على الطاعة ومعونة على التأييد والرعاية والعناية، ويسبب العفاف.
كثير من الناس يشكون تقلب قلوبهم أو قلوبهن، فالفتاة تأتي وهذا ليس لواحدة ولا اثنتين. ولا واحد ولا اثنين ولا يفتكر كل واحد أنني أتكلم عنه ويقول لي هكذا يا مولانا فضحتني، ما كلكم مفضوحون، نحن سنضحك على بعضنا، استر يا رب. أنا أحب واحدة معنا في الطريق، أنا أحب المقدم الخاص بي، أنا أحب شخصاً لكنه لم يقل شيئاً في الحقيقة، لكنه هو أنا قارئة عينيه أنا أعرفه جيدا
جداً. لا يا بنات، الشاب قال لكِ: "أنا سأتزوجك" وخلى بك يعني يكاد نعم، أنا جالسة أمامه هكذا، فأرسل لي رسالة من عقله وقال لي: "الله". طيب، وما سبب ذلك؟ إننا استهنّا قليلاً بأكل الحلال، سيدي ابن حجر الهيتمي يقول في الفتاوى أنه بالتتبع والاستقراء تبين لنا أن الناحية أو البلد أو القرية أو الحي
التي يكثر فيها الصالحون سبب ذلك أكل الحلال، أو يقل فيها الصالحون فسبب ذلك أكل الحرام. يقول ذلك في الفتاوى الحديثية. ملاحظة في غاية الأهمية أن العفة والصلاح والتقوى ومعونة الذكر والسير. في الطريق تستلزم منا أكل الحلال، فإذا ضبطنا أنفسنا ستجد أن العوارض القلبية هذه مثل أحبه ويحبني وأنتظره وينتظرني قد ذهبت، ووجدت نفسك تستأنس بالله.
فهذا ما أشار إليه سيدنا عندما قال: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم". قلة الطعام وفي قلة الطعام سيطرة وباب تدخل منها. إلى العفاف فعليه بالصوم فإنه له وجاء. يبقى إذا كان الحل معنا يجب علينا جميعًا رجالًا ونساءً، بناتًا وصبيانًا، وفتيانًا وفتيات،
شيوخًا ومريدين أن نشتغل بالأكل الحلال. "كلوا من طيبات ما رزقناكم واعملوا صالحًا"، وكأن أكل الحلال أولًا حتى تتمكن من عمل الصالح، وهذا كلام ابن باديس في تفسيره قال. وقدم الأكل الحلال على العمل الصالح لأنه سببه، لأن الأكل الحلال سبب العمل الصالح. الرجل رآها، رآها منيرة هكذا، فينبغي علينا أن نتمسك
بهذا الأصل وألا نستهين به، فقط لأن ما هذه القصة السخيفة التي نعيش فيها تهدأ وتنتهي، لكن فعلاً هناك شيء خاطئ، ما هذا؟ الصحابة كان يحدث. لهم هذا يعني واحد في المائة ألف يعني لا شيء، لكن هكذا كل يوم، كل يوم عشرون ثلاثون حالة، فيكون إذا هناك شيء خاطئ. ما هو؟ نرجع إلى سادتنا العلماء، فسادتنا قالوا لنا أكل الحلال. يكون أكل الحلال وإن كان مأمورًا به إلا أنه في غاية الأهمية، مهم لأنه سيترتب. عليه السير
في طريق الله، ورُبَّ أشعث أغبر هناك، أشعث أغبر لن يُستجاب له، ورُبَّ أشعث أغبر لو مدَّ يديه إلى السماء وأقسم على الله لأبرَّه. لماذا لا يرضى أن يأكل الحرام؟ لا لأصالته ولا لذاته. فمن لازم ذنباً لا ييأس، وفي الحديث: "لكل مؤمن ذنب لا يفارقه، يرجع إليه الفينة بعد الفينة". بعد الفترة التي يمر بها صاحبنا الذي يسأل، حيث يرتكب المعصية ثم يتوب
ويندم ثم يعود إليها مرة أخرى، ويظل يتعثر هكذا حتى يموت، إنه مفتون أي واقع في فتنة، وينبغي عليه أن ينسى ذلك التكرار حتى لا ييأس ولا يقنط. يحدث له إحباط ثم يعود بسرعة إلى التوبة، وفرّوا إلى الله. أنا في مرحلة الذكر بالاسم المفرد، فرشح لي كتباً
تفهمني أكثر معنى التصوف. التصوف مبناه أساساً العمل والعلم بعد ذلك، يعني عمل ثم علم. فاشتغل اشتغل حتى تنتهي، أنت ما زلت في الاسم المفرد، ماذا ستقرأ في... التصوف وتقرأ لِمَ التصوف؟ ليس هو مجموعة من المعلومات، التصوف الذي نقوله هذا اجتهاد في العبادة، قلة في الطعام، قلة في المنام، قلة في الأنام، قلة في الكلام. وبهذه الأربعة التي وضحها لنا أهل الله عبر القرون، القلة في
أربعة: قلة الكلام ألف فيها ابن أبي الدنيا كتاب الصمت. كتاب كبير مثل هذا قد طُبع وجُمع فيه كل ما دعا فيه النبي إلى الصمت، وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ إذا رأيتم الرجل أوتي صمتاً فاعلموا أنه تنزلت عليه الحكمة، يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً. البنات يسألن: لماذا انتم مطضهديننا؟ لماذا مطضهدينكم كفى الله الشر ، قال لك ما هم بيقولوا "كمُل من الرجال
كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع: مريم، وآسيا امرأة فرعون، وخديجة الحبابة، وفاطمة عليها السلام". والرجال كمُل منهم أناس كثيرون جداً، منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص. لماذا بالتحديد؟ هو قال "كمُل" ولم يقل "لن يكمل". ثانياً، قال أكمل في الماضي، في الماضي قال أكمل، هيا ضعى لروحك برنامجاً حتى تستحق الكمال، وما الذي يعطل الكمال عند النساء؟ الرغي لوك لوك لوك لوك لوك لوك، هذه شهوة، تقوم هذه الشهوة تجلس نصف ساعة تقول لك: والله أنا
لست رغاية حسناً كيف؟ أنت تريدين أن تكملي؟ نعم قللى الكلام وهناك أناس نجحوا في هذا واستبدلوا اللغة، استبدلوا بها الذكر واستبدلوا الكلام بالصمت، فتجد أن المرأة التي هكذا يُفتح عليها أضعاف ما يُفتح على الرجال. وكان مشايخنا يقولون: رأينا تحولاً في النساء يفُقن الرجال في العصر الذي نحن فيه، أي يكمل من الرجال واحد أو اثنان والدنيا. تَلَاهٍ مَلِيء بِالمَلَاهِي تَرَكُوهَا كَمَا هِيَ، ويُكمِلُ مِنَ النِّسَاءِ عِدَّةُ سَبَبٍ. لِمَاذَا هَذَا؟ اللِّسَانُ
فِي الكَلَامِ، وَقِلَّةُ الكَلَامِ مِنْ عَلَامَاتِ الإِيمَانِ وَمِنْ عَلَامَاتِ السَّعْيِ الطَّيِّبِ، وَرَبُّنَا نَهَانَا عَنِ اللَّغْوِ. وَقِلَّةُ الطَّعَامِ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، وَقِلَّةُ المَنَامِ، فَشَرَعَ لَنَا الاعْتِكَافَ وَشَرَعَ لَنَا الخَلْوَةَ، وَشَرَعَ لَنَا حَتَّى قَبْلَ النُّبُوَّةِ كَانَ هُنَاكَ. غار حراء وكل هذا مما يجوز أن نقلد النبي فيه صلى الله عليه وسلم والاعتكاف أمر مأمور به منذ إبراهيم وجعل البيت محلاً للاعتكاف وقلة المنام
والله مدح التهجد ومدح قيام الليل ومدح القيام في ثلث الليل الآخر قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا فأمرنا بالليل وبقيامه وبأن نناجي ربنا سبحانه وتعالى صلاة وذكرا ودعاء فيه إذاً تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم تتجافى أي قلة المنام يقول هل
إذا ما انضممت إلى الطريق كان هناك من هو في خارج الطريق مَن كان أفضل مني، نعم كانت مشايخنا عندما تسمع من الأتباع والتلاميذ أنه هو القطب أو أنه يعني ما هنا وما هناك، يقول: "أنا تراب بن تراب". وقالوا: أخفى الله ثمانية في ثمانية، من ضمنهم أخفى ولي الله في الناس الذي أنت أمامه هذا الذي... هو ظاهره أنه قائم على معصية، ربما هو عند الله أقرب منك، وأن
هذه المعصية قد أورثته ذلاً فكانت خيراً من طاعتك التي أورثتك كبراً. فينبغي أن تتركها لله وتتواضع له، فإن من تواضع لله رفعه. وهذا ينطبق على سائر البشر، أي أنه ما دام بشراً فليس لنا تدخل. ولا نعرف ولذلك كانت الملائكة الكرام تأتي في صورة البشر للأنبياء، فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة، لأن من لم يأكل من طعامك يريد أذيتك، فأوجس منهم خيفة. هذا الذي شعر
به سيدنا إبراهيم خليل الرحمن، عاملهم أنهم بشر لكن لم يعرف أنهم ملائكة ولا أشرار ولا. خيري ولا شيء، هم بشر، خلاص بشر يكونون دائماً أفضل منك، فيجب عليك أن تتواضع لله. الصلاة على النبي، هل هي دعوة منه إلينا وأنه يختار من يصلي عليه؟ كل ما في الكون إنما هو بإذن الله وبتوفيقه. "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء". يهدي من يشاء، فإذا وُفِّقت إلى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم دلَّ ذلك على أن الله قد رضي عنك وهو الذي وفقك. كيف
يكون الشيخ مربياً؟ يعني يجلس مع جماعة الذين هم المؤمنون ويحادثهم مثلما أنا أحادثكم هكذا. هذا هو المربي، لعل كلمة تُمْسِك هنا، كلمة هكذا بعد. لا يكاد ينهض ويمشي ويتذكرها وهو يقود السيارة حتى يقول: "الله، لقد قال الشيخ كذا". إنه لم يكن منتبهاً وهكذا، فيربيه به ربه. هو ربنا وفق الشيخ أن يقول هذا الكلام لكي يستقر في مخ سعادتك وساعدتها أيضاً، والله يفتح عليك. هذه هي تربية الشيخ، فالشيخ مربٍ، مربٍ، ولكن هناك أناس... تغرس فيها التربية، وهناك أناس لا تغرس فيهم التربية. هو
ليس له شأن بذلك، فما على الرسول إلا البلاغ. فرسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ: "بلغوا عني ولو آية"، وانتهى الأمر. حسناً، أريد أن أربيك تربية، لكن هذا ليس بيدك، إنه بيد الله. نعم، ليس بيدك ولا بيدي ولا... بيد أحد هذا بيد ربنا أنا، ما عليَّ إلا الإرشاد. نجلس نتحدث معك هذا الحديث الذي أتحدثه، ونكرر الحديث، ويأتيك السؤال مرة أخرى كما هو، ونستمر دون يأس حتى يمنَّ الله عليك ويفتح مغاليق قلبك فتفهمها وتقول حينها: "الله! والله إنها شيء جميل"، وهكذا طيب كثير.
من الناس وكان مشايخنا يقولون لنا: "يا بني، هؤلاء لا يريدون شيخاً، هؤلاء يريدون ساحراً". هناك فكرة عند بعضهم يقول: "أنا أذكر الله منذ شهر ولا يوجد شيء". ماذا أفعل لك؟ يعني هل هو مثل مفتاح كهربائي تشغله فيعمل؟ ليس هكذا، هذه عبادة، وهذا قبول من عند الله، وهذا برنامج. ليس لنا فيه إلا الطاعة، إن أراد الذهاب إلى الشيخ، فالشيخ ينظر إليه هكذا ويقول له: اتفوه فيجد
نفسه قد تغيرت. حسناً، لم يكن أحد قد غلب ألم يكن من الأفضل أن نأتي بالشيخ الذي يبصق ونجعله يبصق في وجوه الناس، فتتغير الناس وتتحول أحوالهم إلى أحسن حال وننتهي من الأمر؟ ما هذا البلاء الذي نحن فيه؟ هذه هي الحكاية، فنحن نريد حاوي. أنت مربي كيف يعني؟ لم أشعر، لم أحس بك. هل نحن على شاطئ المعمورة؟ لم أحس بك. ماذا أحسست؟ وماذا فعلت؟ إذاً لا بد أن نفهم حقيقة المسألة وأنها "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول". حقيقة المسألة "وما خلقت الجن إلا ليعبدون" حقيقة المسألة قالوا
سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير حقيقة المسألة فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون حقيقة المسألة الحب هذه هي الحقيقة أريد الآن بين لحظة والثانية ربنا يصلح شأنك ويجعل حالك أحسن حال قل يا رب يا رب نعم هكذا ستجد نفسك ستفعل سيفعل معك أثر لكن قلها من الداخل يا ربِّ انتهيت من ورد الأسماء الأصول والفروع والتسعة والتسعين اسماً ولفظ الجلالة منذ ثلاثة شهور، فهل الأفضل أن
أعيد الثلاثة عشر اسماً أم أختار لفظ الجلالة وأداوم عليه؟ يجوز الأمران، يجوز أن تعيد من جديد البرنامج كله. البرنامج يستغرق حوالي سنة لأنك عندما تقرأ كل يوم خمسة آلاف ونحن... نريد مائة ألف تنتهي في عشرين يوماً في ثلاثة عشر اسماً في مائتين وستين يوماً وتسعة وتسعين يوماً أيضاً فيصبح ثلاثمائة وستين، أي يتبقى ستة أيام على السنة، وعندما تقول فيهم لفظ الجلالة تكون السنة قد اكتملت. إذن نريد أن تفعل كل سنة تُعيد وتُعيد وتُعيد، كانوا يقولون لك لو. أكملتَ إحدى عشرة سنة أنت وربك، فهذه فرصة اعملوا وأحضروا الإحدى عشرة سنة.
وعندما تأتيني أقول له: أنت وربك وانتهى الأمر، فنكون قد تخلصنا منك مثلما تتخرج هكذا لكي تُخلي مقعداً للتلميذ الذي سيدخل بعدك. هذا الطريق يا أبناء ليس منظمة، ليس يعني أنها منظمة الإخوان المسلمين، لا، هذا طريق الله. نريد أن يرضى عنا، وفي النهاية نريد أن ندخل الجنة بغير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب، هكذا فقط وانتهينا، نريد ذلك. نحتاج إلى هذا، فنعمل كل ما يؤدي بنا إلى هذا الأمر. فليكن
هدفكم واضحاً: رضا الله. يقول القرآن الكريم عظيم الشأن، فهل يمكن أن نجعله ورداً لنا؟ ونترك الأذكار الحقيقة لا، ربنا قال إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، هو قال هكذا: "ولذكر الله أكبر". فينبغي علينا أن نهتم بالقرآن، ينبغي علينا أن نكون فيه كالحال المرتحل، كلما أنهيناه بدأناه. ينبغي علينا أن تتعلق قلوبنا به، لكن هذا ليس في مواجهة الذكر حتى نتركه. الذكر يعمل ومن خلاله نذكر
بذكر الأذكار، "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، فلا يتزاحم أحدهما على الآخر، هما لا يتخاصمان، هما الاثنان الذكر والقرآن. الذكر برنامج لإصلاح النفس ومقاومتها، والقرآن برنامج للهداية ولإنارة القلب، فهما متكاملان وليسا متنافسين. ما المقصود بقولكم "الواقع لا يرتفع"؟ بالأمس صليت الفروض الخمسة. حاول
هكذا أن تمسحهم، أنت حاول أن تمسحهم وتجعلني لم أصلِ. هل يمكن أن يُرفع الواقع؟ ماذا يعني الذي حصل؟ لا تستطيع أن تمسحه. هذا هو معناه، معناها سهلة جداً. نحن هنا، جئتُ وجلستُ الساعة الرابعة والنصف. لا تجعلها الرابعة. والله لا تستطيع. أنا جئتُ هنا الساعة الرابعة والنصف، لا أحد يستطيع أن يغير ما تم الذي... حصل حصل ومن هنا كان الكذب حرامًا. حرام لماذا؟ لأنك تحكي واقعًا غير الذي أراده الله. يعني بالأمس لم آتِ إلى
المسجد فأقول: أنا أتيتُ إلى المسجد، فيكون أنت تحكي شيئًا لم يفعله الله - وهو الواقع الذي لا يتغير. أنت أتيت إلى المسجد، قال: نعم أتيتُ إلى المسجد، تكون كاذبًا لأن بالأمس... أنتَ لَمْ تَأتِ إلى المسجد والواقع لا يُغَيَّر. حسناً، دعنا نجعلها: أنا أتيتُ أول أمس. نعم، ولكن الواقع لا يُغَيَّر. بالأمس لم تأتِ، وهكذا. فتصبح عبارة "الواقع لا يُغَيَّر" حقيقةً كونيةً من أجلها حُرِّمَ الكذب؛ لأنك في الكذب تحكي قصةً عن الواقع لم يخلقها الله أبداً. أنا غداً سأسافر إلى الإسكندرية. كذب لو لم أسافر، لا،
لماذا؟ لأنه لم يأتِ بعد، فعندما يأتي سأعرف إن كنت أستطيع فعلها أم لا. الله ييسر الأمور. أما الأمس فهو واقع، والغد مُقدَّر، والأمس مُحقَّق، فيكون الفرق بين ما تم وما سيكون أن ما تم هو محقق وقد وقع بالفعل، وما هو آتٍ مُقدَّر، ولذلك ليس في المقدَّر كذب، ولذلك نحلف عليه ونقول: والله لأسافر غداً إلى الإسكندرية. فلو قلت هكذا، وبعد ذلك جئت ولم تسافر، فتكون عليك كفارة يمين
لأنك لم تنفذ هذا القسم. حسناً، وأمس، لنفترض أنني حلفت على ما يخالف الواقع، على كذبة هكذا، فليس عليَّ كفارة، بل هذا يمين غموس في النار يغمس صاحبه فيها. النار أنت أيضاً تكذب وأيضاً تحلف على كذب فيغمس صاحبه في النار، فلا كفارة عليه عند الشافعية. يبقى اليمين الغموس توبة له، ليس له حل إلا التوبة. طيب عندنا قرب المنزل حضرة لطريقة صوفية أخرى، فهل يجوز لي أن أحضرها؟ لا، في البداية يجب أن تلتزم
بمنهج واحد حتى تستطيع. أن تترقى لكن وأنت في السنتر هكذا في المركز، وبعدين تمشي قليلاً هنا خمسة أمتار وترجع، وتمشي قليلاً هنا خمسة أمتار وترجع، وتمشي هنا خمسة أمتار، لن تصل. وهذا أيضاً أحد أنواع الالتفات، فلا نفعل هكذا خاصةً في البدايات. حسناً، افترض أنك وصلت وأصبحت شيخاً كبيراً. وخذ بالمكان الذي نحن فيه هذا، احضر إن شاء الله تحضر مع الجن والإنس، أما وأنت غير قادر على حمل الحمل، وجالس تقول أحضروا البقر، بينما أنت لا تستطيع حمل معزة، معزة صغيرة أيضاً، ليست معزة كبيرة من التي يلعب بها الأولاد، لا تستطيع حملها، ثم تقول أحضروا لي هذه العفَونة التي لا داعي لها هذه، طيب.
السيد أبو الحسن يقول: مَن تعلّق بأسماء الله من جهة المسميات فالشرك موطنه، فكيف بمن تعلق بأسماء نفسه؟ أين أنت من التوحيد الحق المجرد عن التعلق بالله وبالخلق؟ وكل اسم يستدعي نعمة أو يستكفي نقمة فهو حجاب عن الذات، فهو حجاب عن الذات. وعن التوحيد بالصفات ومن أخطأت به صفة من صفاته الجأته إلى الاستعانة بالأسماء والصفات، فما معنى هذا الكلام؟ معنى هذا الكلام أن تعبد الله لذاته وليس لأنه رحيم أو لأنه
جبار منتقم، يعني ليس رهبًا ولا رغبًا، إنما تعبده لأنه حبيب، لأنه يستحق العبادة، يستحق منك أن تعلق قلبك به. سبحانه وتعالى، لا تنتظر أن تكون عبد سوء تعبده من أجل البعد عن النار خوفاً أو من أجل الطمع في الجنة رغبةً، وإنما تعبده لأنه سبحانه وتعالى يستحق تلك العبادة. هذا هو معنى هذا الكلام. أسماء الله منها ما هو أسماء فعل، خالق يا رب ارزقني بالولد، فلم يرزقك بالولد. قم، يبدو أنَّ هناك شيئًا في نفسك
هكذا. ما هذا؟ إذًا، أين يذهب كل ما أفعله؟ ماذا تفعل ياقليل الأدب؟ ماذا تفعل ياقليل الأدب؟ ولماذا الناس هكذا يا ربي؟ هذا لا ينفعك يا إخواننا. يا رب علمنا الأدب معك. تعلُّم الأدب هو الكلمتان اللتان قالهما. السيد أبا الحسن، إننا إذا لم نحوّل الأسماء والصفات إلى طلبات نتعلق بها، فأنا لست متعلقاً بالذات، بل أنا متعلق بتلك المسميات، سواء لدفع ضرر أو جلب خير. إنما نتعلق بذات الله. سيدنا الشيخ البغدادي عندما جاء إلى مصر قال لأولاده: "يا أولاد، أنا ملاحظ شيئاً
غريباً". فيكم يقصد في المصريين يعني كلكم تسألونني أسئلة كلها في الدنيا: ادعُ ربنا ليَنجح ابني، ادعُ ربنا لأتزوج، ادعُ ربنا ليُسدد عني الدين، ادعُ ربنا ليشرح لي صدري وأرتاح، ادعُ ربنا. وما من أحد جاء وقال لي: ادعُ ربنا أن يؤنسني به مثلاً، أو أن أُسلِّم له، أو أن... اتيه بقلب سليم، أو أن يعني ما أحد قال هكذا، كلها طلبات.
هذه هي الدنيا، ربنا أرشدك إلى هذا. ومن الناس من يقول: "ربنا آتنا في الدنيا" وما له من خلاق، ومنهم من يقول: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار". فبدل ما تقول. دنيا دنيا دنيا دنيا، لا، تذكر الدنيا والآخرة لأنها في مجملها حياة، إنما كله دنيا فهذا يعني وجود خلل، وهذا معنى كلام أبي الحسن في زيادة لسيدنا الشيخ الخرنوبي في الوظيفة. فهل يجوز قراءة الوظيفة بدون هذه الإضافة؟ مشايخنا الذين أجازونا في الطريقة منعوا هذا
وقالوا لا، فقلنا لهم حسناً. السؤال السخيف هذا يعني أننا كنا مثلكم بالضبط، والذي فعلناه في مشايخنا ها هو يظهر فينا شيئاً فشيئاً. قلنا لهم: يا جماعة، ما نخفف قليلاً ونزيل هذا الخرنوبي، فقال لي الشيخ: لا، انظر إلى الكلام. نقولها من أجل الشيخ حتى لا يغضب، فأنت عندما تقولها، يذهب الثواب للخرنوبي، فهل أنت تريد... تقطع الثواب عن الخرنوبي فالخرنوبي يغضب، فما رأيك عندما تفعل ذلك؟ هو ذلك. ولكي لا يغضب الشيخ، نعم اثنان،
نعم، مرحباً بكم. خذ الورد هنا، هيا توكلنا على الله. إذن الخرنوبي لكي لا يغضب، ولكي لا يغضب الشيخ، هيا نقولها. حسناً، هذه أربعون سؤالاً، قلنا عشرين جيدين، ولكي نلتقي قريباً. نترك العشرين الثانية للقاء القريب. البنات تغار من بعضهن. أهلاً وعليكم السلام، اتفضلى، بحبك ياشيخ والله مي تو مي تو فربنا سبحانه وتعالى، قلنا عشرين سؤالاً،
نعم من الأربعين، هم أربعة وأربعون، هؤلاء اثنان وعشرون فقط. أيضاً ماذا قلنا؟ فنجعلها الشهر القادم أيضاً، هذا اللقاء يا أولاد الذين يا بنات. نحن في مسرح يا بنات، لسنا في مسرح يا أولاد. الأمريكيون أصبحوا أنصح منك، عندما يواجهون شيئاً كهذا ويريدون أن يفعلوا أي شيء يقولون تكبيراً "الله أكبر، الله أكبر"، هذا سينفع، لكن المكاء والتصدية لن تنفع. هيا نَدْعُ: "اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا
وتوفنا مع الأبرار". خذ انتهى سبقك بها الأطفال. اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر غيوبنا ونور قلوبنا واجعل جمعنا هذا جمعًا مرحومًا وتفرقنا من بعده تفرقًا معصومًا ولا تجعل فينا شقيًا ولا محرومًا. كن لنا ولا تكن علينا فارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا واحشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة واسقنا. من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة
لا نظمأ بعدها أبداً، ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب. اللهم احشرنا تحت لواء نبيك وفي ظل عرشك، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همنا وحزننا ونور أبصارنا وصدورنا، واجعله حجة لنا ولا. تجعله حجة علينا، علمنا منه ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا. اللهم اهدنا في من هديت، وعافنا في من عافيت، وتولنا في من توليت، وبارك لنا فيما أعطيت. أصلح حالنا، وهدئ بالنا، وأعنا يا رب العالمين على أنفسنا. اقض حوائجنا وحوائج المسلمين، سد ديون المدينين، واشف
المرضى، وارحم الموتى، واجمعنا على الحق في الدنيا والآخرة