المتشددون | حـ 10 | حسن البنا فيما أصاب وفيما أخطأ؟ جـ2 | أ.د علي جمعة

عالمنا الكبير سماحة الأستاذ الدكتور علي جمعة، أعوذ بعلمك يا كبار العلماء، أرحب بفضيلتك يا مولانا، أرحب بك، أهلاً وسهلاً ومرحباً بك. إذا قيل عن حسن البنا أثناء ذهابه في مرات مختلفة إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، ربما مرة أنه ليس عالماً، وفي المرة الثانية أن الأمر اختلط عليه. في المرة الثالثة أنه بدأ ينحرف، هل كانت هذه هي بداية النهاية كما يُقال في التعبير، يا مولانا، أو بداية الخروج عن النص والدين الموازي الذي حدثتنا عنه فضيلتك؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. الهنود كانوا ينظرون إلى مصر. بأنها إذا استقامت واستقام حال الإسلام فيها استقام حال الإسلام في العالم، فإن الإسلام سوف يصيبهم شيء من هذا الاضطراب وشيء من هذه الأذية، ويقصدون
بالإسلام أمة الإسلام التي هي الآن أكثر من مليار ونصف. الهنود كانوا حريصين جداً على مصر ويعرفون قيمتها ومكانتها. وفي مكانتها وفي تاريخها وفي قامتها وفي مقامها وفي ازدهارها يعرفون ما هي مصر، فلما رأوا حسن البنا وحركته كانوا يدعون الله ليل نهار ألا تنحرف هذه الدعوة عن الجادة، وكانوا يتمنون لهذه الدعوة أن تصل إلى مبتغاها وأن تسير في طريقها الصحيح الذي لا تتعدى فيه تبليغ الإسلام والدفاع. عنه وتعليمه إلى آخر ما هنالك. هذا كان حل الهنود، وعلى فكرة لا يزالون
كذلك إلى اليوم، يعرفون لمصر قدرها ويقولون إن مصر إذا صحّت صحّ العالم الإسلامي، وإذا مرضت - لا قدّر الله - مرض العالم الإسلامي. ومن هنا كان شيخهم في المدينة الشيخ زكريا الجندهلوي، نعم، والشيخ زكريا الجندهلوي يكون... عمه الشيخ محمد إلياس الذي أسس جماعة التبليغ، وقد فعلها وأبعدها كثيراً عن السياسة الحزبية، حتى اشتهر عنهم أنهم عندما يبدؤون دروسهم يقولون: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن السياسة". هؤلاء إخواننا أهل التبليغ، واهتم بالعلم الشيخ محمد
إلياس رحمه الله، والشيخ محمد إلياس هو عم الشيخ زكريا. هذا هو الذي جعلوه حجة وإماماً، وهو الإمام الخاص بهم. نعم، والشيخ زكريا - إن كان دهلوي - ألّف كتاباً في تفسير الموطأ فقط. ألّف كتباً كثيرة جداً، ثمانية عشر مجلداً في تفسير الموطأ، وهو مجلد واحد من علمه وفضله رحمه الله تعالى. فكانوا يعتقدون في صلاحه وفي علمه وفي ضبطه إلى... آخره وكان الهنود يحجون إلى البيت الحرام كل سنتين مرة نعم وفي سنة أربعة وأربعين رأى عبد الله البليادي حسن البنا وحوله خمسة ستة، فذهب إلى الشيخ زكريا وقال له ما رأيك في هذا الشاب اللطيف الظريف حسن البنا،
عندما نقول سنة أربعة وأربعين فهو عنده ثمانية وثلاثون عاماً. سنة، يعني شاب ما زال في أوج نشاطه وقوته. قال له: إنه متحمس وليس بعالم. يعني هذا الرجل لديه شيء جيد وحماس، وهذا الحماس مطلوب، لكنه في أشياء معينة قالها تدل على أنه منشغل بالدعوة عن العلم. حسناً، لا بأس، منشغل بالدعوة عن العلم، وهذا عندما أكون... أنا مثلاً خطيب مسجد، ليس بالضرورة أن أكون عالماً، المهم أن أكون أعرف كيفية تبسيط العلم في دروس ميسرة، وأخطب خطبة جيدة تأخذ بالألباب. فالدعوة والعلم والعبادة مطلوبة من كل أحد، ولكن لها
ترتيبات. كان الشيخ محمد فائد رحمه الله رئيس جامعة الأزهر، فمرة جاؤوا وقالوا له تعال إلى التلفزيون هنا لأجل... أخذته إلى برنامج، فقال له: "أنا لا أعرف". هذا رئيس جامعة الأزهر قال: "أنا شيخ كُتّاب، شيخ كُتّاب، شيخ كُتّاب يقرأ ويدرس ويؤلف". ووضعه في مكانهم، وضع شيخ الكُتّاب هذا في مكانهم، ولكن سيطر على حسن المسكين هذا الحال، وبدأ في لقائه بالشيعة. هناك واحد اسمه الشيرازي، وواحد اسمه... لا أعرف ماذا وكان الشيعي هنا القمي كما ذكرنا قبل ذلك،
ولذلك اندرج ومضى مع قصة ما فعله الشيخ محمد محمد المدني والشيخ شلتوت والشيخ عبد العزيز عيسى والشيخ منصور رجب والشيخ عبد الله المشد مع السيد القمي في عمل شيء اسمه رسالة الإسلام وصدرت سنة تسعة وأربعين بعد. وفاة البنا مباشرة، هل هذا القمي مصري أم القمي إيراني؟ إيراني نسبة إلى قم، نعم، والقمي جاء يدعو إلى توحيد المسلمين شيعة وسنة، وأن المشاكل التي بيننا نحلها. هناك عدد من المشاكل بيننا وبين بعضنا البعض، عشرة أو عشرون أو ثلاثون، نحلها، نتحدث ونحلها. وقد كان كذلك، ولقي هذا من علماء الأزهر تأييداً. ووجد من حسن البنا تأييداً وسمّوها دار التقريب. بالطبع هناك من غضب من هذا، ومنهم محب الدين الخطيب الذي قال: "الشيعة لا
يُؤمَنون ولا يُؤتَمنون، والشيعة يخدعونكم". الأزهر وحسن البنا قالوا: "لا، لن يخدعونا على الإطلاق، نحن سندعوهم إلى كلمة سواء، فإن استجابوا فبها ونعمت، وإن اختلفوا فلا بأس". تعالوا إلى كلمة سواء، لا يوجد مانع، ففتحوا هذا، واستمرت رسالة الإسلام تصدر من سنة تسع وأربعين بعد وفاة البنا، لكنه كان في دار التقريب قبل صدور المجلة إلى خمسة عشر سنة، يعني إلى أربع وستين، والخمسة عشر سنة مطبوعة، وحلت أغلب ما بين السنة والشيعة نظرياً، نظرياً. لم نستطع إيصال هذا إلى عموم الناس، ولذلك هم يقتلون بعضهم البعض حقاً هنا وهناك. داعش تتولى جانب السنة، والآخرون يتولون جانب الشيعة، ويضربون بعضهم البعض والدماء تصل إلى الركب. كان لمصر دور
كبير في هذا، ولكن عندما التقى حسن البنا مع الشيعة والتقى مع الشيخ زكريا الأنصاري والجماعة الهنود الجماعة. قال له الهنود: "نحن نرى أن هذا يتضمن اتصالاً بالسياسة، وهذا سيورطك لأن السياسة لعبة أخرى غير لعبتنا، مجال آخر غير مجالنا، فابقَ في مجالك". فأجابهم حسن البنا بأن كلامهم صحيح مائة في المائة، وأنه يوافقهم بكل قلبه، وقال: "حسناً يا سيدي". فتعجب الناس وقالوا: "إنه رجل صالح، لقد استمع للنصيحة". هم يقولون له هذه النصيحة لأنهم أحسوا من كلامه بغير هذا. أرأيت ماذا يفعل الدين الموازي؟ نعم، كما قلتَ في فتواك أن له ظاهراً وباطناً.
ومن خصائصه أن حسن البنا عندما التقى مع الشيعة والتقى مع الشيخ زكريا الأنصاري والجماعة الهنود، قالوا له نحن... شاملين هكذا اتصال بالسياسة، نعم، وهذا سيورطك لأن السياسة لعبة أخرى غير لعبتنا، مجال آخر غير مجالنا، فابقَ في مجالك. فأجابهم حسن البنا بأن كلامكم صحيح مائة في المائة، وأنا أتفق معه قلباً وقالباً، وحسناً يا سيدي. فتعجب الناس وقالوا: هذا رجل صالح، لقد استمع للنصيحة، هم يقولون له هذه. النصيحة لأنهم أحسوا من كلامه بغير هذا. أرأيت ما يفعله الدين الموازي؟
نعم، كما ذكرت في فتواك أن يكون له ظاهر وباطن، وباطنه من الخصائص، من خصائصه. فيحكي الشيخ عبد الله البليادي، وهو الذي حضر هذا الكلام، يحكي هذا الكلام، ولذلك في المرة الثانية سنة ست وأربعين. وجدوا تعمقًا في المسائل، حيث أنه كان قد أسس النظام الخاص وكان يُجهز ويعمل وما إلى ذلك. في عام ثمانية وأربعين وجدوا أنه انحرف. انحرف في ماذا؟ ماذا قال؟ جعل الشيخ يشير الظواهري أو النظام يشتم الملك فاروق وقال: "نحن له بالمرصاد" وما إلى ذلك. الله، أنت شتمت الملك فاروق، وكنت تمدحه وتقول له يا مليكي، وكنت تدعو الناس إلى كذا إلى آخره. ماذا حدث؟ هل تغير
فاروق؟ فاروق الذي جاء وعمره أقل من ستة عشر عاماً، والذي كان عزيز المصري أو أحمد حسين حوله، أو فلان أو علان، والذي كان تحت الوصاية. عندما توفي الملك فؤاد، كان فاروق لم يصل بعد إلى السن القانوني، فأصبح هناك وصي على العرش. فاروق وُلِد سنة اثنتين وعشرين مثلاً، فنحن نتحدث عندما بلغ ستة عشر عاماً، أي في عام ثمانية وثلاثين. وهذا يعني أنه جاء وكان لا يزال أمامه سنة ونصف حتى. يصل إلى الملك حين يبلغ الملك سن الرشد، أي عند بلوغه ستة عشر عاماً. هو لم يتغير يا فاروق. ما تقوله له الآن هو نفس ما قلته له سابقاً، لم يتغير شيء. فاروق، أنت الذي تغيرت. حسناً، ليس
خطأً أن يُنشئ ديناً موازياً. أولُ غلطةٍ أنه حوَّلَ الجمعيةَ إلى جماعة. الجمعيةُ عندما أذهبُ لزيارةِ الجمعيةِ الشرعيةِ لا أحدَ عندَ دخولي يقولُ لي: تعالَ هنا، أأنتَ معنا أم ضدَّنا، أم معنا أم معهم؟ ثانياً، لا أحدَ يطالبني بالبيعة. ذهبتُ وحضرتُ في الخيامية، وأدركتُ الشيخَ أمين، وأدركتُ الشيخَ يوسف، وأدركتُ الشيخَ عبد اللطيف. المشتهرون منهم لم يقل لي أحد أبداً تعال، على فكرة يجب أن تأخذ البيعة علينا. هو الشيخ محمود خطاب السبكي مؤسس الجامعة الشرعية، مولانا نعم، وتوفي سابقاً سنة ستة وثلاثين، وعمل الجامعة اثني عشر، يعني استمر أربعة وعشرين سنة في حياته يؤسس ويبني مصانع وبنى أشياء، ربما هم حاولوا أن ينفذوا. إلى الجماعة الشرعية
ويسيطرون عليها في كثير من المواضع، هذه قضية أخرى. الآن في هذه الأيام التي نعيشها لم يتركوا أحداً إلا ويحاولون السيطرة عليه والتدخل في شؤونه وما إلى ذلك. حسبنا الله ونعم الوكيل. صحيح لا بأس، نحن في مؤسسة مصر الخير، مؤسسة مدنية تسعى لتحقيق النفع والعمل العظيم. يعني عندما نأتي لتوزيع شيء ما، نجدهم قادمين ومتصدرين في الصف الأول لكي يقول العامة أن هؤلاء هم أتباعنا، نحن الذين نقسم ونوزع. هذا هو الدين المزيف. الإسلام لا يعرف هذا النوع، لا يعرف هذا النفاق، لا يعرف هذا النوع من أنواع الظاهر والباطن. أنت الذي تتحكم. هذه المؤسسة، هذه الإجابة، أنت الذي وزعت هذا للناس، هذه الإجابة. لماذا تفعل هكذا؟ يقول لك: لله ورسوله يا أخي. إننا نصطدم مع نفسيات عجيبة وكلها آتية من الدين
المؤسسي. بعد الفاصل يا مولانا، نستكمل هذه الرحلة الإيمانية والتاريخية العظيمة مع فضيلتك. الحقيقة فاصل قصير نعود بعده لاستكمال... هذه الحلقة المهمة مشاهدينا الكرام، يتواصل لقاؤنا مع العلامة فضيلة الدكتور علي جمعة. أرحب بفضيلتك مولانا، أهلاً وسهلاً. الحقيقة إن موضوع الدين الموازي يعني حقيقةً ما حدث في السنوات الأخيرة، وبالتأكيد سنصل إليه في هذه الرحلة، أعطى انطباعاً لكثير منا أن هذه الجماعة أو أعضاءها يعبدون الجماعة من دون الله. والعياذ بالله، فضيلتكم تحدثوننا عن خصائص الدين الموازي، فكرة الظاهر والباطن،
وأن يكون حائراً بين العمل المدني والسياسي، والعنف والسلم. يعني ما هي الخصائص الأخرى لهذا الدين؟ فكرة تصدر المشهد لدى أعضاء الجماعة لإظهار أنها أعمال خير على عكس الحقيقة، مثلاً هذا عمل السياسة، يعني أفهم كحزب سياسي. ضعيفٌ يريد أن يكون له مكانة، فيقوم بفعل ذلك صحيحًا، ويأتي ليتسلق على أعمال الآخرين حتى ينسى نفسه بنفسه. ما الذي نسميه بالعامية اللطيفة الحكيمة العميقة؟ إنه ركوب الموجة، أي أن يرى أين تتجه الموجة ويأتي راكبًا عليها، فيجد نفسه مرتفعًا هكذا وهو ليس كذلك. ستضعه الموجة في أسفل سفينة الركوب. الموجة هذه وهذا الظاهر والباطن آتٍ من الدين المواسي. أنت أنشأت جماعة، والسؤال: هل هذه جماعة المسلمين أم جماعة من المسلمين؟
وانتبهت إلى هذا السؤال مؤخراً بعد فترة طويلة. الشيخ الغزالي، الشيخ الغزالي مولود عام ألف وتسعمائة وسبعة عشر، عندما دخل الإخوان كان عمره واحداً وعشرين سنة، أي في سنة. ثمانية وثلاثون وتسعة وثلاثون، لم يعمل الجهاز بعد، الجهاز الخاص، الجهاز الخاص. الشيخ الغزالي أزهري حفظ القرآن وظل رجلاً قرآنياً يفهم القرآن ويعيش فيه إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى سنة ألف وتسعمائة وستة وتسعين عن تسع وسبعين سنة، ولكن تنبه وهو عندما وجد أنه حسن. مات البنا فجاء حسن الهضيبي، من هو حسن الهضيبي هذا؟ أنا لا أعرف. ولماذا لا يأتي واحد من علماء الأزهر والمتصدرين؟ لماذا؟ موجود أحمد حسن البقوري، موجود
عبد المعز عبد الستار، موجود الشيخ الغزالي. أليس موجودًا في علماء الأزهر ثلاثة أربعة خمسة ستة؟ حسنًا، لماذا هو لا يفهم؟ فقابل. شخص هو والشيخ سيد سابق، أيضاً الشيخ سيد سابق كان يُسمى مفتي الدماء، قابله في الطريق وهو يشرح هذا. من هنا، نعم، قال له: "يا بني، أنتم ترون أن هذه جماعة المسلمين أم جماعة من المسلمين؟" فقالوا: "لا، هذه جماعة المسلمين". هذا هو الدين الموازي، يضعون أنفسهم ويحتكرون، أي يصبحون... أنا لست من الإخوان، فهل أكون كافراً؟ صحيح أن أي شخص ليس معنا يُعتبر ضدنا، وهذا هو الشعور الذي رأيناه في كل أعضائه، لدرجة أن أحدهم يقوم ويقول: "والله نحن لن نتزوج إلا من بعضنا البعض"، فالإخواني لا يتزوج إلا إخوانية، والإخوانية لا تتزوج إلا إخوانياً. ومؤخراً من يقول لك: "سأموت من أجل الإخوان"، واللهم... اتهمني بأنني
إخواني وأمور كهذه وأشياء مماثلة. من أين يأتي كل هذا؟ كل ذلك من مظاهر الدين الموازي. إذاً الدين الموازي فيه ركوب الموجة، والدين الموازي فيه الظاهر والباطن، فيه العنف والسلم. على فكرة، في ثنائية العنف والسلم، يستخدمون السلم للتضليل على الناس، أنصار السلم. ولذلك يأتون ويقولون لهم الله هو... أنتم ليس لديكم تاريخ أسود في الأمر، يقول لك: لا، نحن لسنا نحن، نحن لسنا نحن، نحن متبرئون. حسناً، هيا بنا لنرى الجهاز الخاص: عملية الجهاز الخاص قتل سليم زكي، حكم دار الأسبكي، وقتل أحمد الخزندار المستشار أحمد الخزندار، وقتل محمود فهمي النقراشي، وقتل أحمد ماهر، وقتل... محاولاً
فأخطأ جمال عبد الناصر وقُتِل بعض أعضائه منهم السيد فايز. يا جماعة، أنتم لم تفعلوا هذا؟ قال: لا، هذا كله كذب. بموجب أي شيء هذا كذب؟ هذا قضاء وتحقيقات واعترافات وأمور أخرى، كيف يكون كذباً؟ قال: ليس لنا علاقة به، هذا هو اختلق. حسناً، هو اختلق يعني ارتكبه واحد من جماعتكم أم أنه كذب؟ بمعنى أنه لم يحدث أن أحداً ينكر ذلك فيقولوا: لا، هذا خطأ، لا، هذا كذب. لا، كل واحد له رأي، ولهم أيضاً. كيف يا إخواننا كذبنا السائل؟ كذب ليس له أكثر من ذلك. إن بعض الجماعة لا تعرف، والأخطر من ذلك أن بعض
الجماعة من الشباب خاصةً لا تعرف ولا... مَن مِن مِن القياداتِ التي وقت الذين كانوا موجودين آنذاك وقت وقت إنشاء هذا التنظيم يا مولانا؟ نعم. طيب، لكن هناك أسئلة كثيرة حول ذلك، فلماذا أنتم مرتبطون بمركبٍ يغرق؟ لِمَ لا تفكونها؟ لِمَ لا تكسروا المرآة؟ لِمَ لا ترجعوا إلى أحضان الإسلام؟ أو اجعلوها جمعية دعوية؟ دعوكم من تشكيل حزب سياسي، لا. أهذا راضون به أم ذاك راضون به أم ذاك لأنه يجب على القيادة أن تجمع بين السرية والعلنية، فعندما قتلوا أحمد ماهر وبعد ذلك قال لك: لا، هذا الشاب كان معنا ورحل أو شيء من هذا القبيل. قتله الخزندار، كيف إذاً؟ من
الذي قتل الخزندار؟ الذي قتل الخزندار شاب كان نحيفاً هكذا هو. وشاب انتُخب اثنان من شبابهم يعني من شبابهم، وهؤلاء شبابهم بدون شك. فعبد العزيز كامل رحمه الله انفجر وذهب إلى حسن البنا، وله كتاب اسمه "نهر الحياة" يشرح فيه هذه المشكلة. فيقول: "أنا وجدت فضيلة المرشد حسن البنا في حالة يرثى لها من مقتل الخزندار وما تبعه من ضجة في البلد الواحد". قاضيتُ قاتلاً صحيحاً فدخلتُ وقلتُ له: "ما الأمر؟ أنتَ أمرتَ يا حسن بالقتل". قال له: "أقسم بالله العلي العظيم ما أمرتُ بالقتل". حسن البنا أقسم. قال له: "إذاً مَن الذي قتل؟ هذا الكلام والشباب هؤلاء تابعون لنا". قال له:
"يمكن عبد الرحمن السندي". قال له: "حسناً، أحضره"، فأحضر عبد الرحمن. قال له السندي: "أنت قتلت يا عبد الرحمن". قال له: "طبعاً أنا الذي قتلته، اعترف بالله، اعترف. وأنا الذي أرسلت الولدين، والولدان ينتظران الجنة، يا سلام". قال له: "يا عبد الرحمن، لماذا قتلت هكذا؟ أنت هكذا أضعتنا". قال له: "هذا أمر المرشد". قالوا: "المرشد حلف بالله العلي". العظيم الآن أنه لم يأمر وأنه لم يكن قال له أنا أقسم لك بالله العلي العظيم أن هو الذي قال لي، قال: لا، اجلسوا إذن، اجلسوا لنرى، لأنني لست مستوعباً أن حسن البنا يحلف كذباً أو أن عبد الرحمن السند يحلف كذباً، أو أنه كذا، هناك إذن سوء تفاهم. لنجلس إذن ونفهم يا عبد الرحمن، ماذا قال لك حسن؟ قال له: لم يقل لي مباشرةً. قال له: حسناً،
جيد جداً، ماذا قال لك إذن؟ قال له: هو خارج من مكانه، قال: يعني يا ربي، أليس هناك أحد يخلصنا من هذا البلاء؟ وأنت تريدني أن أسمع هكذا؟ من فضيلة المرشد، واسكت يا سلام! أهذا تكليف؟ أصبح هذا وحياً لأنه الصورة؟ نعم، صحيح، كأن النبي هو الذي قال بالضبط. حسناً، إذا كان النبي قال هكذا فسيكون قد قال عن وحي، نعم بالضبط. لكن عندما يقول هذا الشخص فهو لا يقول عن وحي، بل يقول عن قلة تدين، صحيح، وسيقول لك. أنت تتهم حسن البنا بأنه قليل الديانة، نعم، إنني أتهم حسن البنا بأنه قليل الديانة لأنه لو كان عنده ديانة لكان حلّ الجماعة ولم يكن ليؤسسها من الأساس، وما كان لينحو بها هذا المنحى. لا، خلاص، غلط وحصل لهم ما حصل، وفي التجربة كان يقول دائماً: يا ليتني عدت إلى عصر... المأثورات، حسناً، كان عرض الحكومة
عليه أن يفك الجماعة وننتهي من الأمر، وكان يجلس في بيته يبكي على خطيئته إلى أن توفي. صحيح أنه كان سيموت في نفس اليوم، الثاني عشر من فبراير، كان سيموت، لكن منذ لحظة مقتل الخزندار وحتى ذلك الحين، كان يفكر في فك الجماعة وترك الدنيا. ويبكي على خطيئته لكي يدخل الجنة أو لكي لا يُحاسَب الحساب العسير من عند الله. بعد أن يسمع الكاذبون من أصحاب اللجان الإلكترونية هذا الكلام منه، ماذا سيكتبون؟ سيكتبون: "الشيخ علي جمعة يقول إن حسن البنا لن يدخل الجنة". حسناً، أنا لم أقل هكذا، بل قلت إنه سيُحاسَب حساباً عسيراً. صحيح أن الشيخ علي جمعة يقول إن الله لن يغفر لحسن البنا، وهي كانت الجنون معك يا شيخ علي جمعة، وهكذا كذب في كذب في كذب في كذب،
ملئنا كذباً وتلفيقاً، صحيح ملئنا هذا الأسلوب. حضرتك، حسن البنا قال: نعم، أنا قلت هكذا، لكنني لم أقل لك اقتله، قالوا: أنت. أريد أن نسمع منك هذا الكلام ونفس كلام فضيلتك، وبعد ذلك أنت قلت لي مرة ثانية: "ليس هناك رجل شجاع قوي يخلصنا من هذا". حسناً، ها أنا شجاع وقوي وسأذهب لأخلصك منه، فلماذا تغضب؟ فذُهل عبد العزيز كامل وقال له: "حسناً يا عبد الرحمن، ما..." لا تقتل أحداً آخر إلا بعد أن يعطيك مفتي الدماء الأمر. ما هذا مفتي الدماء؟ قال: انظروا إلى شيخ من الذين تريدون قتله، يُعرض على الشيخ فيحكم فيه. لا حول ولا قوة
إلا بالله، يا لها من مصيبة! نصّبوا أنفسهم حكاماً. لا، لا، هذا شيء فوق الوصف. فالمهم ذهبوا... نحن نتحدث عن سيد سابق الذي أصبح يُعرف باسم "مفتي الدماء"، وقد كلّفه حسن البنا قائلاً له: "يا شيخ سيد، اكتب لي فقه السنة". وكان أول مجلد صدر من كتاب "فقه السنة" هذا مقدماً بتقدمة من حسن البنا. بطبيعة الحال، لم يكن علماء الأزهر راضين عن كتاب "فقه السنة" لأنه خلط المذاهب مع بعضها بطريقة معينة لم يكونوا راضين عنها. تتعارض فيها القواعد يعني قواعد مع قواعد، ليس نوعاً من أنواع الاختيار الفقهي. هناك فرق بين ما فعله الشيخ سيد وبين الاختيار الفقهي، وهذا كلام كبير وكثير ونخصص له موضوعاً، لكن المهم أن الشيخ سيد فعل هكذا وفعل ذلك
الشيء وسمّوه مفتي الدماء، ثم بعد ذلك أنكروا أن يكون هناك شيء اسمه. مفتي الدماء... أتعرف لماذا؟ لأنهم قتلوا مَن غيره، قتلوا النقراشي، فذهبوا إلى الشيخ سيد وقالوا له: "هل أفتيت بقتل النقراشي؟" فقال: "لا، ولم يستشرني أحد، ولم يفعل أحد ذلك، أهي عاجزة؟ سبحان الله!" فقالوا: "مَن الذي قال إنه يوجد مفتي دماء أصلاً؟" وهكذا كذب مستمر، والمؤمن لا يكذب، هذا صحيح. خصائص الدين الموازي والكلمة المنقلبة في الحق المقبلة، ولدينا استكمال لخصائص الدين الموازي وأخطاء حسن البلدة يا مولانا. سنستمر فيها حتى يتبين الحال أن البلوى الشديدة صحيح. البلوى الشديدة، أشكر فضيلتك شكراً جزيلاً، شكراً لك، وشكراً لمشاهدينا الكرام على حسن المتابعة. والرحلة الإيمانية التاريخية الفكرية مستمرة والمتشددون أن... أنتم في أمان الله