المتشددون | حـ 15 | سيد قطب ماله وما عليه جـ 2 | أ.د علي جمعة

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا الكرام أهلاً ومرحباً بكم، يتجدد اللقاء في برنامج المتشددون وحلقاتنا المتواصلة التي نحاول من خلالها أن نتوقف أمام الإسلام المعتدل، وهو في الأصل إسلام معتدل بعيد عن هؤلاء الذين يحاولون الإساءة له بالفكر المتطرف والفكر التكفيري أيضاً، والفرق بين منهج ما تسمى جماعة الإخوان. والأزهر الشريف بعلمائه ورجالاته الكبار دائماً وأبداً. أرحب بضيفي الكريم، أو نحن ضيوف على فضيلته
العلامة الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً بفضيلتك مولانا، أهلاً ومرحباً بكم. حدثنا عن سيد قطب في رؤيته التكفيرية للمجتمع، الرؤية التكفيرية عند سيد قطب، وكيف تحول أيضاً وتغير فكره خاصة في كتاب ظلال القرآن أنه دخل إلى السجن وعدّل تقريباً خمسة عشر جزءاً من أجزاء القرآن في خواطره أو في ظلاله. لو توقفنا أكثر مع سيد قطب في رؤيته للمجتمع وعدم صلاته الجمعة على اعتبار أنه يعيش في مجتمع كافر، ماذا نقول يا مولانا؟ أيضاً يعني توضح لنا كثيراً من المفاهيم لو أذنت لنا. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. سيد قطب ابتداءً سطحي التفكير، ومن سطحيته كما قلنا ذهب إلى أمريكا فانبهر بأن
الأمريكيين ضد حسن البنا، إذاً فحسن البنا صحيح على صوابه، ورجع وانضم إلى الإخوان وبدأ بدلاً من الأدبيات أن يتحدث في تفسير القرآن ولكنه بعد أربعة وخمسين تغير مرة أخرى إلى فكرة معالم في الطريق، فكرة المجتمع الجاهلي. فكرة المجتمع الجاهلي هي أول خطوة لتكفير المسلمين. فكرة المجتمع الجاهلي يريد أن يقترض أو يستعير أفكاراً أخرى من السلفية المتطرفة
التي تفرق بين توحيد الألوهية والربوبية والصفات، ولذلك تجد أن... هذا التكفير كله يتبنى هذا الفكر. أولاً، التوحيد الذي نقرؤه في الكتب ثلاثة أقسام: ما يتعلق بالله مما يجب في حقه أو يستحيل في حقه أو يجوز في حقه، وما يتعلق بالنبوات ما يجب وما يجوز وما يستحيل، وما يتعلق بالسمعيات. كل دراستنا منذ عصر الصحابة حتى يومنا هذا نعالج علمٌ اسمه علم التوحيد؛ هذه الثلاثة هي: الإلهيات، النبوات، والسمعيات. فجأة خرج علينا فكر
آخر، هذا الفكر كان هو فكر ابن تيمية، وفوجئنا ولم نسمع من قبله ولم نسمع من بعده كما يقول الشيخ العربي التباني أنهم يأتون بكلامنا من أي ألوهية وربوبية وصفات. ما هذه الألوهية؟ قال: يعني من بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وتؤمن برسوله، وأيضاً تكون كافراً! كيف أكون كافراً؟ كيف أيضاً سيأتي ابن عمي ويقول: ألوهية وربوبية وصفات، نعم هكذا أنا. أنت مؤمن هكذا، ربوبية تعني أنك تقول إن خالق هذا الكون واحد أحد فرد صمد. حسناً، أنا أقول هكذا، نعم، لكنك عصيت. نعم،
أنا عصيت. كل الطاعات من شُعَب الإيمان وهي مكوِّن للإيمان. ماذا يعني؟ يعني أنا مؤمن وعاصٍ، هل أصبح كافراً؟ لا، تصبح كافراً. إذن ماذا أصبح؟ ماذا أكون؟ تكون عاصياً. حسناً، هذا جيد جداً. الحمد لله. والإيمان يزيد وينقص. قال الله... يزيد وينقص في هوية الإيمان من الداخل فيه عمل أم لا؟ العمل ركن من أركان الإيمان أم أن الإيمان هو التصديق بالقلب الذي يصدقه العمل؟ قالوا: لا، إن العمل ركن من أركان الإيمان. حسناً، أنا لم أعمل وأنا مؤمن، وهكذا وأبكي وأقول: يا رب أنا لم أعمل، سامحني، أأكون
كافراً مسلم قال لا تصبح كافراً، حاشية. هذه هي القصة. هذا الفكر رد عليه العلماء وما إلى ذلك، وهذا الفكر تبنته بعض الجماعات السلفية المتطرفة ووصفوا الآخرين بأنهم مرجئة، بأنهم معطلة، بأنهم لا يعرفون، وحدث هناك ضجيج، لكن سيد قطب أخذ من هذا إلى أنه يوجد فرق بين الرب والإله. ولا أعرف الدين وما إلى ذلك، وسار خلفه أبو الأعلى المودودي هناك في باكستان، أبو الأعلى المودودي في منطقة الهند وباكستان ألّف المصطلحات الأربعة، يقول فيها نفس كلام سيد. أراد سيد تكوين تنظيم لإزالة الجاهلية، وكان هذا
التنظيم فيه تطبيق لأفكار معالم في. الطريق عزيز، ماذا سنفعل؟ أول شيء أبراج الكهرباء، انتبه منذ ذلك الوقت، منذ وقت سيد. نعم، وحالياً كانوا يفجرون ويكسرون ويخربون أبراج الكهرباء، تدمير المجتمع. فجروا أبراج الكهرباء. ثاني شيء فجروا الجسور، تعال إلى جسر هكذا وانظر كيف فجروا. ثالث شيء السدود، فجروها حتى يغرقوا، حتى تغرقوا. الدنيا! عجباً، وماذا سيترتب على ذلك؟ أن تنهار الدولة؟ ما هذا الكلام الساذج! هل لو حدث زلزال ستنهار الدولة؟ هذه
الدولة نظام، هذه الدولة إدارة، هذه الدولة لن تنهار برجل واحد فقط. القضية كلها أنكم إذا قضيتم حاجتكم في المواضع الثلاثة فالناس ستلعنكم حقاً، لكن الدول لن تنهار، وهذا ما... يحدث الآن يعني والذي حدث ملعونون، أجل، أنا جالس أقرأ بصوت عالٍ في كتاب "جرائم عصابات الإخوان المسلمين"، كتاب صدر سنة ستة وستين، وابنتي جالسة بجانبي وترى أنني لست ممسكاً بجريدة وإنما ممسك بكتاب، فقالت لي: "هل أنت تقرأ ماذا يا أبي؟ أأنت تقرأ جريدة أم تقرأ كتاباً؟"، قلت... لا كتاب قالت لي بالكتاب الذي أنت ممسك به، هذا قديم ستة وستين، وسخط عليّ. قلتُ لها: لماذا هو كذلك؟ لا تنظري عند ستة وستين. قالت لي: كيف يعني؟ أنت تقرأ
ما يحدث الآن. نعم، ما يحدث في سنة خمسين، ثانية وأربعين، سنة أربعة عشر، وهكذا كان خمسة وستين، خمسة لقد نبهتني إلى أن ما أقوله هو بالضبط ما يحدث. هذا يلخص لك كل شيء. ليت المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية يطبع كتاباً اسمه "رأي الدين في إخوان الشيطان". رأي الدين في إخوان الشيطان، من هم إخوان الشيطان هؤلاء، من هم، رأي الدين الشيخ حسن. محمود يا سلام، الشيخ هريدي، المشايخ الذين يفهمون، الذين يعرفون، ما هذا؟ هذه فوضى! هذا ليس ديناً، هذا عبارة عن تزمت. هذا ليس ديناً، هذا عبارة عن تكفير. يأخذ المسلم،
اسمه المسلم الصعب، وكنا نسأل مشايخنا نحن: "الفقهاء يسمونه المسلم الصعب، لماذا؟ لأنه صعب الأخلاق هكذا يعني؟" قال: "لا". من الصعب أن تُكَفِّره، من الصعب أن تُخرجه من الملة. فالناس اشتغلت على كتب سيد قطب واستخرجت منها مواطن التكفير، فهو يُكَفِّر المجتمع ويُكَفِّر الدولة ويُكَفِّر الناس. فلما فعلوا ذلك، انقسم الناس قسمين: قسم فَزِعَ من هذا واستنكروه وقال له: عيب يا سيد، أنت تُكَفِّر الناس، عيب. والقسم الثاني اتَّبَعه، والذي
رفض هذا كان في ذلك الوقت أغلب الإخوان، كان الأغلب، كان الأغلب، وقسم آخر لم يرفض. عندما خرج هؤلاء الشباب جميعهم من السجن، التقينا بهم. كان فيهم شخص اسمه مصطفى كامل، وكان زعيم القطبيين، وكان متزوجاً من إحدى بنات حميدة وأمينة، أخت سيد قطب، أخت سيد قطب، مصطفى كامل. والثاني كان اسمه عبد الكريم الصفدي، ولذلك يقولون إن كل الصقور الموجودين في مكتب الإرشاد في الفترة الأخيرة كانوا قطبيين. يا مولانا، هذه قضية أخرى، هذه قصة مختلفة تمامًا سنعرفها إن شاء الله. نعرف بديع ورفاقه، أي بديع وأصحابه، وهذا أمر مختلف تمامًا عن الذين هم... كان هناك شخص اسمه البارودي، وآخر اسمه مصطفى كامل، وثالث
اسمه عبد الكريم الصفطي. هؤلاء قبلتموهم بعدما خرجوا من السجن. نعم، هؤلاء هم قطبيون، أي أنهم كانوا مع سيد قطب إلى آخر لحظة، وكانوا يكفّرون المجتمع، وكانوا يكفّرون الناس وهكذا. لكن الذي حضرتك تتحدث عنه... هؤلاء يُسمَّون العشرات، أصحاب العشرات، الذين هم بديع ومرسي وغيرهم. هؤلاء شيء آخر تماماً غير الأبناء القطبيين الذين لم يعاصروا حتى سيد قطب إلا قليل منهم، يعني العريان وشاطر، كل هؤلاء أخذوا الفكر القطبي من الكتب وبفكر متأخر عمن كان موجوداً. نحن نتحدث الآن عمن عاش [تلك الفترة]. من عاش وعاصر القطب ممن عاصروه وأخذوا عنه وتربوا على يديه وكوّنوا تنظيمه، وهذا التنظيم
عندما قبضوا عليهم، طبعاً الناس تسأل: أنتم قبضتم على تنظيم سري، فلماذا تقبضون على الإخوان؟ لأنه تنظيم، فلماذا لا تفكّوه ونحن لا نقبض عليكم؟ ما الضرورة؟ الحكومة تفعل هكذا، نجد منطقاً عند... الحكومة في منطق عند الإخوان هؤلاء ما فيه منطق. أنتم لماذا مصممون يا فريد يا عبد الخالق أنك ترتبط مع هذه السفينة الغارقة؟ حقًا، إنك رجل طيب. عبد المعز عبد الستار فريد عبد الخالق، ألستم نصيبين؟ لماذا لا تتركونهم؟ حقًا، أبدًا. نحن معنا، كان معنا سعيد رمضان. زوج ابنة حسن البنا بالطبع كان يقول ماذا؟ كان
يحكي لابنه: "سنظل إخواناً ولو ضُربنا بالأحذية". هل انتبهت سيادتك؟ "سنظل إخواناً ولو ضُربنا بالأحذية". حسناً، يبدو أن هناك شيئاً في هذا الأمر. طيب، لا أحاسبك. إذاً، مَن الذي منكم ينتمي إليهم ومن الذي لا ينتمي؟ هلا توضحون هذا الأمر؟ وهذا وغيره عرضوه على حسن البنا وأبى قائلاً: "لا، لن أتركها، أنا مصمم عليه"، وهذا هو مكان البلاء. انظروا يا جماعة، أنتم هنا، فكركم هذا وتنظيمكم هذا. سيد قطب يقول ماذا؟ كتب، قالوا له: "يا سيد، اكتب لنا على سبيل التجربة الإنسانية، محققوك اكتب لنا على سبيل..." التجربة الإنسانية: ماذا فعلتَ أنت؟ قال: حسناً، فذهب وكتب مذكرة
بخط يده. ماذا كتب فيها؟ كتب فيها: "أنا أعلم أن جميع نظم العالم تعتبر ما فعلته جريمة". يا سلام! اعتراف واضح وصريح. وهذا ما كتبه، وعلى فكرة، هذه المذكرة المكتوبة أخذها وحفظها وهبة صاحب الشرق الأوسط. لا أعرف إذا كان حياً أم ميتاً أم أي شيء. المهم، وسأضمنها في كتاب اسمه "لماذا أعدموني؟". "لماذا أعدموني" سبق فظن الناس أن سيد قطب هو الذي ألّفه، هو الذي ألّفه، هو الذي كتبه بيده، لكنها كانت المذكرة التي كتبها للمحققين واعترف فيها اعترافاً صحيحاً، نعم كنّا نريد أن نزيلكم أيها الكفار، نعم نريد أن نزيلكم أيها المبتذلون، ماذا تفهم عندما تقرأ
هذه المذكرة؟ بالطبع حافظ ووهب في المقدمة يقول فيها أن هذا الشهيد وهذا القائد وهذا كذا إلى آخره. هل انتبهت سيادتك؟ فقط لكي تعرف كيف تسير الأمور. سيد قطب معترف على نفسه، أما أنا فرجل أخرج لأقرأ من الخارج وأتأمل وأرى أنهم أناس عادلون لم يظلموا أحداً، أناس كوّنوا تنظيماً للقضاء على المجتمع وتقويض أركانه. صحيح، إنها جريمة. هم لا يعرفون ذلك، يقول لك: "نحن نرتكب جريمة عند كل الأنظمة وخلق الله". حسناً، إذا كنت تعرف ذلك، قال: "لا، انتبهوا". أنا مسلم وأنتم كفار ولم تنتبهوا، فالذي حدث يا سيدي أن السيد قطب عندما قام بما قام به، جاءت الحكومة وعيّنت له شخصاً
كان شاباً في ذلك الوقت - رحمه الله - اسمه سمير ناجي. هذا المستشار سمير ناجي موضوع مهم يا مولانا، لذا أستأذن فضيلتكم أن نتناوله بالتفصيل واحدة الفاصل نُفْدِيه بالمستشار سمير ناجي. شكراً لفضيلة الدكتور علي جمعة. بعد الفاصل ننتظركم مشاهدينا الكرام للحديث المتواصل عن تكفير المجتمع وسيد قطب. أهلاً بكم. الحكومة عينت لسيد قطب المستشار سمير ناجي لكي يفعل ماذا يا مولانا؟ لكي يحقق معه. سمير ناجي رجل يعرف ربنا فخاف، ورجل على فكرة قبل ذلك. الحكومة
هيهياها أحضرته لكي يحقق مع الشيوعيين، فيكون قد أحضرته لكي يحقق مع الشيوعيين وأحضرته لكي يحقق مع الإخوان أو سيد قطب بالمعنى الصحيح. سمير رحمه الله كان يخاف ربنا، فلا تكون الحكومة قد لفقت لهم التهمة، يا ربي. طيب، اسأل أحداً من عائلة سمير ناجي قريب له ومن الإخوان من كبارهم وكان هو سبباً من أسباب البلية كلها منير الدلة. عندما جاء عبد الناصر ليقول للإخوان: "لو سمحتم، أحضروا لي حكومة ائتلافية، سنشكل حكومة ائتلافية وأحضروا ما تريدونه في الأمر". فقيل لحسن الوضيحي: "لا، نحن نريد أن نُرجع القوانين كلها
قبل أن تصدر". قال له... لا يستطيع أحد أن يفعل هكذا. أحياناً هذه دولة المستشار وفيها برلمان وفيها كذا وكذا، ولا يصلح. قالوا لابد هكذا، أتريد أن نقيدك أم لا تريد أن نقيدك؟ وبدأ يهدد عبد الناصر. المهم أن منير الدلة كان هو الذي قدموه لعبد الناصر، فقالوا من هو منير الدلة هذا؟ لم يعرفوه. الغزالي والشيخ البقوري والشيخ سيد سابق، أنتم تأتون لي بأشخاص لا أعرفهم! ولماذا؟ وبدأ يشك فيهم وفي نواياهم. منير الدلة هذا كان قريباً من المستشار سمير ناجي، فذهب إليه، والرجل يتحرق في الحقيقة ويحاول أن يطمئن قلبه. قال له: أنا لست مطمئناً لهذه المسألة، فأريد... أسألك، هل أنت رجل من بينهم؟
هل هم فعلاً فعلوا ذلك؟ قال له: نعم، منير الدلة يعترف على إخوانه. قال له: نعم، فعلوا ذلك. قال له: يعني أمسك القضية؟ قال له: امسكها وتوكل على الله واحكم فيها بالعدل. قال له: نشكرك. سمير بعد ذلك - رحمه الله - ألّف كتاباً الكتاب في الأسواق مطبوع أي موجود، محاكمته للتحقيقات مع الشيوعيين وتحقيقاته مع الإخوان المسلمين، لكنه لم يذكر فيها هذه الجملة. هذه الجملة كان يقولها عندما نذهب لزيارته وما إلى ذلك: "هذه بلدنا، ونشفق على الشباب، ونشفق على ما يحدث فيها من أناس فقدوا عقولهم، ومن
أناس لا يدركون بسطحية تامة". يتعاملون مع الدين والدنيا ويخلقون ديناً موازياً ليعبدهم. كان سيدنا الشيخ الشعراوي مرة جالساً هكذا فسأله صحفي قائلاً: "يا مولانا، افترض أن الإخوان تولوا الحكم، ماذا سيحدث؟" فسكت، فكرر عليه السؤال مرة ثانية، فقال: "لو تولى الإخوان الحكم لأفسدوا الدين والدنيا معاً". يا سلام! لأفسدوا الدين والدنيا. مع الشيخ الشعراوي، الشيخ الشعراوي، انظر كم الكلمة بليغة وحكيمة. هذا الرجل، الشيخ الشعراوي، كان يقرأ لسيد قطب القديم فكان يقول عنه "الشهيد سيد قطب". يا سلام! هل أنت منتبه؟
يعني لا يوجد في قلبه [شيء سلبي]، أليس منتبهاً لأربعين تصريحاً بأننا كفار؟ الشيخ لا يعرف. لم يقرأ كل هذا الهراء. الحمق يعني حمق، فالرجل بعد سنة أربعة وخمسين واُعتقل وما إلى آخره، كفر بالدنيا والمجتمع والناس وكل شيء، وأنشأ هذا التنظيم السخيف الذي كان فيه عبد الفتاح إسماعيل. فتاح إسماعيل كان سيصبح وزير خارجية. عبد الفتاح إسماعيل كان قد أكمل الثانوية الأزهرية وكانوا يبيعون الأرز فقط وانتهى الأمر، يعني حسناً، رجل طيب رجل صالح، أي شيء، لكنه ليس وزير خارجية. كان في التنظيم في حكومة الظل وزير خارجية. ماذا نأخذ من هذا؟ السذاجة!
ماذا نأخذ من هذا؟ السيطرة على المجتمع وانتهى الأمر. هذا مثل ما حدث مؤخراً، الأولاد فقط بسذاجة يعني أحضروا أناساً ليس لديهم رؤية ولا لديهم شيء على الإطلاق، وقد أفسدوا المجتمع بدءاً من هشام عبد الله وصولاً إلى محمد علي وحامد، ويحيى حامد. في الحقيقة، وبكل بساطة، الأمور لها وجهها الصحيح، لكن هذا بسذاجة شخص لا يعرف، سواء ركبنا حافلة مع الناس، فتوصف الشجرة. هذه طبيعتهم دائماً، ليسوا أبناء اليوم هكذا لأنهم عبد مشتاق. أعرف أن الصحيح كان مصطفى حسين رحمه الله ضد أحمد رجب رحمه الله، يقول عبد مشتاق، أن يتولى السلطة، ومشتاق أن يمسك شيئاً هو لا يعرفه، لكن ليست هذه هي القضية. أنك تملك يا سيد أن تطبع أربعين تصريحاً في أربعين صفحة، أربعين قلماً. أربعون صفحة يعني ليست كلمة عابرة
ولا موقفًا عابرًا، لا، هذا منهج، هذه سطور تملأ أربعين صفحة يكفّر فيها المجتمع ويكفّر فيها الناس إلى أن كتب بيده "لماذا أعدموني" الذي هو لم يكتبه، لكنها المذكرة التي نشرها، وكان ماسونيًا أيضًا سيد، أو اعتنق. أو كتب مقالاً بهذا المعنى، لماذا كنت ماسونياً؟ أو يرد على شيء ما، أو هل لدى فضيلتك معلومات تتعلق أيضاً به؟ الصورة واضحة بالنسبة لحسن البنا قليلاً. لا، يعني نحن قلنا إننا أهل توثيق ولن نقول أي شيء غير موثق. إلا هكذا طبعاً، لماذا أنا ماسوني؟ هذه منسوبة إليه، منسوبة إليه. نعم، هناك أشخاص ربما كانوا يكتبون مقالاً، أي أنها منسوبة إليه، يعني ليس هو الذي كتبها، ليس هو الذي يقول "أنا مسوني" أو ما شابه ذلك إلى آخره. سؤال عرضي إذا سمحت لنا مولانا، هل صحيح أن سيد قطب هو خال أستاذتنا الدكتورة آمنة نصير؟
البعض يروج كذلك على مواقع التواصل الاجتماعي هل لي حقيقة؟ لا ليست حقيقة، لا ليست حقيقة. لدينا في الصعيد، لدينا في الصعيد يقولون "خالي" لمطلق القرابة أو القرابة أو البلديات، يعني بلديات كما نقول "خالنا"، يقولون "العمي"، والشاعر عبد الرحمن الأبنودي، نعم الخال عبد الرحمن. الخال عبد الرحمن الأبنودي لأنه يُخال، آه يُخال، تعالَ يا خال، روح أخال، أخذت بالك؟ وإلى أين أنت ذاهب؟ ذاهب عند خالي. وهذه لها أصول قديمة، كان المسلمون يتزوجون المسيحيات في بداية الفتح الإسلامي، فتكون أمي مسيحية وأبي مسلماً، ولم تكن تدخل الإسلام، أي تبقى على مسيحيتها، هي تبقى على أخي تزوج بنت خالي المسيحي، نعم، بنت خالي المسيحي أيضاً،
نعم، فأصبح خالي هذا أيضاً. في بعض البلدان يطلقون لقب "خال" على المسيحيين، نعم. هل انتبهت؟ عندنا في بلدنا نطلق لقب "خال" أيضاً على عبد الرحمن الأبنودي ونطلقه كذلك. والذي حدث هو أن مستشار الدمرداش العقالي كانت له أشياء ربما صحيفة المصري اليوم أو ما شابهها إلى آخره التي نسبت الزواج للدكتورة آمنة نصير لكي يكون مشاهدونا على دراية بالأمر، يعني كتبت أن السيد اطبخال زوجها، فأخذ الناس الخبر بناءً على اعتبار أنه هو، لكنه ذكر (أو وضعها) أين؟ ذكر أنه من نفس بلدها، نعم ذكر أنه من نفس أستاذتنا آمنة محمد، مَن يكون مصير أمها؟ أهي أم أبناء مصير فاطمة أبو السعود؟ محمد حسن هذا
الذي في اسمها، أيكون جد أم سيد؟ أم هذا شيء آخر؟ يعني، هل أنت منتبه كيف يصبح خالاً من هذه الناحية؟ ذلك الشخص الذي يسمونه خالاً دائراً، لكنه... ليس صاحب عربة بعيدة ولكن ليس شقيق والدتها ولا ابن عم والدتها ولا يعني ذلك أصلاً. فلو كان دخلها لكانت هي ابنة نفيسة أو شوق أو أمينة أو حميدة. نعم، المرأة اسمها فاطمة، فهي ليس لها علاقة بذلك، لكن هذه البلدة بلدنا وهؤلاء الناس هم أهلنا. نحن نعرف نحن نرى نعرف سيد من هي أمه من جدته من خالته من كذا إلى آخره توثيق الثاني أيضاً نعرف أنه غير موجود حسن البنا نحن نعرف أنه غير موجود وهكذا فنحن نعرف بلدنا يا أخي بلدنا نعرف
نحن مصطفى مشهور هذا من وعلي مشهور في الشرقية من ومن هو سالم بن سالم المشهور؟ وهكذا ليست بلدنا وليسوا أهلنا وليس مجتمعنا وليسوا أقاربنا وليسوا أحبابنا. بسرعة وبانفعالات متوترة، فالناس تعرف بعضها بالطبع. إذاً، لا تفعل هكذا، لا تجعله يعني التنويم هذا، يريد أن ينام وأن ينوم الآخرين. لا تفعل هكذا، لا تستخدم هذه الطريقة. إذاً سيد قطب غيّر عقيدته وأصبح مكفراً، صحيح. هيا بنا في عدة حلقات أحضر لك الأربعين ورقة هؤلاء يا ليت، وأحضر لك أيضاً "لماذا أعدموني" ونقرأ منه ونرى ما هي القصة. نعم يا سيدي، لأنه من وراء هذا ظهر من؟ شكري مصطفى، صحيح. وظهر من؟ الطالب الذي ينتمي إلى الجماعة الإسلامية، كله أصبح الجهاد. كلُّ الجماعات التكفيرية كلها خرجت
من هنا، وفي النهاية في أيام محمد مرسي جاءنا أحد المستشارين، وكان هو... وبعد ذلك نقول له إن الأوضاع خطيرة، فقال: لا، الحمد لله، لقد انتهى الأمر واتفقنا جميعًا. مَن الذين اتفقتم جميعًا؟ مَن هؤلاء الذين اتفقتم جميعًا؟ أنصار بيت المقدس والمصرية وداعش؟ داعش ظهرت وسنحضرها أيضاً والقاعدة، وكذلك اتفقنا جميعاً أن يكون هذا تحالف الشرعية. يا إلهي! هؤلاء أناس لا تعرفهم الدولة، ولا تعرف أين ترحلهم. تحالف الدم، نعم. إنهم لا يعرفون، لا يعرفون شيئاً، لا يعرفون لا ديناً ولا دنيا. صدق الشيخ الشعراوي، لقد ضاع الدين وضاعت الدنيا. صحيح، لا فضل فيك يا... مولانا شكراً جزيلاً، حيّ على هذه الإطلالات وهذه الرؤى القيمة والضافية. يعني شكراً لضيفي الكريم فضيلة العلامة الجليل الأستاذ الدكتور
علي جمعة. أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، والرحلة متواصلة، سنتحدث في الحلقات القادمة أيضاً عن سيد قطب بالتحديد عن كتاب "لماذا أعدموني" لحافظ وهبة، ثم أكثر من أربعين صفحة. يتحدث فيها عن تكفير المجتمع والمجتمع الجاهلي لنوضح حقيقة الإسلام المعتدل وكيف أنه أبعد ما يكون عن هؤلاء. دمتم في أمان الله ورعايته وإلى اللقاء.