المتشددون | حـ 18 | سيد قطب ماله وما عليه جـ 5 | أ.د علي جمعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا الكرام، يتجدد اللقاء ومعه نجدد التحية، تحية من عند الله طيبة مباركة في هذا اللقاء الإيماني الفكري المتواصل دائماً للتعرف والتوقف وتسليط الضوء على مواطن الضعف والخروج على النص لدى هؤلاء الذين يسيئون إلى الإسلام إساءة بالغة، وهم أبعد ما يكونون عن هذا الفكر اسمحوا لي أن أرحب بضيفي الكريم فضيلة العلامة الجليل أستاذنا الدكتور علي جمعة. أهلاً بك مولانا، أهلاً وسهلاً. أشكرك يا ثبت الدعوة. الحقيقة إننا استمتعنا على مدى سلسلة من الحلقات، ما
زلنا نتحدث عن السيد قطب. هذه ربما تكون الحلقة الرابعة أو الخامسة وفكرة التحول الفكري الذي أصابه أو الانحراف. الذي أصابه ومن ثم مجموعة من الأفكار خرجت لتخرج من عباءته بعد ذلك مجموعة من الجماعات تقدم صورة مغلوطة تماماً عن الإسلام والمسلمين. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. كثير من الشباب يسأل ما الفرق بين الإسلام وبين أفكار هؤلاء. الناس صحيح وهو سؤال مشروع وينبغي علينا أن نهتم به جداً، وأنا أرجع إلى سيدنا صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام وهو يقول: "أرأيت الشمس؟ فعلى مثلها فاشهد". يا سلام! واضحة في كبد السماء. يعني نعم، توقفت كثيراً شاباً
وكهلاً وشيخاً أمام هذا الحديث، وأنقذني هذا الحديث من الظن. المسيء بكثير من المواقف التي يحدث فيها التباس هل شريف فؤاد يقصد إهانتي عندما قال أو نظر أو عمل كذا، وبعد ذلك يتضح أنه من أكثر المحبين لي. سبحان الله، نعم، إذاً الظن السيء، ولا يحيق الظن السيء إلا بصاحبه، أن تظن وأن تبني على هذا الظن ثم... تنحرف بعد هذا الانحراف في انحرافات كثيرة، كلها مبدؤها هو عدم الوعي بهذا الحديث الشريف. أرأيت الشمس؟ نعم، الشمس مُشرقة هكذا في النهار، جميلة، هي سبب النهار وما شابه.
فعلى مثلها فاشهد، إذا أردت أن تشهد فاشهد على الشمس، أترى شيئاً بعينيك؟ هذا ولد. لدينا مصيبة سوداء وداهية مُرّة، وهي ما نصدق ما نسمع وننكر ما نرى، مع أن المثل الحكيم يقول: "لا تصدق كل ما تسمع، وربما نصف ما ترى". فالإمام مسلم عندما وضع صحيحه، أورد حديث النبي صلى الله عليه وسلم في مقدمته: "كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع". ما سمع وفي هذه الرواية يصبح "كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع"، يعني أن الذي سيحدث بكل ما سمع سيخطئ ويكذب ويقول شيئاً خاطئاً. فالذي حدث
هكذا وأنت تقرأ لسيد قطب، سيد قطب يحكي عن نفسه ويقول ما هو هذا التغير الفكري الذي حدث له ولماذا، وما الذي حصلت الرواية والحكاية أنه كان هناك شخص اسمه أحمد حسين، وأحمد حسين هذا رجل شاب سافر إلى أمريكا، وعندما سافر إلى أمريكا رجع واستقال من الوزارة، وقال لهم: "أنا لا أريد وزارتكم هذه"، وأنشأ جمعية اسمها جمعية الفلاح، وهذه الجمعية تهتم بالفلاح وأحواله والبذور وتربيته وتنميته.
وأشياء من هذا القبيل. حكاية الفلاح والاهتمام به كانت موجودة أيام الملك وتولاها حامد بك جودة. نعم، تحدثنا عنه وقت موضوع القتل. حامد بك جودة هذا كان رئيس البرلمان، رئيس البرلمان المصري، وعمل في المنيا. هو من سوهاج أو من أسيوط، يعني من قلب الصعيد، من قلب... الصعيد أقام في المنيا قرية على أربعمائة فدان نموذجية لكي تكون مثالاً لتطوير الريف المصري حتى يصل إلى مستوى الريف البريطاني. يعني بدلاً من أن يذهب العرب للشراء في الريف البريطاني، يأتون للشراء في الريف المصري، شيء مثل ذلك. أحمد حسين كوّن جمعية الفلاح. سيد قطب من الحساسية التي
حدثت له في أمريكا، لاحظ هذا الموقف، أحمد حسين هذا شاب، ما الذي يجعله يؤسس جمعية الفلاح، فينضم إليها أحمد حسن البقوري، وينضم إليها عبد الرزاق باشا السنهوري، هذه أسماء كبيرة - هل تنتبه؟ - وينضم إليها فلان وعلان من الأكابر الذين هم أكبر منه، فلابد أن أمريكا تدعمها يا جماعة، ليس هكذا مثل هذه المؤامرة. انظروا كيف تعمل هذه العقلية، انظروا كيف يتم ربط المعلومات، لأنها أصبحت هذه الطريقة هي طريقة المثقفين من الإسلام السياسي للأسف الشديد. هكذا أنتم تسيرون بشكل خاطئ،
أنتم تريدون الذهاب إلى الإسكندرية فذهبتم راكبين قطارًا إلى أسوان في الاتجاه المعاكس، أو ثانيةً في وذهبتم إلى محطة مصر وقطعتم التذكرة وذهبتم لرؤية القطار وركبتم القطار. يا جماعة، ليس هكذا، النبي عليه الصلاة والسلام لم يعلمنا هكذا. النبي عليه الصلاة والسلام علمنا التوثيق الصحيح، وأنتم هكذا تعلموننا الأوهام. السيد أطبه قال: "ما هي بينة"، هي لا يا سيد، ليست بينة. ماذا يعني عندما أحمد حسين جلال وسنهوري والباقري هم كل هؤلاء يا مغفلين يا عملاء. القضية هنا أصبحت أن البعيد إما أن يكون مغفلاً وإما أن يكون عميلاً، ولذلك تجد بعض التيارات التي تفكر بهذا المنهج تقول لك: حسناً، أليس حسن البنا هذا يهودياً؟
حسن البنا قادم من المغرب، والمغرب عشيرة الساعاتي، والساعاتي دخلت الإسلام. على يد بن طومة ويكتب هكذا عباس محمود العقاد، ليس لأنه يعتقد في ذلك، لأن صياغة المقالة التي نشرها في الأساس لم تكن هكذا. صياغة المقالة التي نشرها في الأساس تقول ماذا؟ أنا سأداويكم مما تفعلونه بنا، نعم سأداويكم من الكأس الذي تملؤونه، فتصرف بنفس... المنهج وكُتب بنفس الطريقة والأسلوب، والبنا معناها ماسون، وماسون تعني ماسوني. ما هذا؟ ما هذا الربط؟ ولذلك مرة من المرات الله يرحمه رجاء النقاش طبعاً كتب مقالة ينتقد فيها عباس العقاد، كتب مقالة في ربما عام ألفين وقليل هكذا، يقول فيها كيف يقع عباس العقاد في هذه الحكاية؟ لم ينتبه لا يعتقدون ذلك، وهذا
يغيظهم، أتدرك كيف يغتاظون؟ وكان الأدباء في ذلك الوقت يفعلون ببعضهم هكذا، أتلاحظ؟ متميزة، وحادة، ويرمون له شيئاً هنا، طريقتهم كانت هكذا. زكي مبارك مع العقاد، زكي مبارك يقول لك إننا لو صححنا الكتاب عشر مرات أو خمس عشرة مرة، لا يُجدي، يظهر في... أخطاء أربعة على إذا كانت هذه الحروف التي هي مجموع الحروف التي كانت صحيحة، والتي يجب أن تخطئ فيها. فقال له العقاد: "لا، أنا أصحح من أول مرة ولا أخطئ". فقال له: "حسناً، خذ هذا النص وصححه". فصححه، وبعد ذلك صححه زكي مبارك، فأظهر له زكي مبارك.
كلمة "هو" ما انتبه لها منا جعفر مكتوبة "جفعر" بتقديم الفاء على العين، فجلس زكي مبارك مع العقاد وسأله: ماذا يعني هذا؟ قال له: استلم! هذا جعفر الجعفر، فشتموا العقاد. كانوا هم هكذا، لديهم حدة في التعامل، وكانوا يقولون لك: حسناً، ذق مما قد سقيتني منه. وعندما يرد مصطفى الرافعي على العقاد "على السفود"، أي أنه سيشويه، بمعنى سيضعه على سيخ السفود الذي هو السيخ الذي نصنع عليه الكباب والكفتة ونحو ذلك. فأنا سأشويك على السفود هكذا. المهم أن العقاد لم يكن يكتب هكذا اعتقاداً، بل
كان يكتب هكذا تنكيلاً وإغاظةً، وهذا كأنه... ببساطة، الرجل وطيبته - يا عيني على الطيبة التي أوردتنا المهالك - مخالف لسيدنا رسول الله. إنه لم يترب على يد شيخ، ولو كان تربى على يد شيخ لقال له: "لا يا بني، لا تظن الظن السيء، فكل شيء بيد ربنا". هذا الربط سيء حقاً، ولذلك عندما قُتل حسن. قال البنا سابقاً: واحد يقول لك إن الإنجليز هم الذين قتلوه، والثاني يقول لك لا، بل الملك هو الذي قتله، والثالث يقول لك لا، إبراهيم عبد الهادي هو الذي فعل ذلك. واتضح أنه ليس هذا ولا ذاك ولا الآخر. الأمر بسيط جداً أنكم نعم ضربتم مثالاً على مراد حمد جودة، جلب لكم أحدهم قتله هذه البساطة التي هي المتوافقة فعلاً مع كون الله سبحانه
وتعالى السيد. في الحقيقة أنه وجد جمعية هذا الفلاح الذي غيَّر الآية. انظر كيف! فها هو أحمد حسين قادم من أمريكا، إذاً هم يساعدونه الأمريكيون، ومعه الشيخ البقوري والمسرح السنهوري. قلنا إن سيد قطب كان يعمل. في البداية كان مع رجال الثورة وكانوا يرشحونه حتى لتولي وزارة المعارف أو ما شابه ذلك، فسيد قطب وجد أن شخصاً يدعى فؤاد جلال الذي أصبح وزيراً فيما بعد، كان يهمس في أذن عبد الناصر من أجل ضرب الإخوان المسلمين، فتكون هذه الجماعة أمريكية، وهذه أول دلالة لديه. فؤاد جلال رجل أمريكي، والأمريكيون ضد الإخوان المسلمين كما رأيت بعيني عندما فرحوا
حين مات حسن البنا. إذاً فؤاد جلال هذا، النوع من الترتيب خطير جداً وهو المؤامرات، يعني يخالف حتى الطبيعة. هذا خطير جداً وليس إسلامياً وهو ضد ما ورد عن رسول الله وليس واقعياً. المصيبة الآن... إنه هو التفكير الذي يتخذه الإخوان المسلمون إلى الآن والذي يتخذه عموم المفكرين المسلمين إلى الآن، الربط الساذج نعم، الذي يترتب عليه هذا، هذه يعني الحقيقة معضلة كبيرة نحتاج أن نتوقف عندها بشيء من التفصيل الذي سمح لنا وقتنا مولانا بعد هذا الفاصل. فكرة التخوين والتكفير والتفكير الخطير الذي أورده العلامة الجديدة الدكتور علي جمعة
عن رؤية سيد قطب. نواصل بعد هذا التوقف مشاهدينا الكرام هذه الرؤية، ونواصل في هذه الحلقة من برنامج "المتشددون". ما زلنا نتحدث عن الأفكار المغلوطة وانحراف السيد قطب. فضيلة العلامة الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، أرحب بكم مجدداً. إذاً المنهج الذي اتبعه سيد قطب في... رؤيته لأحمد حسين ومجموعاته كانت منهجًا خطيرًا لا يتفق والإسلام، منهج مؤامراتي، وبالتالي ربما كان هذا هو منهج جماعة الإخوان في النظر إلى كل المجتمع وكل قياداته
الفكرية. تجد هذا المنهج مسيطرًا في كل كتاباته، إذ يتكلم بجمل لا علاقة لها بعضها ببعض، ثم يستنبط منها نتيجة مختلفة تمامًا ولكنها تكون متجهة إلى الرغبات والشهوات والعاطفة والمرادات ولا علاقة لها بالواقع. معك يُعدّ مستنداً، خطاباً مثلاً موجهاً يقول لك: "نحن ما زلنا في حاجة إلى إعداد مستند الإخوان المسلمين". حسناً، ما الفكرة؟ قال: "الفكرة أن جمعية الفلاح هذه تريد أن تحطم الإخوان المسلمين وبطريقة سلمية". انظر، إلى الوهم،
الذي يريد أن يكسب الإخوان المسلمين لأنني مرة قلت لك إن عبد الناصر هذا أخرج تسعمائة وأربعين شخصاً من السجن. أتعلم ماذا فعل حسن دوح؟ شتمه في المنيل في مسجد السلام الذي في المنيل. هذا حسن دوح رحمه الله قام وشتم جمال. هذا ما زال يُخرِج لكن بالأمس تسع. مائة وأربعين قرشاً، فعبد الناصر كان يريد أن يأخذ الإخوان المسلمين تحت مزاعم أنهم قوة سياسية موجودة في ذلك الوقت، لكنهم قتلوا أنفسهم. لا، هذه جمعية الفلاح الأمريكية. من الذي قال لك إن جمعية الفلاح أمريكية؟ هذه جمعية الفلاح جاءت تطويراً لما عمله حامد جود. جمعية الفلاح الأمريكية تريد الانهيار. حركة
الإخوان المسلمين لماذا؟ حتى يشيع الفساد في البلاد والعباد! يا سلام! الله! هم القيّمون! يعني أنتم تظنون أنكم الذين تشيعون؟ قال! آه! ما نحن الوحيدون! انظر! انظر إلى الأنا! انظر إلى الذات كم هي كبيرة! نحن الوحيدون الذين سبب هذا أننا ضابطون المجتمع! أأنتم الذين تضبطون المجتمع أم أنتم؟ الذين أفسدوا المجتمع وأفسدوا الإسلام، أين ذهب الأزهر إذن؟ لا، قالوا انظروا إلى الأزهر وكلماته في كتبه وأدبياته، أمرَ بأن ينام وينيم. يا سلام! "ينام وينيم" هذه موجودة في أدبياته، أمرَ أن ينام وينيم. يا إلهي، أنتم سيئون جداً حقاً،
لأن هذا ليس واقع الأزهر. هو الذي حافظ على الأزهر هو الذي حافظ على القرآن، الأزهر هو الذي حافظ على الإسلام، الأزهر هو منارتنا، وبكل تواضع، بكل تواضع، علماء الأزهر، كان شيخنا الشيخ أحمد مرسي يقول لي: "مجاور يا ابني"، يعني فقير. علماء الأزهر لم يطلبوا الدنيا وزينتها، علماء الأزهر لم يطلبوا الحكم والسلطان، علماء الأزهر عملوا لوجه الله. ومجاور يا بني يعني فقير. هكذا علماء الأزهر أوهام في أوهام في أوهام. جماعة الفلاحة الأمريكية، جماعة الفلاح المصري التي تريد تطوير الفلاح المصري، التي هي أحد أهداف عبد الناصر والثورة، أنه قائم لأجل ذلك. كان حسن التهامي - رحمه الله - يقول لي: "نحن قائمون من أجل الفلاح"
هكذا في عقيدته أنه يستشهد في سبيل الفلاح المصري، أي فلاح لا أعرف، لكننا قائمون من أجل فلاح ننقذه مما كان يُمارَس عليه من السخرة والاحتقار ومن كل شيء. السيد أخذ وقال هكذا، هذا الفلاح، أنا أمريكية وأمريكا تريد أن تضرب الإخوان بسبب الفساد في المجتمع. فلما جاءت سنة أربع وخمسين، تم القبض عليه في أكتوبر سنة أربع وخمسين. فيقول إن المحقق كان صلاح بيك دسوقي رحمه الله، فيقول إنه قال للمحقق: "أنا
أعتقد أن هذه العملية تمثيلية" أو يعني مؤامرة أو نحو ذلك. فقال له: "ياه يا سيد بيه"، صلاح دسوقي الذي هو المحقق يقول. قال له: "يا سيد بك، أنت تعتقد أنها تمثيلية وأنت بهذه الثقافة وبهذا الأدب وما إلى ذلك، وأنت رجل مشهور، أي هذا غير صحيح، ما هذا؟" قال له: "أنا لم أقل تمثيلية". قال له: "إذاً ماذا؟" قال له: "أنا أقول إن وراءها شيئاً أجنبياً، هل انتبهت أن هناك حادثة قد عبد اللطيف ضرب جمال عبد الناصر معترفاً، والهندوي دوير هو الذي أعطاه السلاح، والاثنان أُعدِما. يعني أنت منتبه من... انظر إلى اليقين وانظر... أنا متحير هكذا أنه يوجد
شيء يعني من أمريكا، ما هذا؟ إذاً الناس تسخر منا هكذا حقاً؟ ما الرابط بين هذه الجمل المتفرقة؟ هذا... ولا السريالية هذه شيء يتجاوز الزمن، فأنا أتصور يا سيد صلاح أن هناك شيئاً ما. فهدى عندما قال له: "لا، هذه ليست مسرحية، ولكن ربما فيها موضوع"، قال له: "من الممكن، من الممكن أن تستغلها أمريكا، من الممكن أن أمريكا يعني... ماذا يهمني أنا؟ ما أمامي الآن هو محمود عبد مسدس من هنداوي دوير لأجل قتل عبد الناصر، ومحمود التابع للإخوان المسلمين، سباك في إمبابة تابع للإخوان. عبد دوير هذا محامٍ تابع للإخوان، وهؤلاء في التنظيم السري.
هذه الحقائق حقائق أم لا يا سيد؟ حقائق وأمور واضحة، يعني هل تنتبه؟ كيف تكون تمثيلية إذن؟ أنا لم أقل تمثيلية، أنا قلت أرجوكم لوجه الله، ليس هذا هو الذي يتبع الخطة بشكل خاطئ، إنه أمر لا منطق فيه، ولا ترتيب فيه. الأمور المعلومة تُستخدم للتوصل إلى المجهول، لكن هنا توجد مجموعة من الترهات والخيالات والرغبات. وأنا رغبتي أن أصف هذا المجتمع، فيقول ماذا؟ أحمد حسين أو سيدك سيد قد يقول فلما... خرجتُ من السجن فوجدتُ المجتمع غارقاً في فسادك، هذا كان عام اثنين وستين يا مولانا. عندما خرج، ماذا سيجد؟ اثنين وستين، أي أن صلاح كان يُحقق معه في عام
أربعة وخمسين، وكان يحترمه ويخاطبه قائلاً: "يا سيد بيه"، وكان يقول له: "أنت رجل مثقف". لا تقل هذا الكلام. أذكرك بالمستشار سمير ناجي عندما ذهب إلى منير الدلة وقال له: "أتتولى القضية أم لا؟" لأنه يعلم أن هناك ظلماً يحدث في المعاملة كما ظلموه. قالوا له: "أنت تضع شروطاً وعليك عشر سنوات سجن"، مثلما اعتقلوا ثمانية عشر ألف شخص وشردوا أسرهم. هذا كلام ظلم. ولذلك أقول لك إنني معجب جداً بما يحدث الآن في عصرنا الحاضر بالقانون والقضاء، حسناً. والفكر، الفكر أن لا إله إلا الله وأن إليه الرجوع. الفكر لا يقابله إلا الفكر، نجلس ونتحدث، لكن إذا أمسكت طوبة أو أمسكت مسدساً أو أمسكت سكيناً، سيُقبض
عليك بالقانون لا بغيره. حسناً، السيد يقول... ماذا يقول إذاً؟ أن جمعية الفلاح التي هي أمريكية في ظنه تريد هدم الإخوان المسلمين لأنه سمع فؤاد جلال يحاول أن يوقع بين الحكومة وبين الإخوان بالرغم من أنه موجود وأنه حدثت أربعة وخمسون جزءاً من هذه الخطة التي ظللنا نبحث فيها ونحقق وتدخل فيها القضاء وتبين أنها هكذا لكن... أيضاً أمريكا وراءها - لا أعرف كيف - وأن هناك حدثاً حصل يُسمى مذبحة طره. هذا ملخصها حتى لا يدّعي الناس أنها كانت محاولة للهروب من السجن، فقد قُتلوا داخل الزنازين
بإطلاق النار. لا يوجد حميم فيدافع عن آخر. وهذا مع هذا مع هذا يُظهر أن أمريكا تريد انهيار الإخوان فساد المجتمع المصري! حسناً، لماذا لا نعرف كيف سيفسد ولماذا سيفسد؟ على فكرة، كانت أمريكا حينئذ أشد الدول تمسكاً بالبروتستانتية. دعنا من ذلك، ما هو الدليل؟ وجدت ورقة، وجدت كتاباً، وجدت توجيهاً! الناس قالوا هناك في الإذاعة هكذا إننا نريد أن نقضي على الإخوان المسلمين. إذاً، ترهات في ترهات! أنا كيف أعطي القيادة لشخص له عالمه ويفتقد حقًا المناحي الأربعة وله مفكر وبسيط يا حسرة وجلس
هكذا، فلما خرج واجهوا العين فكرة، هذا ما حدث في التجربة المريرة التي أخذتها مصر من خروجه، في أي سنة خرج؟ خرج في اثنين وستين، اثنين وستين وجد المجتمع يا حسرة غارقًا في الفساد لأنه ضُرِبت الإخوان المسلمين، ما هذا الربط الغريب؟ ومن الذي قال لك أن المجتمع غرق في الفساد؟ المجتمع كان أفسد من ذلك بكثير في سنة عشرين. المجتمع الذي يصوره أحمد أمين في كتابه "حياتي" سنة ألف وتسعمائة وسبعة أفسد من ذلك بكثير جداً. هذا المجتمع كان فيه دعارة. رسمي، نعم يا سلام، هذا المجتمع هل كان فيه الناس تبيع شِراكًا؟ هل كانت الناس حافية؟ صحيح، من الذي قال لك أن المجتمع استغرق هذا يا سيد؟ إنني أقول للشباب وأقول لكل الناس: يا جماعة، هذا الرجل
مُحرِّف، هذا الرجل ليس لديه منطق وترتيب عقلي يمكنه من هذا. نعم، أديب نعم، أديب من الدرجة الثالثة، ولكن ليس له فكر ولا هو عالم ولا هو أي شيء، وهذا الرجل نحن من كلامه لن نخرج بشيء، ومن ترتيب عقله نقول إنه غير معتمد بشكل صحيح، وسنكون معه إذا أذنت لنا مولانا في بعض الحلقات الأخرى عن هذا التغير والانحراف الفكري القصة ليست قصة أحكام جزئية، صحيح، إنها قصة عقل يفكر، والعقل الذي يفكر هذا غير موجود حقاً. هؤلاء الناس ليسوا عقلاء، ولذلك نريد أن نكشف هذه القصة واحدة تلو الأخرى هكذا. هو ومن كلامه، أنا عندما كنت جالساً أقرأ كتاباً ووجدت جمعية الفلاح، وهذه الجمعية أمريكية، والأمريكيون يريدون
أن يفعلوا... أصور وأصور وأقول لا، هذا أنا ضد هذا وأنا أريد الإخوة المسلمين وأريد بلدي لأنني أريد الإخوة المسلمين. عندما أجلس وأتحدث معك هكذا عشرين سنة، ماذا ستصبح في النهاية؟ ستصبح شيئاً لا يعرف التفكير بشكل صحيح، وهذه هي الخطورة، وليست أي شيء آخر، ليست الأحكام الجزئية، بل التفكير والمنهج مصيبة، لكن فقدان العقل وفقدان المنطق وفقدان المنهج هذه مصيبة، وسنكشفه من كلام سيدنا. حتى لم يتعلموه من الأعرابي الذي قال إن السير يدل على المسير والبعر يدل على البعير. رجل كانت فكرته إعمال العقل، أي أن الناس تُعمِل عقلها في الربط. أنا أشكر فضيلتك شكراً. جزيلاً. إذا كان الحديث متواصلاً عن التحول الفكري أو الانحراف أو غياب العقلية الفارقة لدى سيد قطب وما تلاه بعد ذلك من خروج أفكارٍ هدّامةٍ كثيرةٍ أساءت للإسلام ولجماعة المسلمين، حتى نلقاكم في حلقة جديدة من برنامج المتشددون
وفضيلة العلامة الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة الذي أشكره كثيراً. نترككم في رعاية الله مشاهدينا الكرام، ودمتم في أمان الله، وإلى