المتشددون | حـ 20 | سيد قطب ماله وما عليه جـ 7 | أ.د علي جمعة

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا الكرام أينما كنتم، حلقة جديدة من برنامج "المتشددون". نؤمن وهذا عن يقين أن الإسلام هو دين الرحمة والتسامح والحب والتعايش وقبول الآخر، وهو معتدل في أساسه. أما الأفكار التي تخرج، وهذه الأفكار لجماعات، هي نبت شيطاني أبعد ما تكون عن منهج الإسلام المعتدل والصحيح. في رحلة تاريخية وإيمانية في عقل جماعة الإخوان ومن انبثق عنها من جماعات أعطت صورة سيئة جداً عن ديننا الحنيف، أرحب دائماً وأبداً بفضيلة العلامة الجليل الأستاذ الدكتور علي
جمعة مفتي الديار السابق وعضو هيئة كبار العلماء. أرحب بفضيلتكم يا مولانا، أهلاً وسهلاً بكم. ما زلنا نعيش أو نبحر في سيد قطب وهشاشة الفكر، وفضيلتكم قدمتم لنا دلائل في حلقة سابقة عن هشاشة هذا الفكر وصولاً إلى أنه كان يؤمن أن هناك أو قال أو لمَّح أن هناك نوعاً من الخيانة بين أعضاء جماعة الإخوان المسلمين. كيف كان ذلك يا مولانا؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، بعد أحداث أربعة وخمسين حدثت ما أسماها الإخوان بمسبحة سبعة وخمسين في الليمان، وذلك أنهم رفضوا الانصياع لأوامر القادة وتمترسوا في الزنازين وحدثت مشادات بينهم وبين الضباط، ومن
أجل ذلك أطلقوا النار في الهواء، ورأى الإخوان بعد ما قُتل واحد وعشرون. منهم من يرى أن هذا نوع من أنواع التصفية الجسدية للإخوان. طبعاً نحن نعرف من معلوماتنا المكتوبة في الكتب أن الإمام كان هناك أربعمائة شخص، والإخوان في مصر من الإخوان المسجونين في مصر كانوا أربعمائة أيضاً، وفي السجن الحربي كان ألفان، وهؤلاء هم المقبوض عليهم من الإخوان، وبعد ذلك أفرجوا الناس في أواخر أربعة وخمسين وخمسة وخمسين قبضوا ابتداءً على ثمانية عشر ألف شخص دفعة واحدة. فمن يقول لك: "لماذا تقبضون علينا جميعاً؟"، لا، بل قبضوا على كل من له علاقة بهم. وكان عبد الناصر، رحمه الله، يقسم الإخوان قسمين: قسم تابع للجيش
وهو يعرفهم، وهؤلاء كان يؤدي... لهم راتبان لأنهم لماذا لم يتركهم كما هم يدّعون هكذا، وقسم آخر ليس تابعاً للجيش، وهذا جعل رواتبهم مستمرة. الموظف في الحكومة الذي اضطر في هذه المسألة كانوا تابعين للجيش، أي كانوا جنوداً مثلاً أو ضباطاً. نعم، كان من كبار الضباط، والإخوان كانوا قد اخترقوا الجيش. أي أن الجيش كان مخترَقاً، نعم كان مخترَقاً، مما جعل عبد الناصر نفسه يتكيف مع الوضع، أي يتعامل مع الأمر الواقع. يعني أشخاص عنده في القوات المسلحة، قال لهم: "تعالوا، حسناً، لنبحث عن حل". وكان عبد الرؤوف هو الصلة بينهم. نعم، كان هناك، فكان هؤلاء الأشخاص الذين قُبض عليهم من رائع يا سلام، هل تلاحظ
أن الذين ليسوا في الجيش تصرف لهم رواتبهم مع مكافآتهم وكل مستحقاتهم؟ فالعائلات لم تتضرر إلا بغياب العائل، يعني أيضاً عندما يكون الأب غير موجود أو الرجل في أزمة في هذا الوقت، المرأة التي تخرج أو هي يعني وما إلى ذلك... الفئة التي تضررت حقاً نعم بالطبع، الذي يعمل على رزق الله الذي فتح شركة أو بدأ تجارة أو ما شابه ذلك، والتجارة لم تكن متوفرة، وعبد الناصر لن ينفق عليهم، لكن تجارهم كانوا يتاجرون ليس مثل تجار هذه الأيام الذين يعملون بالتوكيلات وغسيل الأموال وأمور أخرى، لا هذا تاجر أرز، تاجر... في الحقيقة هناك رجال يعملون كسباكين أو نجارين أو ما شابه ذلك، يكسبون رزقهم من عرق جبينهم. والقضية هنا أن هؤلاء تضرروا فعلاً، والدولة لم تضع لهم نظاماً، مثل نظام تنظيمي. هؤلاء تضرروا بالفعل، لكن منتسبو الجيش والموظفون لم يتضرروا. المهم أنه يقول ثمانية عشر ألفاً أصبحوا ثلاثة
آلاف وسبعة. وخمسين سجن مصر الحربي، سجن الحرب، من الذين في سجن طرة من العسكريين؟ واحد اسمه جمال ربيع، أخ طيب. ومن الذين في السجن الحربي من العسكريين؟ معروف الحضري، أخ أيضاً. جمال ربيع صديق صدوق حميم مع معروف الحضري، لكن هذا في سجن طرة وذاك في السجن الحربي. جمال ربيع معه. بعض آخرون، هؤلاء الآخرون فلان وعلان وتركان من الجيش أيضاً، يعني متخصصون في العسكرية. فأحضر سيد قطب وقال له: أنت رجل مفكر وما إلى ذلك. لدي فكرة أن الثلاثة
آلاف في الأماكن الثلاثة، وفي ساعة صفر واحدة نثور ونستولي على السجن وننزل إلى النيل نركبه ونذهب. سارع الشريفين فيه الإذاعة ونستولي على الدولة هكذا ببساطة يعني فسيد قطب يشعر أنه ساذج أي إن تفكيره ساذج وسطحي بهذا الشكل. هو قال له ما رأيك؟ فقال له سيد: والله أنا لست رجلاً عسكرياً، أنا لا أعرف كيف تأتي هذه التفاصيل، لكن يُخيل إلي أن الأمر... هذه لن تصلح ببساطة هكذا، لن تصلح فقط. قالوا: لا، هي هكذا. فذهب وعرضها على إخوانه من العسكريين المقبوض عليهم
في الطريق، فقالوا له: أنت مجنون. فذهب وعرضها على صالح أبو رقيق، فقال له: أنت ابن كلب. نفس النص لجمال ربيع أم سيد، انظر جمال ربيع مصمم على... الخطوط الوهمية التي مبناها في النهاية هشاشة الفكر. يا سيد، أتستنبط من ذلك أن علياً لم يستفهمك أنه يرى الأمر؟ يا سيد، هذا تفكير ضحل أيضاً وليس هشاً فقط. حسناً جداً، سأسير وفق فكرك لأنني سأحاسبك سنة خمسة وستين على تحليلك هذا وفكرك هذا يا سيد الذي هو... لم يصرح بأنه خائن ولا كذا، هو فقط ماذا؟ يكتب لك بحيث يتكون لديك تصور صحيح حتى تستفيد، أنه توجد هنا مؤامرة، خاصةً أنه ربطها بعد ذلك
بما أسموه مذبحة سبعة وخمسين. حسناً، جمال ربيع جاء إلى سيد عطبة في طوره، نعم، سيد عطبة يذهب إلى المستشفى. لأنه كان مسكيناً يعاني من مشكلة في الرئة، وبعد ذلك سيخرج من المستشفى إلى السجن الحربي ليقدم بعد العلاج إلى المكان، ثم يعود إلى حاله مرة أخرى. فقال له: انظر كيف جاءت من عند الله، اعرض هذا الكلام على أخي في الله المحب الأوّاه معروف الحضاري، وهو سيؤيدني ويأمر هؤلاء هذا صحيح وليس خطأً، ولستُ ابن كلبٍ كما يقول صالح أبو رقيق. فقال له: حسناً. ذهب سيد إلى المستشفى للعلاج، وذهب إلى السجن الحربي وقابل مَن؟ معروف الحضري. فقال له:
الإخوة هناك - الإخوة وليس جمال ربيع - الإخوة هناك يقولون أنه من الممكن أن نحدد ساعة الصفر وأن تهيج هل أنت يا سيد غير مقتنع؟ تقول هل ولماذا؟ المهم قال لماذا أبلغ الأمانة. انظر إلى السياق، فمعروف الحضري سمع الكلام وقال: "من هذا الخبيث الذي فعل هكذا؟ هذه خطة للقضاء على الإخوان في الداخل والخارج. إذا فعلوا هكذا سيكون هناك شرعية لقتلهم في الداخل وتصفية الثلاثة آلاف". واحد وشرعية لأننا نقبض على بقية الثمانية عشر ألفاً ونضربهم في الخارج. معروف الحضري الإخواني يقول هذا الكلام. من هذا الخبيث الذي قال هذا الكلام؟ سيد يعرف أن جمال ربيع صديق حميم لمعروف الحضري فقال له:
إنه جمال ربيع. فقال له: ماذا؟ لا، جمال ربيع هذا رجل مخلص ورجل. حسناً، ورجل طيب لا، قل له: "يا جمال، هذا انتحار واحذر أن تفعل هكذا". حسناً سيد، ماذا يفسر بهذا الكلام؟ ذهب إلى طور آخر، قال له: "يا جمال، معروف الحضري يقول لك لا، هذا انتحار واحذر أن تفعل هكذا". وهو ساكت، قال له: "خلاص، أمري لله، من قائد النظام الخاص؟" في هذا التوقيت ولا الفكر، لا مَن قائد كتيبة، ولمن ترى القائد، لأن الناس لو عرفت هذه المعلومات ستعرف ماذا تعني الدول، وماذا تعني الحكومات، وماذا يعني كذا. هؤلاء الناس يذكرون عبد الباسط
عبد الرحمن البنا، هذا قريب حسن البنا، أخوه، الشقيق عبد الباسط، فعبد الباسط البنا قائد لمن؟ تُرك من قبل نظام عبد الناصر، نعم من قبل نظام عبد الناصر، لكنه لم يكن من الإخوان يا مولانا، لم يكن من الإخوان، لم يكن من الإخوان هكذا، لم يكن من الإخوان الذين يقتلون ويدبرون، لكنه أخو حسن، أخو الإمام، نعم، حسن البنا، ابن عبد الرحمن البنا الذي هو عندما يموت أحدهم، يحزن إبليس عليه أيضاً كابنه بالطبع. ماذا يعني ذلك؟ شخصٌ انحرف ابنه الأول وذهب إلى المخدرات، والثاني انحرف وذهب إلى الجماعات الإرهابية، والثالث انحرف كذلك. من الضروري أن يجمعهم
ويربت عليهم. لكن عبد الرحمن كان معجباً بحسن البنا لأن حسن البنا كان يدعو إلى الدعوة. لقد اختلف هكذا حينما قدم الدولة على المجتمع صحيح في اثنين وأربعين، في اثنين وأربعين من اثنين وأربعين لستة وأربعين حتى عمل الجهاز الخاص. عبد الباسط يرى الإخوان وهم يُهانون، واحد وكيل وزارة يجعلونه يكسر وهو محكوم بالأشغال الشاقة في شقة، فيكسر الحجارة مثل الذين نراهم في الأفلام هؤلاء، فجاء بجانبه. سيد قطب هكذا وقال له: "والله يا أستاذ، أنا كلما أرى الإخوان الذين رأيتهم وتربيت بينهم، والناس الطيبين أصحاب الدعوة وأصحاب الصلاة وأصحاب الصيام وهكذا، أرى أن هذه حالهم، أشعر بالأسف الشديد عليهم". قال له: "حسناً، جزاك الله خيراً يا عبد الباصل". قال له:
"إنني أفكر أنني أنا..." أقم بانقلاب، فبدأ يتشكك فيه: بما أنك في النظام وتأتي لتقول لي أقم بانقلاب، فأنت تستدرجني. فقال له: والله يا عبد الباسط، وهذه إجابة حكيمة في هذا الموقف، نحن فعلنا ما علينا وها قد سُجنّا، والبركة في الذين دبّروا الأمور. أقيموا انقلاباً أو لا تقيموا، هذه ليست... عملنا واحد ليس لنا علاقة به، نحن مقيدو الحرية الآن خلف الأسوار، خلف الأسوار. لم يتحدثوا مع عبد الباسط مرة أخرى بل انتقل من المراقب. قام سيد بالربط بين نقله وبين أنه كان يأتي ليخدعه، فلم يستطع أن يخدعه، فأخذوا بعضهم وذهبوا. عندما نأتي للناحية الإنسانية، شخص
يرى... أعمامه يتعرضون للإهانة، فجاءته فورة كهذه، بوضوح، لا فورة تعني أن يحدث هكذا أنه متهاونٌ يا أخي، فيقول ما هذا الكلام؟ أنا لست موافقاً على هذا الكلام. والله، المرء لو استطاع، وتجد هذا في كل شيء، في كل شيء. مرة كنا هنا في البلد نكتب لا إله إلا الله محمد الله، كيف تسير السيارات بصعوبة هكذا، وقد حدثت فتنة بين المسلمين والمسيحيين. وجاء شخص يُدعى سعيد سنبل، وكان صحفياً كبيراً، وبالطبع كان رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، وكتب صفحة - وهو مسيحي - أنه لو افترضنا أن شخصاً مسلماً تعرض لحادث مرور، فسنجد هذا معلقاً "شنودة"، وذاك معلقاً "يسير" هكذا كيف نتصرف؟ ستتحول من كونها حادثة مرور إلى نزاع بين مسلم ومسيحي، وهذا سيشعل الفتنة. وكان وزير الداخلية حينذاك شخص
يُدعى أحمد رشدي، نعم، كان رجلاً فاضلاً بالطبع. كان وزير الداخلية في ذلك الوقت، فأصدر أحمد رشدي قراراً بأن نزيل هذا الاستنكار لأن القانون لا... يسمح بذلك، فكنت أقابل أشخاصاً كباراً في وزارة الداخلية وفي الجيش، فكان يقول لي: "والله ما أنا نزعتها، قم". "والله ما نزعتها" هذه تعني أنه سيقوم بانقلاب في البلاد. أية عاطفة، موجودة. "والله ما نزعتها" العزة بالقسم أخذتها، يعني هو هكذا، يعني هناك هكذا، فهناك، لكن لا، لقد فهم أن عبد الباسط هذا عميل، وعبد الباسط هذا هو أخو حسن البنا يعمل مع الحكومة، فيكون عميلاً ضد الحكومة. أنا ذهبت بطريقة أخرى، إذا كان فكر الخيانة والمؤامرة مسيطراً على سيدنا، وهذه من الهشاشة، وكان يحاول أن يصنع لنا صورة ذهنية أنهم مخترقون وأن هناك أجهزة والدولة تحاول.
أي تفسد بين الجماعة وأنهم أناس طيبون. حسناً، أستأذن فضيلتك لنأخذ مجموعة من الاستنتاجات الأخرى ونتناول هشاشة فكر سيد قطب بعد هذا الفاصل إذا سمحت لنا مولانا. شكراً لك، نتواصل بعد هذا الفاصل والحديث عن المتشددين وهشاشة فكر سيد قطب بعد هذا الفاصل. لا عزيزنا، لنا مولانا شكراً. لك نتواصل بعد هذا الفاصل والحديث في موضوع المتشددين عن هشاشة فكر سيد قطب. أرحب بكم مجدداً
مشاهدينا. اتفقنا بحجة وبسذاجة، سذاجة مطلقة. يقول علماء النفس وأهل التحليل أن هناك عوالم أربعة، وأنه ببقية ثقافتك وفكرك وكذا، بأن البقرة الخاصة بك أين، مركز تفكيرك أين. العوالم الأربعة هي: عالم الأشياء، الأشخاص عالم، والأحداث عالم، والأفكار أربعة عوالم. فعندما أدخل السجن وأعيش فيه قرابة سنة، يبدأ انهياري من الفكر إلى الأحداث، ومن
الأحداث إلى الأشخاص، ومن الأشخاص إلى الأشياء. السجن، أبعده الله عنك، ليس الحياة أبداً. الحياة هي التي تحتوي العوالم الأربعة. عندما نذهب إلى القرية ونأتي... شخص غير متعلم إطلاقاً ولنرى ماذا يتحدث. عن أن أبا فلان عاد من ليبيا يا أولاد أو العراق ومعه تسجيل روحي أو مروحة أو مروحة. انتبه، إنه عالم الأشياء وربما يتطور أو يلامس عالم الأشخاص. أبو فلان، البقرة التي تخص أم فلانة ولدت فلاناً. الشخص الفلاني تسبب في حادثة، حياته للأسف الشديد، وبعد ذلك عندما يخرج قليلاً يذهب
إلى الريف وما شابه، ويصبح متعلماً إلى حد ما، فيصير بين عالم الأحداث والأشخاص. نعم، ارتفع سعر الدولار، ثم انخفض الدولار. الآن صندوق تحيا مصر سيقوم بعمل تنمية. الرئيس السيسي جيد، والسيسي ذهب وقام بزيارة إلى الصين، والسيسي عاد ووصل والحمد هذه حياته، هذه حياته أنه يعني يريد الآن الجريدة اليومية، وفي أعلى من ذلك قليلاً، وهي الأحداث والأفكار. القضية الآن فكرة ما هو مهموم به، بماذا هو مشغول. إنه مهموم بالإطار العام للدولة، الأمن والأمان، نعم هذه ماذا؟ ما بين أحداث وأفكار، التطور الاقتصادي، التطور الاجتماعي، تجديد الخطاب الديني، كل هناك أشياء يشعر
بها المرء؛ فأين مكانتك في الثقافة؟ من أنت؟ ابحث عن مكانتك دائماً. هل أنت في المرتبة الأولى أم الثانية أم الثالثة؟ عندما يدخل المرء هذا النوع من الفكر إلى السجن، يا للأسف، ينهار بعد ستة أشهر إلى المرتبة الثانية، ثم بعد ستة أشهر أخرى إلى المرتبة الأولى؛ خطوة بداية ولا مغرض، هذا رجل ظل يسود الدنيا في عين نفسه فاختل معه معيار التفسير. بدأ يفصل الأمور على غير ما قد خلقها الله. صحيح وأقرب شيء نحمل عليه المؤامرة الصهيونية الأمريكية، لا، إننا يجب أن نبدأ بأنفسنا. لم يقل له ابدأ بمن حولك ولا بمن يتآمر عليك، بل طوال العصور، على فكرة، يتآمرون
علينا حقًا وليس تآمرهم لأمر خفي، بل علنًا فاحتلال الروم والفرس، وبعدهم الصليبيون والتتار - وهم الذين سمّوا أنفسهم صليبيين والصليب بريء منهم - ومن بعد ذلك الاستعمار الحديث. فنحن نُضرب منذ ألف وأربعمائة سنة حقًا، لكن الخطة هي أن الله لا يغير ما أقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، الخطة أبداً بنفسك ثم بمن يليك، إن الخطة وهكذا، فهذا نحن ونحن شباب يا سيد شريف. أقول لك ما زلت شاباً يا مولانا، من فضلك بارك الله فيك. لا يعني خمسة وستون، يعني قليلاً هكذا. نبدأ، الشباب بدأوا إن شاء الله، لكن ونحن شباب كنت تأثيرات هذه الموجة المتعلقة بهذا الخطاب السوداوي الذي يريد أن تسود...
أدخل المسجد، أدخل جامع الكخية مثلاً، فأقول: ما بالي أذهب إلى وسط البلد، وسط البلد عند تسعة عشر سنة، تسعة عشر سنة، وأدخل لأصلي الظهر، فأقول: أعوذ بالله، هذا المسجد فيه كم بدعة! نفسك تحدثك بهذا، نعم في... كم بدعة وتجلس تعدّ: المنبر لم يكن موجوداً على عهد رسول الله، هذه واحدة. لم يكن هناك محراب، هذه اثنتان. لم يكن هناك سجاد، هذه ثلاثة. لم يكن هناك كذا... هذا تطور طبيعي. لن أفدي الخوص يعني ستة وعشرون بدعة. وأنا لدي في ذهني أن هذا بدعة، إذاً هذا ضلالة في النار، نحن يعني أنا متضايق من هذا المسجد، عندما تركنا أنفسنا لهذا التسويد. صحيح سنة اثنتين ثلاثة اسودت
الدنيا في أعيننا وحدث معنا في سنة سبعين، لا، نحن الدنيا سوداء، أتنتبه؟ الدنيا كلها سوداء. فهذا تسويد المجتمع هو الذي أتى بداعش والذي أتى بالقاعدة والذي أتى... الإخوان والذي جلب كذا وكذا ويجب علينا أن نفهمهم أن الدنيا طوال عمرها في كل مكان هكذا، صحيح، ويجب علينا أن نفهمهم أن عليهم أن يروا الجانب الإيجابي، صحيح، ويجب علينا أن نفهمهم أنه لا يوجد مانع إطلاقاً أن تنكر ما تريد أن تنكره، ولكن بطريقة سلمية، بطريقة فكرية، ليست طريقة العنف والصدام والغلظة والاعتداء على النفس والقتل الحل، إذ لا بد أن نفعل ذلك، لكن
الحقيقة أن السوداوية وهي مشكلة كبيرة جداً يجب أن نقف عندها. الذي خلقها سيد جعل نفسه يستمر في تسويد وتعتيم الدنيا التي حوله حتى لم يعد يرى إلا نفسه فقط، لم ير فاختل في يده الميزان واختل عنده معيار التقويم فقوَّم خطأً، فذهب يُؤلف جاهلية القرن العشرين. جاهلية القرن العشرين، نعم. فالذي حصل، انظر الآن، عندما اختل عنده الميزان، ماذا يفعل؟ يقول: أنا يا إخواني متشكك في مقتل حسن البنا، مؤامرات وتدبير، وبعدها أنا متشكك في حادثة المنشية، مؤامرات وتدبير، وهكذا. أنا مشكك في جمال ربيع. دورات التدبير
شككت في عبد الرحمن البنا قائد السجن. عبد الباسط ابن عبد الرحمن أصبح أخو حسن. أخو حسن اسمه عبد الباسط البنا. هذا وراءه تدبير وأنا مشكك في حادثة سنة سبعة وخمسين، هذه وراءها تدبير. هذه هشاشة يا سيد، يا سيد أنت هكذا أنت. هكذا أنت هكذا ركبت الإطار الخاطئ وهذه محطات لهذا الخطأ وأنت هكذا ستصل إلى أسوان متيقناً أنك تريد الحقيقة التي هي في الإسكندرية. هكذا يا سيد ستكون في ضلال بعيد. أنا أشفق عليك. أنا لو كنت قبلته لكنت فهمته. هذا فقط يعني فهم، ولا أعتقد أنه ما كان سيفهم. لأن الله جعله يموت قبل أن يفهم، فهو لن يفهم هكذا. إن حبك للشيء يعمي ويصم صحيح، والألفة ترفع التكلف، فقد ألِف هذا النوع من التفكير. وعندما ألِف هذا النوع من
التفكير لأنه دخل السجن، لأنه عندما انضم إلى الإخوان سنة اثنتين وخمسين حتى أُعدم سنة ستة وستين وهو في وهو في هذا الفكر الهش الذي تعود عليه ليس لديه ما هو ويا أخي أصبح سياسة، كيف لا يوجد منهج؟ لم أستخدم العقل والتفكير المنهجي، لم يُعمل العقل والتفكير المنهجي، وأصبح هذا تفسيره للأمور. هذا التفسير جعله بقي في السجن حتى سنة اثنتين وستين متنقلاً بين المستشفى وبين... الخارج لأن ورقته كانت متعبة ولكن موجود عند الجميع عند جمال ربيع. لم يسكت جمال ربيع في تلك الفترة، لم يسكت جمال ربيع عندما عُرض المعروف الحضري، لم يسكت جمال ربيع، وظل يتابعهم في هذا الأمر. وبعد ذلك عندما انتهت
هذه القضية، جاءت قضية سنة ست وسبعة وخمسين، ما هي أن جمال ربيع أو عبد الباسط البنا ليس لهم علاقة بها إطلاقًا، لكن هناك إصرار على أن هناك مؤامرة، والإصرار على مؤامرة ليس لها هدف. حسنًا، وهل تحقق الهدف؟ بمعنى هل تحقق هدف القضاء على الإخوان المسلمين بمقتل واحد وعشرين منهم؟ إطلاقًا. لا أحد يأتي ويقول لي أنني موافق على لا أنا غير موافق على مقتل شخص واحد على الإطلاق، ولكن ماذا عن المؤامرة التي وراءهم؟ يحكي سيد قطب... ما يثير غضبي أنني آخذ كلامي كله من سيد قطب ولكن من نفس المصدر تكون القراءة مختلفة. أن هناك ضابط شاب رأى نفسه متعالياً بعض الشيء هو وسمّاه عبد. الله ماهر ويبدو عبد الله ماهر، يعني أنا لا أعرفه لكن يمكن
أن يكون عائشًا الآن يعني السن يسمح، لأنه كان ملازمًا أول. فعبد الله ماهر شاب يرى نفسه هكذا وكان يعاكس الفتيات. كان هناك خلية جاسوسية تم القبض عليها ووُضعت في طوره. عنده في البيت أخت أحدهم تأتي، فيحاول الله ماهر في أن يعاكسها أو يفعل ذلك إذا واصل وكان يأخذ منها الطعام ويوصله لأخيها ويفعل ذلك وهو شهم يعني هو يرى أنه رجل فاسد ويرى أنه يغازل الفتاة وكان يُشاع عنه أنه "نعم يا سيدي أنت صاحب الفتاة الفلانية" وهو مسرور من ذلك، دون جوان عصره.
دونجوان عصره، هذا حصل أم لم يحصل، ليس لنا تدخل بالسيئة المزعجة من هذا الكلام، هو هكذا كتب سيد قطب، نعم، فعبد الله ماهر تشاجر مع الإخوان فتشابكوا معه باليد، تشابكوا مع عبد الله ماهر باليد وضربوا بعضهم، فعبد الله ماهر أقسم لهم قائلاً: حسناً، أنا سأريكم. وفي إثر هذا وبترتيبات كهذه حدثت الحادثة. حسناً يا سيد، أنت تقول لنا أن الحادثة وقعت بناءً على تهور بعض الإخوان في ضربهم لعبد الله ماهر بناءً على إشاعة أنه يتحرش بفتاة من الفتيات اللاتي يأتين للناس. أنت تقدم التفسير الأقرب إلى المنطق لكنه يقول لك. لا، هذا كله مصطنع
ومؤامرة. لماذا موت شخص واحد وأزيله؟ هذا العالم كله يتآمر علي. أنا لا أفهمها. هذه هي الهشاشة، أنك لا تقرأ بشكل صحيح، الهشاشة أنك تُحمّل الأمور أكثر مما تحتمل، الهشاشة أنك تصل بهذا إلى هذا الفكر فيسود في عينيك. شخص يقول لي: أنت تحكي لنا. لماذا كل هذه القصة؟ سيقولون لي هكذا: أنت تحكي لنا هذه القصة لأن هذا هو الذي جعل الدنيا سوداء في عين سيد. نعم، فسيد يكون أمامه شيء يمكننا أن نستنبط منه الشيء المناسب، فإذا به يتوجه إلى شيء آخر تماماً، النقيض تماماً، فتسود الدنيا في عينيه ويشعر بالضيق الشديد. الدنيا جاهلية القرن العشرين التي تلتها أحداث خمسة وستين، والتي تلاها حدوث السجن فظهرت الجماعات والتكفير والهجرة، ثم حدثت الفتنة وداعش. والله يجب
علينا أن نفهم أن المقدمات تؤدي إلى نتائج. أوه، لقد حدث خلل كبير في تفكير سيد. أشكر فضيلتك يا مولانا، في الحقيقة المرء... يستمتع أي بكل هذا الإبحار من فضيلتك في هذا التاريخ، وما زلنا أي نواصل معك النهم من هذه الملوك. أذنت لنا أن نتوقف في حلقة أخرى مع السيد قطبه أيضًا إذا شاء الله. نشكر فضيلة العلامة الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، ونشكر حضراتكم على حسن المتابعة مشاهدينا الكرام. المتشددون هذا عنوان برنامجنا متواصل معكم في حلقة مقبلة بإذن الله حتى نلقاكم، دمتم في أمن الله ورعايته وإلى اللقاء.