المتشددون | حـ 21 | سيد قطب ماله وما عليه جـ 8 | أ.د علي جمعة

المتشددون | حـ 21 | سيد قطب ماله وما عليه جـ 8 | أ.د علي جمعة - المتشددون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا الكرام. اللقاء يتواصل دائماً في برنامج المتشددون للحديث عن صورة الإسلام المغلوطة وكيف أساء البعض عدداً من الجماعات انحرفت بشكل لا يمكن تصوره ولا يتفق مع عقل ولا منطق ولا دين. كان الإسلام وسيبقى حتى قيام الساعة هو دين الاعتدال والحب والتسامح وقبول الآخر نحن نبحر في هذه الرحلة الفكرية والإيمانية مع هذه الأفكار المتطرفة، نسلط الضوء عليها في محاولة لتلاشيها والتأكيد على وسطية الإسلام واعتداله. الرحلة دائماً يصحبنا
فيها ونستمتع بهذا اللقاء مع فضيلة العلامة الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. مرحباً بفضيلتك يا مولانا. أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. نحن نتحدث عن سيد. قطب في مجموعة حلقات الذي هو يُعَدّ - يعني البعض أطلق عليه - إمام التكفير أو صاحب هذه الأفكار التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن، وكان هناك تحوّل فكري كبير رغم قِصَر المدة التي عاشها مع الإخوان من اثنين وخمسين إلى ستة وستين، أربعة عشر سنة يعني، لكن تحديداً فترة اثنين وستين وما بعدها كان هناك تحول آخر في أفكار سيد قطب، هناك شكوك، هناك مؤامرات، هناك خيانة. يعني كيف رصدت ذلك فضيلتك؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. سيد قطب تكلمنا في حلقات سابقة على بعض السمات التي شكلت العقلية القطبية أول هذه السمات، الهشاشة
ثاني هذه السمات، السوداوية عنده سوداوية ثالث هذه السمات، عدم إدراك الواقع، عدم إدراك الواقع. نعم، يترتب من هذا أنه شخص هش، ثم أنه ليس عنده قدرة على إدراك الواقع، ثم أنه مسوّد الدنيا في نفسيته. ترتب من ذلك شخصية سيد قطب أي هي هي. يعني هذا هو مضمون الشخصية، وهذا هو مضمون الشخصية ومكوناتها، فهو فكر وقال: حسناً، العالم يريد أن يدمر الإسلام، والإخوان المسلمون هذه هي المقدمات، وأيضاً مع نوع من أنواع الهشاشة، هو يصل إلى هذا. هو الذي كتب هذا: العالم يريد أن يدمر
الإسلام، النقطة الثانية: الإخوان المسلمون هم الإسلام، يا سلام! فإذاً... دمّر الإخوان المسلمون كجماعة، انتشر الإلحاد وانتشر الفساد، يعني هم حماة حمى الإسلام في رأيهم، فإذا انتشر الفساد وانتشر الإلحاد انهارت الدولة، وإذا كان الأمر كذلك استطاع الصهاينة أن يستولوا عليها. وهذا لا يمتُّ إلى الواقع بصلة، فالواقع أكثر تركيبًا وتعقيدًا من هذا، والشر قائم دائمًا. يجادل ويخاصم ويصادم الخير طوال عمره، ولكنه استنبط بهذا وعقليته كما قلنا هشة بسيطة، ليس لديه إدراك للواقع،
يضع على عينيه النظارة السوداء. كل الأمور التي ذكرناها هذه، ففكر وتدبر ووجد أنه لا بد أن تبدأ الحركة الإسلامية من القاعدة وليست من القمة وعلى ذلك فليس وقته أن نأخذ الرئاسة ولا الدولة ولا كذا، نحن نربي الناس. رجع ثانية، حسناً، وعندما نربي الناس نعلمهم أن الدنيا سوداء وأنها أصبحت جاهلية أولى وأن حالنا الآن هو حال ما قبل البعثة المحمدي، الجاهلية، فسماها جاهلية القرن العشرين. وعنده نصوص أنها أشد من الجاهلية الأولى. أصبح ربنا سبحانه وتعالى عندما حكى عن الجاهليات الأولى قال إنهم كانوا أظلم وأطغى، يعني
لا يمكن أن نكون مثل ظلم عاد ولا مثل ظلم قوم صالح وما شابه ذلك. عاد وثمود وما شابه ذلك ليس هناك شيء، وهذا كان يعتبر بداية فكرة تكفير للمجتمع. يا مولانا، فكرة الجاهلية ورمي المجتمع بالجاهلية، نعم، ولكن ما هي؟ البدايات واللبنة الأولى في التكفير هي أن هذا المجتمع جاهلية رقم اثنين، وجاهليته أشد من الجاهلية التي كانت في عهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. في صدر الإسلام، لم يكن الإسلام قد جاء بعد، فذلك كان ما قبل الإسلام. هذا الكلام كذب، هذا الكلام كذب، فهؤلاء مسلمون، ثمانية عشر أو تسعة عشر مليونًا. الذي كان في وسطهم هؤلاء من المصريين والخمسمائة ألف ستمائة ألف الذين في العالم كانوا مسلمين، هل تدرك كيف؟ فعلى كل حال توصل بفكره
الهش بنظارته السوداء إلى هذه المعادلة أنه لا بد أن نبدأ أولاً من القاعدة. حسناً، أنا متفق معك أنك تبدأ من القاعدة. بالدعوة، بالتربية، بالفكر، حسنا قال خلاص ولا نأخذ الآن القيادة من الكفار الذين فوق هؤلاء، انتظر عليهم قليلاً، انتظر عليهم قليلاً. كيف أدعو القاعدة؟ انظر إلى الهشاشة التي سأخبرك عنها، إننا عندما ندعو نضرب. نعم، إنها فكرة المؤامرة تجعلك تقول هكذا. صحيح أننا كلما دعونا نضرب في الحقيقة، كلما ندعو كلما تركنا الناس ندعو الحقيقة هكذا، سبحان الله. لم يقربونا لنا ولم يفعلوا لنا شيئاً. تخوض تجربتك وتظل تدعو
إلى ما تريد، وستجد أناساً يهاجمونك في الصحافة والإعلام وغيرهما، وأنت هاجمهم أيضاً وفنّد آراءهم وناقشهم، ليصبح هناك حراك اجتماعي. لا، ما هذه الخطة، لا. إنهم سيضربوننا، ولأنهم سيضربوننا وهذا مؤكد - والله ما هو مؤكد - لكن بما أنهم سيضربوننا فيجب علينا أن نحمي أنفسنا، ولكي نحمي أنفسنا يجب أن نُنشئ تنظيماً، ولكي نُنشئ تنظيماً، فهذا التنظيم لا بد أن يكون فيه مائة فدائي. يا سلام! يضحي بنفسه. هذه بداية أفكار أيضاً. يعني هذا التحالف التفجيري هكذا، المائة فدائي هؤلاء لو أنهم اقتربوا لنا ليفجروا أنفسهم في الدنيا هكذا، قوم يحمون الدعوة. طيب يا سيد، ببساطة هكذا، هو كتب هكذا، كتب
هكذا بيده يا يا يا سيد. أنت علّمت الناس، وبعد أن علّمتهم أصبح معك عشرون ألف شخص متعلمين ثقافة العشرين ألف شخص. سوف يجعلون فيهم مائة فدائي يدافعون عنهم. ماذا سيفعلون؟ كيف سيكون الدفاع؟ ستذهب مباحث أمن الدولة للقبض على العشرين لأنها تلقت أوامر من الحركة الصهيونية العالمية بالقضاء عليكم من أجل القضاء على الإسلام والمسلمين، لكي يمضي هكذا. حسناً يا سيد، أنا معك يا سيد، لكن حتى النهاية أنت لا تعرف كيف تفكر يا سيد، أنت مصيبة. هؤلاء الأولاد والعشرون ألفاً هؤلاء، ونحن ذاهبون لنقبض عليهم. مباحث أمن الدولة، المؤامرة الصهيونية.
قم، المائة فدائي سيدافعون. نعم سيدافعون سيدافعون. من سيدافع؟ ضد من؟ ضد مباحث أمن الدولة التي معها ماذا؟ معها الشرطة، الذين هم كم شخص؟ مائة ألف شخص والذين هم كم شخص من الشرطة فقط؟ قال له إن الجيش أيضاً، أي كم شخص؟ أي خمسمائة ألف شخص. حسناً، أفلا يمكنهم أن يداهموا هؤلاء المائة؟ فالمائة - والحمد لله - وفقهم الله واستشهدوا في سبيل الله بالتفجير أو بالتعمير أو بأي شيء، وماتوا. العشرون إلى أين سيذهبون؟ سيقبض عليهم أيضاً، أليس كذلك؟ فإذن أنت لم تفعل شيئاً يا سيد لم تأتِ هذه الفكرة في عقله. الذي أتى في ذهنه: من أين نحضر سلاحاً للمائة؟ حسناً، هل هؤلاء المائة هم الذين سيحررون ويفتحون القدس؟ وبدأ يتصل بمَن هم
الشباب الذين سيأتون ليصبحوا فدائيين، ووجد هناك عدة مشكلات. المشكلة الأولى أنني يجب أن أعلمهم لكي يصبحوا. لديهم العقيدة الصحيحة لأن مثل هؤلاء ليس عندهم العقيدة الصحيحة، ولكن لأجل أن أعلمهم وأبين لهم أنهم أعضاء في تنظيم جديد، الإخوان القديمة ستغضب وسيقولون له أنت تعمل من وراء ظهرنا. كيف أجمع المائة ولا أجعل الإخوان تعلم بذلك؟ والله هذه معضلة، كيف تحل هذه المعضلة؟ أن أنا لم أتحدث بصراحة، حسناً، عندما لا تتحدث بصراحة سيحدث إطالة للمدة
بالتأكيد. بدلاً من أن تجعلهم ينتهون في شهر ستأخذ شهرين. فبدأ يلعب هذه اللعبة، يتصل ويتحسس ويتجسس ويفعل إلى أن التف حوله حوالي خمسين شخصاً. لم يعرف حتى كيف يُحضر المائة الذي كان من ضمن هؤلاء الجماعة. هو يقول إنني بدأت. من السجن فلما بدأ في السجن كان معه شخص يعمل نجاراً وثقافته على قدر حاله، أي أن الرجل لا يعرف الكثير لأنه يصلي ويصوم، حتى أنه في النهاية لو قالوا له: "ألقِ القنبلة هنا"، سيذهب ويلقيها هناك من أجل الله فهذا ليس منه رجاء وكان معه محمد هواش، فقال محمد هواش للفكرة التي... هذه الفظيعة في محمد هواش اقتنع، انظر إلى الفرق بين عقلية
محمد هواش الذي اقتنع مباشرة وفوراً وأصبح خاتماً في يد سيد قطب وأُعدم معه في ستة وستين، وبين صالح أبو رقيق، ولذلك الحادثة التي أنا أخبرتك عنها في سبعة وخمسين والتي فيها شخص اسمه عبد الله ماهر، نعم. يقول الشاب إنه أحد كبار الإخوان، ربما كان آخرهم صلاح أبو رقيق أو شخص آخر، قد نُقل من السجن، فلم تعد للجماعة قيادة داخلها. فتخاصموا مع عبد الله ماهر. من الذين تخاصموا؟ إخوان نحن نعرفهم. هو يقول هكذا: نحن نعرفهم بأنهم يعني مثل أي متهورين أو حمقى أو ما شابه ذلك. هو يقول هكذا وبالرغم من ذلك لا يستطيع أن يستنتج الاستنتاج البسيط المنطقي. ولذلك سأكمل لك بعد
الفاصل، ربما تحب أن تأخذ فاصلاً. إن ساعتي تضبط على موعد فضيتلك سأكمل بعد الفاصل هذه الحوادث، يا ليت لو أذنت لنا، إذاً نحن متواصلون بعد الفاصل. ونحن نتحدث عن التحول الفكري بالنسبة لسيد قطب وهشاشة الفكر والسوداوية وأيضاً عدم إدراك الواقع الذي كان في الحقيقة مآله إلى هذه الأفكار المتطرفة التي أساءت للإسلام، نواصل الحديث بعد الفاصل مشاهدينا الكرام . نرحب بكم مجددا ونتواصل في برنامج "المتشددون" في رحلة فكرية مع فضيلة العلامة الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، ومازلنا نتحدث عن سيد قطب وهشاشة فكره خاصة
بعد اثنين وستين، جلس يبحث عن هؤلاء الرواد الذين يعلمهم هذا الفكر الذي يصف المجتمعات بالجاهلية التي هي أشد من الجاهلية الأولى، الجاهلية الأولى في عصر سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام. وأخذ يقنع، وكان أول من أقنعه هو محمد هواش في السجن، في داخل السجن عندما خرجوا. كان هناك تنظيم آخر لا يعرف عنه سيد قطب شيئاً، كان يحاول أن يُنشئ تنظيماً وهو في السجن، وكان هناك تنظيم خارجي فعلي، تنظيم آخر تماماً، هل تفهم كيف؟ الذي كان فيه هذا التنظيم هم عبد الفتاح إسماعيل وزينب الغزالي وسالم، وكانت هناك مجموعة معينة، وكان هناك إخوة في سجن القناطر إخوة في سجن القناطر بدأوا أنهم ينحرفون
عن جماعة الإخوان المسلمين التي هي الأصلية وبدأ الترتيب القطبي، الترتيب القطبي أنه سنعلم أولاً، سنربي، سننشئ رواداً عددهم مائة مسلحين أيضاً لا توجد فائدة، ثم نستمر في التربية في القاعدة تحت حماية هؤلاء الفدائيين وعلى ذلك نستطيع أن ننشئ. شيئاً جديداً، هذه الجماعة سُمِّيت فيما بعد بالقطبيين، وبدأوا يتزوجون من بعضهم، جماعة داخل الجماعة، أي جماعة داخل الجماعة، مستخصرين بمنهج
أشد فتكاً أن يتركوا الجماعة الأولى مستخصرين، وفي نفس الوقت تعبت قيادات الجماعة الأولى، وكان هناك ما يشبه الثورة على مكتب الإرشاد هذا الذي فيه حسن الهضيبي. يرأسه والذي يفكر بطريقة تقليدية يرون أن الزمن قد تجاوزهم، وهذه هي الأزمة التي يعيشها الإخوان الآن. فبدأ الناس وهم منفصلون عن الواقع كما قلت، فبدأ الشباب يشتمونهم ويصفونهم بأنهم قيادات عفنة، قيادات شاخت وانتهت. وما يحدث الآن هو نفسه ما يحدث حالياً، نعم هم لا يتعلمون الدرس يا مولانا، فلن يتعلموه. هذه دورة تشبه دورة الدودة. الأساس مختل، دودة القطن لها دورة معينة، دودة القز لها دورة وهذه هي
دورة الدودة. فهؤلاء الناس لن يتعلموا ولن يقرؤوا بشكل صحيح فهم يصرون على أن ما نمر به إنقلاب و الدولة تنطلق حقيقة ،عدم إدراك الواقع، النظارة السوداء وهشاشة الفكر وتنحية المنطق وسطحية المسائل والتحليل وما إلى آخره من التحليل السئ المهم ما حدث. في عام أربعة وخمسين هو ما حدث في عام خمسة وستين هو نفسه ما يحدث الآن وهو ما سيحدث بعد ذلك وهكذا. وإن كان البعض - ربما تتفق فضيلتك مع هذا الأمر - يرى أنه في هذه المرة الأمر أشد خطورة لأن الاصطدام مباشر بكل أبناء الشعب بكل أطيافه، فالسلاح رُفع في وجهه. أتفق تماماً وليس مع السلطة أعني أتفق تماماً ولكنني أحذر هذا الشعب الذي قد اصطدموا به، أحذر
من هذا المثلث اللعين، النظرة السوداء، هشاشة الفكر ، عدم إدراك الواقع عدم إدراك الواقع، وأننا سنظل فترة من الزمان ونحن نتعامل مع هذه العقلية العفنة، العقلية التي لم تُبنَ بها حضارة عبر التاريخ ولا عُمِّرت. الأرض العقلية التي تبدأ بالتكفير والتفجير قبل التعمير وهذا صحيح، الذي يدعو أيضاً البعض مولانا يتحدث أنه لا يوجد فيهم أحد مبدع، يعني لا مفكر ولا أديب ولا علامة جليل ولا حتى أستاذ نابغ في عمله، والسلطة كشفتهم حتى كشفت أن لا توجد كوادر قادرة على أن تعمل في أي. مكان في البلد يعني يوجد فيه كوادر شيطانية لا شيء عليها، ولكن دعنا
نكون موضوعيين ونرجع إلى الموضوع الثاني لأن أصل البلاء شديد يا جماعة. أنتم تتعاملون مع - انتبهوا أيها الشعب، انتبهوا أيها المفكرون، انتبهوا أيها المتدينون، انتبهوا أيها الناس أجمعون - إنكم تتعاملون مع عقلية معينة يجب أن تغوصوا فيها لكي لا تفتحوا أفواهكم مستغربين وغير مصدقين فتنكروا الحقيقة. يقول لك هل فعلا ؟ هم هكذا، حسناً، اهدأ وانظر واقترب بالسياسة، دع العاطفة جانباً، دع الرغبات والشهوات والإرادات، دعك من ذلك، دعنا ندرك الواقع على ما هو عليه، سننجح
بالضبط. هيا بنا نذهب إلى هذه العقلية. أنا الذي يهمني في سيد قطب هذا هو الله. يرحمه، لقد مات، انتهى الأمر، هو بين يدي الله، لا يوجد تدخل. وسأظل أقول الله يرحمه. وأنا أقول إن عقليته هشة، ونظرته سوداء، وفكره ضحل، فكره ضحل. فذهب ليكوِّن عدد مثل خمسين أو ستين، وعندما خرج من المعتقل عام اثنين وستين، فوجئ بأن تنظيماً جديداً يريد هذا، وبدأ يلعب اللعبة الخاصة بإنشاء رواد يستطيعون. أن يدافعوا عما سينشره وبدأ يجمع أفكاره لتصبح مناهج دراسية منذ أن كان في السجن إلى ما بعد خروجه منه، فأنشأ كتاب "جاهلية القرن العشرين"، وفي هذا الكتاب أفهمهم تماماً أننا في
مجتمع جاهلي لا يحكم بما أنزل الله وأن الناس قد شاع فيها الفسق ثم شاع فيها الاستهانة ثم شاع فيها الإلحاد وأنهم قد أشركوا بالله شرك الألوهية وهذه استعارها من ابن تيمية ومن الجماعة السلفية وبأنهم لم يحرروا معنى الدين ولا معنى الرب ولا معنى الإله ولا معنى الذي قام به بعد ذلك أبو الأعلى المودودي في المصطلحات الأربعة وأننا في مؤامرة وبدأ محمد قطب يكتب أيضاً حول نفس المعنى أننا في مؤامرة وأن هذه المؤامرة صهيونية صليبية عالمية وأنها من
المفترض أنها ضد جماعة الإخوان، نعم ضد جماعة الإخوان من أجل هدم الإسلام. كل هذا الكلام بدأ يُكتب، وبعد ذلك تطور خطوة أنه بدأ يصحح أو يعيد كتابة ظلال القرآن. الذي كان يطبعه عند عيسى الحلبي وأتمه وأنجز أربعة عشر في خمسة عشر، وأنه بدأ بعد ذلك أيضاً بنشر "معالم في الطريق". أصبح "معالم في الطريق" كتاباً منشوراً من أجل التنظيم، يعني "جاهلية القرن العشرين" كتاباً منشوراً من أجل الوعي قبل السعي "معالم في الطريق". للسعي، أي إذا كان لدينا كتابان واحد للوعي وواحد للسعي، هذا تحليلنا نحن، ليس هو. إنه ليس فكره لو كان يفكر هكذا، لكانت أصبحت جميلة، لكنه يصطدم بالواقع بكل بساطة وسذاجة. الذي يخطر في باله
أو لديه يقوله وهو واثق في نفسه قليلاً لأنه كان من تلاميذ العقاد ومن حوله، لا تأخذني أرض أرض يعني كما نقول عندنا في الصعيد: "ليمونة في بلد قرفانة" وكما نقول أيضاً: "أعور وسط اثنين مكفوفين". هل تدرك كيف يشعر بالتميز ؟ وهو يشعر بالتفوق لأن من حوله لا يعرفون التحدث ولا يعرفون فعل أي شيء، ولا حتى كبار السن منهم لديهم خبرة عملية، خبرة وليست خبرة فكرية، فليس لديهم فكر ولا شيء، والرجل الذي كان يجمع بين الخبرة الفكرية والفصاحة وما شابه ذلك الذي هو حسن البنا قد مات، وحسن الهضيبي لا يعرف أن
يتكلم كلمتين متتاليتين، فهو ليس مثل حسن البنا، فقد كان حسن البنا خطيباً وكان لديه درس الثلاثاء. وكان لديه جاذبية كبيرة ضخمة، وقد أنشأ المقصورات بشكل جيد، أي أنه استثمر ما لديه من قيادة ولذلك كان قادرا علي تأسيس الجماعة لديه قيادة أي صفات القائد وما شابه ذلك. المهم أن سيد قطب حاول أن يعمل هؤلاء الخمسين، وعندما خرج وجد تنظيماً قائماً، فانضم إلى هذا التنظيم وبدأ. يبحث عن سلاح أيضاً، نعم، لأجل الرواد، لا توجد فائدة، نعم لا توجد فائدة. وبعد ذلك تطور هذا التنظيم إلى أن جاء المخطط الذي صنعه حدحوت والذي صنعه فلان وعلان، وكانوا في كلية الهندسة ومعيداً في الهندسة، لا أعرف ما هي، أشياء مثل ذلك. وانظر، على فكرة، هناك فرق بين الذي حضرتك. قلته الآن أنه لا يوجد
فيهم مبدعون وأن الشخص الذي يكون معيداً في الهندسة أو الطب لا ليس لها علاقة بأعضاء التدريس لكنهم ليسوا مبدعين وكانوا غير مفكرين، وفي النهاية لم يقدموا شيئاً، فذهبوا ليضربوا في جريمة عام خمسة و ستون وسيضربون القناطر الخيرية، وسيضربون أبراج الكهرباء، وسيضربون نفس الفكر أنا قلتُ ذلك من قبل لا يتعلمون كدودة القز كنت أقرأ في كتاب "جرائم عصابات الإخوان المسلمين" المطبوع سنة ألف وتسعمائة ستة وستين أو خمسة وستين، وتخيلت ابنة فضيلتكم. فبينما أنا جالسٌ أقرأ، قالت لي ابنتي: "يا أبي، هل أنت تقرأ جريدة أم تقرأ في كتاب؟" هذا الكتاب متهرئ قديم أنت الله، أنت تقرأ شيئاً حدث في أبراج الكهرباء. يجب أن تضرب القناطر الخيرية والقناطر كذلك،
يجب أن تضرب القطارات والجسور. القطارات التي تحدث الآن حسناً. الآن هي نفس الخطة بالضبط، دودة القز، هل انتبهت؟ كيف؟ فهذا الكلام مسجل وموجود ومعمول وكذلك. طيب، وماذا ستفعل؟ انظر إلى الفكر الهش. أصبحت أنا سأزيل الدولة حسنًا، أزلت الدولة، وماذا بعد ذلك؟ غيّر الشعب أيضًا، ثم ابنها على نظافة من بعد ذلك. نفس ما كانوا يفعلونه، كانوا يريدون بعد ذلك أن يهدموا مؤسسات الدولة: القضاء، الشرطة، الجيش. ستزيل الدولة وتنشئها مرة أخرى. هذا يذكرني بشخص انضم إليهم، شاب مسكين فجاء وقال لي أنا سأذهب لأبيع
أنابيب غاز أنا لا أفهم كيف يمكن لشخص يحضّر الدكتوراه وما إلى ذلك أن يذهب ليبيع أنابيب وغاز، فهذا إضاعة وهدر. قلت له: "لماذا يا أبي تذهب لتبيع أنابيب وغاز؟" قال لي: "لكي أخدم الناس لأن هناك أزمة في أنابيب الغاز". قلت له: "حسناً، ألست تخدم المجتمع والناس في الدكتواره تخدم المجتمع والناس في المكان الذي أقامك الله فيه. قال: لا، بصراحة أنا خلاص وهبت حياتي لإزالة هذه الدولة. قلت له: لماذا الإزالة؟ قال: لأنها فاسدة قلت له: الفساد موجود وطوال عمره موجود، لكن خطتنا معه هي الإزاحة لا الإزالة، نزيحه هكذا ونحاربه ونمنعه
وندخل في صراع معه، وربما مرة يغلبنا وربما مرة نغلبه، لكن هذه هي الخطة التي خلقها ربنا أن نزيح الفساد لا أن نزيل الدولة. لا نزيل الدولة. قال: "هذا الكلام غير منطقي" وما إلى ذلك. المهم أن الشاب ذهب واشتغل، وبعد ذلك اكتشفت فيما بعد أنه كان يفكر في تحويل الأنابيب هذه إلى قنابل أيضاً نفس الهشاشة، ولذلك أنا أشعر بالشفقة على أن منهج هشاشة سيد قطب يتبناه الناس نفس الهشاشة. صحيح، صحيح، هذا ما سنظل نكرره ونعيد فيه وننبه خشية أن يكون الناس غير منتبهين. نفس هذا الكلام هو الموجود عند القاعدة، ونفس هذا الكلام هو
الموجود في عقول الدواعش. نفس المنهج هذا لفهم النصوص، لفهم الواقع، للربط بينهما، لتحديد هذه الآمال والرغبات، هو هو هما لا يفهمون سنظل ننبه على هشاشة الفكر، وسواد النظارة، وسوء الأهداف، لأن هذا مصيبة سوداء. سيأتي شخص ويقول لي: "لكن نيتهم سليمة أم لا؟" نعم، نعم، نيتهم سليمة، وليس بطيب النوايا تُبنى. الأمم والطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة، مفروش بالنوايا الحسنة. يعني في الحقيقة نحن نسعد دوماً بفضيلتك، لكن سيبقي هذا هو فكر الهشاشة. سيبقي علماء الأزهر ورجال الدين الأفاضل وحقيقة صحيح الدين والإسلام المعتدل الذي هو الأصل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. شكراً لفضيلتك، شكراً، سنبقى مع سيد قطب حلقات أخرى إن شاء الله إن شاء الله، هذا ما زال، هذا مصيبة ومصيبة، هذا
أضاع الناس، يعني هذا أضاع الناس، وتأثير، يعني على هذه، تأثير هذه الأفكار بعد بعد وفاته بمنهج الفكر الخاطئ، صحيح المنهج خاطئ، المنهج خاطئ، والخاطئ هذا خاطئ ومخطئ، يعني خطيئة وخطأ، خطأ وخطيئة، مليار ونصف من المسلمون يدفعون ثمن خطأ منهجي لشخص كهذا، أي تبني أفكار بعض الجماعات أو بعض الأشخاص. في كل الأحوال، مشاهدينا الكرام، الرحلة مستمرة مع فضيلة العلامة الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة في حلقات قادمة من برنامج "المتشددون"، ومعكم نلتقي دائماً على خير، إلى اللقاء.