المتشددون | حـ 23 | مفهوم الحاكمية عند سيد قطب | أ.د علي جمعة

وتطرّف وبدايته على أيدي قيادات جماعة الإخوان ثم وصوله إلى داعش وجبهة النصرة وهذه الجماعات التي أساءت أيّما إساءة إلى الإسلام. ننهل دائماً من علم ضيفنا الجليل فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور علي جمعة الذي أرحب به دائماً وأبداً. أرحب بفضيلتكم يا مولانا، أهلاً وسهلاً بكم، يعني نحن ما زلنا نغوص في رحلة مع فضيلتك الحقيقة ولا أروع في فكر السيد قطب وتحوله وانقلابه إن صح التعبير. لو أذنت لي فضيلتك، أريد أن أتوقف مع بداية التنظيم الخاص الذي بدأ يقوم على الإعداد أو التنظيم الجديد مع محمد هواش الذي لم يكن قيادة في الجماعة ولم يكن عضو إرشاد
وكان يتحسس الخطأ لإعداد هذا التنظيم كيف أعدّ أو كيف أداه. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. نقرأ ما كتب سيد قطب، سيد قال: يقول سيد قطب النقطة الأولى: المجتمعات البشرية بجملتها قد بعدت عن فهم وإدراك معنى الإسلام ولم تبعد فقط عن الأخلاق الإسلامية والنظام الإسلامي والشريعة الإسلامية فهي إذن كافرة، وإذا كانت هناك حركة إسلامية فيجب أن تبدأ من إعادة تفهيم الناس معنى الإسلام ومدلول العقيدة وهو أن تكون العبودية لله وحده، سواء في الاعتقاد بألوهيته وحده أو تأدية الشعائر التعبدية له وحده أو الخضوع والتحاكم إلى... نظامه وشريعته وحدها
رقم اثنين. الذين يستجيبون لهذا الفهم يُؤخذ في تربيتهم على الأخلاق الإسلامية وفي توعيتهم بدراسة الحركة الإسلامية وتاريخها وخط سير الإسلام في التعامل مع كل المعسكرات والمجتمعات البشرية والعقبات التي كانت في طريقه والتي لا تزال تتزايد بشدة وبخاصة من المعسكرات الصهيونية والصليبية الاستعمارية. ثلاثة: لا يجوز. البدءُ بأيِّ تنظيمٍ لا يكونُ إلا بعد وصولِ الأفرادِ إلى درجةٍ عاليةٍ من فهمِ العقيدةِ ومن الأخذِ بالخُلُقِ الإسلاميِّ في السلوكِ والتعاملِ ومن الوعيِ الذي تقدَّم ذِكرُهُ. رابعاً: ليست المطالبةُ بإقامةِ النظامِ الإسلاميِّ وتحكيمِ الشريعةِ الإسلاميةِ هي نقطةَ البدءِ، ولكنَّ نقطةَ البدءِ هي نقلُ المجتمعاتِ ذاتِها حُكّاماً ومحكومينَ عن الطريقِ المفهومات
الإسلامية الصحيحة وتكوين قاعدة إن لم تشمل المجتمع كله فعلى الأقل تشمل عناصر وقطاعات تملك التوجيه والتأثير في توجيه المجتمع كله إلى الرغبة والعمل على إقامة النظام الإسلامي وتحكيم الشريعة الإسلامية. وبالتالي لا يكون الوصول إلى إقامة النظام الإسلامي وتحكيم الشريعة الإسلامية عن طريق انقلاب في الحكم يجيء. من أعلى ولكن عن طريق تغيير في تصورات المجتمع كله أو مجموعات كافية لتوجيه المجتمع كله. وفي الوقت ذاته تجب حماية هذه الحركة وهي سائرة في خطواتها بحيث إذا اعتُدي عليها - وهذا ما يحدث في شوارع مصر - بحيث إذا اعتُدي عليها وعلى أصحابها يُرد الاعتداء. يعني قبضوا على... شكراً، سيأتي وقت يستحلون فيه الخمر ويسمونها بغير اسمها. إنه
يسمي هذا اعتداءً، ويسمي ذاك كافراً، ويسمي هذا كذا. ما هي إلا تسميات، إنه يسميها هكذا بسبب أوهامه ليبرر لنفسه. لنفسه. لنفسه. يبر لنفسه وما دامت هي لا تريد أن تعتدي ولا أن تستخدم القوة في فرض النظام الذي تؤمن بضرورة قيامه على الأساس المتقدم وبعد التمهيدات المذكورة والذي لا يتحقق إسلام الناس إلا بقيامه حسب ما يقرر الله سبحانه ما دامت لا تريد أن تعتدي ولا أن تفرض نظام الله بالقوة من الأعلى يجب أن تُترك لتؤدي واجبها وأن لا يُعتدى عليها وعلى أهلها، فإذا وقع الاعتداء كان الرد عليه من جانبها. هذا إجمال، وبعد ذلك سيفصّل: ماذا نفعل
إذن؟ يعني كيف نرد عليهم؟ بتفجير أبراج الكهرباء؟ بالجسور؟ بالسينمات ومحاكم القضاء؟ بكذا وكذا وكذا؟ فالقضية تقول ماذا؟ تقول أنا الحق يا... سلام، أرى أنه يرى نفسه. أنا الحق. نعم، إنه نفس المنهج، لم يتغير. دعوني أعمل، لو كان ذلك، لا تمنعوني من العمل. سأضربك، أقتلكم، أحكمكم أو أقتلكم. يعني نفس المنهج: أحكمكم أو أقتلكم. كلامه هو بخط يده وهو مسرور به. لنأتِ الآن ونريد أن ندخل قليلاً في التفاصيل. تفضل يا سيد يعقوب ما هي الحاكمية؟ لنبدأ بالنقل عن الرجل الذي أصابه الله بمرض الزهايمر، ذلك الذي ينتمي إلى قطر، يوسف القرضاوي. يقول
يوسف -شفاه الله- في موضوع الحاكمية هذا يا مولانا، أفي موضوع الحاكمية أم في شيء آخر؟ يوسف أزهري قرأ كتب سيد قطب ببطء وهو في قطر، هرب إلى قرأ سيد قطب بتأنٍ ففزع مما فزع منه. أتفهم كيف؟ أنا أقول لك أنت كنت موجوداً عندما كان عقله في رأسك. نعم، لأنك نسيت كل هذا الكلام الذي كتبته. فكتب في مذكراته الآتي: أن فكرة تكفير المسلم اليوم لم ينفرد بها كتاب المعالم، بل أصلها... في الظلال وفي كتب أخرى أهمها "العدالة الاجتماعية" لسيد قطب، هذا الكلام إقرار من يوسف القرضاوي قبل أن يكتب مذكراته، يعني من ذاكرته قبل أن يُصاب المسكين بمرض الزهايمر، شفاه
الله. نعم، يوسف القرضاوي يقول أن تكفير المسلم اليوم موجود في كتاب "في ظلال القرآن"، لسان القرآن في... ظلال القرآن ليس في المعالم، ليس معالم، في الطريق، أو معالم على الطريق، أو أي شيء من هذا القبيل، ولكن في كتب أخرى مثل العدالة الاجتماعية فقط، وهذا ما قالوه، وكذلك مثل جاهلية القرن العشرين إلى آخره. حسناً، عندما نتناول ما علاقة هذا مثلاً بالأمور التي... تحدث أيضاً في داعش مثلاً، من هو الرجل الأول في داعش؟ الرجل الأول هو أبو بكر البغدادي. حسناً، ومن هو الرجل الثاني؟ الرجل الثاني اسمه أبو محمد العدناني. هذا أبو بكر البغدادي وهذا أبو محمد العدناني. حسناً، من هو أبو محمد
العدناني هذا؟ إنه شاب اسمه طه صبحي فلاحة طه. صبحي فلاح حسناً... طه صبحي فلاح، من هذا؟ شاب من الشام، من سوريا. حسناً، ولماذا أصبح داعشياً؟ يعني ألّف كتاباً اسمه "اللفظ الثاني في ترجمة العدناني"، تركي بن مبارك البنعلي... تركي بن مبارك البنعلي ألّف كتاباً اسمه "اللفظ الثاني"، قال إنه تأثر جداً بتفسير "في ظلال القرآن" ياسلام لسيد. وأنه كان من أحب الكتب إلى قلبه حتى عكف
عليه عشرين سنة، ما شاء الله! أهذا أبو محمد العدناني أم طه صبحي؟ إنه طه صبحي الذي ظل يقرأ فيه ولا يقرأ سواه. إلى أي درجة وصل اهتمامه؟ لقد همّ بكتابته بخط يده، ما شاء الله! أي أنه جلس ينقله ويكتبه وخلص ثلاثة الآن تضايق انشغل عمل لكن همّه أن هو ينهيه وأنه في درس التلاوة مرّ على قول الله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" فهزته هذه الآية من أعماقه فقال لأحد أقرانه في الطلب ما هي مصادر دستور سوريا فأجابه بما تعلمه ثم قال ما هي
السلطة التشريعية، وما هي السلطة القضائية، وما هي السلطة التنفيذية، وبعدما أجابه قال: "يعني حكومتنا كلها كافرة"، وبدأ في الانضمام إلى هذا الفكر الذي أصله ماذا؟ سيد قطب في كتابه ماذا؟ "في ظلال القرآن". نُمسِك واحداً مثل صالح سرية، صالح سرية قال ماذا؟ جاء مع ثلاثة أو أربعة من... الفنية العسكرية وجه والله شيء تضحك منه الثكلى وتسقط منه الحامل ويشيب منه الأقرع. صالح سرية له رسالة تسمى رسالة الإيمان أن الحكم القائم اليوم في جميع بلاد الإسلام هو حكم كافر فلا
شك في ذلك. انظر إلى الجبروت فلا شك في ذلك والمجتمعات في هذه البلاد مجتمعات جاهلية؟ هذا كلام من؟ هذا كلام سيد قطب، وأخذ هذا الكلام من الظلال. القرضاوي في مذكراته ثانياً قبل أن يصاب بهذه الظاهرة. هذه مرحلة جديدة تطور إليها فكر سيد قطب، ونسميها مرحلة الثورة الإسلامية التي شرحناها، وهي الثورة على الحكومات الإسلامية أو التي تدعي أنها إسلامية. كيف يكون هناك تناقض في كون البلاد إسلامية وكيف أنهما شيئان متناقضان، ولكن المقصود هو الثورة على جميع المجتمعات الإسلامية أو التي تدّعي أنها إسلامية. فالحقيقة في نظر
سيد قطب أن جميع المجتمعات القائمة على الأرض أصبحت مجتمعات جاهلية. تكوَّن هذا الفكر الثوري الرافض لكل من حوله وما حوله والذي هذا المجتمع هو كلام القرضاوي الذي ينضح بتكفير المجتمع وتكفير الناس، ويقول بعد ذلك: "وأخطر ما تحتويه التوجهات الجديدة في هذه المرحلة للسيد قطب هو ركونه إلى فكرة التكفير والتوسع فيها". نعم، يوجد هذا الكلام في مجلد ثلاثة صفحة ستة وخمسين، ومجلد ثلاثة في ثمانية وخمسين من كتاب "ابن القرية القرضاوي قبل أن يصاب بالزهايمر: "أستاذي، لو سمحت، دعنا نتناول موضوع
مجموعة أخرى من الدلالات والمعدلة. نوضح أن كل الأفكار المتطرفة خرجت من عباءة الإخوان، وأن بداية الفكر المتطرف كان لسيد قطب". وما زلنا نقرأه بعد الفاصل. مشاهدينا الكرام، هذه الحلقة الثرية والدسمة، وفضيلة الإمام الدكتور علي جمعة، مولانا الفاضل لدينا أدلة على انحراف أفكار سيد قطب وكيف أن بعض قيادات داعش الآن اتخذت من كتبه خاصة "في ظلال القرآن" منهاجاً لها لتكفير المجتمع. وللرد، فإن العدناني الرجل الثاني في داعش ليس عنده كتاب إلا "الظلال"، جلس عليه عشرين سنة وحاول أن يكتبه بخط
يده. أسامة الدكتور أسامة السيد الأزهري عندما تتبّع كلام سيد قطب ووجد أنه يكفّر بهذا التكفير الفج والعميق، قال: "حسناً، لنعمل مقارنة، بين سيد قطب ومن الذي يقول هكذا؟"، ثم قال: "إن هذا الكلام يخالف الكلام الصريح لابن مسعود وابن عباس والبراء بن عازب وحذيفة بن اليمان وإبراهيم النخعي". والسُدي والضَّحاك وأبو صالح وأبو مجلس وعِكرمة وقتادة وعامر والشعبي وعطاء وطاووس وأبو رجاء العطاردي وعبيد الله بن عبد الله والحسن البصري والطبري وحجة الإسلام الغزالي والبغوي وابن الجوزي والإمام الفخر الرازي والإمام القرطبي
وابن جُزَيّ وأبو حيان وابن عطية وابن كثير والألوسي والطاهر بن عاشور والشيخ الشعراوي يعني يريد أن يقول ما معنى آراء الصحابة التي وصلت إلينا حتى الآن. قال الإمام فخر الدين في التفسير: قال عكرمة في قوله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله" إنما يتناول من أنكر بقلبه وجحد بلسانه. أي من أنكر بقلبه كون هذا حكم الله، قال: نعم، لا نعرف أن القرآن وعلى هذا إلى آخره وأقر بلسانه كونه حكم الله قال: أنا أعرف ذلك، إلا أنه أتى بما يضاده. لم يقطع يد
السارق فهو حاكم بما أنزل الله، فهو حاكم بما أنزل. الإمام الرسمي يقول هذا، وسيد قطب يقول هذا. أنا كرجل - لا، أنا أعرف أن الله هكذا، قل عكسه أقول لك هذا يقول يمين وهذا يقول شمال، هذا يقول هكذا وهذا يقول هكذا. هناك تضاد، نعم هناك تعارض. من أُطيع؟ الإمام الرئاسي؟ أنا عندي والله الإمام الرئاسي. الإخوان سيطيعون طبعاً سيد قطب، يعني لا، هم الإخوان في الأصل كانوا مطيعين للرازي أيضاً. هذا ما حدث منذ الانشقاق الذي حصل. محمد هواش هو الذي بدأ الشرخ وبقية الإخوة كانوا ضده، طيب، فلا يلزم دخوله تحت هذه الآية. وهذا هو الجواب الصحيح. انظر كيف قال حجة الإسلام الغزالي في المستصفى: قوله تعالى بعد ذكر التوراة وأحكامها "ومن
لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، قلنا: المراد به "ومن لم يحكم بما أنزل الله مكذباً به وجاحداً له. وقال الإمام ابن عطية في تفسيره: لفظ هذه الآية ليس بلفظ عموم في خصوص في المعنى، إنه ليس عاماً هكذا، بل هو من اللفظ المشترك الذي يقع كثيراً للخصوص، كقوله تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، وليس حكام حكموا بغير الحق في أمر بكثرة بوجه لا يمكن أن يتصور الإنسان هذا منه. ماذا نفعل؟ ماذا نفعل إذا كانت الدنيا كلها هكذا؟ في المقابل، السيد المتملق يقول ماذا؟ إن المماحكة في هذا
الحكم الصارم الجازم العام الشامل... ذاك يقول إنه ليس عاماً، وهذا يقول إنه عام. عطية يقول: "ليس بلفظ عموم". سيد يقول: "العام الشامل لا تعني إلا محاولة التهرب من مواجهة الحقيقة". الحقيقة، يعني هو الحقيقة، والأمة كلها ليست حقيقة، وعلماء الأمة ليسوا حقيقة، ولكن هو الحقيقة. والتأويل والتأول في مثل هذا الحكم لا يعني إلا محاولة تحريف الكلم عن مواضعه، يعني هم كذلك. مجرمون أولئك الناس الطيبون، وسيد قطب هو الرجل الصحيح، وعند التفتيش ما وجدنا لسيد قطب سلفاً يسبقه في هذا الفهم التكفيري إلا الخوارج. يا سلام! لم يقل أحد
أبداً هذا الكلام إلا الخوارج. نعم، قال الإمام الآجري في الشريعة: حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال... حدثنا المثنى بن أحمد قال حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى {وأخر متشابهات} قال: أما المتشابهات فهن آيات في القرآن يتشابهن على الناس إذا قرؤوهن، من أجل ذلك يضل من ضل ممن ادعى. هذه الكلمة كل فرقة يقرأون آية من القرآن ويزعمون أنها لهم أصابوا بها الهدى، ومن يتبع الحرورية - وهم اسم الحرورية الذين هم الخوارج - من المتشابه، ومن يتبع الحرورية من
المتشابه قول الله تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، ويقرأون معها "ثم الذين كفروا بربهم رأوا الإمام يحكم بغير الحق فقالوا قد كفر، ومن كفر عدل بربه كلام سيد فقد أشرك، فهذه الأمة مشركون، فيخرجون فيفعلون ما رأيت لأنهم يقتلون الناس لأنهم يتأولون هذه الآية. الآجري يحذرنا من الخوارج عن طريق سعيد بن جبير، وهكذا أدى إلى ما نحن فيه، لم يكن هناك أصحاب فكر. لهذا الفكر التكفيري منذ زمن سيد قطب إلا الخوارج ليس له سلف في هذا التقى، ما له سلف. هو خالف كل علماء المسلمين، كل علماء المسلمين، كل علماء أهل السنة والجماعة، كل العلماء الذين يقولون إن مشرب الحق هو هذا، أما الذي تقول له هذا فهذا كلام الخوارج الذين... خرجوا على ابن عم
رسول الله، خرجوا على سيدنا علي، وأحدثوا فتنة وجعلوها دماءً. نعم، جعلوها دماءً. هناك حديث، لطيف جداً عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول عن هؤلاء النابتة أن ما أتخوف عليكم منه رجل قرأ القرآن، قرأ القرآن، ورُئيت بهجته عليه. يا سلام! وجهه منير، يا سلام، هل حفظ القرآن؟ نعم، قرأ القرآن حتى رأيت بهجته عليه وكان نصيراً للإسلام. مفكر إسلامي هو، لا يقول عن الروم أنه مفكر إسلامي صحيح، ويقول أن لديه تفسيراً للقرآن. حسناً، وعلى فكرة يقولون أن هذا ليس تفسيراً، بل هي خواطر فقط، لكنني رأيت بهجته. عليه وكان رِدْءاً للإسلام، آه مفكر إسلامي،
غيَّره إلى ما شاء الله، حصلت له حالة نفسية، ولما رأى مذبح الطرة ومذبح لا أعرف ماذا، وبعض الخرافات غيَّرته إلى أن انسلخ منه، يا سلام! ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك. هل هذا ما حدث مع سيدنا قطب؟ أنا... لا أعرف يعني هذا الحديث كأنه يعني أنت تعرف القانون يقول لك القانون ليس فيه فلان أو ليس فيه الله، لكن هذا يكاد يكون سيصرح باسمه ورماه بالشرك. قال: قلت يا نبي الله أيهما أولى بالشرك، المرمي أم الرامي؟ قال: بل الرامي. يا سلام! النبي، انظر الآن سيدنا النبي. في صحيح البخاري يقول: "إني
لست أخشى عليكم أن تشركوا"، أنتم لن تشركوا، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوا فيها. تريدون المنصب، تريدون الدنيا، وستتنافسون مع بعضكم وتقتلون بعضكم بعضاً لأجل الدنيا ولأجل المنصب لتحكموا. ابن عبد البر في كتاب "التمهيد"، وهو إمام المالكية في الأندلس، ومن خاف على أمة لم يَخَفْ، يخافُه عليها نبيُّها، أنتم خائفون على أُمّة محمدٍ أن تُشرك، أنتم خائفون أنها تُشرك، والنبيُّ لم يَخَفْ عليها، نبيٌّ يقول: "لستُ أخشى على أُمّتي أن تُشركوا"، فقد جاء مِن التعسّف بما لا يخفى. كلامُه هذا ثقيلٌ، ما أروعَه! سيدُنا ابنُ عبد البرّ يقول ماذا؟ إنَّ الجِذعَ سيّدٌ قَدْ
لماذا هذا ثقيل؟ لأنه قال وصفاً يخشى فيه على الأمة من الشرك، والنبي لا يخشى على الأمة من الشرك. اجلس يا سيد، لا يا سيد ليس هكذا. حسناً، وما الذي جعل السيد يجلس هكذا؟ لأنه لم يقرأ. أمن المعقول أن السيد لم يقرأ؟ نعم، لم يتعلم، لم يتعلم حقاً، لم لكي يجلس تحت إشراف علماء الأزهر ليعلموه، لم يذهب ليقرأ ابن عبد البر، ولا يعرف هذه الكلمة، لم يذهب ليقرأ هذا الحديث في البخاري، ولا يعرفه صحيحًا. هل كان عالمًا أم لم يكن عالمًا، أو غير مؤهل للعلم، ولذلك كانت هذه مصيبة كبرى لقضية الحاكمية. نحن نقول لسيد: لا يا هذه ليست مشكلة، إلا
أنني لاحظتها، وحتى هذه الحلقة - بيني وبينك - لم أستطع تفسيرها. إن شاء الله سنجد لها تفسيراً، نعم سنجد لها تفسيراً في المرة القادمة إن شاء الله. والله لا أعرف كيف أفسر هذا الأمر، وهو أنه لم يذكر النبي أبداً، سيد قطب في كلامه المضطرب. يتحدث عن "لا إله إلا الله" ولم يذكر في كلامه مرة واحدة عن "لا إله إلا الله محمد رسول الله" الشهادتين، فهاتان عنده كأنهما شهادة واحدة وهي أن "لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله"، وهكذا يتبحر فيها ويتكلم، ولم يذكر مرة واحدة في هذا محمد رسول الله، لا في كتابه الذي كتبه والذي سمّوه "لماذا علّموني"، ولا في الظلال، ولا في المعالم، ولا في غير
ذلك. أمن المعقول لماذا فعل هذا؟ هذه ملاحظة خطيرة ومهمة تستحق [التأمل]. ما هذه النفسية التي جعلته يفعل هذا؟ هل كان قليل البضاعة في الحديث أم أنه كان شيئاً كأنه يدعو إلى الدين الموازي أو ما هي القصة؟ على كل حال، أقول للباحثين انتبهوا لهذه المسألة. صحيح أن هذا موضوع خطير يستحق أن تتوقفوا عنده. أنا مثل أبي محمد العدناني، جلست مع ظلال الظلال عشرين سنة. لا، لم أفعل ذلك، فربما ذكر ذلك في مكان آخر. أعني فقط هذه ملاحظة أقولها لأولادي الباحثين: انتبهوا جيداً وابحثوا عنها وفتشوا وانظروا كم مرة ذُكر النبي وفي أي موضع وسياق، ولماذا لم يذكروه هكذا
فيما وقعت عليه إذا كان قد ذُكر. ابحثوا عنه، ابحثوا عنه - أعني كلامي هو أنه يا جماعة ابحثوا عنه، ابحثوا عنه في هذه النقطة. هذه لأنها نقطة أنا لا أعرف لماذا أتت، لكنها ستدل على دلالات نفسية. المرء يا أخي يعيش بالنبي ويحب النبي وليل نهار النبي، وعندما يُذكر النبي يجد المرء أن عينه قد غلبته. حقًا ما هذه الحالة؟ لماذا ليس هكذا؟ هل هناك شيء؟ حقًا هناك شيء. أنا أشكر فضيلتك. يا مولانا، إنَّها مرحلة فعلاً في منتهى الأهمية والخطورة في أن يقوم شخص ما، وهي دعوة فعلاً لكل الباحثين للتفتيش في أسباب عدم ذِكْر المصطفى صلى الله عليه وسلم في كتابات سيد قطب، ولكن أين ذُكِر وما السياق، ربما يكون لنا حديث في مرات مقبلة إن شاء الله. أشكركم
على حسن المتابعة، واللقاء يتواصل مع المتشددين. نمتم في أمان الله ورعايته، وإلى اللقاء.