المتشددون | حـ 28 | يصلح سيد قطب للقيادة الفكرية جـ1 | أ.د علي جمعة

المتشددون | حـ 28 |  يصلح سيد قطب للقيادة الفكرية جـ1 | أ.د علي جمعة - المتشددون
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا الكرام وأهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء الفكري الإيماني الجديد والمتجدد مع فضيلة مولانا الإمام الدكتور علي جمعة. دائماً نسعد به وبإطلالاته معنا في هذا البرنامج "المتشددون" لنتوقف بالنقد والتحليل أمام أفكار هؤلاء الذين أساؤوا للإسلام إساءة بالغة. أرحب بكم وأسمح لي أن أرحب. بفضيلة العلامة الدكتور علي جمعة، أهلاً بك مولانا، أهلاً وسهلاً. شكراً لك أن تدعوني. ها نحن توقفنا أمام مجموعة من المفاهيم، فضيلتك مشكوراً أخذتنا في رحلة لنقدها التي يؤمن بها جماعة الإخوان
وبعض الجماعات مثل الجاهلية والحاكمية وهذا الكفر والإيمان والتمكين وغير ذلك. ما زلنا نتحدث عن سيد قطب وهو إمامهم. أو الذي استمد كل المتشددين والتكفيريين معظم الأفكار من خلال سيد قطب وكتاباته. أنا مرة ثانية أرغب في أن أسأل فضيلتك كيف كان يفكر سيد قطب يعني، وما الفرق بينه وبين الأئمة الكبار سواء رجال الأزهر الشريف أو حتى رجال الدولة. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله. الله وآله وصحبه ومن والاه، الإنسان يسأل نفسه: هل هذا الرجل الأديب المتكبر - وهناك ما يثبت أنه كان متكبراً -
المنعزل المريض، وهو يشكو من الذبحة الصدرية ويقول: "وأمراضي الأخرى"، ضعيف الجسد، ضعيف الهمة، ومع ذلك فهو يرى نفسه شيئاً، هل هذا الإنسان يصلح للقيادة الفكرية؟ نعم هو حاول فيما كتبه. من مذكرة نُشرت بعد ذلك (لماذا أعدموني) ونشرها ولد حافظ في الشرق الأوسط أن يدفع عن نفسه تهمة القيادة الحركية لهذا التنظيم الذي أُعدم فيه. وكثير من الناس ترى أنه ما كان ينبغي أن يُعدم، كان يُترك، وإذا تُرك لما كان ليبقى له التأثير الذي أحدثه.
استغل الإخوان المسلمون مقتله، فجعلوا منه شهيداً وإماماً وما إلى ذلك، وأصبح - سبحانه وتعالى - بطلاً. قولٌ غريبٌ عجيبٌ من الفتنة. السؤال الذي أطرحه أنا كرجل مسلم، وكعالم من علماء الأزهر، وكمصري، وكرجل يقرأ في السياسة باعتبارها رعاية شؤون الأمة في الداخل والخارج: هل كان سيد قطب يصلح؟ في القيادة الفكرية خاصة وأنه أيضاً في يوم ما أردنا أن ننزل محتوى كان على اليوتيوب لننشره في برنامجنا هذا، وهو هل كان سيد قطب تكفيرياً؟ على فكرة سيد قطب وهو يقوم
بتدريس التكفير لأعضاء الإخوان المسلمين الذين جاءوا إليه في سجن قرى من سجن. القناطر يقول أنهم انقسموا إلى أربعة أقسام: خمسة وعشرون شخصاً اقتنعوا بكلامه، وثلاثة وعشرون شخصاً مترددين غير فاهمين، وخمسون شخصاً قالوا له: "أنت هكذا تُكفِّر". وقد رجع هؤلاء ونقلوا هذه الصورة، فخافت قيادات الإخوان في سجن الواحات على الإخوان أنفسهم أن يدخلوا. في قضايا التكفير بعد ذلك دخلوا وأصبحت قيادتهم
تابعة لسيد أيوب، فرجعوا إلى سيد أيوب وقالوا له: "أنت تُكفِّر؟" فقال لهم: "لا، أنا..." وتعرف الكلام غير المنطقي، وهو: "أنت تُكفِّر؟" قال لهم: "لا، أنا أُكفِّر فقط"، "أنت تُكفِّر؟" "لا، أنا أُكفِّر فقط، إنما... فقط هو... أنا أُكفِّر". هذه إجابة غريبة جداً، أي كلام غير منطقي، كلام غير منطقي. كيف يقولها إذاً؟ كيف يقولها؟ يقول لهم: "لا يا جماعة، أنا لا أُكفِّر، أنا أقول إن هذا المجتمع أصبح جاهلياً كالجاهلية الأولى". حسناً، لو كان درس في الأزهر لعرف أن هذا الكلام السخيف يعني التكفير حتماً. إذا كان بألفاظ ليس فيها الكاف والراء، صحيح
قاعدة تقول يجب أن يكون المذهب ليس بمذهب إلا إذا كان لازماً بيننا. هذا الكلام الذي لا أعرفه، كثير من الناس تحل هذا الإشكال في ذهن السيد أوب. ماذا تقول القاعدة؟ تقول يجب أن يكون المذهب. ما هو مذهبك؟ مذهبك أن توجه وجهك نحو الإسكندرية وتركب. الإطار الخاص بها، وما معنى ذلك؟ أنك ذاهب إلى الإسكندرية بالضبط. فما يلزم من ركوبك إطار الإسكندرية أنك ذاهب إلى الإسكندرية حقاً. فأنت تقول: "لا، أنا أريد أن أذهب إلى أسوان"، قلنا لك: "أنت مدرك أنك ركبت إطار الإسكندرية"، قال: "نعم، الإسكندرية"، قال: "نعم"، "وتريد أن تذهب إلى أسوان"، قال: "نعم"، فهذا يصبح جنوناً، عمل الجنون حقاً لازم. المذهب إذا كان لازماً بيننا فهو نفس المذهب.
ذهبت هذه (الفكرة) من ذهن السيد بوب. أما أنا فلست متكبراً على سيد ولا أي شيء، ولست متكبراً على الإخوان ولا أي شيء، ولكن هذا لا يصلح فنياً للقيادة الفكرية إذا كان هذا لا يعرف القواعد الأولى بشكل صحيح. حسناً، أنا لا أقول بالانقلاب. قلنا له. حسناً، جيد. إنما هو الفكر، حسناً، جيد، هذا هو الذي نقول إن كل شخص يعبر عن فكره مهما كان هذا الفكر صحيحاً. قال: ولذلك هناك ست خطوات سأنفذها: رقم واحد سأشكل مجموعة لكي تفهم أفكاري وتوصلها للناس، رقم اثنين سأجعل هدفي الحاكم والمحكوم، رقم ثلاثة سأجعل هدفي... هي التوعية بالعقيدة والتوعية بالأخلاق وسنُنحّي قليلاً الأحكام
الشرعية والفقهية وهكذا حسناً. النقطة السادسة، ما هي النقطة السادسة؟ أن نُنشئ جماعة مسلحة تدافع عن هذه الجماعة غير المسلحة عند العدوان عليها. فكرة إنشاء التنظيم الخاص يعني والميليشيات التابعة. حسناً، أنت هكذا أنشأت ميليشيات، وعندما تُنشئ ميليشيات تصبح مجرماً وإذا... أنتَ أصبحتَ مجرماً وستكون نهايتُها الدمَ. يقولُ: لا، أنا رجلٌ سلميٌ، ولا يعلمُ أنه يجب أن يكون المذهبُ ملزماً. نعم، فحضرتُك هذا لابد أن يكون بيده سلاحٌ ومعه أشياء أخرى إلى آخره، ويكتب ويقول أشياءَ غريبةً جداً بعدما ظهر هو وتنظيم زينب الغزالي وسالم وعبد الفتاح. إسماعيل وعلي عشماوي وهكذا وهو ما يُعرف بالتنظيم الخاص أو القطبيين الذين كانوا،
لم يصبحوا بعد القطبيين في ذلك الوقت، ولذلك كان يتعالى عليهم ويقول لهم: "هؤلاء لا يفهمون شيئاً". قالوا له: "تعالَ لتكون قائدنا". فقال لهم: "لكنكم لم تستوعبوا فكري بعد". وعلى كل حال، هيا. أنا قائدكم مثلكم تماماً، ففوجئ بعلي عشماوي في يوم من الأيام وهو يقول له: إنه توجد لدينا طلبات سلاح لكي نصنع القوة التي ستحمي الدعوة. طلبنا قطعتين أو ثلاث قطع سلاح، فالإخوة من أموال الإخوان أرسلوا لنا شاحنة نقل قادمة إلينا من السودان. قالوا: ما هذا؟! أين سنضعها؟ هل أنت مدرك؟ لأنه يا عزيزي لا يعرف كيف يفكر، ولا يعرف كيف يبني الترتيب، ولا ما الذي سيحدث، وليس لديه القدرة ولا الرؤية ولا سعة الاتصال ولا التفكير المنطقي ولا قدرات
القائد. وقد جلس نحو شهر في حيرة متسائلاً: إلى أين سيذهبون بهذا الشيء وكيف؟ وكيف يمكنهم أن يذهبوا به دون أن ينكشف أمرهم؟ وكيف يمكنهم أن يتدربوا عليه أو... يوزعونها على الحاجة السرية الوهمية هذه وهم تحت الرقابة الحقيقية. لو تأملت في كلامه تأملاً بسيطاً ستعرف أنه ليس قيادة فكرية طبعاً، ولكنني توقفت كثيراً عند سبب دخول سيد قطب الجامعة إلى جماعة الإخوان المسلمين. سيد قطب سافر قبل مقتل حسن البنا، سافر عام ثمانية وأربعين إلى أمريكا. ويمكث سنتين هناك وسيأتي إلينا سنة خمسين ويدّعي أنه كان هناك في يوم اغتيال حسن البنا أو اليوم التالي له. متى توفي حسن البنا عندنا؟ أنا رجل أصبحت عالماً باحثاً، أي دكتور في الجامعة، أستاذ، فيجب أن أتأكد.
كان ذلك في الثاني عشر من شهر اثنين سنة تسعة وأربعين. هو يقول أنه وجد رداً. فعل اغتيال حسن البنا في شوارع أمريكا، مسرورون مسرورون جداً ويتصرفون أي أنهم فرحون، فقال إنَّ هؤلاء الناس فرحون لأن حسن البنا مات، إذن حسن البنا هذا شيء صحيح على حق، على حق. نفس هذا التفكير، فكِّر لو أن الأمريكان فرحوا بموت حسن البنا، وهذا لم يحدث، كان الربط بينهم وبأن... حسن البنا على حق لأنه عندما فرح الأمريكيون بموته فهذا ربط ساذج. حسن البنا على حق عندما يتبع سيدنا صلى الله عليه وسلم، وحسن البنا على باطل عندما يكون مخالفاً. حسن البنا قد يكون
مخطئاً أو خاطئاً وهكذا، والمقياس كله هو ديننا الصحيح. ليس لنا شأن بأمريكا سواء فرحت أم لم تفرح. دخلت أمور في بعضها وغير ذلك، لكن خطر في بالي وقلت: يا ربي، لماذا تفرح أمريكا هكذا؟ هذا الرجل يقول إن سيد قطب كاذب. استبعدت أن يكون كاذباً إلى هذا الحد، فالرجل يتحدث بصدق من قلبه، يعني الرجل صُدم، ففرحت أمريكا وبحثت عن اليوم الذي وقع فيه حادث الثالث. لم يتوفَّ حسن في الثاني عشر، وهو اليوم التالي للثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، وحتى وصلنا إلى يوم العشرين. استغرقتُ هذا الأسبوع لأبحث في كافة الصحف الأمريكية، وهذا متاح بالطبع على الإنترنت والأرشيف، عن ردود الفعل أو التعليقات. أريد الصحف
التي نشرتها، مبارك حسن. ابنه مات وأريد أن أعرف كيف احتفل الناس، فوجدت شيئاً غريباً عجيباً لا يصدقه أحد، ولكنني أقوله الآن، وهذا غير موجود في الكتاب. وجدت أن صحيفة نيويورك تايمز في صفحتها رقم خمسة في يوم الثالث عشر من فبراير سنة تسع وأربعين كتبت ثمانية أسطر هكذا أن زعيم الجماعة التي تسمى الإخوان المسلمين. حسن البنا الذي قتل النقراشي اغتيل اليوم. زعيم العصابة - وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز وصحيفة أخرى محلية اسمها لوس أنجلوس تايمز غير المشهورة - في صفحتها
رقم اثني عشر. أي في النيويورك تايمز في صفحتها رقم كذا. في الصحف في الشرق والصحف في الغرب، في الغرب خمسة وهنا اثني عشر أربعة. سطران صغيران في صفحة اثني عشر ليس له في العناوين ولا في المانشيت ولا أي شيء، يقولون أنه بنفس الكلام: حسن البنا مات أو اغتيل، الذين قتلوا النقراشي. حسناً، فأنا أيضاً يا إلهي، خبران في ألف وستمائة أو ستة عشر ألف، الآن جريدة، يعني غير معقول هكذا، وانظر إلى النيويورك تايمز تصدر منذ متى. أصبحت الآن وهي تسير في أمان الله الصحف هكذا، وتوجد صحف تصدر من القرن السابع عشر والسادس عشر. بالله عليك، من أين أتى هذا الرجل بهذا الكلام؟ وفوجئت المفاجأة الغريبة العجيبة أن يوم الرابع عشر من فبراير،
عيد الحب هذا، فرأى الناس - هل تنتبه؟ نعم - يحتفلون هناك بالورود وبالألوان الحمراء، فظنوا أنهم يحتفلون من أجل حسن. أقول إنني أستشهد فقط بالمسلمين وبالعقلاء وبشباب الإخوان وشيوخهم. يا جماعة، هل يصلح هذا أن يكون قائداً للفكر؟ الموضوع يحتاج إلى إجابة وتعمق مع فضيلتك أكثر يا مولانا. هل تأذن لنا أن نخرج في فاصل ونعود لنجيب على السؤال ليس فقط في هذه الحلقة، ولكن في مجموعة حلقات أخرى إن شاء الله فيما بعد. الفاصل لنواصل حوارنا مع فضيلة العلامة الجليل الدكتور علي جمعة. مشاهدينا
الكرام، اللقاء يتواصل والإجابة على السؤال: هل يصلح سيد قطب للقيادة الفكرية؟ ننهل من علم وبحث فضيلة الإمام العلامة الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أرحب بفضيلتك مجدداً يا مولانا، أهلاً وسهلاً. يعني هو كان عندما وجد الأمريكيين يحتفلون بالفالنتاين... هذه ظن منه أنهم ملزمون بالتظاهر والسعادة بما قتل راحة البال هذا أن عيد الحب يوم الرابع عشر من فبراير والرجل توفي رحمه الله يوم الثاني عشر فقد حزن كثيراً وهذا يدل على أمور: الأول أنه كان منعزلاً عن المجتمع الأمريكي نعم والثاني أنه لا يعرف الإنجليزية لأنه لو علم إنجليزي سيسأل أي شخص ليقول له ما هو الأمر، فأخبره أنه مضت سنة ولم يتعلم لغة جيدة بعد، أي أنه لا يوجد لديه لغة ولا شيء من هذا القبيل، وأنه منعزل، وهو كان فعلاً منعزلاً نفسياً، وحتى أنه دعا
المسلمين إلى العزلة وإلى الانفصال الشعوري. قال: حسناً، ماذا سنفعل الآن؟ نحن في مجتمع. إنه جاهل فماذا نفعل؟ الانفصال الشعوري والعزلة الشعورية، فهو مستعد لذلك. حسناً، سأترك نفسي. مرة كان القرضاوي يتحدث في شريط فيديو عن أن سيد قطب يكفِّر، وأنه جلس معه وقال له: "لكنني لا أوافقك في هذا التكفير". القرضاوي المسكين قبل أن يصاب بالزهايمر قال هذا الكلام واعترف. أنه جالس مع سيد، فسيد أصرّ على ما هو عليه. قال له: "لكن هذا لم يكن كلامك يا سيد قبل ذلك". فقال له: "لا، لقد غيرت رأيي إلى هذا الوضع الجديد". قال له: "الله! يعني أنت مثل الإمام
الشافعي". قال له: "نعم، الإمام الشافعي له المذهب القديم". والمذهب الجديد كان في العراق بمذهب، فلما جاء إلى مصر اتضحت له أدلة أكثر ورآه أعرف أكثر ودرس مدرسة الليث بن سعد، فغيَّر - يعني صحَّح - أفكاره وكان له من أهم النعم. فقال له يعني مثل الإمام الشافعي، قال له: نعم، لكن الإمام الشافعي في الفروع، أما أنا ففي الأصول يا... سلام، هذا وضع نفسه في مرتبة أعلى حتى من الإمام الشافعي. والسؤال: الإمام الشافعي أخذ قيادة من القيادات الفكرية في المدرسة التي تنتمي إليه والتي تسمى مذهب الإمام الشافعي في الفقه صحيح، ومعه في هذه القيادة الإمام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام أحمد وهكذا، ومعه في دائرة أوسع الإمام زيد والإمام جعفر. والإمام الظاهري
ابن حزم الظاهري والإباضية ومعه بطريقة أوسع الأوزاعي والسفيانيَّن والحماديَّن وغيرهما إلى آخره خمسة وثمانين مذهباً. وقد كان أحدهم عندنا حصل على درجة الدكتوراة في فقه الحسن البصري وأنتج ثمانية مجلدات، ما شاء الله. فنحن لدينا قيادات فكرية، أي حوالي تسعين قيادة، ولكن طبعاً من بين ملايين العلماء. ظهر تسعون قائداً، والسؤال اترك. ولدينا أبو الحسن الأشعري، لدينا مثلاً ما تريد أبو منصور ما تريدين، وهكذا ابن فورك مثلاً. يعني أما الجويني والغزالي، صحيح أناس لهم القيادة الفكرية لأن أعمالهم وترتيب منطقهم وعقليتهم تؤهلهم لذلك، صحيح. والسؤال: هل هذه العقلية الهشة وهذه
النفسية الهشة، فهذه الشخصية الهشة ما... الشخصية تتكون من العقلية والنفسية، فهل هذه الشخصية الهشة ذات العقلية الهشة ذات النفسية الهشة تصلح لأن تكون وبلا منطق إماماً من أئمة الفكر والتفكير؟ طيب، فإذا حدث هذا فببساطة جداً نكون قد ركبنا الحافلة مع شخص لا يعرف القيادة. والذي لا يعرف القيادة ماذا سيفعل؟ سيُربك الأمور ويتسبب في مشاكل. ماذا أيضاً؟ وسيصطدم الحافلة بأقرب شجرة وستسقط في أقرب ترعة. بالتأكيد أنت تدرك كيف سيكون. إذاً نحن أمام داهية. هذا الكلام لو قلناه سنة خمسة وستين، وقد قيل على فكرة هذا الكلام في خمسة وستين.
خمسة وستين هؤلاء هم الإخوان، هؤلاء هم الإخوان. ما هم إذاً؟ هؤلاء هم الإخوان. هذا كتاب صغير جمع مقالات كان كتبها طه حسين وكان كتبها التابعي وكتبها مجموعة من الصحفيين هكذا وعلي أمين وجلال الحمامصي وغيرهم إلى آخره. فهؤلاء هم الإخوان لم يفعلوا شيئًا ولم يكتبوا جديدًا، جمعوا المقالات المنشورة لطه حسين. أول مقالة جمعوها "الحرص على الحياة"، أي أن الحياة أصبحت هينة عند هؤلاء. لماذا؟ نعم، لأنه لا يفكر. هو ليس ضد الحياة. سيد قطب هذا لا يعرف أصلاً أن ما يفعله سيؤدي إلى الهلاك. إنه منغلق على نفسه، والله لا يصلح. المهم أن
سيد قطب يتحدث كلاماً في غاية التناقض مما يدل على خلل نفسي لديه، لديه خلل نفسي. عندما يأتي ليقول لك أنا سلمي أنا سلمي أنا سلمي، بعد خمسة وستين وأصبحنا في عام ألفين وخمسة عشر، فإذا بسيد قطب الذي كان شخصاً يسكن في حلوان أصبح جماعة، وهذه الجماعة تفكر بنفس الطريقة. الشاب يحمل سلاحاً ويقول لك أنا سلمي، يطلق النار على الشرطة ويقول لك أنا سلمي. والشاب يضع متفجرات في القطارات والمحطات، ذلك الشاب تليما الموجود في قناة الجزيرة، الذي هو اليد اليمنى التي تضحك على القرضاوي. لأن القرضاوي عندما أُصيب بمرض الزهايمر، قام بزيارته شاب
اسمه صمت ليما يقول له أشياء مغايرة للواقع، يقول له إن الشرطة تقتل الناس في الشوارع، والجيش يقتل الناس في الشوارع، وينتهكون الأعراض. فضيلة صاحبنا الذي يعاني من مرض الزهايمر هذا؛ قام علماؤنا من هيئة كبار العلماء باتخاذ قرار فاصل ضده منذ فترة طويلة، منذ أن شتم مصر وحرض الشعب على الجيش، ثم بعد ذلك شتم الأزهر وشتم الشعب المصري، فقلنا إنه يسيء، وكانت هذه الشتائم على صفحته في الفيسبوك. وعلى صحيفته فقلنا هو يعطي قيادة لماذا وذهب في داهية مثلما ذهب إبراهيم الهلباوي. كان لدينا في أوائل القرن شخص اسمه إبراهيم الهلباوي، ربما حدثتك عنه، المحامي العظيم. كان هذا المحامي العظيم عندما يذهب ليشتري لساناً من الجزار، كان الناس يقولون
ماذا؟ يقول له: بعشرة قروش. يقولون لماذا كان لسان الهلباوي رائعاً، عشرة صاغ كانت شيئاً عظيماً، نعم اللسان وقوة الحجة. نعم كان لسان الهلباوي يعني... وكان الهلباوي لا يخسر قضية أبداً، سبحان الله، من فصاحته وما إلى ذلك. ثم تورّط بالادعاء في هذا الأمر قليلاً أمامه، فلما تصرف في هذا الأمر قليلاً كرهه الشعب ومن... منذ سنة ستة وحتى سنة ثمانية وعشرين وهو يعتذر، فلم يقبل الشعب اعتذار الخائن. والقرضاوي مسكين عندما أقول له إن لديه مرض الزهايمر. انتبه، كنت أقولها له نصيحة، كما قال جاهين. لكنه فهمها أنني أسخر منه أو شيء من هذا القبيل، وهو مصاب بالزهايمر منذ زمن بعيد فعلاً. الوادع صمت لماذا؟ أما الذي معه فهو يخرج ليقول أشياء غريبة جداً، يشتم ويقول إن النبي أصلاً شتم، اقتلوا هذا، النبي أصلاً وكذا، ولد قذر. وإن شاء
الله ربنا سبحانه وتعالى سيُري فيه آياته لأنه اعتدى على سيدنا صلى الله عليه وسلم. فالمهم الحاصل أن هؤلاء الناس الخونة. هؤلاء الخائنون قبل أن يقعوا في هذه الفتنة، مثل إبراهيم الهلباوي عندما وقع فيها، كان يقول إن السيد قطب تكفيري، وقالها أيضاً في لقاءات مسجلة كما تفضلتم. كنت أود في حلقة كهذه أن نذيع هذا الكلام، يا ليت لو لدينا، سيدي الفاضل، أن نذيعها هكذا ونذيع. شيء كان موقفاً لطيفاً وهو الذي يمس الدور الكبير جداً لأحمد مكي. أحمد مكي، نعم، له مشهد عن عيد الحب.
نريد أن نحضر هذا ونحضر ذاك، مشهد لطيف هكذا لأجل الناس، يعني الناس، الناس يجب أن تستيقظ. نحن في خطر داهم. ما الذي حدث بعد ذلك؟ حدثت عقلية رابعة والنهضة. صحيح هي عقلية سيد قطب وهي عقلية داعش وجبهة النصرة والبيت المقدس وفجر ليبيا، والأشكال الحقيقية لداعش التي ابتلى الله بها الإسلام. أسسها أبو مصعب الزرقاوي في سنة أربعة، أي منذ إحدى عشرة سنة. ثم جاء أبو بكر البغدادي من سجون بغداد وقُتل أبو مصعب بعد وصوله بشهر لأنه أبلغ عنهم. الأمريكان أبو بكر البغدادي، أبو بكر البغدادي، كل هذا يصب في إطار ما يتناوله بعض الباحثين والكثير منهم وليس فقط البعض، أي فكرة استخدام هذه الجماعات. نعم، أبو بكر البغدادي
ونائبه أبو محمد العدناني صحيح. وأبو محمد العدناني هو من الشام، وقد ألّف أحدهم ثلاثين أو أربعين ورقة تقريباً عن أسمائه. ثمانون ورقة باسم اللفظ الثاني في ترجمة أبي محمد العدناني، وفي اللفظ الثاني يقول أن أبا محمد العدناني جلس على كتاب الظلال حتى كاد أن يكتبه بخطه لمدة عشرين سنة. يا سلام! هذا يعني أنه لا يقرأ سوى الظلال جاهزاً بعد دراسة أبي محمد العدناني عشرين سنة لظلال سيد قطب. هذا هو. الذي نحن فيه الأفكار، وها هي الأفكار التي نحن في ورطة منها، ولذلك يجب علينا أن نتنبه وأن نعلم أن سيد قطب شأنه شأن هذه القيادات العجيبة التي خالفت سيدنا
صلى الله عليه وسلم في إنشاء الدين الموازي، لا يصلح أن يكون قيادة لا فكرية ولا حركية، وكان له غرض، هل... في وقت، الحقيقة، لو تأذن لنا فضيلتك أن نتوقف أمام هذا الموضوع في بعض الحلقات الأخرى، يعني إذا في حلقة قادمة أقرأ لك كلامهم حتى نصاب جميعاً بالاستغراب، هل هذا كلام سيد قطب أم لا. ما زلنا مع فضيلتك يا مولانا في هذه الرحلة والإجابة على... سؤال: هل يصلح سيد قطب للقيادة الفكرية؟ بالتأكيد لا. مولانا يقدم الأدلة على ذلك. نشكر لكم مشاهدينا الكرام حسن المتابعة، ودائماً يتجدد اللقاء ونحن نبحر بكم في هذه الرحلة مع فضيلة العلامة الجليل الدكتور علي جمعة في فكر هؤلاء المتشددين.