المتشددون | حـ 30 | يصلح سيد قطب للقيادة الفكرية جـ3 | أ.د علي جمعة
هذه تحية لكم من عند الله طيبة مباركة مشاهدينا الكرام فأهلا ومرحبا بكم في مستهل هذا اللقاء الإيماني الفكري المتجدد دائما وحلقة جديدة من برنامج المتشددون. نأخذ حضراتكم الحقيقة في رحلة مع فضيلة مولانا الإمام العلامة الجليل الدكتور علي جمعة كي نتحدث عن هذه الأفكار المتشددة والمتطرفة لأئمة التكفير والفكر. المتطرف في التاريخ الحديث والذين أساءت أفكارهم ومن اتبعها بعد ذلك إلى الإسلام إساءات بالغة وهو أبعد ما يكون عن هذه الأفكار المتطرفة،
ما زلنا نتحدث عن سيد قطب، هذه الحالة التي ينظر إليها الكثيرون على أنه إمام التكفيريين، رؤيته، هل يصلح له القيادة، تطور مراحل حياته الحقيقة بشيء من. النقد والتحليل والتمعن في هذه الأفكار وفي مراحل حياته، نتوقف بكثير من الدهشة مما يتفضل به فضيلة العلامة الجليل مولانا الدكتور علي جمعة بطرحه على أفكارنا أو على أسماعنا. دعني أرحب بفضيلتك في البداية إن أذنت لنا مولانا، ونشكرك دائماً على وقتك وعلى تلبية الدعوة، شكراً، أهلاً وسهلاً بكم. مرحباً فضيلتك. وعدتنا نحن نتكلم في هذه الحلقة عن سيد قطب، الحالة النفسية الداخلية، يعني كيف قرأت سيد قطب نفسيته. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. وُلِد سيد قطب في قرية
اسمها موشى من صعيد مصر، دخل الكتّاب سيد. قطب إبراهيم ولديه ثلاث بنات وولد، أي هم خمسة أفراد. نفيسة هي الكبرى، ثم أمينة وحميدة. ولأن نفيسة كانت أكبر منهم جميعاً، فلم يذكرها في الأطياف الأربعة. وهناك محمد، الذي ما زال على قيد الحياة، ندعو الله أن يمنّ عليه بالصحة من ناحية، وبالتوبة من ناحية أخرى. لقد انحرف بفكره أيضاً، فهو من تربية سيد، فهم مساكين. هم أناس بسطاء يعني أناس اختلطت عليهم الأوراق، ولكن كما
يقول مالك بن نبي "قابلية الاستعمار"، فقد أصبحنا في جو قبل الاستعمار، فتنبه المفكر الجزائري المقيم في فرنسا الذي اطلع على حقيقة الغرب وأحواله لهذه الكلمة: إننا هكذا عندنا قابلية للاستعمار من إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا. والبرتغال وكل هؤلاء مارسوا الاستعمار ما بين طنجة إلى جاكرتا وغانا إلى فرغانة، ومارسوه بأمور مرتبة وامتصوا الخيرات. بعد ذلك، مع حركات التحرر التي بدأت في الأربعينيات، الحمد لله تخلصنا من الاستعمار. فجاء على شريعته وهو أحد المفكرين الإيرانيين يقول: "لكننا
هكذا أصبح لدينا قابلية أخرى غاية في الخطورة". وهي قابلية الاستحمار أن الناس تمر علينا الأفكار دون تدبر ودون تمحيص، وهذه في منتهى الخطورة. لماذا نقبل على أنفسنا هذا الاستحمار؟ تخلصنا من الاستعمار، وإن كان الاستعمار قد بدّل جلده ومصالحه وكيفياته واتصالاته، ووقعنا في الاستحمار. حسناً، أنا لا أقول هذا في سياق سيد قطب، لكنها الحالة هكذا. عندما تستمع إلى كلام داعش، هؤلاء يريدون أن يستحلوا دماء الناس. حقاً إنه كلام يناقض بعضه بعضاً. فعندما نذهب إلى سيد قطب نجد أن حياته مليئة بالتناقضات، مما أنشأ نفسية... أقول في النهاية أن هذه النفسية بتلك
الخصائص لا تصلح لأن تكون قيادة فكرية ولا حتى قيادة حركية. الذي نريد أن نصل إليه أن نتائج المقدمات تؤدي إلى نتائج كما يقولون، فماذا كانت حياته؟ حياته أنه كان في القرية فانتقل إلى المدينة. طيب، كان في القرية وانتقل إلى المدينة، كلنا كنا في القرية كثيرين. لا، هذا يمكن أن المصريين كلهم كانوا في القرية وانتقلوا إلى المدينة، صحيح. حفظ القرآن طيب. وما المانع، فجميعنا حفظنا القرآن وتأثر بهذا في بلاغته وفي صياغته. نعم، القرآن بليغ جداً ويُحدث أثراً لطيفاً في النفس البشرية. لقد ذكرت لك مرة حديثاً من ابن حبان الذي هو: "أخاف على أمتي رجلاً آتاه الله القرآن حتى إذا بدت عليه أو بدا عليه بهاؤه"، يعني... جماله هكذا وبهاؤه بدا عليه غيره،
فليس كل حافظ للقرآن سيدخل الجنة صحيحاً، وبعد ذلك يدخل الجنة أم يدخل النار، تلك قضية أخرى ليست هي المقصودة، ولا شأن لنا بها، لكنه ليس على الحق، أي ليس كل أحد على الحق، فالذي يكون تابعاً لسيدنا صلى الله عليه وسلم هو الذي على الحق، المهم الحاصل أن الرجل لما جاء إلى مصر جاء معه القرآن ودخل دار العلوم وتخرج من دار العلوم، لكنه ليس أزهريًا. لم يتعلم العلم، بل تعلم الأدب والأدبيات التي تُدرسها دار العلوم. يعني لا تُنشئ عالمًا، بل تُنشئ أديبًا شاعرًا متمكنًا في اللغة العربية، مثقفًا لغويًا، وهكذا، لكن... لا تُنشئ عالمًا ما يُنشئه الأزهر مثلًا، ففعل هذا وتخرّج،
وبعد ذلك اتّبع العقاد. نحن الآن الرجل مولود سنة ستة، فأول ما سيد قطب مولود ستة مثل حسن البنا، بينهما شهور، فعندما أقول لك أرقامًا تأتي طارحًا منها ستة لكي تعرف كم عمره. عندما أقول لك تسعة وثلاثين يكون... كان عمره ثلاثة وثلاثين سنة، وإذا أقول لك خمسة وأربعين فكان عمره تسعة وثلاثين سنة، وهكذا. ما خطة هذا الرجل؟ وخطته موثقة وهو معترف بها وكل شيء. سليمان فياض، رحمه الله، يتحدث وهو صديق سيد أوب، عن أن سيد أوب ألقى محاضرة في جامعة القاهرة ذكر فيها. أنه ظل إحدى عشرة سنة ملحداً، فلنسجل هكذا: سيد قطب كان ملحداً في فترة من فترات حياته
حتى أكمل إحدى عشرة سنة. إحدى عشرة سنة، أنا أريد أن أبحث عن نفسيته، أن يظل إحدى عشرة سنة وهو مقتنع أنه لا يوجد إله، مقتنع أنه يعني أنه لا علاقة له. بينما أنا مقتنع وهكذا يعني أنني لا أعرف جهة الإلحاد وماهيته أو يعني تفاصيل الإلحاد وماهيته، لكن الذي أعرفه الذي نطق به هو أنني ظللت أحد عشر سنة وأنقذه من الإلحاد العقاد كما قال. هذا هو كلام أبو الحسن الندوي، أبو الحسن الندوي في مذكرات سائح في الشرق يقول أنه... سمع من سيد قطب سنة واحد وخمسين لما جاء على في عهد أبي الحسن الندوي لكن دكتور سليمان فياض سمع المحاضرة نفسها، نعم سمع المحاضرة وسيد قطب يقول بلسانه أنني كنت ملحداً إحدى عشرة سنة. أبو الحسن يقول ماذا إذاً؟ سمعت سيد يقول أنا كنت ملحداً والذي أنقذني.
العقاد، نعم، يكون إذًا الإحدى عشرة سنة القادمة من سليمان فياض، نعم. إنقاذ العقاد قادم من أبي الحسن النجم، والاثنان سمعاه هكذا بهذا الشكل، فيكون عندنا شهادتان تقران أنه كان ملحدًا. هذه الشهادات موثوقة يا مولانا، سواء من ناحية الثقة طبعًا، طبعًا. هذا في قمة الثقة تمامًا، وخاصة عندما تأتي من... طرفان ليس لهما علاقة ببعضهما. نعم، ليس مؤثراً، يعني ليست مؤثرة، ليست مؤثرة. نعم، يعني لا يوجد اتفاق، ولا سيما أن هذا لا يعني شيئاً. يعني رجل كان ملحداً ثم تدين، ثم دخل الإسلام وحَسُنَ إسلامه، وما المشكلة في ذلك؟ نعم، لكنه كان يصلي الجمعة، لا يصلي الجمعة، يصليها ظهراً لأنه في دار الكفر. ويشهد شهادة واحدة فقط أن لا إله إلا الله ولا يشهد باقي الشهادة أن محمداً رسول الله، وهذه محيرة نعم، يعني هذا ما أريد الباحثين أن يعملوا عليه، أبناؤك الباحثون لم يأتونا بشيء بعد، ولم يتصل أحد، لأننا جعلنا الأمر صعباً
جداً، موضوع صعب، نعم موضوع صعب لأننا سنُتهم بتهمة. حاشية لكن لكن التهمة موصلة طبعاً وموثقة طبعاً لأننا لا نتكلم عنه إلا بالتوثيق، أتعرف لماذا؟ لسبب بسيط جداً أننا نريد وجه الله ولا نريد سواه، ولا نريد من هذه الدنيا ولا زخرفها أي شيء، نحن نقول هكذا من أجل يوم القيامة ونبتغي وجه الله في يوم القيامة. سنخاصمُ هؤلاء عند المليكِ المقتدر لأنهم يتكلمون ويهرفون بما لا يعرفون. فسيادتك أول شيء سنكتبه أنه كان ملحداً، حسناً، خرج من الإلحاد إلى ماذا أصبح إن شاء الله؟ العلماني؟ لا، أتراه الإسلام؟ أتراه خرج من الإلحاد إلى شيء غريب جداً وهو الهندوسي؟ الهندوسي، نعم، نعم،
يعني. أنا لا أعرف هل هذا أعجب جماعة عُبّاد البقر أم أنه حدثت له حالة نفسية فخرج من الإلحاد ولكن دخل في قضية. سأقرأ لك هذا، إنه ثابت. يعني نعم، هذا ثابت. لأنه هو الذي كتبه بيده سنة تسعة وثلاثين في مقدمة ديوان الشاطئ المجهول. كان يكتب شعره مولانا، كان يكتب شعره وله ديوان بسيط هكذا، وسأخبرك ما يدور في نفسيته وما حكايته، لكن في مقدمة هذا الديوان تكلم كلاماً أثار عليه علامات استفهام، علامات استفهام عميقة. ماذا يقول في مقدمة الديوان؟ يقول: "القوى الروحية عند الشاعر هي
التي تربطه بالوحدة الكونية الكبرى" وهذا... كلام البوذيين عن الوحدة الكونية الكبرى هذه، فالديانات الشرقية تعتقد أن هناك طاقة كبرى لهذا الكون وليس هناك إله، ليس هناك إله مفارق، إله مفارق للأكوان. الرب رب والعبد عبد، وهناك فارق بين المخلوق والخالق، هذه هي عقيدتنا. عندما نسجد، نسجد لإله له الصفات العُلى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها. حكاية أن الكون طاقة وأننا باليوجا والزن، وهي ممارسات هندوسية بوذية، نستطيع أن نتصل بهذه الطاقة فيما يسمى عند بوذا بالنرفانا، هذا كلام ليس لنا، كلام ليس لنا، كلام خاص بالديانة
الشرقية. الشاعر وهو ينشئ ديوانه "الشاطئ المجهول" سنة تسع وثلاثين يقول في صفحة سبعة "القوى الروحية". عند الشاعر هي التي تربطه بالوحدة الكونية الكبرى، كلام هذا ليس من عندنا، بل هو كلام مستعار من مكان آخر صحيح، في حين تقصر القوى العقلية عن ذلك، أي أنه ليس لديه علم الغيب، وإنما لديه العقل الذي يقف عند حد معين، ثم تعمل الروح مع الطاقة العظمى، وهو يرى أن الشعور. بالزمن نتيجة لوجود الجسم والقوى الواعية وأن الروح تحس بالوجود المطلق لا يقيده الزمن وبالبداهة لا يقيده المكان، هذه نصوص مترجمة من الديانات الشرقية. حسناً قلنا لا بأس، ربما هكذا، فاستمرينا في
القراءة فإذا به يقول ماذا: في مرتين اثنتين كل منهما لحظة خاطفة كما يومض البرق، مرة وأنا في عمق المحيط في الباخرة ومرة وأنا على قمة جبل لحظة خاطفة كالرؤية لحظة يتجمع فيها الأزل والأبد لحظة الشهود خطرت لي في تلك اللحظة لحظة الإشراق في نفسي بوذا تحت الشجرة المقدسة لحظة النيرفانا ولم أرد أن أتسامى ولم أرد أن أتسامى ولم أرد أن أتسامى إلى تصور هذه اللحظات في روح محمد وهو في غار حراء لحظة اتصاله بالملأ الأعلى أنه لأفق صعب المرتقى حين
تُوجَد هذه اللحظة النادرة في روح بشرية تفنى هذه الروح عن كل البشر، ولكن اللحظات تتصل لتغطي اليوم كله مثل النهر يتجمع قطرة قطرة. هل أنت تدّعي النبوة؟ كلام في منتهى الخطورة وهو... هذا سبب أنك لا تذكر محمداً ولا تصلي عليه عليه الصلاة والسلام، وهو أن محمداً اكتسب النبوة كسباً، وأن محمداً مارس رياضات روحية حتى وصل إلى النبوة. أخسٌ عليك يا سيد! القضية أن هذا الديوان ألّفه سنة خمس وثلاثين وتسعمائة وألف، فكم كان عمره؟ لقد كان صغيراً.
مريد ستة لكن تسعة وعشرين سنة، تسعة وعشرين سنة، نعم ديوانه الذي في خمسة وثلاثين والذي كذا، هو مرة واحدة طبعه، لكن أريد أن أقول لك، هناك علامة استفهام يا إخواننا، الله، صحيح يا جماعة اقرؤوا له، هناك علامة استفهام، وهذه علامة الاستفهام، علامات استفهام وكبرى، يعني أنا لست مطمئناً يا. أخي القيادة الفكرية، الواحد كان ملحداً ثم صار يهودياً ولا ديانات شرقية، ثم صار ماسونياً. ستقول لي: "حسناً، ولماذا صار ماسونياً؟" أقول لك: لقد كتب في التاج المصري. هل انتبهت سيادتك كيف؟ والتاج المصري منشور الآن حتى على الإنترنت. ادخل واكتب هكذا في جوجل أو أي شيء "التاج المصري". ستجد أنني أخرجت لك صفحة واحدة فقط، سيد قطب هو الذي كتبها، ويقول فيها: لماذا صرت مسؤولاً؟ من تاب تاب الله عليه صحيح، ولكن ماذا آخذ
أنا؟ أنا لا أحاسبه عند الله، والله خلاص هو عند الله يحاسبه، لكن ماذا أفعل أنا بالذي في الدنيا أرى أنه متقلب، أرى أنه متحول. أرى أنه لا يُثبت على شيء، فقد كان العقاد وفديًا ثم ترك الوفد. كان وفديًا، وبعد أن كان وفديًا تخاصم مع أصحاب الوفد فأصبح سعديًا. لقد كان وفديًا أيضًا وكان يكتب في صحف الوفد ثم انقلب على الوفد. إذن أنا أمام ماذا؟ أمام شخص متقلب، متقلب، هذا ما أستطيع أن أقوله. لست أنا من يقول ذلك لأقول الحاء الحاء، يعني أن الأطفال من الإخوان تتم تنشئتهم نشأة إيمانية وإسلامية صحيحة. الأطفال الذين يستخدمون الفيسبوك وما شابه، الإخوان من الكتائب الإلكترونية، يقولون إن الشيخ يتهم سيد قطب بأنه ماسوني، والشيخ يُتهم بأنه ملحد، وذلك ليخدعوا
الناس. حقاً، أنا لا أتهمه بذلك. هو الذي يقول أنا كنت ملحداً وبعد ذلك أصبحت ماسونياً وبعد ذلك أصبحت إخوانياً وبعد ذلك أصبحت تكفيرياً، هو الذي يقول أنا الآن ماذا آخذ من كل هذا؟ ليست محاسبة صحيحة وإنما السؤال: هل يصلح هذا لأن يكون قيادة فكرية؟ الإجابة: لا. اكتب يا أخي صاحب الإلكترونية، الشيخ يقول سيد قطب لا يصلح. أن يكون قيادة فكرية لأسباب: واحد، دين، ثلاثة، أربعة. نواصل هذه الأسباب ومراحل حياتي بعد هذا الفاصل. يا آدم قل لنا يا مولانا. ابقوا معنا مشاهدينا الكرام، ما زلنا نبحر في هذه الشخصية الغريبة حقيقةً. يعني
نلقاكم بعد الفاصل. أرحب بكم مجدداً مشاهدينا الكرام، نتحدث عن نفسية قطب، نفسية سيد قطب. وتطور مراحل حياة وهي حقيقة مراحل غريبة جداً، يعني إذا نريد أيضاً أن نرحب مجدداً بفضيلة العلامة الجليل الإمام الدكتور علي جمعة. أرحب بفضيلتك يا مولانا، أهلاً وسهلاً بكم. ملحد ثم بوذي ثم ماسوني ثم إخواني أو علماني ثم إخواني ثم تكفيري مثلما فضيلتك. الحقيقة إذا يعني أنا كمواطن وكشخص لدي قدر من التفكير المنطقي، هذه لا تصلح أن تكون قيادة فكرية. ماذا بعد؟ يعني فضيلتك ترى هذه التطورات ومراحل حياته وخطورتها على الأفكار التي آلت إليها، وهذه الجماعات التي خرجت من نبت أفكار. ما زلنا نقرأ مقدمة الشاطئ المجهول الذي أصدرها، والذي الشاطئ المجهول هو...
كان له صديق صدوق أحبه كثيراً اسمه ديريني خشبة، وكان ديريني خشبة يكتب في مجلة الرسالة. وفي رواية "الشاطئ المجهول"، قدم سيد مقدمة بقلم الناقد الأدبي سيد أوب، وابتعد عن سيد الشاعر، وجعل سيد الناقد ينتقده. ورأى سيد الناقد في سيد الشاعر أنه جميل جداً، وجلس سيد الناقد.
يمدح مدحاً مطرياً شديداً في سيد الشاعر، يمدح في نفسه، وأنت عندما تقرأ لا تصدق أن الذي كتب هذا سيد قط، فليس من المعقول أن يمدح نفسه هكذا كثيراً. هل أنت منتبه كيف؟ والنقد هو بيان السلبيات والإيجابيات، له بيان السلبيات وله بيان الإيجابيات فقط، يعني عندك سيكون نقد الذي هو السلبيات، هذا يكون. نقد باللغة العربية يعني أنه لابد أن توضح ما له وما عليه، لا أن تبين الإيجابيات فقط. إذن لا تكن ناقداً يكتب في الشاطئ المجهول ويمدح في نفسه. كان هناك أحد كتّاب مجلة "الرسالة"، كان أستاذاً كبيراً في الفلسفة اسمه زكريا إبراهيم رحمه الله، قام بتأليف
كتاب "المشكلات الفلسفية" وأنشأ سلسلة كبيرة من هذا النوع. اسمها المشكلات الفلسفية، فكان يكتب في الرسالة. فالرجل هذا هو زكريا إبراهيم كتب ويقول ماذا؟ يقول يعني أن كل من قرأ ديوان الشاطئ المجهول لا يذكر جيداً كيف مهد الشاعر سيد عوض لديوانه بمقدمة نقدية بقلم الشاعر سيد عوض. يعني هو ماذا؟ ينتقد حتى نفس الفكرة أنت إذا... كنت أريد أن تنتقد جوانب السلبيات والإيجابيات وإلا فأنت كما أنت هكذا وكيف سيثني على نفسه في هذه المقدمة بكلمات يعجب لها المرء عجباً يستنفد
كل عجب، هذا زكريا إبراهيم يقول أستغربك يا سيد، نحن نبحث هذا الكلام لماذا؟ "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما". كسبتَ، نحن نريد أن نرى هذه النفسية التي سأعطيها قيادي، هذه النفسية التي ستجلب لي كما سمعنا في حلقة سابقة أنه مثل الشافعي، وأنه في قديم وجديد، لكنني في الأصول وهذا في الفروع. أي أصول يا زيد؟ أي أصول؟ أنت رجل، هذه قشور وليست أصولاً، قشور. قشور نشرها زكريا إبراهيم في الرسالة تحت عنوان مقالته "قضية تخسر قضية تخسر قضيتك يا سيد خسرنا"، نشرها في السادس عشر من شهر ثمانية سنة ثلاث وأربعين. صاحبه
الذي تحدثنا عنه دريني خشبة، فدريني خشبة أيضاً له آراء ونقد وما إلى ذلك، فجاء شهر أبريل سنة. في الرابع والأربعين من الثالث من أبريل سنة ألف وتسعمائة وأربعة وأربعين، كان عمي يبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عاماً. وكان سيد عمه يبلغ أيضاً ثمانية وثلاثين عاماً. صديقه الصدوق المخلص الودود اللدود هو دريني خشبة. فقد كتب دريني خشبة مقالة في الثالث أو الرابع من مجلة الرسالة التي كانت تصدر كل أسبوع في الثالث أو الرابع من سنة ألف وتسعمائة وأربعة وأربعين، وذكر فيها أن هناك شعراء جميلين جداً. عندنا، انتبه جيداً، أن كتابه سيصدر في عام خمسة وثلاثين، وعندما علق عليه زكريا إبراهيم قائلاً: "أتمنى أن تصل إليه نسخة"، أي نسخة لم تكن موجودة في الوسط الثقافي سنة ثلاثة وأربعين وسنة أربعة
وأربعين. دريني خشبة، الصديق الصدوق، وضع خطين ثلاثة أربعة تحت "الصديق الصدوق دريني خشبة" سنة أربعة وأربعين. قال إنه دريني خشبة قال: "يا إخواننا، والله نحن لدينا شعراء ممتازون وشباب ورائعون، ويخرجون الأفكار من القلب، وهؤلاء الشباب يجب رعايتهم". من هم هؤلاء الشباب؟ صالح جودة كان لا يزال شاباً في بدايته - رحمه الله. أتدرك؟ محمد عبد الغني حسن الله، محمد عبد الحسن هذا أصبح شيئاً مميزاً للغاية. في الثقافة بعد ذلك النشار، يبدو أنه يقصد علي سامي النشار لأنه كانت له اهتمامات بالصوفية. إبراهيم ناجي الطبيب الذي كتب لأم كلثوم، وعلي محمود طه المهندس، الله، ذلك علي محمود طه الذي هو صاحب ديوان الملاح التائه وهذه الأشياء، هذا إذا كان شيبوب.
لكن يا عزيزي لم يذكر سيد قطب، فإذاً من أين أتى كل هذا المديح؟ من نفسية يكمن فيها الكبر، وكبر شديد، نعم كبر. الكبر يُعد أول خاصية من نفسه أنه متكبر. لقد عالجنا أنه حائر، ينتقل من الإلحاد إلى البوذية إلى الماسونية إلى العلمانية إلى الإسلام إلى... الإخوان إلى الذي لا يعرف ماهيته ومرَّ في هذا الأمر، أصبح اليساريون، فتكون أول صفة هي الحيرة، وثاني صفة عندما نجلس لندرس هكذا، يظهر الكِبر والغرور، يظهر الكِبر، فذهب يردد عليه سيد:
"متى سيكون ذلك؟"، "في الأسبوع القادم"، يعني احترق، يعني انتفض، يعني يعني الله، إنه الأسبوع القادم مباشرة، لم يتركه. ماذا يعني أن شخصاً لم يذكرني ونسيني يا سيدي. وكان يأتي الدريني خشب ويقول له: "يا أخي، هل نسيتني أم ماذا؟ ألست أنا صاحب الشاطئ المجهول؟" لا، إنه يرد عليه في عشرة أربعة، فيكون الدريني خشب ثلاثة أربعة، وسيد قوب عشرة أربعة. الأسبوع التالي مباشرة، الأسبوع التالي على... طوال ذلك تأخذ دلالة أي أنه احترق وتوجع، يقول له ماذا؟ يقول له: "أرجوك يا دريني وأتوسل إليك ألا تشملني بعطفك. أتوسل إليك لشأننا من أن يوضع في
مقام واحد من أولئك الشعراء". يا سلام! طيب وأنت تشتم الناس لماذا؟ الله! مع أن الحقيقة ما تواترت إلينا نحن كأجيال مختلفة أنه... علي محمود طه وصالح جودة وإبراهيم ناجي، حضرتك مجال الأدب والشعر الذي ننظر إليه بكل احترام. هو ليس له أي وجود لا أدبي ولا شعري في الحقيقة. وبالرغم من سعة اطلاعك تقول لي: هل له شعر؟ نعم، في الحقيقة، أنت تدرك يعني ما... هو موجود على الشاشة وليس موجودًا أمامنا، ليس أمامنا، ليس معدودًا طبعًا، لكن لو قلت لك علي محمود طه، طبعًا "الملاح التائه"، عندما أقول لك ناجي تقول لي شاعر، طبيب، العزيز، طالت جودته. عندما أقول لك محمد عبد الغني حسن، يعني أسماء لها وجود شعري أعلى شأنًا. خذ الكلام ها هو بالنص، ها هو شعري أعلى شأنًا من
أن يوضع في مقام واحد من أولئك الشعراء. يا دنيا عجبًا، ما هذا التكبر! أو صحيح، متى قال هذا الكلام؟ قالوا في الرسالة يوم العاشر من شهر أربعة سنة ألف وتسعمائة وأربعة وأربعين. إذن نحن خرجنا حتى الآن بصفتين في نفسية سيد. الحيرة رقم واحد، الحيرة ورقم اثنين الكِبر. نكمل إذاً، لأنه في الخيال المريض، في ضعف المعلومات، فيه السطحية، في ضعف الجسد. هو تضررَ به يا سيدنا، تضرر به جسده ونفسيته، لأنه سيُصاب بالمرض، وسأحدثك أمراً في هذا. لا، هذا أمر مهم في الحقيقة يا مولانا، يعني أول مرة نغوص. بهذا الشكل في تحليل شخصي لقيادة فكرية يعني يراها الإخوان والكثير من المتطرفين أنها إمام أو شهيد يعني وهو إمام التكفيريين فوق الأمر لا فضل فوق وأنا أشكر فضيلتك شكراً جزيلاً على كل هذه المعلومات يعني
تنير لنا الطريق فأنا أشكر فضيلتك وأشكر أيضاً مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة الحلقة في المرة القادمة إن شاء الله سنتحدث عن بعض صفات شخصية سيد قطب، لنواصل الاقتراب من هذه الشخصية أكثر. أشكركم على حسن المتابعة، ونلقاكم على خير بإذن الله. إلى اللقاء.