المتشددون | حـ 32 | أفكار سيد قطب وما أنتجته جـ1 | أ.د علي جمعة

المتشددون | حـ 32 | أفكار سيد قطب وما أنتجته جـ1 | أ.د علي جمعة - المتشددون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا الكرام أهلا ومرحبا بكم يتجدد اللقاء في هذه الرحلة الإيمانية الفكرية المتجددة مع مولانا فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة. بنبحر معه في فكر المتشددون، المتشددون قولاً وفعلاً. أرحب بفضيلة العلامة الجليل، أهلا بكم مولانا، أرحب بفضيلتكم دائماً وأبداً. نشكر لكم دائماً قبول. دعواتنا الحقيقية، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. الحقيقة إننا خضنا في مجموعة حلقات يا مولانا الحديث عن سيد قطب كإمام للتكفيريين كما يراه الكثيرون، وأفكاره، وكيف أنه لا يصلح للقيادة الفكرية. وفضيلتكم في الحقيقة قدّمتم الأدلة الكثيرة
على هذا. هناك حادثة شهيرة وحدثت وقيعة بين يوسف القرضاوي في مطلع هذا القرن وأفكار سيد قطب أو مريديه لأن حتى يوسف القرضاوي كان يرى أن سيد قطب تكفيري بالأساس. نريد أن نتوقف مع ملامح وتفاصيل هذه الأمور لو أذنت لنا. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. سيد قطب كما ذكرنا كانت له مراحل تدل على هشاشة نفسيته، هشاشة عقليته، وأن العاطفة الجياشة والأسلوب الأدبي الذي رُزق به لم يزده إلا هشاشة في شخصيته. ولذلك قلنا إنه لا يصلح إطلاقاً أن يكون قائداً للفكر ولا زعيماً للدين. كان
الرجل كان تحت وطأة المرض والذي كان يسميها أمراضاً، والرجل تحت وطأة هذا المفهوم الذي ذكرناه أنه حفظ القرآن. انتقل إلى المدينة ألحد أحد عشر سنة حتى أنقذه العقاد، ثم دخل في الماسونية وكتب في التاج المصري "لماذا أصبحت ماسونياً"، وقال فيها أن الماسونية هي جزء من شخصيته، يعني أنه هو لم يصبح ماسونياً، بل هو ماسوني بالفطرة وبالخلقة، ثم بعد ذلك يترك هذا ويرتمي إلى مدرسة العقاد وكان يهتم العقاد بالفلسفة على نهج المدرسة الألمانية، ثم وقعت بينهما خصومة بسبب أنه يحب الفتاة التي أحبت العقاد. ويبدو أن الفتاة تريد أن تتخلص من
سيد، ففي حديقة الأندلس تعترف له أنها صارت مع العقاد. وعندما اعترفت له بذلك، نفر منها وتركها، وأصيب بصدمة في حياته دفعته إلى ألا يتزوج، ويؤلف الرواية أشواك، أشواكٌ صنعها على الفتاة التي كان يحبها وخاب في حبه. نفسية مثل هذه نفسية ضعيفة متهالكة ما كان ينبغي إطلاقاً أن تتصدر المشهد. وقلنا قبل ذلك أن الذي جعله يتصدر المشهد خطأ الرئيس عبد الناصر رحمه الله تعالى أن قتل هذا الإنسان، وتكلمنا عن شمس بدران وهو يحكي أنه تفاهم. مع عبد الناصر ألا يُعدَم وأن يُتْرَك هكذا وأنه إذا تُرِك لكان أولى وكانت وجهة نظر شمس بدران هي الأولى بالتطبيق إلا أنه سافر للعلاج في لندن فأُعدِم
سيد قطب بناءً على ضغوط سياسية من الإخوة العرب. كل هذه الحكاية لها علاقة قوية بما نحن فيه وهو أنه هل يصلح أن يكون سيد قطب قائداً فكرياً، ولكن هذا من ناحية الشكل كما يقولون، أو من ناحية الإطار العام. ولكن أيضاً هناك ما هو من ناحية المضمون، ثم من ناحية النتائج. لا ننسى النتائج، يعني نحن لدينا قضيتين كبيرتين: المضمون، وهذا نتحدث فيه إن شاء الله، والنتائج، ما الذي حدث من فكر سيد قطب حدثت دماء بالفعل، صحيح ولم نصل إلى شيء، ولم يصل هذا الفكر إلى نتائج مرجوة ولا إلى أي نجاح، إذاً فهو فكر فاشل في أصله، فاشل في تطبيقه، فاشل في حركته، فاشل في
نتيجته. بالفعل هذا ما حصل لنا منذ أن غيّر سيد قطب جلده سنة أربعة وخمسين أو سبعة وخمسين حتى اليوم ونحن في هذا البلاء المقيم. صحيح من سيد قطب لأجل أن يكون حركياً هكذا، نعم سيد قطب حركياً. التقيت أو كنت أنتقد أنا الإخوان المسلمين وأنا صغير عندي واحد وعشرون سنة، وأنا لا يعجبني هذا المنهج، منهج غير نبوي صحيح، فقال لي أحدهم: سأجلسك مع شخص يمثل أساس الإخوان المسلمين. قلت له: من هو؟ قال لي: شخص اسمه مصطفى مشهور. قلت له: حسناً. فذهبت وجلست مع مصطفى مشهور، فسألني: لماذا أنت ضد الإخوان؟ قلت له: لأن الإخوان كانوا يدعون إلى الله وكانوا يمارسون الطريقة الزروقية
والوظيفة الزروقية وبعد ذلك انقلبوا إلى الجهاز الخاص. صحيح أنني لم أكن أعرف من هو مصطفى مشهور حينئذ، ولا أعرف أنه كان الجهاز الخاص نفسه. يا للعجب! وكان مدرس كيمياء، وكان عضو مكتب إرشاد أو شيء من هذا القبيل وقتها، أو من القيادات. نعم، ووصل بعد ذلك - على فكرة - هذا كان في مصطفى مشهور عندما قُتل حسن البنا كان في السجن، نعم أي كان في السجن حينما اعتقلهم الملك، نعم مصطفى مشهور تبين له بعد ذلك أنه كان في حادثة السيارة الجيب التي هي فضيحة للإخوان المسلمين وعدم توفيق، وعندما نشر جمال البنا أخو حسن البنا نشر القضية، نشرها وهي محكوم فيها على حُكم على شخص واحد بالسجن ثلاث سنوات وعلى مجموعة بالسجن سنتين وعلى مجموعة أخرى بالسجن سنة واحدة وعلى خمسة عشر شخصاً بالبراءة. فكتب في
نهاية الحكم هكذا: "وهكذا ترى القضاء المصري العادل". جمال البنا - رحمه الله - حيث برّأ الإخوان المسلمين من هذه العملية. هذا فقط ما رآه جمال البنا، يقول لك أولا ثانيا ثالثًا رابعًا فأنت تاخذ هذا في الصفحة المقابلة. لم أرَ شيئًا مثل هذا في حياتي. صحيح، كان لدينا أشياء ونحن ندرس شيئًا كان اسمه علم السلوكية. طبعًا علوم السلوكية، العلوم السلوكية، العلوم السلوكية، كان يقول لنا: "إذا أردت أن تعلن عن شيء، أين تعلنه؟ في أول صفحة إما في آخر صفحة لماذا قال أن آخر صفحة هي النتيجة أو الخلاصة أو القرار والذي سيتذكره الإنسان؟ صحيح أن آخر صفحة في الجرائد هي الأغلى في الإعلان هي وأول صفحة. أول صفحة هي الصدمة الأولى، صحيح؟ والثانية هي الصدمة الأخيرة. هذا الكلام كأنهم يفعلونه أو كما هو. كان خاصًا بنقابات العمال، فكان
ينشر هذه القصة ويقول كذبًا أنهم برّأتهم المحكمة بعد إيراده لكل هذا. ماذا نقول له؟ المهم، سيد قطب وما الذي نتج عنه؟ قال لي مصطفى مشهور ماذا؟ قال لي: "الحقيقة أننا كنا في السجن تمامًا مثل فرن الطوب الأحمر". قلت له: "حسنًا، قال بعضُ الطوب خَرَجَ مُستوياً، وهذا هو الذي بقي على عقيدته الصحيحة من غير تكفير ومن غير أيضاً أن نُطاوِعَ هذه الحكومة الفاسقة. وبعضُ الطوب لم تُسَوِّهِ النار جيداً، يعني خرج هشاً، وهذا هو الذي تعاون مع الحكومة. وبعضُ الطوب خرج مُتَفَتِتاً هكذا، وهذا
هو الذي كَفَّرَ والحمد. لله إنَّنا كنا في المنتصف وكنا في الوسط، بعد ذلك قرأت لثروت الخرباوي أنه لم يكن لديه إلا هذا المثال يقوله في كل حياته. وأنا سمعته بأذني أول ما سمعت. المهم أن مصطفى مشهور كان يعلن دائماً وسمعناه مراراً لأنني قابلته بعد هذه. كانت هذه الزيارة قد تمّت مثلاً نقول سنة أربعة وسبعين تقريباً، أربعة وسبعين خمسة وسبعين، لكنني قابلته بعد ذلك سنة تسعين أو اثنين وتسعين وهو مرشد أصبح، وهو مرشد، نعم. ألم تجرِ محاولات في شبابك لتجنيدك أو لضمك يا مولانا، أم كان فقط هذا اللقاء لقاءً فكرياً؟ للحوار في محاولة أن ما رأيته فضيلتك هم حاولوا فقط قبل ذلك قبل أربعة وسبعين حاولوا وشباب في الجامعة لا ليس أنا
قلت لهم وقتها وأنا عندي واحد وعشرون سنة أنكم قد اتخذتم التنظيم ديناً يا سلام قلت هذه الكلمة وأنت شاب واحد وعشرون سنة وأنا أتذكرها حتى الآن وقد افتعلنا مشاكل مع الإخوان المسلمين هؤلاء، لقد اتخذتم التنظيم دينًا ثم رأيت منهم أنهم لا علاقة لهم بالإسلام ولا بالمسلمين ولا بالأدب ولا بالأخلاق ولا بأي شيء في قياداتهم، في قياداتهم. وكان دائمًا مشايخنا في الأزهر يعلّمون التواضع، كنت أذهب إلى سيدي الشيخ محمد الحافظ التيجاني ومرة سألتُه سؤالاً وكان الحافظ التيجاني يجلس يكتب الحديث من العشاء إلى الفجر، يا سلام! ويصلي الفجر بوضوء العشاء، يا سلام! في حسين الدالي، الحارة التي تسمي حسين الدالي، وكانت الزاوية هناك وما زالت باقية إلى الآن، وابنه أحمد -
بارك الله فيه - يقوم بشؤون الزاوية. وكان أقول له يا سيدنا الشيخ هل يوجد حديث يقول "تكبروا علي المتكبرين فإن ذلك ذلة لهم". قال لا يوجد حديث يقول هكذا. قلت له: حسناً، أنتكبر على أن يكون حكمة أو قولاً مأثوراً أو شيئاً ما؟ إياك أن تتكبر، فالكبر لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر. الكبر لو دخل في قلب يا بني لا يصلح يا سلام! وأنا كنت أرى الكِبر فيهم وهم كأنهم أصحاب سلطان، كأنهم أصحاب جاه. رأيتهم هنا، رأيتهم في لندن، رأيتهم في أمريكا، رأيتهم في السعودية، رأيتهم في كل مكان. نفس المنهج ونفس الأفكار، نفس المنهج ونفس الأفكار. وكانت الطبقة الثانية قد نجد فيها متواضعاً، الطبقة الثانية التي هي ليست قيادة. الجيل الثاني الذي انخدع في هؤلاء الناس الأوائل، يَنظر إليك هكذا وينظر ويفعل: لا لا لا
شعب الله المختار. وعندما يقول لي أحدهم: كيف أن الكِبر وهو أمر قلبي يظهر؟ أقول: لا إنه يظهر في لحن الكلام، ويظهر في تعبيرات الوجه، ويظهر في التعامل. ويظهر في القرارات غير الحكيمة التي يتخذونها، يظهر لا الكبر، نحن لم نتعلم هكذا في ديننا. ولذلك أنا مما منَّ الله به عليّ أن ربنا رزقني بالأزهر الشريف وبأنني تربيت على يد علمائه. لقد حضرت دروس سيدنا الشيخ صالح، وحضرت دروس سيدنا الشيخ محمد حفظ التجاني، وحضرت دروس سيدنا الشيخ أحمد مرسي والشيخ أبو العلى الشهير بحامد، كانوا أناساً فضلاء وعلمونا كيف نتعامل مع الناس. كان سيدنا الشيخ أحمد مرسي يقول لي: "احذر يا بني أن تحتقر العاصي، يا سلام، احذر، يا سلام، أنت لا تعرف ما بينه وبين الله، ليس لك شأن به وخذ بيده. صحيح اكره المعصية ولكن لا تكره العاصي
يا سلام، وكان يقول لي: "أنت تعرف فلانة الفلانية، واحدة من الذين لا يعتبرهم الناس، كانت تُخرِج في مولد السيدة نفيسة أربعة آلاف جنيه ذهبًا صدقةً. وأنت يا بني تعرف ما الذي بين الناس وبين ربنا؟" صحيح، علمونا أننا نكره المعصية، لا نأخذ الأمور بالظاهر لا نكره العاصي نتمنى له هكذا، لكن عندما نقرأ السُّنَّة نجدها تقول لك: "استر على أخيك ولو بهدبة الثوب". أتعلم عندما أقول هذا الكلام ماذا يقول الشباب في الإنترنت؟ هؤلاء الذين لا يتبعون جماعتهم، يقولون: "هذا الشيخ يبيح المعصية". يعني إذا كان هو لا يفهم شيئاً، أقول له: اكره. المعصية فيقول لي أتبيح المعصية؟ لأنني ألطف على العاصي وأريده أن يأتي. يعتبر البعض هذا خارجاً عن السنة، فالسنة في نظرهم تقتضي أن نعاقبه ونضربه ونمارس معه العنف، دون رحمة
ودون محبة فهؤلاء الناس هكذا. من أين أتى هؤلاء الناس بهذا الكلام؟ إنه من سيد قطب وأمثاله. لكن مصطفى مشهور الذي سمعناه بآذاننا أنه ضد قطب وأنه كان يقول عن قطب أنه مكفراتي، وأنه الحمد لله أنه لم يصبح كذلك. واتضح في النهاية أن مصطفى مشهور تحول إلى القطبيين أو كان قطبياً منذ ذلك الحين، وأنه يتكلم هكذا لكي يحول الإخوان المسلمين من الطبقة الثانية الذين هم طبقة العميان في المنظمات السرية، يسمونهم طبقة العميان. يحوّلهم إلى تنظيم سيد قطب حتى يصبح هو قائد العشرات. هذا هو مبدأ التقية الذي أخذوه أيضاً من الشيعة يا مولانا. يعني الذي سمعناه مثلما أخذوا مبدأ اغتيال الخصم معنوياً من اليهود. يعني بالطبع هم لديهم تعاون مع الصهيونية ومع الشيوعية ومع الشيعة ومع الماسونية ومع المنظمات السرية وأخذوا. مِنْ كُلِّ طَائِفَةٍ
شَيْئًا، نَعَمْ صَحِيحٌ. وَبَعْدَ ذَلِكَ يُحَارِبُونَ الصَّهْيُونِيَّةَ فِي صُورَةِ مَقَالَاتٍ وَكَلَامٍ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَأْخُذُونَ مِنْهُمْ هُنَا أَمْوَالًا. أَمْرٌ غَرِيبٌ، لَكِنْ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، لَا نُرِيدُ أَنْ نَدْخُلَ فِيمَا يَجْهَلُهُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَيُنْكِرُونَهُ، لَكِنْ لَا بَأْسَ. يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَيَرَوْنَ أَشْيَاءَ غَرِيبَةً عَجِيبَةً. مَا نَحْنُ فِيهِ الْآنَ سيد قطب ماذا نتج عنه نستأذن فضيلتك نتوقف لفاصل ونتحدث عن نتائج سيد قطب ومحمد العدناني. انتظرونا مشاهدينا الكرام بعد الفاصل وهذه الأطروحات المهمة والتبيان الذي يقدمه
فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة في المتشددون. أرحب بكم مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة من المتشددون وفضيلة العلامة الدكتور علي جمعة، حسنا نتائج سيد قطب يا مولانا، يعني نحن ما زلنا نتحدث عن الأفكار ثم النتائج التي خلص إليها سيد قطب أو الذين ينظرون إليه أو مريديه - إذا صح التعبير - انظر إلى سلسال الدم الذي حدث. سلسال الدم نبدأ به بشخص اسمه عبد الله عزام مثلاً. يعني صحيح أن عبد الله عزام هذا هو أساس القاعدة. عبد الله عزام جاء إلينا هنا والتحق بالأزهر الشريف، التحق بالأزهر؟ وحصل علي الدكتوراه، وأنا أتذكر كان الشيخ السايس وهو يناقشه فقال
له: "يا بني، لقد قرأت رسالتك وبالضبط هكذا شخص قلنا له "اقرأ الفاتحة"، فقرأ: "قل أعوذ برب الناس". قرأ صحيحاً لكن يا بني ليس هذا المطلوب إطلاقاً. يعني أنا لا أعرف كيف أناقشك في ماذا؟ أنت كتبت كلاماً لا علاقة له بالعنوان. طبعاً الرأي رأي لجنة منح عبد الله عزام الرسالة وكذلك يوجد مشرف، لكن لا توجد علاقة مطلقاً بين العنوان والمتن. هذا كلام الشيخ السايس - رحمة الله. قلنا لك اقرأ الفاتحة، فقرأتَ "قل أعوذ برب الناس"، يعني
نحن قلنا لك بداية عملت أنت نهاية، قرأتَ سورة أخرى ليس اسمها الفاتحة هذا هو المثل الذي أضربه دائماً، أضربه من سيدنا الشيخ السايس، وهو أن شخصاً قال: "أريد أن أذهب إلى الإسكندرية يا شباب". فقالوا له: "اذهب إلى محطة مصر في رمسيس، ميدان رمسيس، كان في رمسيس قديماً، واركب من هناك قطار الإسكندرية، تذهب إلى الإسكندرية". فذهب فعلاً، ركب سيارة الأجرة وذهب إلي محطة مصر أراد أن يركب، فذهب وركب قطار الصعيد. ذهب إلى أسوان بدلا من الإسكندرية، فوصل إلى أسوان بدلا من الإسكندرية، ضلالٌ بعيد. أهو عبد الله عزام هذا، هل عن عمد وليس عن خطأ يا مولانا؟ هذا عن غفلة، عن غفلة، عن غفلة وعدم تربية. ليس هناك تحقيق منهجي، ليس هناك تفكير منهجي، لم يتربوا علي أيدي المشايخ لم يربهم أحد ، صحيح، كانوا يقرؤوا من الكتب فقط. وكان عبد الله العزام هذا يقول: أربعة أثّروا في
حياتي، رقم واحد سيد قطب فكرياً، رقم اثنين ابن تيمية عقدياً، رقم ثلاثة ابن القيم، رقم أربعة النووي فقهياً، وهكذا. عظيم، حسنا أنت الآن يعني أنت هكذا لم تقرأ على أي شيخ. هؤلاء الناس أنت هكذا لم تقرأ على شيخ صحيح. وهل النووي قال لك أن تذهب وتقتل المسلمين وتكفر المسلمين وتفعل كذا؟ ليس صحيحا إنه لم يقرأ على شيخ. فعبد الله عزام بعد ذلك عندما ذهب إلى الجهاد في أفغانستان وترك الجهاد في فلسطين، ذهب وفعل هذه الأشياء. فجاء أسامة بن لادن واختلف معه حتى قيل، وكان أسامة دائماً يتبرأ من هذا القول، أنه قتل عبد الله عزام لكي يأخذ
رئاسة القاعدة. كان أسامة يقول: "كيف أقتل أخي وكيف كذا وكذا؟" ما يعني أن الإشاعة أو القول هذا موجود، وموجود ما يبرره، وموجودة الخلافات التي كانت بينه وبين عبد. الله عزام وعبد الله عزام عندما ذهب إلى هناك انفتحت عليه الدنيا هو وأهله وزوجته وأولاده وغير ذلك إلى آخره، وأخذوا أموالاً تحت عنوان الجهاد بالملايين التي قد تصل إلى المليارات بعد أن كان طالباً مسكيناً هنا وهناك. هذه القضايا سنتركها لله، ليست هي غرضنا، غرضنا أن فكر سيد قطب أثر في عقلية عبد الله عزام حتى إنه أسال الدماء وقُتِل في هذا المجال. صحيح، فكر سيد قطب أثَّر، وكما عرفنا بعد
ذلك في ها هو المرشد العام، وكان عمر التلمساني يعرف أن هناك تياراً قطبياً وأنه ضده، وفوجئ بأن هذا منه مصطفى جاء حامد أبو النصر وهو أيضاً لا يعرف عن هذا لأن هؤلاء من القدماء. عمر التلمساني كان خلوتياً كما ذكرنا، وحامد أبو النصر كان رجلاً من الأعيان، وليس لهم علاقة بهذه الحوادث كلها. خُدِعوا بقصة الدعوة إلى الله، وهم لا ينتبهون إلى الدين الموازي، ولا إلى الهرم المقلوب، ولا إلى الأجيال المتتالية. من عدم إدراكات الواقع ولا النصوص من هذه التدخلات كلها لا يعرفونها. لماذا كانوا يختارونهم مرشدين يا مولانا؟ كصورة صورة لتغيير الصورة الذهنية لدى شهادة أول شهادة له أن يكون قد اعتُقل. يا سلام! نعم لابد أن يكون هذا هو المؤهل العظيم، يعني هذا هو
المؤهل العظيم. الذي يمنحه الختم. ثاني شهادة له أن يكون قد رأى البنا قد رأي البنا،مثل كان الصحابة، كما أقول لك إنه دين موازٍ، هذا دين موازٍ، نعم. ثاني شهادة لا بد أن يكون قد رأى البنا ولذلك ستجد أن عمر التلمساني رأى البنا، وأبو النصر حامد الناصر رأى البنا، ومصطفى مشهور رأى البنا، ومأمون الهضيبي رأى البنا. وهكذا عاكف ومحمد بديع نقلة ثانيةً، كان عاكف رآه؟ نعم كان محبوسا أيضاً عاكف رأي البنا، لكن بديع لم يرَ البنا. ولكن هو قطبي قطبي، فهو بديع من هذا التيار، وهذا هو الجناح الذي قضى على ما يسمى بالمحافظين وما إلى ذلك، محمد مرسي وإلي آخره كل من هؤلاء قطبيين رقم واحد كان عبد الله عزام والثاني أبو محمد العدناني. هذا الأخير ظل يقرأ كتابات سيد قطب عشرين سنة في "في ظلال القرآن" فقط، حتى كاد أن يكتبه بيده، كاد أن يتمه بيده حفظه وكأنه يعني آه، نريد
أن نضع على هذه النقطة عشرة خطوط ونرى داعش من أين أتوا بهذا الكلام؟ ومحمد العدناني هذا هو الرجل الثاني في داعش، ومحمد العدناني هذا يصور أجزاءً تبلغ ثلاثمائة صفحة فقط عند سيد قطب التي فيها التكفير، عندما جاء يغير كفر العالم كله، وقال إن الإسلام لا يوجد في الأرض منذ أجيال متطاولة، قرون متطاولة من الزمن، وقال إن المسلمون كل مسلم أسفل منه جاهلي، يعني هذه لافتة فقط، وقال إن الدعاة إلى الإسلام ضالون لأنهم يدعون إلى الإسلام ويتركون الجاهلية، وقال وقال وقال أشياء غريبة جداً، كلما قرأ المرء كلما تعجب كأنه لم يقرأ قبل ذلك شيئاً، أمر فظيع سيد قطب جلبه في الحقيقة،
وفي النهاية تجد مَن يهلل له، هل قرأ؟ هل لم يقرأ؟ هل لم يفهم؟ وبعد ذلك، الشخص خالي الذهن، هذا الشخص خالي الذهن الذي لم يقرأ العقيدة، لن يعرف إذا كان هذا خطأً أم صواباً. سيظن أن هذه هي العقيدة، وهذا ما سنراه في حلقات متتالية. أرجوك أن تسري عليّ. أنني أرشد الناس على هذا البلاء الموجود. من ضمن الناس الذين بدأوا يكفرون حتى في السجن كان شكري مصطفى. طبعاً ماذا نتج عن شكري مصطفى فيما بعد؟ أصبحت الجماعة المسماة بالتكفير والهجرة ونتج عنها قتل الشيخ الذهبي، ونتج عنها فساد في الأرض حتى قُتِل. شكري مصطفى بجريمته مع الشيخ الذهبي. ماذا حدث مع فكر سيد قطب أيضاً بعدما أنشأ الجديد هذا عمل المعالم
وعمل الخمسة عشر جزءاً وكذا. وطبعوا تباعاً. إتبعه واحداً كان موجوداً هنا في المنيل وعمل شيئاً مثل ماذا؟ مثل تنظيم الجهاد. كان اسمه إسماعيل طنطاوي، وإسماعيل طنطاوي هذا مشى مع شخص اسمه علوي مصطفى، ومشى مع شخص آخر اسمه يحيى هاشم. يحيى هاشم هذا كان وكيلا للنيابة، واتخذوا من فكر سيد قطب دستورًا لهم. بعد ذلك اختلفوا مع بعضهم، وخرج يحيى هاشم في مظاهرة فقُبض عليه، فقالوا: "والله إنك ستفضحنا"، فانتهت هذه الجماعة، وذهب كل شخص في طريقه، يعني علوي ذهب إلى سيدنا الإمام الشافعي وانضم هناك إلى الطرق الصوفية، وإسماعيل طنطاوي هاجر إلى
هولندا، ويحيى هاشم قُتِل بعد ذلك في المنيا. من كان معهم وشاركهم وما إلى ذلك؟ أيمن الظواهري. أنا أخبرك أن القصة متشابكة حقاً، وأيمن الظواهري هو الذي يقول إن هذا الرجل سيد قطب أثّر في تأثيرًا بليغًا يا سلام، نعم شرب من أفكاره التكفيرية. نعم فشرب من أفكاره التكفيرية هو وصديقه زميله من بني سويف الذي كان اسمه سيد إمام، وكان يسمي نفسه الدكتور فضل. نعم، والدكتور فضل ما زال حيًا وأيمن ما زال حيًا، والدكتور فضل طبيب جراح ذهب إلى السودان فاليمن. فباكستان، فبيشاور، فأماكن أخرى إلى آخره، ولا علاقة له بالفقه ولا بالعقيدة ولا بأي شيء، ولكنه ألّف كتاب "الجامع" واعتبر أنه هو من أسس
لهذا الفكر. وعندما حصلت المراجعات تراجع، ثم تراجع عن تراجعه وقال: "لا، أنا أقول ألا نضرب الآن لكن نضرب فيما بعد". كل هذا من سيد قطب أساس البلاء والأفكار الذي توهم أن عيد الحب (الفالنتاين) هو احتفال بمناسبة اغتيال البنا أو مقتل البنا في أمريكا عندما حدثت الأحداث مع الجماعات الإسلامية - وهذه قضية أخرى تورط فيها كارم الأناضولي وناجح إبراهيم وآخرون - ناجح إبراهيم اعتذر عن هذا وينشر الآن مقالاته في جريدة الوطن يتبرأ فيها من هذا الفكر لماذا؟ صحيح أعمل العقل يا مولانا وجد كلمة "بني سويف" وهو يسير في القطار وجد لافته مكتوب بني سويف فقال لقد ركب القطار الخطأ، هو يريد الذهاب إلي الأسكندرية، تنبه مبكرا، من المفترض أن تكون المحطة الحالية بنها. فنزل وركب القطار العكسي حتي
يصل إلى إسكندرية إلي الطريق الصحيح، إلي الطريق الصحيح. لا مانع أن أخطئ، لكن المانع كل المانع أن أن أعرف خطئي وأصر على الخطأ. صحيح فنزل الرجل وأخذ القطار الصحيح. لا يوجد إدراك للواقع ولا يوجد إدراك. إدراك. للنصوص ولا في الوصل بينهما ولا في أي شيء، هروب مقلوب بدأوا فيه بما هو في المنتهى وبلاء عظيم. كل هذا من أين يأتي؟ من سيد قطب، عبد الله عزام، من سيد قطب، أيمن الظواهري، من سيد قطب. وهناك أناس تساقطت وذهبت، وكل واحد في حال سبيله الفنية العسكرية. صالح سرية كان من سيد قطب الفنية العسكرية هذه مهزلة مهزلة، كان فيهم واحد المتهم الرابع كان اسمه حسن هلاوي، رحمه الله. قلت له: "ما
هذا الذي فعلتموه يا حسن؟" وكان تابعاً للجمعية الشرعية، فقال لي: "والله، نحن خططنا لشيء، والذي حدث شيء آخر تماماً". يا بُنَيَّ، عندما تكونون غير قادرين على التخطيط أو تفعلوا الصواب فلماذا تفعلوا وتُفسدوا وتقتلوا الناس لماذا؟ ما هذا الهمّ؟ فقال لي: هذا ما حدث، وخرج براءة حسن الهلاوي لأنه أثبت للقاضي خلافاً للحقيقة أنه ليس منهم. فإذاً نحن أمام بلاء حركي من سيد قطب، يبقي المضمون. شكر فضيلتك يا مولانا وهذا يعني الحقيقة حلقة رائعة واستهلال عظيم، وسنصل إلى الخلاف الفكري العميق والوقيعة بين سيد قطب ويوسف القرضاوي في عام ألفين وأربعة في حلقات قادمة بإذن الله. شكراً لفضيلتك، ونشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، والرحلة متواصلة مع بيان خطورة هذه الأفكار التكفيرية التي أساءت للإسلام
أيّما إساءة، نتحدث دائما في برنامج المتشددون عن الإسلام الصحيح، لأن الأصل في الإسلام هو الاعتدال والوسطية. أما فضيلة مولانا العلامة الجليل فهو يوضح لنا خطورة هذه الأفكار وحقيقة الإسلام الصحيح الذي نريده. نراكم علي خير بإذن الله دمتم في أمان الله ورعايته وإلي اللقاء.