المتشددون | حـ 34 | أفكار سيد قطب وما أنتجته جـ3 | أ.د علي جمعة

المتشددون | حـ 34 | أفكار سيد قطب وما أنتجته جـ3 | أ.د علي جمعة - المتشددون
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا الكرام، تحية لكم من عند الله طيبة مباركة في مستهل هذا اللقاء الجديد، لقاء إيماني فكري نغوص فيه ونبحر مع فضيلة العلامة الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة عن مفهوم الإسلام الصحيح، وكيف أن المتشددين أساؤوا إلى الإسلام أيما إساءة، وأفكارهم هي أبعد ما تكون المنهج الصحيح لديننا الإسلامي الحنيف. الحديث يتواصل عن سيد قطب. أرحب بفضيلة العلامة الجليل أستاذنا الدكتور علي جمعة. أرحب بفضيلتك يا مولانا، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. كم
جيل تأثر بأفكار سيد قطب يا مولانا؟ يعني هناك مريدون له، حتى أن بعض المريدين لم يروا سيد قطب، لم يسمعوا عنه، ولكنهم بأفكار تكثيرية في كتبه، يعني هل تغير التفكير وتطورت المراحل بين الأجيال، بين جيل وآخر، بين جيل رآه وجيل لم يره؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. نعم، حدث هذا وهناك مراحل لقضية السيد قطب، وهذه نظرية أسميها بنظرية... تتابع الأجيال حيث يأتي كل جيل أشد ضلالاً وأضل سبيلاً من الجيل الذي قبله، وهذا ما حدث في ظهور الخوارج أيضاً. فالخوارج عندما
بدأوا، بتأويل قريب استطاع ابن عباس أن يراجع ألفين منهم من أصل ستة آلاف، لكن بعد ذلك غالوا جداً في التكفير إلى أن كفّروا أنفسهم، فقد إلى أن اتخذوا الكذب ديناً، يا للعجب! يعني الخطابية من الخوارج اتخذوا الكذب ديناً، فكل جيل يأتي ويزيد ضلالة وانحرافاً عن الأصل والدين الأصلي. وقد تحدثنا في برنامجكم الموقر عن الدين الموازي، وتحدثنا عن الهرم المقلوب، وتحدثنا عن عدم الإدراكات: عدم إدراك النص، وعدم إدراك الواقع، وعدم إدراك الوصل بينهما. تحدث أيضاً هناك كلام عن الأجيال المتتالية، هذه الأجيال المتتالية كل جيل يأتي فيضيف لمن قبله ما هو أسوأ وأضل سبيلاً ممن كان
قبله. فنعم، طبعاً السيد قطب نفسه أرسل إليه الإخوان المسلمون شخصاً كان اسمه عبد المنعم الوفا، أرسلوه إليه من فترة وقالوا له انظر إلى هذا الشاب. الذي يكفّر المسلمين فذهب وقال له: "لا، أنا لا أكفّر". هو طبعاً ظاهر من الكتب جداً أنه - وقد حكيت لك حكاية الرجل الذي كان يؤمن به كثيراً ويحبه كثيراً - فأذن أذان الجمعة وهو عنده في بيته في حلوان، فسيد لم يرضَ أن يصلي الجمعة لأنه في ديار كفر، لا، لم يكفر طبعاً. سيد عندما انتمى إلى الإخوان المسلمين انتماءً... طبعاً سيد هذا هو ضد الإخوان المسلمين طوال عمره، فعندما ينتمي سنتين أو شيئاً أو ثلاثة مع عناده المشهور وهشاشة نفسيته
التي أثبتناها مراراً وتكراراً، حقيقةً يعني... قضية الإخوان هذه ليست مهمة عنده كثيراً، يعني هم استغلوه. نعم لكنه لم يستغلهم، فيريد أن يستغله. فماذا يفعل؟ يقول: لا، حاشا لله، أنا لا أقول هكذا. كان هناك توتر بين النظام الخاص وبين أفكار سيد قطب نفسها، لأن النظام الخاص له فكرة وهي التي تخص مصطفى مشهور، وكان سيد قطب له فكر آخر. كثير من الناس لم لا يأخذوا بالهم من هذه القصة، لكن على كل حال، نعم سيد قطب له تلاميذ وأشار إلى هؤلاء التلاميذ في "لماذا أعدموني"، ومن ضمنهم مصطفى كامل، ومن ضمنهم عبد الكريم الصفطي، ومن ضمنهم عبد الرحمن بارود، وهؤلاء كانوا أزواج بنات أخواته، ومن ضمنهم فلان، ومن ضمنهم محمد هواش الذي أُعدم.
معه من ضمنهم كذا وكذا زينب الغزالي، مرةً أجرت في صحيفة اسمها "المجتمع" - وهي لسان حال الإخوان في الكويت - حواراً، فسألوها: "هل كان سيد قطب يُكفِّر؟" فقالت: "حاشا لله، لا، لم يكن يُكفِّر، لقد أحضرته مرة إلى بيتي وقلت له: يا سيد، أنا امرأة متقدمة في السن". للأخوات وهكذا يعني ذات مروءة في الأخوات ولو واحدة منهن عرفت أنني أكفرها أو أكفر المسلمين سيصيبونني ولن أصبح زعيماً فقال: "لا أعوذ بالله، من الذي قال هكذا؟" يقول إن الإسلام منذ قرون وهو غير موجود في الأرض، يقول أنا ليس هناك مجتمع مسلم، يقول إن الإسلام لافتة يضعها. أحدهم يكذب على نفسه
ويخفي في داخله الجاهلية، يقول إن الدعوة إلى الإسلام نفسها كذلك، ويقول أنه أول شيء فُرض علينا هو أن نعلم الناس الإسلام الذي افتقدوه. حسناً، هذا الرجل الذي أذهب إليه والذي يعيش في القرية، يتوضأ ويصلي ويصوم وغير ذلك، يا سيد كيف أدعوه إلى الإسلام؟ بأي طريقة سأقول له إن ما تفعله ليس إسلاماً، وتعال إلى إسلام آخر سأعلمك إياه، أم ماذا سأفعل بالضبط؟ وهذه هي التي دائماً ما نفتقدها معهم. أين برنامج العمل؟ يعني ماذا نفعل؟ الذي يقول لا نكفر، نقول نعم، نعلمه كيف يبيع ويشتري ويتزوج ويطلق ويعمل، نعلمه ألا يكذب، أن... يكون أميناً أن تكون الأخلاق ما نعلمه التواضع، وهو مسلم صحيح، ولكن ننقله من حال إلى حال، من
حال رديئة إلى حال مرضية. كلام معقول، لكنك هنا تدعوه إلى شيء جديد وهو الإسلام نفسه ولكن بمفهوم جديد تأثر به شكر المصطفى طبعاً لدرجة أنه قال ما الذي ليس من معنا فهو معنا، ومن ليس معنا فهو ضدنا، والذي ليس معنا كافر. وقد ناقشت أنا شكري مصطفى وقلت له: "طبعاً يا شكري، أنا أريد أن أقول لك شيئاً". فقال لي: "ما هو؟" "سنة كاملة يا مولانا"، سنة في السبعينيات، قبل أم بعد مصطفى مشهور؟ لا، بعد، لقاء فضيلتك كان ذلك تقريباً في أواخر سنة أربعة وسبعين، كنت شاباً - يعني فضيلتك - في الثلاثين من عمري، نعم، لكنني كنت في الأزهر، نعم. فقلت له: أنا أريد
أن أعرف، أنا رجل شافعي عقيدةً وشريعةً وأخلاقاً، أعتبر محمد بن إدريس الشافعي رضي الله تعالى عنه إمامي، لأن أي شيء يقوله الشريعة في الأخلاق أنا مسلم أو لست مسلماً، فقال لي: وما فائدة هذا السؤال؟ الله أوه الله العظيم. قال لي: ما فائدة هذا السؤال؟ يجب أن تكون إجابته بديهية مباشرة، وهو شخص سوي يعني. قلت له: هذا السؤال هو الذي بيني وبينك، أنت الآن تقول إن الذي... ليس معي كافر، الشافعي غائب عنك، وأنا غائب عنك. أنا لا أعرف عنك شيئاً، ولم أرك قبل ذلك، ولن أراك بعد ذلك. لماذا أنا كافر والإمام الشافعي ليس كافراً؟ قال للإمام الشافعي: اجتهد، فقلت له: حسناً، إذن الإمام
الشافعي مسلم لأنه مجتهد، وأنا كافر لأنني لست. مُجتهِدٌ قال: نعم. قلتُ له: إذن إذا كان الاجتهادُ شرطًا من شروط الإسلام؟ قال: بالطبع. قلتُ له: حسنًا، فنحن ذاهبون الآن، وهناك من أتباعك في السيدة زينب يبيع الفجل، سيدةٌ جالسةٌ بقفصٍ تبيع الفجل، هل هذه مجتهدة؟ قال: يجب أن تجتهد. فإذا لم تجتهد؟ قال: تكون كافرة. قلتُ له: حسنًا هذه المرأة ستجتهد، لكنها لا تعرف شيئاً. قال: يجب أن تعرف. فقلت له: حسناً، إذا لم تعرف ولم تستطع أن تستوعب؟ قال: تكون كافرة. إلى هذا الحد من السذاجة والبساطة! فقلت له: حسناً، جيد جداً، نحن الآن لدينا الحجة في
كتاب الله وفي سنة رسول الله، أليس كذلك؟ فقال لي... نعم هكذا صحيح، قلتُ له: "خذ هذا القرآن، تعلمته على يد مَن؟" فقال لي: "إنه في المصحف هنا". قلتُ له: "لا، ولكن عندنا يجب أن نتعلمه على يد شيخ"، فالشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ الحصري والشيخ الهمداني، هؤلاء الشيوخ الذين لدينا والذين أخذنا منهم القرآن، هل هم كفار أم مسلمون أم متوقف في حكمهم، قال: أنا لا أعرف لماذا تسألين هذه الأسئلة، قلت: إنني أفكر، أنا أفكر، بصوت عالٍ معك. أهؤلاء الناس كفار أم مسلمون أم متوقف في الحكم عليهم؟ قال: لا، فالقرآن قد انتشر، حتى إنهم اكتشفوا قراءة جديدة. قلت له: ماذا تعني باكتشاف قراءة جديدة؟ قال: اكتشفوها في... اليمن، فعرفت أن الولد في عقله
شيء. قراءة جديدة اكتشفوها في اليمن، القراءة المتوترة التي ينقلها آلاف عن آلاف. طلعت واحدة، نعم. يعني في صحراء اليمن، يعني عمل مجانين. نحن رأينا هؤلاء الناس وكلمناهم وفهمناهم، فلم يفهموا ولم يرضوا، نعم، إلى أن قُتل الذهبي وذهب إلى مصيره وانتهى الأمر وذهبت أريد أن أقول لكم إن هذا هو الجيل الثاني من أفكار سيد قطب، هذا هو الجيل الثاني وليس الأول. كان يتبع المصطفى كامل أو البارودي أو غيرهم. هؤلاء كانوا متقلقلين وغير ثابتين، وغير مدركين لما قاله الرجل. إنهم تائهون يقولون كلاماً يستلزم التكفير لكنهم لا يكفِّرون. دع... بالكم أنه يكفّر المجتمع لكنه لا يكفّر
الناس، كيف يكون ذلك؟ كيف يأتي هذا؟ المجتمع مكوناته من الناس. من قال لي أنت؟ أنت شخص ونحن سنتحدث معك هنا. إن اقتنعت بكلامنا أسلمت، وإن لم تقتنع بكلامنا فقد كفرت؟ حاشا لله! إنه نفس كلام شكري، لكن شكري كان واضحاً وأوضحها قليلاً. نعم لكن هذا، أجل، حسناً، أنت لم تخبرني بعد، هل ستصلي خلفي أم لا؟ انظر، إلى هذا الحد قال لي: نعم سأصلي خلفك. نعم، إذاً الأصل فيّ أنني مسلم. طيب لماذا إذاً؟ إذا كنت أنت، يعني إذا كنت أنت تقول أن المجتمع الأصل فيه أنه كافر، إذاً فهذا خلل، في الترتيب الفكري وهؤلاء كانوا هم الجيل الثاني عندما
تقول زينب الغزالي هذا تعجب وما لا يثير العجب هو أنه حيران، هو نفسه حيران. وهناك شيء يسمى المذهب، ويوجد ما يلزم من المذهب. كل ما كتبوه يلزم منه التكفير، ثم هو ينكر التكفير، ثم أنه يبني على ذلك أفعالاً معناها أنه لا يذهب إلى صلاة الجمعة ولا صلاة الجماعة ولا يصلي خلف أحد غيره. نعم، هم كفروا. أنا لم أقل هكذا. وهكذا هذا الثعبان، كما كان أنيس منصور رحمه الله يقول لي: هل فلان هذا ثعلب أم ثعبان أم ثعلبان؟ ثعلب ماكر ثعبان. غادر ثعلبان الاثنان معاً، ماكر وغادر. هل تنتبه سيادتك في أي عمل؟ ثعالب وثعابين وحروب،
ليس هذا العمل الذي نحن فيه. أتذكر عندما قلت لك إن عبد الله عزام يقول الصوفية أربعة: سيد قطب وابن تيمية وابن القيم والنووي. لِمَ أدخل النووي؟ النووي واضح، النووي دقيق. أستأذن فضيلتك أن نتعرف أخرى من أفكار الجيل الثاني من أفكار سيد قطب والأجيال التي تأثرت به بعد هذا الفاصل القصير يا مولانا لو أذنت لنا. انتظرونا بعد الفاصل مشاهدينا الكرام. الحديث عن مدى تأثر الأجيال المختلفة المتعاقبة التي آمنت بأفكار سيد قطب، كيف طورت أو احتدت أو كفرت المجتمع هي أيضًا كان شكري. مصطفى نموذجاً يا مولانا، هل
يوجد نموذج آخر؟ بدأنا بسيد قطب ومن بعده مصطفى. كان شكري مصطفى - مصطفى شكري مصطفى - هذا كان اسمه. كان في كلية الزراعة ولم يكمل دراسته، وكانت لديه حالة نفسية لأنه لجأ إلى التكفير المطلق وتكفير من لم يكفر وتكفير من لم يكفر من. لم يكفر في السجن. كان عنده ولد صديقه اسمه منيب، ومنيب أمسكوه في المعتقل، وعلى حد كلامه ضربوا رأسه في الفسقية فمات أمامه. فقال: "ليس معقولاً أن تكون هذه القسوة وهذا العنف من مسلمين، فإذا كان هؤلاء صفوة الرب" - ولا أعرف من هو رياض وما إلى ذلك - رياض هكذا سُجن هؤلاء الناس الكفار، حسناً، والإخوان المسلمون الذين لم يكفّروهم والذين هم أمامهم، قال إنهم كفار بالطبع، وهكذا جاءت سلسلة التكفير عندما ظهر هذا الرجل. كان
يعني، بدأت الأمور تتفكك، في عام أربعة وسبعين وخمسة وسبعين وستة وسبعين وسبعة وسبعين. بدأت الأمور تتفكك، بدأت الجماعات الإسلامية تظهر لأجل... المقاومة الشيوعية حتى قتلت السادات، وبدأت الجماعات منذ عام ستة وستين، أول ما توفي سيد قطب بدأت تتكون جماعة الجهاد، وبعدها الجماعة الإسلامية، وبعدها جماعة لا أعرف ماذا، وهكذا. وكلهم أخذوا من سيد قطب وبدأوا ينظِّرون، وكلهم والحمد لله ليست لهم علاقة بعلم الدين، حتى ظهر عمر. عبد الرحمن الذي هو مسجون الآن في أمريكا - ربنا يفرج عنه - حبسه. القضية انتقلت إلى قضية تأصيل التكفير، وتأصيل
التكفير هذه اشتغلت مع الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد التي كان من بدايات الواضعين لها أو القائمين عليها أيمن الظواهري وأخوه محمد الظواهري وعمر عبد الرحمن بالطبع، وعمر عبد الرحمن كان لدى عمر عبد الرحمن - يعني كما تقول - تصرفات سيئة جعلت بعضهم يفتي بقتله، بعض أعضاء الجماعة الإسلامية. ذلك لأنه كان يرى أنه من العاملين عليها، وأن أي تبرعات تأتي ينبغي أن يأخذ جزءاً منها، فاعتبروا أنه ليس رجلاً سليماً أو نحو ذلك. وقفتم بقتله فهرب إلى السودان، هو الهرب لم يكن هرباً من السلطات، بل كان من داخل الجماعة لأنهم كانوا سيقتلونه. وبعدما هرب إلى السودان، سُهِّلت
له بطريقة غريبة الحصول على تأشيرة إلى أمريكا. وفي أمريكا جاء شخص صديق له ولازمه، وهو ضرير، يصطحبه ويرافقه، وكان ذلك الشخص جاسوساً عليه أو... شيء من هذا القبيل وسجّلوا له أنه سيفعل ويعمل ويترك وما إلى ذلك، وبموجبها سُجن هذا السجن، وكثير من الشباب تأثر بكتاب وميثاق العمل الإسلامي في الجامعات في وقت الثمانينات والتسعينات، وبدأ سيد إمام يصبح في الجامع - الجامع يتكون ربما من ثلاثة آلاف صفحة أو شيء كهذا - والعمدة إعداد العُدّة وشؤون القتال هو الأفكار الموجودة عندما تأتي لقراءتها واستخلاصها. ماذا يريد هؤلاء الشباب، أو ما هي مشكلتهم؟ مشكلتهم أنه كان هناك استعمار، ثم حدثت حركات التحرر من
الأربعينيات، وتحررنا من الاستعمار، لكننا ما زلنا لم نتحرر من الاستعمار، فالاستعمار ما زال باقياً. هذا أساس كبير من أسس تكوينه. ثانياً أن العرب قصّروا حتى وجدت إسرائيل أن الأنظمة هذه قصّرت حتى قيام دولة إسرائيل، فقيام دولة إسرائيل يبين أننا مقصرون. ثالثاً أننا لسنا راضين أن نتحد، فحكامنا غير راضين بالوحدة. رابعاً أنهم ينهبوننا ويسرقوننا ويسرقون الشؤون والخيرات.
والثروات، النقطة الخامسة هي انعدام العدالة الاجتماعية. من الممكن أن يسرق الحاكم عشرين في المائة ويحقق بالثمانين في المائة عدالة اجتماعية، ولكن لا، فهو أيضاً لا يحقق بالثمانين في المائة عدالة اجتماعية. النقطة التي تليها هي دار الكفر ودار الإسلام، والنقطة التي بعدها هي الحاكمية، وبذلك أصبحنا عند النقطة بعد، ها هو بعد الحاكمية وأنه لا بد من الحاكمية. أصبحوا يأتون بها كلها من سيد قطب، بالحاكمية، بالجاهلية، بمعنى الإله، بمعنى الرب، بمعنى لا أعرف ماذا، التوحيد بمعنى، وهكذا. النقطة التي تليها هي التقليد. لماذا تقلدون المذاهب الأربعة؟
لماذا تقلدون التاريخ الإسلامي هكذا؟ نحن في فقه جديد يجب أن ينشئه علماء الخنادق لا علماء الفنادق. بمعنى ما هم علماء الفنادق الذين يقيمون المؤتمرات والندوات والناس جالسون هكذا، أما علماء الخنادق فهم الذين يجاهدون، أي الذين يجاهدون ويقتلون ويسفكون الدماء وما إلى ذلك، ويكفرون المسلمين. علماء الخنادق لا علماء الفنادق. والأمر التالي هو النصرة، يجب علينا أن نرى أناساً ينصروننا. من كل مكان في الأرض، والنقطة التي تليها التمكين، عندما نفعل ذلك، فإن الله سيمكن لنا. وهذا ما نراه
الآن من جماعات مثل القاعدة، وأنصار بيت المقدس، وداعش، وفجر الإسلام - لماذا؟ - وأنصار الشريعة، وفجر الإسلام، يواجه بعضهم بعضاً، وجميعهم يتقاتلون فيما بينهم الآن. كل هذا الفكر كذب، إنه كذب محض. أنا أدعو الشباب لأن يسرح بعقله هكذا مع كل نقطة من النقاط العشر، يسرح بعقله. أنا لا أقول له لا تفكر، بل أقول له فكر وتوقف عند كل واحدة وانظر إلى الحقائق، لكن بدون تغابٍ وبدون كذب، وبالمصري هكذا: نحن لم نطرد الاستعمار، نحن إذن... من الذي قاوم؟ من الذي قاوم إذن؟ الأزهر كله هذا، الشعب قاوم الاستعمار، والجيش قاوم الاستعمار،
والبلدان قاومت الاستعمار. ماذا كان يفعل عبد الناصر إذن؟ لا، حقيقة الموقف أننا قاومنا الاستعمار، لكن الاستعمار يضربنا منذ مائتي سنة، الاستعمار ضيَّق علينا، فبدلاً من أن تقف مع أهلك. تقول إنَّنا مع الاستعمار. صحيح نحن الآن نتفاوض مع جميع الدول ونأخذ أكثر ما نستطيع عليه. هناك فرق بين تفكيرك كفرد أو كجماعة وبين تفكير الدولة. هناك فرق بين تفكيرك كشخص وبين تفكير المؤسسات. بعيدة عن الهوى والتحيز والتحزب، وتعمل لصالح الوطن. وأنت كاذب، إسرائيل ما حاولنا معها مرة والثانية والثالثة والرابعة حتى كسرنا أنفها في عام ثلاثة وسبعين، هذا صحيح. وأنتم يا إخوان يا مسلمين الذين تقولون لا، لم ننتصر،
لكي تبرروا لأنفسكم، أنتم تكذبون. إسرائيل موجودة، وهل أحد منا مسرور من إسرائيل؟ أو مسرور من بلائها أو عدوانها على... الأطفال أو النساء أو غير ذلك إلى آخره، نهب الثروات، من فيها الذي ضربك على طريقة المماليك كما كانوا يفعلون وأخذ منك ثرواتك ولا شيء ولا أي شيء منذ أن تأسست. حسناً، انعدام العدالة الاجتماعية، لا، هي ليست انعدام العدالة الاجتماعية، بل هو سوء إدارة وترتيب للأولويات قد... لا يكون موافقاً وكل المجتمع يتحدث في الصحافة والإعلام والمناقشات، صحيح، لكن تحويله إلى أنه مؤامرة يجعلك حقاً واهماً. حسناً، سنتوقف فعلاً في حلقات قادمة يا مولانا عن موضوع النصرة والحاكمية وما إلى ذلك، لكن الأجيال الموجودة
حالياً، الأجيال الموجودة حالياً، هل يمكن القول وهذه الحركات التي فضيلتك... عدَّتها النصرة وداعش والقاعدة وغيرها قولاً واحداً أنها خرجت من عباءة الإخوان المسلمين وأنها استقت أفكارها من سيد قطب باعترافهم هم. يقولون هكذا، هم الذين يعترفون وليس نحن الذين نقول. هذه أجيال متتالية، وقد قلت لك قبل ذلك أن أبا محمد العدناني، الرجل الثاني في داعش، هو ظلال القرآن. في ظلال القرآن في عشرين سنة، ما أروعه! حفظوه، نعم. أي أن هؤلاء الناس قرؤوا وتبحروا في سيد قطب وليس في الدين الإسلامي، بل في الدين الموازي، في الدين الموازي. ولذلك ستجدهم دائماً يجتهدون بأساليبهم هم، وهم بالضبط كمن
ركب قطار الصعيد لكي يذهب إلى الإسكندرية. بالضبط تشبيه موافق تماماً الدين الذي تركه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أسميه دائماً في لقاءاتي بالمحجة البيضاء "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، كتاب الله وعترة أهل بيتي" أخرجه الترمذي، "كتاب الله وسنتي" أخرجه أحمد، ثلاثة هم الناس التي لا تحب أهل البيت ولكن النبي. عليه الصلاة والسلام، ربنا يقول: "إلا المودة في القربى"، "قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى". ولذلك المصريون لهم فلسفة بالجينات التي تخصهم، أحبوا أهل البيت ولم يقعوا في الرفض، وكان يُكتب على الحُطام وعلى المنابر: "من لعن وسب فله دينار وإردب"، أبداً لا يوجد ولا مصري واحد الدينار أم الإردب
لكي يدعو الأهل بيت لمدة مائتي سنة لأنهم يحبون أهل البيت ويحبون أبا بكر وعمر. من الذي شتم أبا بكر وعمر وعثمان؟ سيد قام بشتمهم في آخر العدالة الاجتماعية. لماذا هذا؟ إنه رافضة، علامة من ربنا أنه خرج عن المحجة البيضاء. نعم، ببساطة هكذا سيد قطب. شتم في العدالة وردَّ عليه الإخوان المسلمون، وردَّ عليه محمود شاكر، وردَّ عليه غيرهم في جريدة الإخوان المسلمين. فنحن إذاً أمام محجة بيضاء وأمام تلويث لهذه المحجة بالقصد. وعلى وعدٍ من فضيلتكم، سنتحدث عن باقي هذه الأفكار والمبادئ التي تحدثنا عنها: مفهوم الحاكمية والنصرة وغير ذلك في لقاءاتنا. المقبلة بإذن الله في برنامج اليوم التشديد شكراً فضيلتك إن شاء الله شكراً لكم نشكركم أيضاً على حسن المتابعة مشاهدينا الكرام واللقاء
يتواصل دائماً مع فضيلة العلامة الجليل الدكتور علي جمعة وحلقات أخرى من برنامج المتشددون بإذن الله في لقاءات مقبلة حتى ذلك الحين نترككم دائماً في أمان الله ورعايته وإلى اللقاء