المتشددون | حـ 4 | التجربة المصرية في وضع قوانين حديثة منبثقة عن الشريعة الإسلامية | أ.د علي جمعة

المتشددون | حـ 4 | التجربة المصرية في وضع قوانين حديثة منبثقة عن الشريعة الإسلامية | أ.د علي جمعة - المتشددون
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا الكرام أينما كنتم. التحية متجددة من عند الله طيبة مباركة في مستهل هذا اللقاء الجديد. والمتشددون نواصل رحلتنا الإيمانية مع فضيلة العلامة الدكتور علي جمعة لنتحرى حقيقة الأفكار وحقيقة العلم والفرق بين العلم والمعلومات وما هو عليه هؤلاء المتشددون الذين يعطون صورة سيئة للغاية. عن إسلامنا الصحيح والفرق بين التراث الإسلامي والإسلام الصحيح، واتفقنا في الحلقة الماضية أننا لن نتحدث عن الإسلام المعتدل
والإسلام الوسطي، لأن الأصل في الإسلام هو الوسطية والاعتدال. أرحب مجدداً بفضيلة العلامة الأستاذ الدكتور علي جمعة. أرحب بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم. في الحقيقة، فضيلتكم أخذتمونا في رحلة ممتعة في التاريخ. في الحلقة الماضية ألقينا إطلالة على القرن التاسع عشر عن كيفية تحقيق النهضة وما قاله عبد القادر البغدادي من أنه لكي تتحقق هذه النهضة فهي تبدأ باللغة العربية والغوص في أعماق اللغة العربية، وكان له كتاب "خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب" وهناك فرق كبير بينه... وبين ابن منظور يا مولانا، نعم هو ابن منظور، هذا لسان العرب، وهو الآخر لسان العرب، لسان العرب لابن منظور، هذا معجم جمع فيه كل ما تحت يده من منتجات
لابن سيده، لابن بري، للفيروز آبادي، لكل، للعباب الزاخر، لكلام الخليل بن أحمد، يعني جمع فيه كل معاني. اللغة العربية: ابن جني يقول شيئاً مهماً، إذ قال: "يا جماعة، لدينا ثمانية وعشرون حرفاً: ألف، باء، تاء، ثاء، جيم... كما كنا قديماً نسميها: أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، ثخذ، ضظغ. هذه الثمانية والعشرون حرفاً، لو طبقنا عليها التباديل والتوافيق بالنسبة للكلمات الثلاثية..." نحن نقول ألف باء تاء ألف تاء باء هكذا تبادلوا توفيق هذه كل ثلاث كلمات يخرج ستة، هذه الستة لهم علاقة مع بعضهم. هذا كلام الخليل في العين وكلام ابن فارس في معجم مقاييس
اللغة. هذه الستة ماذا تعني؟ تعني ملكة ولكم وكلم ولا قوم نجد مكلة هذه ما. ليس لها معنى في اللغة العربية. ستة، سنضع الثلاثة هكذا ونقلبهم مع بعضهم فيصبح ستة. ما هي العلاقة بين ملكة وبين لكمة، بين كلمة مثلاً وبين كذا؟ العلاقة هي القوة. يعني الكلام أقوى من السكوت، والملك أقوى من الفقر، واللكم أو كلامه يعني جرحه. نعم، ما المشكلة في ذلك؟ قوة هكذا سبحان الله، فعندما يسمع العربي عنها "ملائكة ملائكة" قادمة من المَلَكة والمُلك وهكذا، على الفور يتصور شيئًا
قويًا. هل انتبهت؟ حيث إنه أول ما قيل له: "عليها تسعة عشر"، فقال: "تسعة عشر؟ حسنًا، ألف منا ضد كل واحد، إذن نحتاج تسعة عشر ألفًا". لكن لنمسك هذا الملك ونضربه فتنتهي القصة. المغيرة بن الوليد بن المغيرة، ما الذي جعل الوليد يقول هكذا؟ لماذا لم يقل: أنا سأذهب إلى هذا الملك وأقتله وانتهى الأمر؟ لأنه في أعماقه يعلم أن الملك قوي. نعم، إنه ليس كالتصور الأوروبي. التصور الأوروبي يرى الملك الذي يضعون عليه دائرة هكذا شيئاً. ماذا تعني كلمة "نيّف"؟ يقولون بالإنجليزية أنها تعني طيب وساذج وضعيف، أما في اللغة العربية فلا، بل معناها قوة. فيقول لك في
كل اللغة العربية هكذا، إلا ما نستثني. هذا الكلام كله جمعه صاحبنا ابن منظور. كم يمكن أن تخرج اللغة العربية من الحروف لو صنعناها هكذا؟ تصل إلى حوالي عدة أشياء. كثيرة جداً حوالي خمسة مليارات أو خمسين مليار كلمة أو نحو ذلك بالتبادل والتوفيق. حسناً، وابن منظور فيها كم؟ في ثمانين ألف جذر، ثمانين ألفاً في القاموس المحيط، أربعين ألفاً، وفي ابن منظور ثمانين ألفاً. لكن هذا يعمّق لك الفهم الخاص باللغة، اللغة ومعاني الكلمات، معاني الكلمات، لكن صاحبنا عبد. القادر يتحدث لك عن روح اللغة وتاريخ اللغة وفقه اللغة والاستدلالات التي أخذناها من اللغة لكي نخدم ماذا؟ لنخدم محور الحضارة الإسلامية الذي هو ماذا؟ القرآن والسنة. يا سلام! الذين قلنا عنهما: "تركت فيكم
ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي". فإذاً، إذا أردنا أن نفهمهما. هذه بعمق مشكلة المتشددين أنهم لم يفهموه مطلقاً، هذا بعمق ولا أقول عمق، وإنما أحبوا القرآن فحفظوه. وكان المتشددون هؤلاء في البداية لا يهتمون بالتجويد أبداً، حتى وجدوا أن هناك فرقاً بينهم وبين المشايخ في التجويد، فأصبحوا مهتمين بالتجويد في العشرين أو الثلاثين أو الأربعين سنة الأخيرة. لقد أحبوا الكتاب. لكنهم سبحان الله كما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم". يا سلام! نعم، تقرأ القرآن لكن لم يبقَ عندك من
القرآن إلا السمة، أو من الإسلام إلا السمة، ومن القرآن إلا رسمه. عمر بن الخطاب لم يحفظ سورة البقرة إلا بعد أن فهم معناها. في سنوات طويلة، كان يحفظها جيداً خمسة خمسة، خمس آيات خمس آيات، ولا يغادرها إلا إذا طبقها وفهمها وهكذا إلى آخره. هذا المعنى، معنى التربية، افتقدوه، فهم مفتقدون أيضاً تربية المشايخ. وكان هناك نوع من أنواع الصدام مع المشايخ أيضاً، وهذا له جذور قبل ذلك، لكنها كانت... الجذور تأخذ وقتاً وتأخذ سنين طويلة، فنرجع مرجعنا إلى عبد القادر البغدادي في خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب وغيرها من الكتب، ومع المرتضى الزبيدي في إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين، مطبوع على الطبعة القديمة في عشر مجلدات، ولو أنه طُبِع حديثاً مثل
تاج العروس الحاوي من جواهر القاموس. لو كان هناك أربعون مجلداً، وأصبح لدينا نحن المسلمين والمصريين برنامج للنهضة، فما هو هذا البرنامج؟ أولاً: عودة ملكة اللغة العربية حتى نستطيع الانطلاق والإبداع في أي شيء، سواء في علوم الشرع أو في علوم الكون. ثانياً: النظام الأخلاقي الذي لا بد أن يشيع ويستقر. ثالثاً: التوثيق وطريقة الإثبات التي تميز بها المسلمون عبر التاريخ عن غيرهم، ما هي قضية الإثبات هذه التي تميز بها المسلمون عن غيرهم؟ سنضطر هنا أن نقف وقفة مع سيدنا الشيخ عبد القادر وسيدنا الشيخ المرتضى، ونرجع قليلاً
إلى الوراء للإمام الشافعي، نعم، الذي توفي سنة مائتين وأربعة، ومولود سنة مائة وخمسين، ويقول... أنه في السنة التي توفي فيها، وُلد فيها، توفي فيها أبو حنيفة، يعني كان إمام يُسلّم إمام هكذا. الإمام الشافعي ذهب وصنع لنا شيئاً اسمه أصول الفقه، يعني أسس الفهم، بمعنى كيف تستطيع أن تقرأ النص الذي أمامك، وأخذ من اللغة، وأخذ من النحو والصرف، وأخذ من البلاغة، وأخذ من... المنطق وأخذ من الفقه وأخذ من كل هذا وأخذ من مدرسة الصحابة، الكلام الذي قاله الإمام الشافعي في الرسالة هو موجود عند مدرسة الصحابة. مدرسة الصحابة كان فيها كل شيء قاله الإمام الشافعي، لكنه ماذا فعل؟ جمعها وجعلها معك أداة تستطيع أن تفهم بها النص جاهزاً، جاء الإمام.
الخطيب البغدادي بعد ذلك ورد قال له: "أتعلم يا شافعي الكلمة التي قلتها هذه، إنها عند ابن مسعود. أتعرف الكلمة التي بعدها، إنها عند..." حقق أيضاً جزءاً من أفكار أو كتب الإمام الشافعي، ليس تحقيقاً معتاداً، إنه تحقيق عميق بأنه قال له كل عبارة أنت... قلتها رضي الله تعالى عنك موجودة عند الصحابة وألّف كتاباً في جزأين اسمه "الفقيه والمتفقه"، وأرجع كل شيء إلى أصله. ما الغاية من قراءتنا لرسالة الشافعي؟ إننا نقول هذا الكلام لأننا عندما نقرأ رسالة الشافعي نخرج بسبع درجات، فعندما يسألني الناس: ما الفرق بين الأزهري والمتشدد؟ أقول له... أنَّ الأزهريَّ في عقلِهِ سبعُ أشياءَ غيرُ موجودةٍ في صاحبِنا هذا. قال: حسناً، فإنَّ المتشدِّدَ سيسمعُكَ الآن أو
سيذهبُ ليقرأَ، ولا أعلمُ إن كانوا يعرفون، لكنَّ هذا المتشدِّدَ سيسمعُكَ وسيحفظُ هذه الأشياءَ السبعَ، فلتُعَرِّفَهُ بها. قلتُ له: إنَّ هناكَ فرقاً بينَ العلمِ والمعلوماتِ التي تحدَّثنا عنها في حلقةٍ سابقةٍ. هناك فرقٌ بين العلم والمعلومات. ماذا يعني ذلك؟ يعني أنني تشبعت بهما وتدربت عليهما بينما هو لم يفعل ذلك. هو يعرفها فقط كمعلومات. أي شخص من جماهير الدنيا سيسمعني الآن وأنا أقول السبعة، لكنه لم يمارسها ولم تصبح صنعته. هذا هو الفرق، وهذا الفرق مؤثر، نعم إنه مؤثر لأنه... سيظهر هنا شخص يمثل، لكننا نحن لا نمثل، بل نعيشها. فالفرق كبير بين المعيشة والتمثيل، وهذه نقطة مهمة جداً، لأنهم يمثلون كثيراً ويظنون أنهم بالتمثيل أصبحوا حقيقة. الممثلون يرفضون أن
يندمجوا في الأدوار، ويقولون لك إن هذا جنون، وأنه لو اندمجت في الدور فإنك تتوه في دور متقمص. شديدة التقمص. حتى أن الممثل نفسه يقول لك: "أنا لم أكرر الدور أو الشخصية". عندما يشتهر ممثل بشخصية معينة، ينصحونه من الخارج بأن تخرج منها، وإلا ستقتل نفسك. فما يفعلونه هذا هو تمثيلية لأنها معلومات وليست علماً. نعم، إذاً هيا بنا لنذهب إلى السبع. نظريات فضيلتكم بعد الفاصل، بعد الفاصل، النظريات السبع التي تميز علماء الأزهر الشريف والفاهم لصحيح الدين، بعيداً عن الإسلام المعتدل والوسطي، لأن الأصل في الإسلام هو الوسطية والاعتدال. نواصل الرحلة مع فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة بعد الفاصل، انتظرونا. ليس عنوان برنامجنا
فحسب، بل هو أيضاً عنوان الرحلة التي نغوص فيها مع ضيفنا الكريم أستاذنا الأستاذ الدكتور علي جمعة. أرحب بفضيلتك يا مولانا، أهلاً وسهلاً بكم. بالطبع سنتحدث بالتأكيد لأن ذهن الناس سينصرف عندما نتكلم عن المتشددين كجبهة النصرة والقاعدة وأنصار بيت المقدس وداعش بالطبع وما إلى ذلك. سنصل إليهم بالتأكيد، لكنني سعيد حقيقةً بالرحلة التي نقوم بها. كل هذه مع فضيلتك هي تجليات لما نقوله. صحيح، الآن نحن نضع أيدينا على مكمن البداية ومكمن الخلاف ومكمن الخطر أيضاً. نعم، أما التجليات التي حدثت بعد ذلك، فكان لابد أن يظهروا هؤلاء، إذ كان من الغريب جداً
ألا يظهروا إذا هدمنا. هذا المنهج سيُخرج دولاً طيبة. النظريات السبع التي تحدث عنها فضيلتك، يعني أول شيء فكر فيه الأصولي الفقيه، الرجل الذي يريد أن يتلقى الدين وينفذه في حياته وفي حياة الناس، هو ما الحجة؟ سؤال واحد يسأل نفسه، وهو سؤال مشروع. قام بعمل أبحاث وتفكير ومناقشات ووصل إلى أن الحجة التي ترضي. ربنا يعني أن نتبع كلامه الذي هو القرآن، وأن القرآن يقول لنا: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"، "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول"، ويقول: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله". إذاً القرآن يرشدني إلى طاعة
هذا الرجل، سيدنا هذا الذي هو سيد الخلق. الذي هو النبي عليه الصلاة والسلام الذي يأتي ويلخصها لي ويقول: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنته". فتكون الحجة كتاب الله وسنته. فالسؤال الثاني المشروع الذي أفكر فيه: أين كتاب الله والسنة هذان؟ يعني ما هما الكتاب والسنة؟ يعني أنا أريد أن أتأكد لأن... أنا لم أكن في عصر النبي وأن الذي معه هذا هو الكتاب والذي معه هذا هو السنة، فأدركت الأمة منذ عهد الصحابة نفسها بتوفيق ربها وإلهامه سبحانه وتعالى لها أن يصنعوا شيئاً اسمه السند، السند هو أن يلقِّن الشيخ التلميذَ القرآن، وأن هذا
التلميذ سيصبح شيخاً في يوم ما. يقولون في أحد الأيام ما بعده، فأصبح الكتاب ليس مكتوباً بل محفوظاً ومُتلقى، وليس هناك كتاب محفوظ ومُتلقى في العالم لا في الجانب الديني ولا في الجانب الأدبي ولا في أي شيء سوى القرآن والسنة، ما أروعهما! وليس هناك فكر عند الناس لحمل الدين بهذه الطريقة التوثيقية. الشيخ مرتضى الزبيدي يقول هذا: إنها مسألة نختص بها في أخلاق التوثيق والأخلاق واللغة إلا هذه الأمة، لا يوجد أحد مهتم بهذا الأمر. لماذا تفعلون هذا إذن؟ حسناً، أصبح عندي الأمر الثاني بعد الحُجَّة التي
ذكرتها. التوثيق جاء في القرآن واشترط فيه التواتر، ما هو التواتر؟ إنه الجمع الغفير وليس شخصاً واحداً في السر. ليس شخص يأتي ويقول لي تعال أنا سأعلمك في السر وأنا وهو فقط الذين نعرف. ليس لدينا أسرار. اكتب لي هذه الكلمة فقط عندك: ليس لدينا أسرار. يا سلام! نعم، لأنه بعد ذلك سيأتون على هؤلاء ويصنعون أسراراً ويصنعون أشياء سرية. نحن ليس لدينا أسرار. تعالوا يا جماعة أرجوكم الكتاب. من أين أخذت هذا؟ أنا فقط أنا علي، وعلي في القرن الخامس عشر، وأريد أن أرى أين هذا الكتاب الذي هو كتاب ربنا الذي هو الحجة. فذهبت فوجدت المشايخ، وجدت الشيخ محمد إسماعيل الهمداني جالساً في
الأزهر ونحن نقرأ، أقرأ عليه. ثم جاء شخص من الأرياف، انظر، انظر، انظر كيف جلس، وبعد ذلك... وبينما كنت أقرأ أخطأتُ في القراءة، فمن الذي صحَّح لي؟ الشيخ لم يصحح لي بعد. الذي صحح لي هو الرجل الفلاح القادم من القرية. قال: "لا، ليس هكذا، هذه تُقرأ كذا". وهذا بالسليقة وليس دارساً يا مولانا، أي أنه محفِّظ، حافظ. هل تفهم؟ هو رجل قادم دخل الأزهر، دخل المكان المعتمد وهو رجل عادي. لديه كتاب يحافظ عليه الأولاد فهو شيخ، فصحح لي وأنا أقرأ على الشيخ الهمداني، وهذا دخل ليصحح، وأنا طبعاً صححت القرآن غالباً، أتفهم؟ يقال لك: السامع شارب والقارئ
حالب، أتفهم؟ والقرآن غالب، يعني، وأنا أستحضر وما إلى آخره، وخائف أيضاً من سيدنا الشيخ، وهذا جاء وهو سامع شارب. وأنا حالف والقرآن غالب، سيدنا الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف يفعل لي هكذا أمام الشيخ، رقق هذا قليلاً. فالشيخ غضب، لماذا غضب؟ ليس لأنني قلت الصواب، بل لأن الشيخ اعتدى عليه هكذا. الأصل أن هذا شيخ وذاك شيخ، يا سلام! أتنتبه؟ فلا يصح أن يتدخل أحد لتصحيحه، يتدخل هو، انتظر. لأنني أنا الذي أقول له فيكون لها وضع وهكذا. ما هذا؟ هذا نظام! هذا هو النظام. هذه أخلاق. نعم، فنحن رأينا العجب العجاب الذي لم يره المتشددون. صحيح، صحيح. إذاً إذا أخذوا القشور يا مولانا. نعم هناك توثيق. فأنا قرأت
على الشيخ عبد الحكيم وقرأت على الشيخ. الهمداني وقرأت على الشيخ الزيات - رحم الله عبد العزيز زيات أحمد عبد العزيز الزيات - وقرأت القرآن. فعندما أبحث عمن أقرأ عليه، أجد الكثير والكثير جداً، وأجدهم بالآلاف. ها هو الجمع الكثير. حسناً، أريد أن أعرف هذا الحديث من الذي أخرجه في البخاري، وما هو البخاري هذا؟ ماذا قرأته على مكانة الشيخ عبد الله الغماري؟ وجدت أحدًا يقرأ عليه. نعم، وهل قرأته أنت؟ أخذته من الشيخ عبد الله الغماري، والشيخ عبد الله الغماري أخذه من... إلى آخره. أنا قرأت الكتب الستة في الأزهر، فالحلقة متصلة. قرأنا الكتب الستة في الأزهر وختمناها، وأعطيت للأولاد السنيين. الذين هم ماذا يا دكتور؟ البخاري ومسلم وسنن أبي داود والترمذي وابن ماجة
والنسائي، هؤلاء يمثلون لك السنة النبوية، إنهم الكتب التي يسمونها العمدة، العمدة نعم. بعد ذلك يوجد موطأ مالك ومسند الشافعي ومسانيد أبي حنيفة ومسند الإمام أحمد وهو أوسع هذه الكتب، هؤلاء أصبحوا عشرة. إن بعد ذلك وهكذا، أنا قرأت السبعة، أنا قرأت إلى الموضع، قرأت هؤلاء السبعة، لأن طبعاً موسى هذا، أحمد هذا طويل جداً، وفيه أغلب ما تقرأه هذا، هذا منهج الأزهر في الكليات الشرعية، أو لمن يريد أن يستزيد بعد الليسانس أو البكالوريوس في بعض هذه الكليات، المولى بالنسبة للتفسير والحديث. هذان الاثنان موجودان في كلية أصول الدين. نشأت كلية أصول الدين من أجل حماية هذين الفنَّين: علم التفسير وعلم الحديث.
عندما نأتي إلى علم الحديث، يقال لك إنه منذ عصر المرتضى الزبيدي الذي شرح إحياء علوم الدين وخرَّج كل الأحاديث وما إلى ذلك، وكان يقرأ البخاري في القلعة يا... سلام. وكان قد وضع خطة في صحيح البخاري سيخبرك بها لاحقاً. حفظ العامة من الناس صحيح البخاري. أرأيت؟ خمسة آلاف حديث أو يزيد بالنسبة لصحيح البخاري، مع الأحاديث المكررة سبعة آلاف وخمسمائة حديث، ومن غير المكررة ألفان وستة أحاديث. حسناً، وبعض الناس يزيد ويضيف وما إلى ذلك، لكن المرتضى الزبيدي آخرنا. لا، ليس آخرنا. مَن الذي قال لك أن هذا نهايتنا؟ فإلى اليوم ونحن نتحدث هكذا، علماء الأزهر لهم إنتاج في العالم في كل شيء: في مجال التحقيق، في مجال شروط الأئمة. كانوا قديماً يسمونها شروط الأئمة، ونحن اليوم نسميها مناهج
المحدثين. انظر كيف هي مناهج المحدثين في تأليفهم، كيف هي في مجال الرواية، في مجال... الدراية في مجال النقل، ما زال الأزهر يعج بعلماء الحديث الذين لا مثيل لهم في العالم، منهم سيدنا الشيخ أحمد عمر هاشم، يا سلام، منهم سيدنا الشيخ أحمد معبد، يا سلام، منهم سيدنا الشيخ أحمد أبو النور، صحيح، منهم سيدنا، ماذا يوجد؟ ماذا يحدث؟ لدينا علماء. للحديث عجب عجاب، فهم ليسوا موجودين في الهند ولا موجودين في المغرب ولا موجودين في السند. نعم، هذه البلاد فيها علماء، ولكن الأزهر ما زال يعرف منهم سيدنا الشيخ المرحوم موسى شهيد لشين في الشروح، يشرح صحيح مسلم في سبعة عشر مجلداً، ويشرح أموراً أخرى في عشرة مجلدات. مجلدات ويشرح وهكذا،
من قال إننا في علم الحديث استفدنا من هذا؟ فإذا كان لدي من النظريات نظرية الحجية، ثم نظرية تواتر التوثيق، فالنظرية الثالثة هي الفهم. حسناً، أعطِ الكتاب، خلاص تأكدنا منه لأنني أرويه عن كل هؤلاء الناس، وأنا جالس أسمعها عند الشيخ الهمداني صاحب الكتاب. رد عليّ إذاً، فإذا كان هذا معروفاً هكذا، والقرآن هو هو في كل مكان، وهذه السنة، وهذه علومها، وهذا كذا، محفوظة ومقروءة وكل شيء، فكيف أفهمها إذاً؟ يكون ذلك بمجموعة من المفاتيح التي كتبها لنا سيدنا الشيخ الإمام الشافعي، بعضها آتٍ من الفقه، وبعضها آتٍ من المنطق، وبعضها آتٍ من من اللغة بعضها هكذا لكي أفهم، هؤلاء يكونون نظرية الفهم. الفهم النظرية الرابعة هي نظرية القطعي
والظني، نعم وهذا الكلام الذي سنتحدث فيه كثيراً إن شاء الله في المستقبل. القطعي والظني هذا الذي أجمعنا أننا نتوضأ قبل الصلاة. هل رأيت أحداً مسلماً يتوضأ بعد الصلاة، يقوم بالصلاة ثم بعد ذلك... يتوضأ لا يوجد اتفقنا على أمورنا أن الظهر أربع ركعات وأن هناك خمس صلوات وأن صيام رمضان هذه أركان الإسلام وفروض نزلت بالوحي يعني باختصار اتفقنا عليها بالفعل حتى لو اتفقنا أن الخمر حرام لا يوجد خوف أن يتخذ هؤلاء المتشددون نهجاً لهم. جديدٌ هكذا، ما هو ابتدأوا الآن على فكرة. المتشددون هؤلاء ليسوا فقط الذين يحملون السلاح وما إلى ذلك، الذين يحملون السلاح جزءٌ منهم، لكن الآخر هذا الذي لديه الفكر العقيم، نعم يشتم الأزهر ويشتم الأئمة الأربعة ويقول إن الزنا حلال، أو يقول
لا هذا أن السنة غير موجودة، أنا قرآني. لا أعرف ماذا، كل هذا من المتشددين. نعم، هم كلهم خطر عظيم أو أشد خطراً حتى من هؤلاء، لكنهم يقتلون بعضهم بعضاً، وهذه سمتهم في السنة أنهم يقتلون بعضهم بعضاً.