النظافة والتطهير من أهم طرق الوقاية من فيروس كورونا | أ.د علي جمعة

النظافة والتطهير من أهم طرق الوقاية من فيروس كورونا | أ.د علي جمعة - رمضان يحمينا
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من التوجهات الربانية الصمدانية لبني الإنسان الأمر بالنظافة. النظافة جزء لا يتجزأ من الحياة السليمة، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى جعل طهارة الثياب شرطاً من شروط صحة الصلاة، وجعل طهارة البدن شرطاً من شروط صحة الصلاة، وجعل طهارة المكان شرطاً من شروط.
صحة الصلاة، ولذلك قال: "وثيابك فطهر"، وجعل النظافة لها قيمة عالية جداً. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نظفوا أفنيتكم"، وذلك اهتماماً بنظافة المكان، ونظافة الأبدان، ونظافة الملابس والثياب. يقول ربنا سبحانه وتعالى - والمتدبر في ذلك يلحظ فيها معنى عميقاً - "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"، فالذي يطهر. جسده وثيابه ومكانه شخص يحبه
الله، انظر إلى هذه الكلمة وعش فيها، الله يحبك إذا كنت توابًا ترجع إليه، وإذا كنت متطهرًا تتجمل في هذه الحياة الدنيا وتنفذ أمره سبحانه وتعالى فيها، يبلغ الغاية ما أخرجه الترمذي في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "إن الله نظيف". يحب النظافة، هذا قمة في هذا الشأن. إن الله نظيف، الله سبحانه وتعالى غني عن عالم الأشياء وعن عالم الأشخاص وعن عالم الأحداث وعن عالم الأفكار. فالرب رب والعبد عبد، وهناك فارق
بين المخلوق والخالق. ليس كمثله شيء، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وبالرغم من ذلك يصفه رسول الله. صلى الله عليه وسلم فيقول هذه المقولة التي تعلي من شأن النظافة أن الله نظيف يحب النظافة. الله يحب، الله يكره، إنما هو في تلك الصفات الإيجابية التي أمرنا بها أو تلك الصفات السلبية التي زجرنا عنها ونهينا أن نفعلها. النظافة جزء لا يتجزأ من الحياة السليمة، النظافة جزء لا. يتجزأ من الصراط المستقيم من الحياة الطيبة ولذلك
يجب علينا جميعاً أن نتمسك بالنظافة وأن نأمر بها وأن نراجعها وأن لا نسكت عن المنحرفين عنها. يجب علينا جميعاً لأنها ليست مسألة شخص ولا مسألة مكان بل هي مسألة مجتمع وأمة. يجب علينا جميعاً أن نتعاون على النظافة وأن نضرب على يد من انحرف عنها