النهي عن الضرر | أ.د علي جمعة | حديث الروح

النهي عن الضرر | أ.د علي جمعة | حديث الروح - حديث الروح
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الإخوة المشاهدون أيها الأخوات المشاهدات في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حديث مهم سيرة العلماء من بعدها قاعدة فقهية من القواعد الخمس الكبرى وهي أساس من الأسس التي بني عليها
الفقه الإسلامي كله مع الحديث الثاني والثلاثين من أحاديث الإمام النووي وعنوانها النهي عن الضرر والإضرار فعن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري وهو مشهور بأبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار وهو حديث حسن رواه ابن ماجه والدارقطني وغيرهما مسندا عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه وأرضاه وله طرق كثيرة يقوي بعضها
بعضا هذا الحديث أصبح قاعدة فقهية يقول فيها الفقهاء الضرر يزال لقول رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار ومعنى الحديث لا توقع الضرر على الآخرين ولا توقع الضرر بنفسك فالضرر ممنوع والضرر مرفوع الشريعة جاءت لتحصيل المصالح وليس لتحصيل المفاسد والضرر إنما يكون مفسدة ولا يكون أبدا مصلحة والذي يحدد المضار والمصالح هو الله سبحانه وتعالى
لأنه لما خلق الخلق كل شيء في الدنيا فيه مفسدة وفيه مصلحة، الطعام والشراب والنوم فيها مصلحة ولكن أيضا فيها مفسدة، ولذلك نرى الله سبحانه وتعالى وهو يوجهنا يقول وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين، وكذلك كثرة النوم وكثرة الضحك تميت القلب، أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نقرأ القرآن بالليل وأن نقوم نصلي بالليل والنوم سكينة والنوم فيه مصالح ولكن كل شيء زاد عن حده انقلب
إلى ضده يقول الإمام القرافي رحمه الله تعالى حتى إذا أردنا أن نعد شيئا من الطعام وأردنا أن ينضج أصابت أيدينا حرارة النار ولذلك فكل شيء فيه مصلحة وفيه مفسدة ولكن علمنا ربنا سبحانه وتعالى الميزان أن نزن المفاسد والمصالح وأن نغلب المصالح على المفاسد سنفعل كل هذا دارئين للمفسدة جالبين للمصلحة وبنى الفقهاء فقههم على أنهم كلما رأوا شيئا يؤدي إلى الضرر أو إلى الإضرار يلحق ضررا بنفسه أو بغيره فإنهم يأمرونه
بأن ينزجر عنه وإذا رأوا الأمر بالعكس يحقق المصالح فإنهم يأمرونه بأن يأتي هذا رسما للفقه الإسلامي حياته وبقاءه وجعله قادرا على أن يعيش في كل زمان وفي كل مكان درءا للمفسدة وجلبا للمصلحة، فاللهم صل وسلم على سيدنا النبي الذي أرشدنا وعلمنا بقليل الكلام وكثير الحكمة. إلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.